أعترف باني احلم أن أرى دنيا بلا نساء

ولا رغبة جامحة تجاههن ولا اشتهاء


ليس كرها

ولا غضبا


بل يكفينا ياذوات النون

مانحن فيه من إبتلاء

هي إمرأة لا أقل ولا أكثر

تنظر للمرآة اذا ما خيم الليل

تتأمل حسنها الفتاك

وتقول بنعاس

أريد أن أتحرر


هي إمرأة لا أقل ولا أكثر

تقوم كل ليلة

بكتابة مذكراتها

في الدفتر

واذا وطئت قدماها

في البحر

فان الماء يتبخر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر

ترتدي الأبيض والأسود

ولاتكترث بـ سين أو صاد

وترقص في الجوار

اذا ما الجو امطر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر

جميلة المنظر

اذا حضرت

حضر الياقوت والمرمر

واذا ذهبت

أصبحت هموم العالم أكبر




هي امرأة لا أقل ولا أكثر

اذا ماتوسطت النساء

هي الاطول

اذا ماجلست

هي الاجمل

اذا مابتسمت

هي البلسم

اذا ماغضبت هي الاخطر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر

اعتلت التاريخ

فلا قيس تجرأ

ولا عنتر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر

اذا ما حاولت تدبير شيء

ادخلت الف عاشق

مابين زنزانة ومابين عنبر




هي امرأة لا أقل ولا أكثر

تسير الطبيعة خلف خطاها

وتميل لمحياها

غصون الاشجار

وتتفتح الازهار

وتشهق غابات الصنوبر



هي امراة لا اقل ولا اكثر

ليس لديها جناحان

ولكن السحاب بين يديها يتدور

لا تطير

ولكن السماء اذا ما شاهدتها

تضيء تخجل

والارض تنبسط وتتكور




هي امرأة لا أقل ولا أكثر

اذا ماعبرت الريح بجانبها تتوقف

اذا مالامست الوسادة خديها تتحور

وفي حضرتها يتموج البحر ويتهور



هي امرأة لا أقل ولا أكثر


جدائها خيوط شمس

وملامحها ايات الجمال

لمن يتفكر

وشفتيها موال

لمن يتدبر




هي امراة لا اقل ولا اكثر


في منزل السلطان تتمخطر

ورمشها اوقع

بكسرى وقيصر

فمن يصدق ويتصور

انها جعلت خواتم الملوك تتلئلئ

وان الكلام في حضرتها

ينكسف ويختصر

ويحتضر ويتبلور



هي امراة لا أقل ولا أكثر

لا أطول ولا أقصر

العاشق من أجل امراة يتهندم

الحاكم من أجل امراة يتنحنح

وشعوب العالم كلها

من اجل المرأة بدأت تتقدم

وتتحضر



هي امرأة لا أقل ولا اكثر


حقوقها كانت لاتنطق

وأصبحت صورها على الجدران تلصق

كانت في التراب تدفن

واليوم أصبحت هي الاشطر



هي امراة لا اقل ولا اكثر


قديما كنا نطلب قطع لسانها

واخراس صوتها

واليوم أصبحت

اجمل من طعم الشاي المعطر




هي امراة لا أقل ولا أكثر


قديما كنا ندفنها في التراب

ونغطيها بالأثواب والقمصان

واليوم تسير بيننا بالعاري والممزق

بالقصير والمخصر


هي امرأة لا أقل ولا أكثر


بدونها سيصبح العالم أسوأ

وبوجودها ستكون الفتنة أكبر

حبها محلل

والنظر اليها محرم

وجسدها يجبر ازدحام الشارع

على أن يتوقف

وأنحائها الكبرى والصغرى

تغزو العيون

وتتأمر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر


اذا ماضحكت أسرات القلوب

واذا مابكت

كل معالم القسوة تتكسر



هي امرأة لا أقل ولا أكثر


اذا تكلمت

تصمت الافواه

تلفت الانتباه

اذا مادخلت في نزاع

تهدأ الحرب وتتخدر




هي امرأة لا أقل ولا أكثر


ان رضينا بها سننعم

وقد نندم

ولن لم نرضى بها

فبلا شك

سنتحسر

جنون من مملكة الجنون

لم يحدث أبدا

أن تسرقني إمرأة

من بين معاشر النساء

ان تكون لي الأرض

وأن تكون لي السماء





