....(الوداع الأخير ) ....
قد حان واقترب موعد اللقاء.. ولكنه لقاء غريب في مسماه فريد..
لقاء يحمل في ثناياه بتصافح الأيدي الوداع الأخير...
ها أناذا التقي بكم أحبتي في ما بقي معي من صفحات حياتي الاخيره..
نعم أحبتي هذه ملامح قصة يحكيها الوداع الأخير..
فلنرى معا صور منها ولندع الصور تتحدث بلغة الحروف ؟!
فلندع ملامح القصة تحكيها الدموع التي تطوف حول العيون ؟!
فلندعها تتحدث ولتلتزم أحاسيسنا ومشاعرنا الصمت...
تروي صديقتي الحروف القصة..بدايتها قرعت أحرفي بيوت الكلام عندها ألقت التحية ع سطور الورق
فحياها الورق وادخلها إلى مجلس الحب..
في بادي الأمر استغربت حروف منها كيف تحييها بمجلس الحب !!
وهناك عزاء في المنزل المجاور لها أم أن سطور الورق لا تهتم لمصاب جارها ؟!
ولشدة نباهتها وفراستها كما عرف عنها قالت سطور لضيفتها حروف :
من شدة حزني ع مصاب جاري ادخلتكي هذا المجلس وتركت بقية المجالس مغلقه وسوف تعلمين بالنهاية لما؟!
ولكن دعيني أولا أقوم بواجب الضيافة نحوك فليس من عاداتنا أن لا نمتع الضيف وهو يجوب سطورنا !!
رأت حروف الحزن في ملامح سطور ولكن كانت تحاول تخفيها ببياض لون صفحاتها وعلو ابتسامتها
رغم سواد بعض الحبر ع جبينها وحول وجنتيها..
(هم بعد الأنسه حروف عندها فراسة ما تقصر يعني بنات ويفهمون ع بعض من نظرات الحبر داخل زحمة ظلام القلم )
ما علينا نرد للموضوع..وين كنا اممم ايه تذكرت.. لحظه أشوف..
إيه بعد واجب الضيافة دخلت كلام الأخت الكبرى لسطور وبدت السوالف قصدي بدت بداية القصة
سألت حروف من هو الوداع ؟؟ وشسالفة زحام الحزن والألم عند بابه ؟؟
ناظرت كلام أختها سطور..
وسال الحبر فوق بياض الأوراق ..ما هي إلا ثواني خيم سكون بعدها جف الحبر وبدت كلام الكلام ؟!؟!
الوداع اييييه الوداع (قالتها بزفرات الحسرة والاه وكأنه نالها جانب من قسوة ذلك الظلام؟)
انه الوداع جار لنا منذ سنين يعرفه البعيد والقريب كائن حي مميت؟
يكرهه الجميع رغم طيبة قلبه ألا أن ملامحه قاسيه يخبئ في أعماقه حزن مرير..
يضحك بشراسة في وجه من يعرفهم وينكسر بداخله عندما يرى دموعهم تذرف..
كما يعرفونه بعض من يسكن بالحي المجاور..بأنه صاعقة تنزل بأرض الخفوق ..
ويشتعل ليل السهر بهشيم الذكريات(مقتبس من صحفي اخر)
عادت كلام مرة أخرى للكلام بعد تأمل طويل في صدى الصمت!!
فأشعلت سطور النار بكامل الأوراق متأثرة بجراح أختها؟؟
ألا أنها أضافت عليها بعض من الطيب والعود حتى يسود المكان بعض الاسترخاء والهدوء..
رغم أن المكان لا ينقصه مزيد من ذلك الصمت..
تتحدث كلام عن نفسها وتقول : في ذلك اليوم كنت ككل يوم كثيرة الكلام مقلة للصمت..
لا استأنس بحديث لا يليق ولسمعتي يعيب..وأتطفل على كل من أراه حزين وأدخل بعض السرور إلى نفسه..
ثم أغادر بضحكات تعم أرجاء ذلك المكان وانسحب بهدوء وصمت ؟؟
هذه هي حالي في كل وقت وزمان.. أتحدث بما يسر الاخرين..
ولالامي اخفي في بحر النكات رغم أسرها من قبل قيود الأنين ألا أنها لا تشعر الاخرين بها
وتستمع لمن حولها وللخير فارسة تجيب..
في ذلك اليوم والذي أصبح يتكرر في كل يوم..
كان الوداع يراقبها بشغف و جنون كان معجب بتلك الطفلة الكبيرة كما يصفها دائما..
حاول مرارا أن يتقرب منها ألا أنها لا تجيبه لهدف كانت تسمو إليه دائما (خالص في ذاته نبيل)..
