عندما نستورد برنامجا غربيا مما يسمى ببرامج الواقع

ويعيث فيه الشباب والفتيات فسادا (أحضانا وقبلات)

وكله على عينك ياتاجر

وتدفعنا الحمية العربية

والنخوة والشهامة

لتخليص هذا وإسقاط ذاك من المشاركين

وندفع في سبيل ذلك لهذا البرنامج

والسخيفين القائمين عليه

ولشركات الاتصالات العربية

ملايين من مختلف العملات

فلا تستغرب ولا تبتسم

وإنما قهقه حتى يغمى عليك من شدة (القهقهة)

فأنت في دول عربية

دول ترعى شؤون الفن وتشجع عليه

وتتهم بالتخلف والرجعية كل من يخالفها .. أو يخالف ماترمي إليه

سئلت ذات مرة عن الفرق بين الصراحة والوقاحة

فتفلسفت كعادتي وكتبت !!

الصراحة حسب تعريفي الخاص والمتواضع لها

هي الحقيقة رغم كل الأقنعة

يريدها القلة ويتحاشها الغالبية


أما الوقاحة (بعيد عنكم)

فهي أقنعة باهتة يحاول صاحبها أن يروج لها رغم رداءتها

ويحاول أن يقنع الاخرين أنها بضاعة قابلة للإقتناء بكل الأحوال

والمشكلة أن الشخص الوقح دائما يعتقد نفسه شخص قد قال كلمة حق بدون تنمييييق

فلسفة يمكن تكون غريبة شوي

بس صدقوني هذا هو حال المتوقحين بدنيانا اللي نعيش فيها معهم احيانا رغما عنا

(وهم كثير واكثر من الهم على القلب)

في ظل نظام العولمة

يحدث الكثير من السلب والقليل من الإيجاب
/
/
عندما يفرض علينا تيار التغيير أن نتغير سواء معهم أو لأجلهم

فلابد أن يحدث ذلك

المهم ليس كيفية الحدوث وإنما نوعية الحدوث
/
/
/

عندما يزعمون أنهم هم الصواب ونحن الخطأ
فلنحاول أن نخطئ معهم حتى نصحح معا ما أردنا تصحيحه لهم
/
/
/
عندما نجبر على تتبع نمطية ما لانرضى به
فلنمشي بالمقلوب ونقنع نحن بما هو حتمي الحدوث
/
/
/
عندما ننتقد من قبلهم فلنجعل محور الإنتقاد بداية نقطة إقتناع لهم

إذا ... هل سيحدث ذلك ونحن وهم في عزلة

لابد أن نندمج معهم ونرتكب الأخطاء نفسها ونصحح مانريده نحن لا هم

لنعكس معادلات القناعة إلى رفض

ولنحول المقت إلى قبول

نستطيع ذلك اذا أستطعنا فقط أن نستخدم بحرفية ماتحمله أكتافنا

أما إذا كان مانحمله هو مجرد وعاء فقط يتكون من (الأذنين والأنف والعينين)

فلنجعلهم يدحرجونه ويتقاذفونه بينهم كالكرة

ديالوج زوجي مكرر


المشهد الأول بشهر العسل

هو: الله ياحياتي وربي أنا إنسان محظوظ اللي ربي عطاني زوجة مثلك

هي: والخجل يخلي رأسها يدق بالارض.. الله يسلمك ياعيوني


المشهد الثاني بعد مرور سنة مو أكثر

هو: أم فلان

هي: نعم أخلص وراي طبخ ماأنهيته

هو: لا.. ابدا كنت باسأل عن شيء وبطلت

هي: أيه حسبت فيه شيء

وهذا أول مسمار في نعش العلاقة :

عدم احترام اللفظ المتداول والجهل باستقبال الرسالة


المشهد الثالث

هي: ماودك توديني السوق عشان أشتري شوية أغراض

هو: خليها ياعيوني يوم ثاني ... اليوم تعبان وودي أجلس معك

هي: انا كل ماأطلب شيء الا والعذر يسبق كلامك

ياأخي حرام عليك .. كل الناس أزواجهم يودونهم السوق

وهذا اللي يخليني أحسد (أم علي) على زوجها

وهذا المسمار الثاني : عدم الوفاق العاطفي ولخبطة الأمور بينهم

المشهد الرابع بعد كم سنة

هي: اسكت ياولد تعالي يابنت

(مها) عسى عيونك العما وين وديتي الكتب حقت أخوك فهد

و(ياسارة) قومي سوي لي شاهي راسي يوجعني

وشوفي أبوك بالصالة قوليله تقولك امي لاتنسى الخضار واللحم ...

ولا تنسى تمر على بيت أهلها ..تجيب الشنطة اللي نسيتها أمس عندهم يوم رجعت من الزواج

هو: بينه وبين نفسه( نفسي أروح البنك أشوف لي برنامج أقساط جديدة)


الختام والمحصلة يا أخوان من كل العبث اللي قريتوه أعلاه

أننا شعب بلا هوية بلا تخطيط

وحتى العاطفة عندنا مشوشة ومالها ملامح واضحة

العاطفة هي حب قبل الزواج لو كان يعنى موجود

وبعد الزواج كمان شوي من باب المجامله

والباقي بيني وبينك خربطة في خربطة

وعلى قولة الفنان (سعد الفهد) هي خاربة خاربة خلينا نعميها


وسامحووووونا

دوما نذكر الحبيب

وننسى التعليق على الحب

نتذكر الغدر

ونتجاهل أن البعض أستوطنه الشر

والأشياء لاتكون إلا مشتملة

إذا فجميعها عوامل مكتملة


وطالما كان الأمر كذلك

فلامانع من سرد جزء من بداية

حتى نفهم سر الحكاية


بالأمس كان هناك قلب

يتلوى صاحبه من الحب

لاذنب له سوى هذا الذنب


أخلص حتى الإنكار

وأعطى بمنتهى الإيثار

وحارب في سبيل من يحب

أشد من حروب التتار


ماذا كانت النتيجة !!