لم يحدث أبدا

أن ترتبني إمرأة

لتصفف مع شعري الصبح

ولـ تلبسني المساء





لم يحدث أبدا

أن أصادف إمرأة

تجعلني كونا

تهديني لونا

تكتبني حرفا

جديدا عن أحرف الهجاء





لم يحدث أبدا

أن تسقط كـ القمر

من السماء

وأن تخطفني من بين الناس

لم يحدث سيدتي

أن تسقيني عطرا

أن تطعمني وردا

وأن تلقنني درسا

في الإملاء





لم يحدث أبدا

أن تجعلني أحضن الهواء

وأن أسير بجانب

جداول الماء

لم يحدث أن تحبني

إمرأة بكل هذا الدهاء





لم يحدث أبدا

أن تجعلني إمرأة

أنام بين عينيها

لم يحدث أن تطعمني مثلك

من نهديها

أن تسقيني من شفتيها

بكل هذا السخاء





لم يحدث أبدا

أن تحبني إمرأة

في السراء

وفي الضراء

أن تقيم من اجلي

حفلة شواء

أن تغازلني بقوانين الاشارات

وبعلامات الإيماء





لم يحدث أبدا

أن تأخذني إمرأة

لبلاد العشاق

أن تفتش عني فوق السطور

وبين الأوراق

لم يحدث سيدتي

أن أشعر مع إمرأة

بكل هذا الإرتقاء





لم يحدث أبدا

أن غازلت إمرأة

منذ عرفتها

حتى حان موعد اللقاء

لم يحدث سيدتي

أن أشاهد إمرأة

بكل هذا النقاء

لم يحدث ان أحتال عليها

كي تطيل البقاء

لم يحدث أن تذيقني إمرأة

كل هذا الرخاء

وكل هذا الشقاء





لم يحدث أبدا

أن تكون كـ الشمس

وأن تهديني قبلة

حمراء

أو ان تكون كـ الريح

وأن تضمني

من الوراء





لم يحدث أبدا

أن تداعبني السنة

بفصولها

أن تراقصني الأشجار

بغصونها

وان تأتمنني الغابات

على أسرارها الخضراء





لم يحدث أبدا

أن أقابل إمرأة

تحدثني البحور

من اجلها

وتحكي لي قصص الأنبياء

تخبرني الكواكب

من اجلها

عن لياليها السوداء





لم يحدث أبدا

أن يصعقني كل هذا التيار

أن أتسائل قبل أن أطلق عليها

الألقاب والأسماء

لم يحدث سيدتي

أن اشاهد بين عيني إمرأة

جنة و نار

وأن تنزع الزهور ثيابها

من اجلي

لتخبرني كم هي عذرية

وكيف هي ملساء





لم يحدث أبدا

ان يجتاحني كل هذا الاعصار

أن أشعر بالسلام

وأن أشعر بالدمار

لم يحدث سيدتي من قبل

أن تلملم إمرأة

ما بداخل قلبي من أشلاء







لم يحدث سيدتي

أن التقي بـ إمرأة

تخلق الحب

في كل الأشياء

تسرق الحزن

من جميع الأنحاء





لم يحدث أبدا

أن اتسائل

وان أحتار

أن أشعر بالفطنة

وان أشعر بالغباء





لم يحدث سيدتي

أن أشعر

عن كل اللواتي

سبقوك أنهم

كانو وباء





لم يحدث أبدا

أن تفسح لي الشوارع

كي أشق طريقي

أن تنزاح الجدران

من أمامي

كي اتجه مباشرة

إليك إذ الله شاء





لم يحدث سيدتي

أن تمحو إمرأة كل

مواجعي

أو ان تكتب لي

وصفة دواء





لم يحدث سيدتي

أن تعطمني إمرأة نفسها

وان تقول لي

بالهناء وبالشفاء





لم يحدث أبدا

أن تــتـقــن إمرأة

في حياتي

كل هذه الأدوار

فـ تكون

حورية في الليل

وطفلة في النهار

وصيفا في البرد

وحطبا إذا ما حضر الشتاء





لم يحدث أبدا

أن أرفع لـ أمرأة

رايتي البيضاء

وأن أسلمها مفاتيحي

وأطرد من أجلها الحراس

لم يحدث سيدتي

أن أ حـب بـ نــبــل الأمــراء

وبـ صـدق الفقراء





لم يحدث أن تطرد

أمرأة من قلبي

كل هذا الحزن

أن تمسح عرق جبيني

بحبات القطن

وان تضعني فوق شالها

وفي جيب

معطفها الفراء





لم يحدث أبدا

أن تهديني إمرأة

حبا ينزع

عني البلاء

وأن تحرمني من قبلة

لـ تهديني الأخرى

في الخفاء

لم يحدث أبدا

