ديوان الشاعر محمود درويش

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    #21
    نشيــــــــد

    نشيد



    -1-

    لأجمل ضفة أمشي

    فلا تحزن على قدمي

    من الأشواك

    إن خطاي مثل الشمس

    لا تقوى بدون دمي!

    لأجمل ضفة أمشي

    فلا تحزن على قلبي

    من القرصان...

    إن فؤادي المعجون كالأرض

    نسيم في يد الحب

    وبارود على البغض!

    لأجمل ضفة أمشي

    فإما يهترىء نعلي

    أضع رمشي

    نعم... رمشي!

    ولا أقف

    ولا أهفو إلى نوم وأرتجف

    لأن سرير من ناموا

    بمنتصف الطريق...

    كخشبة النعش!

    تعالوا يا رفاق القيد والأحزان

    كي نمشي

    لأجمل ضفة نمشي

    فلن نقهر

    ولن نخسر

    سوى النعش!



    -2-

    إلى الأعلى

    حناجرنا

    إلى الأعلى

    محاجرنا

    إلى الأعلى

    أمانينا

    إلى الأعلى

    أغانينا

    سنصنع من مشانقنا

    ومن صلبان حاضرنا وماضينا

    سلالم للغد الموعود

    ثم نصيح: يا رضوان!

    إفتح بابك الموصود!

    سنطلق من حناجرنا

    ومن شكوى مراثينا

    قصائد، كالنبيذ الحلو

    تكرع في ملاهينا

    وتنشد في الشوارع

    في المصانع

    في المحاجر

    في المزارع

    في نوادينا!

    سننصب من محاجرنا

    مراصد، تكشف الأبعد والأعمق والأروع

    فلا نقشع

    سوى الفجر

    ولا نسمع

    سوى النصر

    فكل تمرد في الأرض

    يزلزلنا

    وكل جميلة في الأرض

    تقبلنا

    وكل حديقة في الأرض

    نأكل حبة منها

    وكل قصيدة في الأرض

    إذا رقصت نخاصرها

    وكل يتيمة في الأرض

    إذا نادت نناصرها

    سنخرج من معسكرنا

    ومنفانا

    سنخرج من مخابينا

    ويشتمنا أعادينا:

    "هلا... همج هم... عرب"

    نعم! عرب

    ولا نخجل

    ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل

    وكيف يقاوم الأعزل

    ونعرف كيف نبني المصنع العصري

    والمنزل...

    ومستشفى

    ومدرسة

    وقنبلة

    وصاروخا

    وموسيقى

    ونكتب أجمل الأشعار...



    صوت:



    وماذا بعد؟

    سمعنا صوتك المدهون بالفسفور

    سمعناه... سمعناه

    فكيف ستجعل الكلمات

    أكواخ الدجى... بلور

    ودربك كله ديجور

    وشعبك...

    دمعة تبكي زمان النور

    وأرضك...

    نقش سجاده

    على الطرقات مرميه

    وأنت... بدون زواده

    وماذا بعد؟ ماذا بعد؟

    جميل صوتك المحمول بالريح الشمالية

    ولكنا سئمناه


    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      #22
      نشيــــــــد 2

      صوت:



      ذليل أنت كالإسفلت

      ذليل أنت

      يا من يحتمي بستارة الضجر

      غبي أنت... كالقمر

      ومصلوب على حجر

      فدعني أكمل الإنشاد

      دعني أحمل الريح الشمالية

      ودعني أحبس الأعصار في كمي

      ودعني أخزن الديناميت في دمي

      ذليل أنت كالإسفلت

      وكالقمر...

      غبي أنت!



      نشيد بنات طروادة



      وداعا يا ليالي الطهر

      يا أسوار طروادة

      خرجنا من مخا بينا

      إلى أعراس غازينا

      لنرقص فوق موت رجال طروادة

      سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا

      وما شاؤوا

      لأنهم أشداء

      ونرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة



      وداعا يا ليالي الطهر والأحلام

      يا ذكرى أحبتنا

      سبايا نحن منذ اليوم

      من اثار طروادة!



      تعليق على النشيد



      بلى. أصغيت للنغم

      فلا تخضع لجناز الردى

      قيثارك المشدود...

      من قاع المحيط لجبهة القمم!

      لئلا تجهض الأزهار والكبريت

      فوق فم

      سيزهر مرة طلعا وقنديلا

      وشعرا يصهر الفولاذ...

      يرصف شارع النغم

      لئلا تحقن الأجساد

      أفيونا من الألم

      نعم. أصغيت للنغم

      ولكني، تحريت السنا في الدمع

      لا ديمومة الظلم

      لنحرق ريشة الماضي

      ونعزف لحننا الرائد!

      فمن عزمي

      ومن عزمك

      ومن لحمي

      ومن لحمك

      نعبد شارع المستقبل الصاعد



      صوت:



      وماذا بعد؟ ماذا بعد!

      وشعبك...

      دمعة ترثي زمان المجد

      ولحن القيد

      يجنزنا

      ويحفر للذين يقاومون اللحد!



      مع المسيح



      - ألو...

      - أريد يسوع

      - نعم! من أنت!

