فتيات في بحر الحب.. قصة من تأليفي!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Kikumaru Eiji
    عـضـو
    • Nov 2008
    • 28

    #11
    " سامحني يا مايكل "


    بعد مرور أسبوعٍ كامل...

    في الصباح الباكر من أحد الأيام, استيقظت "لوسكا" باكراً على غير العادة, وغيرت ملابسها بسرعة....
    وبعدما انتهت طلبت من شقيقها أن يوصلها إلى الجامعة فرد عليها قائلاً في عجلة:
    لا يمكنني ذلك ,,, فأنا مشغولٌ جداً اليوم.
    صرخت "لوسكا" في وجهه قائلةً في حيرة:
    لكن من سيأخذني إلى الجامعة؟
    هز شقيقها كتفيه وقال وهو يبتعد عنها ويحرك يده:
    هذا ليس من شأني.
    أخرجت "لوسكا" هاتفها النقال من حقيبتها واتصلت على "بريتي" طالبةً منها أن تمر لها لتوصلها معها للجامعة هذا اليوم..
    في الطريق, توقف "مارك" في وسط الطريق لأنه كان من سيوصل "بريتي" و "لوسكا" إلى الجامعة وأضطر إلى التوقف بسبب اصطدام أثنين
    عرقلوا سير البقية, فقالت "بريتي" متذمرة:
    هل هذا وقته الان؟.. سوف نتأخر.
    ضرب "مارك" بيده على مقود السيارة وقال بضيق:
    تباً... كم أكره الانتظار.
    فضغط بقدمه على الفرامل بقوة مصدراً صوتاً مزعجاً, وأدار السيارة بسرعة البرق إلى الجهة اليسرى الخالية ودخل إلى أحد
    الشوارع الضيقة وتمسكت "بريتي" بالمقعد وقالت بخوف:
    ما الذي تفعله؟,,, هل أصبت بالجنون؟
    شعرت "لوسكا" بخوفٍ شديد لأنها أحست أن الموت قادمٌ لا محالة, وحين خرج "مارك" من الشارع الفرعي, أخفض السرعة وتنهد
    قائلاً بسعادة:
    هذا رائع..... إنها أسهل طريقةٍ للعبور.
    أخذت "بريتي" نفساً عميقاً وقالت بارتياح:
    حمد لله... في المرة القادمة التي ستفعل فيها هذا, أخبرني لكي تستعد.
    قالت "لوسكا" بداخل نفسها في صدمة:
    تستعد؟.... هذا يعني بأنها مثل شقيقها تماماً.
    التقطت "رينا" الساعة ونظرت إليها بعينين مرهقتين.. وأغمضتها قائلة في تعب:
    لا رغبة لدي في الذهاب إلى الجامعة اليوم.
    ثم رن هاتفها النقال , فردت عليه قائلة:
    نعم... ساكورا".
    أجابتها "ساكورا" قائلةً بتساؤل:
    متى ستذهبين إلى الجامعة؟
    ردت عليها بإرهاق:
    لا رغبة لدي.
    تساءلت "ساكورا" في حيرة:
    لكن لماذا؟........ هيا أنهضي فقط.
    تنهدت "رينا" في ضجر ووافقت على النهوض, وأغلقت السماعة.... واتجهت إلى النافدة وفتحتها وأحست بقليلٍ من النشاط عندما استنشقت
    ذلك الهواء الطيب, وقامت بتغيير ملابسها وخرجت...
    في تلك اللحظة, قام الطبيب بإزالة الضمادة عن يد "هنري" المصابة, وحركها بحرية وقال بارتياح:
    أخيراً يمكنني الارتياح من ذلك الضمادة المزعج.
    قال الطبيب وهو سعيدٌ من أجله:
    يمكنك مغادرة المستشفى غداً... وبالنسبة لقدمك عليك أن تتدرب على تحريكها قليلاً لأنها على وشك الشفاء.
    بعد خروج الطبيب, حاول "هنري" الوقوف بدون الاستعانة بالعكاز, لكنه وقع عند أول محاولة للسير وقال في تألم وهو
    مستلقٍ على الأرض:
    هذا مؤلم.
    وأدار رأسه للخلف ونظر إلى قدمه المكسورة ووضع يده عليها وقال بجدية:
    يجب أن أحاول... لم أعد أحتمل البقاء هنا وقتاً أطول.
    وقال وهو يحاول النهوض بقوة:
    تباً لك "روبرت"... سوف أجعلك تندم بالتأكيد.

    وضعت "رينا" رأسها على الطاولة في أحدى القاعات, وقالت موجهةً كلامها ل "ساكورا":
    ما الهدف من مجيئنا إلى هنا اليوم؟
    أجابتها "ساكورا" قائلة وهي ترتب حقيبتها:
    طلبتُ منكِ القدوم لأنه اخر يوم في الأسبوع, هذا يعني بأننا لن نلتقي لمدة يومين.
    رفعت "رينا" رأسها وقالت متسائلة:
    لماذا؟... ما رأيكِ ان نخرج غداً إلى السوق؟
    وقطع كلامها صوت "جوزيف" وهو يقول:
    صباح الخير.... كيف حالكما؟
    التفتت إليه "رينا" وقالت بسعادة:
    أهلاً "جوزيف"..
    وجلس بجانبهما وهو يقول مبتسماً:
    سمعت بأن "هنري" سيغادر المستشفى في مساء الغد.
    قالت كلاً من "رينا" و "ساكورا" بفرح:
    حقاً؟.... هذا رائع.
    دخلت "ميمي" إلى الجامعة في تلك اللحظة, وكان "روبرت" في انتظارها وحين رأته توقفت عن السير وقالت باستغراب:
    ما الأمر , "روبرت"؟
    أجابها قائلا وهو يقف أمامها مباشرة:
    لا شيء.... أردت إخباركِ فقط بأنني بدأت أحاول تنفيذ ما طلبته مني.
    ابتسمت "ميمي" في وجهه قائلة:
    هذا جيد... ابذل جهدك.
    وضع يده على كتفها قائلاً:
    شكراً لكي.
    وبالمصادفة, رأى "بريتي" تقف خلف "ميمي" تقريباً فاتسعت عينيه وأبعد يده بسرعة فأدارت "ميمي" رأسها وحين رأت نظرات
    "بريتي" الباردة اختفت ابتسامتها فقال "روبرت":
    أهلاً "بريتي".... لقد ....
    مرت "بريتي" بجانبه وقاطعت كلامه قائلةً ببرود:
    استمتع بوقتك مع صديقتك الجديدة.
    وقبل أن تبتعد أمسك بمعصمها وقال بتمني:
    أرجوكِ استمعي إلي.
    أبعدت "بريتي" يده بعنف وقالت من دون أن تلتفت إليه:
    لا حديث بيننا بعد الان... هل تفهم هذا؟
    وتابعت سيرها وعلى وجهها عبارات الحزن والغضب في الوقت ذاته...
    اقتربت "ميمي" من "روبرت" وقالت في أسف:
    أنا السبب.... أعتذر عما حدث.
    نظر إليها "روبرت" وقال بصوتٍ محبط:
    لا داعي لذلك.... فأنتِ لم تفعلي شيئاً.
    أشفقت "ميمي" عليه وواصلت طريقها بعدما أبتعد, في ذلك الوقت كانت "بريتي" تجلس على الدرج وتقلب الصور التي في هاتفها النقال
    وتوقفت عند صورتها مع "روبرت" في ليلة العيد, أخفضت حاجبيها قائلةً في ضيق:
    ليت الزمن يعود للوراء.... لتغيرت أشياء كثيرة.
    وحملت حقيبتها وصعدت للأعلى.... دخل "اندي" إلى قاعة المستوى الأول ولوح بيده ل "ساكورا" لكي تأتي....
    وحين وقفت عنده قال لها:
    سوف اخذكِ إلى مكانٍ جميل.
    وأمسك بيدها قائلاً:
    تعالي معي.
    بينما كانا يسيران, سألته "ساكورا" في حيرة:
    إلى أين سنذهب؟
    أجابها قائلاً في مرح:
    لمَ العجلة؟.... ستعرفين قريباً.
    وتوقف عند غرفة في الطابق الثالث, وألتفت إليها قائلاً:
    اقتربي أكثر.
    وفتح الباب, لم يكن في الغرفة أحد غيرهما, كانت الغرفة مليئة بالالات الموسيقية لكن ما لفت نظر "ساكورا" هو البيانو ثم قالت
    باندهاش:
    لماذا أحضرتني إلى هذا المكان؟
    تساءل "اندي" قائلاً في استغراب:
    ألا تحبين الموسيقى؟
    عندما كادت ستجيبه سمعا صوت عزفٍ قادم من الجهة اليسرى للغرفة, فالتفتا إلى مصدر الصوت ووجدا فتاةً تعزف على البيانو
    بشكل جميل, وتصدر ألحاناً رائعة وحين توقفت قالت لهما:
    هل تفاجأ تما؟.. .يمكنني أن أعزف لكما أي مقطوعةٍ تريدانها.
    سألها "اندي" قائلاً:
    من أنتِ؟
    نهضت الفتاة من مكانها, وانحنت أمامهما قائلة في احترام:
    أنا أدعى "جودي"... من المستوى الأول ورئيسةٌ لقسم الموسيقى.
    قال لها "اندي" وهو ينظر إلى البيانو:
    إنكِ عازفة رائعة... هل يمكنك أن تعزفي لنا واحدة أخرى؟
    هزت رأسها قائلة بسعادة:
    بالتأكيد.
    همست "ساكورا" في أذنيه قائلة بخجل:
    ما الذي تنوي فعله؟
    ابتسم "اندي" في وجهها من دون أن يرد عليها, وبدأت "جودي" بالعزف... وقف "اندي" أمام "ساكورا" منحنياً ومد يده
    قائلاً:
    هل ترقصين معي؟.... ساكورا".
    تسارعت نبضات قلب "ساكورا" وحركت شفتيها قائلة في إحراج:
    حسناً.
    وأمسكت بيده, واستمتعت "جودي" بالعزف لهما, وكانت "ساكورا" تشعر بخجل شديد لكنها أحست بالمتعة في نفس
    الوقت واستمرت...
    بعد ذلك, حين خرجا من الغرفة, قال "اندي" في أسى:
    أنا اسف... هناك أمرٌ أردت نسيانه لهذا أردت الرقص معكِ والاستمتاع بوقتنا.
    ردت عليه "ساكورا" بحنان:
    من الجيد أن يقوم الإنسان بالترفيه عن نفسه في مثل هذه الظروف.
    سكت "اندي" ثم نظر إلى "ساكورا" وقال بجدية:
    "ساكورا"... أنا... أنا أريد أن أكون رفيقكِ من الان فصاعداً.
    حاولت "ساكورا" إخفاء ابتسامتها لكنها لم تستطع وتراجعت للخلف قليلاً وقالت:
    أنا... موافقة, في الواقع أنا أرتاح لك كثيراً وأحب التحدث معك.
    قال "اندي" في سرعة:
    وأنا أيضاً... ولأكون صادقاً.. أنا أحبك.
    اتسعت عينا "ساكورا" واحمر وجهها خجلاً, ثم أبعدت عينيها عن نظراته وقالت هامسة لنفسها:
    هل أنا في حلم؟...... إذا كان حلماً فلا أريد أن أستيقظ منه أبداً.
    وقطع تفكيرها صوت "اندي" عندما قال:
    علي الذهاب الان............. أراك لاحقاً.
    وحين ذهب همست "ساكورا" في سعادة بالغة:
    لقد أصبحت غارقة في بحر الحب..... حب "اندي".

    في تلك اللحظة, كان تفكير "لوسكا" غارقاً في أمر المنزل, وبدا التعب على وجهها فسألتها "تينا" التي كانت تجلس بجانبها:
    بماذا تفكرين... "لوسكا"؟
    أرجعت "لوسكا" ظهرها للخلف وأجابتها بهدوء:
    أفكر بموضوع المنزل.. إن منزلنا معرضٌ للهدم من قِبل الحكومة لأن الأرض التي عليها أصبحت غير صالحة للسكن
    وستنهار في أي لحظة... ونحن الان نبحث عن منزل اخر نقيم فيه, ومن المحتمل أن يكون بعيداً عن هنا.
    قالت "تينا" في إشفاق:
    إنه لأمرٌ مزعج بالفعل, لكن عليك ألا تفكري كثيراً بهذا الأمر.
    هزت "لوسكا" كتفيها وهي تتنهد قائلة:
    سأحاول فعل ذلك.
    جلست "ميمي" بجانب "بريتي" وقالت بارتباك:
    "بريتي"... هل يمكنني التحدث معكِ؟
    أجابتها "بريتي" بجفاء:
    لا أعتقد بأن هناك حديثٌ بيننا.
    صمتت "ميمي" لبرهة ثم قالت:
    صدقيني... لا يوجد شيءٌ بيني وبين "روبرت".
    صرخت "بريتي" في وجه "ميمي" قائلةً بعصبية:
    لا يهمنِ هذا... دعيني وشأني فقط.
    نهضت "ميمي" من ذلك المكان وخرجت من القاعة, بعد ذلك بوقت راها "جوزيف" تجلس تحت ظل الشجرة في الساحة
    فتوجه نحوها وقال حين وقف أمامها:
    لماذا تجلسين لوحدك.... "ميمي"؟
    رفعت "ميمي" عينيها وقالت باندهاش:
    "جوزيف"؟
    في أحدى المدارس وبالتحديد المدرسة التي بها "مارك"... كان يركض بالكرة في الملعب مع أصدقائه, والفتيات يقومون
    بمراقبتهم, وأحرز "مارك" هدفاً ولوح لأصدقائه مغادراً الملعب, رمت إحدى الفتيات منشفةً على وجهه فقال وهو يتنفس بصعوبة:
    أنا متعب... شكراً لكي.
    ثم أعاد إليها المنشفة وتابع قائلاً:
    ما رأيكِ أن نشرب شيئاً بارداً؟
    ردت عليه الفتاة "ديفا" قائلة:
    حسناً.... كما تشاء.
    وذهبا إلى كافتيريا بالقرب من المدرسة, وتناولا إفطارهما... بعدها قال "مارك":
    إلى أين تريدين الذهاب في هذه العطلة؟
    وضعت "ديفا" العصير على الطاولة وقالت بصوتها الهادئ:
    لا أعلم... هل نذهب إلى السينما؟
    فكر "مارك" قليلاً قم قال:
    حسناً.... سأشتري التذاكر ونذهب هذا المساء.
    اتصل "مايكل" على هاتف "تينا" لكنها لم تستطع الرد لأنها كانت بالمحاضرة... فأرسل لها رسالة يقول فيها:
    هل أنتِ مشغولة اليوم؟... إذا لم تكوني مشغولة تعالي إلى ضفة النهر في الساعة الخامسة
    مساءً... سأكون بانتظارك هناك.
    ابتسمت "تينا" بسعادة وأرسلت له قائلة:
    ساتي بالتأكيد.
    رفع "مايكل" يده اليسرى لينظر إلى الساعة, وراها قد تجاوزت الواحدة ظهراً... فقال باهتمام:
    ما زال الوقت باكراً... سأذهب لاخذ غفوةً بسيطة.
    انتهى الدوام الجامعي في الساعة الثالثة تماماً, وركبت "تينا" السيارة مع شقيقها عائدةً إلى المنزل... وهناك استحمت وبدأت
    تجهز نفسها للموعد الذي مع "مايكل" وفجأةً سمعت صوت طرق الباب فقالت:
    أدخل.
    دخلت أختها التي تصغرها بسنةٍ واحدة وقالت في عجلة:
    ألم تجهزي بعد؟
    استغربت "تينا" من سؤال أختها فقالت متسائلة:
    أجهز نفسي..؟ لماذا...؟
    وضعت أختها يدها على رأسها وقالت بضيق:
    لقد نسيت إخبارك.
    ثم تابعت بجدية:
    اتصلت جدتي بالأمس وطلبت من والدي أن يسافر إليها ويأخذنا معه لأن ابنها قد عاد من الخارج وتريد
    أن تقيم حفلةُ لقدومه ونحن متواجدين.
    قالت "تينا" في توتر:
    لكن.. أنا لدي موعد و .....
    قاطعتها أختها قائلة بعصبية:
    هل الموعد أهم من زيارة جدتي؟... هيا جهزي حقيبتك بسرعة, سيأتي والدي لاصطحابنا بعد قليل.
    وغادرت الغرفة... جلست "تينا" على السرير وعقدت حاجبيها قائلة:
    تباً........ لماذا اليوم بالذات؟
    وعندما حاولت الاتصال ب "مايكل" وجدت أن رصيدها قد نفذ كلياً من اخر رسالة أرسلتها فقالت مصدومة:
    ما العمل الان؟,,,, لا وقت لدي لشراء بطاقة.
    ثم أخرجت حقيبتها من الخزانة ووضعت ملابس تكفيها ليومين, وغيرت ملابسها وارتدت معطفها وخرجت.... جاء والدها في
    الساعة الرابعة والنصف وركبوا معه السيارة متوجهين إلى المطار, وأزداد توتر "تينا" أكثر فهمست لأختها في السيارة:
    هل لديك رصيدٍ كافٍ في هاتفك؟
    هزت أختها رأسها نفياً وهي تجيب:
    كلا ...... لقد انتهى منذ أسبوع.
    استسلمت "تينا" نهائياً في تلك اللحظة... ونظرت من خلال النافدة وهمست لنفسها قائلة:
    أنا اسفة... "مايكل".
    في ذلك الوقت, وصل "مايكل" إلى ضفة النهر في الساعة 4:50 وجلس على أحد المقاعد هناك وقال:
    لقد أتيت قبل الموعد بعشر دقائق.
    ومرت العشر دقائق بسرعة... ووصلت "تينا" مع عائلتها إلى المطار وظلت صامته طوال الوقت, وتفكر ب "مايكل" الذي ينتظرها بشوق..
    مضى من الوقت 20 دقيقة تقريباً وبدأ "مايكل" يشعر بالملل من الانتظار فأتصل على هاتفها ووجده مغلقاً... ثم أخرج من جيبه تذكرتان لدخول
    المسرحية, وكانت "تينا" قد صعدت إلى الطائرة وأغلقت هاتفها... بدأت الشمس بالغروب وبقي "مايكل" يحدق بالتذاكر وينظر إلى الساعة في كل دقيقة...
    هبط الظلام أخيراً, ونهض "مايكل" من مكانه , ومزق التذاكر ورماها في النهر وقال باشمئزاز:
    يبدو بأنه لا يوجد معنى للوفاء عند تلك الفتاة.
    وعاد إلى المنزل متضايقاً جداً من تصرف "تينا"....
    اشترت "رينا" باقة أزهار من محلٍ قريب من المستشفى, لتقدمها ل "هنري" وحين وصلت إلى غرفته ودخلت لم تجده هناك, فشعرت بالقلق
    وسألت الممرضة... فأجابتها قائلة:
    لقد تم نقله إلى غرفة 102 في الطابق الأول.
    اتجهت "رينا" إلى تلك الغرفة وطرقت الباب ودخلت.... سُعد "هنري" كثيراً برؤيتها وفوجئت حين رأته يقف على قدميه بدون الاستعانة
    بالعكاز فقالت متسائلة:
    هل تستطيع السير؟
    أجابها قائلاً والابتسامة تملئ وجهه:
    قليلاً.... لن أتمكن من السير بسهولة.
    ثم جلس على السرير ومد يده قائلاً:
    تعالي إلى هنا.
    جلست "رينا" بجانبه وأعطته باقة الأزهار فأخذها وهو يقول بسعادة:
    أهذه لي؟............. أشكرك "رينا".
    ابتسمت "رينا" قائلة:
    هذه بمناسبة شفائك... وسأحضر لك هديةً أفضل عندما تخرج من المستشفى.
    ظهرت على ملامح "هنري" كمن تذكر شيئاً وقال:
    صحيح... والدتي ستقيم حفلةً يوم الأحد بمناسبة خروجي من المستشفى... أريدكِ أن تقومي بدعوة الجميع للحضور.
    أخفضت "رينا" حاجبيها وقالت متسائلة في حيرة:
    الجميع؟
    هز رأسه بنعم... فأعادت السؤال مجدداً:
    بدون استثناء؟...
    استغرب "هنري" من سؤالها فقال بحيرة:
    ما بكِ يا "رينا"؟... أنا أقصد جميع أصدقائنا, وقومي بدعوة "روبرت" أيضاً.
    رفعت "رينا" حاجبيها وقالت باعتراض:
    لماذا تقوم بدعوته؟........ هل نسيت ما الذي فعله؟
    رد عليها "هنري" بجدية:
    قومي بدعوته فقط ....... هل هذا واضح؟
    أخذت "رينا" حقيبتها وانصرفت بدون أن تنطق بكلمة... وكانت تتساءل في داخلها:
    هل فقد "هنري" عقله أم ماذا؟
    في نفس الوقت, توقفت سيارة بيضاء أمام منزلٍ فخم... في مدينة إنجلترا ونزل من السيارة والد "تينا" وعائلتها, ودق الأب الجرس
    ففتح له الخادم قائلاً باحترام:
    تفضلوا بالدخول.... السيدة بانتظاركم.
    رحبت السيدة "إليزابيث" بهم عندما دخلوا إلى الفيلا وقالت بسعادة:
    لقد اشتقت إليكم كثيراً.
    قام الأب بالاقتراب من أمه وقبلها في جبهتها قائلاً:
    أنا مسرورٌ برؤيتك.
    وبعدها جلسوا وتناولوا العشاء, وتبادلوا الأحاديث, ووسط كل هذا كانت "تينا" في عالمٍ منعزل عن البقية, واستمرت بالنظر
    إلى النافدة بالرغم من شدة الظلام ثم سمعت جدتها "إليزابيث" تناديها قائلة:
    "تينا".... ما بكِ يا صغيرتي؟! تبدين متعبة.
    عدلت "تينا" جلستها وأجابت جدتها قائلة بصوتٍ خافت:
    نعم.... أنا متعبة قليلاً من السفر.
    وانحنت برأسها متابعة:
    عن إذنكم.... سأذهب لأنام.
    وصعدت إلى الطابق الثاني, ودخلت إلى الغرفة التي جهزتها لها "إليزابيث"... كانت الغرفة في قمة الفخامة وشكلها يبعث السرور
    لكن هذا لم يغير شيئاً من حالة "تينا" لذلك استلقت على سريرها بعدما أطفئت الأنوار وظلت تفكر .. حتى نامت.
    عاد "مايكل" وهو مستاء للغاية, وجلس على الأريكة في الصالة وعقد أصابع يده مع بعضها ثم قال بصوتٍ غاضب:
    اللعنة.... لماذا.... "تينا"؟
    كانت "رينا" خارجةً من المستشفى, وبالصدفة رأت "روبرت" يقف أمامها فقالت له بضيق شديد:
    سأخبرك بأمرٍ يا هذا....
    سألها "روبرت" بوقاحة:
    وما هو هذا الأمر, أيتها الجميلة؟
    تمالكت "رينا" أعصابها وهي تجيبه بخشونة:
    "هنري" يريدك أن تحضر إلى حفلة خروجه من هنا يوم الأحد المقبل.
    أبعد "روبرت" عينيه عن "رينا" وقال بغضب:
    لن أحضر بالتأكيد.
    تابعت "رينا" سيرها وعندما مرت من عنده قالت بهدوء:
    "بريتي" ستكون هناك.
    عظ "روبرت" شفتيه وتظاهر بعدم المبالاة وهو يقول:
    هذا لا يهمنِ على الإطلاق.
    بعدها, أرسلت "رينا" للجميع لحضور الحفلة....
    اتجه "روبرت" إلى منزل "بريتي" بسرعةٍ خارقة, وحين وصل نزل من السيارة وأقترب من المنزل, وألتقط بعض الحصى الصغير
    من الأرض, ورمى واحدة نحو نافدة غرفتها, كانت في ذلك الوقت تقرأ كتاباً وأغلقته حين سمعت صوتاً من النافدة, فاتجهت نحوها
    وأزاحت قليلاً من الستار, ورأت "روبرت" يطلب منها النزول فقالت باشمئزاز:
    ما الذي يريده الان في هذا الوقت المتأخر؟
    لم ترغب "بريتي" بالنزول إليه, لكن في الوقت ذاته أرادت أن تعرف ما هو السبب الذي جعله يأتي إلى هنا فارتدت معطفها ونزلت إليه...
    وصلت "بريتي" عند الباب الحديدي الذي يفصلها عنه لكنها لم تقم بفتحه بل سألته:
    ما الذي تريده الان؟
    رد عليها "روبرت" في شوق:
    وأخيراً تمكنت من سماع صوتك يا أميرتي.
    صرخت "بريتي" قائلة بعصبية:
    هل جئت لتقول هذا الكلام؟
    أجابها في عجلة ملحوظة:
    كلا... لقد أتيت لكي...
    وصمت لبرهة, فقربت "بريتي" أذنيها من الباب وسمعته يهمس بصوتٍ يائس وحزين:
    أرجوكِ لا تذهبي إلى حفلة "هنري"..
    اتسعت شفتي "بريتي" في ضيق ثم قالت معارضة:
    هذا الأمر ليس من شأنك.... أنا من يقرر ما إذا كنت سأذهب أو لا.
    أخفض "روبرت" حاجبيه وقال متضايقاً وبصوتٍ خافت:
    لقد تغيرتِ كثيراً يا "بريتي"... لكني أعلم جيداً ما يوجد في داخل قلبك...
    حركت "بريتي" شفتيها وهي تبسط يديها على الباب وتقول بتساؤل:
    ما الذي تقصده بهذا الكلام؟
    رد عليها بكل ثقة والابتسامة تعلو وجهه:
    لقد قرأت في عينيك الحزن, مهما حاولتِ إخفاء ذلك بضحكاتك مع الاخرين لن تستطيع
    إخفائه عني.
    وتابع قائلاً بتفاؤل:
    أنا واثقٌ بأنكِ ما زلتي تحبينني .. فأنا أعرفك منذ 6 سنوات وأستطيع التمييز بين حزنك وفرحك.
    قاطعته "بريتي" والدموع تملئ عينيها:
    هذا يكفي... أنا لم أعد أحبك كالسابق,,, ولا أرغب بالتحدث إليك, لذا ارحل من هنا.
    تراجع "روبرت" للوراء وأخفض عينيه قائلاً:
    سوف اتي لحفلة "هنري"... من أجلكِ فقط... إلى اللقاء.
    وركب سيارته ورحل... جلست "بريتي" على ركبتيها في الأرض وسقطت دمعةٌ حزينة من عينيها على الأرض
    وابتسمت قائلة بصوتٍ حزين:
    يا لي من فتاةٍ غبية.. لم أستطع إخفاء حزني أمامه... "روبرت" أنا...

