فتيات في بحر الحب.. قصة من تأليفي!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Kikumaru Eiji
    عـضـو
    • Nov 2008
    • 28

    #21
    "أريد البقاء بجانب حُبي "

    وصلت "بريتي" مع والدتها إلى المستشفى بعدما تلقوا اتصالا من "مارسل" وقال فيه:
    إن حالة "مارك" سيئة, عليكم أن تأتوا إلى المستشفى حالاً.
    توقفت "بريتي" عن الركض عندما رأت "مارسل" متكئاً على الجدار وعلى وجهه علامات الحزن
    وملابسه ملطخة بالدم لأن قام بحمل "مارك" إلى السيارة...
    وقفت الأم بجانبه وسألته بقلق:
    كيف حال "مارك"؟.... وأين هو الان؟
    أشاح "مارسل" بوجهه وهو يرد عليها:
    لقد قال الطبيب, إن نسبة نجاته من الخطر 30% لأن معظم أعضاء جسده قد تحطمت
    وحالته سيئة للغاية, وهو في غيبوبةٍ الان ولا أحد يعلم متى سينهض.
    انهمرت الدموع من عيني الأم وهي تسمع كلام "مارسل" وسألته بنبرة باكية:
    هل يمكنني رؤيته؟
    هز "مارسل" رأسه ب لا, ثم قال:
    لا يمكننا رؤيته اليوم, أعتذر لقول هذا.. لكن "مارك" بين الحياة والموت.
    صرخت "بريتي" في وجه "مارسل" قائلة:
    لماذا تقول هذا...؟ سوف ندعو له بالشفاء العاجل.
    قال "مارسل" بنبرةِ غاضبة:
    لو أنه لم يقم بحماية تلك الفتاة, لكان الوضع أفضل بكثير.
    سألته "بريتي" في حيرة:
    أي فتاةٍ تقصد؟
    حكي لها "مارسل" كل ما حدث بالتفصيل, وعندما انتهى... جلست الأم على مقعد الانتظار وهي تقول
    بندم:
    لماذا فعل ذلك؟.... ما الذي طلبه "مارك" ورفضنا أن نعطيه..؟
    واستمرت بالبكاء, وجلست "بريتي" بجانبها واحتضنتها, وحاولت أن تهدئها قليلاً....

    من جهةٍ أخرى, كان والداي "ديفا" يجلسون بجانبها, وهي مستلقيةٌ على السرير ولم تستيقظ بعد
    لكن حالتها لم تكن سيئة ك "مارك"... كل ما حدث لها هو أنها أصيبت في رأسها وكتفيها مع بعض
    الجروح في كلتا قدميها....
    استيقظت "ديفا" لكنها لم تفتح عينيها لأنها سمعت والدتها تقول:
    لماذا فعلت هذا؟
    أجابها الأب قائلاً في ضيق:
    هذه نهاية إهمالكِ لها... كان عليك أن تنتبهي لتصرفاتها.
    صرخت الأم قائلة بغضب:
    وأنت أيضاً... اللوم يقع عليك, لأنك تسافر دائماً وتضع كل المسؤولية على عاتقي.
    قاطعتهما "ديفا" قائلة ببرود:
    أخرجا من هنا!
    فالتفتا إليها, وتابعت قائلة وهي تفتح عينيها:
    أريد أن أبقى لوحدي... غادرا حالاً.
    خرجا الاثنان بدون أن ينطقا بكلمة.. لأنهما على علمٍ بحالتها.....
    امتلأت عينا "ديفا" بالدموع وهي تهمس بداخل نفسها:
    لماذا لا أزال على قيد الحياة؟.... وأين "مارك"...؟

    في أحد المطاعم الراقية, جلست "ساكورا" مع "اندي" مقابلان لبعضهما, ثم سألها:
    ماذا ستطلبين الان؟
    فتحت "ساكورا" قائمة الأصناف وأبتسمت قائلة:
    هناك أصنافٌ جديدة.
    قام "اندي" بسحب الكرسي الذي يجلس عليه ووضعه بجانبها وجلس... حدقت به "ساكورا"
    بإستغراب وقالت:
    هل أنت جاد؟!
    رد عليها "اندي" ضاحكاً:
    بالتأكيد.
    ثم أختارا معاً ما سيتناولانه وأخبروا النادل, ثم عاد "اندي" إلى مكانه...
    توقف المطر أخيراً, وخرجت "ميري" مع "ساي" من تحت الشجرة, وقالت وهي تمد يديها:
    الجو رائع.
    ونظرت إلى السماء ورأت قوس قزح وأشارت إليه وهي تقول:
    إنه قوس قزح... أنظر يا "ساي".
    وقف "ساي" بجانبها ورفع رأسه للسماء وهو يقول:
    إنه رائع حقاً.
    ثم نظر إلى "ميري" وسألها:
    إلى أين تودين الذهاب الان؟
    فكرت "ميري" قليلاً, ثم قالت مبتسمة:
    أريدك أن تأخذني في نزهة لأرى معالم المدينة, لأنني لم اتي إلى هنا منذ زمن.
    أمسك "ساي" بيدها وركض بها وهو يقول بمرح:
    هيا بنا... سأريك أشياء جميلة.
    وصلت "تينا" لمنزل "مايكل" ودقت الجرس, ففتح لها "مايكل" الباب, ورفع حاجبيه حين راها مبللة
    من المطر ووجهها مليءٌ بالدموع, فقال وهو يمسك بيدها:
    تعالي إلى الداخل كي لا تصابي بالبرد.
    بعد مرور وقت, إرتدت "تينا" ثوباً أعطتها إياه والدته, ثم غطت جسدها بالمعطف وجلست على الأريكة...
    وضع "مايكل" كأسٌ به قهوة ساخنة على الطاولة أمامها ثم قال:
    ستشعرين بالدفء عندما تشربين هذا.
    قالت له "تينا" بصوتٍ خافت:
    شكراً لك "مايكل"!
    وجلس بجانبها ووضع كفه على كتفها الأيسر وسألها:
    أخبريني, ما الذي حدث؟
    ردت عليه "تينا" وعيناها تمتلئ بالدموع:
    لقد رفض... والدي لا يريد مني أن أرافقك.
    وتابعت وهي تنظر إليه والدموع تنهمر من عينيها:
    لا يمكنني فعل ذلك!... أنا أحبك يا "مايكل".
    إرتجفت شفتيه ولم يعرف ماذا يقول.. فأحتضنها وقال:
    لا بأس... سأكون بجانبكِ دائماً.
    في ذلك الحين, ركبت "ميمي" مع "جوزيف" على قاربٍ أبيض صغير, يسير على ضفاف النهر...
    بينما كانا فيه, أنزلت "ميمي" يدها إلى النهر وأبتسمت وهي تخفض عينيها قائلة:
    إنه بارد...
    جلس "جوزيف" أمامها ومد يده إلى خذها وقال بحنان:
    مثلكِ تماماً يا عزيزتي.
    إحمر وجه "ميمي" خجلاً ثم ردت عليه قائلة وهي تضع كفها على يده:
    أشكرك يا "جوزيف".
    أخرجت "ميمي" علبةً مربعة الشكل ومتوسطة الحجم من حقيبتها, ومغلفة باللون الزهري مع شريط
    بلون السماء... نظر إليها "جوزيف" بإستغراب ثم سألها:
    ما هذا؟
    إتسعت شفتي "ميمي" مبتسمة وهي تقول:
    لقد أعددتُ هذا لك.
    وحين فتحتها, رأى فيها كل الأصناف التي يحبها وقال بسعادة:
    إنها جميلة.
    قالت له "ميمي" بخجل:
    أتمنى أن تعجبك.
    إلتمعت عينا "جوزيف" وهو يقول بلطف:
    بالطبع ستعجبني... لأنكِ اعددتها بنفسكِ يا عزيزتي.
    ثم تناولا الغذاء معاً, وهما على القارب وسط النهر, ومع نسمات الهواء الباردة...
    وصلت "ساكورا" مع "اندي" إلى شاطئ البحر, ونزلا من السيارة معاً... غطست "ساكورا" بقدمها على
    البحر وقالت:
    إنه باردٌ كالثلج.
    وقف "اندي" بجانبها, وانحنى نحو البحر, وأخذ القليل من الماء في يده, وقام برشه على "ساكورا"
    وهو يضحك قائلاً:
    عليكِ أن تشعري ببرودته أكثر.
    فتحت "ساكورا" شعرها وهو مبلل, وقامت بأخذ الماء في كلتا يديها وصبته على رأسه وهي تقول في مكر
    وتبتسم:
    أعتقد أنك تحبه هكذا, أليس كذلك؟
    نظر "اندي" إلى الجهة الأخرى, بعدما سمع صوتاً غريباً, وحين التفت رأى شخصان يركبان في الزورق
    الكهربائي السريع, ويسيران في البحر, فأشار إليه قائلاً:
    لنركب في هذه... ما رأيك؟
    ظهرت السعادة على وجهها وهي تقول بمرح:
    هيا بنا...!
    وأستأجر "اندي" واحداً, ووقف عليه في المقدمة, و"ساكورا" تتمسك به من الخلف...
    ثم قال وهو يشغله:
    هل أنتِ مستعده؟
    هزت رأسها وهي تقول:
    نعم.
    إنطلق "اندي" بسرعةٍ كبيرة, وكان كلما يميل بالزورق ينزل عليها الماء كالمطر, وهما يضحكان
    واستمتعا بوقتهما كثيراً وبقيا يلعبان فيه مدة 10 دقائق, ثم عادا إلى الشاطئ وهما متعبان... ورجعا للمنزل
    في المساء بعدما هبط الظلام...
    دخلت "ميري" مع "ساي" إلى محل الألعاب الإلكترونية, وتحدا بعضهما, ففاز "ساي" في لعبة القتال على
    "ميري", ثم أشتروا الطعام وتناولاه معاً, وشربا العصير من نفس الكوب, وألتقطا الصور وعادا للمنزل
    في وقتٍ متأخر...
    تناول "هنري" العشاء مع عائلة "رينا".. وبعدما أنتهوا, قامت الأم بتقديم الشاي لهم... ثم قالت أخت
    "رينا" متسائله:
    "هنري".... هل تحب "رينا" فعلاً؟
    إحمر وجه "رينا" خجلاً وقالت لشقيقتها بإرتباك:
    ما هذا السؤال؟
    نهضت الأخت من مكانها وجلست بجانب "هنري" وهي تقول:
    هيا أخبرني...
    أجابها "هنري" بكل ثقة:
    بالطبع أحبها.. "رينا" حبي الأول ولا يمكنني التفريط فيه.
    قامت "رينا" بسحب "هنري" من ذراعه, وصعدت به إلى غرفتها, وأغلقت الباب بالمفتاح...
    ثم قالت وهي تضع يدها على قلبها:
    "هنري" ... أنا اسفة لأنني فعلت هذا, لكني اود التحدث معك على انفراد.
    وقف "هنري" أمامها وهو يقول:
    حسناً.
    وجلسا على السرير, وبينما كانا يتبادلان الأحاديث, قالت "رينا" بتساؤل:
    أخبرني... ما سبب الخلاف الذي بينك وبين "روبرت"؟
    عقد "هنري" حاجبيه وأشاح بوجهه قائلاً:
    هل لديكِ رغبةٌ في سماع هذه القصة المملة؟
    هزت "رينا" رأسها وهي تجيبه:
    نعم.. خاصةً وأن الكراهية بينكما تدفعني لمعرفة السبب.
    بدأ "هنري" يحكي لها كل ما حدث بالتفصيل وقال:
    منذ زمنٍ طويل, كانت والدتي صديقةٌ حميمه لوالدة "روبرت", ودرستا معاً... وفي يومٍ من الأيام
    تزوج والدي من أمي, وعمي تزوج صديقتها وكان الزفاف في نفس اليوم من شدة تعلقهما ببعضهم...
    بعدها بفترةٍ ليست طويلة, اصيب والدي بالمرض وقال الأطباء أن العملية تكلف الكثير من المال, وذهبت
    والدتي إلى صديقتها طلباً للمساعدة, وكان ردها في ذلك الوقت انها لا تملك مالاً لكي تقرضها منه, ولأن
    معارف والدتي قليلون لم تتمكن من توفير المبلغ, وتوفي والدي لأن المرض اشتد عليه, كانت والدتي حاملاً
    عندما توفي والدي, وكذلك صديقتها... عندما وصلت صديقة أمي لشهر الولادة أحست بألمٍ فظيع ولم تعرف
    ما تفعل, فذهبت تطلب المساعدة من والدتي, أغلقت والدتي الباب في وجه صديقتها التي ظلت تصرخ وتطرق
    الباب بكل جهدها, ووالدتي غير مبالية بأمرها مطلقاً, حتى جاء أحد الجيران وحملها إلى المستشفى, وذهبت
    والدتي إلى المستشفى نفسه عندما أحست بقليلٍ من الألم وتمكنت من الذهاب بنفسها... وولدتا في الوقت ذاته.

    وصمت "هنري" عند هذا الجزء, فأقتربت "رينا" منه وسألته بحيرة:
    ماذا حدث بعد ذلك؟
    إلتمعت عينا "هنري" وهو يكمل القصة قائلا:
    كل واحدةٍ قطعت وعداً على نفسها بأن تربي ابنها على كراهية الاخر.... لقد حاول عمي جاهداً
    أن يقرب "روبرت" مني عندما كنا في الخامسة من عمرنا, كنت ألعب معه سراً وإذا رأته والدته تضربه
    ضرباً مبرحاً, كان يأتي دائماً بالكثير من الكدمات على وجهه.. بعد ذلك بدأنا نكره بعضنا تدريجياً بسبب
    خلافٍ بين صديقتين لا علاقة لنا به... هذه هي كل القصة.
    إتسعت عينا "رينا" ذهولاً وهي تقول:
    لا أصدق... إنها أغرب قصة سمعتها في حياتي.
    تنهد "هنري" وأخفض حاجبيه وهو يقول مبتسماَ:
    أنا سعيدٌ جداً لأنكِ أستمعتِ إلي, أشعر بالإرتياح لأنني أخبرتك.
    وضعت "رينا" كفها على كفه وهي تقول:
    كلما أحتجت إلي ستجدني أمامك.
    مد "هنري" يديه وأحتضنها بحب وهو يقول:
    شكراً لكِ يا عزيزتي.

    دق جرس الساعة عند الثانية عشرة تماماً من منتصف الليل, حينها نهض "هنري" من على السرير
    ونظر ل "رينا" وهو يقول بصوتٍ هادئ:
    لقد تأخر الوقت, علي الذهاب الان.
    وقفت "رينا" بجانبه وقالت وهي تخفض رأسها :
    حسناً... لا بأس.
    قام "هنري" بتقبيلها في جبهتها, ثم أبتعد ملوحاً بيده وهو يقول بمرح:
    إلى اللقاء.
    لحقت به "رينا" وهي تقول:
    سأرافقك.
    في تلك الساعة, كان "روبرت" يحاول الإتصال على "بريتي" لكن بلا جدوى, فقد نسيت
    أن تأخذ الهاتف معها إلى المستشفى....
    رمى "روبرت" هاتفه على الأريكة في غرفة المعيشة, وتنهد قائلاً بضجر:
    أين يمكن أن تكون في هذا الوقت؟
    في المستشفى, نظر "مارسل" إلى الساعة في يده وقال وهو يبتعد عن الجدار:
    لا فائدة من بقائنا هنا, علينا العودة للمنزل.
    رفعت الأم رأسها وقالت محدقةً به:
    أنا سأبقى هنا حتى اطمئن على "مارك".
    وضعت "بريتي" يدها على كتف والدتها وقالت:
    عليكِ أن ترتاحي يا والدتي, فأنتِ تبدين متعبة.
    عقدت الأم حاجبيها وهي تقول في ضيق:
    أنا بخير... إذهبا أنتما.
    أخذ "مارسل" نفساً عميقاً وجلس على الأرض امام والدته وقال:
    أعدكِ بأنني سأحظرك إلى هنا صباح الغد.... ما رأيك؟
    صمتت الأم لبرهة ثم أغمضت عينيها وقالت بإستسلام:
    حسناً... أتمنى أن تحافظ على وعدك يا "مارسل".
    إتسعت شفتي "مارسل" مبتسماً, وهز رأسه موافقاً وهو يقول:
    أعدكِ بذلك.
    وأمسك بيدها وساعدها على الوقوف, وغادروا المستشفى...
    رفعت "ديفا" رأسها من على الوسادة, وأستغلت الفرصة بما أنه لا يوجد أحدٌ بجوارها, وحين وضعت
    قدميها على الأرض أحست بالألم, ثم قالت بشجاعة وإصرار:
    يجب ان أرى "مارك"... لن أبالي بالألم.
    كانت "ديفا" مُصرةً على رؤيته, لأنها سمعت الممرضة تقول لزميلتها في العمل بجانب غرفة "ديفا":
    هناك شابٌ صغير في العناية المركزة, حالته سيئة جداً.
    مدت "ديفا" يديها ممسكة بالجدار وسارت ببطءٍ شديد لأن قدميها مصابتان...
    بدأ الدم ينزف من قدمها ويخرج من الضماد حين غادرت الغرفة, وكانت تسير وتتلفت حولها لكي لا يراها أحد...
    حين وصلت "ديفا" إلى غرفة "مارك", كانت تتنفس بصعوبة, وفتحت الباب بالقوة ودخلت...
    إتسعت عيناها حين رأت "مارك" مطروحاً على السرير, والجروح تملئ وجهه مع ضماداتٍ كثيرة في جسده...
    والأجهزة الطبية عليه, إقتربت "ديفا" قليلاً ووقعت على الأرض لأن قدميها لم تعد قادرة على حملها, إنهمرت الدموع
    من عينيها وهي تزحف على الأرض للوصول إليه وتقول متألمه:
    "مارك"... يجب أن ....
    ومدت يدها وتمسكت بالسرير, وكانت تجلس بجانب "مارك" ووضعت كفها على خده وأبتسمت قائلة
    بنبرةٍ باكية:
    كان يجب أن نموت معاً, أليس كذلك؟.... لم أكن أريدك أن تصل إلى هذه الحالة.
    وعانقته وهي تغمض عينيها, وأغمي عليها وهي بهذا الوضع....
    في الصباح الباكر, دخلت الممرضة بالصدفة إلى غرفة "مارك" وحين رأت "ديفا", سقط دفتر الملاحظات من
    الذي كانت تحمله بيدها على الأرض, ونادت الطبيب في الحال.
    قام الأطباء بإعادة "ديفا" إلى غرفتها, ووضعها على السرير, وغيروا الضمادات التي في قدميها, وبعدما إنتهوا
    قال الطبيب وهو يمسح عرقه:
    إنها مجنونة!... نهضت بالرغم من إصاباتها.
    سألته الممرضة في حيرة:
    وما العمل الان؟... أخشى أن تذهب ثانيةً.
    تنهد الطبيب قائلاً:
    علينا أن نخبر والديها بالأمر, ونرى ما سيفعلانه معها...
    نظرت الممرضة إلى "ديفا" بإشفاق, ثم خرجت مع الطبيب.

    *********************************************

    تعليق

    • Kikumaru Eiji
      عـضـو
      • Nov 2008
      • 28

      #22
      " من أجلك! "