      - أنا أحكي من "إسرائيل"

      وفي قدمي مسامير... وإكليل

      من الأشواك أحمله

      فأي سبيل

      أختار يا بن الله... أي سبيل؟

      أأكفر بالخلاص الحلو

      أم أمشي؟

      ولو أمشي وأحتضر؟



      - أقول لكم: أماما أيها البشر



      مع محمد



      - ألو...

      - أريد محمد العرب

      - نعم! من أنت؟

      - سجين في بلادي

      بلا أرض

      بلا علم

      بلا بيت

      رموا أهلي إلى المنفى

      وجاؤوا يشترون النار من صوتي

      لأخرج من ظلام السجن...

      ما أفعل؟

      - تحد السجن والسجان

      فإن حلاوة الإيمان

      تذيب مرارة الحنظل!



      مع حبقوق



      - ألو... هالو!

      - أ موجود هنا حبقوق؟

      - نعم من أنت؟

      أنا يا سيدي عربي

      وكانت لي يد تزرع

      ترابا سمدته يدا وعين أبي

      وكانت لي خطى وعباءة...

      وعمامة ودفوف

      وكانت لي...



      - كفى يا ابني!

      على قلبي حكايتكم

      على قلبي سكاكين



      بقية النشيد



      دعوني أكمل الإنشاد

      فإن هدية الأجداد للأحفاد:

      "زرعنا... فاحصدوا!"

      والصوت يأتينا سمادا

      يغرق الصحراء بالمطر

      ويخصب عاقر الشجر!

      دعوني أكمل الإنشاد

      ___
      _

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        #23
        بـطـاقـة هـويـة

        بطاقة هوية


        !سجل
        أنا عربي
        ورقم بطاقتي خمسون ألف
        وأطفالي ثمانية
        وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!
        فهل تغضب؟
        ***
        !سجل
        أنا عربي
        وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
        وأطفالي ثمانية
        أسل لهم رغيف الخبز،
        والأثواب والدفتر
        من الصخر
        ولا أتوسل الصدقات من بابك
        ولا أصغر
        أمام بلاط أعتابك
        فهل تغضب؟
        ***
        !سجل
        أنا عربي
        أنا إسم بلا لقب
        صبور في بلاد كل ما فيها
        يعيش بفورة الغضب
        جذوري...
        قبل ميلاد الزمان رست
        وقبل تفتح الحقب
        وقبل السرو والزيتون
        .. وقبل ترعرع العشب
        أبي.. من أسرة المحراث
        لا من سادة نجب
        وجدي كان فلاحا
        بلا حسب.. ولا نسب!
        يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
        وبيتي كوخ ناطور
        من الأعواد والقصب
        فهل ترضيك منزلتي؟
        أنا إسم بلا لقب!
        ***
        !سجل
        أنا عربي
        ولون الشعر.. فحمي
        ولون العين.. بني
        وميزاتي:
        على رأسي عقال فوق كوفيه
        وكفي صلبة كالصخر
        تخمش من يلامسها
        وعنواني:
        أنا من قرية عزلاء منسيه
        شوارعها بلا أسماء
        وكل رجالها في الحقل والمحجر
        فهل تغضب؟
        ***
        !سجل
        أنا عربي
        سلبت كروم أجدادي
        وأرضا كنت أفلحها
        أنا وجميع أولادي
        ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي
        سوى هذي الصخور..
        فهل ستأخذها
        حكومتكم.. كما قيلا؟!! إذن!
        سجل.. برأس الصفحة الأولى
        أنا لا أكره الناس
        ولا أسطو على أحد
        ولكني.. إذا ما جعت
        اكل لحم مغتصبي
        حذار.. حذار.. من جوعي
        ومن غضبي!!

        ___
        _

        تعليق

        • مرح ماجد
          عـضـو
          • Mar 2011
          • 3
          • الــــــــشــــــاعــــــــــــــــــــــــــرهــ الـــــــــــــــمـــــــــــوهـــــــوبــــــــــــه


            http://www.facebook.com/home.php?sk=...324201320&ap=1


            يا طيور الحب وصلي له سلامي..~

            قولي له اني أحبه ومانسيته..~



            http://www.htoof.com/2mintes.html

          #24
          رد: ديوان الشاعر محمود درويش

          كم اسعدني قرات تلك الكلمات انا اشكر كل من اهتم وكتب شعر محمود درويش وبما انني اعشق كلمات الشاعر الراحل محمود درويش رحمه الله سوف اقدم لكم بعض الكلمات الجميله لهاذ الشاعر العظيم

          حبيبتي تنهض من نومها


          حبيبتي تنهض من نومها

          طفولتي تأخذ، في كفها،

          زينتها من كل شيء..

          و لا _

          تنمو مع الريح سوى الذاكرة

          لو أحصت الغيم الذي كدسوا

          على إطار الصورة الفاترة

          لكان أسبوعا من الكبرياء

          و كل عام قبله ساقط

          و مستعار من إناء المساء..

          يوم تدحرجت على كل باب

          مستسلما للعالم المشغول

          أصابعي تزفر: لا تقذفوا

          فتات يومي للطريق الطويل

          بطاقة التشريد في قبضتي

          زيتونة سوداء،

          و هذا الوطن

          مقصلة أعبد سكينها

          إن تذبحوني، لا يقول الزمن

          رأيتكم!

          و كالة الغوث لا

          تسأل عن تاريخ موتي، و لا

          تغير الغابة زيتونها،

          لا تسقط الأشهر تشرينها !