وهي أن لا تعطي امالا واهية للغير ولا أن يعيش غيرها مرارة الألم بسببها ..قلت لها:وكيف ذا؟
وأنتي كما هو معروف عنك انك إنسانه محترمة راقية فكيف تكونين سبب لالم الاخرين؟؟
قالت لي وهي تبتسم جاهدة(على مين تضحك على نفسها ولا علينا تخفي ملامح الم وعذاب
حول ابتسامه باهته لا حول ولا قوة إلا بالله ..الله يعينها على بلاها بهالدنيا)
قالت لأحرفي :
عندما لا يستطيع احد منا بهذا العالم أن يكون سبب في سعادة الاخرين فالأفضل لنا ولهم
أن لا نكون عونا مع الالام عليهم فنكون سببا بعد ذلك في إيلامهم..
لم تفهم حروف المعنى في بداية الحديث ..كلام مشفر بلغة الإلغاز المفخخه
(طبعا تتساءلون حضرت جنابكم وشلون مفخخه ليه داشين أجواء حرب مفخخه وملغمه ؟؟ لا طبعا..
ركزوا في المضمون تعرفون بعدها وشلون تفكون شفرة الحروف)..(هي بصراحة أجواء حرب بس حرب بين الدموع والصراع بين البقاء والرحيل الذين أنجبوا في نهاية هذه الحرب طفل يتيم لا حول له ولا قوة فكان الوداع.. تركوه بلا ذنب يصارع قسوة الحياة..يعني لا تلومونه على قساوته إلي اتخذها من حزن البشر)..
ولكن بعدما أمعنت حروف في كلام الكلام قليلا وتأملت تعابير وجهها أيقنت المعنى بمشاعر رقيقه ومرهفه..
تتابع كلام ما بقي من شجون القصة مع مرور الأيام قررت أن أتحدث إليه كما أتحدث مع الجميع من منطلق الأخوة لا غير
وإنني لست ككل الكلام..
فانا أعيش على ابتسامات الغير التي احصد بذورها بزرعها على محياهم فاسعد برؤيتهم سعداء
فتنتقل بعض تلك السعادة لي بشكل غير مباشر !!!
(أتحدى احد فيكم فاهم السالفة والله ما تدرون وش الهرجه بس أنا اعرف ولن اخبر أحدا..)
فأصبحت محبوبة لدى الجميع احترمت من أمامي ف بتالي كسبت احترامهم لي ومحبتهم وهذا ما قاله لي الوداع يوما..
قال لي انك كالفراشة المضيئة عندما تطيرين في سماء أرضنا يشع منك نور ينظر إليه الجميع ويرتقب حضورك باستمرار..
انك كالزهرة تنشر بعبقها العبير وتموت من اجل رؤية سعادة غيرها !!
كوني كما أنتي محبوبتي فاني هكذا احبكي كما أنتي..قالتها مرة أخرى وفي نبراتها همس الأنين..وألم حنين..
كوني كما أنتي محبوبتي فاني هكذا احبكي كما أنتي ..
قالتها بتلك الهمسات وتلك النبرات المتقطعة كالحن ناي حزين؟؟
قالتها وهي تتحدث كأنها في الزمن القريب من أمسها الذي أصبح غريب عنها بعيد من اثر بعد السنين؟؟
عندها أحست بشحنات كهرباء تصعق جسدها الهزيل
محبوبتي
و..
و
واحبكي..
تكمل سحابة صيفها الملام..
كنت اعرف في قرارة نفسي بشعور تلك الأمواج الهوجاء التي بداخله اتجاهي..
ولكنني كنت أتجاهلها وأحاول أن لا التفت إليها والقي لها بالا حتى لا تصيبني صاعقة الجنون
والتي طالما كنت اضحك عندما أرى غيري يذهبون إلى حافة الجنون بأنفسهم مشعرين من حولهم بحلاوة ذلك الشعور..
وتناغم الإحساس..يالغبائهم يفرحون بما يسبب لهم التعاسة والألم ويبكون أنفسهم عندما يخونهم ذلك الشعور الذي زلل كيان ذلك الجسد؟؟
غريب أن يحب الإنسان وهو يعلم أنها في النهاية دغدغة مشاعر مؤقتة تنتهي عندما ينتهي ظلام الليل وتشرق شمس النهار ..
ألا يعلمون أن كلام الليل يمحيه ضوء النهار؟؟
ومع هذا كنت أو ظننت أني كنت أقوى وأعقل بكثير من حال هؤلاء..ألا أن هناك هزات أرضية حاصرت ارض فؤادي !!