أنكسر هذا القلب

والسبب انعدام الفضيلة

أنكسر هذا القلب

والعذر غير مقنع

لان القلوب باتت مريضة

ومساحات الخيانة ياسادتي

صارت عريضة


إذا لماذا الغضب !!

لماذا العتب ؟

والصورة ممزقة ... والبرواز لم يعد البرواز

لأن المشاعر تعيش حالة ابتزاز

تحتاج إلى قيم جديدة .. تجعل منها محور ارتكاز

فالجرح والخيانة والفقد

أوجه مختلفة .. والمحصلة واحدة

نعم هي وجوه بشعة

لنهايات لايهم كيف تكون .. سواء ناقصة أو زائدة


لكن للأسف هناك من يتحسر

على شظايا البرواز المتناثرة

وبعضهم ينهض بقوة أكبر

لأنه في جبر كسره شاطر


للبرواز ياسادتي .. أكثر من لوحة

جميعها لديها القدرة .. على حشر نفسها بين إطاره




فاصلة فرسانية

ماسبق ياسادتي بعثرة ... اعتبروها كشظايا البرواز

الفرق بينهما أن الأول لايمكن جمعه أو لصقه

أما بعثرتي ... فيمكن التعديل بها أو حتى محيها

كثير من الرجال يذم المرأة

يجعلها محور كل النكبات التي تتهاوى عليه

ولم تسلم هذه المخلوقة الناعمة من تهجمه عليها هنا وهناك

الغالبية من المفكرين كتب فيها وعنها ذاما إياها

حتى ليخيل لنا أنها كانت السبب في جحيمه وعذابه وويلات زمانه

فالفيلسوف الفرنسي أناتول فرانس قال عنها

المرأة كالعقرب تشق طريقها في الحياة

بأن تلدغ من يقف في طريقها .


والفيلسوف ابقراط شبهها بأنها المرض


والكاتب الروائي هنري مونترلان قال

المرأة هي الاشمئزاز

وفقدان النطق والجهالة العنيدة


هل يعني أننا نصب غضبنا على الأنثى متناسين أنها

هي الأم والأخت والابنة والحبيبة والصديقة والسكن

تناسينا أو تناسى هؤلاء

بأن الرجل هو في الأساس سبب كل ويلات ومصائب المرأة

هو من يجعلها في دعة قطة

وهو من يجعلها في شراسة لبوة

هو من يجعلها شلال عطاء لايتوقف

وهو من يجعلها جلمود صخر

هو من يستطيع أن يكون في نعيم ابدي معها ومن خلالها

وهو من يجعلها تعيش الجحيم وحدها

إنه الرجل في كل الأحوال

فبالله عليكم كيف نلوم من نحن تسببنا بالأصل في إيذائها



مجرد كلمة إنصاف ليس .... إلا

جميعنا نريد الوطن الجميل

جميعنا نأمل في مجتمع خال من العهر والعري

لكن كيف الحال إلى ذلك ونحن أصبحنا أسياد الرذيلة

نحن من عرف طريقها من منبعها وتفننا في كيفية نشرها بين شبابنا

قنواتنا كانت فيما مضى ذات مغزى والان لها ألف مغزى

الوطن الجميل ياسادة يكمن حين نستطيع السيطرة على شهواتنا

حين نستطيع كبح غرائزنا

وكيف يتحقق ونحن نكيد لبعضنا

نستعدي الغرب على جيراننا

نكمم أفواه أحرارنا

نكبل أقلام شجعاننا

نقتل الغيرة في رجالنا

نقشع ثوب الحياء عن نسائنا

كيف بالله يكون ذلك ؟

أخبروني حتى أستطيع أن أقول أننا في وطن خال من الرذيلة


محطاتنا الفضائية واه من محطاتنا

أصبح سوسها ينخر في عقول شبابنا

والزعم هي حضارة

والهدف لم يكن سوى هدم وتجارة

والنتيجة بلا شك عظيم خسارة

هذا هو حال وطننا مع عظيم الأسف

هذا واقعنا المنحرف


أوطاننا هي ثقافتنا وعقائدنا وقلوبنا

هي بين أضلعنا وفي تجاويف أدمغتنا

متى ماتحررنا من عبودية أنفسنا ومن شهواتنا

متى ماحاربنا الرذيلة بكل صورها ومعانيها

متى ما استطعنا أن نفرض مانريده لا مايفرض علينا

عندها فقط نستطيع أن نقول أننا نملك وطنا جميلا


ادم يريد الحب كيفما كان

وحواء تنشد الحرية بأي ثمن

معادلة ليست معكوسة

ولكن هي فقط وجهات نظر ومفاهيم عاطفية

أورثها أعداء القيم

شجع عليها من يريد هدم حضارتنا وتقاليدنا


ونحن للأسف

وعظيم الأسف

ننساق لها وننحرف





هذيان ...لا ...أكثر