          طفولتي تأخذ في كفها،

          زينتها من أي يوم

          و لا _

          تنمو مع الريح سوى الذاكرة

          و إنني أذكر مراتها

          في أول الأيام،حين اكتسى

          جبينها البرق، لكنني

          أضطهد الذكرى، لأن المسا

          يضطهد القلب على بابه..

          أصابعي أهديتها كلها

          إلى شعاع ضاع في نومها

          و عندما تخرج من حلمها

          حبيبتي أعرف درب النهار

          أشق درب النهار.

          كل نساء اللغة الصافية

          حبيبتي..

          حين يجيء الربيع

          الورد منفي على صدرها

          من كل حوض، حالما بالرجوع

          و لم أزل في جسمها ضائعا

          كنكهة الأرض التي لا تضيع

          كل نساء اللغة دامية

          حبيبتي..

          أقمارها في السماء

          و الورد محروق على صدرها

          بشهوة الموت، لأن المساء

          عصفورة في معطف الفاتحين

          و لم أزل في ذهنها غائبا

          يحضرها في كل موت وحين ..

          كل نساء اللغة النائمة

          حبيبتي

          تحلم أن النهار

          على رصيف الليلة الاتية

          يشرب ظل الليل و الانكسار

          من شرف الجندي و الزانية

          تحلم أن المارد المستعار

          من نومنا، أكذوبة فانية

          و أن زنزانتنا، لا جدار

          لها، و أن الحلم طين و نار

          كل نساء اللغة الضائعة

          حبيبتي..

          فتشت عتها العيون

          فلم أجدها.

          لم أجد في الشجر

          خضرتها..

          فتشت عنها السجون

          فلم أجد إلا فتات القمر

          فتشت جلدي..

          لم أجد نبضها

          و لم أجدها في هدير السكون

          و لم أجدها في لغات البشر

          حبيبة كل الزنابق و المفردات

          لماذا تموتين قبلي

          بعيدا عن الموت و الذكريات

          و عن دار أهلي ؟..

          لماذا تموتين قبل طلاق النهار

          من الليل ..

          قبل سقوط الجدار

          لماذا؟

          لكل مناسبة لفظة..

          و لكن موتك كان مفاجأة للكلام

          و كان مكافأة للمنافي

          و جائزة للظلام

          فمن أين اكتشف اللفظة اللائقة

          بزنبقة الصاعقة؟

          سأستحلف الشمس أن تترجل

          لتشربني عن كثب ..

          و تفتح أسرارها ..

          سأستحلف الليل أن يتنصل

          من الخنجر الملتهب

          و يكشف أوراقه للمغني

          تفاصيل تلك الدقائق

          كانت..

          عناوين موت معاد

          و أسماء تلك الشوارع

          كانت..

          و صايا نبي يباد

          و لكنني جئت من طرف السنة الماضية

          على قنطرة

          ألا تفتحين شبابيك يوم جديد

          بعيد عن المقبرة؟!..

          لأبطالنا، أنشد المنشدون

          و كانوا حجارة

          و كانوا يريدون أن يرصفوا

          بلاطا لساحاتنا

          وصمتا، لأن السكوت طهارة

          إذا ازدحم المنشدون

          و يبدو لنا حين نطرق باب الحبيب

          بأن الجدار وتر

          و يبدو لنا أنه لن يغيب

          سوى ليلة الموت، عنا

          و لكننا ننتظر

          ألا تقفزين من الأبجديه

          إلينا، ألا تقفزين؟

          فبعد ليالي المطر

          ستشرع أمتنا في البكاء

          على بطل القادسية !

          أسحل دقات قلبك فوق الجفون

          و أعصب بالريح حلقي

          إذا كثر النائمون..

          و من ليل كل السجون

          أصيح:

          أعيدوا لنا بيتها

          أعيدوا لنا صمتها

          أعيدوا لنا موتها..

          عيناك، يا معبودتي، هجرة

          بين ليالي المجد و الانكسار.

          شردني رمشك في لحظة

          ثم عادني لاكتشاف النهار.

          عشرون سكينا على رقبتي

          و لم تزل حقيقتي تائهة

          و جئت يا معبودتي

          كل حلم

          يسألني عن عودة الالهه

          _ترى !رأيت الشمس

          في ذات يوم ؟

          _رأيتها ذابلة.. تافهة

          في عربات السبي كنا، و لم

          تمطر علينا الشمس إلا النعاس

          كان حبيبي طيبا، عندما

          ودعني ..

          كانت أغانينا حواس .

          عيناك، يا معبودتي،منفى

          نفيت أحلامي و أعيادي

          حين التقينا فيهما!

          من يشتري تاريخ أجدادي ؟

          من يشتري نار الجروح التي

          تصهر أصفادي؟

          من يشتري الحب الذي بيننا؟

          من يشتري موعدنا الاتي؟

          من يشتري صوتي و مراتي ؟

          من يشتري تاريخ أجدادي

          بيوم حرية؟..

          _معبودتي! ماذا يقول الصدى

          ماذا تقول الريح للوادي؟

          _كن طيبا،

          كن مشرقا طالردى

          و كن جديرا بالجناح الذي

          يحمل أولادي..

