خرجنا في منتصف الليل , وكان الجو هاديء , لدرجة تجعل النفس تهدأ وترتاح لمن أمامها أكثر
ف تتحدث عن أشياء تكبتها منذ زمن ، وسببت لها ألم لا ينسى ,
ف كنت أنصت أكثر من أن أتكلم ك عادتي .,
سمعت ذكريات كانت جميلة جدا من فتاة لم تتجاوز سن العشرين ,
وقد إرتسمت على شفتيها إبتسامه عجيبه , تجعل من ينظر إليها متفائل
عجبا لها ( أتجعلها الذكريات سعيدة إلى هذا الحد ! ؟ ) , ماذا عن حاظرها !
كانت تتحدث عن طفولتها ف هي لم تكن طفلة عاديه ,
بل كانت شقية جدا لدرجة أنها لم تنم يوما والجميع راض عنها
وب الرغم من هذا ف هي عنيده وتستطيع السيطره على الجميع وبالأخص ( والدتها ) ,
أخذت الأحداث تقترب حتى وصل سنها ل العاشره والنصف ,
ف كانت تقول بصوت هاديء , ( أول مرة أشعر ب أني في منتهى البراءه , !
أول مرة أشعر ب أني أحتاج لجرس تنبيه قبل هذا الحدث
فقد دخلت لغرفة والدتي وكان ذلك اليوم هو يومي حسب تقسيم الجدول بيني وبين إخوتي الخمس
( لإطعام والدتي المريضه , )
ف عندما إنحيت لها وقبلتها وهي لاتحرك ساكنا فقط صامته !
بينما كنت أحرك طعامها كي أقدمه لها وأطعمها,
كنت أقول في نفسي :
( ماذا لو تموت أمي ؟ ! ) ف بكيت لمجرد أنني تخيلت هذا الحدث !
ف رفعتها قليلا وكانت أطرافها بارده وعروقها واضحه بشده , لم أتحدث معها
فقط أدخلت تلك المعلقه في فمها وبسرعه أخرجتها حينما لاحظت عدم القبول ,
ناديت بصوت ممتلئ ب الخوف من الفقد ............( يمه )
واخذت أرددها حتى إرتفع صوتي وإجتمع الجميع حولي ,
كنت أصغر من أن أحتمل هذه الصدمه , أصغر من أن أنظر إلى والدتي تلف أمامي وتذهب دون عوده !
كنت أصغر من أحمل أختي الصغيره لأسجلها في المدرسه
أصغر من أن أعد الطعام حسب تقسيم الجدول , أصغر من أحمل أعباء المنزل وأترك دميتي في زاوية غرفتي
تفتقدني كما فقدت والدتي ...........
أصغر من أن تكون طلباتي ينقصنا ( لبن , دجاج , خبر , وبعض الطماطم ...........الخ )
ولكني علمت أن أمي لن تعود !! , ف قررت أن أكون أم لإخوتي
ياه ! ماهو حجم الألم بقلب تلك الطفله !
كم هو عمرها لتتألم هذا الألم وتعيش هذا الموقف ! ؟ ( اللهم لا إعتراض ) ..,
سكتت قليلا ثم قالت : عندما أكون مريضه أتمنى وجودها , ثم بكت ! ,
ي الله عظيمه هي ( الأم ) , كبيرة هي حاجتنا لها ,
كم مرة أخطأنا بحقها , كم نسينا فضلها , كم تذمرنا من أوامرها وطلباتها !
هل نستطيع تحمل هذه الحياه بعدها ؟
من يدير أمورنا ويصرفنا ينبهنا إذا أخطأنا ويوجهنا ,.
أمي أعتذر لك بحجم السماء , ف أنا لم أكن سوى طفلتك التي لم تفيك حقك ,
لك الحمد ربي على أن جعلتها تعيش معي حتى هذه اللحظه ,
لكي أستطيع ترتيب أموري معها وبرها والقدره على إرضائها , .
إتركوا الدنيا بما فيها , ف إنها فانيه , إبعدوا عن تفاهات الأمور وإجعلوا الهمم دائما عاليه , حاولوا إرضائها ولو بالقليل
حتى وإن كانت والدتك تحت التراب هذا لا يمنع من تحسين أوضاعك ف هي تشعر بك
و لاتنسيها من صالح دعائك , سواء كانت تحت الأرض أو فوق الأرض .,
ل قلوب أمهاتنا
منقول
تعليق