      بدأت الإمتحانات النظرية في الجامعة... وكان جميع الطلاب مستعدين..
      بينما كانا "تيما" و"اندي" في طريقهما للخروج من المنزل, سمعا صوت صراخ والدتهما فصعدا إليها
      بسرعة, ووجداها تقف عند باب غرفة الأب وهي ترتجف... أقترب "اندي" ليرى ماذا هناك, وذُهل حين
      رأى والده ملقياً على الأرض ولا يتحرك, فرمى "اندي" بحقيبته وركض إلى والده وهو يقول:
      والدي.... ما الذي حدث لك؟
      ووضع يده على رأس والده, ووجده بارداً جداً, فقال بعجل:
      علينا نقله إلى المستشفى حالاً.
      هزت "تيما" رأسها موافقه وهي تقول:
      سأطلب من الخدم أن يساعدونا في حمل والدي.
      وأخيراً, تم وضع الأب في السيارة, وجلسا "اندي" و "تيما" في المقدمة, والأم تجلس في الخلف مع
      زوجها...
      في الجامعة, تجمع كل الطلاب في القاعات المخصصة لهم لبدء الإختبار...
      نظر المراقب إلى الساعة بعدما وزع أوراق الأسئلة, وقال بصوتٍ عالٍ:
      إبدؤوا الحل.
      في الوقت الذي كانا فيه "اندي" و "تيما" يجلسان على مقاعد الإنتظار, ليطمئنا على حالة والدهما...
      خرج الطبيب من الغرفة, وحين راهم ينهضون من على مقاعدهم, قال بجدية:
      لقد إنخفضت نسبة الدم في جسده, ونحن بحاجةٍ لنقل الدم إليه.... من منكم
      يملك نفس الفصيلة؟
      كاد "اندي" أن يتكلم, لكن جواب "تيما" السريع أوقفه وهو:
      أنا, أيها الطبيب.
      رد عليها الطبيب وهو يدير ظهره:
      إذن تعالي معي.
      تقدمت "تيما" خطوتين للأمام وقالت موجهةً كلامها ل "اندي" بجدية:
      إذهب يا "اندي"... لقد بدأ الإختبار.
      قال "اندي" في قلق:
      لكن.... ماذا عنكِ؟
      ردت عليه "تيما" بغضب:
      إذهب فقط, لا تبالي بأمري... أرجوك إذهب.
      عظ "اندي" شفتيه وقال في ضيق:
      حسناً.
      وركض مغادراً المستشفى... وشغل سيارته وأنطلق مسرعاً إلى الجامعه...
      مرت ساعة كاملة على بدء الإختبار, ولم يتبقى سوى ساعتان...
      قام "اندي" بفتح باب القاعة بقوة, فألتفت إليه المراقب ورمقه بإستغراب... ثم سأله:
      أين كنت يا "اندي"؟
      أجابه وهو يتنفس بصعوبة:
      أنا اسف!... لكن أرجوك... إسمح لي بالدخول.
      أخرج المراقب ورقه الأسئلة, ومد يده ليعطيه, فظهرت الإبتسامة على وجه "اندي" وهو يقول:
      شكراً لك يا سيدي!
      قال المراقب بجفاء:
      إبدأ حالاً.
      جلس "اندي" في مكانه, وحين فتح الأسئلة وقرأها, إتسعت عينيه وقال بداخل نفسه:
      لقد درست كل هذا مع "تيما".
      وبدلاً من كتابة إسمه, كتب اسم "تيما" وكأنها هي من أدى الإختبار, وبدأ الحل...
      في المستشفى, أخذت الممرضة دماً من "تيما" وقامت بفحصه, ثم أرسلته إلى الطبيب, نهضت
      "تيما" من كرسي المريض, وخرجت من الغرفة وهي تهمس بداخل نفسها:
      أتمنى أن يكون "اندي" قد وصل في الوقت المناسب.
      إنتهت ساعات الإمتحان بسرعة, ووضع كل الطلاب أقلامهم على الطاولة... فقال المراقب:
      إجمعوا الأوراق.
      قال "اندي" متسائلاً:
      هل يمكنني الخروج؟
      سمح له المراقب بالمغادرة, ما دام قد انهى الإختبار, وخرج "اندي" مسرعا من القاعة...
      فقال أحد الطلاب بإستغراب:
      ما الذي جرى له يا ترى؟
      بعدما انهت "ساكورا" إمتحانها, اتجهت نحو "رينا" وسألتها:
      كيف كان إختباركِ؟
      ردت عليها "رينا" قائلة:
      إنه جيد.... ماذا عنكِ؟
      إتسعت شفتي "ساكورا" وهي تقول:
      رائعٌ جداً.
      في تلك اللحظة, فتحت "ديفا" عينيها ببطء, وهمست بداخل نفسها:
      أين أنا؟... هل هذه غرفتي أم غرفة "مارك"؟
      وحركت عينيها للجهة اليمنى, ورأت والدتها تجلس بجانبها وتقول بسعادة:
      حمد لله على سلامتك يا "ديفا"... لقد كنتُ قلقةً عليكِ.
      قالت "ديفا" بصوتٍ خافت:
      هل كان ذلك حلماً؟
      وتابعت قائلة بصوتٍ أوضح:
      كيف وصلتُ إلى هنا يا أمي؟.... أذكر بأنني كنتُ بجانب "مارك"...
      قاطعتها والدتها قائلة بعصبية:
      إياكِ ان تفكري بالذهاب إليه مرةً أخرى, هل هذا واضح؟
      عقدت "ديفا" حاجبيها وهي ترفع رأسها من على الوسادة وتقول:
      لماذا؟... هل تريدون منعي من رؤيته أيضاً؟
      وضعت والدتها يديها على كتفي "ديفا" وهي تقول بهدوء:
      إذا علم والدك بالأمر, سيغضب كثيراً وربما ينقلكِ إلى مكانٍ اخر.
      إرتجفت شفتي "ديفا" وهي تقول بصوتٍ حزين:
      أمي... أنا أحب "مارك".. أرجوكِ دعيني أراه.. ارجوكِ.
      قامت الأم بإحتضان إبنتها الباكية, وقالت لها بإشفاق:
      حسناً يا "ديفا"... سأسمح لكِ برؤيته عندما تشفى قدمكِ, إتفقنا؟
      هزت "ديفا" رأسها موافقة, وأستمرت بالبكاء....
      في تلك اللحظة, عاد "مايكل" إلى المنزل وعلامات الإرهاق على وجهه... وحين راته "تينا" تركت المذكرات
      التي بيدها ووضعتها على الطاولة, وسألته في حيرة:
      ما الأمر؟... تبدو متعباً.
      رمى "مايكل" بنفسه على الأريكة, وهو يقول بصوتٍ مرهق:
      إني أبحث عن عمل منذ ساعتين, لكني لم أجد من يقبلني عنده.
      جلست "تينا" بجانبه وفكرت قليلاً ثم قالت:
      لماذا لا تعمل في شركة والدي؟
      ضحك "مايكل" بأعلى صوته ثم قال بجدية:
      والدكِ؟... سوف يطردني قبل أن يراني.
      ابتسمت "تينا" وهي تقول بثقة:
      أعلم هذا... لدي خطةٌ جيدة لك.
      وأمسكته من يده, وأدخلته إلى غرفته ودخلت معه... ثم إلتفتت إليه وهي تغلق الباب, وتقول:
      أولاً: عليك تغيير مظهرك الخارجي... كي لا يعرفك أحد.
      أخفض "مايكل" حاجبيه وقال في حيرة:
      وكيف أفعل هذا؟
      ردت عليه "تينا" بسرعة:
      شعرك البني يجب أن يتحول إلى الأسود, وضع النظارات على عينيك, وعليك إرتداء
      الملابس الرسمية الخاصة بالعمل.
      إتسعت عينا "مايكل" وهو يسمع كلام "تينا" المفاجئ, وحالما إنتهت سألها:
      لكن والدكِ يعرف إسمي. ما العمل؟
      وضعت "تينا" إصبعها على خذها وقالت بحيرة:
      أعتقد أن علينا التزوير في هذه الحالة.
      قال "مايكل" مبتسماً:
      أعرف شخصاً جيداً في هذه الأمور, إنه أحد أصدقائي.
      قالت "تينا" بسعادة:
      رائع... لنبدأ في الحال.
      وعندما أدارت "تينا" ظهرها إليه, سمعته يسألها:
      لكن "تينا", ما الذي جعلكِ تفكرين في هذا الأمر؟
      إلتفتت إليه "تينا" وقالت مجيبة:
      قبل فترة قصيرة, سمعت والدي يقول أنه بحاجةٍ لشخصٍ ماهر يعمل في قسم الحسابات, لهذا
      فكرت بأنك الشخص المناسب لهذا العمل.
      رفع "مايكل" حاجبيه قائلاً:
      صحيح!... أنا كنت أدرس في هذا المجال.
      إقتربت "تينا" منه وهي تقول:
      علينا أن نسرع, انها فرصتنا الوحيدة.
      في أحد المدارس, خرجت "ميري" من قاعة الإمتحان, وتبعها "ساي" وهو يقول بضجر:
      كم أكره هذه المادة...
      وقفت "ميري" بجانب السور وهي تقول:
      اشعر بالملل.. أريد العودة للبيت.
      وقف "ساي" بجانبها وهو يقول:
      يمكننا العودة الان.
      سألته "ميري" بإندهاش:
      حقاً؟
      ابتسم لها "ساي" وهو يجيب:
      بالطبع... ما دمنا قد أنهينا الإختبار.
      فأمسكت بيده بسعادة وهي تقول:
      لنذهب معاً.
      في ذلك الوقت, كانت "تينا" مع "مايكل" في السوق, وتختار له الملابس المناسبة, ليظهر بشكل
      مميز أمام والدها, وأشترت له الكثير من الأشياء, بعدها ذهب "مايكل" إلى الصالون الرجالي, وغير
      لون شعره إلى الأسود, وطلب منه أن يرتبه بشكلٍ مختلف... بعد مرور ثلاث ساعات, عادا "مايكل"
      و"تينا" للمنزل, ثم قالت له "تينا":
      أريد منك أن تريني كيف سيكون شكلك في الغد.
      دخل "مايكل" إلى غرفته, وغير ملابسه ووضع النظارات على عينيه, وأنزل قليلاً من شعره على جبينه...
      وحين خرج, إلتفتت إليه "تينا", ونهضت من على الأريكة ببطء, وهي تقول بذهول:
      هذا رائع.
      بدا شكل "مايكل" مختلفاً جداً, وأقتربت "تينا" منه وقالت ضاحكة:
      لو رأيتك بهذا الشكل في مكانٍ اخر, لن أتمكن من معرفتك.
      ضحك "مايكل" وهو يقول بمرح:
      إنك تبالغين كثيراً يا عزيزتي.
      سألته "تينا" في حيرة:
      هل إنتهى صديقك من عمله؟
      أخذ "مايكل" من على الأريكة, وأتصل بصديقه, وسأله عن الأوراق عندما رد عليه:
      هل إنتهيت؟
      إنتقل إلى مسامعه صوت صديقه وهو يقول:
      نعم.... يمكنك القدوم لأخذها.
      عندما أغلق "مايكل" الخط, أخذت "تينا" منه الهاتف وقالت:
      إستخدم الهاتف المحمول الذي أشتريته لك... هناك أمرٌ اخر... في فترة العمل عليك أن
      تسكن في أحد الفنادق الفخمة.
      قال "مايكل" متسائلاً بحيرة:
      لماذا؟
      ردت عليه قائلة بجدية:
      إن والدي يراقب مستوى الموظفين الجدد الذين يعملون عنده في الأيام الأولى, لذا عليك
      أن تكون حذراً للغاية.
      تنهد "مايكل" قائلاً في ضيق:
      حاضر.. كما تشائين.
      قامت "بريتي" بالإتصال على "روبرت" وهي في المستشفى وحين رد عليها, قالت له بصوتٍ متعب:
      مرحباً "روبرت".
      قال "روبرت" متسائلاً بقلق شديد:
      "بريتي"... صوتكِ لا يبدو طبيعياً... هل حدث شيء؟
      سكتت "بريتي" قليلاً ثم أجابته بنبرةِ حزينة:
      "مارك" تعرض لحادث, وهو الان بالمستشفى, وحالته سيئة.
      إتسعت عيني "روبرت" وهو يقول:
      "مارك"؟
      وتذكر حين راه في عيد الحب, وتشاجرا وكاد أن يضرب "بريتي"....
      أغمض "روبرت" عينيه وقال:
      أتمنى له الشفاء العاجل.
      وأغلق الخط, وأستلقى على سريره وهو يقول:
      هل هذا معقول؟
      وبدا كالمذهول الذي تذكر شيئاً, وقال بإرتباك وهو يرفع رأسه من على الوسادة:
      كان علي أن أسألها عن المستشفى... يال غبائي.
      ذهب "اندي" إلى الطبيب... وسأله عن حالة والده... وكان الرد هو:
      أعتقد بانه من الأفضل أن يبقى هنا.
      عقد "اندي" حاجبيه وتساءل في ضيق:
      لماذا؟... هل حالته خطيرة؟
      رد عليه الطبيب بهدوء:
      كلا... لكني أريد إجراء فحصٍ شامل له, للإطمئنان فقط.
      اخفض "اندي" رأسه وهو يقول:
      حسناً... إفعل ما تراه مناسباً.
      وخرج من عنده, وأرتجف كتفيه وركض لخارج المستشفى, وتوقف عن الركض حين رأى الثلج
      يتساقط, ورفع رأسه للسماء هو يقول بحزن:
      لماذا علينا أن نعاني هكذا؟
      وركب سيارته.. وأنطلق بها... وبينما كان في الطريق, إتصل إلى "ساكورا", وحين ردت عليه قال لها:
      "ساكورا" أنا بإنتظارك في الخارج.
      وتفاجأت "ساكورا" من طريقة كلامه, لقد بدا الحزن واضحاً على نبرته, فنزلت إليه.. وفتحت الباب
      الحديدي ورأته يقف أمامها والثلج يغطي كتفيه, فسألته:
      ما الذي حدث لك "اندي"؟
      لم يستطع "اندي" التحمل وأقترب منها وأحتضنها وهو يقول:
      أنا اسف... لكني بحاجةٍ إليكِ.
      نظرت "ساكورا" إلى وجهه الحزين, وأمسكت بيده وقالت:
      تعال معي إلى الداخل... فالجو باردٌ هنا.
      وادخلته للمنزل, ونفضت ملابسه من الثلج, ثم أجلسته عند المدفئة في غرفة المعيشة, وغطت
      جسده بالمعطف, وجلست بجانبه وهي تثني ركبتيها قائلة:
      ما الذي حدث لك "اندي"؟
      لم يتمكن "اندي" من الرد عليها, فبقيت "ساكورا" تتطلع في النار الموقدة حتى سمعته
      يقول لها بهدوء:
      والدي بالمستشفى.... إن حالته سيئة, قال الطبيب أنه سيجري فحصاً شاملاً له في الغد...
      ويجب أن نكون بجانبه, في الحقيقة إني أشعر برغبةٍ في البكاء كلما رأيت والدي.
      قالت له "ساكورا" بإشفاق:
      أتمنى أن يشفى بسرعة.
      نظر "اندي" إلى "ساكورا" قائلاً بإنحراج:
      أنا اسف... لأنني أتيت في هذا الوقت.
      إبتسمت "ساكورا" في وجهه وهي تقول:
      لا بأس... يمكنك القدوم في أي وقتٍ تشاء يا عزيزي "اندي".
      بعدما شعر "اندي" بالدفء, نهض من على الأرض وقال شاكراً:
      أشكرك يا "ساكورا"... علي الذهاب الان.
      وأبعد المعطف وأعطاه ل "ساكورا" التي وقفت أمامه وهي تقول:
      لماذا لا تنتظر حتى يتوقف الثلج؟
      قال "اندي" مجيباً:
      لا عليكِ... سأذهب بالسيارة.
      وأبتعد ملوحاً بيده إليها وهو يقول:
      إلى اللقاء.
      إلتمعت عينا "ساكورا" وهي تراه يخرج من أمامها, وقالت بداخل نفسها:
      رافقتك السلامة يا "اندي".
      ونزلت دمعةٌ من عينيها بدون أن تعلم السبب, وكانت تبتسم بالرغم من ذلك....
      في المستشفى, جلست "ديفا" على الكرسي المتحرك, لأن الطبيب طلب منها ألا تسير على قدميها حتى تشفى,
      وقفت والدتها خلفها وهي تقول:
      ساخذكِ إلى "مارك" الان.
      إبتسمت "ديفا" وهي تقول:
      شكراً لكِ.. امي.
      وحين خرجتا من الغرفة, ووصلا إلى مكان غرفة "مارك"... رأوا "مارسل" و "بريتي" يجلسان هناك فتوقفت
      والدة "ديفا" عن دفع الكرسي وقالت متسائلة:
      هل يمكننا الدخول؟.... "ديفا" تريد رؤية "مارك".
      ضحك "مارسل" وهو يقول متضايقاً:
      يال الوقاحة... إنك جريئةٌ جداً يا انسة "ديفا", جئتِ بنفسك إلى هنا.
      ردت عليه "ديفا" بسخرية:
      يبدو عليك التعب من الجلوس هنا, لماذا لا تذهب وتأخذ قسطاً من الراحة؟
      وتابعت وهي تغير ملامح وجهها للجدية:
      أيها الذئب البشري.
      نهض "مارسل" من مكانه, وأدخل يديه في جيبه وهو يقترب ببطءٍ منها, وفجأةً إعترضت والدتها طريقه
      فتوقف عن السير, ووالدة "ديفا" تقول بإحترام وهدوء:
      نحن لم نأتي إلى هنا لإفتعال الشجار... لقد أتينا لزيارة شخصٍ مريض.
      عقد "مارسل" حاجبيه وقال بعصبية:
      لن أسمح لكما بالدخول, هل هذا واضح؟!
      أمسكت "بريتي" بذراع "مارسل" وسحبته للخلف وهي تقول:
      هذا يكفي!
      وتقدمت "بريتي" خطوتين للأمام ثم قالت ببرود:
      المعذرة, لا استطيع السماح لكما بالدخول, لأن والدتي بجانب "مارك" الان...
      يمكنكما العودة لاحقاً.
      قالت "ديفا" بصوتٍ غاضب:
      سوف نعود يا أمي... لم أعد أحتمل سماع الإهانات.
      إنحنت الأم ل "بريتي" ثم دفعت كرسي "ديفا" وأعادتها إلى غرفتها.....

      **************************

      تعليق

      • Kikumaru Eiji
        عـضـو
        • Nov 2008
        • 28

        #23
        " أنا اسف "

        في اليوم التالي, إنعكس ضوء الشمس من النافدة الزجاجية على عيني "لوسكا" النائمة, مما أدى إلى نهوضها
        فرفعت رأسها من على الوسادة وعلى وجهها علامات النعاس, فأبعدت الغطاء من فوقها ووقفت على قدميها,
        ورفعت يديها أمام النافدة, وحين رأت الثلج يغطي أشجار الحديقة المقابلة لمنزلهم, فتحت النافدة وأرتجفت عندما
        أحست بالبرد, ثم غيرت ملابسها مرتديتاً ملابس الجامعة, وفتحت حقيبتها لتتأكد بأنها لم تنسى شيئاً, ووضعتها
        على كتفها وخرجت من الغرفة...
        وحين رأت بأنه لم يستيقظ أحدٌ بعد, غادرت المنزل بهدوء.... وسارت على قدميها حتى وصلت للشارع الرئيسي,
        وكانت تنتظر وصول سيارة أجرة لإيصالها إلى الجامعة, وفجأةً توقفت سيارةٌ رمادية أمامها فنظرت إليها بإستغراب..
        وفتح صاحبها النافدة ورأت أن هذا الشخص هو "جيم" فعقدت حاجبيها في ضيق, ورمقها بنفس النظرات, ثم أغمض
        عينيه وقال بهدوء:
        إركبي, ساوصلك إلى الجامعة.
        أشاحت "لوسكا" بوجهها وقالت بإشمئزاز:
        سأنتظر سيارة التوصيل.
        تنهد "جيم" بضجر ونزل من السيارة وأقترب منها وأمسكها من معصمها وفتح الباب الاخر وأدخلها وهو يقول
        بصوتٍ غاضب:
        لا تكوني عنيدة يا "لوسكا".
        وعاد إلى مكانه, وحين ركب أغلق جميع الأبواب, وأبتسم قائلاً:
        أرجوكِ... لا تحاولي الهرب مني.
        سألته "لوسكا" في حيرة:
        "جيم"... ألا تعرف معنى الإستسلام؟
        أجابها بكل ثقة وهو يقود السيارة:
        كلا ... لن أستسلم أبداً, وسيأتي اليوم الذي تشعرين فيه بنفس شعوري.
        حدقت "لوسكا" ب "جيم" بإستغراب, وأخذت نفساً عميقاً وأستمرت بالنظر إلى الطريق...
        وصل "مايكل" إلى شركة والد "تينا" وتوقف امام ذلك المبنى الأبيض الكبير, وشعر بقليلٍ من الخوف في البداية
        لكنه تقدم للأمام ودخل للشركة, وحسب ما قالته "تينا" فإن مكتب المدير في الطابق الثالث, ففتح المصعد ودخل مع
        عددٍ من الموظفين, وحين وصل إلى الطابق الثالث, خرج من المصعد ورأى إمرأةً تجلس على مكتبها, فأقترب قليلاً
        وسألها وهو يضع يده على المكتب:
        أين يمكن أن أجد المدير؟
        أشارت السكرتيره إلى بابٍ مقابلٍ لمكتبها, ثم سألت:
        هل لديك موعدٌ مُسبق مع المدير؟
        رد عليها "مايكل" بإستغراب:
        كلا.... لكن ألا يمكنني رؤيته هكذا؟
        نهضت السكرتيره من كرسيها وهي تقول:
        إنتظر لحظة من فضلك.
        بعد مرور دقيقتين, عادت السكرتيره من مكتب المدير وقالت ل "مايكل":
        تفضل.... المدير ينتظرك.
        بدا الخوف والقلق على وجهه وهو يقول متردداً:
        ح ... حسناً.
        وفتحت له باب المكتب, ودخل "مايكل" بخطواتٍ مرتجفة, كان مكتب المدير في الجهة اليمنى من الغرفة, وحين
        أغلقت السكرتيره الباب, نظر المدير إلى "مايكل" ثم أبتسم قائلاً:
        إقترب قليلاً... لماذا تقف هناك؟
        إقترب "مايكل" ووقف أمام مكتب المدير مباشرةً, وأنحنى قائلاً:
        تشرفت برؤيتك سيدي.
        لم يعرف "مايكل" ما يقوله بعد ذلك, فأخرج صحيفةً من حقيبته السوداء, ووضعها على مكتب المدير وهو يقول
        بجدية:
        لقد قرأت هنا, بأنك بحاجةٍ إلى موظفٍ جديد في قسم الحسابات, وقررت أن أقدم أوراقي الخاصة لك,
        لكي تتطلع عليها, لأنني متخصصٌ في هذا المجال.
        رفع المدير عينيه إلى "مايكل" وسأله:
        ما أسمك؟....... ومن أين أتيت؟
        أجابه "مايكل" بإرتباك:
        إسمي "توماس"... إنتقلت من إنجلترا إلى هنا حديثاً, وأتمنى الحصول على عمل
        في هذه الشركة.
        ثم طلب المدير أوراقه الخاصة, فأخرجها "مايكل" له, وحين راها إبتسم قائلاً:
        سنختبر قدراتك أولاً في هذا المجال, بعدها سأقرر ما إذا كنت مؤهلاً لذلك
        أو لا... إبذل جهدكز
        علت الضحكة شفتي "مايكل" وأنحنى قائلاً بسعادة:
        شكراً جزيلاً لك يا سيدي!
        وشكر "تينا" من اعماق قلبه....

        حرك "مارك" أصابع يده, ثم فتح عينيه ببطء, وأنتقل إلى مسامعه مباشرةً صوت والدته
        وهي تهتف بسعادة:
        "مارك"... يا صغيري, إستيقظت أخيراً.
        إلتفت "مارك" إلى والدته وقال بشرود:
        أين أنا؟
        ردت عليه والدته بإرتياح:
        أنت بالمستشفى يا صغيري "مارك"... سأخبر "مارسل" و "بريتي" بأنك أستيقظت.
        وعندما ذهبت, همس "مارك" بداخل نفسه قائلاً:
        أنا أرغب برؤية "ديفا" فقط.
        بعدها, دخلا "بريتي" و"مارسل" وأقتربا منه, وحين وقفا بجانبه, قالت "بريتي" مبتسمة:
        حمد لله على سلامتك يا "مارك".
        ثم رمقه "مارسل" بنظراته الباردة, وقال بجفاء:
        أتمنى أن تتمكن من النهوض بأسرع وقتٍ ممكن.
        أبعد "مارك" عينيه عن عين أخيه "مارسل", وقال موجهاً كلامه ل "بريتي":
        أين "ديفا"؟..... أريد رؤيتها.
        صمتت "بريتي" لبرهة, فرد عليه "مارسل" بدلاً منها:
        لا يمكن أن نسمح لك برؤية تلك الفتاة.
        قال "مارك" بكل جرأة:
        ومن أنت حتى تُملي علي الأوامر؟
        أجابه "مارسل" محافظاً على غضبه:
        لو كنت بخير, لعرفتُ كيف أردُ عليك.
        قاطعتهما الأم قائلة بعصبية:
        توقفا أنتما الإثنان, "مارك" إذا كُنت مُصراً على رؤية "ديفا"... يمكنني الذهاب
        لإحضارها.
        قالت "بريتي" لوالدتها قبل أن تذهبك
        إنتظري يا أمي.. سأذهب أنا لإحضارها.
        إبتسم "مارك" لأخته وقال:
        شكراً لكِ "بريتي".

        في الجامعة, نزلت "لوسكا" بسرعة من سيارة "جيم" ودخلت إلى الجامعة, وحاول اللحاق بها
        لكنه لم يستطع, فقال بإستياء:
        ما أعند هذه الفتاة.
        دخلت "لوسكا" إلى المبنى الرئيسي, وألتفتت خلفها ولم ترى "جيم" فقالت بإرتياح:
        لن يعثر علي وسط هذا الإزدحام.
        ثم رأت المعلم "باتريك" يسير في ممر الطابق الثاني, فحدقت به بإعجاب, ثم قالت:
        أتمنى أن يكون المراقب علينا في إختبار اليوم.
        إختبار اليوم سيكون في الفترة ما بعد الغذاء, لكن "لوسكا" أتت مبكراً لأنها تشعر بالملل في المنزل...

        دقت "بريتي" باب غرفة "ديفا" في المستشفى, ففتحت الأم الباب وحين رأت "بريتي" سألتها
        بجفاء:
        ماذا تريدين؟!
        ردت عليها "بريتي" ببرود:
        لقد إستيقظ "مارك", وهو مُصرٌ على رؤية "ديفا".
        إنتقلت هذه الجملة إلى أذني "ديفا" التي كانت تجلس على السرير, وتقرأ كتاباً... وحين سمعت ما
        قالته "بريتي" رمت بذلك الكتاب, ونهضت من على السرير والضحكة تعلو وجهها وهي تقول:
        "مارك".... هل إستيقظ حقاً؟
        هزت "بريتي" رأسها وهي تجيب قائلة:
        نعم... يمكنك الذهاب لرؤيته...
        في اللحظة التي أنهت فيها "بريتي" كلامها, خرجت "ديفا" راكضة من الغرفة, ووالدتها تقول بقلق:
        لا تركضي يا "ديفا"... هذا خطرٌ عليكِ.
        لم تستمع "ديفا" لكلام والدتها, وأستمرت بالركض والسعادة تملئ قلبها, وقد نسيت كل الامها, وحين
        وصلت عند باب غرفته, توقفت ووضعت يدها على قلبها وهي تتنفس بسرعة وتقول:
        "مارك"... أنا هنا...
        وحين فتحت الباب, رأت "مارسل" يقف أمامها, فأتسعت شفتيها ضيقاً, ومر من عندها بدون أن يقول
        شيئاً, وظلت "ديفا" تنظر إليه, حتى سمعت "مارك" يقول لها:
        "ديفا"...
        إلتفتت إليه "ديفا" وحدقت به وهي واقفةٌ في مكانها, كان "مارك" متكئاً بظهره على السرير, وأبتسم
        لها ومد كلتا يديه إليها وهو يقول:
        تعالي إلي يا حبيبتي!
        إقتربت "ديفا" ببطء, وعيناها تمتلئ بالدموع... وأمسكت بيديه عندما وصلت إليه...
        وجلست بجانبه وعانقته والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
        "مارك"... لقد إشتقتُ إليك كثيراً.
        مسح "مارك" بيده على شعرها وهو يقول:
        أنا أيضاً يا عزيزتي...
        ثم نظرت إليه, فوضع يده على خذها, وقام بمسح دموعها وهو يقول بحنان:
        لا أريد أن أرى دموعكِ بعد الان.
        أمسكت "ديفا" بيده وقبلتها ثم قالت:
        إنها دموع الفرح يا "مارك".
        إتسعت شفتي "مارك" مبتسماً وهو يقول:
        "ديفا"... إبقي هنا.. لا تذهبِ إلى أي مكانٍ اخر.
        هزت "ديفا" رأسها موافقة وهي تقول:
        حسناً... لن أتركك أبداً يا حبيبي...!
        وألتمعت عيناهما وهما ينظران لبعضهما, مع كل مشاعر الحب...