    ******************************************

    تعليق

    • Kikumaru Eiji
      عـضـو
      • Nov 2008
      • 28

      #12
      " تيما و جاك "

      أشرقت شمس صباحٍ جديد, وتداخلت خيوط أشعة الشمس من شقوق الستائر الزرقاء في غرفة "تينا" بإنجلترا...
      وفتحت عينيها وهي مستلقية على ظهرها في السرير, ونهضت ووقفت أمام المراة ثم قامت بتجهيز نفسها للخروج, وأخذت
      معها بعض المال, وحين نزلت من الطابق الثاني لم تجد أحداً مستيقظ سوى الخدم, فهمست بداخل نفسها بارتياح:
      هذا جيد!
      وغادرت المنزل, وتجولت باحثة عن أقرب سوبر ماركت, لكنها لم تجد مطلقاً, فركبت سيارة أجرة أوصلتها إلى المكان الذي تريده,
      ودخلت السوبر واشترت بطاقة لتشحن هاتفها النقال وحين أدخلت الرقم وأنهت كل شيء اتصلت على "مايكل"...
      من جهة أخرى, رن هاتف "مايكل" وهو ما زال نائماً, وأيقظه صوت الرنين المزعج فألتقط الهاتف وحين رأى اسم المتصل "تينا"
      تنهد بانزعاج وأغلق الخط وعاد ليتابع نومه من جديد.
      أبعدت "تينا" الهاتف عن أذنها و أخفضت يدها قائلةً بحزن:
      لابد بأنه مستاءٌ جداً مما حدث.
      وأرسلت له رسالة وشرحت فيها ما حصل بالتفصيل, لعله يقتنع..
      قام "مايكل" بقراءة الرسالة ثم أبتسم وقال بخبث:
      إنها تعتقد بأنني سأصدق هذه المزحة السخيفة.
      وأغلق الهاتف نهائياً بعدما قام بمسح الرسالة..
      رجعت "تينا" إلى المنزل وهي صامتة تماماً ووجهها شاحب, حتى أنها لم تصغي إلى أختها عندما عرضت عليها أن تتناول الإفطار معها
      وصعدت إلى غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح لأنها أرادت البقاء لوحدها.....
      طلبت والدة "تيما" منها أن تذهب لشراء بعض الأغراض لها.... فردت "تيما" في ضجر:
      ماذا؟.... الجو حارٌ جداً بالخارج.
      قالت والدتها في إصرار:
      لا يوجد أحدٌ غيرك هنا... هيا اذهبي وكفي عن التذمر.
      منذ أن استيقظت "تيما" في الصباح وهي تشعر بأنها ليست على ما يرام ورأسها يدور لكنها لم تشأ معارضة والدتها واضطرت للخروج
      رغماً عنها...
      وفي الطريق, بعدما أشترت الأغراض التي طلبتها والدتها, كانت تمشي على قدميها والعرق يسيل من جبينها, وبدأت الرؤية تنعدم تدريجياً
      أمامها ولم تشعر بنفسها إلا وهي مرميةٌ على الأرض في وسط ذلك الحي الفارغ... وبالمصادفة كان "جاك" شقيق "ميمي" الأصغر يسير بمحاذاة
      ذلك الحي ويضع يديه في جيبه ويقول متذمراً:
      تباً... يالهم من أصدقاء, لم يقبل أحدٌ منهم أن أسكن معه, ويعتذرون بأعذارٍ واهية.
      وداس على يد "تيما" المبسوطة على الأرض فأنزل عينيه لينظر إليها وأبعد قدمه بسرعة قائلاً باندهاش:
      ما هذا؟... ما الذي تفعله هذه الفتاة هنا؟
      وجلس بجانبها ووضع يده على رأسها ويده الأخرى على جبهته ثم قال في حيرة:
      أعتقد بأنها مصابةٌ بالحمى.
      وحين أبعد يده وقف وتلفت حوله ولم يجد أحداً فتنهد وهز كتفيه قائلاً:
      يبدو بأن لا خيار لدي سوى...
      وحملها بين ذراعيه, ومال بوقفته قليلاً وكاد يقع فأغمض عينيه قائلاً في تألم:
      إنها ثقيلةٌ جداً.
      وحاول موازنة نفسه وسار إلى أقرب فندق وأستأجر غرفة هناك لأنه لا يملك مكاناً اخر يذهب إليه, وخشي أن يعود إلى المنزل
      ويلاقي كلماتٍ جارحة من والده, ثم قام بوضع "تيما" على السرير وبقي يحدق بها, وبحركةٍ لا شعورية بسط كفه على شعرها
      الناعم وهمس قائلاً:
      إنها جميلةً جداً.
      ثم أبتسم متابعاً:
      وجهها يبدو متعباً... وأنا متعبٌ أيضاً وأريد ان أنام.
      واستلقى بجانبها وأغمض عينيه وغط في نومٍ عميق... في الوقت الذي كانت فيه والدتها قلقةُ جداً عليها, وصل "اندي" إلى
      المنزل ودخل وهو يحمل كيساً في يده فركضت والدته نحوه وقالت بقلق وهي تضع يديها على كتفيه:
      أين "تيما"؟... ألم ترجع معك؟
      لم يتمكن "اندي" من النطق بكلمة لأن والدته فاجأته بسؤالها, وهز رأسه نفياً وهو يقول:
      لم تكن معي!... إلى أين ذهبت؟
      جلست والدته على الأريكة في الصالة, وهي تضع يدها على رأسها وتقول بحيرة وصوت يملئه القلق:
      لقد أرسلتها قبل ساعة لشراء بعض الأغراض... ولم تعد حتى الان.
      همس "اندي" بصوتٍ خافت:
      أغراض؟
      ورفع يده لينظر إلى الكيس وحين رأته والدته قالت باستغراب:
      هذه الأشياء التي طلبتها من "تيما"... أين عثرت عليها؟
      أجابها "اندي":
      بالقرب من هنا... وجدتها مرميةً على الأرض.
      صُعقت والدته حين سمعته يقول هذا... فقالت له في إصرار:
      اذهب للبحث عن أختك يا "اندي"... لابد أن مكروهاً قد حصل لها.
      رمى "اندي" الأغراض إلى والدته وخرج راكضاً من المنزل بحثاً عن "تيما" ولا يملك دليلاً واحداً عن مكان وجودها...
      فتحت "تيما" عينيها ببطء, وشعرت بشخصٍ مستلقٍ بجانبها, وحين أدركت بأنه شاب, نهضت بسرعة لدرجةٍ جعلت "جاك" يستيقظ
      من نومه مذهولاً, ونهض من على السرير وانحنى قائلاً:
      أنا اسف... لا تسيء فهمي, لقد وجدتكِ مغمى عليك في أحد الأحياء وجئت بكِ إلى هنا
      هذا كل ما في الأمر.
      سألته "تيما" بخوفٍ وقلق وهي تغطي نفسها بغطاء السرير:
      هل أنت واثقٌ بأنك لم تفعل شيئاً بي؟
      احمر وجه "جاك" خجلاً وعقد حاجبيه قائلاً في حرج:
      بالطبع لا... أنا لست من هذا النوع.
      ارتاح قلب "تيما" حين رأت وجه "جاك" المرتبك, فأبعدت غطاء السرير من فوقها, ونهضت وهي تقول بابتسامة صافية:
      حسناً إذن... أشكرك على مساعدتي يا ... اه صحيح. ما أسمك؟
      أجابها بكل لطف وهو يشير إلى نفسه:
      اسمي "جاك"... ماذا عنكِ؟
      أجابته بنفس النبرة:
      أنا "تيما"... شكراً "جاك", علي الذهاب الان.. أراك لاحقاً.
      ومرت من عنده وهي في طريقها للخروج من الشقة, التفت قائلاً في سرعة:
      هل تسمحين لي بإيصالك؟
      أدارت "تيما" رأسها إليه, قائلةً بحنان:
      بكل سرور... هيا بنا.
      وقف "جاك" بجانب "تيما" وأمسك بيدها ونظرت إليه باستغراب, فأبتسم قائلاً في توسل:
      هل تسمحين لي بهذا أيضاً؟
      ضحكت "تيما" عليه وقالت بمرح:
      لا بأس بذلك أيضاً.
      قام "جاك" بإيصال "تيما" إلى المكان الذي وجدها به وظلت تبحث, ثم سألته بحيرة:
      ألم ترى معي كيساً صغيراً؟
      هز رأسه نفياً, فخفضت "تيما" رأسها وقالت بقلق:
      ما العمل الان؟... لا يمكنني العودة إلى المنزل من دونها.
      وقف "جاك" حائراً لا يعلم ما يفعل... بعدها بقليل سمعت "تيما" صوت شقيقها "اندي" ينادي باسمها فنظرت للجهة المقابلة
      ورأته قادماً باتجاهها وقام باحتضانها وهو يقول بسعادة:
      الحمد لله ... لقد كنت قلقاً عليكِ.
      ارتجفت شفتي "تيما" وهي تقول متسائلة:
      هل كنت تبحث عني؟
      رد عليها وهو يحدق بها بسرور:
      نعم... والدتي تحترق قلقاً في المنزل, هيا لنعد معاً.
      أوقفت "تيما" شقيقها "اندي" وأشارت إلى "جاك" قائلة:
      هذا الشاب هو الذي ساعدني... لقد كنت متعبة ووقعت هنا وقد اهتم بي كثيراً.
      شعر "جاك" بالإحراج وأطمئن أكثر عندما سمع "اندي" يقول شاكراً:
      أشكرك على مساعدة أختي... ولكي نكافئك أنا أدعوك لتناول الغذاء في منزلنا.
      أحنى "جاك" رأسه قائلاً بسعادة غامرة:
      شكراً جزيلاً لك.
      وعادوا الثلاثة إلى المنزل, وفرحت الأم كثيراً لسلامة ابنتها "تيما"... وشكرت "جاك" بحرارة وقامت بإعداد أشهى المأكولات
      لدرجة أن "جاك" ذُهل عند رؤيتها, وأرتاح معهم وشعر بأنه وسط عائلته وحين فكر هكذا وضع الملعقة على الطبق وقال
      بصوتٍ متألم:
      لم أحظى بمثل هذا الاهتمام من قبل, ولا أعرف كيف أشكركم.
      قالت له "تيما" في تساؤل:
      ما الذي تقصده؟... أليس لديك عائلةٌ يهتمون بك؟
      إلتمعت عينا "جاك" وهو يضغط على الملعقة بقبضة يده ويرد قائلاً:
      لقد طردت من المنزل من قِبل والدي, لأنني كنت معارضاً على أمرٍ ما.
      اتسعت عينا "تيما" وقالت في ذهول:
      طردك لأنك عارضت على قراره.... هذا غريب.
      ابتسم "جاك" وقال متابعاً:
      نعم... والدي عصبيٌ جداً ولا يفتح مجالاً للنقاش.. مضت 3 أيام وأنا أتنقل من مكانٍ لاخر, ولا أعرف
      أين سأستقر.
      عم الصمت الغرفة... فقالت "تيما":
      لماذا لا تسكن في الشقة التي كنت فيها؟
      أجابها بصوتٍ خافت:
      أنا لا أملك المال الكافي للسكن في شقة... لا تقلقي علي يمكنني تدبر الأمر.
      ونهض من على الكرسي وقال:
      شكراً على الطعام ... علي الذهاب الان.
      نهضت "تيما" للحاق به فأمسك "اندي" بيدها وقال معارضاً:
      لا تلحقي به الان...
      عقد "تيما" حاجبيها وسألته:
      لماذا؟
      رد عليها "اندي" في سرعة:
      لأنه يبكي.
      كان "اندي" محقاً... فقد توقف "جاك" عند شجرة حديقة المنزل, وانهمرت الدموع من عينيه وضرب برأسه على جذع
      الشجرة ويردد قائلاً في ضيق:
      تباً... تباً...
      وظلت "تيما" تراقبه من النافدة المقابلة للحديقة وقلبها يتألم حزناً عليه...

      وقف "هنري" عند باب المستشفى وهو في طريقه للخروج, وهب عليه نسيمٌ طيب, وحين أستنشقه قال بارتياح:
      يا له من هواءٍ لطيف... مضت فترةٌ طويلة منذ دخولي.
      ثم رأى والدته تقف عند السيارة وتلوح بيدها قائلة باستعجال:
      أسرع يا "هنري"... وإلا سنتأخر.
      هز رأسه موافقاً, وكان يستعين بالعكاز في السير لأنه قدمه لم تشفى تماماً بعد, ولا يستطيع السير بها لفترةٍ طويلة...
      وضعت "تيما" يدها على كتف "جاك" وهو عند جذع الشجرة, وحين نظر إليها قالت له وهي تخفض حاجبيها عندما
      رأت دموعه:
      لماذا لا تحاول الذهاب إلى والدك والاعتذار منه؟
      أشاح "جاك" بوجهه قائلاً في ضيق:
      لا يمكنني فعل ذلك.... لأنه..
      قاطعته قائلة في سرعة:
      عصبي, أليس كذلك؟... لا يوجد أبٌ في هذا العالم يكره ابنه مهما حدث, أنا واثقة بأنه قلقٌ عليك
      الان ويود رؤيتك.
      اتسعت شفتي "جاك" وهو يقول ناكراً:
      هذا مستحيل!
      هزت "تيما" رأسها نفياً وهي تقول:
      كلا... "جاك" هيا لنذهب إلى والدك.
      رفع "جاك" حاجبيه قائلاً في استغراب:
      ماذا؟..... هل ستذهبين معي؟
      ردت عليه قائلة بكل ثقة:
      أجل ....... هيا بنا.
      فتحت "رينا" درج خزانتها وأخرجت بعض الإكسسوارات, وحملتها بين يديها وهي تبتسم وتقول بسعادة:
      سأرتدي هذه عند حفلة "هنري".!
      بعدها, تذكرت شيئاً وقالت في حيرة:
      لقد نسيت , علي شراء هديةٍ ل "هنري".
      ونهضت من على الأرض, واتصلت على "ساكورا" واتفقت معها للذهاب معاً إلى السوق...
      بينما كانتا في السوق, وقفت "رينا" عند مكان الكتب, فرفعت يدها والتقطت كتاباً, وقالت وهي تقلب الصفحات:
      "هنري" يحب قراءة الكتب... لكن أي نوعٍ يفضل يا ترى؟
      أخذت "ساكورا" الكتاب من يدها وقالت باشمئزاز:
      اشتري شيئاً اخر غير الكتب.... ما هذا الملل!
      وابتعدت وسارت "رينا" خلفها وقالت في عصبية:
      أنا لم أقل بأنني سأشتريه.
      قالت "ساكورا" وهي تتابع السير:
      كنتِ تفكرين بذلك.
      وضحكت ساخرة, تنهدت "رينا" في ضجر وهي تقول بصوتٍ خافت:
      لو كنتُ اعلم أنكِ هكذا, لما أحضرتكِ معي.
      في أحد الشوارع. كان "جوزيف" يقف أمام الإشارة وهو غارقٌ في التفكير فيما قالته "ميمي" عندما جلس بجانبها تحت
      الشجرة وهي حزينة وحين سألها عن سبب حزنها أجابته قائلة وهي تثني ركبتيها:
      إن الحب مُتعب, أليس كذلك؟
      قال "جوزيف" مستغرباً:
      الحب؟... هل تحبين شخصاً معين؟
      أغمضت "ميمي" عينيها وهي تجيب:
      نعم
      أراد "جوزيف" أن يسألها لكنه تردد, وحيره أكثر ما قالته في تلك اللحظة وهي تبتسم:
      هل تود أن تعرف من هو؟...
      صمت "جوزيف" لأنه لم يعرف ماذا يقول... فتابعت "ميمي" قائلة:
      على أيه حال, ستعرف قريباً.
      وقطع تفكيره صوت السيارات, فأنتبه أن الإشارة خضراء وتحرك بسرعة, وقال في تساؤل:
      ماذا تقصد بكلماتها الأخيرة؟
      في إنجلترا, عند هبوط الظلام, أضيئت الأنوار الذهبية في منزل السيدة "إليزابيث" وأمتلئت الصالة بالضيوف, والموسيقى
      الصاخبة تحيط بكافة المنزل, وكان معظم الضيوف مجتمعين حول ابن "إليزابيث" الذي هو عم "تينا"...
      كانت "تينا" تقف أمام النافدة وهي ترتدي ثوباً أحمر اللون ولامع وبدا جميلاً مع كل تلك الإضاءة لكنها رغم ذلك لم تشعر
      بالسعادة مطلقاً, وفجأة سمعت صوت أحدهم يهمس في أذنيها قائلاً:
      لماذا يبدو القمر حزيناً اليوم؟
      ابتعدت "تينا" عنه بهدوء فأمسك بيدها وقال ببرود:
      ألا تودين الرقص معي؟... إنك فتاة جميلة وأريد الرقص معكِ.
      قالت "تينا" بصوتٍ هادئ:
      أرجوا المعذرة, أنا لا أحب الرقص.
      وأبعدت يده وصعدت إلى غرفتها تاركتاً خلفها كل أولئك الضيوف.... قامت "تينا" بتغيير ملابسها مرتديتاً ملابس النوم, فدخلت
      إليها أختها وحين رأتها قالت باندهاش:
      ما الذي تفكرين به "تينا"؟....... ستحزن جدتي إذا عرفت بأنكِ تركت الحفلة.
      ردت عليها "تينا" وهي تفكك شعرها أمام المراة:
      أنا متعبة, ولم أتمكن من البقاء وسط كل ذلك الإزعاج.
      هزت أختها كتفيها وقالت في استسلام:
      افعلي ما يحلوا لكي.... لا تنسي سنغادر غداً صباحاً.
      وخرجت من الغرفة, استلقت "تينا" على السرير وأخذت هاتفها واتصلت على "مايكل" لكن دون جدوى... فقد كان
      يغلق الخط في كل مرة...

      وصل "جاك" مع "تيما" إلى منزله, وأوقف السيارة قائلاً في تساؤل:
      هل ما زلتي مُصرةً على القدوم معي؟
      أجابته بدون تردد:
      نعم.
      وضع "جاك" رأسه على المقود وقال:
      لا أعلم كيف ستكون ردة فعل والدي؟! ... لكنني سأنزل.
      وفتح الباب ونزل وكذلك "تيما"...
      وبعد مرورهما من ساحة المنزل, وقف "جاك" متردداً أمام الباب, لكنه تشجع قليلاً حين ابتسمت "تيما" في وجهه ففتحه ودخل,
      لم يكن في الصالة أحدٌ سوى الخادمة فسألها "جاك" بجدية:
      أين والدي؟
      أشارت الخادمة بإصبعها إلى غرفة المعيشة, وبدأ قلب "جاك" يخفق بشدة, وحين فتح الباب سمع والدته تقول بصوتٍ امتزج
      بالحزن والغضب:
      ألست قلقاً على "جاك"؟... لقد مضت 3 أيام على غيابه ولم نسمع عنه شيئاً.
      رد عليها الأب وهو يطالع التلفاز:
      "جاك" لم يعد صغيراً, أنا واثقٌ بأنه سيأتي إلى هنا عندما تنفذ نقوده.
      استاء "جاك" كثيراً عندما سمع عبارة والده الأخيرة ودخل إلى الغرفة كالمهاجم وهو يقول في استنكار:
      هل النقود تمثل كل شيءٍ بالنسبة لك يا والدي؟
      نهض والده ببطء وعلامات الدهشة تملئ وجهه, بينما ركضت الأم إلى "جاك" واحتضنته بحنان وهي تقول بسعادة:
      أهلاً بعودتك يا "جاك"... لقد اشتقت إليك.
      قال "جاك" موجهاً كلامه إلى والده بعصبيةٍ حادة:
      لقد جئت لأعتذر لك في بادئ الأمر... لكني غيرت رأيي الان.
      قامت "تيما" بسحب "جاك" للخلف بعدما أبتعدت عنه والدته... وقالت له "تيما" بصوتٍ خافت:
      سوف تهدم كل ما أتفقنا عليه بكلامك هذا.
      وحين حرك شفتيه للرد على "تيما" سمع والده يقول بسخرية:
      وأحضرت فتاةً إلى هنا أيضاً... يالك من فتى.
      لم تسمح "تيما" ل "جاك" بالرد على والده, وبالمقابل تقدمت خطوتين للأمام وقالت بصوتٍ جاد:
      المعذرة يا سيدي, أنا "تيما" إلتقيت ب "جاك" مصادفة وقد أخبرني بما حدث بينكما لهذا جئت معه
      بعدما أقنعته بأن يعتذر لك.
      سكت الأب لبرهة ثم أبتسم قائلاً بلطف:
      يبدو بأنكِ فتاةٌ لطيفة, لكنك لا تعرفين "جاك".
      إنحنت "تيما" أمام الأب وقالت بإحترام:
      على أيه حال, لقد قمتُ بواجبي.... وداعاً.
      ومرت من عند "جاك" خارجةً من الغرفة, بعدها أخفض رأسه وقال محرجاً:
      أنا اسف.
      إقتربت والدته منه وقالت بطيبة:
      المهم هو أنك بخير يا صغيري.
      ظل "جاك" يفكر بأمر "تيما" وأراد أن يشكرها لكنه لم يحظى بفرصةٍ لفعل ذلك....