أن أحب ذنبا

وأن اعشق إبتلاء





لم يحدث أبدا

أن تــشـعــرني إمـرأة

ان عمري قبلها

قد ضاع هباء

وأن كل ما كـتـبـتــه

من قبل

كان مجرد هـراء

يهودي أنا كما يصفونني

أرتدي فوق رأسي قبعة بيضاء

وازور الكنيسة

وأقف أمام الراهب

وأضع حول عنقي سلسالا وصليب





هكذا تقول شعبنة ليلة الخميس

أنني قليل دين

وأن إمام المسجد

يحلل دمي بعد كل خطبة

لآني في فكري غريب





وهكذا يقول السادة الأفاضل

سيقيدوني أمام الجميع

ويصرخ المتحدث الرسمي

إن هذا البحر لفاجر كبير

فقط لانه يتحدث من مبدأ

يجهله الخطيب







يهودي أنا

وقد اجمع علماء نزف على ذلك

وبينهم رجل ناقص عقل ودين

فهم سيقفون امام الله

ويشهدون انني اجهل اركان الاسلام

واكتب الحماقات

واغزو تفكير الكثير

وانهم كلما جلدوني كذبا

جرحي يطيب









ونصراني انا

احضر كل ليلة الى هنا

لأكتب عن الحب بلغة البابا

وكل من يتبعني سيدات

ومراهقات واطفال

مازالو يرضعون الحليب









وكافر أنا

اريد أن احرر مخالفة مرور

لكل من يقول الله والرسول

ولكل من يكتب شعرا

لا يأتي على ذوق سيدي المسئول

ولكل من يقول أنني

لست أديب









وعلماني أنا

برنامجي المفضل دين ودنيا

افصلهما عن بعض كل ليلة

ولايحق لي أن

أتحدث

أو أهمس

أو أجادل

فكلامي مردود علي

فأطبقوا على فمي

قبل أن يتغزل ويذيب







ونبرالي أنا

لا بأس ان كانت لها

نفس الوقع على اذان السامعين

ولكن اكتبها للسادة المثقفين

نبرالي أنا

لأنني عندما أكتب

يختلط في قلمي الاه والدواء

ولايوجد فرق بين مريض وطبيب









مسيحي انا

لاني كلامي أصبح سحرا

ولآن قلمي شق البحر

ولأني قرأت التوراة والانجيل

مسيحي أنا

لآنني وقفت كـ عصا موسى

وهششت البهائم

التي تدعي انها

تنصفني من الشعر

من اجل قبلة يانصيب











وشيعي أنا

لأنني لابد وأن يكون لدي سر

ولانني غامض

ولان كتاباتي لاتدل على عنصرية ما

ولا ضد طائفة ما

ياله من شيء محير

ياله من شيء مريب









ورافضي أنا

لانني أرفض كل الهرائات

التي اسمعها كل يوم هنا

ولانني اغلق الباب

في وجوه كل المزيفين هنا

رافضي انا

لانني رفضت ان اصبح

ناقصا كجلادي المتابع لي

كـ ظلي القريب







إسرائيلي أنا

وتوجد ثلاث نجمات على جبهتي

ورائحة النساء

تسكن فوق مخدتي

ويغار مني رجال كثير

لذلك وجب مني التحذير

فانا من اسرائيل

وانا حر تكفيه اشارة

وهنا لايوجد رجل لبيب









وصهيوني أنا

أقف كـ قطاع الطريق

لا أسرق الا قلوب العذارى

وحقائب المسنين

وأبيعها في سوق اليهود

أصبحت أنا

روبن هود

ومطلوب لعدالة اللغة

ولعدالة النساء

ولعدالة الدين

وستصاغ من أجلي قوانين

طبعا فأنا محط

الاهتمام والترحيب





سني انا

ياسادتي المغفلين

سني أنا

وتعرفتي القلوب

وتحفظني الجماهير

سني أنا

ولو كذبتم الف مرة

وملئتو الصحف عني

أخبارا وأقاويل

سني أنا

أحب ربي

وأحب سيدي المصطفى

الحبيب



كتبت بقلمى

في ساعة غضب

همسة أخيرة :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا }

صدق الله العظيم

الحمد لله في الاول والاخر على نعمه الاسلام

التي اخرجنا بها الله من الظلمات الى النور

هو الاسلام دين تسامح وتعايش

مع كافه الاديان والقوميات

اختصنا به الله رحمة منه

وفضلنا على من قبلنا تفضيلا


أخيكم جنون قلم

إستسلام ...