          ما لون عينيها؟

          يقول المساء:

          أخضر مرتاح

          على خريف غامض.. كالغناء

          و الرمش مفتاح

          لما يريد القلب أن يسمعه.

          كانت أغانينا سجالا هناك

          على جدار النار و الزوبعة

          _هل التقينا في جميع الفصول؟

          _كنا صغيرين. و كان الذبول

          سيدنا

          _هل نحن عشب الحقول

          أم نحن وجهان على الأمس؟

          _الشمس كانت تحتسي ظلنا

          و لم نغادر قبضة الشمس

          _كيف اعترفنا بالصليب الذي

          يحملنا في ساحة النور؟

          _لم نتكلم

          نحن لم نعترف

          إلا بألفاظ المسامير!..

          عيناك، يا معبودتي ،عودة

          من موتنا الضائع تحت الحصار

          كأنني ألقاك هذا المساء

          للمرة الأولى..

          و ما بيننا

          إلا بدايات، و نهر الدماء

          كأنه لم يغسل الجيلا.

          أسطورتي تسقط من قبضتي

          حجارة تخدش وجه الموت

          و الزنبق اليابس في جبهتي

          يعرف جو البيت..

          _من يرقص الليلة في المهرجان

          _أطفالنا الاتون

          _من يذكر النسيان؟

          _أطفالنا اتون

          _من يضفر الأحزان

          إكليل ورد في جبين الزمان ؟

          _أطفالنا الاتون

          _من يضع السكر في الألوان؟

          _أطفالنا الاتون

          _و نحن يا معبودتي ،

          أي دور

          نأخذه في فرحة المهرجان ؟

          _نموت مسرورين

          في ضوء موسيقي

          أطفالنا الاتين !..

          تحياتي لكم
          واتمنى مشاركتكم على الفيس بوك
          وهذا رابط مجموعة محمود درويش انتظر مشاركتكم https://www.facebook.com/home.php?sk...91696324201320
          التعديل الأخير تم بواسطة مرح ماجد; 14-04-2011, 10:27 PM. سبب آخر: بعض الاخطاء الاملائيه

          تعليق

          • نوران العلي
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 3156

            #25
            وعــاد فـي كـفـن


            وعاد في كفن




            يحكون في بلادنا

            يحكون في شجن

            عن صاحبي الذي مضى

            وعاد في كفن

            كان اسمه...

            لا تذكروا اسمه !

            خلوه في قلوبنا...

            لا تدعوا الكلمه

            تضيع في الهواء كالرماد..

            خلوه جرحا راعفا.. لا يعرف الضماد

            طريقه إليه

            أخاف يا أحبتي.. أخاف يا أيتام..

            أخاف أن ننساه في زحمة الأسماء

            أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء !

            أخاف أن تنام في قلوبنا

            جراحنا..

            أخاف أن تنام

            2

            العمر.. عمر برعم لا يذكر المطر..

            لم يبك تحت شرفة القمر

            لم يوقف الساعات بالسهر

            وما تداعت عند حائط يداه..

            ولم تسافر خلف خيط شهوة.. عيناه !

            ولم يقبل حلوة..

            لم يعرف الغزل

            غير أغاني مطرب ضيعه الأمل

            ولم يقل لحلوة: الله !

            إلا مرتين !

            لم تلتفت إليه.. ما أعطته إلا طرف عين

            كان الفتى صغيرا..

            فغاب عن طريقها

            ولم يفكر بالهوى كثيرا..!

            3

            يحكون في بلادنا

            يحكون في شجن

            عن صاحبي الذي مضى

            وعاد في كفن

            ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

            لأمه: الوداع !

            ما قال للأحباب.. للأصحاب:

            موعدنا غدا !

            ولم يضع رسالة.. كعادة المسافرين

            تقول إني عائد وتسكت الظنون

            ولم يخط كلمة..

            تضيء ليل أمه التي..

            تخاطب السماء والأشياء،

            تقول: يا وسادة السرير !

            يا حقيبة الثياب !

            يا ليل ! يا نجوم ! يا إله ! يا سحاب!

            أما رأيتم شاردا.. عيناه نجمتان؟

            يداه سلتان من ريحان

            وصدره وسادة النجوم والقمر

            وشعره أرجوحة للريح والزهر!

            أما رأيتم شاردا

            مسافرا لا يحسن السفر؟!

            راح بلا زوادة.. من يطعم الفتى

            إن جاع في طريقه

            من يرحم الغريب؟

            قلبي عليه في غوائل الدروب

            قلبي عليك يا فتى.. يا ولداه!

            قولوا لها، يا ليل! يا نجوم!

            يا دروب! يا سحاب!

            قولوا لها: لن تحملي الجواب

            فالجرح فوق الدمع.. فوق الحزن والعذاب

            لن تحملي.. لن تصبري كثيرا

            لأنه..

            لأنه مات، ولم يزل صغيرا !

            4

            يا أمه !

            لا تقلعي الدموع من جذورها !

            للدمع يا والدتي جذور،

            تخاطب المساء كل يوم

            تقول: أين قافلة المساء؟

            من أين تعبرين؟

            غصت دروب الموت.. حين سدها المسافرون

            سدت دروب الحزن.. لو وقفت لحظتين

            لحظتين!

            لتمسحي الجبين والعينين

            وتحملي من دمعنا تذكار

            لمن قضوا من قبلنا.. أحبابنا المهاجرين

            يا أمه!