      *****************************************

      تعليق

      • Kikumaru Eiji
        عـضـو
        • Nov 2008
        • 28

        #13
        " حفلة هنري "

        تناثرت الغيوم البيضاء في سماء صباح اليوم التالي, وبدأت والدة "هنري" بالترتيب للحفلة وتشرف على كل ما يقوم به
        الخدم, وجعلتهم يفرغون غرفة الضيوف ويضعون فيها طاولاتٍ بيضاء بها شريطٌ زهري في المنتصف... وحين دخل
        "هنري" إنبهر كثيراً وقال:
        ما كل هذا يا والدتي؟
        إلتفتت الأم إليه وأجابته بسعادة:
        هذا كله من أجل حفلة اليوم... سيأتي الكثير من الأشخاص من أجلك.
        إبتسم "هنري" وهو يخفض حاجبيه ويقول:
        لا أعتقد بأن هناك داعٍ لكل هذا.
        صرخت والدته في وجهه قائلةً بعصبية:
        ما الذي تقوله؟... يجب ان نقيم هذه الحفلة بمناسبة شفائك وكل ما عليك فعله هو البقاء
        في غرفتك.
        وقامت بإخراجه من الغرفة وأغلقت الباب, فهز كتفيه قائلاً:
        لا أرى داعٍ لهذه الحفلة.
        أوقف "روبرت" سيارته عند أحد المحلات, ووقف عند نافدة المحل الزجاجية من الخارج, ولفت نظره خاتمٌ جميل, وتذكر
        المرة الأولى التي أتى فيها مع "بريتي" إلى هنا وطلبت منه قائلة وهي تحمل ذلك الخاتم:
        ستقوم بشراء هذا لي عندما تأتي لخطبتي, أليس كذلك؟
        ظل "روبرت" واقفاً لبعض الوقت, ثم عاد متراجعاً للخلف, وركب سيارته وغادر..
        قامت "ساكورا" بالإتصال على "اندي" وحين رفع السماعة قالت:
        مرحباَ.
        رد عليها "اندي" بالمثل, فأرتبكت وهي تقول:
        هل أنت مشغولٌ اليوم؟
        أجابها "اندي" وهو في المطار مع والديه و"تيما":
        نعم.. أنا في طريقي للسفر الان لعلاج والدي, هل تريدين شيئاً؟
        أخفضت "ساكورا" رأسها وقالت بإحباط:
        لا... أتمنى لك رحلةً موفقة... مع السلامة.
        ورمت هاتفها وثنت ركبتيها وهي جالسةٌ على السرير وقالت بحزن:
        لماذا لم يخبرني "اندي" بأنه سيسافر اليوم؟
        أدخل "اندي" هاتفه في جيبه وتنهد قائلاً :
        لقد نسيت إخبار "ساكورا"... يالي من فتى أحمق.
        فرشت "رينا" فستانها على السرير, ثم وقفت أمام المراة وقالت في حيرة:
        ماذا أفعل بشعري؟
        ورن هاتفها المحمول وحين ردت قالت بسعادة:
        "هنري"... أهلاً...
        رد عليها "هنري" قائلاً :
        أريد منكِ مرافقتي في حفلة الليلة.. هل توافقين؟
        ابتسمت "رينا" وهي تجيب:
        بالتأكيد.
        إتكئ "هنري" على باب الغرفة وقال مبتسماً:
        إذن عليكِ ان تأتي قبل الجميع.
        هزت "رينا" رأسها موافقة, وأغلقت هاتفها وقالت بسعادة:
        سأكون أول الواصلين, وأرافق "هنري".
        بدأت الغيوم السوداء تنتشر في السماء, وغطت على أشعة الشمس, وقفت "رينا" عند النافدة وقالت وهي تنظر للسماء:
        يبدو بأنه ستمطر اليوم...
        إلتقطت "بريتي" صورة "روبرت" من مكتبها, وأتسعت شفتيها مبتسمة وأحتضنت الصورة وهي تقول:
        لا يمكنني منع قلبي من حبك يا "روبرت".
        وتابعت وهي تعيد الصورة:
        لكن لا أدري لماذا تغيرت وأصبحت هكذا.
        إرتدت "رينا" ثوبها عندما شارف الليل على الهبوط وسرحت شعرها وأرتدت إكسسواراتها وخرجت مع السائق, وبدأ المطر
        بالهطول بغزارة وتطلعت "رينا" من نافدة السيارة وقالت متسائلة:
        سأتأخر بسبب هذا المطر.
        وفجأة توقفت السيارة, فسألت السائق في حيرة:
        ما الأمر؟... لماذا توقفت؟
        رد عليها وهو يحاول تشغيل السيارة بقوة:
        لا أعلم.. لكن السيارة لا تعمل, ربما بسبب المطر.
        نظرت "رينا" إلى الساعة في هاتفها ووجدتها 18:30 فعظت شفتيها وحملت حقيبتها وهي تقول:
        يجب أن أصل بسرعة إلى منزل "هنري".
        وفتحت الباب ونزلت من السيارة وغطت نفسها وشعرها بالمعطف الأسود وركضت تحت ذلك المطر وبدأ "هنري"
        يضرب بقدمه على الأرض ويقول بإستياء:
        لماذا تأخرت هكذا؟
        بدأ الضيوف بالقدوم واحداً تلو الاخر, و"رينا" لم تصل بعد وحين وصلت "ساكورا" إلى الحفلة إتصلت على "رينا"
        لكنها لم ترد على هاتفها وبالأحرى لم تتمكن من سماع رنينه وسط ذلك المطر, لم يخرج "هنري" من غرفته مطلقاً رغم محاولات
        والدته فرد عليها بعصبية:
        لن أخرج إلا عند وصول "رينا" إلى هنا.
        إختبئت "رينا" تحت أشجار الحديقة, وأخرجت هاتفها وأتصلت على "هنري" فرد عليها قائلاً في سرعة وصوته يملئه
        القلق:
        "رينا" أين أنتِ؟
        أجابته وهي تتنفس بصعوبة:
        أنا... في الحديقة العامة, تعطلت السيارة, أنا اسفة لن أتمكن من....
        قاطعها قائلاً في عجلة:
        إبقي مكانكِ.... ساتي حالاً.
        إلتمع البرق في السماء, وخرج "هنري" من المنزل وشغل سيارته وأنطلق مسرعاً, لم تكن الحديقة بعيدةً عن
        منزله لهذا وصل بسرعة وفتح المظلة وبدأ يبحث عن "رينا" وراها عندما جاء البرق فركض بإتجاهها ورفعت
        رأسها ونظرت إليه وأمتلئت عينيها بالدموع وهي تقول:
        أنا اسفة... لأنني لم أفي .... بوعدي لك.
        أسقط "هنري" المظلة, وأمسك "رينا" وأحتضنها وهو يقول:
        هذا لا يهم.... سندخل إلى الحفلة معاً.
        عقدت "رينا" حاجبيها وقالت وهي في حضنه:
        لكن... ملابسي تلطخت وشعري أصبح مبللاً.
        أمسك "هنري" بيدها وأخذها إلى السيارة وركب هو أيضاً وقال وهو يشغلها:
        ساخذك إلى مشغل أختي وهي ستتكفل بأمرك.
        وفعلاً... حين وصلا إلى محل المشغل رحبت أخته به وب "رينا" وحين رأتها "رينا" قالت بإحراج:
        مرحباً..
        إبتسمت أخت "هنري" في وجهها وقالت لها:
        تفضلي معي إذا سمحتي.
        وأشارت إلى "هنري" قائلة:
        انت... إنتظرنا هنا.
        كانت أخته على علمٍ بأمر الحفلة لهذا فهمت ما يريده منها "هنري" لذلك أخذت "رينا وقامت بتغيير ملابسها وإلباسها بثوب جميل بالرغم
        من أنه قصير إلا أنه بدا رائعاً عليها, ثم وضعت لها المساحيق وسرحت شعرها... هذا كله في ساعةٍ واحدة.. من جهةٍ أخرى بدأ الحاضرون
        إلى الحفلة يملون من الإنتظار ويضعون اللوم كله على الأم التي لم يكن بوسعها فعل شيء سوى الإعتذار, خرجت "رينا" ل "هنري" بالشكل
        الجديد, فأتسعت عينيه ونهض ببطء وهو يقول منبهراً:
        كم أنتِ جميلة يا عزيزتي.
        إحمر وجه "رينا" خجلاً... فقالت له أخته مبتسمة:
        هيا إذهب وإلا ستتأخر عن الحفلة.
        كانت "رينا" ترتدي ثوباً زهرياً ومزخرفاً بعدة ألوان وقصير يصل إلى ركبتيها مع الكثير من القصات في أطرافه.... وقف "هنري" بجانبها
        وقام بثني يده اليمنى فأمسكته "رينا" وسارا معاً وكان من الجيد لهما أن المطر قد توقف في تلك الساعة.
        عندما وصل "هنري" إلى المنزل أمر جميع الخدم بإطفاء الأنوار في غرفة الضيوف, وحين قاموا بإطفائها هب الذعر في قلوب
        الحاضرين وفُتح باب الغرفة بهدوء من قِبل الخدم فتوجهت أنظار الجميع إلى تلك الجهة وأنبهروا جميعاً عندما رأوا "رينا" و"هنري"
        يدخلان إلى الغرفة وسارا من بين الضيوف بكل ثقة وتوقفوا في وسط الغرفة عندها أضيئت الأنوار الذهبية من جديد... صفق الجميع
        لهما وتجمعوا حولهما وبدأوا يوزعون التهاني ل "هنري" بمناسبة شفائه وعلت صوت الموسيقى وملئت أرجاء المكان, إقتربت
        "ساكورا" من "رينا" وسألتها بصوتٍ خافت:
        أين كنتِ طوال هذا الوقت؟
        أجابتها "رينا" بنفس النبرة:
        إنها قصةٌ طويلة... سأقولها لكِ في وقتٍ لاحق.
        وقف "روبرت" خلف "بريتي" وقال بكل لطف:
        هل تودين الرقص معي يا "بريتي"؟
        نظرت إليه "بريتي" بطرف عينها ثم تحاشته وأتجهت إلى "جوزيف" وقالت له:
        أود الرقص معك يا "جوزيف".
        فعلت "بريتي" هذا متعمده لتغيظ "روبرت" فوضع "جوزيف" كأس العصير على الطاولة ومد يده إليها قائلاً بكل سرور:
        لا بأس في ذلك, "بريتي".
        تضايق "روبرت" كثيراً من هذا الأمر وبالمقابل إتجه إلى "ميمي" التي كانت تجلس مع "ساكورا" والبقية وقال لها
        متسائلاً:
        هل تودين الرقص؟
        هزت "ميمي" رأسها موافقة وهي تقول:
        إذا لم يكن لديك مانع.
        ونهضت من على الكرسي وأمسكت بيده الممدودة لها, ورقصت معه, ورقص "هنري" مع "رينا"... كان "روبرت" يرقص ويقترب
        تدريجياً من مكان "بريتي" ويقول ل "ميمي":
        هل أنتِ مرتاحةٌ هكذا؟
        سألته "ميمي" بإستغراب:
        ما الذي تقصده؟
        أجابها بكل جدية:
        أقصد بأنك سعيدةٌ بالرقص معي, أليس كذلك؟
        صمتت "ميمي" قليلاً ثم قالت:
        بالطبع.... كيف لا أكون سعيدة....
        اقترب "روبرت" من "جوزيف" وتعمد الاصطدام به وركل قدمه وكاد يسقط لولا أنه أمسك بكتفي "بريتي" وقال
        متألماً:
        تباً له.
        ابتعد "روبرت" ونظرت إليه "بريتي" باحتقار وحقد وقالت في غضبٍ شديد:
        يا لك من شخصٍ وقح.
        توقف "روبرت" في مكانه وقال رداً عليها:
        أنا لا أحب هذه التصرفات يا "بريتي".
        التفتت "رينا" إليهما وتوقفت عن الرقص وهي تقول بقلق:
        يبدو أن الأمور سوف تسوء هناك.
        رفع "هنري" حاجبيه وقال مستغرباً:
        معقول..... "بريتي" و "روبرت".
        أدخل "روبرت" يده في جيبه وقال مستفزاً:
        لماذا لا تعترفين أمام الجميع؟... أنا أعلم بأنك تحاولين أن تجعليهم يظنون بأنكِ تكرهينني لكن
        الواقع مختلفٌ تماماً.
        حرك "هنري" شفتيه قائلاً:
        إنه على حق... بالتأكيد.
        قالت "رينا" باندهاش:
        ماذا تقصد؟
        تنهد "هنري" وهو ينظر إليهما قائلاً:
        لاشيء.. دعينا نرى ما سيحدث.
        قام "روبرت" بالاقتراب من "بريتي" فعقدت حاجبيها وقالت:
        أنا...
        توقف "روبرت" عن السير وتابعت "بريتي" بكل ثقة:
        أنا أعترف بأنني أحبك... لكن...
        وصمتت, فاتسعت شفتي "روبرت" وهو يقول متسائلاً:
        لكن ماذا؟
        تكلمت "بريتي" رداً عليه في عجلة:
        لكني أريدك أن تتغير وتعود "روبرت" الذي أعرفه والذي أحبه.
        اتسعت عينا "روبرت" ولم ينطق بكلمة بينما ابتعدت عنه "بريتي" وحين حاول اللحاق بها شعر بأحدهم يمسكه من الخلف
        فألتفت ورأى "ميمي" تمسك بيده والحزن يملئ عينيها وهي تقول بتوسل:
        توقف عن اللحاق بها... أرجوك.
        أخفض "روبرت" عينيه وقال مستغرباً:
        "ميمي"؟
        ضغطت "ميمي" على يده وهي تقول بجدية:
        أبقى مع من يحبك أكثر من أي شخصٍ في هذا العالم.
        أنصطدم "روبرت" حين سمعها تقول هذا, فهو لم يرغب أن تصل الأمور إلى هذا الحد... وتسمر في مكانه حائراً لا يعرف
        ما يفعل.. جلست "بريتي" بجانب "جوزيف" وسألته قائلة:
        هل أنت بخير؟
        أجابها ببرود:
        نعم.... لقد توقعت حدوث ذلك.
        أخفض "روبرت" رأسه وقال ل "ميمي" معتذراً:
        اسف... لا أستطيع.
        وأبعد يده عن يدها, في الوقت الذي ارتدت فيه "بريتي" معطفها وغادرت الحفلة...
        لحق بها "روبرت" إلى الخارج وقال منادياً عليها:
        انتظري لحظة... "بريتي".
        توقفت "بريتي" عن السير بدون أن تلتفت إليه, وسمعته يقول في أسف وبصوتٍ يائس:
        أنا أعتذر, لم أكن أعلم بأن هذا سيضايقك.
        وسار ببطء حتى وقف خلفها تماماً وأحتضنها من الخلف وهو يقول:
        أعدكِ بأني سوف أتغير.... من أجلكِ فقط.
        امتلأت عيني "ميمي" بالدموع عندما رأت "روبرت" يحتضن "بريتي" وكان "جوزيف" يراقبها وحين راها تبكي أغمض عينيه
        وهو يخفض رأسه ويقول:
        لقد فهمت من كانت تقصد.
        وأتجه نحوها ووضع يده على كتفها فالتفتت إليه وهي تذرف دموعها ووضعت رأسها على كتفه واستمرت بالبكاء وقام بالتخفيف
        عنها وهو يقول:
        لا تلوثي عينيك بهذه الدموع يا "ميمي"!.. لا تبكي فأنا بجانبك.
        رفعت "ميمي" حاجبيها وقالت باستغراب وهي تنظر إليه:
        "جوزيف".... أنت....
        أمسكت "بريتي" بيد "روبرت" وأبعدتها ببطء, واستدارت باتجاهه وهي تقول مترددة:
        حسناً...
        وابتسمت متابعة:
        في الواقع, كل تلك الأيام الماضية لم أكن مرتاحةً فيها... وهذا كله بسببك.
        أمسك "روبرت" بيدها قائلاً:
        هيا لنرجع إلى المنزل معاً.
        عادت "تينا" من السفر في تلك اللحظة, وحين وصلوا إلى المنزل ونزلوا جميعاً, أطمئنت "تينا" بأنهم قد دخلوا, استغلت
        الفرصة وذهبت إلى الشارع العام, وأوقفت سيارة أجرة وانطلقت ذاهبة إلى منزل "مايكل"... توقفت سيارة الأجرة أمام
        ذلك المنزل البسيط ونزلت "تينا" وسارت بهدوء باتجاهه ومدت يدها إلى الجرس وهي مترددة لكنها استجمعت قوتها ودقته,
        فتحت الباب امرأة بدا عليها الكبر وسألت قائلة:
        من أنتِ يا فتاة؟
        ابتسمت "تينا" في وجهها وهي تقول:
        مرحباً.. أنا "تينا"... هل "مايكل" هنا؟ .. أود رؤيته.
        ردت عليها العجوز بصوتٍ خافت:
        إن "مايكل" ليس هنا.. لقد ذهب إلى النادي ولم يعد بعد.
        انحنت "تينا" أمام المرأة وقالت شاكرة:
        شكراً جزيلاً لكي.
        في تلك الأثناء, كان "مايكل" منهمكاً في التدريب على كرة السلة, وحين شعر بالتعب وبدأ العرق يتصبب من جبينه, قام
        برمي الكرة وأخذ منشفةً بيضاء ليمسح وجهه, ثم جلس على الأرض وقال وهو ينظر للساعة:
        لقد تأخرت عن البيت.
        وحين نهض لتغيير ملابسه, لفت انتباهه وجود "تينا" عند باب الملعب, وتنظر إليه بنظرات الندم... عقد "مايكل"
        حاجبيه وأشاح بوجهه وأعتبرها غير موجودة, وتابع ارتداء ملابسه, ثم قالت "تينا" بتوسل:
        أنا اسفة "مايكل".
        وضع "مايكل" حقيبته الرياضية على كتفه ونظر إليها قائلاً في سخرية:
        وفري اعتذاراتك يا انسة.
        ردت عليه قائلة وهي تضع يدها على صدرها:
        لكنك تعلم أن ما حدث في ذلك اليوم كان رغماً عني.
        صرخ "مايكل" في وجهها قائلاً بعصبية:
        لا تعبثي معي... لقد عرفت جيداً من أي نوعٍ أنتِ...
        ارتجفت شفتي "تينا" وهي تقول معتذرة:
        أعلم بأن كل الخطأ يقع علي... لكني حاولت الاتصال بك ولم استلم منك أي رد.
        قال لها ببرود وبصوتٍ جاف:
        لأنني أكره الأشخاص الذي يخلفون وعودهم.
        التمعت عينا "تينا" بالدموع وهي تقول بصوتٍ حزين:
        عليك أن تفهم شعوري يا "مايكل", لقد أجبرتُ على الرحيل في ذلك اليوم... صدقني لو كان بيدي لكنتُ...
        هز رأسه نفياً وهو يقول متحاشياً النظر إليها:
        اسف.... لا يمكنني تصديقك بعد الان.
        وأخفض رأسه وسار من عندها, وهي استمرت بالنظر إلى جهةٍ واحدة وحين سمعت صوت إغلاق الباب
        جثمت بركبتيها على الأرض وذرفت دمعةً من عينيها وهي تقول:
        كم من المرات علي أن اعتذر لك, لكي تصدقني.
        بقي "مايكل" واقفاً خلف الباب ويستمع إليها, محاولاً إقناع نفسه بتصديقها, لكن عناده منعه من ذلك وذهب
        تاركاً خلفه "تينا" الباكية... والتصق كفيها بأرضية الملعب ودموعها تنهمر بغزارة وتنظر إلى الباب متأملةً أن يعود إليها.... لكن بلا فائدة.....
        فحملت نفسها وعادت للمنزل بعدما فقدت الأمل....

        في الحفلة, كانت "ساكورا" تجلس على الطاولة بجانب "لوسكا" ويتناولان طعام العشاء, وبدون قصد سقطت قطعة صغيرة
        من الطعام على ثوب "ساكورا" فنهضت بسرعة وقالت صارخة:
        ما العمل الان؟.... لقد تلطخ ثوبي الجميل.
        وأمسكت بثوب "لوسكا" وحاولت أن تمسح به فأخذته "لوسكا" بقوة وهي تقول:
        ابتعدي عني أيتها الحمقاء.
        قالت "ساكورا" في حيرة:
        أنا لا أحمل منديلاً معي.
        أشاحت "لوسكا" بوجهها وهي تقول:
        هذا ليس من شأني.
        وبقيت "ساكورا" حائرة, ورأت أحدهم يمد منديلاً إليها, وحين التفتت رأت "جيم" يقف خلفها وقامت بأخذ المنديل وهي تقول:
        شكراً لك "جيم".
        ابتسم "جيم" في وجه "لوسكا" ورفع يده قائلاً:
        مرحباً "لوسكا"... من الجميل رؤيتك هنا.
        نظرت إليه "لوسكا" بطرف عينها وردت عليه كأنها مُجبرة:
        أهلاً "جيم".
        جلست "ساكورا" وهمست في أذني "لوسكا" قائلة:
        ما هذا التصرف؟.... عليكِ أن تردي عليه بشكلٍ أفضل.
        وفجأة قال "جيم" بصوتٍ لطيف:
        أعتقد بأن وجودي هنا يزعجها... عن إذنكما.
        أمسكت "ساكورا" بيده وأجلسته على الكرسي وهي تقول:
        لا تبالي بأمر هذه المغفلة, وأستمتع معنا بالطعام.
        حركت "ساكورا" حاجبيها لتغيظ "لوسكا" لكنها لم تبالي وقالت:
        لا نعلم من منا المغفل... يا "ساكورا".
        حاولت "ساكورا" تجاهلها وبقيت تتحدث عن أمورٍ كثيرة, وبدون أن تشعر "لوسكا" أحست بنفسها تتبادل الأحاديث
        معهما وضحكاتهم تملئ المكان... أشارت "رينا" بيدها ل "هنري" حيث يجلسون وقالت:
        ما رأيك أن نجلس معهم؟
        رد عليها باهتمام:
        يبدو الأمر ممتعاً... هيا بنا.
        وجلست "رينا" مع "هنري" على نفس الطاولة وقالت موجهةً كلامها إلى "ساكورا":
        أعيدي ما كنتِ تقولينه يا "ساكورا".
        ابتسمت "ساكورا" قائلة بلا مبالاة:
        كلا ... لم أعيد ما قلته.
        قالت لها "رينا" بنفس الأسلوب:
        حسناً, لكنكِ ستندمين فيما بعد, لقد حصلت اليوم على شيءٍ رائع في الإنترنت
        ولن أخبرك عنه.
        حركت "ساكورا" يديها بلا اهتمام وهي تشرب الماء:
        هذا الأمر لم يعد يهم بعد الان.
        وضحكوا الجميع على جدالهما المتواصل.... بعدما انهوا طعامهم قامت الخادمة بتنظيف الطاولة ووضعت كعكة بيضاء
        ومزينة بشكل مشوق في وسط الطاولة, وحين رأتها "ساكورا" قالت بسعادة:
        تبدو لذيذة.
        قال لهم "هنري" بهدوء:
        لقد اشترت والدتي هذه الكعكة خصيصاً لكم.. لذا استمتعوا بوقتكم.
        قامت "رينا" بتذوقها وقالت:
        شكراً لك ولوالدتك... إنها حفلةٌ رائعة.
        اتسعت شفتيه وهو يقول:
        وأصبحت أروع بوجودكِ هنا.
        احمر وجه "رينا" خجلاً من كلامه وأبعدت عينيها عن عينيه واستمرت بالأكل....
        بعدها, قام أحدهم بتشغيل موسيقى صاخبة للرقص الفردي, فقال "هنري" موجهاً كلامه ل "رينا":
        هل تعرفين كيف ترقصين على هذه الموسيقى؟
        هزت رأسها قائلة:
        نعم.
        وسأل الجميع نفس السؤال, وكلهم أجابوا بنعم, وقاموا واستمتعوا بتلك الليلة طوال المساء. ونسيوا الوقت
        ولم تعد "رينا" للمنزل إلا في الساعة الثانية عشر مساءً وغطت في نومٍ عميق... ولم تقم "ساكورا" بتغيير
        ملابسها بل نامت على ذلك الوضع

        *******************************************

        تعليق

        • Kikumaru Eiji
          عـضـو
          • Nov 2008
          • 28

          #14
          " سنخرج معاً! "

          وقف "اندي" أمام مكينة تبريد العصير, وأدخل نقداً في الفتحة وأختار المشروب الغازي, وكان وقتها بالقرب
          من المستشفى, وحين ألتقط المشروب وفتحه تذكر كلام الطبيب عن حالة والده حيث قال رداً على سؤال "اندي"
          عن حاله والده:
          في الواقع, علاج والدك سيأخذ وقتاً طويلاً, وعليكم مساعدته على تخطي هذه المرحلة, سأصف لك علاج
          عليك أن تعطيه له كل مساء.
          أكمل "اندي" شرب العصير ثم قال في يأس:
          يبدو بأن سفرنا لم يكن له داعٍ أبداً.
          أوقف "روبرت" سيارته أمام منزل "بريتي" ثم قال متسائلاً:
          هل ما زلتي غاضبةً مني؟
          أجابته "بريتي" وهي تبتسم:
          تقريباً.
          وضع "روبرت" رأسه على المقود وقال محبطاً:
          هكذا إذن.
          أمسكت "بريتي" بيده ووضعتها على قلبها فنظر إليها باستغراب ثم قالت بصوتٍ لطيف:
          هل تشعر بأن قلبي ما زال حزيناً؟
          صمت "روبرت" لبرهة ثم أقترب منها وقبلها في خدها وقال هامساً:
          أنا أحبك.
          ردت عليه "بريتي" بنفس النبرة:
          أنا أيضاً أحبك.... لا تتركني بعد الان.
          وضع يده خلف ظهرها وأحتضنها قائلاً:
          أعدك بذلك يا أميرتي.
          بعدها, نزلت من السيارة ولوحت له قائلة:
          أراك لاحقاً.... إلى اللقاء.
          وعاد المطر بغزارة أقل من السابق, كان "جوزيف" يجلس مع "ميمي" في أحد المطاعم وجلست تشرب
          العصير, فسألها "جوزيف":
          هل تشعرين بالراحة الان؟
          وضعت الكوب على الطاولة وهزت رأسها قائلة:
          نعم, شكراً لك.
          سألها "جوزيف" متردداً:
          لماذا أحببتِ "روبرت" بالرغم من أنكِ تعلمين بأنه يحب "بريتي"؟
          أخفضت "ميمي" عينيها وأجابته:
          ربما بسبب مواقفه معي... لا أعلم, أشعر بأنني أغار من "بريتي".
          أرجع "جوزيف" ظهره للخلف وقال:
          إنسي أمر "روبرت" و "بريتي" وابتدئي حياةً جديدة, وقومي بالبحث عن الشخص الذي
          يحبك, وأنا سأساعدك.
          امتلأت عينا "ميمي" بالدموع وهمست بداخل نفسها:
          أتمنى ذلك فعلاً.
          نهض "جوزيف" من مكانه, ووقف بجانبها ومد يده قائلاً:
          سأوصلكِ إلى المنزل, الوقت متأخر.
          وقفت "ميمي" ومرت من عنده, ولحق بها إلى السيارة...
          وهما في الطريق, نامت "ميمي" بدون أن تشعر بنفسها من شدة التعب, فنظر إليها "جوزيف" وأبتسم قائلاً:
          إنها فتاةٌ طيبة... أعدك يا "ميمي" بأنني سأبقى بجانبكِ دائماً.
          سمعت "ميمي" هذه العبارة وتخيلت بأن "روبرت" هو من قال لها ذلك, وسعدت كثيراً لكن الواقع مختلف ف "روبرت"
          لا يكنُ أية مشاعر ل "ميمي".........