        في الشركة, كان أحد الموظفين يخبر "مايكل" بما يتوجب عليه فعله, كان "مايكل" يجلس على
        الكرسي وأمامه مكتبٌ به حاسب كبير والموضف يقف بجانبه, ويعلمه... وحين إنتهى قال له:
        هل فهمت الان؟!
        إبتسم "مايكل" وهو يهز رأسه قائلاً:
        نعم... شكراً لك يا سيدي.
        سحب الموظف كرسياً ووضعه بجانب "مايكل" وجلس عليه وهو يقول:
        أريدك أن تريني كيف ستعمل....!
        بدأ "مايكل" بتطبيق ما تعلمه من الجامعة, ومن هذا الموظف.. وكان يكتب على لوحة المفاتيح
        بسرعة, وتظهر النتائج على الشاشة بطريقةٍ رائعة... فأنبهر الموظف وقال ضاحكاً وبإندهاش:
        إنك ماهرٌ جداً ... وتتعلم بسرعة.
        سُعد "مايكل" كثيراً بكلامه, وتحس أكثر للعمل...

        من ناحيةٍ أخرى, في الجامعة, إنتهت فترة الغذاء, وبدأ الإختبار....
        دخلا "اندي" و"تيما" إلى القاعة, وأوقفهما المراقب قائلاً:
        بعد هذا الإختبار, تعالا إلى غرفة العميد.
        قالت "تيما" مستغربة:
        لماذا؟... هل حدث شيء؟
        رد عليها المراقب بنبرةٍ جافة:
        ستعرفان لاحقاً.
        نظرت "تيما" إلى "اندي" الذي أبعد عينيه عن عينها, فعرفت بأنه قد فعل شيئاً, وكان يتردد
        سؤالٌ بداخلها:
        ما الذي فعله "اندي" يا ترى؟
        (معلومة: "تيما" أكبر سناً من "اندي", فهي تبلغ من العمر 20سنة أما هو فعمره 19 سنة)
        جلست "تيما" في مكانها, وظلت تنظر إلى "اندي" الذي يجلس أمامها, ثم سألته بصوتٍ خافت:
        "اندي"... هل حدث شيء في اختبار الأمس؟
        هز "اندي" رأسه ب لا بدون أن يلتفت إليها, ولم يتكلم مطلقاً... لأنه كان قلقاً جداً.....

        بعد ذلك, إنتهت ساعات الإختبار, وحين نهضت "تيما" وقفت بجانب "اندي" وقالت:
        لنذهب إلى العميد.
        رفع "اندي" عينيه ناظراً إليها ثم قال بصوتٍ منخفض:
        قبل أن نذهب, أريد إخباركِ بشيء.
        سألته "تيما" بحيرة:
        ما هو هذا الشيء؟
        أجابها وهو يخفض رأسه وينظر للأرض:
        لقد.... لقد كتبتُ اسمكِ في اختبار الأمس بدلاً من اسمي...
        إتسعت عيني "تيما" ذهولاً, ثم عقدت حاجبيها وقالت بجفاء:
        "اندي"...
        رفع "اندي" رأسه, ولم يشعر إلا بصفعة "تيما" على خذه الأيمن, وأمسكته من قميصه وصرخت
        في وجهه قائلة وهي تهزه:
        ألا تعرف عقوبة من يفعل هذا؟... ألا تعرف أيها الأحمق...؟
        رد عليها "اندي" بنفس الأسلوب:
        أعلم... لكني فعلت هذا من أجلك.
        أبعدت "تيما" يديها عن قميصه ورفعت حاجبيها وهي تقول في ضيق:
        لماذا؟... لماذا فعلت شيئاً كهذا؟
        رد عليها "اندي" بسرعة:
        لأنكِ بذلتِ كل جهدكِ في الدراسة... لقد أردتُ مساعدتكِ فقط.
        أمسكت "تيما" بيده وسحبته, وسارت معه إلى غرفة العميد....
        توقفا "تيما" و"اندي" أمام الباب البني, فطرقت الباب ودخلت... رفع المدير عينيه إليها وقال
        لها:
        تعالي إلى هنا "تيما".
        إقتربت "تيما" قليلاً, وألتفتت للخلف ورأت "اندي" ما زال واقفاً في مكانه, فقالت له:
        "اندي".... أدخل.
        حرك "اندي" قدميه ودخل, ووقفا كلاهما أمام مكتب العميد... وبدأ كلامه قائلاً:
        "اندي"... لماذا كتبت إسم "تيما" بدلاً من اسمك في إختبار الأمس؟
        لم يستطع "اندي" الرد عليه, فتابع العميد قائلاً:
        أنتما تعلمان عقوبة من يفعل هذا, أليس كذلك؟
        أجابته "تيما" قائلة بحزم:
        نعم... أعلم أن أخي أخطئ, لكن ألا يمكنك أن تتغاظى عن هذا الأمر؟
        هز العميد رأسه نفياً, ورد قائلاً:
        "تيما" أنتِ تعرفين جيداً أن قوانين هذه الجامعة صارمة وثابته لا تتغير.... وكذلك "اندي".
        تنهدت "تيما" قائلة بإستياء:
        كم هذا مؤسف!
        كاد العميد أن يتكلم, لكن جملة "اندي" أوقفته وهي:
        أرجوك عاقبني أنا فقط... لا تعاقب "تيما" على أمرٍ لا علاقة لها به.
        قال العميد في عجل:
        لا أستطيع...
        قاطعه "اندي" قائلاً في ترجي:
        أتوسل إليك.
        وأنحنى أمامه وهو يردد قائلاً:
        أرجوك.............. أرجوك.
        نهض العميد من على الكرسي, ووقف عند النافدة وهو يقول:
        لا يمكنني فعل ذلك!... القانون ثابت.
        وألتفت إليهما متابعاً كلامه بجدية:
        "تيما".... "اندي"... لن يُسمح لكما بدخول بقية الإختبارات, وستبقيان في المستوى
        الثاني لمدة سنةٍ كاملة.
        أخفضت "تيما" رأسها وهي تقول بإستسلام:
        حسناً.
        صرخ "اندي" في وجه العميد قائلاً:
        لا تعبث معي يا هذا!.. لا يمكنني الموافقة على قرارك.
        قاطعته "تيما" قائلة بعصبية:
        توقف يا "اندي".
        إلتفت إليها "اندي" ورمقها بإستغراب, وتابعت كلامها وعيناها تلتمعان:
        لا يمكننا تغيير القوانين.
        وأدارت ظهرها لهما, وغادرت الغرفة بهدوء, ولحق بها "اندي" لكنه لم يجدها عندما خرج....
        لأنها ذهبت راكضة.. وتلفت حوله ولم يرى سوى وجوهٍ غريبة...

        خرجت "تيما" إلى الساحة, وعيناها تمتلئ بالدموع.... وحين رفعت عيناها توقفت عن السير لأنها تخيلت
        أن "جون">>> صديقها الذي مات..... تخيلت بأنه يقف عند بوابة الجامعة, فانهمرت دموعها كالمطر وركضت
        إليه بسرعة وأحتضنته وهي تبكي وتقول:
        "جون"... أخبرني ما الذي يمكنني فعله؟
        وضع الشخص يده على رأسها وهو يقول بلطف:
        "تيما"... لا يوجد شيءٌ يستحق أن تبكي عليه.
        وعندما أحست أن الصوت مألوف بالنسبة لها, رفعت عينيها, ورأت أن هذا الشخص هو "جاك"...
        فأرتجفت شفتيها وهي تقول بإندهاش:
        "جاك"...؟ كيف...
        وضع "جاك" إصبعه على شفتيها وابتسم قائلاً:
        لا تتكلمي يا عزيزتي... عندما تكونين حزينة ستجدينني بجانبك.
        ومسح دموعها, فقالت وهي تحاول الإبتسام:
        شكراً لك "جاك"... لكن لماذا أتيت إلى هنا؟
        قال "جاك" بصوتٍ حنون:
        لقد سمعتكِ تنادين بإسمي, لهذا جئت راكضاً.
        ضحكت "تيما" عليه, وفرح كثيراً حين رأى الضحكة على وجهها, فأمسك بيدها وهو يقول
        في مرح:
        ما رأيكِ أن نقوم بنزهةٍ حول المدينة؟
        هزت "تيما" رأسها موافقة, وركضا معاً مبتعدين عن الجامعة....

        كان "اندي" قلقاً جداً على "تيما", بحث عنها في كل مكان, ولم يجد أثراً لها, حتى أخبره أحد الأشخاص
        أنها قد غادرت الجامعة قبل لحظاتٍ من الان.. فتساءل بداخل نفسه:
        هل عادت إلى المنزل؟

        **********************************************

        تعليق

        • Kikumaru Eiji
          عـضـو
          • Nov 2008
          • 28

          #24


          " فتاةٌ جريئة "

          بينما كانت "لوسكا" تسير في ممر الطابق الثاني, سمعت المعلم "باتريك" يقول
          لها:
          "لوسكا"؟
          توقفت "لوسكا" عن السير والتفتت للخلف بسعادة, ثم قالت:
          نعم.
          إقترب "باتريك" منها ثم سألها:
          كيف كانت إختباراتكِ؟
          إحمرت وجنتي "لوسكا" وهي تجيب قائلة:
          لقد كانت جيدة.
          إبتسم المعلم في وجهها, وقال:
          هذا رائع!... علي الذهاب الان.
          وعندما أدار ظهره إليها, سمعها تنادي عليه قائلة:
          معلم "باتريك"... إنتظر.
          رمقها "باتريك" بإستغراب وسألها:
          ماذا هناك؟!
          إلتمعت عينا "لوسكا" وهي تجيب بتوتر:
          في الواقع......... أنا أريدك أن........ تعرف مشاعري..... نحوك.
          إتسعت عيني "باتريك" .... ثم سألها بحيرة:
          ما الذي تحاولين قوله يا "لوسكا"؟
          صمتت "لوسكا" لبرهة ثم قالت بسرعة:
          أنا معجبةٌ بك!... لطالما حاولت إعتبارك مثل والدي المتوفي, لكني لم أتمكن من فعل هذا.
          رد عليها "باتريك" قائلاً بجدية:
          "لوسكا", أنا أعتبركِ مثل إبنتي تماماً, ولا يمكن أن أفكر بنفس طريقتك.
          صرخت "لوسكا" قائلة في حزن:
          لماذا؟... اليس من حقي أن احبك؟
          عقد "باتريك" حاجبيه وقال بضيق:
          أنا لم أقل هذا, لكنني متزوجٌ ولدي طفلةٌ أيضاً... إني اعاملك بلطف لأنك من الفتيات المتفوقات,
          هذا كل ما في الأمر.
          إرتجفت شفتي "لوسكا" وهي تقول بنبرةٍ حزينة:
          هذا لا يُصدق.
          وضع "باتريك" يديه على كتفيها وقال:
          "لوسكا"... أنا اسف, لا أستطيع مبادلتكِ بالشعور نفسه.
          وأبعد يديه متابعاً:
          إذا فكرتِ بالأمر, ستعرفين أنني على حق... وداعاً.
          وحين إبتعد عنها, جلست "لوسكا" على ركبتيها وسقطت دمعتان من عينيها على الأرض وقالت
          بصوتٍ نادم:
          أنا غبيةٌ فعلاً.
          ثم ركضت بعدما وقفت على قدميها, وفي الساحة الكبيرة بينما كانت تركض, إصطدمت ب "جيم"
          ووقعا الإثنان على الأرض, وقع هاتف "جيم" على الأرض أيضاً, وحين فتح عينيه ورأى "لوسكا"
          تبكي أمسكها من كتفيها وهزها قائلاً:
          ما الذي حدث لكِ؟
          لفت نظر "لوسكا" في ذلك الوقت هاتف "جيم" الذي وقع بجانبها, فأخذته وكان مفتوحاً على صورة
          المعلم "باتريك" مع إمرأةٍ أخرى, فأرتجفت يديها وهي تقول بغضب:
          إنه خائن!... لقد جعلني أقع في حبه, ياله من حقير.
          إتسعت عيني "جيم" وهو يسمع كلام "لوسكا", ثم نهضت وأعطته الهاتف وذهبت....
          فقال "جيم" وهو يسير خلفها:
          إنتظري قليلاً.
          ردت عليه "لوسكا" بعصبية:
          لا تلحق بي...
          توقف "جيم" عن اللحاق بها, وأخفض رأسه وهو يقول بغضب:
          كما تشائين!.. لكني لن أغفر لذلك الشخص الذي كان سبباً في حزنك.
          وذهب للمعلم "باتريك" في الطابق الثاني... وأستدعاه من مكتبه, وحين خرج "باتريك" ورأى
          نظرات "جيم" الغاضبة, فسأله ببرود:
          ما الأمر؟
          أجابه "جيم" قائلاً بعصبية:
          انت الشخص الذي جعل "لوسكا" تبكي, أليس كذلك؟
          قال "باتريك" بعدما أتسعت شفتيه ضيقاً:
          كل ما فعلته هو أنني أخبرتها بالحقيقة.
          امسكه "جيم" من ملابسه وقال:
          إنك وغدٌ حقير.
          عقد "باتريك" حاجبيه وقال بإشمئزاز:
          حسن ألفاظك يا "جيم" وإلا...
          قاطعه "جيم" قائلاً:
          إفعل ما تشاء.
          وأبتعد عنه, إبتسم "باتريك" بعدما ذهب "جيم" وعاد لمكتبه....

          أحضرت "ديفا" الطعام ل "مارك" في غرفته, وجلست بجانبه, وكانت هي من يطعمه..
          ثم سألها قائلاً بإستغراب:
          لماذا لا تأكلين يا "ديفا"؟
          أجابته "ديفا" مبتسمة:
          لقد تناولت غذائي.
          أخفض "مارك" رأسه وقال بصوت حزين:
          من المؤسف أن عيد الميلاد سيأتي ونحن هنا.
          ابعدت "ديفا" عينيها عنه وهي تقول:
          أنا سأغادر المستشفى غداً.
          نظر إليها "مارك" قائلاً بتساؤل:
          لماذا؟..... "ديفا"؟...
          ردت عليه "ديفا" ضاحكة:
          لكنني ساتي لزيارتك يومياً.
          صرخ "مارك" في وجهها قائلاً بإستياء:
          لا يمكن أن أقبل بهذا.... "ديفا" أنا أريدكِ بجانبي, لا تذهبي أرجوكِ.
          أمسكت "ديفا" بيده وهي تقول:
          "مارك"... لن أتركك أبداً, سأفعل أي شيءٍ لأبقى هنا.

          في تلك اللحظة, وصلا "تيما" و "جاك" إلى وسط المدينة, ووقفا عند نافورة الماء, وبقيا
          ينظران إليها بسعادة, ثم قال "جاك" وهو يمسك بيدها:
          ساخذكِ إلى مكانٍ جميل.
          بعدها, دخلا إلى سوق مركزي كبير, واتجها إلى مكان جميل, حوائطه من الزجاج, وهناك ماء به اسماك
          خلف الحائط, قالت "تيما" وهي تضع يدها على ذلك الحائط الزجاجي:
          إنه جميلٌ جداً.
          واقتربت سمكة كبيرة من "تيما" فصرخت واختبئت خلف "جاك", فضحك عليها قائلاً:
          لن تخرج إليكِ يا "تيما".
          بعد ذلك, ذهبا إلى مدينة الملاهي, وركبا في القطار السريع... وأخيراً ذهبا إلى أحد الحدائق...
          إستلقى "جاك" على الأعشاب الخضراء ونظر ل "تيما" الجالسة بجانبه وقال:
          هل استمتعتِ بوقتكِ معي؟
          ابتسمت "تيما" قائلة:
          نعم, استمتعتُ كثيراً... شكراً لك "جاك".
          غطت السحب السوداء سماء المدينة الصافية, وحجبت أشعة الشمس.... وقال "جاك" في تلك
          اللحظة:
          أنا أكره ان أراك حزينة يا "تيما".
          ثم جلس بجانبها وقال بهدوء:
          أنا أحبكِ كثيراً.
          شعرت "تيما" بأن قلبها ينبض بسرعة, ثم قالت:
          أنا أيضاً.... بدأت أحبك.
          واقترب "جاك" منها, وقبلها بكل حب... فوضعت يديها خلف ظهره... عندها تساقط الثلج عليهما
          بهدوء, ثم ابتسم لها, وهي كذلك.. وقالت له:
          سأنسى الماضي وابقى معك يا عزيزي.
          ومنذ هذه اللحظة, غرقا "تيما" و "جاك" في بحر الحب, ولم يباليا بفرق السن بينهما مطلقاً.

          غطى الثلج رأس "لوسكا" وهي تقف متكئتاً على الحائط بالقرب من الجامعة, فأحست بأحدهم
          يقترب منها, وحين نظرت, رأت بأنه "جيم" فحاولت حبس دموعها لكنها لم تستطع, فوقف
          "جيم" امامها, واحتضنها بحب, وهو يقول:
          إبكي قدر ما تستطعين, وقلبي سيكون مفتوحاً لكِ فقط.
          فأنفجرت بالبكاء وهي في حضنه, واحس "جيم" بحزنها الكبير ووعد نفسه بأنه سيسعدها مهما
          كلف الأمر....

          هبط الظلام أخيراً... وعادت "تيما" للمنزل, وحين دخلت رأت شقيقها "اندي" يجلس على الأريكة
          في الصالة, وينظر إليها, فأبتسمت له قائلة:
          مساء الخي ....
          قاطعها "اندي" قائلاً في سرعة:
          أين كنتِ يا "تيما"؟
          أجابته "تيما" وهي تقترب منه:
          لقد إلتقيت ب "جاك" عند الجامعة, وذهبت في نزهةٍ معه.
          سألها "اندي" في إنزعاج:
          لماذا لم تتصلي بي؟..... لقد كُنت ابحث عنكِ كالمجنون.
          جلست "تيما" بجانبه وهي تقول:
          أنا اسفة... لقد نسيت أن اتصل بك.
          تنهد "اندي" وهو يقول:
          لا بأس.... المهم هو أنكِ بخير.

          قام "جيم" بإيصال "لوسكا" إلى منزلها, وحين أوقف سيارته.. قالت له "لوسكا" بصوتٍ هادئ:
          شكراً لك "جيم".... لا أعلم ما الذي كنت سأفعله لولا وجودك.
          إتسعت شفتي "جيم" وقال مبتسماً:
          لا شكر على واجب يا عزيزتي "لوسكا".
          فتحت "لوسكا" الباب, وعندما نزلت من السيارة سمعت "جيم" يقول:
          تصبحين على خير.
          وادارت "لوسكا" رأسها إليه وقالت بصوتٍ رقيق:
          وأنت كذلك!
          واغلقت الباب, وسارت نحو منزلها, وعاد "جيم" إلى البيت.

          في ذلك الوقت, دخلت "تينا" إلى منزل والديها, ولم تجد أحداً في الصالة, واتجهت إلى غرفة
          المعيشة وحين وقفت عند الباب سمعت والدها يقول:
          لقد أتى شابٌ ماهر اليوم إلى الشركة, وطلب العمل عندي.
          ردت عليه الأم بتساؤل:
          هل وافقت عليه؟
          أجابها قائلاً بتفائل:
          ما زال قيد الإختبار, لكنه اثبت جدارته من أول يومٍ له.
          إبتسمت "تينا" قائلة بإرتياح:
          أحسنت "مايكل".
          وفتحت الباب ودخلت, فألتفتا إليها والديها, وظهرت علامات الغضب على وجه والدها وعندما كاد
          أن يتكلم, قاطعته "تينا" قائلة بحزم:
          والدي, لقد تركتُ "مايكل".... لم أتمكن من العيش في نفس مستواه.
          رفع الأب حاجبيه وقال بإندهاش:
          حقاً؟
          هزت "تينا" رأسها مجيبة:
          نعم...
          وانحنت امام والدها, وتابعت قائلة:
          أنا اسفة على كل ما فعلته.
          إقترب الأب منها, وعانقها بحنان وهو يقول:
          أنا سعيد جداً بسماع ذلك, يبدو أن الأخبار الجيدة تأتي دفعةً واحدة.
          همست "تينا" بداخل نفسها:
          هذا رائع.

          وصلت الساعة إلى الثالثة والنصف صباحاً, وأنتهى الفيلم الذي كانت "تيما" تتابعه مع "اندي"
          فرفعت يديها وقالت بخمول:
          أشعر بالنعاس... سأذهب لأنام.
          أطفئ "اندي" التلفاز, ونهض من على الأريكة وهو يقول:
          وأنا أيضاً.
          وبينما كانا في طريقهما للصعود, سمعا صوت فتح الباب.... فألتفتا للخلف وشاهدا "ميري" تدخل,
          فقال "اندي" بإستغراب:
          "ميري"... أين كنتِ حتى هذا الوقت؟
          أجابته "ميري" بعدما أغلقت الباب:
          كنت في منزل صديقي.
          إتسعت عيني "تيما" و"اندي" من جرأة "ميري"... فعقد "اندي" حاجبيه وقال:
          يالكِ من وقحة... كيف تجرأين على قول هذا؟
          تقدمت "ميري" للأمام وهي تقول بثقة:
          ما العيب في ذلك؟... ألا تملك صديقة أنت أيضاً يا "اندي"؟
          إشتعل "اندي" غضباً من عبارات "ميري", ولم يتمالك نفسه فصفعها بقوة على وجهها
          ووقعت على الأرض, فقالت "تيما" بقلق وهي تمسك بأخيها:
          توقف يا "اندي".
          صرخ "اندي" قائلاً بعصبية:
          دعيني أفرغ غضبي في هذه الحقيرة.
          نهضت "ميري" من على الأرض, وأقتربت من "اندي" وقالت بكل جدية:
          ليس لديك الحق في ضربي, فأنت لست مسئولاً عني.
          أبعد "اندي" يديه عن "تيما" بسرعة, وصفعها مرتين وفي المرة الثالثة أمسكت "ميري" بيده
          وضغطت عليها بكل قوتها وهي تقول:
          ألم أقل لك بأنك غير مسئولٍ عن تصرفاتي؟... لكن يبدو أن امثالك لا يعرفون معنى
          هذا الكلام.
          وأفلتت يده وصعدت إلى الأعلى, فلحق "اندي" بها وتبعته "تيما"....
          فتح "اندي" باب غرفة "ميري" بقوة وحين كاد أن يتكلم سمع صوت وصول رسالة إلى حاسبها
          المحمول فركضت "ميري" لتغلقه لكن "اندي" أمسك بمعصمها وهو يقول:
          لن اسمح لكِ بإغلاقه قبل أن أراه.
          وأقترب "اندي" من ذلك الحاسب, وبدأ قلب "ميري" ينبض من الخوف. وحين قرأ محتوى الرسالة رفع حاجبيه
          في ذهول وكان المكتوب هو:
          (( هل وصلتِ إلى البيت يا حبيبتي؟... أحبكِ يا "ميري"))
          أغلق "اندي" شاشة الكمبيوتر بقوة وكاد يكسره, ثم أخذه ووقف أمام "ميري" وسحب حقيبتها الصغيرة من يدها
          وهو يقول بغضب:
          ساخذ هاتفكِ أيضاً... ولن أسمح لكِ بالخروج من الغرفة...
          وغادر الغرفة وأغلق الباب من الخارج وأخذ المفتاح معه.... فقالت له "تيما" بإشفاق:
          إنها ما تزال صغيرة.... لماذا فعلت هذا؟
          أجابها "اندي" بضيق:
          إنها صغيرة, وستجلب العار لنا بتصرفاتها هذه.
          إنهمرت الدموع من عيني "ميري" بغزارة, وجثمت على ركبتيها في الأرض وقالت بصوتٍ حزين:
          "ساي" ... أنا بحاجةٍ إليك.
          ونظرت لصورة والدتها التي على المكتب وأحتضنتها وهي تقول:
          لماذا تركتني يا أمي؟....... أنا أعاني كثيراً.
          واستمرت بالبكاء, وشعرت بأن قلبها يتمزق من شدة الألم......
          ثم استلقت على الأرض, وهي تحتضن الصورة ونامت وهي تبكي.....