            لا تقلعي الدموع من جذورها

            خلي ببئر القلب دمعتين!

            فقد يموت في غد أبوه.. أو أخوه

            أو صديقه أنا

            خلي لنا..

            للميتين في غد لو دمعتين.. دمعتين !

            5

            يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

            حرائق الرصاص في وجناته

            وصدره.. وجهه..

            لا تشرحوا الأمورا !

            أنا رأيت جرحه

            حدقت في أبعاده كثيرا

            "قلبي على أطفالنا"

            وكل أم تحضن السريرا !

            يا أصدقاء الراحل البعيد

            لا تسألوا: متى يعود؟

            لا تسألوا كثيرا

            بل اسألوا: متى

            يستيقظ الرجال !?

            __
            _

            تعليق

            • نوران العلي
              V - I - P
              • Feb 2009
              • 3156

              #26
              محمد (الدرة)

              محمد (الدرة)


              محمد،
              يعشش في حضن والده طائرا خائفا
              من جحيم السماء: احمني يا أبي
              من الطيران إلى فوق! إن جناحي
              صغير على الريح... والضوء أسود
              * *
              محمد،
              يريد الرجوع إلى البيت، من
              دون دراجة..أو قميص جديد
              يريد الذهاب إلى المقعد المدرسي...
              الى دفتر الصرف والنحو: خذني
              الى بيتنا، يا أبي، كي أعد دروسي
              وأكمل عمري رويدا رويدا...
              على شاطئ البحر، تحت النخيل
              ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد
              * *
              محمد،
              يواجه جيشا، بلا حجر أو شظايا
              كواكب، لم ينتبه للجدار ليكتب: "حريتي
              لن تموت". فليست له، بعد، حرية
              ليدافع عنها. ولا أفق لحمامة بابلو
              بيكاسو. وما زال يولد، ما زال
              يولد في اسم يحمله لعنة الإسم. كم
              مرة سوف يولد من نفسه ولدا
              ناقصا بلدا... ناقصا موعدا للطفولة؟
              أين سيحلم لو جاءه الحلم...
              والأرض جرح... ومعبد؟
              * *
              محمد،
              يرى موته قادما لا محالة. لكنه
              يتذكر فهدا راه على شاشة التلفزيون،
              فهدا قويا يحاصر ظبيا رضيعا.
              وحين
              دنا منه شم الحليب،
              فلم يفترسه.
              كأن الحليب يروض وحش الفلاة.
              اذن، سوف انجو - يقول الصبي -
              ويبكي: فإن حياتي هناك مخبأة؟
              في خزانة أمي، سأنجو... واشهد.
              * *
              محمد،
              ملاك؟ فقير؟ على قاب قوسين من
              بندقية صياده البارد الدم.
              من
              ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبي
              الذي يتوحد في ظله
              وجهه، كالضحى، واضح؟
              قلبه، مثل تفاحة، واضح؟
              وأصابعه العشر، كالشمع، واضحة؟
              والندى فوق سرواله واضح؟...
              كان في وسع صياده أن يفكر بالأمر
              ثانية، ويقول : سأتركه ريثما يتهجى
              فلسطينه دون ما خطأ...
              سوف أتركه الان رهن ضميري
              وأقتله، في غد، عندما يتمرد!
              * *
              محمد،
              يسوع؟ صغير؟ ينام ويحلم في
              قلب أيقونة
              صنعت من نحاس
              ومن غصن زيتونة
              ومن روح شعب تجدد
              * *
              محمد،
              دم, زاد عن حاجة الأنبياء
              إلى ما يريدون، فاصعد
              الى سدرة المنتهى
              يا محمد!

              __
              _

              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                #27
                حــــالة حصـــار

                حالة حصار


                هنا، عند منحدرات التلال، أمام الغروب وفوهة الوقت،
                قرب بساتين مقطوعة الظل،
                نفعل ما يفعل السجناء،
                وما يفعل العاطلون عن العمل:
                نربي الأمل.

                بلاد علي أهبة الفجر. صرنا أقل ذكاء،
                لأنا نحملق في ساعة النصر:
                لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية.
                أعداؤنا يسهرون وأعداؤنا يشعلون لنا النور
                في حلكة الأقبية.

                هنا، بعد أشعار أيوب لم ننتظر أحدا...

                سيمتد هذا الحصار إلي أن نعلم أعداءنا
                نماذج من شعرنا الجاهلي.

                ألسماء رصاصية في الضحى
                برتقالية في الليالي. وأما القلوب
                فظلت حيادية مثل ورد السياج.

                هنا، لا أنا
                هنا، يتذكر ادم صلصاله...

                يقول على حافة الموت:
                لم يبق بي موطئ للخسارة:
                حر أنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
                سوف أدخل عما قليل حياتي،
                وأولد حرا بلا أبوين،
                وأختار لاسمي حروفا من اللازورد...

                في الحصار، تكون الحياة هي الوقت
                بين تذكر أولها.
                ونسيان اخرها.

                هنا، عند مرتفعات الدخان، على درج البيت،
                لا وقت للوقت.
                نفعل ما يفعل الصاعدون إلى الله:
                ننسي الألم.

                الألم
                هو: أن لا تعلق سيدة البيت حبل الغسيل
                صباحا، وأن تكتفي بنظافة هذا العلم.