          في اليوم التالي, بينما كانوا بالجامعة, تجمع طلبة المستوى الأول في القاعة, وفجأةً دخل معلم جديد إلى قاعة المحاضرات
          وبدا عليه أنه قد تجاوز الثلاثين من عمره, إتسعت عينا "لوسكا" ذهولاً وأرتجفت شفتيها وهي تقول:
          مستحيل.... هذا.... مستحيل!
          إستغرب "جيم" من حالة "لوسكا" لكنه لم يسألها خوفاً أن يراه المعلم...
          وضع المعلم "باتريك" كتابه على الطاولة وقال مخاطباً الجميع:
          مرحباً... أنا معلمكم الجديد, وأدعى "باتريك"... سعدت بلقائكم.
          كانت جميع الأنظار موجهةً إلى هذا المعلم, وأستغل "جيم" فرصة تحدث المعلم مع بعض الطلبة.. فسأل "لوسكا" في حيرة:
          ما الأمر؟.... لا تبدين طبيعية.
          ردت عليه "لوسكا" وهي تقلب كتابها:
          لا شيء.... كل ما في الأمر أنه يشبه والدي.
          لقد مات والد "لوسكا" عندما كانت في المرحلة الإعدادية, بسبب مرضه, وأستمرت "لوسكا" بالتطلع إلى "باتريك" والإصغاء
          إليه وعندما أنتهى قال مبتسماً:
          هل فهمتم؟
          أجابه الجميع بصوتٍ واحد:
          نعم.
          لحقت "لوسكا" ب "باتريك" عندما خرج ونادت عليه قائلة:
          إنتظر لحظة يا معلم.
          توقف "باتريك" عن السير والتفت إليها قائلاً في تساؤل:
          ما الأمر يا فتاة؟
          إقتربت منه "لوسكا" وحين توقفت أمامه مباشرة قالت بإرتباك:
          من أين يمكن أن أحصل على الكتاب الذي شرحت منه؟
          نظر "باتريك" إلى الكتاب الذي بيده ثم مد يده إليها وهو يحمله قائلاً:
          يمكنكِ أخذه.
          تراجعت "لوسكا" خطوةً للخلف وهزت رأسها نفياً وهي تقول بخجل:
          لا.. يمكنني ذلك... إنه كتابك.
          ضحك "باتريك" عليها ثم قال بصوتٍ لطيف:
          لدي واحدٍ اخر في المنزل.... إعتبريه هديةً مني.
          إتسعت شفتي "لوسكا" وهي تأخذ الكتاب منه وتقول:
          شكراً جزيلاً.
          ظلت "لوسكا" واقفةً في مكانها عندما ذهب "باتريك" وأحتضنت ذلك الكتاب, فجاء إليها "جيم" ووقف بجانبها قائلاً:
          ما الذي كنتِ تريدينه من ذلك الشخص؟
          إلتمعت عينا "لوسكا" فرحاً وهي تقول:
          إنه لطيف, وحنونٌ أيضاً.
          وضع "جيم" كفه على كتفها وقال:
          "لوسكا".. لا تنسي بأنه المعلم.
          تنهدت "لوسكا" قائلةً في ضجر:
          أعلم هذا.
          وعادت إلى القاعة متجاهلتاً كلام "جيم"... في تلك الأثناء رن هاتف "ساكورا" فأخرجته من الحقيبة وردت قائلة:
          مرحباً... "ساكورا" تتكلم.
          وأنتقل إلى مسامعها صوت "اندي" وهو يقول:
          "ساكورا"... كيف حالكِ؟
          أجابته بسعادة:
          أنا في أحسن أحوالي.
          ابتسم "اندي" وقال بصوتٍ مرهق:
          هكذا إذن... أردتُ فقط أن أعتذر لكِ, لأنني لم أخبركِ عن سفري, لقد جاء كل شيءٍ فجأة.
          سألته في إهتمام:
          كيف حال والدك؟
          أجابها بنبرةٍ حزينة:
          إنه ل ... إنه بخير, سوف نعود في صباح الغد... سأغلق الخط الان, إلى اللقاء يا عزيزتي "ساكورا".
          أغلقت "ساكورا" الخط, وأرجعت هاتفها إلى الحقيبة ثم فكرت قليلاً وقالت:
          يبدو أن والد "اندي" ليس بخير.
          في مكانٍ اخر, قام "مارك" بسحب "ديفا" من يدها وهي مع صديقاتها, فصرخت في وجهه قائلة بعصبية:
          ما هذا التصرف؟
          أجابها بعدما أفلت يدها قائلاً بصوتٍ خافت:
          أريد مغادرة المدرسة الان, لأن الحصص الباقية كلها مملة.
          عقدت "ديفا" ساعديها قائلة بتساؤل:
          وإلى أين ستذهب؟
          لم يعرف "مارك" كيف يرد عليها, فهو لم يختر مكاناً معيناً يذهب إليه, ثم طرأت في باله فكرة ورد قائلاً بسعادة:
          ما رأيكِ أن نذهب لتناول الغذاء في مطعم وبعدها نذهب للشقة؟
          أدارت "ديفا" ظهرها إليه وقالت بلا مبالاة:
          لن أذهب معك إلى أي مكان.
          أخفض "مارك" حاجبيه قائلاً:
          لماذا؟
          حركت عينيها إليه وهي تجيب:
          إن هذه اخر سنةٍ لي بالمرحلة الثانوية, ولا أريد أن أكون مهملة.
          عادت "ديفا" للجلوس مع صديقاتها, فتضايق "مارك" كثيراً وصرخ قائلاً:
          سأذهب لوحدي.
          وتنهد قائلاً بداخل نفسه:
          أعلم بأنني لا أستطيع ذلك من دونها.
          بالجامعة, في الكافتيريا, كانت "رينا" تتناول الإفطار مع "هنري" وسألته:
          هل قدمك بخير؟
          أبتسم وهو يجيبها:
          تؤلمني أحياناً, ما زلتُ لا أستطيع الوقوف طويلاً.
          نظرت "رينا" إلى قدمه وقالت:
          هكذا إذن... ما كان عليك أن تأتي إلى الجامعة.
          أخفض "هنري" حاجبية قائلاً في ضيق:
          إنه ألمٌ بسيط, كما أنني لا أريد البقاء بالمنزل.
          حاولت "تينا" الإتصال على "مايكل" لكنه يرفض الرد, وشعرت بضيقٍ في قلبها لأنها أحست بالذنب بالرغم من أنه
          لم يكن بوسعها عمل شيء في ذلك الوقت, وفي المحاولة الأخيرة قام "مايكل" بالرد عليها فشعرت بالسعادة وقالت:
          مرحباً "مايكل".
          رد عليها بصوتٍ جاف:
          ما الذي تريدينه؟.... أنا مشغولٌ الان.
          إرتبكت "تينا" وهي تقول:
          إنها كلمةٌ واحدة فقط, سامحني أرجوك, أنا أكره أن يحقد علي أحد.
          جلس "مايكل" على سريره وهو يقول:
          أنا لستُ حاقداً, ولم أعد غاضباً منكِ أيضاً, يمكنني نسيان هذا الأمر والبدء من جديد.
          قالت "تينا" بإرتياح:
          حقاً؟ ........ هل يمكننا الإلتقاء اليوم؟
          إتسعت شفتي "مايكل" بإبتسامةٍ صافية وأجابها قائلاً:
          بالتأكيد... حسناً... أراك لاحقاً.
          وحين أغلق الخط, همس بداخل نفسه قائلاً:
          "تينا"... يالك من فتاةس طيبة.. أنا سعيدٌ بتعرفي عليها.
          غمرت السعادة قلب "تينا" لأن "مايكل" قد سامحها... ووعدت نفسها بأن لا تفعل شيئاً يغضبه.

          بعد إنتهاء الدوام, كانت "رينا" تسير بجانب "هنري" وهو يمسك بيدها... ثم توقف قائلاً:
          لقد نسيت.
          حركت "رينا" عينيها إليه, فأخرج تذكرتان من جيبه وقال مبتسماً:
          أنظري, لقد إشتريتها صباح اليوم, لكي أعوضكِ عن تلك المرة.
          إتسعت عينا "رينا" وقالت بسعادة:
          أشكرك "هنري"... لم أكن أتوقع ذلك.
          وسحبها من يدها وهو يقول:
          لنذهب معاً.
          ركبت "رينا" السيارة مع "هنري" وأنطلق بها إلى السينما....
          بعد ذلك, دخل "مايكل" مع "تينا" إلى مدينة الملاهي, ودفع "مايكل" سعر الدخول.... فقالت له "تينا" متسائلة:
          هل هذه هي المفاجأة؟
          إلتفت إليها "مايكل" قائلاً بإستغراب:
          ألا تحبين مدينة الملاهي؟
          هزت رأسها مجيبة وهي تواصل السير:
          بلى... أحبها كثيراً, لكنها تشعرني بأني طفلة.
          ابتسم "مايكل" قائلاً:
          هناك ألعابٌ للكبار... هيا يجب أن نستمتع بوقتنا.
          وصل "هنري" إلى السينما, ودخل ومعه "رينا" ثم أشترى الفُشار والعصير وتوجه إلى "رينا" قائلاً:
          هيا بنا.
          بينما كانا يسيران مدت يدها وأمسكت بيده وجلسا على المقاعد المخصصة لهما.. وبدأ الفيلم. قام "هنري" بإخراج هاتفه من جيبه
          وكتب رسالةً ل "رينا"... وقرب الهاتف منها وقرأت المكتوب:
          (( هل أنتِ سعيدةٌ معي؟))
          إتسعت شفتيها مبتسمة وهزت رأسها بالإيجاب... وكتب رسالةً أخرى وقربها منها والمكتوب فيها:
          (( هل تحبينني كما أحبك))
          أحمر وجه "رينا" خجلاً وابعدت عينيها عنه, وأشارت إلى الفيلم قائلةً بصوتٍ خافت:
          عليك أن تتابع الفيلم.
          عدل "هنري" جلسته وأعاد ظهره إلى الكرسي, وأستمر بالأكل ومشاهدة الفيلم, أما "رينا" فقد بقيت تحدق ب "هنري"
          بدون أن يلاحظ...
          من جهةٍ أخرى, أقيم مهرجانٌ في مدينة الملاهي, فوقفت "تينا" مع "مايكل" يراقبان الإحتفالات وقام أحد المشتركين في
          المهرجان برمي قطوف الأزهار على كافة المشاهدين وسقطت واحدة على يد "تينا" فوضعتها على كتف "مايكل" فألتقطها
          وأبتسم في وجهها قائلاً:
          هل هذه لي؟!
          تظاهرت "تينا" بعدم سماعه وأستمرت بمشاهدة المهرجان, فنظر إلى الوردة وقال:
          شكراً لكِ.
          ثم رأت "تينا" أحدهم يحمل كوباً كبيراً به ماء, وصرخ عليهم قائلاً بسعادة:
          من لا يريد أن يتبلل, يبتعد عن هنا.
          لم ينتبه "مايكل" إلى ما قاله وحين رمى الماء إختبئت "تينا" خلفه "مايكل" وصب الماء كله فوقه بعدما أبتعد الجميع,
          إتسعت عينا "تينا" وأخرجت منديلاً ومسحت وجه "مايكل" وسمعته يقول في تسائل وضيق:
          أخبريني, من فعل هذا؟
          ورفع عينيه إلى الشخص الذي رمى الماء, ورمقه بنظرات غاضبة, وقال ذلك الشخص بكل ثقة:
          ألم أطلب منكم الإبتعاد؟
          عقد "مايكل" حاجبيه وركض نحوه صاعداً إلى العربة التي يقف عليها ذلك الشخص, ولكمه مرتين في وجهه
          وأسقطه أرضاً, وعمت الفوضى أرجاء المكان, فقامت "تينا" بسحب "مايكل" من هناك بسرعة من وسط الزحام
          وخرجوا من مدينة الملاهي...
          بعدما أبتعدا من هناك, وتوقفا عند أحد الحدائق قال "مايكل" وهو يجلس على الأرض:
          أنا اسف... اسفٌ جداً.
          قالت له "تينا" وهي تتنفس بصعوبة:
          لا بأس... لا بأس... لكن... عليك أن تنتبه قبل أن تتصرف.
          رفع "مايكل" راسه وأنسدل شعره المبلل على عينيه وهو يقول:
          لم أعلم ما الذي حصل لي وقتها.. وكأن شياطين العالم تجمعت حولي.
          جلست "تينا" أمامه وأبعدت معطفها وألبسته به وهي تقول:
          ستصاب بالبرد إذا بقيت هكذا.
          مد "مايكل" يده ووضعها على كتفها الأيمن وأحتضنها وأغمض عينيه قائلاً:
          أنا اسف!.. . لقد أردتُ إسعادكِ اليوم.
          أغمضت "تينا" عينيها ببطء وهي تقول:
          لقد إستمتعت فعلاً... شكراً لك.
          في السينما, غادرا "هنري" و "رينا" قاعة العرض وفُتحت ربطة حذاء "هنري" فجلس على الأرض ليصلحها وهو يقول:
          إنتظري لحظة.
          توقفت "رينا" عن السير بالرغم من إنها لم تسمعه من شدة الضجيج وتوقفت لأنها رأت محلاً للعرائس وقالت بسعادة:
          يبدو رائعاً.
          وحين ألتفتت نهض "هنري" في نفس الوقت, وأصطدم رأسه برأسها وأقتربت شفتيهما من بعضهما وتراجعت "رينا" للخلف بسرعة
          فقال "هنري" بإندهاش:
          لم أنتبه... أنا اسف.
          إرتجفت شفتي "رينا" ولم تنطق بكلمة, فأعتذر لها "هنري" مرةً أخرى, فقالت بإرتباك:
          اه... لا بأس. أنا لم أنتبه أيضاً.
          وتابعت سيرها ولحق بها "هنري" ولم يتكلما طوال الطريق. وحين وصلا للمنزل.. توقف "هنري" وقال معتذراً:
          أنا اسف.
          نظرت إليه "رينا" وقالت بخجل:
          لماذا تعتذر؟... أنت لم تفعل شيئاً.
          كان نظر "هنري" موجهاً للجهة الأمامية وهو يقول بجدية:
          "رينا" .. في الواقع... أنا..
          ثم سكت قليلاً وتابع:
          لا ... لاشيء... لا تشغلي بالك.
          نزلت "رينا" من السيارة, وقالت له:
          اراك غداً في الجامعة.
          إتكئ "مايكل" بظهره على جذع الشجرة بجانب "تينا" في الحديقة, والهدوء يملئ المكان..
          ثم قال بإرتياح:
          لقد شعرت بالدفء عندما أعطيتني معطفك, لكن ألا تشعرين بالبرد؟
          أجابته قائلةً وهي تنهض من على الأرض:
          كلا..... ما رأيك أن نعود للمنزل؟
          وقف "مايكل" وهو يقول:
          حسناً... لقد بدأت أشعر بالتعب.
          وقام بخلع المعطف وألبسه ل "تينا" من الخلف, وأمسك بيدها قائلاً:
          هيا بنا... "تينا".
          وعادا إلى المنزل..... في تلك اللحظة كانت "لوسكا" تنظر إلى صورة والدها وألتمعت عينيها وهي تقول بإندهاش:
          إنه يشبه المعلم "باتريك" كثيراً... لكني أشعر بأني أحببته ولا يمكن أن أعتبره مثل والدي.
          في أحد الفنادق, دخل "مارك" مع "ديفا" إلى الشقة, وشغلت الأنوار, ثم وضعت حقيبتها على الأريكة بالصالة, وقالت
          وهي تلتفت ل "مارك":
          سأذهب لأستحم الان.
          قال "مارك" مستغرباً:
          هل أنتِ جادة؟
          ضحكت "ديفا" بأعلى صوتها وهي تقول في مرح:
          هل صدقت؟.... كيف أستحم وأنا لم أحضر ملابسي, يال الغباء.
          ووضعت إصبعها على جبهته وهي تقول:
          ما زال تفكيرك محدود يا عزيزي "مارك".
          أمسك "مارك" بيدها وأبعدها عن رأسه وهو يقول:
          توقفي عن المزاح... وأتصلي على عائلتكِ بسرعة.
          فتحت "ديفا" حقيبتها وأخرجت هاتفها النقال, وأتصلت على والدتها وأخبرتها بأنها ستنام عند صديقتها هذا اليوم
          فوافقت والدتها على ذلك...
          أغلقت "ديفا" الخط وشعرت ب "مارك" وهو يحتضنها من الخلف ويهمس في أذنيها:
          هل أنا صديقك أم حبيبك؟
          أدارت "ديفا" جسدها إليه ووضع رأسها على كتفه وهو تجيب:
          أنت حبيبي وفارس أحلامي.
          جلس "مارك" مع "ديفا" على الأريكة وقال بحنان:
          لن أسمح لأحدٍ بأخذكِ مني يا عزيزتي.

          ******************************************

          تعليق

          • Kikumaru Eiji
            عـضـو
            • Nov 2008
            • 28

            #15
            الحب "

            دخلت "بريتي" إلى غرفتها, وخلعت معطفها ثم توجهت نحو النافدة وفتحتها, وقالت وهي تنظر للنجوم في السماء:
            إنها جميلة... بعد غد سيكون عيد الحب... ماذا سأهدي "روبرت"؟
            وعندما أحست بالبرد أغلقت النافدة..
            في ذلك الوقت, كانت "ساكورا" تجلس على الأرض في غرفتها, وتُخيط معطفاً جميلاً ل "اندي" بمناسبة عيد الحب واشترت
            له عطراً ذو رائحةٍ مميزة, ثم رفعت المعطف وقالت مبتسمة:
            أتمنى أن يعجبه...
            وبقيت مستيقظة طوال الليل من أجل إكماله...
            كانت "ميمي" تقلب كتاب الطبخ, في قسم الحلويات, وتوقفت عند كعكة الشكولاته, وقرأت الطريقة ثم قالت بسعادة:
            سأصنع واحدةً ل "جوزيف" بمناسبة العيد.
            إستلقت "تينا" على سريرها وتسائلت بداخل نفسها:
            لماذا "مايكل" عصبيٌ هكذا؟
            ثم أنقلبت على الجنب الأيمن وأغمضت عينيها قائلة:
            سأسأله لاحقاً.
            وغطت في النوم بينما كانت تفكر بهذا الموضوع...
            دخل "روبرت" إلى أحد محلات المجوهرات, ووقف أمام البائع وقال له:
            هل يمكنك أن تريني ما الجديد لديك؟... أريد خاتماً جميلاً على ذوقك.
            بحث البائع قليلاً ثم أخرج له خاتماً مرصعاً باللؤلؤ الجميل, فأخذه "روبرت" وأبتسم قائلاً:
            سوف أشتري هذا... غلفه لي لو سمحت.
            أحس "روبرت" بأن "بريتي" ستكون سعيدةً بهذه الهدية منه, وعاد إلى المنزل وهو بغاية السعادة..

            في صباح اليوم التالي, هبطت الطائرة على مطار تلك المدينة, ونزل "اندي" مع عائلته, وكان يمسك بوالده حتى خرج من المطار,
            وشغل سيارته التي أوقفها في المطار قبل أن يسافر وساعد والده على الركوب, وأوصلهم إلى المنزل.. وحين نزلت والدته وكادت "تيما"
            تتبعها قال لها "اندي":
            "تيما"... إنتظري.
            حدقت به "تيما" بإستغراب وسألته:
            ماذا هناك؟
            رد عليها قائلاً بجدية:
            أنا سأذهب إلى الجامعة... ألن تأتي معي؟
            إتسعت عينا "تيما" وهي تقول بحيرة:
            الجامعة؟...... هل أنت جاد؟
            هز رأسه مجيباً:
            نعم..... أود الذهاب.
            نزلت "تيما" من السيارة, وركبت بجانبه في المقدمة وهي تقول:
            بالطبع... لن أدعك تذهب لوحدك.
            وهما في الطريق, قالت "تيما" فجأةً وبدون مقدمات:
            توقف أرجوك!
            أوقف "اندي" السيارة وقال مندهشاً:
            ما الأمر "تيما"؟
            فتحت "تيما" باب السيارة ونزلت إلى المقبرة التي توقف "اندي" بالقرب منها, وحين راها تدخل لحق بها وهو يقول:
            إنتظري لحظة.
            جلست "تيما" عند أحد القبور وأبتسمت قائلة موجهةً كلامها إلى من في القبر:
            هل إشتقت إلي "جون"؟
            عرف "اندي" مباشرةً بأن "تيما" حزينة, في مثل هذا اليوم من كل سنة تأتي إلى هنا لزيارة قبر حبيبها "جون" الذي مات بحادث
            سيرٍ مؤلم في نفس هذا اليوم, مات وهو يحاول إنقاذ طفلٍ صغير أمام عيني "تيما", ومنذ ذلك الحين أقسمت بأنها لن تسلم قلبها
            إلا للشخص الذي سيعوضها عن حبيبها السابق.... قال "اندي" مشفقاً عليها:
            علينا أن نسرع بالذهاب إلى الجامعة.
            نهضت "تيما" من على الأرض وقالت بإرتياح:
            إلى الان, لم يستطع قلبي أن يحب شخصاً غيره.
            في الجامعة, بينما كان المعلم "باتريك" يسير على الدرج, سقط قلمه على الأرض, وأنخفض محاولاً أخذه فسقط كتابه
            وتدحرج في الدرج ووقع عند قدم "لوسكا" فأخذته ونظرت للأعلى وقالت متسائلة:
            هل هذا لك؟
            إتسعت شفتي "باتريك" وقال مبتسماً:
            نعم... شكراً لكِ "لوسكا".
            إحمر وجه "لوسكا" خجلاً وتسائلت بداخل نفسها:
            كيف عرف إسمي؟
            وصعدت إليه وأعطته الكتاب, وحين أخذه قال بصوتٍ لطيف:
            أنتِ فتاةٌ طيبة ومجتهدة.
            سُعدت "لوسكا" كثيراً بسماع هذه الكلمات, وفكرت بأن تعطيه هديةً بمناسبة عيد الحب.... في تلك الأثناء دخلت "ساكورا" إلى غرفة
            الرسم, وأخذت كيساً من الأرض, كان بهذا الكيس يوجد المعطف الذي تصنعه ل "اندي" لقد قامت بإخفائه هنا خوفاً من أن يراه أحد, وأخرجته وبدأت
            تكمل فيه اللمسات الأخيرة, وفجأةً دخل "اندي" إلى تلك الغرفة وتفاجأ بجلوسها على الأرض, فخبأت المعطف بسرعة وقالت بضحكةٍ مصطنعة:
            أهلاً "اندي"........ حمدلله على سلامتك.
            أغلق "اندي" الباب وقال متسائلاً:
            ما الذي تفعلينه؟
            نهضت "ساكورا" من على الأرض, نفضت ملابسها وهي تقول بإرتباك:
            لا شيء أبداً.
            اقترب "اندي" منها, وجلس على الكرسي وهو يقول:
            ألديك عملٌ في الغد؟
            ردت عليه قائلة:
            كلا... لماذا؟...
            أبعد "اندي" عينيه عنها وقال بصوتٍ خجول:
            أريد أن أقضي يوم الغد معكِ... سوف أنتظركِ عند برج المدينة في الساعة السادسة.
            خفق قلب "ساكورا" بسرعة وقالت بسعادة:
            سوف اتي, كن واثقاً بأنني سأكون هناك.
            ابتسم في وجهها قائلاً:
            سأكون بإنتظارك "ساكورا".