          خرجت "بريتي" من المستشفى في ذلك الوقت, وتفاجأت برؤية "روبرت" يقف مقابلاً لها, فأتسعت
          عينيها وهي تقول بذهول:
          "روبرت"؟!
          إقترب "روبرت" منها وكان الثلج ما زال يتساقط, وقال لها بصوتٍ حنون:
          لم أركِ منذ مدة... حتى بعدما تكملين إختباركِ ترحلين في الحال.
          أخفضت "بريتي" رأسها وقالت بصوتٍ مرهق:
          لم أتذوق طعم الراحة منذ أن دخل "مارك" للمستشفى... أنا متعبة جداً.
          قام "روبرت" بإحتضانها, ومسح على شعرها وهو يقول:
          يجب أن تأخذي قسطاً من الراحة.
          ورفع رأسها إليه وتابع كلامه قائلاً:
          تعالي معي يا أميرتي.
          إلتمعت عينا "بريتي" من شدة سعادتها, وهزت رأسها موافقة... ثم أمسكت بيد "روبرت"
          وذهبت معه إلى منزله....

          توقف تساقط الثلج عند طلوع الفجر, وكان الجو بارداً جداً في الصباح حتى مع شروق الشمس لم
          يتغير شيء...
          فتحت "ميري" عينيها وهي ما زالت مستلقيةً على الأرض, ثم عدلت نفسها وجلست ورأت أن الشمس
          قد أشرقت من بين فتحات الستائر الوردية, فنهضت من على الأرض ورفعت رأسها لتنظر إلى الساعة
          وكادت تصرخ حين رأتها قد تجاوزت الثامنة, فذهبت لتغيير ملابسها وسرحت شعرها بسرعة..
          وحين ذهبت لتفتح الباب وجدته مغلقاً من الخارج, فقالت بحيرة:
          يا إلهي, ما العمل الان؟.... تباً لذلك الحقير "اندي".
          وأتجهت نحو النوافد التي تعطيها الستائر على طول الحائط, لكنها لم تبعدها بهدوء, بل مزقتها وهي
          تقول بغضب:
          تباً.. لا أريد أن أتخلف عن الإمتحان الأخير.
          ومزقت حتى اخر واحدة, وبالمصادفة رأت باباً زجاجياً في نهاية الحائط, وحين حاولت فتحه وجدته مغلقاً بمفتاحٍ
          معلق بالخارج, فأبتعدت عن الباب وأخذت حقيبتها المدرسية ورمتها بناحية الزجاج الذي عند مقبض الباب, وأخرجت
          يدها وفتحت الباب وابتسمت قائلة:
          هذا جيد...!
          كان في المخرج سلالمٌ من الحديد تؤدي إلى الأسفل... ونزلت "ميري" من على تلك السلالم, وغادرت المنزل راكضة,
          ومن حسن حظها أنه لم يكن هناك أحدٌ في حديقة المنزل....
          وصلت "ميري" إلى الشارع الرئيسي, وأوقفت سيارة أجرة وعندما ركبت طلبت من السائق إيصالها إلى المدرسة.
          لأنها لم تكن تريد التغيب عن اخر إمتحان لها.

          *********************************************

          تعليق

          • Kikumaru Eiji
            عـضـو
            • Nov 2008
            • 28

            #25
            " لا أريد الإنتظار طويلاً "

            في المستشفى, إستيقظت "ديفا" باكراً ولم ترى أحداً بجوارها, فأتسعت شفتيها مبتسمة وقالت:
            إنها فرصةٌ ذهبية.
            وأبعدت غطاء السرير من فوقها, ووقفت على السرير, مقابلة للنافدة, وأغمضت عينيها قائلة:
            "مارك" سأفعل أي شيءٍ من أجلك يا عزيزي.
            وتراجعت للخلف وهي فوق السرير, وأحست بالخوف عندما إقتربت من حافة السرير, وتشجعت قليلاً وقامت
            بإسقاط نفسها بقوةٍ على الأرض, ولأنها وقعت على رأسها شعرت بأن نظرها قد إختل قليلاً وقالت بصوتٍ متألم:
            يا إلهي ما الذي فعلته؟
            دخلت إليها والدتها في تلك اللحظة, وصرخت حين رأتها مستلقيتاً على الأرض, وجسدها يرتجف, فركضت والدتها بإتجاهها
            وحملتها بين ذراعيها, وألقتها على السرير وهي تقول بقلق:
            ما الذي حدث لكِ يا "ديفا"؟.. هل جننتي؟
            وذهبت والدتها لإستدعاء الطبيب لتطمئن على حالة إبنتها....

            إتجه "اندي" إلى غرفة "ميري" في ذلك الصباح, وأدخل المفتاح وفتح الباب, وحين دخل ذُهل مما راه, فقد وجد
            الستائر ممزقة والزجاج المكسور على الأرض, فضغط على الباب بقبضة يده وقال غاضباً:
            أين ذهبت تلك الوقحة؟
            ونزل عبر الدرج مسرعاً, وغادر المنزل بحثاً عنها....

            قام الطبيب بفحص "ديفا", وعندما أنتهى قال بجدية وبنبرةٍ حادة:
            هل أنتِ مجنونة يا انسة "ديفا"؟
            سألته الأم في قلقٍ شديد:
            هل حالتها سيئة؟
            هز الطبيب رأسه نفياً وقال بإستياء:
            كلا.. لقد حدث إلتواءٌ بسيط في رقبتها, وستبقى في المستشفى اليوم.
            قالت "ديفا" في ضيق وهي تنظر للأعلى:
            هذا مؤسف!... كان بودي البقاء هنا وقتاً أطول أيها الطبيب.
            رفع الطبيب حاجبيه وقال بتساؤل:
            لماذا؟!
            إلتفتت "ديفا" إليه وقالت بتوسل وهي تمسك بيده:
            أرجوك, إسمح لي بالبقاء... وإذا كنتم تحتاجون هذه الغرفة لمريضٍ اخر, أنا على إستعدادٍ
            للبقاء في غرفة "مارك".
            نظر الطبيب إلى "ديفا" بإشفاق ثم قال:
            حسناً.. لكن عديني بألا تؤذي نفسكِ مرةً أخرى.
            علت الضحكة شفتي "ديفا" وهي تقول:
            أعدك... شكراًً جزيلاً لك.

            إلتقت "ميري" ب "ساي" في المدرسة عند وصولها, وركضت بإتجاهه وهي تنادي بإسمه فأدار
            جسده إليها وابتسم قائلاً:
            أهلاً "ميري".
            توقفت "ميري" أمامه وهي تتنفس بسرعة وتقول:
            وصلتُ أخيراً.
            سألها "ساي" في حيرة:
            ما الأمر؟... هل أنتِ بخير؟
            حاولت "ميري" الإبتسام في وجه "ساي" وهي تقول:
            أنا بخير.... لم يحدث شيء.
            مد "ساي" يده ليضعها على خذ "ميري", لكنها تراجعت للخلف, فأمعن النظر في وجهها وهو
            يقول بثقة:
            أنا واثقٌ بأنه قد حدث شيءٌ معكِ ليلة أمس, كما أنكِ لم تقومي بالرد على رسالتي.
            إمتلئت عيني "ميري" بالدموع وعانقت "ساي" بسرعة, وهي تقول بصوتٍ باكي:
            "ساي".. أنا لا أريد العودة إلى ذلك المنزل, خذني معك إلى أي مكان, أرجوك.
            وضع "ساي" يديه على كتفيها وهو يقول:
            "ميري"... لا داعي للبكاء, سأنفذ كل ما تطلبينه مني.

            في ذلك الوقت, عندما كانت "تينا" في طريقها للخروج سمعت والدها يقول بهدوء:
            "تينا" إنتظري قليلاً.
            إلتفتت "تينا" إلى والدها وتسائلت بإستغراب:
            ماذا هناك يا والدي؟
            إقترب الأب وهو يبتسم في وجهها قائلاً:
            سأوصلكِ إلى الجامعة بنفسي.
            فرحت "تينا" كثيراً وقالت بحماس:
            حقاً؟... هذا رائع.
            ثم وضع يده على رأسها وقال:
            أنا سعيد جداً لأنكِ تركتِ ذلك الشاب, وأعدكِ بأنني سأعرفك على شخصٍ أفضل منه.
            هزت "تينا" رأسها موافقة وقالت:
            كما تشاء يا والدي.

            بعد إنتهاء الدوام الجامعي, خرج جميع الطلبة والفرحة تملئ وجوههم لإنتهاء الفصل الدراسي الأول
            وقدوم الإجازة..... توجهت "ساكورا" نحو قاعات المستوى الثاني, وتوقفت عند إحداها وبحثت عن "اندي"
            ولم تجده, وسمعت أحد الطلاب الجالسين هناك يقول:
            هل تبحثين عن أحد يا انسة؟
            ردت عليه "ساكورا" قائلة بتساؤل:
            أين "اندي"؟
            أجابها الشاب ضاحكاً:
            ألا تعلمين أن "اندي" و"تيما" قد تم حرمانهما من حضور الإختبارات؟
            إتسعت عيني "ساكورا" وقالت بذهول:
            لماذا؟!
            رد عليها شخصٌ اخر بطريقةٍ ساخرة:
            إسأليه بنفسك.
            وأنفجر ضاحكاً مع بقية أصدقائه, فتضايقت "ساكورا" كثيراً من تصرفاتهم, وأبتعدت عن ذلك المكان....
            أخرجت "ساكورا" هاتفها المحمول من حقيبتها التي على كتفها, وبحثت عن رقم "اندي", واتصلت به..
            في تلك اللحظة, كان "اندي" يسير بمحاذاة المنزل, وتوقف حين سمع هاتفهه المحمول يرن, فرد قائلاً
            بهدوء:
            أهلاً "ساكورا".
            إنتقل إلى مسامعه صوت "ساكورا" وهي تقول بتساؤل:
            لماذا لم تأتي إلى الجامعة يا "اندي"؟
            أغمض "اندي" عينيه وهو يجيب قائلاً:
            إنها قصةٌ طويلة, سوف أخبركِ بها لاحقاً.
            وقفت "ساكورا" عند السور وردت عليه قائلة:
            حسناً ..... لا بأس.
            رفع "اندي" عينيه وقال:
            "ساكورا".. أريد أن أراكِ اليوم, سأكون بإنتظاركِ عن محطة القطار في الساعة السابعة.
            علت الإبتسامة شفتي "ساكورا" وهي تقول بسعادة:
            حقاً؟.... سأكون هناك بالتأكيد.
            وأغلقت الخط وكادت تطير من شدة الفرح.....

            في طريق عودة "ميمي" للبيت, كانت في السيارة مع "جوزيف"... وقالت له:
            عيد ميلادي غداً.
            إرتفعت حاجبي "جوزيف" وهو ينظر للطريق, ثم قال:
            هل هذا صحيح؟... إذن عيد ميلادكِ في اليوم الذي يحتفل فيه الناس بالعيد.
            هزت "ميمي" رأسها قائلة:
            نعم.
            أوقف "جوزيف" السيارة أمام منزل "ميمي", ونظر إليها قائلاً بحماس:
            سأقيم لكِ حفلةً لم تري مثلها في حياتك.
            إحمر وجه "ميمي" خجلاً وقالت مبتسمة:
            شكراً لك "جوزيف"... لقد أفرحتني... هل ستكون الحفلة في منزلك؟
            قال "جوزيف" وهو يبتسم بلطف:
            بالطبع لا.... سأجعلها مفاجأةً لكِ.
            أخفضت "ميمي" حاجبيها وقالت بإستياء:
            لن أتمكن من النوم اليوم. وسأظل أفكر بهذا الأمر طوال الليل.
            ضحك "جوزيف" عليها قائلاً:
            لا تشغلي بالكِ يا عزيزتي, سوف تُسعدين كثيراً بالمفاجأة.
            هزت "ميمي" رأسها موافقة ونزلت من السيارة عائدةً للمنزل.....

            عندما هبط الظلام, بدأت "ساكورا" تجهز نفسها للخروج مع "اندي" ووقفت عند المراة تسرح شعرها
            البني القصير, وقد تركته مفتوحاً, وأرتدت ثوباً أحمر قصير يصل إلى ركبتيها, مع حذاءٍ طويل يغطي نصف
            قدميها, وارتدت معطفها الصوفي وخرجت.... كانت "ساكورا" سعيدةً للغاية لدرجة أنها نسيت أن تأخذ هاتفها
            النقال معها.
            كان "اندي" في طريقه لمكان اللقاء, وفجأةً رن هاتفه المحمول, وحين رد عليه, إنتقل إلى مسمعه صوت شاب
            يقول بإرتباك:
            "اندي" أنا بحاجةٍ ماسة لمساعدتك.
            سأله "اندي" في حيرة:
            ماذا هناك؟
            أجابه الشاب بنبرة القلق:
            إن والدتي متعبةٌ جداً, إن هذا شهر ولادتها, وأنا لا أملك سيارة لأخذها إلى المستشفى,
            أرجوك ساعدني.
            حرك "اندي" عينيه إلى الساعة وراها 18:51 , فعقد حاجبيه قائلاً بضيق:
            حسناً... ساتي حالاً.
            وعندما أغلق الخط, إتصل مباشرةً ب "ساكورا" لكنه لم يتلقى أي ردٍ منها لأنها نسيت هاتفها في المنزل...
            فقال "اندي" بإستياء:
            تباً, لماذا لا تجيب على الهاتف؟
            في تلك اللحظة, وصلت "ساكورا" إلى المحطة, ووقفت تنتظر هناك, أما "اندي" فقد وصل لمنزل صديقه وساعده
            على نقل والدته للمستشفى, وطوال الطريق وهو يتصل ب "ساكورا....
            مضى على الموعد نصف ساعة, وبدأ ت يدي "ساكورا" تتجمدان من البرد, وظلت تلتفت حولها لعلها تراه قادماً
            لكنها إنتظرت طويلاً في ذلك البرد القارص, ووسط الظلام الحالك بجانب المحطة الفارغة... أخرجت "ساكورا" نفساً
            عميقاً من فمها وقالت بصوتٍ متعب:
            يبدو بأنه لا جدوى من إنتظاره.
            وسارت عائدةً للمنزل سيراً على الأقدام, وكانت تمشي ببطء لأن قدميها متعبتان من الوقوف هناك...
            في نفس ذلك الوقت, كان "اندي" مع صديقه بالمستشفى, وقال له:
            أنا مضطر للذهاب الان.
            رد عليه الشاب قائلاً:
            حسناً... شكراً لك "اندي".
            إنطلق "اندي" مسرعاً وركب سيارته, وكانت الساعة قد تجاوزت الثامنة وعشر دقائق....
            وصل "اندي" إلى محطة القطار ونزل من السيارة بحثاً عن "ساكورا" لكنه لم يجدها في أي مكان, فشعر بالحزن وعاد
            للمنزل ولم يتصل عليها إلا في الساعة العاشرة...

            رن هاتف "ساكورا" وهي تجلس على السرير, وتنتفس بصعوبة... وحاولت جعل صوتها طبيعياً حين
            ردت عليه قائلة:
            مرحباً "اندي"!
            رد عليها "اندي" قائلاً بأسف:
            أنا أعتذر لأنني لم أتمكن من الوفاء بوعدي, اسف.
            قالت له "ساكورا" ببرود:
            لا بأس في ذلك............ المعذرة "اندي" لكني متعبة وأريد أن أنام.
            قال "اندي" بإستسلام:
            حسناً, تصبحين على خير.
            إستلقت "ساكورا" على السرير, بعدما أغلقت الخط, ونامت من شدة التعب...

            في أحد المنازل... كانت "بريتي" تجلس بجانب "روبرت" على الأريكة في غرفة المعيشة, وتقول له:
            "روبرت"... علي العودة للمستشفى, لأن أمي لوحدها هناك.
            إبتسم "روبرت" قائلاً:
            كما تشائين.
            ووضع يده على رأسها متابعاً:
            المهم هو أنك أخذتِ قسطاً من الراحة لمدة يوم كامل.
            بادلته "بريتي" الإبتسامة وقالت:
            شكراً جزيلاً لك.

            في المستشفى, تمكنت "ديفا" من الخروج من غرفتها عندما غادرت والدتها, وذهبت مباشرةً إلى "مارك"...
            وعندما وصلت لغرفته, رأت والدته تجلس على المقعد, فأنحنت "ديفا" قائلة بإحترام:
            هل تسمحين لي بالدخول؟
            قالت لها الأم بحنان:
            يمكنكِ الدخول يا صغيرتي, ف "مارك" يفرح كثيراً عندما يراكِ.
            قامت "ديفا" بالإقتراب من الأم, وجلست أمامها وقبلتها في يدها قائلة وهي تبتسم:
            شكراً لكِ عمتي.
            ونهضت متجهتاً لغرفة "مارك"..... وحين دخلت وأقتربت منه وجدته نائماً, فجلست بجانبه ووضعت يدها على
            شعره الأشقر وابتسمت قائلة:
            "مارك"... أنا أحبك.
            وقبلته في خذه ثم قالت:
            عيد ميلادٍ سعيد يا حبيبي.
            فتح "مارك" عينيه على وجهها, وأتسعت شفتيه مبتسماً وهو يقول:
            كنت بإنتظاركِ يا عزيزتي.
            ومد يده ووضعها على خذها, وقال بصوتٍ رقيق:
            أحبك.
            ثم جلس وأحتضنها, ووضعت يدها على ظهره وهي تقول بسعادة:
            وأنا أيضاً.

            في ذلك الوقت, عادت "ميري" للمنزل, وقبل أن تدخل إلتفتت خلفها ونظرت ل "ساي" الذي
            يقف عند الباب ويقول لها ملوحاً بيده:
            تشجعي يا عزيزتي.
            هزت "ميري" رأسها موافقة, ودخلت, وأطمئن قلبها عندما وجدت الصالة خالية, فأغلقت الباب بهدوء
            وأبعدت حذائها وحملته في يدها لكي لا يشعر بها أحد, وصعدت راكضة وهي تتلفت حولها, وبالأعلى
            إصطدمت ب "تيما", وقالت بخوف وهي تنظر للأرض:
            يا إلهي....
            ووضعت يدها على قلبها حين رأتها وقالت بإرتياح:
            حمد لله... كنت أعتقد بأنك "اندي"...
            سألتها "تيما" في إستغراب:
            لقد تأخرتِ يا "ميري"... أين كنتِ؟
            وفجأةً, سمعا صوت "اندي" وهو يقول منادياً:
            "تيما"... هل أنتِ هنا؟
            إرتبكت "ميري" كثيراً وكذلك "تيما", فأمسكت بيدها وأدخلتها "تيما" إلى غرفتها لأنها الأقرب هناك... وأغلقت
            الباب من الخارج, ورأت "اندي" اتياً إليها, وحين توقف قال بصوتٍ هادئ:
            "تيما"... هل يمكنني التحدث معكِ قليلاً؟
            ردت عليه "تيما" قائلة:
            حسناً... لنذهب إلى غرفتك.
            قال لها "اندي" بإستغراب:
            ألا يمكننا التحدث في غرفتكِ؟
            عندما سمعته "ميري" يقول هذا, إختبئت مباشرة تحت السرير... إرتبكت "تيما" في كلامها ولم تعرف ماذا تقول...
            فقالت مترددة:
            لكن غرفتي غير مرتبةٍ الان....
            قاطعها "اندي" قائلاً بتساؤل:
            ما المشكلة في ذلك؟...... ألسنا أخوة؟....
            وأبعدها عن الباب ودخل, ولحقت به "تيما" للداخل, وأطمئنت لأنها لم ترى "ميري".... كانت الغرفة مرتبة جداً من الداخل
            فألتفت "اندي" إلى أخته وسألها:
            هل تكذبين علي يا "تيما"؟... غرفتكِ مرتبةٌ جداً.
            قالت "تيما" ضاحكة:
            ربما قامت الخادمة بترتيبها دون أن تخبرني.
            ثم تقدم "اندي" وجلس على السرير, وشعرت "ميري" بالخوف ولم تتحرك من مكانها, وجلست "تيما" بجانبه
            وسألته قائلة:
            ما هو الأمر الذي تريد التحدث عنه؟
            أخفض "اندي" رأسه وقال بصوتٍ حزين:
            أنا مستاءٌ للغاية.... اليوم إتفقت مع "ساكورا" بأننا سنلتقي عند المحطة, لكن واجهتني مشكلة
            ولم أتمكن من الذهاب, أتصلت عليها مراراً لكنها لم تقم بالرد علي إلا في المرة الأخيرة وكان صوتها
            حزيناً جداً.
            قالت له "تيما" وهي تنظر إليه:
            لماذا لا تخبرها بما حدث معك؟... إن "ساكورا" فتاةٌ طيبة وستتفهم الأمر بالتأكيد.
            نظر إليها "اندي" قائلاً:
            أتعتقدين ذلك؟
            إبتسمت "تيما" في وجهه وهي تجيب:
            بالتأكيد, أنا واثقةٌ من ذلك.
            قال "اندي" بإرتياح:
            شكراً لكِ "تيما"... لقد أرحتني بالفعل.
            نهضت "تيما" من على السرير وقالت وهي تضع يديها على كتفه:
            إذهب للنوم الان, وغداً صباحاً يمكنك زيارة "ساكورا".
            هز "اندي" رأسه موافقاً وغادر الغرفة وهو يقول:
            تصبحين على خير يا أختي العزيزة.
            لوحت "تيما" بيدها له وهو يغلق الباب.... عندها قالت "تيما" بجدية دون أن تلتفت للخلف:
            اخرجي يا "ميري".
            خرجت "ميري" من تحت السرير, وهي تحمل حذائها في يدها, ووقفت على قدميها قائلة:
            شكراً لكِ "تيما"... لقد أنقذتي حياتي.
            إلتفتت "تيما" إليها وتنهدت قائلة:
            إذهبِ إلى غرفتكِ الان, فأنا أريد أن أنام.
            ردت عليها "ميري" في سرعة:
            حسناً, تصبحين على خير.
            وخرجت راكضة من الغرفة, حدقت "تيما" فيها بإستغراب, ثم هزت كتفيها قائلة:
            إنها غريبة الأطوار.

            دخل "مايكل" إلى شقته في أحد الفنادق, وشغل الأنوار... ورمى بحقيبته ونظارته على السرير في غرفة
            النوم, وقال بتعب:
            هناك الكثير من العمل ينتظرني في الغد.
            وأستلقى على سريره وهو يقول متابعاً:
            يبدو أن هذه الشركة لا تعرف معنى الإجازات.
            وغط في النوم دون أن يغير ملابسه....