                لا صدى هوميري لشيء هنا.
                فالأساطير تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
                لا صدى هوميري لشيء. هنا جنرال
                ينقب عن دولة نائمة
                تحت أنقاض طروادة القادمة

                يقيس الجنود المسافة بين الوجود وبين العدم
                بمنظار دبابة...

                نقيس المسافة ما بين أجسادنا والقذائف بالحاسة السادسة.

                أيها الواقفون على العتبات ادخلوا،
                واشربوا معنا القهوة العربية
                غقد تشعرون بأنكم بشر مثلنا.
                أيها الواقفون على عتبات البيوت!
                اخرجوا من صباحاتنا،
                نطمئن إلى أننا
                بشر مثلكم!

                نجد الوقت للتسلية:
                نلعب النرد، أو نتصفح أخبارنا
                في جرائد أمس الجريح،
                ونقرأ زاوية الحظ: في عام
                ألفين واثنين تبتسم الكاميرا
                لمواليد برج الحصار.

                كلما جاءني الأمس، قلت له:
                ليس موعدنا اليوم، فلتبتعد
                وتعال غدا !

                أفكر، من دون جدوى:
                بماذا يفكر من هو مثلي، هناك
                على قمة التل، منذ ثلاثة الاف عام،
                وفي هذه اللحظة العابرة؟
                فتوجعني الخاطرة
                وتنتعش الذاكرة

                عندما تختفي الطائرات تطير الحمامات،
                بيضاء بيضاء، تغسل خد السماء
                بأجنحة حرة، تستعيد البهاء وملكية
                الجو واللهو. أعلى وأعلى تطير
                الحمامات، بيضاء بيضاء. ليت السماء
                حقيقية قال لي رجل عابر بين قنبلتين

                الوميض، البصيرة، والبرق
                قيد التشابه...
                عما قليل سأعرف إن كان هذا
                هو الوحي...
                أو يعرف الأصدقاء الحميمون أن القصيدة
                مرت، وأودت بشاعرها

                إلي ناقد: لا تفسر كلامي
                بملعقة الشاي أو بفخاخ الطيور!
                يحاصرني في المنام كلامي
                كلامي الذي لم أقله،
                ويكتبني ثم يتركني باحثا عن بقايا منامي

                شجر السرو، خلف الجنود، ماذن تحمي
                السماء من الانحدار. وخلف سياج الحديد
                جنود يبولون تحت حراسة دبابة
                والنهار الخريفي يكمل نزهته الذهبية في
                شارع واسع كالكنيسة بعد صلاة الأحد...

                نحب الحياة غدا
                عندما يصل الغد سوف نحب الحياة
                كما هي، عادية ماكرة
                رمادية أو ملونة.. لا قيامة فيها ولا اخرة
                وإن كان لا بد من فرح
                فليكن
                خفيفا على القلب والخاصرة
                فلا يلدغ المؤمن المتمرن
                من فرح ... مرتين!

                قال لي كاتب ساخر:
                لو عرفت النهاية، منذ البداية،
                لم يبق لي عمل في اللغة

                إلي قاتل: لو تأملت وجه الضحية
                وفكرت، كنت تذكرت أمك في غرفة
                الغاز، كنت تحررت من حكمة البندقية
                وغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية

                إلى قاتل اخر: لو تركت الجنين ثلاثين يوما،
                إذا لتغيرت الاحتمالات:
                قد ينتهي الاحتلال ولا يتذكر ذاك الرضيع زمان الحصار،
                فيكبر طفلا معافي،
                ويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتك
                تاريخ اسيا القديم.
                وقد يقعان معا في شباك الغرام.
                وقد ينجبان ابنة (وتكون يهودية بالولادة).
                ماذا فعلت إذا ؟
                صارت ابنتك الان أرملة،
                والحفيدة صارت يتيمة ؟
                فماذا فعلت بأسرتك الشاردة
                وكيف أصبت ثلاث حمائم بالطلقة الواحدة ؟

                لم تكن هذه القافية
                ضرورية، لا لضبط النغم
                ولا لاقتصاد الألم
                إنها زائدة
                كذباب على المائدة

                الضباب ظلام، ظلام كثيف البياض
                تقشره البرتقالة والمرأة الواعدة.

                تعليق

                • نوران العلي
                  V - I - P
                  • Feb 2009
                  • 3156

                  #28
                  حالة حصار 2

                  الحصار هو الانتظار
                  هو الانتظار على سلم مائل وسط العاصفة

                  وحيدون، نحن وحيدون حتى الثمالة
                  لولا زيارات قوس قزح

                  لنا اخوة خلف هذا المدى.
                  اخوة طيبون. يحبوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
                  ثم يقولون في سرهم:
                  ليت هذا الحصار هنا علني.. ولا يكملون العبارة:
                  لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

                  خسائرنا: من شهيدين حتى ثمانية كل يوم.
                  وعشرة جرحى.
                  وعشرون بيتا.
                  وخمسون زيتونة...
                  بالإضافة للخلل البنيوي الذي
                  سيصيب القصيدة والمسرحية واللوحة الناقصة