            رن هاتف "تينا" النقال, وهي في الجامعة ورفعت الهاتف ورأت المتصل "مايكل" فردت قائلة:
            مرحباً "مايكل"......... ماذا؟ غداً؟
            قال لها في تساؤل:
            هل يمكنني الخروج معكِ في الغد؟
            اجابته بكل سرور:
            بالطبع... لا مانع لدي... حسناً أراك غداً.
            كانت "ميمي" محتارةً في أمر الهدية, ولمن تهديها, ل "جوزيف" أم ل "روبرت" لم تعرف ماذا تفعل فجاءت إليها "رينا"
            وجلست بجانبها وسألتها قائلة:
            من ستهدين في عيد الحب؟
            قالت "ميمي" في حيرة وهي تضع رأسها على الطاولة:
            لا أعلم.... أخبريني يا "رينا"..
            ورفعت رأسها متابعة:
            لو كنت مكاني من ستهدين, "جوزيف" الذي يهتم بي, أم "روبرت" الذي أحبه؟
            عقدت "رينا" حاجبيها وقالت في ضيق:
            ما هذا الذي تقولينه؟.... قومي بإهداء "جوزيف" وأنسي أمر "روبرت"... هل نسيتي أنه رفضك من قبل؟
            وضعت "ميمي" يدها على صدرها وأغمضت عينيها قائلة:
            بالرغم من ذلك... مازال قلبي يخفق بشدة عند سماع إسمه... هذا يعني بأنني ما زلت أحبه.
            صرخت "رينا" في وجهها بعصبية:
            ستكونين غبيةً لو أهديتي "روبرت".
            تناولت "بريتي" الغذاء مع "روبرت" في مطعمٍ قريب من الجامعة, وعندما إنتهت "بريتي" قالت متسائلة:
            ماذا تريد أن أهديكِ في عيد الحب؟
            أخفض "روبرت" حاجبيه قائلاً بإستغراب:
            ماذا؟... إنها المرة الأولى التي تسألينني فيها هذا السؤال.
            ضحكت "بريتي" وقالت في مرح:
            إنني أمزح... ستكون هديتي مفاجأةً لكِ.
            رد عليها "روبرت" وهو يحمل كوب الماء:
            سنرى ذلك غداً على أيه حال.
            بعد إنتهاء الدوام, توقف "هنري" عند محل المجوهرات ودخل, ووقع نظره مباشرةً على نفس الخاتم الذي أشتراه
            "روبرت" وقرر أن يشتريه ل "رينا" كهدية...
            كانت "ساكورا" في طريقها للخروج من الجامعة, وسمعت شخصاً يناديها فألتفتت للخلف, ورأت أحد الأشخاص يركض بإتجاهها
            فسألته قائلة:
            من أنت؟! وماذا تريد مني؟!
            أجابها الشاب قائلاً في تمني:
            أريد الخروج معكِ في الغد.
            قالت له "ساكورا" في ضيق:
            لا أستطيع.... فلدي موعدٌ مع شخصٍ اخر.... وداعاً.
            مد الشاب يده وأمسك بمعصمها وهو يقول بجدية:
            أرجوكِ أخرجي معي... أنا أحبكِ فعلاً.
            حاولت "ساكورا" إبعاد يدها عن قبضته وهي تقول:
            إحتفظ بحبك لنفسك...!
            قام الشاب بسحب "ساكورا" إليه وأحتضنها وهو يقول:
            لن أسمح لأحدٍ بأخذكِ مني.
            جاء "اندي" إلى ذلك الشاب وسحبه من كتفه, ولكمه على وجهه بقوة, ثم ركله بقدمه وأدى إلى سقوطه على الأرض, ثم
            قال "اندي" وعينيه تشتعل غضباً:
            إياك أن تقترب من "ساكورا" مرةً أخرى.
            حمل الشاب نفسه هارباً, فأقتربت "ساكورا" وقالت:
            شكراً لك "اندي"!
            رد عليها بدون أن يلتفت:
            لن أسمح لأي مخلوقٍ في هذا العالم أن يمسكِ بسوء.
            إلتمعت عينا "ساكورا" بالدموع لأنها كانت خائفة أن تتدهور علاقتها مع "اندي" بسبب ذلك الشخص....
            عندما كانت "تيما" في طريقها للدخول للمنزل سمعت "جاك" يقول لها بمرح:
            مرحباً "تيما".... لم أركِ منذ مدة.
            إلتفتت "تيما" إليه وأتسعت شفتيها وهي تقول:
            أهلاً "جاك"... سعدتُ برؤيتك.
            إرتبك "جاك" وهو يطلب منها قائلاً:
            ما رأيكِ أن نمشي قليلاً؟
            وافقت "تيما" على السير معه, وتبادلا الأحاديث, ثم توقف "جاك" عن السير عندما هبط الظلام وقال متمنياً:
            في الواقع ... أنا أود أن أكون صديقاً لكِ يا "تيما".
            أدارت "تيما" رأسها وقالت بإندهاش:
            صديقاً لي؟... لكن أنا...
            قاطعها "جاك" قائلاً في إصرار:
            أرجوكِ.... بدون لكن....
            أخفضت "تيما" رأسها قائلة بحزن:
            لا استطيع ذلك.... أنا أعتبرك مثل أخي الأصغر.
            تضايق "جاك" من هذه الكلمة وصرخ قائلاً بغضب:
            لا يمكن هذا... أنا أحبك يا "تيما".
            تحاشت "تيما" النظر إليه وهي تقول بهدوء:
            أنا لم أقل بأنني لا احبك... لكنني أحبك كأخ لا صديق.
            سألها "جاك" وهو محطم:
            لماذا؟... هل لأنني أصغر سناً منكِ؟
            هزت رأسها نفياً وهي تجيب:
            كلا... لا يهمني السن, لكني أحب شخصاً اخر.
            إتسعت عينا "جاك" وأرتجفت شفتيه وهو يقول:
            شخصاً اخر؟.... هذا مستحيل!
            سقطت دمعةٌ من عيني "تيما" فأخفض "جاك" حاجبيه وقال متسائلاً:
            لماذا تبكين... "تيما"؟
            ابتسمت "تيما" وهي تقول بصوتٍ باكي:
            لا شيء.... فقط لأن الفتى الذي أحبه مات منذ زمن, وقلبي لا يستطيع أن يمتلكه شخصٌ اخر.
            بقي "جاك" صامتاً ثم قال بجدية وثقة:
            سأكون الشخص الذي يمتلك قلبكِ... أعدكِ بهذا.
            رفعت "تيما" رأسها ونظرت إلى "جاك" ومسحت دموعها وهي تقول:
            يمكنك المحاولة... سأذهب الان.
            عادت "تيما" إلى المنزل ورافقها "جاك" إلى هناك... ثم رحل...

            طلعت شمس يومٍ جديد, هذا اليوم سيكون مميزاً بالنسبة للجميع, لأنه عيد الحب...
            أبعدت "ساكورا" الستائر عن نافدة غرفتها ورفعت يديها للأعلى وهي تقول بنشاط:
            إنه يومٌ جميل..
            ثم فتحت درج مكتبها وأخرجت صورةً لها ووضعتها في الكيس الأحمر الذي ستهديه ل "اندي" في هذا اليوم...
            دخلت "ميمي" إلى المطبخ ورفعت شعرها, وغسلت يديها وبدأت بإخراج مقادير الكعكة التي ستعدها, بينما كانت تعمل قالت
            مبتسمة:
            أنا واثقةٌ بأن "جوزيف" سيسعد بها.
            وعندما أدخلتها إلى الفرن, بدأت بتجهيز الكريمة, بعد مرور ساعة إنتهت من كل العمل, وكتبت على الكعكة I Love You ثم
            قالت بسعادة:
            جيد!... لقد إنتهيت.
            وأدخلتها إلى الثلاجة, وذهبت لتجهز نفسها للخروج مع "جوزيف" الذي إتصل عليها مساء يوم أمس ووعدها بمفاجأةً ساره...
            قامت "رينا" بتغليف هديتها التي ستعطيها ل "هنري", ووضعت وردةً حمراء في وسط الهدية, ونظرت إلى الساعة ورأتها الواحدة
            والنصف وقالت وهي تنهض من على الأرض:
            علي أن أبدأ بتجهيز نفسي.
            إشترت "تينا" هاتفاً نقالاً ل "مايكل", وعادت إلى المنزل وبحثت عن أشكالٍ جميلة تغلف بها الهدية وكانت متشوقة لمعرفة الهدية
            التي سيقدمها لها.
            دخل "جيم" إلى محل بيع الحلويات, وتعمد شراء النوع الذي تفضله "لوسكا" وطلب من صاحب المحل أن يغلفها له بشكل
            أنيق, ثم أتجه إلى منزل "لوسكا" لإصطحابها معه في نزهة...
            قامت "بريتي" بإعداد الحلوى التي يفضلها "روبرت", وبعدما انتهت ذهبت للتجهز لتخرج معه..
            في تلك اللحظة, كانت "ساكورا" تقف أمام المراة, وهي تضع شريطاً على شعرها وتقول متسائلة:
            هل أبدو جميلةً هكذا؟
            ووضعت المساحيق المناسبة للون ثوبها, فرن هاتفها فجأة ورأت المتصل "اندي" وحين ردت سمعته يقول لها:
            لا تذهبي إلى المكان الذي إتفقنا عليه.
            سألته "ساكورا" في إحباط:
            لماذا؟
            أجابها ضاحكاً في مرح وهو يقود السيارة:
            لأنني ساخذك إلى مكانٍ أفضل يا عزيزتي.
            فرحت "ساكورا" كثيراً عندما قال هذا, وعجلت في تجهيز نفسها قبل أن يأتي....
            عند المساء, ركبت "تينا" مع "مايكل" الذي جاء إليها بنفسه.. وحين راها قال مبتسماً:
            تبدين جميلةً جداً اليوم.
            إحمر وجه "تينا" ولم تتمكن من النظر إليه, فحرك السيارة.
            أمسك "روبرت" بيد "بريتي" وهي تنزل من السيارة, وأشار بإصبعه إلى الأعلى, وحين نظرت رأت العربات المعلقة التي تنطلق
            من قمة الجبل... فأتسعت شفتيها من شدة الفرح وسألت:
            هل سنركب في هذه؟
            هز "روبرت" رأسه مجيباً:
            نعم.... وستنقلنا إلى مكانٍ رائع.
            وصعدا عبر الدرج.... في ذلك الوقت أوقف "هنري" سيارته, ونظر إلى "رينا" وهو يقول:
            لا تنزلي....!
            ونزل من السيارة, وتوجه إلى المكان الذي تجلس فيه وفتح الباب, وحملها بين ذراعيه وأغلق الباب بقدمه, فقالت بإحراجٍ
            شديد:
            "هنري"..... ما الذي....
            قاطعها "هنري" وهو يقول بصوتٍ مرح:
            أغمضي عينيكِ وأبقي صامته, إتفقنا؟
            أغمضت "رينا" عينيها وهي تشعر بالخجل, وشعرت ب "هنري" وهو يسير بها إلى مكانٍ ما, وأنتقل إلى مسامعها صوت المحيط
            فتوقف "هنري" عن السير وقال لها:
            إفتحي عينيك يا عزيزتي "رينا".
            فتحت "رينا" عينيها بسرعة ورأت قارباً جميلاً بالقرب من الجسر الذي يقف عليه "هنري" معها, ركب "هنري" في القارب وهو
            يحملها, وحين أنزلها قام بإبعاد الحبل الذي يربط القارب بالجسر, رأت "رينا" طاولةً جميلة بها كل المأكولات التي تحبها والشموع
            والورود تملئ أرجاء القار وكانت سعيدةً للغاية.
            قام "مايكل" بإدخال "تينا" إلى مكانٍ مخصص لشخصين في أحد المطاعم الفاخرة, وحين دخلت إنبهرت من روعة المكان فقد كانت الزينة
            كثيرة مصحوبةٌ بالموسيقى الصاخبة..
            سحب لها "مايكل" الكرسي لتجلس عليه فأبتسمت له وجلست, وجلس هو مقابلاً لها.. وكان في وسط الطاولة كعكةٌ مغطاةٌ بالشموع والورود
            الحمراء, فقالت "تينا" بسعادة:
            شكراً لك "مايكل".
            أمسك "اندي" بيد "ساكورا" وأدخلها إلى مدينة الملاهي, كانت "ساكورا" تنظر إلى الألعاب بإنسجام فجاء أحد المهرجين وهو يركض
            نفخ وروداً حمراء فوقها فصرخت لأنها لم تكن منتبهة فضحك عليها "اندي" وهو يقول:
            لم أكن أعلم بأنكِ تخافين.
            قالت "ساكورا" في ضيق:
            لقد فاجأني ذلك الأحمق.
            كان في مدينة الملاهي عرضٌ للألعاب النارية, فوقفا "ساكورا" و "اندي" يراقبان والبسمة تعلو شفتيهما...
            في تلك الأثناء, كانت "ميمي" تلعب مع "جوزيف" في البحر, وهما في غاية السعادة, ثم قامت "ميمي" برشه بالماء في وجهه
            وهربت, وركض خلفها وحملها بين ذراعيه ورماها في البحر وضحك عليها وقد إبتل جسدها, فقامت بسحبه ووقع بجانبها وقالت:
            لقد قمتُ برد الدين إليك.
            قام "جوزيف" بإبعاد الماء عن وجهه وهو يقول:
            هذا جيد!... لكن علينا أن ننهض قبل أن نصاب بالبرد.
            فمد يده إليها عندما وقف, فأمسكته ونهضت ورفعت قدمها ورأت أعشاب البحر ملتصقةً فيها فقام "جوزيف" بإبعادها, ثم جلسا على الشاطئ
            وهما متعبان من كثرة اللعب.
            كانت "بريتي" تنظر إلى المدينة وهي في العربة المعلقة وتقول:
            إن المنظر جميلٌ من هنا.
            رد عليها "روبرت" قائلاً:
            بالطبع... لكنه ليس أجمل منكِ يا أميرتي.
            أرجعت "بريتي" ظهرها إلى المقعد وقالت متسائلة:
            ألن تخبرني إلى أين سنذهب الان؟
            فكر "روبرت" قليلاً ثم قال:
            لن تكون مفاجأة إذا اخبرتك.
            أمسك "مايكل" بيد "تينا" وهي تحمل السكين الذي ستقطع به الكعكة وأبتسم في وجهها قائلاً:
            سنقطعها معاً.. موافقة؟
            أجابته وهي تهز رأسها:
            بالتأكيد.
            وبعدما قطعوا الكعكة, أخذت "تينا" الشوكة الفضية وأخذت جزءً من الكعكة وأعطتها ل "مايكل" لكي يأكلها.. بعدما تذوقها
            قام هو بإطعام "تينا" بقطعةٍ أخرى وشربا العصير من كأسٍ واحد...
            قامت "ميمي" بفتح الهدية التي أعدتها ل "جوزيف" وحين راها إتسعت شفتيه ضاحكاً وهو يقول:
            هل صنعتها بنفسك؟
            أجابته في خجل:
            نعم... إنها هديةٌ مني لك.
            وقرأ المكتوب في الكعكة وأمسك بيد "ميمي" وهو يقول:
            أنا أحبك أيضاً يا "ميمي".
            وأقترب منها أكثر وأتسعت عينيها عندما قبلها, فأبتعدت بسرعة وقالت بخجل:
            ما ... ما هذا يا "جوزيف"؟
            ضحك "جوزيف" عليها وهو يقول:
            إنها هديتي لكِ في العيد... ألم تعجبكِ؟
            تحول وجه "ميمي" إلى اللون الوردي وهي تقول مبتسمة:
            شكراً لك "جوزيف".
            شغل "هنري" الموسيقى وأنحنى أمام "رينا" قائلاً بإحترام ورسمية:
            هل تسمحين لي بهذه الرقصة يا انستي؟
            نهضت "رينا" من على الكرسي وأمسكت بطرفي ثوبها وأنحنت أمامه قائلة بنفس الأسلوب:
            بالطبع يا سيدي.
            لم يقم "هنري" بالإمساك بيد "رينا" ليرقص معها, بل إحتضنها وبدأ بالرقص, فوضعت يديها خلف ظهره وقالت بصوت
            هادئ وهي تضع رأسها على كتفه:
            إن هذه الليلة... من أفضل الليالي التي عشتها في حياتي.
            عندما إقتربت الموسيقى من النهاية, توقف "هنري" عن الرقص, أخرج علبةً صغيرة من جيبه, وفتحها أمام "رينا" وأخرج الخاتم
            منها, وأقترب ممسكاً بيدها وقام بإدخال الخاتم في إصبعها وهو يقول:
            هذه هديتي لكِ يا حبيبتي.
            رفعت "رينا" يديها ونظرت للخاتم وهي تقول بسعادة:
            إنه رائع.... أشكرك "هنري".
            ثم قام بإحتضانها مرةً أخرى وهو يقول:
            "رينا" أنا أحبكِ.
            اغمضت "رينا" عينيها وهي تقول:
            أنا أحبك أيضاً.
            قام "اندي" بإجلاس "ساكورا" على أحد المقاعد في مدينة الملاهي, وجلس بجانبها وكانا ينظران إلى أشخاصٍ يتزلجون على
            الأحذية أمامهم, فأبتسم "اندي" قائلاً وهو يشير إليهم:
            ما رأيك أن نتزلج معاً؟
            أخفضت "ساكورا" حاجبيها وقالت بإرتباك:
            نتزلج؟
            بعدها إشترى "اندي" الأحذي, وأرتدى واحدة وألبس "ساكورا" بالأخرى, ثم أمسك بيدها للوقوف وكان يسير بها وهي ترتعش
            وفجأةً أفلت يدها فكادت تقع لولا أنه أمسك بها وطلب منها الإنتظار وبدأ يعلمها الطريقة الصحيحة في السير بها فهزت رأسها
            وقالت بثقة:
            سأحاول إذن.
            وسارت ببطء وفي كل مرة تقع على الأرض, تنهد "اندي" قائلاً:
            يبدو بأنه لا فائدة.
            ومد يده إليها وهي تجلس على الأرض, ثم أشترى لها الايس كريم وحين أعطاها قال:
            إنتظريني هنا قليلاً.
            جلست "ساكورا" تأكل الايس كريم وتتنظره... عندما رأته قادماً وهو يحمل باقة وردٍ حمراء فوقفت "ساكورا" عندما وصل إليها
            وهو يمد الباقة لها:
            تفضلي... إنها لكِ.
            أخذت "ساكورا" الباقة, حين حلمتها رأت شيئاً بالداخل, فأخرجت علبةً حمراء مستطيلة, وحين فتحتها رأت قلادةً جميلة الشكل, فأخذ
            "اندي" القلادة وألبسها ل "ساكورا" وأبتسم قائلاً:
            إنها جميلةُ عليكِ.
            إلتمعت عينا "ساكورا" حين أحتضنها "اندي" بحب وداعب شعرها وهو يقول بحنان:
            أنا أحبكِ, "ساكورا".
            في اللحظة التي قال بها هذه الجملة, وقع هو و"ساكورا" على الأرض, لأنهما نسيا أنهما يقفان على الزلاجات..