ومع هذا ظللت كما أنا لا اهتم بمشاعري ولكن ظللت اهتم بمشاعر الاخرين على حساب نفسي ؟؟
تكمل وتقول:
بعد زفرة طويلة تمزقها الاهات ..أخذت أحصن نفسي من تلك الهزات وأحاول أن اثبت ارض فؤادي بقيود طبيعتي وذاتي فلطالما أحببت ذاتي !!
لا..ليس غرور..
وإنما أحبها من اجل حبها السامي لمعنى الحياة ..وهي بأن نؤذي أنفسنا ولا نحاول أذية غيرنا حتى ولو كانت على حساب مشاعرنا وعواطفنا !!؟؟
هذا هو الحب السامي الذي علمتنيه ذاتي واقتبسته نفسي..
انتظر الوداع الرد ..
انتظر طويلا لأجيب..
وكالعادة أخذت إجابتي محمل المزح والدعابة حتى لا يرى وهمه ذلك النور والذي سيكون سببا
بعدها بان يعيش في ظلام دامس؟؟!!
فرجعت مرة أخرى إلى حيث مكان رفاقي ولحق بي واخذ ينظر إلي في صمت وغضب شديد!!
كنت امزح مع بعض الأخوة والأخوات..
فجأة..
ثار بركان مريع؟؟!!
قلت لهم: ساترك المكان..
رد قائلا وبصوت عال: أن تركت المكان هي سوف اتركه واذهب أيضا؟سأله احد الأخوة ولما تترك المكان أبقى أنت؟
قالها وبصوت مرتفع وهو غاضب: لأني أحبها !! قالها أمام الجميع!!؟
وهذا ما أصابني بالذهول..
وقتها كنت قد هممت بالرحيل فذهلت مما حدث أمامي وبقيت في مكاني عاجزة عن الحراك وعن كل شي توقف كل شي عن الدوران والكل حولي يدور؟؟
(هنا تحدث حروف نفسها ربما أصابها ذلك المس من الجنون)سأله ذلك الشاب مرة أخرى ليغظه :وهل تعلم هي انك تحبها؟
وكان يقولها بسخرية لأنه يعلم سلفا..أنني لست من هذا النوع
فأجاب الوداع مسرعا: نعم تعلم .. نعم تعلم أنني أحبها..
عندها تسمرت عيناي وأصابها بعض الجمود ..فجلسوا ينتظرون إجابتي ويضحكون ؟؟
لست ادري لما كان الضحك الصاحب الثالث لهم في ذلك الوقت؟؟
ولكنني أخذت أحاول الملم شتات نفسي أمامهم حتى لا أصاب بسخرية الحياة في حين كنت اسخر منها سابقا!!
فأجبتهم بإجابات متلعثمة وكأنني طفلة فقدت أمها بزحمة الحياة !!
كنت أجاوب وأقول وأنا أتمتم لا ..لا.. لا أعلم ثم كست وجهي حمرة الورود خجلت كأي أنثى بمكاني..
ولكن ليس من المفترض بان يحدث لي ما حدث ولما الخجل من شي ليس موجود في عالمي أصلا؟؟
ولكنها طبيعة الحياة أظهرت ما حاولت نفسي أن تخفيه عن ذاتي وعن غيري أيضا..
خرجت مسرعة من ذلك المكان..لست ادري لما ؟؟
انه شعور غريب لأول مرة اشعر به رغم رفض قناعاتي له ألا انه كالإعصار الكاسح اجتاحني من غير سابق إنذار!!
شي غريب حدث؟؟
وكأن قلبي اجتث من مكانه؟؟
يا للهول ..
ماذا أصابني..
أخذ قلبي يخفق بشدة لم استطع ذلك اليوم النوم ..
وكأن قنبلة رميت بجسدي فتناثرت وتطايرت مشاعري وأحاسيسي كا أشلاء حرب ودمار ثنائي حرف أصبحت
دمار شامل انه ذلك الشبح أو السراب القادم
..انه ..انه ذلك الذي يتحدث عنه الجميع ..
ماذا افعل وكيف لنفسي أنقذ؟؟
غرقت وقتها كل سفن تفكيري وسبل إنقاذي؟؟!!
فحاولت أن أغمض عيني وأتجاهل كل شي..كل شي كالعادة..
حتى لا يصبح الحلم حقيقة ولا يتحول السراب إلى واحة!!
ربما يا انسة حروف تقولين في نفسك الان.. أهي مجنونة إلى هذا الحد لترتعب من شي اسمه الحب؟؟
وهي بذاتها أدخلتني إلى هذا المجلس؟؟ أجيبك ربما وكلا في نفس الوقت !!
عند نهاية القصة ستعرفين الإجابة لوحدك تمهلي قليلا فلا زالت القصة في بدايتها ..
أتى يوم غد..
يتبع...
تعليق