                  في الطريق المضاء بقنديل منفي
                  أرى خيمة في مهب الجهات:
                  الجنوب عصي على الريح،
                  والشرق غرب تصوف،
                  والغرب هدنة قتلي يسكون نقد السلام،
                  وأما الشمال، الشمال البعيد
                  فليس بجغرافيا أو جهة
                  إنه مجمع الالهة

                  قالت امرأة للسحابة: غطي حبيبي
                  فإن ثيابي مبللة بدمه

                  إذا لم تكن مطرا يا حبيبي
                  فكن شجرا
                  مشبعا بالخصوبة، كن شجرا
                  وإن لم تكن شجرا يا حبيبي
                  فكن حجرا
                  مشبعا بالرطوبة، كن حجرا
                  وإن لم تكن حجرا يا حبيبي
                  فكن قمرا
                  في منام الحبيبة، كن قمرا
                  هكذا قالت امرأة
                  لابنها في جنازته

                  أيها الساهرون ! ألم تتعبوا
                  من مراقبة الضوء في ملحنا
                  ومن وهج الورد في جرحنا
                  ألم تتعبوا أيها الساهرون ؟

                  واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
                  ولنا هدف واحد واحد واحد: أن نكون.
                  ومن بعده نحن مختلفون على كل شيء:
                  علي صورة العلم الوطني (ستحسن صنعا لو اخترت يا شعبي الحي رمز الحمار البسيط).
                  ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
                  (ستحسن صنعا لو اخترت أغنية عن زواج الحمام).
                  ومختلفون علي واجبات النساء
                  (ستحسن صنعا لو اخترت سيدة لرئاسة أجهزة الأمن).
                  مختلفون على النسبة المئوية، والعام والخاص،
                  مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أن نكون ...
                  ومن بعده يجد الفرد متسعا لاختيار الهدف.

                  قال لي في الطريق إلى سجنه:
                  عندما أتحرر أعرف أن مديح الوطن
                  كهجاء الوطن
                  مهنة مثل باقي المهن !

                  قليل من المطلق الأزرق اللا نهائي
                  يكفي
                  لتخفيف وطأة هذا الزمان
                  وتنظيف حمأة هذا المكان

                  على الروح أن تترجل
                  وتمشي على قدميها الحريريتين
                  إلى جانبي، ويدا بيد، هكذا صاحبين
                  قديمين يقتسمان الرغيف القديم
                  وكأس النبيذ القديم
                  لنقطع هذا الطريق معا
                  ثم تذهب أيامنا في اتجاهين مختلفين:
                  أنا ما وراء الطبيعة. أما هي
                  فتختار أن تجلس القرفصاء على صخرة عالية

                  إلى شاعر: كلما غاب عنك الغياب
                  تورطت في عزلة الالهة
                  فكن ذات موضوعك التائهة
                  و موضوع ذاتك. كن حاضرا في الغياب

                  يجد الوقت للسخرية:
                  هاتفي لا يرن
                  ولا جرس الباب أيضا يرن
                  فكيف تيقنت من أنني
                  لم أكن ههنا !

                  التعديل الأخير تم بواسطة نوران العلي; 14-04-2011, 10:36 PM.

                  تعليق

                  • نوران العلي
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 3156

                    #29
                    حالة حصار 3

                    يجد الوقت للأغنية:
                    في انتظارك، لا أستطيع انتظارك.
                    لا أستطيع قراءة دوستويفسكي
                    ولا الاستماع إلى أم كلثوم أو ماريا كالاس وغيرهما.
                    في انتظارك تمشي العقارب في ساعة اليد نحو اليسار...
                    إلي زمن لا مكان له.
                    في انتظارك لم أنتظرك، انتظرت الأزل.

                    يقول لها: أي زهر تحبينه
                    فتقول: القرنفل .. أسود
                    يقول: إلى أين تمضين بي، والقرنفل أسود ؟
                    تقول: إلى بؤرة الضوء في داخلي
                    وتقول: وأبعد ... أبعد ... أبعد

                    سيمتد هذا الحصار إلى أن يحس المحاصر، مثل المحاصر،
                    أن الضجر
                    صفة من صفات البشر.

                    لا أحبك، لا أكرهك
                    قال معتقل للمحقق: قلبي مليء
                    بما ليس يعنيك. قلبي يفيض برائحة المريمية.
                    قلبي بريء مضيء مليء،
                    ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
                    لا أحبك. من أنت حتى أحبك؟
                    هل أنت بعض أناي، وموعد شاي،
                    وبحة ناي، وأغنية كي أحبك؟
                    لكنني أكره الاعتقال ولا أكرهك
                    هكذا قال معتقل للمحقق: عاطفتي لا تخصك.
                    عاطفتي هي ليلي الخصوصي...
                    ليلي الذي يتحرك بين الوسائد حرا من الوزن والقافية !

                    جلسنا بعيدين عن مصائرنا كطيور
                    تؤثث أعشاشها في ثقوب التماثيل،
                    أو في المداخن، أو في الخيام التي
                    نصبت في طريق الأمير إلي رحلة الصيد...

                    على طللي ينبت الظل أخضر،
                    والذئب يغفو علي شعر شاتي
                    ويحلم مثلي، ومثل الملاك
                    بأن الحياة هنا ... لا هناك

                    الأساطير ترفض تعديل حبكتها
                    ربما مسها خلل طارئ
                    ربما جنحت سفن نحو يابسة
                    غير مأهولة،
                    فأصيب الخيالي بالواقعي،
                    ولكنها لا تغير حبكتها.
                    كلما وجدت واقعا لا يلائمها
                    عدلته بجرافة.
                    فالحقيقة جارية النص، حسناء،
                    بيضاء من غير سوء ...