            كانت "تينا" ترقص مع "مايكل" على موسيقى هادئة وفي جوٍ رومنسي, بعدها قامت "تينا" بإخراج شيءٍ من حقيبتها
            وغطت عليه بيدها وأقتربت من "مايكل" وفتحت يدها ورأى شكل قلبٍ ومكتوب عليه
            (( أحبك للأبد M+T))... وضع "مايكل" يده على خدها وقبلها في الخد الاخر... فرحت "تينا" كثيراً بهذه الليلة الجميلة
            مع "مايكل" وأمضيا الليل كله معاً..
            وصل "روبرت" إلى المكان مع "بريتي" ... كان المكان عبارة عن صالة كبيرة ومملوءة بالأضواء الملونة... فأمسك بيدها
            ودخلا, لم يكن هناك الكثير من الناس لأن "روبرت" طلب من صاحب المحل أن يدخل عدداً محدداً من الحاضرين, رفع "روبرت"
            يده إلى الشخص الذي يشغل الموسيقى وطلب منه فتح الأغنية المتفق عليها... وحين فتحها قالت "بريتي" باندهاش:
            إنها... الأغنية المفضلة لدي...
            أخرج "روبرت" الخاتم من العلبة وألبسه ل "بريتي"... ثم جاء إليهما شخصاً يحمل شريطين باللون الأحمر, فأخذه "روبرت"
            وربط واحداً في يد "بريتي", وربطت الاخر في يده وصفق لهما الجميع ثم رقصا معاً, وقال "روبرت" متسائلاً:
            ما رأيكِ بالمفاجأة..؟
            ردت عليه "بريتي" بحرارة:
            إنها أروع مما تخيلت بكثير... شكراً.
            حضنها "روبرت" وهو يقول:
            ليست أروع منكِ يا أميرتي.
            ثم حملها بين ذراعيه, ودار بها وهي تصرخ ضاحكة وتمسك بشعرها...
            قام "اندي" بحمل "ساكورا" على ظهره لأنها أصيبت في قدمها عندما وقعت, وقال بينما كان يسير:
            لم أكن أعلم بأنكِ خفيفةٌ هكذا.
            ردت عليه "ساكورا" في حرج:
            حقاً؟... لم أكن أعلم!
            وحين وصلا إلى السيارة, أنزلها "اندي" من على ظهره.. ووقفت أمامه فحدق بها قليلاً وحين أرادت الركوب.. أمسك بكتفها
            وهو يقول بصوتٍ خجول ومرتبك:
            "ساكورا"...أنا..
            ظلت "ساكورا" حائرةً في أمره, وأقترب منها أكثر وأمسك بكتفيها وقبلها, عندها انتشرت الألعاب النارية في الجو وكأنها
            تحتفل من أجل "اندي" و "ساكورا".
            استلقيا "هنري" و "رينا" على ظهر القارب وراقبا النجوم, وقال "هنري" بارتياح وهو يمسك بكف "رينا":
            إنه يومٌ مميز بالفعل... أليس كذلك؟
            ابتسمت "رينا" وهي تقول:
            نعم .... بالتأكيد.
            ثم جلس "هنري" وسحب معه "رينا" ونظر إليها قائلاً وهو يبتسم:
            أنا سعيدً جداً بتعرفي عليكِ.
            ثم وضع يده خلف ظهرها وقام بتقبيلها, وكادت "رينا" تطير من شدة الفرح... وهمست بداخل نفسها قائلة بسعادة:
            كم أحبك يا "هنري"!
            تناولا كلاً من "روبرت" و "بريتي" العشاء معاً في ذلك المكان, وأستمتعا بوقتهما...
            أما "ميمي" و "جوزيف" فقد أنهوا تناول الكعكة وعادوا للمنزل...
            في ذلك الوقت, كانت "لوسكا" مع "جيم" في السيارة, وتنظر من خلال النافدة وتقول بضجر:
            ليتني كنتُ مع المعلم "باتريك".
            تضايق "جيم" من هذه العبارة, وأوقف السيارة وقال:
            هل وجودي معكِ يضايقكِ؟
            نظرت "لوسكا" إلى وجه "جيم" وقالت بجفاء:
            كلا.
            أشار "جيم" إلى نفسه وهو يسألها قائلاً:
            لماذا تكرهينني؟... ما الذي فعلته لكِ كي تعاملينني هكذا؟
            أخرجت "لوسكا" نفساً عميقاً من داخلها وهي تقول:
            أنا لا أكرهك .. ولا أحبك... أنا أحب "باتريك" فقط.
            ضرب "جيم" بيده على المقود وهو يقول:
            إنه أكبر منكِ بكثير.. ومن المحتمل أن يكون متزوجاً.
            صرخت "لوسكا" في وجهه قائلة:
            لا يمكن ذلك أبداً.
            ونزلت من السيارة ولحق بها "جيم" وهو يسألها:
            إلى أين ستذهبين؟
            أجابته وهي تبتعد عنه:
            سأعود للمنزل... لا أريد البقاء معك.
            وبقي "جيم" واقفاً في مكانه, حتى اختفت "لوسكا" مع نظره, ثم نظر إلى الهدية التي أشتراها خصيصاً لها, وركب السيارة
            وقام بإعادة الحلوى إلى المحل وأخذ نقوده وأنحنى أمام البائع ورحل..
            ظل "جيم" يدور في الشوارع طوال الليل بلا هدف, وفجأةً لمح "باتريك" مع إمرأة فأوقف السيارة ليتأكد مما راه ثم ألتقط صورةً لهما
            والمرأة متعلقة بيده ويضحكان معاً... ثم حرك السيارة قبل أن يلاحظه..
            قامت "ساكورا" بمد يدها إلى "اندي" وهي تحمل الكيس الذي به الهدية التي صنعتها له فأخذه وهو يقول بسعادة:
            شكراً لكِ "ساكورا".
            أخفضت "ساكورا" رأسها وقالت بصوتٍ منخفض:
            العفو... أتمنى أن تعجبك.
            ابتسم "اندي" وهو يقول:
            بالتأكيد.... وداعاً.
            وركب سيارته وغادر...
            في ذلك الوقت, دخل "مارك" بصحبة "ديفا" إلى نفس المكان الذي به "روبرت" و "بريتي" وحين راهما... اقترب من "بريتي"
            بسرعة وقال متسائلاً بجفاء:
            ما الذي تفعلينه هنا؟
            رفعت "بريتي" عينيها وقال باستغراب:
            "مارك"؟
            ووقفت من مكانها ومعها "روبرت" ووجه "مارك" نظره إليه بكراهية وهو يقول:
            تجلسين مع شابٍ أيضاً .... يال الوقاحة.
            عقدت "بريتي" ساعديها وهي تقول بجدية:
            هذا الكلام ينطبق عليك أيضاً يا "مارك"... فأنت لا تختلف عني بإحضارك لفتاةٍ هنا.
            رفع "مارك" يده محاولاً ضربها, فأمسك به "روبرت" قائلاً بعصبية:
            إذا مددت يدك على "بريتي".. تأكد بأني سأجعلك تندم.
            أبعد "مارك" يده عن قبضة "روبرت".. وأبتعد مع "ديفا" عنهما... أمسك "روبرت" بكتف "بريتي"
            وهو يقول:
            سنعود للمنزل الان, يا أميرتي.
            نظرت "بريتي" إلى "مارك" وردت قائلة:
            حسناً.. "روبرت"!
            جلس "مارك" على كرسي الطاولة, بجانب "ديفا" وهو يقول بغضب:
            تباً لكي "بريتي"!
            سألته "ديفا" باهتمام:
            من تلك الفتاة؟
            أجابها وهو يحمل كوب الماء:
            إنها أختي "بريتي"... لم أخبركِ عنها من قبل.
            ثم رفع يده منادياً النادل, وطلب منه زجاجة عصير.. فقالت "ديفا" بتساؤل:
            هل ستشرب؟
            اتسعت شفتيه في ضيق وهو يقول بغضب:
            نعم.. أريد أن أنسى ما رأيته.

            بينما كانت "بريتي" في العربات المعلقة مع "روبرت" أخرجت من حقيبتها علبةً مربعة الشكل ومغلفة باللون الأحمر
            وفتحتها وهي تقول:
            لقد أعددتُ هذه خصيصاً لك.
            وأخذت قطعةً من الشكولاه وقربتها من "روبرت" فأكلها من يدها وقال:
            إنها لذيذة... أشكركِ...
            وأحتضنها بحنان وهي كذلك. بعدها عادا للمنزل معاً...
            أكمل "مارك" شرب زجاجة العصير الرابعة, وقال وهو ليس بوعيه:
            أنا مُتعب جداً....... لن أسامح ذلك....
            ووضع رأسه على الطاولة وهو يهدي, فتنهدت "ديفا" وهي تقول:
            توقعت هذا...
            أخرجت "ديفا" الحساب من محفظتها ووضعته على الطاولة, ثم وضع يد "مارك" على كتفها الأيسر وهو يقول:
            سأنتقم منه... بالتأكيد!
            دخلت "ساكورا" إلى غرفتها, وأغلقت الباب, ورمت بنفسها على السرير والابتسامة تعلو شفتيها... ثم نظرت
            إلى القلادة وقالت بفرح:
            إنها رائعة, لن أبعدها أبداً.
            أدخلت "ديفا" المفتاح بالقوة في باب الشقة لأنها تحمل "مارك" وحين فتحت الباب, ودخلت إلى غرفة النوم, رمت ب "مارك"
            على السرير وهي تتنفس بصعوبة وتعرق كثيراً... ثم قامت بسحبه إلى الداخل حتى وضعت رأسه على الوسادة وهو يغط
            في نومٍ عميق...
            فقامت "ديفا" بتغيير ملابسها, واستلقت بجانبه ونامت...
            بينما كان "مايكل" لوحده في السيارة, لمح كيساَ صغيراً على المقعد الذي كانت تجلس عليه "تينا" فأوقف السيارة, وأخذ
            الكيس وهو يقول باستغراب:
            يبدو بأن "تينا" قد نسيته هنا.
            وحين أخرج ما بداخله سقطت بطاقةٌ بيضاء كُتب عليها ..
            (( هذه هديتك مني... أتمنى أن تعجبك... "تينا"))
            وتفاجئ بالهاتف المحمول, ورفع حاجبيه قائلاً:
            ما كان عليها أن تشتري لي واحداً.
            وابتسم متابعاً:
            إن هاتفي أصبح قديماً... لا بأس سأحتفظ بهذا لوقت اللزوم.
            فتحت "تيما" درج مكتبها, وأخرجت صندوقاً صغيراً, بني اللون, وحين فتحته أصدر صوت موسيقى هادئة
            وتذكرت اليوم الأخير الذي قضته برفقة "جون"... وفجأةً رن هاتفها النقال... وردت قائلة:
            نعم.. "تيما" تتكلم...
            وانتقل إلى مسامعها صوت "جاك" المتألم:
            "تيما"... أنا.. بحاجةٍ إليكِ.
            فهمت "تيما" من طريقة "جاك" في التحدث أنه مصاب, فقالت في عجلة:
            أين أنت الان؟
            ارتدت "تيما" معطفها واتجهت إلى المكان الذي وصفه لها "جاك"...
            وحين وصلت, وجدته مطروحاً على الأرض تحت الشجرة في الحديقة, فركضت إليه ورفعته من على الأرض
            وهي تقول بقلقٍ شديد:
            "جاك"... انهض..
            كان في وجه "جاك" الكثير من الإصابات, ثم فتح عينيه ببطء وقال بإرهاق:
            اه... تيما... لقد جئتِ.
            جعلته "تيما" يتكئ على كتفها وهي تقول:
            لا تتكلم الان.
            وأخذته معها إلى المنزل, وألقته على سريرها, فأخذ نفساً عميقاً ثم نظر إلى "تيما" وهو مستلقٍِ على
            السرير وقال معتذراً:
            أنا اسف... "تيما".
            بللت "تيما" منشفةً بيضاء صغيرة بالماء, وظلت تمسح الجروح التي على وجهه وهو يتألم..
            فقالت له:
            عليك أن تتحمل قليلاً يا "جاك".
            وبعدما انتهت ووضعت اللاصقات الطبية على أماكن الجروح... قال "جاك" شاكراً:
            شكراً جزيلاً لكي.
            جلست "تيما" بجانبه وسألته:
            والان أخبرني... ما الذي حدث؟
            رفع "جاك" عينيه ناظراً للأعلى وبدأ يحكي لها.. ما حدث قبل ساعةٍ من الان...
            كان "جاك" يسير في أحد الشوارع وجاء إليه أربعة فتيان من نفس مدرسته وقال أحدهم
            وهو يضع يديه في جيبه:
            أين النقود التي طلبنا منك إحضارها؟
            عقد "جاك" حاجبيه وهو يجيب:
            لم أحضر أية نقودٍ معي..! كما أنني لست مجبراً على تنفيذ طلباتكم..
            ومر "جاك" من عندهم فأمسك أحدهم بيده وقال ببرود:
            توقف عن الكذب... نحن نعلم أنها معك...
            وحاول الفتى إدخال يده في جيب "جاك" فأبتعد عنهم هارباً فلحقوا به الأربعة...
            وأكمل "جاك" كلامه قائلاً:
            وقاموا بالإمساك بي وضربي, ثم سرقوا كل النقود التي كانت معي.
            وجلس "جاك" متابعاً وعيناه تمتلئ بالدموع:
            لقد أردت شراء هديةٍ لكي بتلك النقود... لكني لم أتمكن من ذلك...
            وأرتجف كتفيه وهو يبكي, فأشفقت عليه "تيما" وقامت باحتضانه وهي تقول:
            لا داعي للاعتذار... المهم هو أنك بخيرٍ الان..
            ونظرت إليه متابعةً كلامها:
            عليك أن ترجع للبيت الان.
            مسح "جاك" دموعه ثم أبتسم قائلاً:
            حاضر... شكراً لكي "تيما".
            وبهذا انتهى ذلك اليوم على خير...

            *********************************************************

            تعليق

            • Kikumaru Eiji
              عـضـو
              • Nov 2008
              • 28

              #16
              " حزن لوسكا .... ظهور ميري"

              (( بعد مرور 3 أشهر))

              اقتربت الامتحانات النهائية, وبدأ الطلبة يشعرون بالتوتر....
              رتبت "ساكورا" مذكراتها وأدخلتها في حقيبتها, وقالت ل "رينا":
              أنا قلقةٌ جداً من امتحان الأسبوع القادم.
              ردت عليها "رينا" وهي تقلب المذكرة:
              صحيح... إنها مادةٌ صعبة للغاية.
              ثم أغلقتها وتابعت كلامها قائلة:
              سأراجع مع "هنري" هذه المادة.
              أخفضت "ساكورا" حاجبيها قائلة:
              يال الأسف, ليت "اندي" في نفس المستوى.
              أدخلت "بريتي" جميع أغراضها في الحقيبة, ثم نظرت إلى الخاتم بيدها وقالت:
              أخشى أن يتسخ في امتحان الرسم.
              فوضعته في علبته وأدخلتها في الحقيبة وذهبت لامتحان الرسم...
              تجمعوا كل طالبات المستوى الأول في غرفة الرسم الكبيرة, ووقفت المعلمة أمامهم وقالت موجهةً كلامها
              للجميع:
              أريد من كل واحدةٍ منكم أن ترسم أفضل منظرٍ شاهدته في حياتها... من خلال الخبرات
              التي مررتم بها في إل 4 الشهور الماضية.
              حركت "بريتي" فرشاة الألوان على اللوحة وهي تقول:
              أفضل منظرٍ رأيته كان...
              وتذكرت منظر المدينة الجميل في الليل, حين رأته من العربات المعلقة وهي مع "روبرت"...
              بدأت "رينا" برسم منظر النجوم في السماء وهي وسط البحر مع "هنري"....
              أما "ساكورا" فرسمت مدينة الملاهي والألعاب النارية...
              و"ميمي" رسمت شكل أمواج البحر على الشاطئ...
              و"تينا" رسمت الحديقة المقابلة لمنزلهم... و "لوسكا" قامت برسم منزلها...
              بعد مرور 3 ساعات من العمل المتواصل, جلست "رينا" على الأرض وهي تقول:
              أنا متعبة.... ما هذا الامتحان؟
              التفتت إليها "ساكورا" وهي تلون قائلة:
              ارتاحي قليلاً... فأمامنا الغد أيضاً.
              اجتمع جميع الطلاب, في صالة السباحة الخاصة باختبار المستوى الأول, وارتدوا جميعاً ملابس السباحة
              وقاموا بتغطية رؤوسهم ولبس النظارات الخاصة بذلك..
              ثم قال لهم المدرب بينما كان كل واحدٍ منهم يقف في مكانه:
              اسمعوني جيداً.. من تصل نقاطه إلى نقاط النجاح وهي 70.. يمكنه الخروج ولا مانع لدي إذا كان
              هناك أشخاص يودون الحصول على نقاطٍ أكثر.. جاهزون..
              وعد حتى الثلاثة وأطلق صفارة البدء, وقفز الجميع في نفس الوقت, وبدئوا يسبحون...
              كان "جوزيف" في المقدمة وحين وصل إلى الجهة الأخرى عاد من جديد وتبعه "جيم"..
              وصلا "روبرت" و "هنري" في نفس اللحظة وعادا مجدداً.. ومع مرور الوقت بدأ عددهم يتناقص.. وكان الغريب
              في هذا الامتحان أن "هنري" و "روبرت" لم يتجاوز أيٌ منهما الاخر...
              أحرز "جوزيف" 90 نقطة وخرج.. وكذلك "جيم"... وصلت نقاط "هنري" روبرت" إلى 110 ولم يتوقفا...
              ويضعان يديهما معاً في الجهة الأخرى ويعودان..
              وضع المدرب يده على رأسه وقال بانزعاج:
              متى سيكملون السباق؟... ما أعندهما.
              وبدأ الطلاب بالتشجيع حتى وصل "هنري" إلى خط النهاية قبل "روبرت" بثانيتين..
              وخرجا وهما يتنفسان بصعوبة وأحرز "هنري" 130 نقطة أما "روبرت" 129 نقطة...
              وانتهى امتحان هذا اليوم.......
              جلست "بريتي" عند حقيبتها وأخرجت الخاتم ووضعته في إصبعها وسمعت "روبرت" يقول:
              يبدو رائعاً عليكِ.
              التفتت إليه "بريتي" وهي تقول مبتسمة:
              شكراً على إطرائك.
              ونهضت من على الأرض, وأمسكت بيده وسارا معاً.
              عادت "لوسكا" للمنزل ورأت كل عائلتها مجتمعين في الصالة, فجلست على الأريكة بجانب والدتها
              وتساءلت قائلة:
              ما سبب هذا التجمع؟
              رد عليها شقيقها الأكبر بحماس:
              لقد حصلنا على منزلٍ جديد, إنه أصغر من هذا لكنه يفي بالغرض.
              وقفت الأم وهي تقول:
              إذن علينا أن نجهز أنفسنا للرحيل... سنرحل مساء الغد.
              أخفضت "لوسكا" رأسها وهي تقول:
              إذن سنترك هذا المنزل الذي قضينا في أفضل أوقاتنا.
              حدق الجميع بوجه "لوسكا" الحزين, ثم نهضت ودخلت إلى غرفتها...
              عندما وصلت "ميمي" إلى المنزل, رأت سيارةً فخمه تقف عند الباب, فقالت بذهول:
              واو.... يبدو بأن لدينا ضيفٌ غني هنا.
              ثم سمعت ضحكات والدها وهو يقول:
              هذا غير صحيح....
              حدقت "ميمي" بوالدها باستغراب... ثم تابع قائلاً:
              هذه سيارتك الجديدة يا "ميمي"!
              وبحركةٍ لا شعورية, قامت "ميمي" بمعانقة والدها وهي تقول بسعادة:
              شكراً لك يا والدي.
              وضع الأب يده على رأس "ميمي" وقال مبتسماً:
              اعتبرتها هديةً لعيد ميلادك.
              نظرت "ميمي" إلى السيارة من الداخل, وقالت لوالدها:
              لكن عيد ميلادي بعد 3 أسابيع من الان.
              وفجأةً سمعوا "جاك" وهو يقول:
              حسناً إذن... أنا سأقوم بتعليم "ميمي" على القيادة.
              التفتت "ميمي" إليه بسرعة ثم سألته بذهول:
              متى أتيت إلى هنا؟
              اقترب "جاك" وهو يحمل حقيبته المدرسية بيده ويقول:
              لقد سمعت كل الحوار الذي دار بينكما, وأنا مستعدٌ لتعليمك.
              ابتسمت "ميمي" في وجهه وهي تقول:
              أشكرك يا "جاك".
              هبط الظلام, وعاد "جوزيف" إلى المنزل وهو مرهق, فجاءت إليه أخته الصغرى وعانقته بسعادة وهي تقول:
              مرحباً "جوزيف"!
              ونظرت إلى وجهه وسألته ببراءة:
              هل اشتريت لي الحلوى؟
              أخفض "جوزيف" حاجبيه وقال معتذراً:
              لقد نسيت.... اسف.
              وابتعدت عنه, وأدارت ظهرها إليه وهي تقول بحزن:
              كنت أعلم... أنت لا تحبني.
              ثم سمعته يقول بمرح:
              أنظري يا "ماري".
              ورأت في يده الحلوى التي طلبتها, فالتقطتها بسرعة وابتسمت قائلة:
              شكراً لك "جوزيف"... أنا أحبك يا أخي.
              في ذلك الحين بينما كانت "ديفا" تدرس في غرفتها سمعت صوت أحدهم يطرق الباب, وحين فتحت رأت والدها واقفاً أمامها
              فسألته ببرود:
              ما الأمر؟
              رد عليها والدها متسائلاً بجفاء:
              كيف هي دراستك؟
              وضعت "ديفا" رأسها على الباب وهي تجيب بضجر:
              إنها جيدة, هل تريد مني شيئاً؟
              قال لها وهي يبتعد عنها:
              هيا انزلي لتناول العشاء.
              أغلقت "ديفا" باب غرفتها ولحقت بوالدها إلى الأسفل..
              جلس والد "تيما" و "اندي" معهم على مائدة العشاء, وقال بارتياح وهو يأكل:
              لم أجلس معكم على الطاولة منذ فترةٍ طويلة.
              ردت عليه "تيما" قائلة بسعادة:
              أنا سعيدةٌ من أجلك يا والدي.
              ثم سمعوا صوت فتاةٍ قادم من عند باب غرفة الطعام, تقول:
              لقد عدتُ إليكم.
              التفتوا جميعاً إلى مصدر الصوت, وشاهدوا "ميري" ابنة عمهم الصغرى, وهي تحمل المعطف بيدها
              وتقوم بسحب الحقيبة من الخلف... فاتسعت عينا "اندي" وهو يقول:
              "ميري"... متى عدتِ؟
              أبعدت "ميري" يدها عن الحقيبة واقتربت من عمها وأبنائه وهي تقول:
              لقد طردت من منزل والدي... وجئت إلى هنا.
              ظهرت علامات الذهول على الجميع, فقال الأب بعصبيةٍ حادة:
              لماذا قام بطردك؟.. أنتِ...
              ووضع يده على رأسه فصرخ "اندي" في وجه "ميري" قائلاً بغضب:
              لماذا قلتِ هذا الكلام أمام والدي؟.. ألا تعلمين بأنه متعب ولا يتحمل سماع الأخبار السيئة.
              ركضت "ميري" إلى عمها وعانقته وهي تقول في أسف:
              المعذرة يا عمي... لم أكن أعلم بأنك متعب إلى هذا الحد.
              داعبها عمها في شعرها وهو يقول:
              المهم أنكِ بخير.
              بعدها, دخلت "ميري" إلى غرفتها وتبعتها "تيما"... وحين أغلقت الباب, قالت "تيما":
              هل قام عمي بطردكِ حقاً؟
              أجابتها "ميري" وهي تغير ملابسها:
              في الحقيقة, هو لم يقم بطردي, لكنه تزوج امرأة أخرى وطرد زوجته التي هي أمي... لذلك
              قررت العودة إلى هنا.
              ثم استلقت على سريرها وهي تقول:
              أشعر بالنعاس.. وأريد أن أنام.
              أطفئت "تيما" الأنوار وخرجت من الغرفة, عندها نهضت "ميري" عندما أطمئنت أن "تيما" قد ابتعدت
              وفتحت حقيبتها وأخرجت منها حاسباً محمولاً وفتحته فانعكس ضوء الشاشة على وجهها, وأرسلت
              رسالة لأحدهم كتبت فيها:
              (( أنا في نفس مدينتك الان... يمكننا أن نلتقي أخيراً يا عزيزي "ساي"))
              وصلت الرسالة إلى بريد "ساي" بينما كان يدرس, وحين سمع صوتاً من الكمبيوتر الخاص به, ونهض وفتح الرسالة وقرأها
              ورفع حاجبيه ذهولاً ثم أبتسم ورفع يديه قائلاً بسعادة:
              أخيراً... هل أنا في حلم؟
              وأرسل لها رسالةً ليرد على رسالتها وكتب فيها:
              (( لا يمكنني تصديق ذلك... متى يمكنني رؤيتك "ميري"؟))
              ضحكت "ميري" وهي تكتب وتقول بعدما قرأت رسالته:
              حدد المكان وستجدني بانتظارك.
              قفز "ساي" من مكانه من شدة الفرح, وقرر أن ينام باكراً لكي يأتي الغد بسرعة....
              في صباح اليوم التالي, تغيبت "لوسكا" عن الجامعة, لأنها كانت مشغولة طوال الليل في تجهيز أغراضها ولم تتمكن
              من النوم إلا عند شروق الشمس..
              وقف "مايكل" عند منزل "تينا" لأنه وعدها بإيصالها إلى الجامعة كل يوم... وبالمصادفة راه والدها فقال
              "مايكل" في ضجر:
              يال الحظ السيئ...
              تراجع "مايكل" بسيارته للوراء, لكي لا ينتبه له, لكن بدون فائدة فقد أشار له الأب بالنزول.. أوقف "مايكل" سيارته
              ونزل منها ووقف أمام الأب مباشرة وهو يقول متسائلاً:
              نعم... هل طلبتني؟
              رمقه الأب بنظراتٍ باردة من الأعلى إلى الأسفل وقال ساخراً:
              هل أتيت لتوصل شيئاً اخر إلى هنا؟
              ابتسم "مايكل" وهو يجيب بكل ثقة:
              كلا... أنا صديق "تينا" وجئت إلى هنا لأوصلها إلى الجامعة.
              عقد الأب حاجبيه, وصفع "مايكل" في وجهه بسرعة,وقال غاضباً:
              هل تعتقد بأنني سأوافق على مصادقتك ل "تينا" بهذه السهولة؟
              ثم سمع "تينا" تقول بجدية:
              وما المشكلة في ذلك؟
              حرك "مايكل" عينيه ناظراً إلى "تينا" وهي تخاطب والدها بشجاعة:
              والدي, من حقي أن أختار أصدقائي بنفسي, أليس كذلك؟
              رد عليها والدها بانزعاج وضيق:
              أعرف الكثير من الأشخاص الذين يودون مصادقتك, ما عليكِ إلا أن تختاري منهم.
              أمسكت "تينا" بيد "مايكل" وهي تقول:
              لقد اخترت وانتهى الأمر يا والدي!
              أشار والدها إلى الجهة الأخرى وهو يقول بعصبية:
              إذن ارحلي معه ولا تعودي إلى هنا... لا أريد أن أرى وجهكِ مرةً أخرى.
              انحنت "تينا" أمام والدها وقالت:
              أنا اسفة يا والدي.
              وركبت السيارة مع "مايكل" وذهبا.... عندها سقط والدها على الأرض مغمياً عليه من الصدمة بعدما ذهبت, سقط من
              شدة قلقه على ابنته... وبالصدفة خرجت زوجته في ذلك الوقت ورأته فركضت باتجاهه وهي تقول:
              عزيزي.... ما الذي أصابك؟
              ورفعت رأسه ووجدته مغمى عليه.... فاتصلت بالإسعاف وتم نقله إلى المستشفى..
              رتبت "ميري" أوراقها ووضعتها في حقيبةٍ صغيرة, وذهبت إلى المدرسة الثانوية التي انتقلت إليها وسجلت بها
              عن طريق الإنترنت.... بعد نصف ساعة وصلت إلى المدرسة واتجهت مباشرة إلى الإدارة, وبعدما أنهت كل الأمور
              المهمة خرجت إلى الساحة الكبيرة وقالت وهي تنظر إلى الطلبة:
              سأدرس مع هؤلاء الأشخاص إذاً...
              وفجأةً اصطدم بها "ساي" وهو يركض وقال معتذراً من دون أن يتوقف:
              اسف.
              رمقته "ميري" بنظراتٍ حادة وهو يبتعد وقالت باشمئزاز:
              يا له من فتى........ أحمق!
              لم تكن "ميري" تعرف شكل "ساي" لأنها تعرفت عليه عبر الإنترنت وهو كذلك لا يعرف شيئاً عنها سوى اسمها...
              في المستشفى, عندما خرج الطبيب من غرفة والد "تينا" سألته الأم في قلق:
              كيف حاله, أيها الطبيب؟
              ابتسم الطبيب رداً عليها:
              إنه بخير.. لقد تأثر من الصدمة فقط, ومن الجيد أن ضغطه لم يرتفع ويصل إلى مرحلة خطرة... لذا
              عليك الانتباه له.
              انحنت الأم له وقالت:
              أشكرك أيها الطبيب!
              ودخلت إلى الغرفة, ورأت زوجها جالساً على السرير, فاقتربت منه وسألته:
              ما الذي حدث لك يا عزيزي؟
              أجابها الزوج بهدوء:
              لم يحدث شيء... لنعد إلى البيت.
              وعندما كان على وشك النهوض, أمسكت زوجته كلتا كتفيه وقالت بتمني:
              ارتح قليلاً, ما زلت متعباً.
              هز رأسه نفياً وهو يبعد يديها قائلاً:
              لا أريد.... هيا بنا.
              تنهدت الزوجة في يأس ولحقت به..