أنا أثق في ذوق إبليس

فكلما تعرفت إلى إمرأة ذكية

أوقعني في حبال المثقفات

وكلما أحببت إمرأة طيبه

عرض علي آلاف المخلصات

وكلما عشقت إمرأة جميلة

زارني بـ آلاف الفاتنات

وكلما اعتقدت أني وجدت إمرأة

تختصر كل النساء

حضر ومعه جيش من المغريات

وحده أبليس

من لايجعلني أتوب

ويجعلني أخون و أخون

فـ مرة أحب سعاد

وتارة أعشق ميسون

وأقع في غرام الانسات

وأهوى تلك التي تترك من اجلي

سيدها المصون

واحتار إذا ما بكت على ذراعي الارامل

واذا مازارتني المطلقات

مثل روميو أكون

وهكذا ,, ظللت أخون و أخون

اذا ماتركتني ليلى

عادت من أجلي سعاد وميسون

واذا ماهجرتني سلوى

طرقت بابي فتون

فكيف لا أخون

وحده إبليس من يحفظ جدول مواعيدي

وينظم في عالم النساء

حركة المرور

فـ أستيقظ على صوت القمر

وأتصبح بـ أنثى الغيوم

وترافقني تلك الى عملي

وتلك تصنع لي كوب يانسون

فكيف لا أخون

وإبليس قد أقسم بأن

يصنع مني شمشون

وجنوده يعقدون بسببي الاجتماعات

فـ خنزم يختار لون العيون

ولاقيس تختار لي القوام الممشوق

ومطرش يختار لي الوزن والطول

وما أدراكم ما يفعله شمهروس و ميطرون

أحدهم يختار لي أجمل الملامح

والاخر يتبنى المواهب

أحدهم يختار لها قميصا لتفتتني

والآخر يصنع لها بنطلون

وهكذا ياسادتي الافاضل

أصبحت خائنا و ملعون

بتعاقب الليل والنهار

أخون و أخون

إلى أن تدخلت الملائكة في الموضوع

فقد اشتكاني الكرام الكاتبون

فلم يبقى لملك كتفي الايسر أوراق

فكيف يسجل كل هذه الذنوب

فحضرت تلك التي تقاتل عليها

الاولون والاخرون

أمرأة من نار ومن نور

عيناها كـ اللؤلؤ المكنون

شفتاها قصة تبدأ من لون الرمان

وتنتهي بـ إبتسامة

توفي من أجلها هارون

لا أعلم من أين أتت

فلا حوريات البحر يشبهونها

ولا نساء الجن يشبهونها

وتوفى مئات الفرسان

قبل أن يشاهدوها

في ملامحها كتب ابن خلدون

وحلم بها الصالحون والتابعون

وأرخت كتب تفسير الاحلام

وقامت من اجلها المعارك والغزوات

وانهزم بسببها جيش الروم

ومن اجلها

أصبح الشعراء

يقولون ما لا يفعلون

ولطمت النساء

وأصبح الرجال لا يتزوجون

من أين أتت

وكيف أتت

وهل أنا المقصود

أخبروني ما المطلوب

فالكلمات أصبحت لاتسعفني

وهربت من بين أوراقي السطور

طيلة هذا الشهر

وانا أؤلف القصائد

وأكتب الخواطر

وأشعر أنني مجنون

فأخبريني من بعدك

كيف لي أن أخون



لكم من جنون قلم ود يلامس مشاعركم ..