                    إلي شبه مستشرق: ليكن ما تظن.
                    لنفترض الان أني غبي، غبي، غبي.
                    ولا ألعب الجولف.
                    لا أفهم التكنولوجيا،
                    ولا أستطيع قيادة طيارة!
                    ألهذا أخذت حياتي لتصنع منها حياتك؟
                    لو كنت غيرك، لو كنت غيري،
                    لكنا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
                    أما للغبي، كما لليهودي في تاجر البندقية
                    قلب، وخبز، وعينان تغرورقان؟

                    في الحصار، يصير الزمان مكانا
                    تحجر في أبده
                    في الحصار، يصير المكان زمانا
                    تخلف عن أمسه وغده

                    هذه الأرض واطئة، عالية
                    أو مقدسة، زانية
                    لا نبالي كثيرا بسحر الصفات
                    فقد يصبح الفرج، فرج السماوات،
                    جغرافية !

                    تعليق

                    • نوران العلي
                      V - I - P
                      • Feb 2009
                      • 3156

                      #30
                      حالة حصار 4


                      ألشهيد يحاصرني كلما عشت يوما جديدا
                      ويسألني: أين كنت ؟ أعد للقواميس كل الكلام الذي كنت أهديتنيه،
                      وخفف عن النائمين طنين الصدى

                      الشهيد يعلمني: لا جمالي خارج حريتي.

                      الشهيد يوضح لي: لم أفتش وراء المدى
                      عن عذارى الخلود، فإني أحب الحياة
                      علي الأرض، بين الصنوبر والتين،
                      لكنني ما استطعت إليها سبيلا، ففتشت
                      عنها باخر ما أملك: الدم في جسد اللازورد.

                      الشهيد يحاصرني: لا تسر في الجنازة
                      إلا إذا كنت تعرفني. لا أريد مجاملة
                      من أحد.

                      الشهيد يحذرني: لا تصدق زغاريدهن.
                      وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا:
                      كيف بدلت أدوارنا يا بني، وسرت أمامي.
                      أنا أولا، وأنا أولا !

                      الشهيد يحاصرني: لم أغير سوى موقعي وأثاثي الفقير.
                      وضعت غزالا على مخدعي،
                      وهلالا على إصبعي،
                      كي أخفف من وجعي !

                      سيمتد هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبودية لا تضر، ولكن بحرية كاملة!!.

                      أن تقاوم يعني: التأكد من صحة
                      القلب والخصيتين، ومن دائك المتأصل:
                      داء الأمل.

                      وفي ما تبقى من الفجر أمشي إلى خارجي
                      وفي ما تبقى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

                      سلام على من يشاطرني الانتباه إلي
                      نشوة الضوء، ضوء الفراشة، في
                      ليل هذا النفق.

                      سلام على من يقاسمني قدحي
                      في كثافة ليل يفيض من المقعدين:
                      سلام على شبحي.

                      إلي قارئ: لا تثق بالقصيدة
                      بنت الغياب. فلا هي حدس، ولا
                      هي فكر، ولكنها حاسة الهاوية.

                      إذا مرض الحب عالجته
                      بالرياضة والسخرية
                      وبفصل المغني عن الأغنية

                      أصدقائي يعدون لي دائما حفلة
                      للوداع، وقبرا مريحا يظلله السنديان
                      وشاهدة من رخام الزمن
                      فأسبقهم دائما في الجنازة:
                      من مات.. من ؟

                      الحصار يحولني من مغن الى . . . وتر سادس في الكمان!

                      الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد وأخت الشهيد
                      وأخت الشهيدة كنة أم الشهيد حفيدة جد شهيد
                      وجارة عم الشهيد الخ ... الخ ..
                      ولا نبأ يزعج العالم المتمدن،
                      فالزمن البربري انتهى.
                      والضحية مجهولة الاسم، عادية،
                      والضحية مثل الحقيقة نسبية الخ ... الخ ف

                      هدوءا، هدوءا، فإن الجنود يريدون
                      في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
                      التي استمع الشهداء إليها، وظلت كرائحة
                      البن في دمهم، طازجة.

                      هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلح الطائرات محاريث ؟
                      قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
                      فقد يتسرب شيء من السلم للنفس.
                      عندئذ نتباري على حب أشيائنا بوسائل شعرية.
                      فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النفس
                      يفتح أبواب قلعتنا لمقام الحجاز أو النهوند ؟
                      فقلنا: وماذا ؟ ... وبعد ؟

                      الكتابة جرو صغير يعض العدم
                      الكتابة تجرح من دون دم..

                      فناجين قهوتنا. والعصافير والشجر الأخضر
                      الأزرق الظل. والشمس تقفز من حائط
                      نحو اخر مثل الغزالة.
                      والماء في السحب اللانهائية الشكل في ما تبقي لنا
                      من سماء. وأشياء أخرى مؤجلة الذكريات
                      تدل على أن هذا الصباح قوي بهي،
                      وأنا ضيوف على الأبدية.

                      ___
                      _

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...