              أكملت "ساكورا" رسم لوحتها أخيراً, واتسعت شفتيها قائلة:
              لقد انتهيت.
              اقتربت المعلمة من اللوحة ودققتها جيداً ثم هزت رأسها وقالت بإعجاب:
              لقد نجحتِ يا "ساكورا".
              رفعت "ساكورا" يديها عالياً وهي تصرخ قائلةً بسعادة:
              لقد نجحت!
              وعانقت "رينا"... فقالت لها:
              مبروك "ساكورا".
              قامت "تينا" بمناداتها وجعلتها تنظر للوحتها, ثم سألتها:
              ما هو اللون المناسب الذي علي وضعه هنا؟
              أشارت "ساكورا" بإصبعها إلى مكانٍ معين وردت عليها قائلة:
              أضيفي اللون الأخضر الفاتح هنا وستصبح رائعة.
              وقفت "بريتي" بجانب "تينا" وقالت متسائلة بلطف:
              "تينا" هل يمكنكِ مرافقتي إلى دورة المياه؟
              وضعت "تينا" ألوانها على المنضدة وأجابتها قائلة:
              حسناً... هيا بنا!
              عندما دخلتا دورة المياه, فتحت "بريتي" شعرها ثم أعادت ترتيبه أمام المراة وهي تسأل:
              هل بقي لديك الكثير من العمل على اللوحة؟
              أجابتها وهي تغسل يديها:
              كلا... بقي علي وضع اللمسات الأخيرة.
              بينما كانتا في طريقهما للخروج, وقفت أمام "بريتي" فتاة من المستوى الثاني, وقالت لها بتوسل:
              هل يمكنكِ أن تعيريني هاتفك المحمول؟
              أخفضت "بريتي" حاجبيها وقالت بحيرة:
              لكني في امتحان الان ولا يمكنني التأخر.
              عقدت الفتاة أصابع يديها وهي تقول في ترجي:
              أتوسل إليكِ, أنا بحاجةٍ ماسة إليه.
              أخرجت "بريتي" هاتفها من جيبها وأعطتها للفتاة, فانحنت قائلة وهي تأخذه:
              شكراً جزيلاً لكي.
              عادت "بريتي" مع "تينا" إلى قاعة الرسم, وأحست "بريتي" بقلقِ شديد على هاتفها...
              خرجت "ساكورا" من قاعة الاختبار, وذهبت لتغسل يديها, ومن المراة رأت "اندي" يقف خلفها, فالتفتت
              إليه وقالت باندهاش:
              "اندي"... ما الذي تفعله هنا؟
              رد عليها وهو يبتسم:
              لا شيء... جئت لرؤيتكِ فقط, لأن هذه الامتحانات جعلتنا نبتعد عن بعضنا.
              ثم سألته "ساكورا":
              ما هو امتحانك اليوم؟
              أدار ظهره إليها وهو يجيب بجفاء:
              إنها مباراة كرة القدم مع طلاب المستوى الأول.
              رفعت "ساكورا" حاجبيها وتساءلت:
              ماذا يحدث للفريق الخاسر؟
              أخفض "اندي" رأسه وهو يرد عليها:
              لا شيء. . إن النقاط تحسب على طريقة اللعب, لا على النتيجة.
              ورفع يده متابعاً:
              حسناً الان, أراكِ لاحقاً... ساكورا"
              عندما عادت "ساكورا" إلى القاعة, سمعت المعلمة تقول بغضبٍ وانزعاج:
              لماذا تغيبت اليوم؟... ألا تعلم أنه امتحان
              وقفت "ساكورا" بجانب "رينا" وسألتها بصوتٍ خافت:
              ما الذي يحدث هنا؟
              غطت "رينا" على شفتيها وهي تخاطبها بصوتٍ منخفض:
              إنه بسبب "لوسكا"... لم تقم بإنهاء لوحتها وتغيبت اليوم بدون عذرٍ مسبق.
              ردت "تينا" على المعلمة قائلة بجدية:
              ربما حصل لها ظرفٌ طارئ أجبرها على التغيب اليوم, خاصة وأن بيتهم سيهدم قريباً.
              همست "ميمي" بداخل نفسها باستغراب:
              يُهدم؟.... اه صحيح.
              ثم رفعت حاجبيها وقالت موجهةً كلامها للجميع ومتظاهرةٌ بالجدية:
              صحيح, لقد اتصلت علي "لوسكا" مساء الأمس, وطلبت مني أن أكمل رسم لوحتها... فلم يتبقى منها
              إلا القليل.
              اقتربت المعلمة من "ميمي" وعقدت ساعديها وهي تسألها قائلة:
              ولماذا طلبت منكِ ذلك؟
              فكرت "ميمي" بحلٍ سريع وأجابت:
              لأنها بقيت مستيقظة طوال الليل, تجهز أغراضها للرحيل مع عائلتها.
              تنهدت المعلمة قائلة في ضجر:
              هكذا إذن.. "ميمي" قومي بإنهاء اللوحة وأخبري "لوسكا" بأنها لن تحصل على درجةٍ كاملة
              في هذا الاختبار.
              هزت "ميمي" رأسها موافقة والابتسامة تعلوا شفتيها... وحين ابتعدت المعلمة, أخرجت "ميمي" نفساً عميقاً وهي
              تضع يدها على قلبها الذي كاد يتوقف من شدة ارتباكها.... ثم قالت بارتياح:
              حمد لله... لقد نجوت.
              أقتربت "ساكورا" من "ميمي" وسألتها في حيرة:
              هل سيتم هدم منزل "لوسكا" حقاً؟
              ردت عليها "تينا" التي وقفت بجانبهم:
              نعم.. لقد أخبرتني "لوسكا" بذلك منذ مدة.
              ثم ابتسمت في وجه "ميمي" وتابعت:
              لقد أنقذتِ "لوسكا"... إنكِ رائعة.
              قالت "ميمي" في خجل:
              لقد خفتُ أن تكشفني المعلمة, لأن كل ما قلته كان كذباً.
              قالت "ساكورا" في ذهول:
              ماذا؟... إذن "لوسكا" لم تتصل بكِ مساء الأمس.
              هزت "ميمي" رأسها نفياً وهي تقول:
              كلا... لقد قمت بتأليف هذه القصة من مخيلتي.
              قالت "رينا" ضاحكة:
              كلنا نعلم هذا... ما عدا "ساكورا".
              وضحكوا جميعاً.... بعدها عادت كل واحدة منهم لتكمل عملها....

              في ذلك الوقت, بدأت المباراة بين المستوى الأول والثاني, وكان كلا الفريقين أقوياء.....
              بينما كان "جيم" يركض بالكرة, رأى "هنري" يركض بجانبه فمررها إليه وقطعها "روبرت" من المنتصف
              فاتسعت عينيهما ولحق "هنري" ب "روبرت" وهو يقول بغضب:
              هذا ليس لعباً... نحن فريقٌ واحد ويجب أن نتعاون.
              رد عليه "روبرت" بسخرية وهو يلتفت إليه:
              وفر نصائحك لنفسك يا هذا.
              وبحركةٍ سريعة, أخذ "اندي" الكرة من "روبرت" فوقع على الأرض, فقال له "اندي" ضاحكاً:
              أنظر أمامك وأنت تلعب.
              وسجل "اندي" هدفاً في مرمى المستوى الأول, فنظر للخلف وأبتسم وهو ينظر لوجه "هنري" الغاضب...
              فقال له:
              لن تحصلوا على النقاط وأنتم هكذا.
              عقد "هنري" حاجبيه وقال مستنكراً:
              هذا غير صحيح... وسنريك من الأقوى.
              بعد مرور ساعة من اللعب, لم يستطع أي الفريقين تسجيل هدف, وعندما وصلت نقاطهم إلى مرحلة عالية
              أطلق المدرب صفارته معلناً انتهاء الوقت.
              عندما عاد الطلاب إلى غرفة الخزائن لتغيير ملابسهم, دخل إليهم المدرب وقال بصوتٍ عال:
              "روبرت" , "هنري"..
              التفتا الاثنان إليه فتابع كلامه قائلاً:
              أنتما لا تدركان معنى التعاون, أليس كذلك؟
              ظهرت على وجه "روبرت" علامات الغضب وعقد حاجبيه قائلاً:
              ماذا؟... لقد بذلت قصارى جهدي في هذه المباراة.
              حرك المدرب شفتيه وقال ببرود:
              أعلم هذا... لكنك لا تتعاون مع أصدقائك.
              انحنى "هنري" أمام المدرب وقال باحترام:
              أعدك بأن أقوم بتصحيح هذا الخطأ في المرة القادمة.
              ابتسم المدرب وهو يقول:
              هذا ما أردت سماعه منك... على أيه حال, لقد نجحتم جميعاً.
              علت الابتسامة وجوه الجميع, وأحسوا بالسعادة بعد ذلك خرج المدرب من هناك....
              غير "روبرت" ملابسه بسرعة وغادر المكان ونار الغضب تشتعل خلفه...
              خرجت "بريتي" راكضةً من غرفة الرسم, لأنها كانت قلقة جداً على هاتفها ولم تتحمل الانتظار..
              بحثت عن تلك الفتاة في كل مكان. صعدت الأدوار الثلاثة, وبعد نصف ساعة من البحث المستمر, عادت "بريتي"
              إلى الطابق الأول وتوقفت عن السير وهي تتنفس بصعوبة وتقول بقلق:
              ما الذي علي فعله الان؟... أين يمكن أن أجد تلك الفتاة..؟
              طرأت في بال "بريتي" فكرة وهي أن تذهب إلى الساحة الخلفية للجامعة, لأن ذلك المكان يوجد به القليل من
              الطلبة ويمكن لأي أحد أن يأخذ راحته في الكلام, كانت "بريتي" تسير إلى هناك وتقول مبتسمة:
              مستحيل... من المستحيل أن تكون هناك...
              وفجأةً توقفت عن السير لأنها سمعت ضحكات الفتاة وهي تقول بصوتٍ رقيق:
              اه, أنت لطيفٌ يا حبيبي.
              تسمرت "بريتي" في مكانها عندما انتقلت هذه الكلمات إلى أذنيها, فارتجفت شفتيها وهمست بداخل
              نفسها:
              إنها تتكلم مع شاب.... من هاتفي..... هذا لا يمكن.
              وحركت عينيها عندما قالت الفتاة:
              حسناً يا عزيزي... علي إعادة الهاتف إلى صاحبته... أراك مساء اليوم , إلى اللقاء.
              وأغلقت الخط, وحين استدارت رأت "بريتي" تقف خلفها ... فقالت الفتاة بارتباك عندما رأت نظراتها الباردة:
              المعذرة, كنت على وشك إعادته لكِ.
              مدت "بريتي" يدها وأخذت الهاتف, وأبتعدت عن تلك الفتاة بدون أن تنطق بكلمة...
              هزت الفتاة كتفيها قائلة بإستغراب:
              إنها غريبة الأطوار.
              كانت خطوات "بريتي" تتسارع أثناء السير وعينيها مركزةٌ على الأرض. فأصطدمت برأسها في
              "هنري" وقالت وهي ترفع عينيها إليه:
              المعذرة...... هنري".
              إبتسم "هنري" قائلاً بلطف:
              لا بأس... تبدين منشغلة.
              هزت "بريتي" رأسها بنعم, وهي تحاول الإبتسام وتقول:
              نعم... هذا صحيح.
              وأنحنت متابعة كلامها:
              علي الذهاب الان.
              ومرت من عنده راكضة, فألتفت إليها وتابع طريقه..
              قامت "لوسكا" بإغلاق حقائبها وهي في الغرفة, ثم نظرت لوجهها من خلال المراة, وبدا عليها التعب والإرهاق الشديدين,
              فأخذت معطفها وذهبت لزيارة جارتهم...
              وحين وصلت, رحبت بها الجارة كتيراً وعانقتها وهي ما زالت واقفة عند الباب, وطلبت منها أن تتفضل بالدخول...
              دخلت "لوسكا" إلى الصالة وجلست على الأريكة وهي صامته, فجلست الجارة بجانبها وسألتها في حيرة بعدما
              لاحظت الحزن على ملامحها:
              ما الأمر يا "لوسكا"؟..... لا تبدين بخير.
              إنهمرت الدموع من عيني "لوسكا" وأرتجف جسدها وهي تجيب بنبرةٍ باكية:
              لا أريد الرحيل من هنا, لا أريد........
              قامت المرأة بوضع رأس "لوسكا" على صدرها وبدأت تمسح على شعرها وتقول بإشفاق:
              لا عليكِ يا "لوسكا"..... إنه القدر.
              غطت "لوسكا" عينيها بكفها وبدأت بالبكاء وهي تحرك رأسها نفياً وتقول:
              لا يمكنني تحمل ذلك.
              وتركتها الجارة تفرغ من بداخلها حتى هدأت من تلقاء نفسها, عندها نهضت من على الأريكة ومسحت
              دموعها وهي تقول:
              ساتي لوداعكِ هذا المساء.
              وغادرت المنزل, عندها رفعت المرأة عينيها ونظرت لصورة "لوسكا" المعلقة على الحائط وهي ما تزال في الثانية عشر
              من عمرها, فتنهدت قائلة:
              يالها من فتاةٍ مسكينة!

              **************************************************

              تعليق

              • °° مجنونة خالد °°
                عضو فضي
                • Jul 2008
                • 543
                • ورد الماس:

                #17
                مشكووووووووووورة ......
                عن جد قصة رائعه ............
                يعطيك الف الف عافية ........................

                تعليق

                • Kikumaru Eiji
                  عـضـو
                  • Nov 2008
                  • 28

                  #18
                  العفو مجنونة خالد ..... هذا من ذوقك والله .... الله يعافيك

                  والتكملة إن شاء الله احطها قريباً

                  تعليق

                  • Kikumaru Eiji
                    عـضـو
                    • Nov 2008
                    • 28

                    #19
                    " الرحيل "

                    غطت "ميمي" على لوحة "لوسكا" وأخذت ورقةً صغيرة, دونت فيها الإسم, وثبتتها على اللوحة, ثم أتسعت
                    شفتيها وقالت بإرتياح:
                    رائع. أخيراً إنتهينا.
                    ونظرت عبر النافدة, وبدأ لون السماء يتحول إلى اللون البرتقالي, وأشعة الشمس على وشك الغروب, فأخذت "ميمي"
                    أغراضها وغادرت الغرفة...
                    عندما هبط الظلام, عم الهدوء أرجاء المدينة ولم يسمع سوى صوت حشرات الليل من بين الأشجار, في ذلك الحين قام
                    شقيق "لوسكا" الأكبر يتجميع الأغراض في سيارة نقل بمساعدة الجيران, ثم بدأوا يودعون بعضهم, مع اهات من البكاء,
                    وأمطارٍ من الدموع... وأكثر شخصٍ أجهش بالبكاء في ذلك اليوم كان "لوسكا"...
                    بعد ذلك ركبوا جميعاً في السيارة, وفتحت "لوسكا" النافدة ولوحت بيدها للمنزل وهي تبتسم باكية وتحركت السيارة
                    مبتعدةً عن ذلك المنزل, وطول الطريق و "لوسكا" تردد قائلة في داخل نفسها بتمني:
                    أتمنى أن أعود بالزمن للوراء...
                    في أحد المطاعم, قام النادل بوضع اطباق الطعام على طاولة "ميمي" و "جوزيف" وأنحنى أمامهما وذهب, تسائلت
                    "ميمي" وهي تحدق ب "جوزيف":
                    ما سبب هذه الدعوة يا "جوزيف"؟
                    إلتقط "جوزيف" الشوكة والسكين وهو يقول:
                    لا سبب معين, أردت رؤيتك... هل يزعجكِ هذا؟
                    هزت "ميمي" رأسها نفياً بسرعة وهي تقول:
                    كلا.
                    وقبل أن تبدأ بالأكل أخفضت عينيها قائلة:
                    عيد ميلادي سيكون بعد ثلاثة أسابيع.
                    ظهرت ضحكةٌ على وجه "جوزيف" وهو يقول بحماس:
                    حقاً؟... هذا رائع.
                    بعدها, بدأت "ميمي" بتناول العشاء مع "جوزيف"...
                    في ذلك الوقت, سقطت دمعةٌ من عين "لوسكا" وهي في السيارة... ثم مسحتها وهي تقول:
                    إنه الواقع... ولا يمكن أن أغيره.
                    وفجأةً توقفت السيارة عند أحد المنازل, وقال الشقيق الأكبر مشيراً إلى المنزل:
                    هذا هو بيتنا الجديد.
                    لاحظت "لوسكا" الفرق الكبير بينه وبين السابق, من حيث صغر حجمه وإختلاف لونه وتصميمه, وتحيط به
                    البساطة... نزل الجميع من السيارة وبدأوا عملية نقل أغراضهم إلى الداخل.
                    دخل "مارك" إلى شقته في وقتٍ متأخر من الليل, وحين تقدم وجلس على الأريكة, إتصل على "ديفا"..
                    رن هاتف "ديفا" وهي نائمة على سريرها, والأنوار منطفئة... وحين سمعت صوت الهاتف, إنقلبت إلى الجهة
                    المقابلة وفتحت عينيها بصعوبة وهي تضغط زر الرد وترفعه إلى أذنها وتقول بصوتٍ مرهق:
                    مرحباً "مارك"... ماذا تريد في هذا الوقت المتأخر؟
                    إنتقل إلى مسامعها صوته وهو يرد عليها قائلاً:
                    أريدكِ أن تأتي إلى الشقة الان.
                    وضعت "ديفا" رأسها على الوسادة وهي تحدثه بإستغراب:
                    هل أنت مجنون؟.... لا يمكنني الخروج الان.
                    نهض "مارك" من مكانه وقال بعجلة:
                    قومي بتجهيز نفسك بسرعة, ساتي لإصطحابك بعد قليل.
                    وأغلق الخط دون أن يعطيها فرصةً للرد, أبعدت "ديفا" السماعة عن أذنها وقالت بضجر:
                    تباً... ماذا يريد مني في هذا الوقت؟
                    وغطت على وجهها بالبطانية القطنية محاولةً النوم, لكنها لم تستطع ونهضت وجهزت نفسها للخروج برفقة
                    "مارك", وأرتدت بلوزةً بلون الزهر مع تنورة جينز قصيرة جداً, وربطت شعرها البني بشريط زهري وأخذت
                    حقيبتها ومعطفها في يدها وخرجت من الغرفة... نزلت "ديفا" عبر الدرج ببطء فسمعت والديها في الصالة فتراجعت
                    للخلف وعادت لغرفتها, وأتصلت على "مارك" وحين رد عليها قالت له في حيرة:
                    "مارك"... والداي ما زالا مستيقظان, ما العمل؟
                    رد عليها "مارك" قائلاَ:
                    أخرجي من النافدة, أنا بإنتظارك عند المنزل.
                    أزاحت "ديفا" الستار عن النافدة, ورأت "مارك" ينزل من السيارة وسط ذلك الظلام الحالك....
                    إتسعت عيني "ديفا" حين رأته يقترب من المنزل, ووضعت يدها على شفتيها وهي تقول بحيرة:
                    ماذا علي أن أفعل الان؟
                    لم تجد "ديفا" حلاً سوى الخروج من النافدة, ففتحتها وأغمضت عينيها وهي تقول والخوف يملئ قلبها:
                    ساعدني يا إلهي.
                    وفتحت عينيها وأرتدت معطفها ووقفت على الحافة وقالت بصوتٍ عال:
                    "مارك" سأنزل من هنا.
                    إتسعت شفتيه مبتسماً وهو يقترب منها, وحين أحست بقربه بدأت بالنزول, وفجأةً إنزلقت قدمها وهي على وشك
                    النزول فلم يعرف "مارك" ما يفعله و"ديفا" تصرخ ويدها على حافة النافدة وتقول:
                    لا أريد أن أموت.
                    وسمعت "مارك" يقول لها في ترجي:
                    أبعدي يدك عن الحافة.
                    إمتلئت عينيها بالدموع وهي تقول:
                    هل أنت أحمق؟... سوف أموت.
                    مد "مارك" يديه إليها وهو يقول بثقة:
                    لن تموتي.. أنا هنا لحمايتك يا حبيبتي.
                    إرتجف جسد "ديفا" من شدة الخوف, وأبعدت يدها عن الحافة بعدما أغمضت عينها وسقطت فوق "مارك"
                    الذي حملها بين ذراعية وهو يبتسم قائلاً:
                    أرأيتي؟ إن الأمر سهلٌ للغاية.
                    وقفت "ديفا" على قدميها محدقةً بإستغراب في "مارك" المبتسم, وأحست بقلبها وهو يخفق بشدة لكنها
                    إطمئنت بعد لحظات وأمسكت بيد "مارك" وذهبا معاً... ونسيت "ديفا" أن تغلق نافدة غرفتها قبل الذهاب,
                    وهذا الأمر قد يسبب لها الكثير من المتاعب لاحقاً.