            قام "جوزيف" بإرسال رسالة للجميع لحضور حفلة عيد ميلاد "ميمي", وحدد مكان الحفلة...
            وأتفق معهم على ألا يخبروا "ميمي" بالمكان لأنه سيكون مفاجأةً لها...

            ***********************************************

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              #26
              المشاركة الأصلية بواسطة Kikumaru Eiji
              مافي داعي يا اخت مزون شمر.. فأنا اعرف القوانين جيداً... ولست من النوع الذي يتأخر في وضع

              التكملة .... الرواية كاملة عندي وكل يوم بأحط 3 فصول حتى تنتهي ......

              وإن شاء الله تعجبكم .....

              عزيزتي
              انا بس حبيت انبهك
              لاني ماحب احذف تعبكم
              مشكوره على اهتمامك
              ويعطيكِ ربي العافيه

              تعليق

              • Kikumaru Eiji
                عـضـو
                • Nov 2008
                • 28

                #27
                " ساكورا وعيد الميلاد "

                في صباح اليوم التالي, كان الثلج يغطي أشجار الحدائق وحشائشها, ويلتمع مع أشعة الشمس الباردة....
                إستيقظت "ساكورا" في ذلك اليوم وهي تشعر بالتعب بالرغم من أنها نامت كثيراً, لكن الإرهاق منعها من النهوض
                من على السرير, فقالت بتساؤل:
                ما الذي أصابني؟.... إنني لا أقوى على النهوض.
                ثم دخلت إليها أختها والفرحة تملئ وجهها وهي تقول:
                "ساكورا" هيا إنهضي... ما هذا الكسل اليوم؟
                ردت عليها "ساكورا" وهي ما تزال مستلقية:
                لا أعلم ما الذي يحدث لي؟... أنا لا أقوى على الحراك.
                وضعت أختها كفها على جبهة "ساكورا" ثم قالت بإنصطدام:
                يا إلهي!... إن حرارتكِ مرتفعةٌ جداً.
                إتسعت عيني "ساكورا" ذهولاً وهي تقول:
                لا ... لا أريد أن أصاب بالمرض في هذا اليوم.
                وابعدت الغطاء من فوقها, وحين حاولت النهوض أمسكت بها أختها قائلة في قلق:
                عليكِ ألا تتحركي يا "ساكورا" وإلا ستسوء حالتك.
                قامت "ساكورا" بوضع يديها على كتف أختها وأبعدتها عنها وهي تقول:
                يجب أن أتحرك لكي أشعر بقليلٍ من النشاط.
                وضعت "ساكورا" قدميها على الأرض, وسارت بضع خطوات ثم وقعت وامسكت بها أختها وقالت:
                أرأيتي؟... حالتكِ ستزداد سوءً إذا تحركتِ.
                وأعادتها إلى السرير وغطتها بالبطانية القطنية وابتسمت قائلة:
                إبقي هنا, سأحضر لكِ بعض المناشف الباردة.
                إمتلئت عيني "ساكورا" بالدموع بعدما خرجت أختها, وهمست بداخل نفسها قائلة:
                لماذا اليوم؟....... هل سأتمكن من حضور حفلة "ميمي"؟

                ركب "اندي" سيارته, وتحرك متجهاً إلى منزل "ساكورا"... وطوال الطريق وهو يحضر الكلمات
                المناسبة للإعتذار لها, وأشترى لها ميدالية صغيرة بها حرفي "A+S" ووضعها في علبةٍ صغيرة
                مغلفةٌ بالقلوب....
                وصل "اندي" إلى المنزل, ونزل من السيارة وهو يحمل كيساً أحمر في يده, وأقترب من الباب ودق الجرس...
                بعد مرور وقت, فتحت له الخادمة الباب, فقال لها "اندي" متسائلاً:
                هل "ساكورا" هنا؟
                أجابته الخادمة بإحترام:
                الانسة "ساكورا" مريضة, وهي في غرفتها الان.
                إرتجفت شفتي "اندي" وهو يقول:
                مريضة؟؟... هذا لا يمكن.
                وقامت الخادمة بإيصاله إلى الغرفة, وحين طرقت الباب سمعتها تقول بصوتٍ خافت:
                إدخل!
                فتحت الخادمة باب الغرفة, ودخل "اندي" فرفعت "ساكورا" رأسها من على الوسادة وقالت وهي تبعد
                المنشفة البيضاء من رأسها:
                "اندي"؟
                إقترب "اندي" منها ثم قال بحزن:
                "ساكورا".... أنا اسف.
                وجلس بجانبها متابعاً كلامه:
                أعتذر لأنني لم أتمكن من الوفاء بوعدي.
                أبعدت "ساكورا" عينيها عنه وهي تقول بهدوء:
                لا بأس... أنا لست غاضبة منك.
                وضع "اندي" يده على جبهتها وقال:
                إن حرارتكِ مرتفعة... لا بد أنه بسبب إنتظاركِ لي في الجو البارد.
                ابعدت "ساكورا" يده ووضعت رأسها على الوسادة وهي تقول:
                يجب أن اشفى بسرعة لأتمكن من الذهاب إلى حفلة "ميمي".
                صرخ "اندي" عليها قائلاً:
                لا يمكنكي الذهاب وأنتِ في هذه الحالة.
                قاطعته "ساكورا" قائلة بجدية:
                لقد وعدت "ميمي" بالقدوم مهما كانت الظروف.
                تعجب "اندي" كثيراً من إصرار "ساكورا" على الذهاب, ثم قال وهو ينظر إليها:
                إذن, ساخذكِ إلى الحفلة بنفسي, سأعتني بكِ طوال اليوم.
                تسارعت نبضات قلب "ساكورا" وابتسمت قائلة:
                شكراً لك "اندي".
                قام "اندي" بالإهتمام ب "ساكورا" طوال النهار, وساعدها على تناول الغذاء, وكان يغير لها المناشف
                كلما جفت...
                عندما هبط الظلام كانت "ساكورا" نائمة من التعب ولم تشعر بنفسها, فقال "اندي":
                هل أقوم بإيقاظها؟...... لكن حالتها لا تسمح لها بالخروج.

                من جهةٍ أخرى, إنتهت "ميمي" من تجهيز نفسها, وأرتدت ثوباً لونه كالعشب مع حزامٍ بني عريض..
                وسرحت شعرها, ووضعت الإكسسوارات, ثم سمعت هاتفها يرن, فردت قائلة:
                مرحباً "جوزيف".. انا جاهزة.
                رد عليها "جوزيف" قائلاً:
                أنا بإنتظارك أمام المنزل!
                أخذت "ميمي" حقيبتها الصغيرة, وخرجت من المنزل, وركبت مع "جوزيف" في السيارة, ثم قالت:
                أخبرني الان.... ما الذي تحضره لي؟
                أجابها "جوزيف" وهو يحرك السيارة:
                ألم أقل لكِ بأنها مفاجأة؟
                أعادت "ميمي" ظهرها إلى المقعد وقالت بضجر:
                نعم.
                وظلت "ميمي" تفكر طوال الطريق بهذا الأمر....

                وضع "اندي" يده على يد "ساكورا" ففتحت عينيها وابتسمت في وجهه, فقال لها بتساؤل:
                ألن تذهبِ إلى الحفلة؟
                نهضت "ساكورا" بسرعة وسألته قائلة:
                كم الساعة الان؟
                أجابها بإندهاش:
                إنها السابعة والنصف.
                أبعدت "ساكورا" غطاء السرير من فوقها وقالت بعجلة:
                علي أن أغير ملابسي بسرعة للذهاب.
                قال "اندي" في خجل عندما أخرجت ثوبها:
                سأنتظركِ بالخارج يا عزيزتي.
                ضحكت "ساكورا" عليه قائلة بعدما خرج:
                إنه خجولٌ جداً.
                وغيرت ملابسها, ورفعت شعرها وانزلت خصلات قليلة على كتفيها, وحين انتهت فتحت باب الغرفة
                فعلت الإبتسامة وجه "اندي" حين راها وقال:
                إنكِ تبدين جميلة للغاية.
                ردت عليه في حرج:
                شكراً لك.
                وأمسكت بيده وخرجا من المنزل معاً....

                أوقف "جوزيف" سيارته بالقرب من ساحة المدينة, والتفت إلى "ميمي" قائلاً:
                ألا تودين النزول؟
                حدقت "ميمي" في المكان, ولم ترى سوى الظلام الحالك, فقالت بحيرة:
                ما هذا يا "جوزيف"؟.... لماذا احضرتني إلى هنا؟
                نزل "جوزيف" من السيارة, وفتح الباب ل"ميمي" ومد يده إليها قائلاً:
                لا داعي للقلق يا حبيبتي!... تعالي معي.
                امسكت "ميمي" بيده ونزلت من السيارة, وسار بها "جوزيف" بضع خطوات للأمام, وحين توقف وأبتسم
                في وجه "ميمي", أنيرت كل الأضواء الذهبية مع البيضاء, وكان هناك الكثير من الأشخاص الذي يحيون
                "ميمي" و "جوزيف" ويقولون بصوت واحد:
                عيد ميلاد سعيد "ميمي"..
                ذُهلت "ميمي" مما رأته, وقام بعض الأشخاص برمي الأزهار عليهما, في ذلك الوقت وصلت "ساكورا" مع
                "اندي" وقالت بإندهاش:
                هذا رائع...!
                ضغط "جوزيف" على يد "ميمي" وهو يقول:
                عيد ميلادٍ سعيد "ميمي".
                وقبلها أمام الجميع... وتعالت الصرخات عليهما وانتشرت الألعاب النارية في السماء, وقاموا بإشعال النار وسط الساحة
                والجميع يغني محتفلين ب "ميمي" ويقدمون لها الهدايا... ثم شغلوا الموسيقى الخاصة بالعيد ورقصوا جميعاً, ورقصت
                "ميمي" مع "جوزيف" وهي في غاية السعادة, لأن جميع أصدقائها هناك...

                بدأت "ساكورا" تشعر بالدوار لكنها لم تظهر هذا أمام "اندي" الذي يقف بجانبها ويستمتع بالحفل, وكان المتواجدون هناك
                هم "رينا" برفقة "هنري"... وبريتي" مع "روبرت"... و"تيما" مع "جاك" و"لوسكا" مع "جيم"... أما "تينا "فلم تتمكن
                من القدوم لأن عائلتها تقيم حفلة في المنزل....

                في الشركة, أنهى "مايكل" كل عمله, وخرج المدير من مكتبه والإبتسامة تعلو شفتيه وحين أقترب منه
                قال:
                أحسنت صنعاً يا "توماس"... الان أريدك أن تأتي معي.
                سأله "مايكل" بإستغراب:
                إلى أين يا سيدي؟
                أجابه المدير قائلاً بحنان:
                ساخذك معي للمنزل, أننا نقيم حفلة صغيرة واريدك أن تحضرها.
                إنحنى "مايكل" أمام المدير قائلاً:
                شكراً جزيلاً لك يا سيدي.... إن هذا شرفٌ كبير لي.
                وضع المدير يده على كتف "مايكل" قائلاً:
                إتبعني!
                ولحق "مايكل" بالمدير بعدما أنهى ترتيب أغراضه وركب معه في نفس السيارة.....

                في حفلة "ميمي"... أحضر أحدهم عربةً متحركة بها كعكة العيد, وأوقفها أمام "ميمي" ...
                فأخذ "جوزيف" السكين وقال:
                لنقطعها معاً.
                هزت "ميمي" رأسها موافقة, وأمسكت بيده, وقاما بتقطيع الكعك والجميع يصفق لهما...
                في ذلك الحين, قالت "ساكورا" بإرهاق:
                "اندي"... أنا لم أعد قادرةً على الوقوف أكثر.
                حين سمعها تقول هذا, وقف أمامها وجلس على الأرض مقابلاً بظهره لها وهو يقول:
                إجلسي على ظهري يا "ساكورا".
                لم تتمكن "ساكورا" من الرفض فقد كانت متعبة جداً, وجلست على ظهره, ثم وقف على
                قدميه وهو يقول:
                هل انتِ مرتاحة هكذا؟
                هزت "ساكورا" رأسها قائلة:
                نعم... شكراً.
                قام "جوزيف" بالإقتراب من "ميمي" و "جوزيف" وقال بمرح:
                الان سنريكما هديتنا المتميزة.
                وأشعل الألعاب النارية, وحين إنطلقت كُتب عليها "عيد سعيد "ميمي"".... وكان هناك أربع
                بهذا الشكل وسُعد الجميع بها, إلتمعت الألعاب النارية في عيني "ساكورا" المرهقة, وقالت بسعادة
                والتعب قد إنتشر في كل جسدها:
                إنها.... جميلة ..... ج ....
                وأغمي عليها حين وضعت رأسها على كتف "اندي" الذي كان منسجماً بالمشاهدة.....

                في المستشفى, قامت "ديفا" بمساعدة "مارك" على الوقوف أمام النافدة, ومشاهدة الألعاب النارية ثم
                قال لها وهي تمسك بكتفه الأيمن:
                عيد ميلاد سعيد يا عزيزتي "ديفا".
                رمقته "ديفا" بإبتسامة عريضة وردت قائلة:
                عيد ميلاد سعيد "مارك".
                وقام بتقبيلها بكل حب... وأحست "ديفا" بأن السعادة تملئ قلبها...

                في نفس تلك اللحظة, تساقط الثلج بهدوء, فقال "اندي":
                لن ننسى هذه الليلة أبداً, أليس كذلك "ساكورا"؟
                وأتسعت عينيه خوفاً حين رأى "ساكورا" متجمدةً ورأسها على كتفه, فأرتجفت شفتيه وصرخ قائلاً:
                "ساكورا"؟؟؟؟
                إلتفت الجميع للخلف, وعلامات التعجب تملئ وجوههم, فأقتربت "رينا" وقالت متسائلة:
                ما الذي حدث ل "ساكورا"؟
                عقد "اندي" حاجبيه قائلاً:
                لا أعلم... لا وقت للشرح الان.
                وركض بها عائداً للمنزل, وطوال الطريق وهو يردد قائلاً:
                أنا اسف يا "ساكورا" لأنني أخرجتكِ من المنزل وأنتِ مريضة... وأعتذر لأنني جعلتك تنتظرينني
                في هذا الجو البارد... ارجوكِ سامحيني.
                بدأ تساقط الثلج يزداد تدريجياً, فأرتبك جميع الموجودين في الحفلة, فقد إنطفئت النيران...
                أمسك "جوزيف" بيد "ميمي" وركض بها نحو السيارة... وحين ركبا قاما بإبعاد الثلج من فوقهما...
                فقال "جوزيف" وهو ينظر لكثافة الثلج:
                علينا العودة, يبدو أن العاصفة الثلجية ستزداد.
                كانت "ميمي" تحدق ب "جوزيف" وهو يشغل السيارة ويحركها, ثم قالت بداخلها:
                حبي ل "جوزيف" يزداد يوماً بعد يوم.
                حرك "جوزيف" عينيه إليها وسألها:
                ما الأمر يا "ميمي"؟... هل هناك شيءٌ بوجهي؟...
                ردت عليه "ميمي" ضاحكة:
                كلا... كنت أفكر بأمرٍ ما.
                ووضعت يدها على قلبها, وبقيت تتأمل في الطريق.

                وصل "اندي" إلى المنزل وهو يحمل "ساكورا".. وحين دخل رأته أخت "ساكورا" وهو يتنفس بصعوبة
                وجسده مغطى بالثلج, فأقتربت منه قائلة بقلق:
                ما الذي حدث ل "ساكورا"؟... لماذا قمت بإخراجها في هذا الجو؟
                رد عليها "اندي" بإستياء شديد:
                لا وقت للشرح, علي أخذها إلى الغرفة.
                صعد "اندي" للأعلى حيث غرفة "ساكورا" ولحقت به أختها "سابرينا", ودخلا إلى الغرفة....
                قام "اندي" بوضع "ساكورا" على السرير وبدت كالزهرة الذابلة, فأبعد المعطف من فوقها, وغطاها بالبطانية
                القطنية... بينما كانت "سابرينا" تشتمه قائلة:
                يالك من شابٍ مغفل, أخرجت "ساكورا" بالرغم من أنك تعلم بحالتها....
                قاطعها "اندي" قائلاً ببرود وهو يخفض رأسه:
                أخرجي من هنا يا انسة.
                عقدت "سابرينا" حاجبيها قائلة:
                ومن انت حتى تقول لي هذا؟
                صرخ "اندي" في وجهها قائلاً بعصبية حادة:
                قلت لكِ أخرجي من هنا .... ألا تفهمين؟
                لاحظت "سابرينا" الغضب في عيني "اندي" ... ثم قالت بضيق:
                إذا حدث مكروهٌ ل "ساكورا", تأكد بأنني سأجعلك تندم.
                وخرجت من الغرفة, ونار الغضب تشتعل من خلفها...

                وصل "مايكل" مع المدير إلى المنزل, ونزلا من السيارة ... رفع "مايكل" عينيه ونظر للمنزل
                من الأعلى إلى الأسفل, وهمس بداخل نفسه قائلاً وهو يمسك بالمظلة ليحتمي من الثلج:
                لقد طُردت مرتين من هذا المكان, والان الشخص الذي قام بطردي دعاني بنفسه إلى هنا, دون أن يعلم
                من أكون!
                وقطع حبل أفكاره صوت المدير وهو يقول منادياً:
                "توماس" لماذا تقف هناك؟.... هيا أدخل.
                تقدم "مايكل" للأمام ودخل. وسار بمحاذاة الحديقة... وأخيراً فُتح الباب الرئيسي... كان المنزل من الداخل
                فخماً للغاية, والأضواء الساطعة تملئ أرجاء المكان, مع وجود الكثير من الضيوف وجميعهم من العائلات
                النبيلة... لم يشعر "مايكل" بالإرتياح منذ أن دخل إلى المنزل, حتى سمع صوت "تينا" وهي تحدث والدها
                قائلة:
                مرحباً يا والدي... نعتذر لأننا بدأنا الحفلة قبل وصولك.
                رد عليها الأب ضاحكاً:
                لا عليكِ يا صغيرتي.
                ثم أشار إلى "مايكل" الذي يقف قريباً منه, وتابع قائلاً:
                هذا هو الموظف الجديد الذي حدثتكم عنه... إنه "توماس".
                إقترب شخصان من "مايكل" وهما يحملان العصير, فسأله أحدهم:
                سمعت بأنك ماهرٌ في مجال المحاسبة, هل هذا صحيح؟
                أجابه "مايكل" بثقة:
                نعم... هذا صحيح!.. ربما لأنني أعشق هذا المجال.
                إقتربت "تينا" من "مايكل" وقالت له وهي تبتسم:
                تشرفت برؤيتك سيد "توماس".
                إبتسم "مايكل" في وجهها وأحنى رأسه قائلاً:
                وأنا أيضاً يا انسة "تينا".
                تقدم والدها نحوهما وقال وهو يضع كفه على كتف "مايكل":
                "تينا" أريدكِ أن تكوني صديقةً ل "توماس", وتنسي كل شيءٍ متعلق بالماضي, إتفقنا؟
                إتسعت شفتي "تينا" بإبتسامة عريضة وقالت:
                بالطبع!.. إن "توماس" يبدو شاباً رائعاً.
                ظهرت السعادة على وجه الأب, ولم يستطع إخفاء ذلك, فترك "تينا" مع "مايكل" وذهب إلى
                أصدقائه...
                وقفت "تينا" أمام النافدة ووقف "مايكل" متكئاً على الجدار بجانبها, وبسبب الضوضاء لم يتمكن أحدٌ
                من سماع الحوار الذي دار بينهما... قالت "تينا" وهي تنظر للثلج الذي يتساقط بقوة في الخارج:
                لقد قمت بعمل رائع حتى الان يا "مايكل".
                حرك "مايكل" عينيه إليها وقالت بصوتٍ منخفض لكنها سمعته:
                إلى متى سنخفي هذا الأمر؟.... لن تسير الأمور على ما يرام إذا كُشف أمرنا.
                أغمضت "تينا" عينيها وقالت بهدوء:
                أنا أفكر بهذا الموضوع كثيراً, إبذل جهدك في العمل حتى أحصل على حل.
                نظر "مايكل" إلى الأرض وقال:
                حسناً... أتمنى أن تمر الليلة على خير.
                عندها, تعالت صوت الموسيقى أرجاء المكان, ورقصت "تينا" مع "مايكل" وحاولا نسيان الموضوع
                كلياً, وأن يتمتعا بهذه اللحظات معاً...

                بلل "اندي" المنشفة البيضاء بالماء البارد ووضعها على جبهة "ساكورا" التي بدأت تتنفس بصعوبة
                من شدة التعب, وحرارتها لم تنخفض مطلقاً... أمسك "اندي" بيدها الساخنة وقال بحزن:
                "ساكورا" أنا اسف..... أعلم أن إعتذاري لن يغير شيئاً لكن....
                وفجأة سمعها تقول بصوت خافت وبكلمات متقطعة:
                "ان .... دي"... أنا .... أح ... بك.
                وضع "اندي" معطفه فوقها ومد يده ووضعها على خذها وهو يقول:
                أنا أيضاً... "ساكورا" أنا أحبك كثيراً.
                ثم أبتسم متابعاً كلامه وهي تفتح عينيها ببطء:
                هل تذكرين المرة الأولى التي إلتقينا فيها؟... كنا بنفس هذا الوضع, وأنا أعتذر لكِ.
                هزت "ساكورا" رأسها بنعم, والدموع تنهمر من عينيها... فمسح "اندي" على شعرها وهو يقول:
                لن أتخلى عنكِ أبداً يا حبيبتي... إستعيدي عافيتك بسرعة أرجوكِ.
                أغمضت "ساكورا" عينيها وهي تتخيل أنها تسمع هذه الكلمات من "اندي", ونامت....
                توقفت العاضفة الثلجية في الساعة الثالثة صباحاً, ووضع "اندي" يده على جبين "ساكورا" ورأى أن
                حرارتها قد إنخفضت, ففرح كثيراً وقال وهو يلقي برأسه بجانب يدها التي يمسكها:
                الحمد لله.
                ونام هكذا دون ان يشعر بنفسه......