من ماض وأمس

يستحق البتر

ليعلو الضجيج على تمتمة الهمس

لنشاهد دون أن نستعجب

كيف الإنسان يغدر بأخيه الإنسان

معللا ذلك

بان القيم لم تعد تقاس بالمواقف

وإنما أصبح المقياس

هو الدولار واليورو والدينار والفلس


ضاربا بعرض الحائط

كل ماهو جميل

مبررا ذلك انه على كل شيء ساخط


لاتستغربوا أيها المجانين

فنحن في عصر واوان

جلس الفقير مكان السلطان

وتلاشى زمن تتشاجر زينب مع أم علي

على من يطبب ويراعى جارتهما أم سلمان



لاعليكم من مدخل متخبط

صاحبه لما مضى يتأبط

سنفتح بهدوء وبلا ضجيح

جزءا من صفحة الصداقة

لنعرف ماذا نريد نحن من الصديق

في زمن الكساح والإعاقة


الصداقة ياسادتي فيما مضى

لها السبق على الأخوة

فالصديق كان الأقرب للروح

كان المستودع لأسرارنا

كان الأمين على مشاعرنا

وهفواتنا

وانتكاساتنا

كان النجدة

كان الأسرع

يواسي

يسمع

يعالج

يكون مكانك عندما يستدعي الموقف ذلك

ينوب عنك كأنك تشاهد الحدث

ناصح أمين

يحزن كأنه أنت

يبكي كأن المصاب يخصه




أما الآن

فاجزم بأننا نادرا مانجد ذاك الصديق

الذي يشاركنا لحظات الضيق


الصديق الآن ياسادة

هو من يفرح لك

فقط عندما يستدعي الموقف الضحك

أما في الشدائد فلا وجود له

يتبخر

يتلاشى

يشاهد من بعيد

يجعلك تشعر أن كل حساباتك

قد صارت خيق بيق




مدخل عقلاني

جميعنا نحلم بمن يشاركنا مشاعرنا

يفرح لفرحنا

يتضامن حزنا مع دموعنا

يربت على أكتافنا

نستأمنه على أدق تفاصيلنا

نبوح له بكل مايجول بدواخلنا

قطعا هكذا نوعية

وهكذا بشر

لازالوا يحيطون بنا

فقط نحتاج لنعرف الطريقة والكيفية للعثور عليهم

في زمن تلخبطت موازينه

وتبدلت معاييره



محبكم جنون قلم

فانتازيا


في رحلة من رحلاتي المكوكية

والتي اعترف أنها دوما تكون مرهقة للجسم وللفكر

قابلت في المطار أثناء انتظاري لطائرتي التي ستحملني على جناحيها

ذاك العجوز والذي أنهكته السنون

وتجاوز مستوى انحناء ظهره مستويات الانحناء الطبيعي للانحناء

جلست بجواره

ألقيت السلام

تنحنحت بقصد فتح حوار تطفلي كعادتي

فانا من هواة الأحاديث الجانبية

وخصوصا في مواقف كهذه تستوجب قتل الوقت

وفجأة شعرت أن العجوز كان فقط ينتظر الإشارة لبدء مثل هذا الأمر

اخذ يسترسل في السرد بداية من أيام شبابه

ومرورا بمراحل تجربته وخبرته الحياتية

ونهاية بما هو الحال عليه معه ومع أولاده وأحفاده

ولا ادري كم مر من الوقت !

المهم أن المذيع الداخلي أعلن عن قيام رحلتي

ولملمت أوراقي بسرعة البرق مودعا ومعتذرا من ذاك العجوز الطيب

وبنفس السرعة والدراماتيكية المعروفة عن العرب

استويت جالسا في مقعدي بالطائرة

وبينما أنا مسترخي بالمقعد

والطائرة تأخذ وضع الاعتدال في السماء

لا ادري لماذا وقعت عيناي على ظرف حملته معي

دون أن اشعر به أو كيف وصل لي

فتحته فوجدت فيه ماهالني وألجمني

وجدت بعض قصاصات صحف

وبعضا من صور قديمة جدا لأطفال ونساء وشباب

وصور العجوز الذي ودعته قبل لحظات في صالة السفر

تتوسط اغلبهم في مراحل عدة من حياته


كيف أتصرف

وأنا بالكاد أتذكر ملامحه

تلفت يمنة ويسرة

خطرت على بالي فكرة أن أضع هذا المظروف أمانة لدى احد ملاحي الطائرة

ليرسله لجهة المغادرة في اقرب فرصة

ناديت على احدهم وأخذنا نتفحص هذا المظروف

افرغناه لعلنا نحظى بعنوان أو رقم هاتف يدلل على مكان صاحبه


بحثنا ونقبنا ولم نجد شيئا

لكن لفت انتباهنا أنا وهو ورقة ملفوفة بحرص

فتحناها بعناية

وجدنا مكتوب بها

من وجد هذا الظرف

فليسلمه لإبني (إبراهيم) المتوفى عام 1945م

يظل ما بداخلنا

على رصيف المساءات

ينمو الإنتظار أمامنا ...

ولا نستطيع البوح

حتى في صلاتنا نهمس بالدعاء


في مساحات العذاب

ليس بوسعنا أن نتكلم



بل ...


صار لنا أن نتألم من الحب

ومسموح لنا أن نبكي

سأمتطي لغه أخرى للرقص

على انغام إحساسك

وسأبقى فارسا لحروفك

ستبقى ذاكرتك تروي أساطير كلماتي

وستتقلبين على فراش حروفي كل ليله

لن تنسى روحك يومآ...شامخ