                    دقت "تيما" باب غرفة "اندي" فإذن لها بالدخول, وحين دخلت رأته منهمكاً في الدراسة ويجلس على الأرض
                    والأوراق تحيط به فأقتربت منه وهي تحمل مذكراتها وتقول بتسائل:
                    هل يمكنني الدراسة معك؟
                    رد عليها "اندي" وهو يرفع رأسه ناظراً إليها:
                    بالطبع!.... يمكننا أن ندرس معاً.
                    بعد مرور وقت على بدأهما ... وضعت "تيما" القلم على الأرض وقالت:
                    أشعر بأن "ميري" تخفي شيئاً ما.
                    قال لها "اندي" وهو يكتب:
                    لماذا تظنين ذلك؟
                    أخفضت "تيما" حاجبيها وقالت بحيرة:
                    لا أعلم... لكنني أراها دائماً في غرفتها وتغلق الباب على نفسها.
                    إتسعت شفتي "اندي" مبتسماً, ووضع يده على رأس "تيما"وهو يقول:
                    لا داعي للقلق.. عندما ننهي إختبارنا, سنسألها.
                    هزت "تيما" رأسها موافقة, وأكملت ما بدأته مع "اندي".
                    في ذلك الحين, كانت "تينا" تجلس في منزل "مايكل" وتحاول الإتصال على والدها بدون فائدة.. وبينما
                    كانت تجلس على الأريكة, جلس "مايكل" بجانبها وسألها:
                    هل تلقيتِ رداً؟
                    أخفضت "تينا" رأسها وقالت بحزن:
                    كلا.. حتى هاتف المنزل لم يرد عليه أحد.
                    وضع "مايكل" كفه على يدها وهو يقول بثقة:
                    سوف يتصلون بكِ عما قريب, إصبري فقط.
                    فجأةً رن هاتف "تينا" النقال وهو في يدها, فردت بسرعة قائلة:
                    نعم... أهلاً أمي.
                    إنتقل إلى مسامعها صوت الأم الحزين وهي تقول:
                    "تينا" أين أنتِ؟... لماذا لم ترجعي بعد؟
                    سألتها "تينا" في قلق:
                    ما الأمر يا والدتي؟
                    أجابتها الأم بنفس النبرة السابقة:
                    إن والدك مريض وهو بحاجةٍ إليكم جميعاً.. هيا عودي بسرعة.
                    نهضت "تينا" من على الأريكة وهي تقول:
                    حسناً.. سأعود حالاً.
                    وعندما أغلقت الخط, نظرت إلى "مايكل" الذي وقف أمامها قائلاً وهو يضع يديه على كتفيها:
                    يمكنك الذهاب يا "تينا"... وحاولي أن تقنعي والدكِ بتقبل هذا الأمر.
                    أشاحت "تينا" بوجهها عن عينيه وهي تقول:
                    سأحاول من أجلك يا "مايكل".
                    وعانقا بعضهما, ثم عادت "تينا" للمنزل....
                    وقفت "ديفا" أمام المراة في الشقة وقالت متسائلة وهي ترتب شعرها:
                    لماذا أحضرتني إلى هنا؟
                    وقف "مارك" خلفها وهو يقول ببرود:
                    لقد إشتقت إليكِ, هذا كل ما في الأمر.
                    أدارت "ديفا" جسدها إليه وهي تقول بإستغراب:
                    هل أنت جاد يا "مارك"؟... جئت بي إلى هنا لأنك إشتقت إلي فقط.
                    إبتسم "مارك" في وجهها وهو يقول رداً عليها:
                    بالطبع! هل أزعجكِ هذا الأمر يا عزيزتي؟
                    وضعت "ديفا" رأسها على كتفه الأيمن وأغمضت عينيها قائلة:
                    هل تعلم أنك أيقظتني من نومي؟
                    أمسك "مارك" بيدها التي على كتفه الاخر وقال بهدوء:
                    نعم.. يمكننا أن ننام معاً الان.
                    قام "مارك" بحمل "ديفا" بين ذراعيه, وأستلقيا على السرير سويةً وهما يمسكان بأيدي بعضهما
                    ويتبادلان الإبتسامات, ثم قاما بتغطية أنفسهم بالبطانية القطنية.
                    دخلت "لوسكا" إلى غرفتها الجديدة, وكان السرير مقابل للنافدة مع مكتب صغير وخزانة للملابس, كانت
                    الغرفة صغيرة, لكنها رضيت بها لأنه لا يوجد مكانٌ اخر تذهب إليه.. وغيرت ملابسها ثم أستلقت على السرير
                    ولم تتمكن من إغلاق عينيها لأنها لم تعتد على هذا الوضع بعد....
                    وصلت "تينا" إلى المنزل, وحين دخلت رأت والدتها تجلس على الأريكة في الصالة.. فسألتها:
                    والدتي.... أين أبي؟
                    إلتفتت إليها والدتها ونهضت وهي تجيبها بهدوء:
                    لقد نام قبل قليل.
                    أخفضت "تينا" رأسها وقالت:
                    هكذا إذن.
                    إقتربت الأم من "تينا" وسألتها بجفاء:
                    أخبريني الان, ما الذي حدث بينك وبين والدك؟
                    حركت "تينا" شفتيها وهي ترفع رأسها قائلة بقلق وإرتباك:
                    لم .... لم يحدث شيء.
                    صرخت والدتها في وجهها قائلة بعصبية:
                    كيف لم يحدث شيء؟... لقد وجدت والدك مرمياً على الأرض بعد ذهابك إلى الجامعة.
                    إتسعت عينا "تينا" وهي تقول:
                    كل ما حدث هو أنه راني مع شاب.
                    وسكتت قليلاً ثم تابعت بنبرةٍ جادة:
                    والدي منعني من مرافقة ذلك الشاب, لكنني لم أقم بإطاعته وذهبت... لم أكن أعلم
                    بأن هذا سيؤثر عليه, كما أنه طلب مني عدم العودة إلى هنا مجدداً... حتى
                    أنهي العلاقة مع ذلك الشاب.
                    سألتها والدتها في سرعة:
                    ما أسم ذلك الشاب؟
                    أجابتها "تينا" قائلة:
                    "مايكل"!
                    حدقت الأم ب "تينا" لبعض الوقت ثم ربتت على كتفيها وقالت:
                    إذهبي لغرفتك الان, وغداً سنكمل حديثنا.
                    صعدت "تينا" إلى غرفتها, وكانت قلقة من الغد ومن ردة فعل والدها...

                    ************************************************

                    تعليق

                    • Kikumaru Eiji
                      عـضـو
                      • Nov 2008
                      • 28

                      #20

                      " سوف نموت معاً! "

                      طلع الفجر, وتساقطت قطرات الندى على أوراق الأشجار الخضراء, وأنتشر الضباب قليلاً, وأختفى
                      عند إشراقة الشمس...
                      إستيقظت "ميري" باكراً في ذلك اليوم, وفتحت هاتفها النقال قبل أن تنهض من سريرها, ووجدت
                      رسالة جديدة, وحين فتحتها قرأت المكتوب:
                      (( صباح الخير "ميري"!.. إشتقت إليكِ, متى سأراك؟))
                      كانت هذه الرسالة من "ساي" فردت عليه برسالةٍ اخرى كتبت فيها:
                      (( اليوم.... عند برج المدينة, سأكون بإنتظارك))
                      في ذلك الحين, قامت "بريتي" بدق باب غرفة "مارك" وهي تقول بصوتٍ عالٍ:
                      "مارك"..... هيا إنهض؟
                      وانتظرت قليلاً لكنها لم تتلقى أي رد, فأعادت الدق بشكل أقوى, ولم تتحمل الإنتظار فدخلت
                      ووجدت الغرفة على حالها منذ الأمس, وبنفس الترتيب, فحركت شفتيها وقالت متسائلة
                      بحيرة:
                      أين ذهب هذا الفتى؟
                      وبحثت عنه في كل المنزل, ولم تعثر عليه........
                      ثم نزلت إلى والدتها التي تقوم بإعداد الإفطار في المطبخ وسألتها قائلة:
                      أمي.... ألا تعلمين أين "مارك"؟
                      أفلتت الأم ما بيدها وألتفتت إلى "بريتي" قائلة بإستغراب:
                      أليس في غرفته؟
                      هزت "بريتي" رأسها ب لا, وهي تجيب:
                      وغرفته ما تزال على حالها منذ الأمس.
                      تسمرت الأم في مكانها وقالت بقلق:
                      هذا مستحيل!... إذهبي يا "بريتي" وأيقظي "مارسل" بسرعة!
                      صعدت "بريتي" بسرعة إلى غرفة شقيقها "مارسل" وأيقظته وأخبرته عن "مارك"....
                      قام "مارسل" بالنهوض وتبديل ملابسه, وعندما نزل سمع الهاتف يرن, فرفع السماعة وأنتقل إلى
                      مسامعه صوت شخصٍ يقول بإحترام:
                      هل هذا منزل عائلة السيد "مارك"؟
                      رد عليه "مارسل" بنبرةٍ مستغربة:
                      نعم.... من أنت يا سيدي؟
                      قال له الشخص بهدوء:
                      إن السيد "مارك" يسكن في فندقنا, ولم يدفع أجرة السكن منذ شهر....
                      قاطعه "مارسل" قائلاً بعجلة:
                      ماذا؟.. أي فندقٍ هذا..؟
                      أخبره الرجل بالعنوان, فخرج "مارسل" مسرعاً, ولحقت به "بريتي" متسائلة:
                      ماذا هناك يا "مارسل"؟... أين "مارك"...؟
                      ركب "مارسل" سيارته وشغلها وأنطلق دون أن يستمع إلى أسئلة "بريتي".. وعندما ذهب وقفت
                      "بريتي" في حيرة:
                      ماذا حدث يا ترى؟
                      وصل "مارسل" إلى الفندق في أقل من عشر دقائق, لأنه كان مسرعاً جداً, ليرى ما يفعله
                      "مارك" هناك......!

                      في اللحظة التي نزل فيها "مارسل" من السيارة, توقفت سيارةٌ سوداء خلف سيارته ونزل منها والد "ديفا"...
                      وقف "مارسل" عند المسؤول عن الفندق وسأل في نفس الوقت الذي سأل به الأب وبالمصادفة كان السؤال
                      نفسه وهو:
                      أين الشقة رقم 112؟
                      نظر "مارسل" إلى الأب ذو الملامح الجادة وسأله بإستغراب:
                      ما الذي تريده يا سيدي؟
                      رد عليه الأب قائلاً بنبرةٍ غاضبة:
                      لقد هربت إبنتي "ديفا" من البيت, وتلقيت إتصالاً من أحدهم يقول بأنها هنا.
                      قال المسؤول عن الفندق لهما:
                      هذا صحيح!... السيد "مارك" والانسة "ديفا" يسكنان هنا, ولم يدفعا الأجر حتى الان.
                      إتجهى "مارسل" إلى المصعد وتبعه والد "ديفا"..
                      في الوقت نفسه, خرج "مارك" برفقة "ديفا" من الشقة ووقفا عند المصعد وضغط "مارك" الزر و"ديفا"
                      تمسك بذراعه الأخرى...
                      وحين فُتح الباب, إتسعت عيني "مارك" و "ديفا" عندما رأوا من يقف أمامهما.. قال "مارك" بإرتباك وهو يحدق
                      بنظرات شقيقه الغاضبة:
                      "مارسل"....؟
                      وضعت "ديفا" يدها على صدرها وهي ترتجف قائلة:
                      والدي؟
                      إقترب "مارسل" وهو يقول بهدوء محافظاً على أعصابه:
                      تعاليا معنا!... يجب ان ننهي هذه المهزلة.
                      أمسك "مارك" بيد "ديفا" وركض معها هارباً, ولحقا به الإثنان... نزل "مارك" عبر الدرج مسرعاً ولم يفلت
                      ليد "ديفا" مطلقاً, وخرجا راكضين من الفندق... وحين وقفا في الخارج إلتفتا خلفهما وهما يتنفسان بصعوبة...
                      ولفت نظر "مارك" شخصٌ ينزل من دراجته النارية ويدخل إلى السوق, وأستغل هذه الفرصة وجعل "ديفا"
                      تركب في الخلف وهو ركب في الأمام وأنطلق وهو يسمع شقيقه يقول بعصبية:
                      توقف يا "مارك"!... نحن لن نقتلك..
                      قال والد "ديفا" بغضب:
                      لو أمسكت بهما.. سوف يدفعان الثمن.
                      وركب الأب في نفس سيارة "مارسل" وأنطلق مسرعاً للحاق بهما.....
                      في الطريق, قالت "ديفا" وهي متمسكةٌ ب "مارك":
                      عليك أن تتوقف.... لا فائدة من الهرب.
                      صرخ "مارك" قائلاً بعصبية:
                      كلا... "مارسل" سيقتلني بالتأكيد.
                      وزاد من السرعة, وأغمضت "ديفا" عينيها وهي تصرخ وتقول:
                      "مارك"... توقف أرجوك.....!
                      عظ "مارك" شفتيه وهو يعقد حاجبيه قائلاً:
                      لا يمكنني ذلك.
                      وفجأةً, إنحنى "مارك" بالدراجة وتوقف وهو يخفض رأسه قائلاً:
                      أعتقد بأنكِ محقة!... لا فائدة من الهرب.
                      إستغرب "مارسل" حين رأى "مارك" قد توقف, فأوقف سيارته ونزل مع الرجل وحين أقترب منهما قال
                      "مارك" مبتسماً وهو ينظر إلى شقيقه:
                      هل تعتقد بأنني سأستسلم لكما؟
                      وتابع بعدما تحولت ملامحه للجدية:
                      لن أقوم بإعادة "ديفا" أبداً.
                      لكمه "مارسل" في وجهه بقوة, وخرج الدم من فمه, ثم سحبه من ملابسه وهو يقول:
                      لقد قمت بتشويه سُمعتنا بتصرفاتك الطائشة.
                      وركله في بطنه, فسقط "مارك" على الأرض متألماً, وحين رأى الأب يقترب من "ديفا" نهض بسرعة ووقف أمامه
                      وهو يمد يديه قائلاً:
                      قلت لن أسمح لكما بلمس "ديفا", حتى لو قمتم بقتلي.
                      كانت "ديفا" تحدق ب "مارك" بينما كان والدها يقول ببرود:
                      إبتعد عنها يا فتى وإلا......
                      قاطعه "مارك" قائلاً بغضب:
                      إفعل ما شئت يا سيدي! لن أبتعد أبداً, أنا .. أحب "ديفا".
                      داهمه الأب بصفعةٍ على وجهه, وحاول إبعاده عنها, لكنه إحتضنها أمامه وهو يقول:
                      إفعل ما شئت بي... لكن لا تقترب منها.
                      جاء إليه "مارسل" وسحبه بالقوة من كتفه, وأستمر في ضربه, وأستغل الأب هذه الفرصة وسحب "ديفا"
                      من شعرها وهي تصرخ وصفعها في خذها بقوة وأدخلها إلى السيارة وهي تقول:
                      لا أريد... "مارك" ساعدني أرجوك.
                      وقع "مارك" على الأرض, والدم ينزف من رأسه من شدة الضربات التي حصل عليها من شقيقه الأكبر...
                      وبقي يحدق ب "ديفا" الباكية داخل السيارة ويقول بإرهاق:
                      اسف.... أنا.. اسف... "ديفا".
                      رفع "مارسل" شقيقه "مارك" من يده وهو لا يقوى على الحراك وأدخله إلى السيارة نفسها بجانب "ديفا"
                      التي إمتلئت عينيها بالدموع حين رأته على هذه الحالة وقالت بغضب عندما حرك "مارسل" السيارة:
                      إنكم وحوشٌ بشرية.
                      صرخ والدها عليها وهو يجلس في المقدمة:
                      إخرسي يا "ديفا".
                      قاطعته "ديفا" وهي تهز رأسها نفياً:
                      لن أسكت... ولن أغفر لكما طوال حياتي.
                      وأحتضنت "مارك" وهي تبكي بحرارة فلم يرد عليها والدها, لأنها لن تفلت من العقاب في المنزل...
                      وضع "مارك" يده على خذ "ديفا" ومسح دموعها وهو يقول بصوتٍ خافت وبالكاد سمعته:
                      لا تبكي يا "ديفا".... لن أسمح لأحدٍ بأخذكِ مني.
                      ورفع رأسه مبتسماً لها والكدمات تملئ وجهه, وقال بصوتٍ منخفض جداً:
                      سنموت معاً "ديفا".
                      فهمت "ديفا" ما قاله "مارك" لها من حركة شفتيه, فعقدت حاجبيها وهزت رأسها موافقة ووضعت
                      ذراع "مارك" على كتفها الأيسر وبكل شجاعة فتحت الباب والسيارة تسير بسرعة فصرخ "مارسل"
                      قائلاً:
                      ما الذي تفعلينه؟
                      قفزت "ديفا" مع "مارك" من السيارة وأوقف "مارسل" السيارة بصعوبة, تقلبا على أرض الشارع
                      وأغمي عليهما, خرج "مارسل" من السيارة مسرعاً مع الأب وحين رأوهما, ظهرت علامات الخوف
                      والفزع على وجههما, لأن مظهر "مارك" و "ديفا" المُلقيان على الأرض كان يوحي بأنهما قد ماتا
                      وتجمع الناس عليهما وأنهار والد "ديفا" وجلس على الأرض وهو يبكي على إبنته بحرارة. وتم
                      إستدعاء سيارة الإسعاف وتم نقلهما إلى المستشفى...........

                      وصلت "ميري" إلى برج المدينة, وتلفتت حولها ولم ترى أحداً ينظر إليها, وبعد مرور خمس دقائق من
                      الإنتظار, سمعت صوت "ساي" يقول متسائلاً:
                      يا انسة...؟
                      فنظرت خلفها وأتسعت عينيها وهي تقول:
                      هل أنت... "ساي"؟
                      عدل "ساي" وقفته المائلة وقال مبتسماً:
                      نعم... سعدت برؤيتك "ميري".
                      لم تتمكن "ميري" من إمساك نفسها وأحتضنت "ساي" وهي تقول:
                      أخيراً إلتقيت بك.
                      قام "ساي" بوضع يده على رأسها من الخلف ويقول:
                      وأنا أيضاً.
                      إنتشرت الغيوم السوداء في السماء, وأصبح الجو جميلاً مع هبوب نسمات ريحٍ باردة....
                      في تلك الأثناء, دخلت "تينا" إلى غرفة الطعام, وكان جميع أفراد العائلة هناك, وحين راها والدها تحولت ملامحه إلى الغضب
                      ثم قال ببرود:
                      من سمح لكِ بالعودة إلى هنا؟... هل أنهيتِ علاقتك مع ذلك الحقير؟
                      إقتربت "تينا" من والدها الذي يجلس على الكرسي الأخير في الطاولة, وأنحنت أمامه قائلةً بأسف:
                      سامحني يا والدي!
                      أخفض الأب عينيه وهو يقول:
                      لن أسامحكِ حتى تنسي ذلك الشخص.
                      رفعت "تينا" رأسها لتنظر لوالدها, ثم قالت بجدية:
                      اعذرني!.. لكني لن أترك "مايكل".
                      ضرب والدها بيده على الطاولة وهو يقول بعصبية:
                      إذن, لماذا رجعتِ إلى هنا؟
                      وقفت الأم في قلق وهي تقف خلف "تينا":
                      نفذي ما يقوله والدكِ يا "تينا".
                      قالت "تينا" في ضيق وإنزعاج:
                      لقد أتيت إلى هنا لإقناع والدي بتقبل هذا الأمر.
                      نهض والدها من مكانه وقال لها غاضباً:
                      أخرجي من هنا حالاً.
                      قالت له "تينا" بثقة:
                      إذا خرجت الان, سأعيش مع "مايكل" إلى الأبد.
                      صفعها والدها على وجهها, وهو يتنفس بصعوبة ويقول:
                      اذهبي إلى الجحيم إذا أردتي ذلك.
                      خرجت "تينا" من الغرفة راكضة, فجلس الأب على الكرسي ووضع يده على رأسه قائلاً:
                      تباً.. سأصاب بالجنون بسببها.
                      غادرت "تينا" المنزل وهي تبكي.. وبدأ صوت الرعد يُسمع بوضوح. وتساقط المطر بغزارة.
                      وقفا "ساي" و "ميري" تحت إحدى الأشجار وهما مبللان بالمطر... فقالت "ميري" بسعادة:
                      الجو جميلٌ جداً اليوم.
                      وضع "ساي" معطفه على رأس "ميري" وأبتسم قائلاَ:
                      لا اريدكِ أن تصابي بالبرد يا عزيزتي.
                      وجلسا على الأرض معاً, فأخذت "ميري" الجزء المتبقي من المعطف ووضعته على رأس "ساي" وأبتسمت
                      قائلة:
                      أنا أيضاً... لا اريدك أن تصاب بالبرد.
                      فرح "ساي" كثيراً وأحتضنها بحب وهو يهمس قائلاً:
                      شكراً لكِ "ميري".
                      في ذلك الحين, فتح "هنري" مظلته ونزل من السيارة, وفتح الباب الاخر ونزلت "رينا" ووقفت بجانبه وهي تشير
                      للمنزل المقابل وتقول:
                      هذا هو منزلي.
                      نظر إليه "هنري" وقال بسعادة:
                      إنه رائع!
                      وأمسكت بيده وسارا معاً إلى الداخل... قامت "رينا" بإدخال "هنري" إلى غرفة الضيوف وطلبت منه الجلوس
                      على الأريكة الذهبية ثم قالت:
                      سأعود حالاً... إنتظرني هنا.
                      وخرجت من الغرفة, ظل "هنري" يتأمل الغرفة ذات الأضواء الذهبية, ولفت نظره صورة على المكتبة المقابلة
                      له, فنهض من مكانه وأخذ الصورة من مكانها وأتسعت شفتيه مبتسماً وهو يرى صورة "رينا" مع أختها
                      وسط الإطار وهما صغيرتان, فقال بداخل نفسه:
                      إنها تبدو أجمل الان..!
                      وفجأةً دخلت فتاةٌ بدت عليها العجلة وهي تقول:
                      "رينا"... لقد...
                      وسكتت حين رأت "هنري" يلتفت إليها ويقول:
                      ستعود "رينا" بعد قليل.
                      إحمر وجه الفتاة خجلاً... وقالت متسائلة بإحراج:
                      من أنت يا سيدي؟!
                      رد عليها بهدوء وهو يعيد الصورة:
                      أنا "هنري" صديق "رينا" في الجامعة.
                      إتسعت شفتيها ضاحكة وهي تهمس بسعادة بداخل نفسها:
                      إنه شابٌ وسيم... كم أحسد "رينا"!
                      ثم سمعت صوت "رينا" تقول بإستغراب:
                      ما الذي تفعلينه هنا؟
                      قالت الفتاة في ضجر:
                      لا شيء.
                      وغادرت الغرفة وأغلقت الباب.. هز "هنري" كتفيه قائلاً:
                      لا أعلم ما الذي كانت تريده.
                      ضحكت "رينا" عليه وهي تقول:
                      لا تهتم لأمرها.
                      في تلك اللحظة, اتصل "اندي" على "ساكورا" وهو في السيارة, وحين ردت عليه... سألها قائلاً:
                      ما الذي تفعله حبيبتي في هذا الوقت؟
                      تحول وجه "ساكورا" إلى اللون الوردي من شدة الخجل وردت عليه قائلة:
                      لا شيء أبداً يا .....
                      وتوقفت عن الكلام لأنها أحست بإحراجٍ شديد, فقال لها "اندي" ضاحكاً:
                      أتمنى أن أسمعها منكِ أيضاً.
                      وقفت "ساكورا" أمام النافدة وهي تحدثه قائلة:
                      "اندي"... يا حبيبي.
                      ابتسم "اندي" وهو يوقف السيارة عند باب منزل "ساكورا" وبالمصادفة رأته, واتسعت عينيها ومن شدة
                      ذهولها أسقطت الهاتف من يدها بدون أن تشعر وقالت بسعادة:
                      "اندي" هنا.
                      وأخذت معطفها بسرعة وخرجت راكضة... وحين خرجت من المنزل, وفتحت الباب, نزل "اندي" من السيارة
                      وهو يحمل المظلة أما "ساكورا" فقد غطت شعرها بالمعطف..
                      وعندما أقترب منها قال بهدوء:
                      لقد اشتقت إليكِ.
                      أخفضت "ساكورا" رأسها في الوقت الذي احتضنها "اندي" ووضعت يديها خلف ظهره وقالت بارتياح:
                      وأنا أيضاً.
                      ثم أمسك بيدها وفتح لها باب السيارة, وركبت بجانبه في المقدمة...
                      في الطريق, سألته "ساكورا" في حيرة:
                      أين سنذهب؟
                      أجابها "اندي" وهو ينظر للأمام:
                      سوف نتناول الغذاء وحين يتوقف المطر.. سنذهب إلى الشاطئ.
                      ظهرت علامات السعادة على وجه "ساكورا" ونظرت إلى يد "اندي" التي يتكئ بها, فوضعت كفها على يده
                      ببطء, فنظر إليها وهو يبتسم قائلاً:
                      أنتِ خجولةٌ جداً يا "ساكورا".
                      أخفضت "ساكورا" عينيها ولم تتمكن من الرد عليه...

                      ***************************************

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...