                **********************************************

                تعليق

                • Kikumaru Eiji
                  عـضـو
                  • Nov 2008
                  • 28

                  #28
                  " ساخذكِ معي "

                  في الصباح, أشرقت الشمس, وانطلقت العصافير بتغاريدها....
                  إستيقظت "ساكورا" باكراً, وشعرت بأحدٍ يمسك بيدها وحين التفتت رأت "اندي" نائماً بجانبها
                  فقالت بإستغراب:
                  "اندي"؟.... لماذا هو هنا؟... ما الذي حدث؟...
                  ورفعت رأسها من على الوسادة وتذكرت شيئاً ثم قالت بإستيعاب:
                  صحيح!... لقد ذهبت إلى حفلة "ميمي" ورأيت الألعاب النارية, لا أذكر ما حدث بعد ذلك.
                  أحس "اندي" بحركة "ساكورا" فنهض قائلاً بشرود:
                  اه "ساكورا".... هل أنتِ بخير؟
                  أخفضت "ساكورا" حاجبيها قائلة:
                  أعتقد ذلك.
                  ألصق "اندي" جبينه بجبين "ساكورا" ثم أبتسم قائلاً:
                  إنكِ بخير.
                  إحمر وجه "ساكورا" خجلاً وهي ترى "اندي" أمامها مباشرة, وابعدت نفسها بسرعة وقالت
                  بإرتباك:
                  لقد فاجأتني "اندي"....
                  ضحك "اندي" بأعلى صوته مُعبراً عن سعادته بشفائها.. فضحكت هي الأخرى معه, ثم سألته:
                  هل بقيت بجانبي طوال الليل؟
                  هز "اندي" رأسه مجيباً:
                  نعم يا عزيزتي, وكنت أتحدث معكِ أيضاً.
                  رفعت "ساكورا" حاجبيها بإستغراب وقالت:
                  لا أذكر شيئاً من هذا.
                  ربت "اندي" على رأسها وهو يقول:
                  لا بأس, أنا مسرور بشفائك.
                  وفجأة, دق أحدهم الباب, فقالت "ساكورا":
                  تفضل.
                  دخلت "سابرينا" إلى داخل الغرفة, ورفعت عينيها الغاضبتين على وجه "اندي" الذي تحولت
                  ملامحه إلى الجدية... فقطعت "ساكورا" هذا الصمت قائلة:
                  صباح الخير "سابرينا"!
                  أغلقت "سابرينا" الباب خلفها وقالت مبتسمة:
                  صباح الخير.... هل أنتِ على ما يرام الان يا "ساكورا"؟
                  إتسعت شفتي "ساكورا" بإبتسامة لطيفة وهي تجيب قائلة:
                  نعم... أشعر بالنشاط والحيوية..
                  وأمسكت بذراع "اندي" متابعة:
                  هذا كله بفضل إعتناء "اندي" بي.
                  إقتربت "سابرينا" من أختها, ووضعت يدها على جبينها وقالت وهي تنظر ل "اندي" بإحتقار:
                  أعتقد ان مهمتك قد إنتهت... إرحل الان!
                  عقد "اندي" حاجبيه, وصرخت "ساكورا" قائلة في ضيق:
                  ما هذا السلوك يا "سابرينا"؟... إن "اندي"....
                  قاطعتها "سابرينا" قائلة في غضب:
                  إخرسي أنتِ!... يجب ألا يبقى هذا الشخص هنا لأنه السبب في مرضك.
                  ضربت "ساكورا" بيدها على السرير وقالت بإستياء:
                  كلا... إنه ليس السبب!... ومن المفترض أن تشكريه على إهتمامه بي.
                  ثم قال "اندي" ببرود:
                  هذا يكفي "ساكورا".
                  ونهض من على السرير وقال موجها كلامه ل "سابرينا":
                  لقد وفيت بوعدي لكِ يا انسة, وشفيت "ساكورا"... لا أعتقد بأن هناك داعٍ لهذا الجدال.
                  ثم قَبل "ساكورا" في جبينها وهو يضع يده على كتفها وقال:
                  وداعاً "ساكورا".
                  وابتعد عنهما مغادراً الغرفة...
                  إمتلئت عينا "ساكورا" بالدموع وقالت بحزن ممزوجٍ مع الغضب:
                  إنك وقحة... لن أسامحكِ أبداً.
                  وابعدت الغطاء من فوقها ولحقت ب "اندي" راكضة, وشقيقتها تحدق بها بغضب شديد ولم تحاول
                  إيقافها لأنها ذهبت بسرعة...
                  نزلت "ساكورا" عبر الدرج, وحين خرجت للحديقة ورأت "اندي" راحلاً, صرخت بأعلى صوتها وهي
                  تركض:
                  "اندي"!
                  توقف "اندي" عن السير, وحين أدار جسده إليها عانقته بقوة وهي تقول باكية:
                  أنا اسفة يا عزيزي... أرجوك قم بمسامحة "سابرينا" من أجلي.
                  مسح "اندي" بيده على شعر "ساكورا" البني القصير وقال:
                  أنا لست غاضبا مما فعلته... لا داعي للإعتذار يا حبيبتي!
                  رفعت "ساكورا" رأسها إليه وابتسمت والدموع تنهمر من عينيها ثم قالت:
                  "اندي" أشكرك من كل قلبي.
                  ثم قام بمسح دموعها ولوح لها بيده وهو يرحل قائلاً:
                  إلى اللقاء.
                  ركب "اندي" سيارته, ورأى "ساكورا" تلوح بيدها له وهي تبتسم, فرفع يده وحرك السيارة وذهب...
                  حين دخلت "ساكورا" إلى حديقة المنزل رفعت عينيها إلى نافدة غرفتها ورأت أختها "سابرينا" تنظر إليها
                  بضيق, فرمقتها بنفس النظرات, وأشاحت "سابرينا" بوجهها وابتعدت عن النافدة بينما أستمرت "ساكورا"
                  بالسير إلى الداخل...

                  تشابكت أصابع يد "هنري" مع "رينا" وهما يسيران في المدينة, ويتبادلان الأحاديث..
                  وبينما كانا يمشيان لفت نظر "رينا" قاعة عرض المسرحيات فأبتسمت قائلة:
                  "هنري"... ما رأيك أن نلقي نظرة من الداخل؟
                  رد عليها "هنري" بمرح:
                  لا بأس في ذلك... هيا بنا.
                  دخل كلاً من "هنري" و "رينا" إلى تلك القاعة, وكان هناك العديد من المقاعد وفي الجهة المقابلة إستقر مسرح
                  كبير, وفيه بعض الأشخاص الذين يتدربون على أداء المسرحية..
                  حرك "هنري" عينيه للجهة التي تقف فيها "رينا" وقال:
                  دعينا نقترب أكثر.
                  هزت "رينا" رأسها موافقة وهي تقول:
                  حسناً.
                  وعندما أقتربا أكثر من المسرح سمعا احدهم يقول بعصبية:
                  ادائكما سيءٌ للغاية... لا توجد أحاسيس مطلقاً.
                  وأمام ذلك الرجل كانت تقف فتاة ترتدي ثوباً رائعا باللونين الذهبي وممزوج مع الأبيض ويلمع مع الأضواء
                  وبجانبها شاب يرتدي بدلة رسمية ويمسك بكتفي الفتاة...
                  صرخ الرجل الذي يحمل ملفاً في يده مرة أخرى وقال:
                  قوما بإعادة هذا المشهد بشكل أفضل.
                  وابتعد عنهما...
                  تراجع الشاب للخلف مبتعداً عن الفتاة وقال وهو يحرك يديه:
                  أخبريني من أنتِ؟.... هل إلتقينا من قبل؟!
                  ضمت الفتاة يديها إلى صدرها وقالت بصوت خجول:
                  كلا أيها الأمير..... إنني...
                  وتوقف عن الكلام حين سمعت صوت دق الساعة عند الثانية عشر, وحين حاولت الذهاب أمسك الشاب
                  بكتفها وهو يقول بتوسل:
                  إنتظري أرجوك.
                  هزت الفتاة رأسها ب لا وابعدت يديه ورحلت راكضة, وبينما كانت تركض إشتبكت قدمها بالثوب الطويل ووقعت
                  على الأرض بقوة, فأتسعت عيني "رينا" و"هنري" ذهولاً, فركض الشاب إليها مسرعاً وهو يقول:
                  "ماريا"...
                  وساعدها على النهوض متابعاً كلامه:
                  هل أنتِ بخير؟!
                  أصيبت "ماريا" بجرح في قدمها اليمنى وقالت وعيناها تلتمعان بالدموع:
                  أنا فاشلة.... لا يمكنني تأدية هذا الدور.
                  كاد الشاب أن يتكلم , لكن المخرج قاطعه قائلاً بوقاحة:
                  هذا صحيح... لن أسمح لكِ بأداء هذه المسرحية.
                  عقد الشاب حاجبيه قائلاً بإنفعال:
                  ماذا تقول؟
                  إقترب المخرج من المكان الذي يقفان فيه "رينا" و"هنري", وقال مبتسماً:
                  أنتِ فتاة جميلة... هل يمكنك مساعدتي؟
                  وقف "هنري" مقابلاً للمخرج وقال بضيق وتساؤل:
                  ما الذي تريده أيها السيد؟
                  تغيرت ملامح المخرج للجدية ورد عليه قائلاً:
                  أريد من هذه الفتاة أن تحل مكان "ماريا" و......
                  قاطعه "هنري" قائلاً بإستياء:
                  لا يمكن أن أوافق على ذلك.
                  ثم سمعا الشاب الذي على المسرح يقول بصوت عالٍ:
                  وأنا لن أقوم بأداء هذا الدور إلا مع "ماريا".
                  إلتفت المخرج إلى الشاب وهو يقول:
                  لا تقلق... هناك من سيؤدي الدور بدلاً عنك.
                  واعاد نظره إلى "هنري" وقال:
                  هل توافق على أداء الدور؟
                  أمسك "هنري" بكتف "رينا" وسار معها مبتعداً دون أن يرد على ذلك الرجل...
                  ركض المخرج نحوهما ووقف أمامهما قائلاً بتوسل:
                  أرجوكما.. أنتما أملي الوحيد, سأخسر كل شيء إذا لم أقم بعرض هذه المسرحية مساء الغد.
                  نظرت "رينا" إلى المخرج بإشفاق, وسمعت "هنري" يقول بلا مبالاة:
                  هذا ليس من شأننا.
                  قالت "رينا" بجدية:
                  "هنري" هذا يكفي!
                  رمقها "هنري" بإستغراب وهي تقترب من المخرج وتقول:
                  نحن نود مساعدتك أيها السيد, لكننا لا نعرف شيئاً عن التمثيل.
                  قال المخرج بإصرار:
                  سوف أقوم بتعليمكما, لكني أريد سماع الموافقة أولاً.
                  إتسعت شفتي "رينا" مبتسمة فقال "هنري" بإندهاش:
                  "رينا" إن هذا العمل مضيعة للوقت.
                  أدارت "رينا" رأسها إليه قائلة:
                  يجب أن نحاول, أليس كذلك؟
                  امسك المخرج بيد "رينا" وصافحها قائلا بسعادة:
                  شكرا جزيلا لك يا انسة.
                  تنهد "هنري" بإستسلام وقال:
                  حسناً لا بأس.

                  وضع "مارك" قدميه على الأرض وهو في المستشفى, و"ديفا" تمسك بيده لتساعده على النهوض, واخيرا
                  تمكن من الوقوف وهو يتنفس بصعوبة ويقول:
                  إنه... عملٌ شاق...
                  مسحت "ديفا" العرق من على جبينه وهي تقول:
                  إنك لا تزال في مرحلة العلاج, لا تضغط على نفسك يا "مارك".
                  قال "مارك" في ضيق:
                  أريد الخروج من هنا بأسرع وقتٍ ممكن.
                  اخفضت "ديفا" حاجبيها وحدقت بحزن إلى "مارك" الذي حرك قدميه للسير بمساعدتها, وكانت
                  تهمس بداخل نفسها قائلة:
                  سأبقى بجانب "مارك" حتى يشفى.
                  عندها دخل الطبيب إلى الغرفة, وعلت الإبتسامة شفتيه حين رأى "مارك" واقفاً, فأدخل يديه في
                  جيب معطفه الأبيض واقترب قائلا:
                  يبدو أن جسدك بدأ يستجيب للعلاج.
                  اخفض "مارك" راسه قائلا بإحباط:
                  لا أشعر بأي تحسن أيها الطبيب.
                  قال له الطبيب بصوت لطيف:
                  هذا طبيعي يا "مارك", فأنت ما تزال في البداية.
                  قامت "ديفا" بسؤال الطبيب قائلة:
                  هل سيستغرق شفائه مدة طويلة؟
                  عقد الطبيب ساعديه وهو يجيب:
                  في الحقيقة هذا يعتمد على المريض, إذا كان ذو عزيمة قوية سيشفى خلال أسبوعين.
                  قال "مارك" بثقة كبيرة:
                  أعدك أيها الطبيب بأنني سأشفى خلال هذه الفترة.
                  ابتسم الطبيب قائلاً بإرتياح:
                  هذا جيد... ابذل جهدك.
                  ووضع كفه على كتف "ديفا" متابعا كلامه:
                  إعتني به يا انسة "ديفا".
                  إتسعت شفتي "ديفا" قائلة بسعادة:
                  بالتأكيد.

                  في ذلك الحين, دخلت "تينا" إلى الفندق الذي يسكن به "مايكل", ووقفت أمام المسئول وسألته قائلة:
                  لو سمحت, كم أجرة الغرفة رقم 205؟
                  رفع المسئول حاجبيه قائلاً بتساؤل:
                  هل تقصدين شقة السيد "توماس"؟
                  هزت "تينا" رأسها مجيبة:
                  نعم.
                  قام المسئول بفتح ملف كان بجانبه, ثم أخبرها بالمبلغ فأخرجته من الحقيبة واعطته له وهي تقول:
                  تفضل... وشكراً لك, وداعاً.
                  وحين غادرت الفندق, كان هناك شخصٌ يراقب من بُعد بالمنظار ويقول بإستغراب:
                  ما الذي تفعله الانسة "تينا" في هذا الفندق؟
                  ابعد الشخص المنظار عن عينيه وراقبها حتى ذهبت... كان هذا الشخص هو المسئول عن مراقبة "مايكل"
                  وهذا هو اليوم الأخير في المراقبة... لكنه عندما رأى "تينا" قال بحيرة:
                  هل أخبر المدير أم أنتظر لأعرف الأمر منها؟

                  عند تلك اللحظات, كان كلٌ من "هنري" و "رينا" يتدربان على أداء المسرحية, لكن أدائهما كان سيئاً للغاية
                  لدرجة أن المخرج بدأ يفقد صوابه, فصعد على المسرح وقال بعصبية:
                  أنتما أسوأ مما كنت أتصور.
                  اسقط "هنري" دفتر الحوار على أرض المسرح بقوة وهو يقول:
                  لهذا لم أكن موافقاً على هذا الأمر منذ البداية.
                  ثم قالت "رينا" بإكتئاب:
                  سنحاول للمرة الأخيرة وإذا فشلنا سوف....
                  وتوقفت عن الكلام حين طرأت فكرة رائعة في ذهنها, وقالت بحماس:
                  لدي فكرة!
                  سألها الإثنان بنفس الوقت:
                  وما هي؟!
                  وقفت "رينا" أمام "هنري" وقالت بإبتسامة واسعة:
                  لن نعتبر هذا تمثيلاً... دعنا نتخيل أن هذا الأمر يحدث معنا بالفعل, عندها سنتمكن من الأداء
                  بشكل رائع.
                  فكر "هنري" قليلاً ثم قال:
                  حسناً, سنحاول.
                  وبالفعل, نجحت هذه الفكرة وتمكن الإثنان من هذا العمل أخيراً...
                  في المساء, عندما شارفت الشمس على المغيب... خرجا "هنري" و "رينا" من القاعة وهما ينتفسان بسرعة
                  وجلسا في أقرب حديقة... إستلقى "هنري" على الأعشاب الخضراء وقال بتعب:
                  أنا مرهقٌ جداً.
                  جلست "رينا" على الأرض متكئتاً بجدع الشجرة وقالت:
                  إنه عمل ممتع, أليس كذلك؟
                  رد عليها "هنري" بضجر:
                  كلا, إنه ممل!... لقد وافقت عليه من أجلك فقط.
                  اقتربت "رينا" منه وقابلت بوجهها له وهي تقول مبتسمة:
                  شكراً لك يا عزيزي.
                  إحمر وجه "هنري" حين راها قريبة منه فرفع رأسه بسرعة وقال بإرتباك:
                  لماذا تشكرينني؟... أنا.. لم أفعل شيئاً يستحق الشكر.
                  ضحكت عليه "رينا" بسعادة, فأبتسم في وجهها وقال :
                  إنكِ تبدين أجمل عندما تضحكين يا عزيزتي "رينا".
                  ثم تغيرت ملامح وجهه للجدية وهمس بداخل نفسه:
                  لن أسمح لأحدٍ بان يزيل هذه الإبتسامة عنك.

                  وسط الأضواء الذهبية والموسيقى الهادئة, كانت "لوسكا" تتناول العشاء في أحد المطاعم الفاخرة
                  برفقة "جيم" ويتبادلان الأحاديث... قال "جيم بسعادة:
                  إنها المرة الأولى التي نتناول فيها الطعام معاً.
                  إبتسمت "لوسكا" بهدوء وقالت:
                  صحيح!
                  وضع "جيم" الشوكة على الطبق وحين كاد أن يتكلم سمع صوت هاتف "لوسكا" فأشار إلى حقيبتها
                  قائلاً:
                  هاتفك يرن.
                  أخرجت "لوسكا" هاتفها النقال من الحقيبة ورأت رسالة جديدة, ففتحتها وقالت بإستغراب بعدما قرأتها:
                  إن "رينا" تريد منا حضور مسرحية ستعرض مسائ الغد, وقد إشترت لنا بطاقتين للدخول.
                  قال "جيم" بإندهاش:
                  هذا غريب!... يبدو أنها مُصرة على قدومنا.
                  أغلقت "لوسكا" هاتفها وهي تقول:
                  نعم, سنذهب على اية حال.
                  هز "جيم" رأسه موافقاً, واكملا العشاء....

                  عادت "ميري" إلى المنزل في ذلك الوقت, وكان "ساي" برفقتها.. وسارت معه عبر الصالة الخالية
                  وصعدت به إلى غرفتها واغلقت الباب بالمفتاح...
                  جلس "ساي" على سريرها وهو يقول:
                  غرفتكِ جميلة وواسعة.
                  اقتربت "ميري" منه وهي تقول بثقة:
                  بالطبع!.. عمي يحبني كثيراً لهذا اختار لي هذه الغرفة.
                  نظر "ساي" إلى كل جزء في الغرفة ثم قال متسائلاً:
                  ما دمتِ تعيشين في منزل كهذا, إذن لماذا تبدين تعيسةً دائماً؟
                  جلست "ميري" بجانبه واجابته قائلة:
                  لأنني لا أشعر بالإرتياح مع أبناء عمي وخاصةً ذاك المدعو "اندي".
                  إتسعت عيني "ساي" من شدة ذهوله وقال:
                  "اندي"؟؟!
                  وعادت به الذاكرة لما حدث هذا الصباح... حين دخلت "سابرينا" إليه ونيران الغضب تشتعل في عينيها
                  وتقول بعصبية:
                  تباً لهما!.. إنهما وقحين.
                  ادار "ساي" الكرسي الذي يجلس عليه بإتجاه أخته وهو يسأل:
                  من تقصدين؟
                  وقفت "سابرينا" أمام النافدة وهي تقول بإستياء:
                  إنني أقصد "ساكورا" و "اندي".
                  اخفض "ساي" عينيه وهو يتساءل:
                  من هذا؟
                  صرخت "سابرينا" عليه قائلة:
                  إن "ساكورا" تحب شاباً يدعى "اندي", أنا أكره ذلك الشخص واشعر بالقلق على أختي الصغيرة
                  منه, هل فهمت؟
                  وقطع حبل أفكار "ساي" صوت "ميري" وهي تقول:
                  "ساي".. ما الذي حدث لك؟
                  إتسعت شفتي "ساي" بإبتسامة مصطنعة, وقال مرتبكاً:
                  لا شيء أبداً.. كنت أفكر بأمر ما.
                  إلتمعت عينا "ميري" وهي تقول مبتسمة:
                  هل هذا الأمر له علاقة بي؟
                  إلتزم "ساي" الصمت قليلاً ثم قال بشرود:
                  ربما........
                  تنهدت "ميري" بضجر وقالت:
                  "ساي" أنت لا تبدو على طبيعتك منذ أن اخبرتك عن "اندي".
                  سألها "ساي" في سرعة:
                  ألا تعرفين الفتاة التي يرافقها؟
                  عقدت "ميري" حاجبيها وقالت:
                  كلا... ولا أرغب بمعرفتها.
                  إرتجفت شفتي "ساي" وقال بخوف:
                  لماذا انفعلتي هكذا؟
                  ضربت "ميري" بيدها على السرير وهي تقول بعصبية:
                  لأن موضوع "اندي" جعلني أشعر بالضيق.
                  واتجهت "ميري" إلى الشرفة, وعيناها تمتلئ بالدموع... وقف "ساي" خلفها ووضع يديه على كتفيها
                  وهو يقول معتذراً:
                  أنا اسف يا عزيزتي... لن أتحدث عن هذا الموضوع مرة أخرى.
                  أدارت "ميري" جسدها إليه, فأحتضنها بحب والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
                  أريد أن ابقى بجانبك دائماً يا عزيزي "ساي".
                  مسح "ساي" على شعرها الطويل وقال بصوتٍ هادئ:
                  أعدكِ بذلك يا حبيبتي..!
                  في تلك اللحظة, كان "اندي" يسير بمحاذاة حديقة المنزل, وبالمصادفة رفع رأسه ورأهما على الشرفة....
                  فتحولت ملامح وجهه للغضب وقال وهو يتلفت حوله:
                  سأريكِ أيتها الفتاة القذرة.
                  وأخذ بعض الحصى من الأرض ورمى واحدة نحوهما, فأصابت كتف "ميري" فألتفتت إلى الخلف بسرعة واتسعت
                  عينيها وقالت في قلق شديد:
                  "اندي"؟!
                  قال "اندي" موجهاً كلامه لها بصوت عالٍ:
                  ألا تخجلين من نفسك؟
                  وضعت "ميري" يديها على حافة الشرفة وقالت بجرأة:
                  من حقي أن افعل ما أشاء, عندما يصبح هذا المنزل ملكاً لك يمكنك التحكم بتصرفاتي,
                  هذا إذا بقيتُ هنا حتى ذلك الحين.
                  إقترب "ساي" منها وقال بهدوء:
                  إهدئي "ميري".
                  ثم وجه نظره نحو "اندي" وقال بجدية:
                  لا أرغب بالتدخل بينك وبين "ميري" لكن بصفتي صديقها علي أن ادافع عنها.
                  قال "اندي" بغضب:
                  إذا كنت تعتبر هذه الفتاة صديقتك, إذن خذها وأرحلا من هنا.
                  عقدت "ميري" حاجبيها وقالت بإستياء:
                  ليس من حقك أن تطردني من منزل عمي.
                  رد عليها "اندي" بنفس النبرة:
                  والدي لم يذق طعم الراحة منذ قدومك إلى هنا, لذا إرحلي.. لا أريد أن
                  أرى وجهك بعد الان.
                  أمسك "ساي" بيد "ميري" وابتسم في وجهها قائلاً:
                  ساخذك معي هذه المرة يا "ميري".
                  ووجه كلامه ل "اندي" متابعاً:
                  سوف نرحل من هنا!.. وأعدك بأنك لن ترى "ميري" بعد الان.
                  ثم حملها بين ذراعيه وقفز من الشرفة إلى الحديقة... ووقف مقابلاً ل "اندي" وانحنى قائلاً:
                  وداعاً.
                  وحين مر من عنده وهو يحمل "ميري" توقف وقال:
                  نسيت إخبارك.... منذ هذه اللحظة إنسى أنك تعرف فتاة تدعى "ساكورا".
                  أصبحت عيني "اندي" واسعتين وهو يتلفت إليه قائلاً:
                  وما علاقتك أنت ب "ساكورا"؟
                  ادار "ساي" رأسه إليه وابتسم قائلاً:
                  لن أسمح لأختي بمرافقة شيطان مثلك.
                  حدقت "ميري" ب "ساي" بإستغراب ولم تصدق ما سمعته اذنيها, وصُدم "اندي" كثيراً حين عرف
                  أن هذا الشاب هو شقيق "ساكورا" لدرجة أنه تسمر في مكانه ولم يعرف ماذا يفعل وهو يرى "ساي"
                  و"ميري" يرحلان من المنزل...

                  *************************************************



                  تعليق

                  • Kikumaru Eiji
                    عـضـو
                    • Nov 2008
                    • 28

                    #29
                    " مسرحية رينا و هنري "

                    فتح "ساي" باب منزله ودخل وتبعته "ميري"... وكانت والدته تجلس على الأريكة في الصالة فأقترب
                    منها قائلاً:
                    أمي, أريد أن أطلب منكِ معروفاً.
                    أغلقت الأم الكتاب الذي بيدها ووضعته على المنضدة وهي تقول:
                    نعم.... ماذا هناك؟
                    أشار "ساي" بيده إلى "ميري" وقال وهو ينظر إلى أمه:
                    هذه الفتاة صديقتي بالمدرسة وتدعى "ميري", لقد جاءت من بلاد بعيدة لوحدها وليس
                    لديها مكان تذهب إليه.. أريدها أن تبقى هنا حتى يعودا والديها من السفر.
                    أشفقت الأم على "ميري" واتجهت نحوها وهي تقول بحنان:
                    يالكِ من فتاةٍ مسكينة... لا مانع لدي في بقائك هنا...
                    ابتسمت "ميري" بسعادة وقالت:
                    شكراً لكِ يا سيدتي!
                    فرح "ساي" كثيراً من أجل "ميري"... ثم قال بتساؤل:
                    أمي, هل يمكنكِ تجهيز غرفة لها؟
                    إلتفتت الأم إليه وقالت بتفاؤل:
                    بالطبع... لكن يجب أن تنام مع "ساكورا" اليوم حتى تنتهي الخادمة من ترتيب غرفة "ميري".
                    احنت "ميري" رأسها وقالت معتذرة:
                    أعتذر على إزعاجكِ يا سيدتي.
                    وضعت الأم يديها على كتفي "ميري" وقالت:
                    بالعكس!... إعتبري نفسكِ في منزل والديك يا صغيرتي.
                    هزت "ميري" رأسها مواقة... وقال لها "ساي":
                    هيا تعالي!... سأرشدكِ إلى الغرفة.
                    وحين صعدا... توقف "ساي" عند باب غرفة أخته وطرق الباب.. فسمعها تقول:
                    تفضل.
                    فتح "ساي" الباب لاخره بقوة, فنهضت من أمام شاشة الكمبيوتر وقالت بإستغراب:
                    ما الذي تريده؟!
                    ظلت "ميري" واقفة عند الباب, بينما إقترب "ساي" من "ساكورا" وقال بجفاء:
                    اريد التحدث معكِ على انفراد, لكن قبل ذلك اود إخبارك ان هذه الفتاة ستعيش معنا وستنام
                    معكِ اليوم.
                    سألته "ساكورا" في حيرة:
                    من هذه الفتاة؟
                    رد عليها "ساي" بنفس النبرة السابقة:
                    سأخبركِ لاحقاً... تعالي معي الان.
                    وعندما خرجت "ساكورا" وقف "ساي" بجانب "ميري" وقال مبتسماً:
                    إبقي هنا يا عزيزتي.
                    هزت "ميري" رأسها موافقة وهي صامته... فأغلق الباب وذهب...

                    خرج كلٌ من "ساكورا" و "ساي" إلى حديقة المنزل... توقف "ساي" عن السير وكذلك هي من خلفه
                    فبدأ هو كلامه قائلاً:
                    هل تعلمين من تلك الفتاة؟
                    أجابته "ساكورا" بإندهاش:
                    بالطبع لا.
                    إلتفت إليها "ساي" وقال بهدوءٍ محافظاً على اعصابه:
                    إنها إبنه عم "اندي".. الفتي الذي ترافقينه, لقد قام بطردها من المنزل بكل وقاحة.
                    إتسعت عيني "ساكورا" وهي تسمع كلام "ساي" وارتجفت شفتيها قائلة:
                    هذا مستحيل!
                    أدخل "ساي" يديه في جيبه وقال وهو يقترب منها:
                    إسمعيني جيداً... لا يمكنني السماح لكِ بمرافقته بعد الان.
                    صرخت "ساكورا" في وجهه قائلة:
                    بل سأرافقه.... "اندي" إعتنى بي عندما كنتُ مريضة ويقوم بمواساتي عندما أكون حزينة..
                    أنا أحبه, كيف لي أن اتركه بهذه السهولة؟
                    عقد "ساي" حاجبيه وقال بإنزعاج:
                    ألا تفهمين ما قلته؟.. لقد طرد ابنة عمه "ميري" وربما يرميكِ بعدما يملُ منكِ, عندها
                    لن ينفعكِ الندم أبداً.
                    هز "ساكورا" رأسها نفياً وهي تقول:
                    كلا .. كلا... لا يمكن أن يفعل هذا, إنه شخص طيب.
                    وضع "ساي" يديه على كتفيها وقال وهو يهزها:
                    افيقي يا "ساكورا".. ذلك الشخص لا يملك أية احاسيس.
                    امتلئت عينا "ساكورا" بالدموع واشاحت بوجهها قائلة:
                    هذا غير صحيح!
                    قام "ساي" بدفع "ساكورا" فوقعت على الأرض وهي تبكي, وسمعته يقول:
                    إفعلي ما تشائين... لن اهتم بما سيحدث لكِ.
                    ودخل إلى المنزل تاركاً "ساكورا" الباكية ملقيةً على الأرض وتردد قائلة:
                    هذا مستحيل!... لا أصدق ان "اندي" يفعل شيئاً كهذا.
                    وسقطت دمعةٌ من عينيها على الأعشاب الخضراء ولم تتمكن من منع نفسها من البكاء....

                    في منتصف الليل, دخلت "بريتي" إلى غرفة "مارك" بالمستشفى وبرفقتها "روبرت".. لكنهما لم يجداه
                    على السرير, فقالت "بريتي" في قلق:
                    أين ذهب "مارك"؟
                    وفجأة سمعا صوت فتح الباب فألتفتا للخلف, وشاهدا "مارك" يقف مستعيناً بالعكازات, فقالت "بريتي"
                    بإرتياح:
                    "مارك" حمد لله أنك بخير... لقد كنت قلقة...
                    وتوقفت عن الكلام حين رأت نظراته الحادة تتوجه إلى "روبرت", ثم قال:
                    من سمح لك بالدخول إلى هنا؟
                    ابتسم "روبرت" ورد عليه بخبث:
                    هل يجب أن اخذ الإذن قبل الدخول يا "مارك".
                    واصل "مارك" سيره وقال وهو يغمض عينيه:
                    إرحل... لا أريد أن اشوه عيني برؤيتك قبل ان انام.
                    قالت "بريتي" في غضب:
                    ما هذه الوقاحة يا "مارك"؟... لقد جاء "روبرت" للإطمئنان عليك.
                    قاطعها "مارك" ببرود:
                    لا أريد شفقة من امثاله, وإذا كان كلامي يزعجكِ, ارحلي معه.
                    قال له "روبرت" بهدوء:
                    سنرحل!... في الواقع لم اكن ارغب بالقدوم الى هنا لولا إصرار "بريتي".
                    وحين اتجه "روبرت" إلى الباب, سمع "بريتي" تقول:
                    إنتظر... أنا أيضاً لن ابقى هنا.
                    ووقفت بجانب "روبرت" متابعة كلامها:
                    لا حاجة لبقائي بجانبك بعد الان... أعتقد أن رؤيتك ل "ديفا" تكفي...
                    والتفتت إليه وتابعت:
                    أليس كذلك يا أخي الصغير؟
                    وغادرت الغرفة بسرعة... هز "مارك" كتفيه وهو يضحك ويقول بثقة:
                    إنتظر حتى اشفى فقط يا "روبرت".... وسترى ما سأفعله بك.

                    في خارج المستشفى, كانت "بريتي" تسير بجانب "روبرت" وهي تقول:
                    أعتذر عما فعله "مارك".
                    توقف "روبرت" عن السير وقال:
                    لا عليكِ يا أميرتي........ إنني اعرف "مارك" جيداً.
                    اتسعت شفتي "بريتي" بإبتسامة واسعة واقتربت منه قائلة:
                    هذا جيد!... بالمناسبة اريدك ان تذهب معي مساء الغد إلى قاعة المسرحيات.
                    سألها "روبرت" قائلاً:
                    لماذا؟
                    اجابته في سرعة:
                    لقد اشترت لنا "رينا" بطاقتين للحضور...... سنعرف السبب في الغد.
                    هز "روبرت" رأسه موافقاً وقال:
                    حسناً, سنعرف غداً... لنرجع إلى المنزل الان.
                    وامسكا بيدي بعضهما وسارا معاً إلى المنزل....

                    مسحت "ساكورا" الدموع من عينيها وهي تقف عند باب غرفتها ثم دخلت وهي تصنع ابتسامة
                    على شفتيها وقالت وهي تنظر ل "ميري" التي تجلس على السرير:
                    سررت بلقائك "ميري".
                    وتابعت كلامها بداخل نفسها:
                    لا أصدق بأنها ابنه عم "اندي"... إنها لا تشبهه مطلقاً.
                    ثم جلست على السرير بجانبها وقالت:
                    هل تحبين النوم على السرير مع شخصٍ اخر؟
                    ردت عليها "ميري" بسعادة:
                    بالطبع أحب ذلك. كما أن سريركِ واسع.
                    ضحكت "ساكورا" قائلة:
                    هذا صحيح!... أنا اشعر بالنعاس, ما رأيكِ أن ننام الان؟
                    نهضت "ميري" من على السرير وقالت:
                    حسناً... لا بأس.
                    اخرجت "ساكورا" قميص نومٍ ل "ميري" من خزانة ملابسها, لونه ابيض وحردته مزينة بالورود الزرقاء..
                    إرتدته "ميري" وفتحت شعرها واستلقت بجانب "ساكورا" بعدما اطفئوا الأنوار....
                    همست "ساكورا" بداخل نفسها وهي تنظر إلى وجه "ميري" البريء:
                    تبدو فتاة لطيفة... لكنها تخفي شيئاً ويجب أن اعرفه.
                    واغمضت عينيها وغطت في النوم..........

                    في الصباح, بدأ الثلج يذوب ويختفي, وتفتحت الأزهار معلنةً عن قدوم فصل الربيع...
                    إستيقظت "ساكورا" قبل بزوغ الشمس, ونزلت إلى الحديقة واثنت ركبتيها وهي تجلس على الأعشاب الخضراء
                    في الأرض, ورأت زهرة حمراء صغيرة فقطفتها وقربتها من صدرها وهي تمسكها بكلتا يديها وقالت بصوتٍ
                    حزين جداً:
                    إنها زهرة حبي الوحيد... لن اسمح ل "ساي" بتخريب هذا الحب مهما كان الثمن.

                    توجهت "رينا" إلى قاعة المسرحيات في الساعة التاسعة صباحاً, وهي تحمل حقيبةً صغيرة على كتفها...
                    وحين دخلت لم تجد أحداً هناك, فقالت بإندهاش:
                    غريب... أليس من المفترض أن يكونوا هنا؟
                    وسمعت خلفها صوت "هنري" وهو يقول:
                    صباح الخير, "رينا".
                    إلتفتت "رينا" للخلف بسرعة وقالت بإرتياح:
                    اهلاً "هنري"... أتعلم, لا يوجد أحدٌ هنا.
                    ابتسم "هنري" بسعادة وقال:
                    هذا افضل, دعينا نتدرب بمفردنا.
                    هزت "رينا" رأسها موافقة... ثم صعدا إلى المسرح وبدأوا التمثيل لوحدهما...

                    توقفت سيارة "مايكل" أمام منزل "تينا", فخرجت إليه وركبت في المقعد الأمامي وهي تقول
                    ساخرة:
                    أهلاً بالسيد "توماس".
                    رد عليها "مايكل" بنفس النبرة:
                    ما الذي تريده سيدتي في هذا الوقت المبكر؟
                    ضحكت "تينا" عليه وقالت بمرح:
                    سنتنزه أولاً... بعد ذلك أريدك أن ترافقني إلى المسرحية هذه الليلة.
                    تساءل "مايكل" بإستغراب:
                    مسرحية؟؟
                    أجابته "رينا" بنبرة لطيفة:
                    نعم... إنها فرصةٌ أيضاً لأعرفك على زميلاتي بالجامعة.
                    اتسعت شفتي "مايكل" بإبتسامة واسعة وهو يقول:
                    هذا جيد!... لم نخرج معاً منذ مدة.
                    شغل "مايكل" سيارته ووجه نظره للأمام وانطلق...

                    كانت "ميري" تقف مقابلة لنافدة الغرفة المفتوحة, والهواء البارد يلعب بشعرها الطويل... ثم اغمضت عينيها
                    وقالت بإكتئاب:
                    أشعر بالملل.. و"ساي" لم يأتي لرؤيتي.
                    وفجأة, دخلت "ساكورا" إلى الغرفة, وتوجهت نحو خزانة الملابس وأخرجت بلوزة زهرية اللون مع تنورةٍ قصيرة
                    ووضعتها على السرير وهي تقول موجهة نظرها ل "ميري":
                    سأصطحبكِ معي اليوم إلى المسرحية.
                    إلتفتت إليها "ميري" قائلة بتساؤل:
                    لماذا؟
                    اجابتها "ساكورا" بلطف:
                    لابد بأنكِ تشعرين بالملل هنا, لهذا فكرت بأخذكِ معي.
                    عقدت "ميري" حاجبيها وقالت بإستياء:
                    لا أرغب بالذهاب, فأنتِ ستكونين برفقة "اندي"...
                    قاطعتها "ساكورا" بصوتٍ جاد:
                    لماذا تكرهين "اندي"؟!
                    ردت عليها "ميري" بعصبية:
                    لأنه سلب مني حريتي...... لقد حبسني في غرفتي وأخذ كل أغراضي التي احبها....
                    كيف تريدين مني أن أحب شخصاً كهذا؟
                    اشفقت "ساكورا" على حال "ميري" ولم تجد سبباً واحداً يدفع "اندي" لفعل هذا مع إبنة عمه الوحيدة...
                    بالرغم من أنها تعرفه جيداً, ولم تستوعب كلام "ميري" و "ساي" عنه وشعرت بانها في دوامةٍ كبيرة لا مخرج منها...

                    غيرت "ساكورا" ملابسها بسرعة, واخذت حقيبتها الصغيرة وخرجت من الغرفة... وبينما كانت تسير بمحاذاة الحديقة
                    توقفت والتفتت خلفها ناظرة إلى نافدة غرفتها ثم واصلت سيرها مغادرةً المنزل..
                    في نفس اللحظة التي خرج فيها "اندي" من منزله وركب سيارته وهو يقول:
                    لن اسمح لذلك الشخص بتشويه صورتي امام "ساكورا".

                    دخلت "رينا" إلى غرفة تبديل الملابس, وانبهرت من كثرتها هناك, فأخذت الثوب الذي سترتديه في منتصف
                    المسرحية ووقفت أمام المراة وهي تبتسم, وفجأة إختفت إبتسامتها واخفضت رأسها قائلة:
                    اتمنى ان ينتهي اليوم على خير, وألا اخطئ امام المشاهدين.
                    فدخل عليها "هنري" وقال بإستعجال:
                    أسرعي يا "رينا"... لم يتبقى لنا الكثير......
                    وتوقف عن الكلام حين رأى وجهها الحزين, فأغلق الباب واقترب منها متسائلاً:
                    ما الأمر يا عزيزتي؟!
                    اجابته "رينا" بإحباط:
                    اشعر بأن قلبي يرتجف من الخوف, لقد بدأت افقد عزيمتي.
                    وقف "هنري" أمامها ووضع رأسها على صدره, فأنسدلت خصلةٌ من شعرها على عينها وهي تغمضها وتسمعه
                    يقول بحنان ولطف:
                    لا داعي للخوف وأنا معكِ, أليس كذلك؟
                    وتابع كلامه وهو يرفع رأسها إليه ويمسح بيده على خذها:
                    تشجعي يا حبيبتي... فنحن..
                    ورددت معه في نفس اللحظة وبنفس النبرة:
                    نحن سنؤدي الدور معاً, ولن نفترق عن بعضنا أبداً.
                    واحتضنها مجدداً, ووضعت يديها خلف ظهره مما ادى إلى سقوط الثوب على الأرض الرمادية....

                    في ذلك الوقت, توقفت "ساكورا" عن السير وبقيت تحدق بالسيارات التي تمرُ من امامها, فمدت يدها لتوقف
                    سيارة اجرة, وراها "اندي" في ذلك الوقت فتوقف بسرعة وهو يقول بإندهاش:
                    "ساكورا"؟..
                    كانت "ساكورا" تقف في الجهة الأخرى من الشارع, فنزل من سيارته وركض إليها دون ان تلاحظه, وتوقفت سيارة
                    الأجرة امامها ففتحت الباب وركبت, وعندما حاولت اغلاقه امسك "اندي" بالباب فرفعت "ساكورا" رأسها والتمعت
                    عينيها وهي تقول:
                    "اندي"؟!!!
                    رد عليها "اندي" وهو يتنهد:
                    إنزلي يا "ساكورا".
                    اخفضت "ساكورا" عينيها ونزلت من السيارة ببطء واغلقت الباب, فحدق بها "اندي" وهو يقول ببرود:
                    اعلم لماذا انتِ حزينة؟... لكن هل تصدقين الكلام الذي قاله لكِ شقيقك؟
                    هزت "ساكورا" رأسها ب لا بدون أن ترفع عينيها او تجيب.... فشعر "اندي" بالضيق وصرخ عليها قائلاً:
                    وجهكِ يقول عكس ما تفعلينه.
                    تناثرت دموع "ساكورا" في الهواء وهي ترفع رأسها قائلة:
                    انت مخطئ يا "اندي".
                    وتابعت بصوتٍ باكي:
                    لقد اخبرت "ساي" بأنني أحبك, ولا يمكنني ان اتركك بسهولة.
                    رفع "اندي" حاجبيه وقال مندهشاً:
                    "ساكورا"؟
                    لم يتمكن "اندي" من الرد عليها, فمد يديه وعانقها بهدوء وهو يقول:
                    أنا اسف... أعتذر عما بدر مني يا عزيزتي.
                    رفعت "ساكورا" رأسها إليه وهي تقول:
                    أنا أثق بك يا "اندي".
                    مسح "اندي" دموعها بكل لطف وهو يقول:
                    لن اخيب املكِ أبداً يا حبيبتي.
                    وامسك بيدها وسار بها إلى سيارته ليذهبا معاً إلى المسرحية...

                    في تلك الساعة كان "مايكل" مع "تينا" في السوق الكبير.... دخل "مايكل" الى محل لبيع المجوهرات واخذ قلادة
                    جميلة والبسها ل "تينا" في عنقها وهو يقول:
                    إنها جميلة.. سوف أشتريها لكِ.
                    امسكت "تينا" بالقلادة وقالت بسعادة:
                    شكراً لك "مايكل".
                    انتقل صوت "تينا" مباشرة إلى مسامع الشخص الذي يراقب "مايكل"..... وبالرغم من إنتهاء مدة المراقبة
                    إلا أنه كان يريد التحقق من امرهما, وحين سمع الإسم همس بداخل نفسه قائلا بإستغراب وهو يقف عند
                    باب المحل:
                    "مايكل"؟... أليس هذا الشاب هو نفسه "توماس"؟... إنهما يخفيان شيئاً بالتأكيد.
                    وابتعد عن المحل مغادرا لكي لا يلاحظه احد....

                    عندما هبط الظلام, بدأت القاعة تمتلئ بالناس المتشوقين لرؤية المسرحية...
                    ازاحت "رينا" جزءً من الستار, وقالت بتوتر:
                    هناك الكثير من الناس.
                    رد عليها "هنري" قائلا بتفاؤل:
                    لا تقلقي يا عزيزتي.
                    اقتربت فتاة من "رينا" و "هنري" وتسائلت قائلة:
                    هل انتما جاهزين؟
                    اجابها "هنري" قائلاً, وكذلك "رينا":
                    نعم.
                    اُطفئت انوار القاعة كلها, وتسلط الضوء نحو المسرح الذي أزيح منه الستار, وتقف خلفه "رينا"...
                    فتح الجميع افواههم مندهشين حالما رأوا "رينا" تقف على المسرح... فقالت "ميمي" مستغربة:
                    ما الذي تفعله "رينا" هنا؟
                    وانحنت "رينا" امام الجميع, فتعالت هتافات المشاهدين عليها... ثم جاء صوت فتاةٍ تقول:
                    في الماضي البعيد, كان هناك فتاة تدعى سندريلا تعيش مع والدها في منزل جميل تحيط به مزرعة صغيرة, توفيت والدتها
                    عندما كانت صغيرة ووالدها يضطر للسفر كثيراً بسبب العمل...
                    إلتفتت "رينا" خلفها ورأت إمرأة تقف امامها وبجانبها فتاتين قبيحتين, واشارت المرأة إليها قائلة:
                    لقد طلب مني والدك ان ارعاكِ... اعلمي انني لن اتساهل معكِ في اي شيء.
                    ومنذ تلك اللحظة تحولت حياة الفتاة إلى جحيم, واصبحت تعمل كخادمة عند زوجة ابيها وبناتها وتتعرض للشتم دائما
                    فقد اخذوا كل ملابسها وكل ما تملك, وجعلوها ترتدي ملابس ممزقة...

                    ((بعد مرور ساعةٍ من سير المسرحية))
                    توقفت عربة عند منزل سندريلا وبها رسالة لهم, اخذت زوجة الأب الرسالة وشهقت من شدة فرحتها وقالت:
                    سيقيم الملك حفلة لإبنه, وسيختار فيها المرأة التي ستصبح زوجته.
                    اقتربت سندريلا من زوجة ابيها وقالت ببراءة:
                    هل يمكنني الذهاب معكم الى الحفلة؟
                    نظرت اليها زوجة ابيها بإشمئزاز وهي تقول:
                    بالطبع لا.. إذهبِ إلى عملك الان.
                    حزنت سندريلا كثيرا وذهبت الى السوق لشراء بعض الأغراض لهذه العائلة, وبينما كانت تسير وسط المدينة شاردة
                    الذهن بعدما اشترت كل شيء, اصطدم بها شاب قام بدفعه البائع فسقطت كل الاغراض من يدها على الأرض...
                    حين كاد "هنري" ان يتكلم, سمع صوتا مألوفاً من وسط المشاهدين يقول ساخراً:
                    ياله من شخصٍ فاشل... لقد اصبحت المسرحية مملة بسبب ظهوره.
                    التفت "هنري" إلى "روبرت" بنظرات غاضبة, فأبتسم له الاخر بثقة.. امسكت "رينا" بيده وقالت بصوت خافت:
                    اهدأ يا "هنري".. لا تدع شخصاً كهذا يغضبك.
                    قال "هنري" متابعاً المسرحية:
                    انا اسف يا انسة... لم اكن اقصد.
                    وساعدها على اعادة اغراضها الى السلة, ثم انحنى مجددا وقال:
                    أرجوا المعذرة.
                    حملت سندريلا السلة في يدها وقالت:
                    لا بأس.. علي الذهاب الان, وداعاً.
                    لم تكن سندريلا تعلم ان هذا الشخص هو نفسه الأمير التي تود حضور الحفلة من اجل رؤيته....
                    وفي مساء ذلك اليوم, تجهزت كل العائلة لحضور الحفلة, وبالرغم من محاولات سندريلا بإقناع زوجة ابيها إلا أنها
                    لم تقبل بذلك.. وغادروا الثلاث متوجهين إلى القصر الموجود في اعلى التله...
                    بقيت سندريلا ترتب المنزل ودموعها تتساقط على الأرض, وسمعت صوتاً من خلفها يقول:
                    لماذا تبكين يا صغيرتي الحلوة؟
                    التفتت سندريلا إلى مصدر الصوت ودُهشت حين رأت امرأة عجوز بملابس غريبة تقف خلفها فسألتها:
                    من انتِ؟
                    ردت عليها المرأة:
                    أنت ترغبين بالذهاب إلى الحفلة, أليس كذلك؟
                    التمعت عينا سندريلا وهي تقول:
                    نعم... ولكن زوجة ابي سوف...
                    قاطعتها المرأة قائلة:
                    لا تقلقي .. بإمكانك الذهاب.
                    قامت المرأة العجوز بإحضار عربة جميلة تجرها الخيول البيضاء, فخرجت سندريلا الى خارج المنزل وقالت
                    بإندهاش:
                    إنها رائعة لكن...
                    ونظرت الى ثوبها الممزق فقالت لها المرأة:
                    ستتحولين إلى فتاة جميلة الان.
                    وبفضل سحر تلك المرأة, ارتدت سندريلا ثوبا غاية في الجمال, واصبح شعرها مرفوعاً للأعلى بشكل رائع وطلبت
                    منها المرأة ان تعود إلى هنا قبل الساعة الثانية عشر لأن السحر سيختفي في ذلك الوقت...
                    في الحفلة , خرج الأمير الى حديقة القصر بعدما شعر بالضيق, ورأى تلك العربة تتوقف امام بوابة القصر..
                    وحين نزلت سندريلا.. قال الأمير وهو ينزل من الدرج:
                    ما اجمل هذه الفتاة.
                    رفعت سندريلا عينيها الى الأمير واخفت دهشتها لرؤيته... فأقترب منها ومد يده اليها قائلا:
                    هل تسمحين لي بمرافقتك؟
                    اجابته بهدوء:
                    حسناً.
                    وامسكت بيده ودخلا إلى القصر معاً........... توجهت انظار الجميع اليهما وقالوا:
                    إن الأمير مع فتاة.
                    ارتبكت سندريلا وقالت:
                    الأمير.
                    واستمرت الحفلة, ورقص الامير مع سندريلا لدرجة انها نسيت ما قالته لها تلك المرأة... وفجأة سمعت
                    الأمير يقول:
                    وجهكِ لا يبدو غريباً,,,, هل التقينا من قبل؟
                    توقفت سندريلا عن الرقص ونظرت اليه وهو يقول:
                    أخبريني من انتِ؟
                    تراجعت سندريلا للخلف ورأت الساعة تقترب من الثانية عشر فأمسك بيدها عندما حاولت الذهاب وقال في ترجي:
                    إنتظري ارجوكِ.
                    هزت رأسها ب لا, وابعدت يده وذهبت راكضة, وتبعها الأمير للخارج... وبينما كانت تركض سقط حذائها الزجاجي على
                    الدرج فتوقفت لتأخذه لكنها واصلت الركض حالما رأت الأمير قادمٌ إليها وركبت العربة وانطلقت بسرعة..
                    لم يعرف الأمير سبب رحيلها بهذه السرعة وحزن كثيراً, لكنه رأى حذائها واخذه وهو يقول:
                    يجب أن اعرف من هذه الفتاة.
                    عادت سندريلا الى طبيعتها عندما وصلت الى المنزل.... واحتفظت بالحذاء الاخر في غرفتها...
                    في صباح اليوم التالي, قرر الأمير ان يبحث عن تلك الفتاة صاحبة الحذاء الزجاجي وانتشر هذا الخبر في المدينة ومن
                    سترتدي هذا الحذاء ستصبح زوجةً للأمير.. كانت كل فتاة في المدينة تبذل جهدها لإدخال الحذاء لكن دون جدوى..
                    وأخيرا وصلت العربة إلى منزل عائلة سندريلا, وكانت سندريلا تنظف مدخل الحديقة, وعندما نزل الأمير وقع نظره عليها
                    واحس بأنها هي الفتاة التي يبحث عنها, فخرجت زوجة الأب إليه مع بناتها ورحبت به وادخلته للمنزل, لم يدخل الحذاء
                    في قدم اي واحدة من بنات الزوجة فشعرت بالإحباط ثم طلب الأمير من سندريلا ان تجربه ودخل في قدمها مباشرة, وصُعقت
                    الزوجة وصرخت بقولها "إنها مجرد خادمة"... جلس الأمير امام سندريلا غير مباليا بكلام الزوجة وامسك بيدها قائلا
                    "أنت ستكونين زوجتي من الان فصاعداً".... واخذها معه إلى القصر وتزوجا وعاشا حياة سعيدة

                    ************************************************

                    تعليق

                    • Kikumaru Eiji
                      عـضـو
                      • Nov 2008
                      • 28

                      #30

                      " حُبنا أقوى من أي شيء "

                      أُنزل الستار على المسرح وهتافات الجميع تعلو المكان.... بعد ذلك أزيح الستار مرة اخرى وصرخ الناس من
                      شدة فرحتهم حين رأوا "هنري" يحمل "رينا" بين ذراعيه وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض...
                      اشاح "روبرت" بوجهه وقال بصوتٍ عال ومتعمد:
                      من المفترض ان تكون سندريلا اجمل فتاة.... لكن ما أراه هنا يبرهن عكس ذلك.
                      اصبحت القاعة هادئة بعد كلمات "روبرت" القاسية, فقام "هنري" بإنزال "رينا" على أرض المسرح ونزل هو
                      متوجهاً نحو "روبرت" ببطء وحين وقف امامه قال له ببرود:
                      اعد ما قلته في الحال.
                      ادخل "روبرت" يديه في جيبه ونهض من مكانه قائلا:
                      تلك الفتاة التي على المسرح قبيحة..... ولا تستحق ان تؤدي دور سندريلا.
                      وقفت "بريتي" بجانبه وقالت بإستياء:
                      هذا يكفي يا "روبرت".
                      اتسعت شفتي "هنري" مبتسماً وقال بسخرية:
                      لكنها ليست اقبح من الفتاة التي معك.
                      قام "روبرت" بلكم "هنري" على وجهه بقوة اسقطته على الأرض, فنهض بسرعة وردها له... نزلت "رينا"
                      من المسرح بسرعة وحاول كلٌ من "اندي" و"جوزيف" تهدئتهما لكن دون جدوى...
                      دخلت "رينا" وسط الناس المجتمعين حولهما وامسكت بذراع "هنري" وهي تقول:
                      توقف حالاً يا "هنري".
                      حرك "هنري" يديه بسرعة وصفع "رينا" في وجهها بدون ان يعلم وهو يقول:
                      ابتعد عني!
                      وبسبب صرخة "رينا" من الصفعة التي تلقتها, إلتفت إليها "هنري" واتسعت عينيه ذهولاً....
                      عقدت "رينا" حاجبيها وامتلئت عينيها بالدموع وهي تقول:
                      لقد طلبت منك ان تهدأ يا "هنري"... لا تسمح لشخص مثل هذا ب .....
                      وارتجفت كتفيها ولم تستطع مواصلة حديثها, فغادرت القاعة راكضة ولحق بها "هنري" وهو يقول متوسلاً:
                      "رينا" إنتظري أرجوكِ.
                      نظرت "بريتي" إلى "روبرت" وقالت بحزن:
                      لقد خيبت ظني.
                      ابعد "روبرت" نظره عنها وقال وهو ينهض من على الأرض:
                      لا وقت لمثل هذا الكلام يا "بريتي".
                      ردت عليه "بريتي" والغضب يملئ عينيها:
                      ألم تعدني بأنك ستتوقف عن فعل هذا؟
                      ابتعد "روبرت" عن "بريتي" من دون ان ينطق بكلمة, لم تستطع "بريتي" أن تتركه لوحده هذه المرة فلحقت
                      به إلى الخارج لأنها شعرت بتضايقه من كلام "هنري" عنها....

                      وقفت "تينا" بجانب "مايكل" داخل القاعة وقالت له:
                      "روبرت" و "هنري" من نفس جامعتنا... إنهما هكذا دائماً.
                      سألها "مايكل" قائلاً:
                      ما سبب هذا الخلاف؟
                      رفعت "تينا" كتفيها قائلة:
                      لا أعلم السبب.... ما رأيك ان نعود للمنزل الان؟
                      هز "مايكل" رأسه موافقاً.... وغادر القاعة معاً.....

                      جلست "ساكورا" على اقرب كرسي منها وقالت بصوت حزين:
                      لا أصدق ما رأيته قبل قليل.
                      اقتربتا منها "لوسكا" و "ميمي" .... فقالت الأولى:
                      لقد كنت اتوقع حدوث شيءٍ كهذا.
                      قال "جيم" وهو يحرك عينيه للجهة الأخرى:
                      ألا يمكن انهاء خلافهما هذا؟!
                      ردت عليه "لوسكا" قائلة:
                      إنهما اعند شخصين رأيتهما في حياتي.
                      جلس "اندي" بجانب "ساكورا" وسألها:
                      هل انتِ على ما يرام؟
                      اغمضت "ساكورا" عينيها وهي ترد عليه:
                      نعم ...... أنا بخير.
                      ثم نهضت من مكانها وتابعت قائلة وهي تنظر للجميع:
                      علينا العودة الان, بقائنا هنا لن يغير شيئاً.
                      قال لها "جيم" موافقاً:
                      هذا صحيح!
                      ووضع يده على كتف "لوسكا" وهو يقول:
                      هيا بنا "لوسكا".
                      بعد خروج الجميع, لم يتبقى احدٌ في القاعة سوى "ساكورا" و "اندي".......
                      قالت "ساكورا" بصوتٍ جاد:
                      "اندي" هل قمت حقاً بطرد ابنة عمك "ميري" من المنزل؟
                      رفع "اندي" رأسه إليها وهي تنظر إليه... ثم أجابها بهدوء:
                      نعم..... لقد دفعتني "ميري" للقيام بذلك.
                      سألته "ساكورا" في حيرة:
                      كيف ذلك؟
                      اجابها "اندي" بنبرة حادة:
                      إنها وقحة... منذ اليوم الأول الذي اتت به إلى المنزل, لم يشعر والدي بالإرتياح....
                      وحكى لها عن كل المواقف التي قامت بها "ميري" منذ قدومها, وعندما إنتهى ظهرت علامات الدهشة على ملامح
                      "ساكورا" وهي تقول:
                      فعلت كل هذا, بالرغم من انها لم تتجاوز الخامسة عشر.
                      نهض "اندي" من مكانه وهو يقول بإنزعاج:
                      إن هذا الموضوع يزعجني كثيراً... دعينا نعود للمنزل.
                      امسكت "ساكورا" بيد "اندي" وابتسمت في وجهه ثم غادرا القاعة...

                      من ناحية أخرى, كانت "رينا" تجلس على الأرجوحة, واثار الدموع واضحة على خذها, و"هنري" يقف مقابلاً لها
                      وينظر للقمر ويقول بصوتٍ لطيف:
                      "رينا" إن قلبكِ صافٍ كصفاء القمر الأبيض.
                      واقترب منها وجلس على الأرض امامها, فأشاحت بوجهها وسمعته يقول:
                      "رينا" سامحيني أرجوكِ ........ لم أكن اقصد.
                      قالت له "رينا" بصوتٍ مرتجف:
                      انا لستُ غاضبة منك... لكني لا أريدك ان تكون مثل "روبرت"... لأنني اكرهه.
                      امسك "هنري" بيد "رينا" الدافئة وابتسم قائلاً:
                      أعدكِ يا حبيبتي بأنني سأتفادى اي إصطدام مع "روبرت".
                      لم تستطع "رينا" منع نفسها من البكاء, فأحتضنها "هنري" وجلسا على ركبتيهما في الأرض, واستمر هو بتهدئتها حتى
                      توقفت عن البكاء, وحملها بين ذراعيه وهو يقول:
                      لا تبكي بعد الان.... لكي لا تعبث دموعكِ بجمال عينيكِ.
                      علت الضحكة شفتي "رينا" بعد ما سمعت عبارة "هنري" اللطيفة, ونسيت كل احزانها واحست بالإطمئنان وهي بين ذراعيه.

                      كان "روبرت" يقف على الشاطئ مقابلاً للبحر, و"بريتي" تقف بجانبه وتقول:
                      لماذا اتيت إلى هنا؟
                      أجابها "روبرت" وهو يتأمل في الأمواج:
                      لأنني أريد نسيان ما حدث.
                      جلست "بريتي" على الشاطئ وهي تقول:
                      إن الجو جميلٌ هنا.
                      أخفض "روبرت" رأسه قائلاً:
                      "بريتي"........ أنا اسف..... لأنني لم افي بوعدي لكِ.
                      ابتسمت "بريتي" قائلة:
                      لا عليك... فأنا أحبك كما انت, حتى لو لم تفي بوعدك الان, ربما تفعل لاحقاً, أليس كذلك؟
                      التفت إليها "روبرت" وقال بإرتياح:
                      أشكرك يا "بريتي".
                      وجلس بجانبها وهو يتابع كلامه قائلاً:
                      أنا أيضاً أحبك يا أميرتي, ولن اتركك أبداً.
                      وضعت "بريتي" رأسها على كتفه واغمضت عينيها قائلة:
                      أنا أيضاً, لن ابتعد عنك بعد الان.

                      في ذلك الحين, كانت "لوسكا" تسير بجانب "جيم"... ثم توقف فجأة وقال متحمساً:
                      لدي فكرة.
                      أدارت "لوسكا" رأسها إليه وقالت متسائلة:
                      ما هذه الفكرة؟
                      اجابها "جيم" بنفس النبرة السابقة:
                      فكرةٌ نحلُ بها خلاف "هنري" و"روبرت".... سنقوم برحلةٍ بحرية ونحاول أن نقربهما من بعضهما
                      وسنطلب مساعدة الاخرين.
                      فكرت "لوسكا" قليلاً ثم قالت:
                      جيد, إنها فرصة للقيام بنزهة جميلة في البحر.
                      قال لها "جيم" متفائلاً:
                      حسناً, سنلتقي مع البقية بعد غد عند الشاطئ.
                      وحين مر "جيم" من جوار "لوسكا" قالت له بصوتٍ خافت:
                      إنتظر لحظة يا "جيم"........
                      توقف "جيم" عن السير وادار رأسه للخلف قائلاً:
                      ماذا هناك؟!
                      اخفضت "لوسكا" رأسها واخرجت علبة صغيرة من حقيبتها مغلفةً بالألوان الزاهية, ووقفت أمام "جيم" ومدت
                      يدها إليه وهي تحملها وتقول بخجل:
                      تفضل.
                      قال "جيم" متسائلاً:
                      لكن.... ما هذه؟
                      احمر وجه "لوسكا" من شدة الخجل وابعدت عينيها عنه وهي تقول:
                      لم اعرف كيف اشكرك على مساعدتك لي عندما خسرت حبي الأول.
                      حدق "جيم" بها مذهولاً واخذ الهدية بهدوء وقال:
                      شكراً لكِ "لوسكا".
                      ثم اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه قائلاً:
                      لن نفترق بعد الان يا عزيزتي........... أحبك.
                      ورفع رأسها إليه وهو يبتسم وبادلته بإبتسامةٍ مماثلة, وقبلها....
                      في تلك اللحظة أحست "لوسكا" بسعادة كبيرة تغمر قلبها, ثم فتحت عينيها وهي تقول:
                      أنا أحبك كثيراً "جيم".
                      امسك "جيم" بكفها وقال:
                      إنه اسعد يومٍ في حياتي.
                      وسارا معاً وسط أنوار الشوارع, في ذلك الليل الجميل الهادئ... وكانت "لوسكا" تعلم بأن هذا الحب سيستمر
                      دائماً لأن قلبها بدأ ينبض بحب "جيم" الذي سيختفي من حياتها قريباً....

                      في اليوم التالي, اتفق "جيم" مع بقية اصدقائه على الإلتقاء عند شاطئ البحر صباح الغد, للقيام بنزهةٍ وسط
                      المحيط, لأنه لم يتبقى سوى اسبوع واحد للعودة إلى الجامعة.....

                      خرج "مارك" إلى حديقة المشفى وهو يسير على العكازات ومعه "ديفا, ثم نظر إلى قدميه وقال بجدية:
                      سأحاول السير بدون العكازات.
                      قالت "ديفا" في قلق:
                      لا أرجوك... قدمك لم تشفى بعد.
                      ابتسم "مارك" في وجهها قائلاً:
                      لا عليكِ "ديفا".
                      وقام بإعطائها العكازات, وتمسك بيدها وهو يقول:
                      لا تساعديني حتى لو وقعت.
                      هزت "ديفا" رأسها وقالت مترددة:
                      حسناً.
                      سار "مارك" خطوتين إلى الأمام على قدميه وهو يتألم, ووقع على الأرض عندما خطى الخطوة الثالثة...
                      ركضت "ديفا" بإتجاهه وحاولت مساعدته على النهوض لكنه دفعها قائلاً بعصبية وضيق:
                      ابتعدي عني..... دعيني وشأني.
                      ونهض بصعوبة من على الأرض, وواصل السير و"ديفا" تنظر إليه بحزن وترغب بمساعدته, لكنها
                      بقيت جامدة في مكانها وحائرة لا تعرف ماذا تفعل من اجله....

                      خرجت "ميري" من غرفتها ونزلت للأسفل عبر الدرج, وفجأة سمعت صوت "ساكورا" صادراً من المطبخ
                      وهي تغني, فتوجهت "ميري" إلى هناك ووقفت بجانب الباب ورأت "ساكورا" تُعد طبقاً من الحلوى فسألتها
                      قائلة:
                      ما الذي تفعلينه في هذا الوقت؟
                      التفتت إليها "ساكورا" ويدها ملطخةٌ بالعجين وقالت مبتسمه:
                      اه "ميري"........ هل ترغبين بمساعدتي؟
                      اخفضت "ميري" عينيها وقالت بإستياء:
                      انا لست بارعة في اعمال المطبخ.
                      مدت "ساكورا" يديها إليها وقالت بمرح:
                      يمكنني تعليمكِ ...... تعالي إلى هنا.
                      ترددت "ميري" في بادئ الأمر لكنها إقتربت ووقفت بجانبها قائلة:
                      لكن لماذا تقومين بهذا؟
                      ردت عليها "ساكورا" بسعادة:
                      سنقوم غداً برحلة في وسط البحر... واردت ان اصنع الحلوى لأصدقائي.
                      رفعت "ميري" حاجبيها قائلة بإندهاش:
                      رحلة؟... مع أصدقائك...؟
                      اجابتها "ساكورا" قائلة في سرعة:
                      نعم.
                      تضايقت "ميري" كثيراً من هذا الأمر, واحست بأنها وحيدة في هذا العالم....
                      فأبتعدت عن "ساكورا" وهي تقول ببرود:
                      المعذرة, لا يمكنني مساعدتك.
                      سألتها "ساكورا" في حيرة:
                      لماذا؟... هل ضايقكِ كلامي؟
                      صرخت "ميري" قائلة في غضب:
                      كلا.... أرجوا المعذرة....
                      وغادرت المطبخ راكضة... شعرت "ساكورا" بالحزن عليها, ولم تتمكن من فهم مشاعرها على الإطلاق...
                      دخلت "ميري" إلى غرفتها واغلقت الباب واتكئت عليه وهي تخفض رأسها قائلة:
                      علي ألا أستسلم للحزن... يجب ....
                      وجلست على الأرض وظهرها ملتصقٌ بالباب, وسقطت دمعة من عينيها فأبتسمت قائلة:
                      لا أعتقد بأن هناك داعٍ لبقائي هنا بعد الان.
                      وانهمرت الدموع بكثرة من عينيها.... في الوقت نفسه كان "ساي" متوجهاً إلى غرفتها, وحين وقف عند باب
                      الغرفة وسمعها تبكي , إتسعت عينيه وطرق الباب قائلاً:
                      "ميري".... هل أنتِ هنا؟
                      فتحت "ميري" عينيها الغارقتين بالدموع, ونهضت من على الأرض وهي تحاول تغيير نبرة صوتها وقالت:
                      تفضل بالدخول "ساي".
                      فتح "ساي" الباب بسرعة وقال متسائلاً:
                      "ميري"... هل انتِ بخير؟
                      اجابته "ميري" بدون ان تلتفت إليه:
                      نعم........ انا بخير.
                      وقف "ساي" خلفها مباشرة وقال بصوتٍ هادئ:
                      لماذا لا تنظرين إلي؟
                      ابتعدت "ميري" عنه فأمسك بكتفيها وادار جسدها إليه والدموع تسيل من عينيها وتردد قائلة بصوت
                      باكي:
                      "ساي".... أنا لم اعد قادرة على تحمل العيش في هذا العالم.
                      قام "ساي" بهز كتفيها وهو يقول بجدية:
                      ما الذي حدث لكِ ؟.. أخبريني...
                      عقدت "ميري" حاجبيها وقالت بضيق:
                      "ساكورا" هي السبب... إنها تتعمد ذكر أصدقائها امامي لأنها تعلم بأنني لا أملك اصدقاء مثلها.
                      إستاء "ساي" كثيرا من تصرفات "ساكورا" وقال بعصبية:
                      هكذا إذن.
                      وخرج من الغرفة راكضاً, فأتسعت شفتي "ميري" بإبتسامةٍ خبيثه...

                      سمعت "ساكورا" صوت شقيقها "ساي" ينادي بإسمها, بينما كانت تغسل يديها, فخرجت من المطبخ
                      وسألته في قلق حين رأته ينزل من الدرج:
                      ماذا هناك يا "ساي"؟
                      وقف "ساي" أمامها مباشرة وقال بجفاء:
                      لقد جعلتي "ميري" تبكي بسبب غرورك وتفاخركِ بأصدقائك.
                      أخفضت "ساكورا" حاجبيها وهي تقول:
                      ما الذي تقصده؟... أنا لم أقل شيئاً ل "ميري"...
                      وقاطع كلامها الصفعة التي تلقتها منه وهو يقول:
                      إخرسي أيتها الكاذبه.
                      وضعت "ساكورا" يدها على خدها والتمعت عينيها بالدموع وهي تقول:
                      لماذا؟.... ما الذي فعلته؟...
                      أمسك "ساي" بمعصم "ساكورا" وسحبها حتى الأعلى وهي تردد قائلة بنبرة باكية:
                      ماذا الان؟... "ساي"...
                      وادخلها إلى غرفة "ميري" التي كانت تجلس على السرير, ونظرت إلى "ساكورا" ببرود بينما كان "ساي"
                      يقول لها بعصبية:
                      إعتذري لها حالاً.
                      اقتربت "ساكورا" من "ميري", فنهضت من مكانها ثم سألتها "ساكورا" قائلة في حيرة وهي تضع كفها
                      على صدرها:
                      ما الذي فعلته لكِ يا "ميري"؟..... أريد ان اعرف سبب حزنك....
                      ابعدت "ميري" عينيها عن "ساكورا" وقالت بكل جرأة:
                      أنت تتعمدين إهانتي... وتتفاخرين بأصدقائك وكأنهم أمراء.
                      نزل كلام "ميري" كالصاعقة على "ساكورا" فلم تكن تتوقع سماع مثل هذه الكلمات القاسية منها....
                      تسمرت "ساكورا" في مكانها وبقيت تحدق ب "ميري" وتقول:
                      لماذا؟... "ميري"...
                      ردت عليها "ميري" بوقاحة وبصوتٍ خافت لكي لا يسمعها "ساي":
                      أنا أكرهكِ لأنكِ صديقة ذلك الحقير "اندي".
                      تحولت ملامح "ساكورا" للغضب وقالت بصوتٍ حاد:
                      لن اغفر لكِ يا "ميري"... وسيأتي اليوم الذي تندمين فيه على كل شيء.
                      اشاحت "ميري" بوجهها امام "ساكورا"... فأبتعدت "ساكورا" عنها وسارت بإتجاه "ساي" الواقف بجانب
                      الباب وقالت له حين مرت من عنده:
                      أهئنك على هذه الصديقة يا "ساي"... لقد أصبحت كالخاتم في يدها.
                      كاد "ساي" أن يرد عليها لكنه تراجع حين غادرت "ساكورا" الغرفة واغلقت الباب... حرك "ساي" عينيه
                      ناظراً إلى "ميري" التي اعطته ظهرها وقالت:
                      أريد البقاء بمفردي يا عزيزي "ساي".
                      قال "ساي" بإنزعاج:
                      حسناً.
                      وخرج من الغرفة تاركاً خلفه "ميري" وحيدة في الغرفة....

                      اخرجت "ساكورا" الحلوى من الفرن ووضعتها على الطاولة, كانت أشكال الحلوى مميزةٌ لكن بسبب ما حدث,
                      لم تستطع "ساكورا" أن تستمتع بالعمل...

                      **********************************************

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...