زوجتى من الجن حلقات متتابعه

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عروس النيل
    عضو ماسي
    • Oct 2007
    • 1426

    #11


    الحلقة السابعة

    تسمرت في مكاني بضع دقائق وانا انظر اليها ولا ادري ان كانت تراني او شعرت بقدومي...شعورقوي في نفسي يدفعني نحوها بخطى متثاقلة...ازدادت لهفتي ...تمنيت لو ان باستطاعتي ضمها الى صدري وان اسمعها دقات قلبي...شيء قوي يمنعني ...هل هو عدم الجرأة ...أم ماذا لا ادري ...دون ان تلتفت الي قالت :

    "اغلق الباب وتعال الى جانبي يا حسن"
    اغلقت الباب وسرت نحوها .وقفت بجانبها ونظرت عبر الفضاء فلم تشدني النجوم ولا القمر - لتعود عيناي الى حيث استقرت روحي.وفي لحظة جد امتدت يدي محطمة قيد الصمت الذي كبلها تحت اسم -عدم الجرأة - وراحت تداعب خصلات شعرها الناعمة الملساء، وغادة لا تزال تنظر نحو الفضاء ...اما عواطفي ومشاعري فقد اثقلت باحساس جثم ليغلفها بلهفتي المتزايدة ان اضمها ولو للحظة واحدة... اتوق لثغر تبسم، "لخبط كياني"، وعقد لساني، وجعل دقات قلبي تسارع سرعة الصوت ...وقبل ان اتخذ القرار استدارت غادة نحوي وكانها تحثني على ان افعل ذلك ...هممت وقفزقلبي من موضعه لولا انها سارت عدة خطوات وجلست على حافة المكتب. ثم قالت :
    "تبدو اليوم بحالة جيدة يا حسن "...؟
    ما دمت اراك يا غادة اكون كذلك ...!
    "ولكنك بالامس لم تكن كذلك ......"!
    دعينا من الامس ومن الماضي، وليكن تفكيرنا في الحاضر والمستقبل...!
    "حسن ...المستقبل سيصبح ماض في يوم من الايام...ولا مستقبل دون ان يحدد الماضي معالمه... والهروب من الماضي هروب من المستقبل" .
    غادة ...دعيني أمنح عقلي هذا اليوم اجازة لأستريح من عناء التفكير ...في هذه اللحظة لا اريد التفكير الا فيك يا غادة، وبوجودك جانبي
    حسن ...ستفكر في غادة ولكن أهي غادة المستقبل ام غادة الماضي...
    انت بالنسبة لي مثلا للحب، وقدوة من اجل البقاء، وانت النور والدلال، انت يا غادة كلمة لم يحويها المعجم ,انت المستقبل والحياة..
    "لكن بعد مغادرتي يا حسن،ساصبح انا ايضا في ذاكرتك ماض، فهل ستبقى تفكر في الماضي...؟
    نعم، الماضي الذي نسجته أنت هو الذي سيمدني بالقوة والامل للقاء الغد المشرق بوجودك يا غادة ...
    "واذا لم اكن فيه يا حسن" ؟
    غادة ارجوك دعينا من الافكار وهذا النقاش الذي "يغص" البال...!
    "ارأيت يا حسن ,كيف تهرب من المستقبل، فاذا كنت تهرب من الماضي لانه ليس فيه كل ما تريد، وتهرب من المستقبل اذا لم يكن فيه ما تريد فالى متى ستظل تهرب يا حسن .."!
    ما هي السعادة يا غادة ؟انها لحظات نقتنصها من الحياة وتتلاشى هذه اللحظات بمجرد التفكير بانها سوف تنتهي ...
    "حسن اني خائفة عليك من الغد ,فلا ادري ان كنت ساكون فيه ام لا؟ ولا اريد ان حدث شيء ما وانتهت علاقتنا ان تهرب من الواقع وتتعرض لما تعرضت له في السابق "...
    غادة ، ماذا يجول في خاطرك ...ولأي شيء تمهدين ...!!
    "انا يا حسن لا امهد لامر خاص ، ولكن حين افكر فيك اشعر ان من الافضل ان تنتهي علاقتنا عند هذا الحد ..
    اني احبك، اعشقك ...ولا اريد الحياة بدونك
    "وانا ايضا احبك يا حسن ..."
    يا الله ما اجمل كلمة الحب تلك التي تنطقين بها يا غادة، اعيديها مرة اخرى ولتنتهي حياتي بعدها .
    ضحكت غادة وضحكت ...
    "ولكني لا اريد ان تنتهي حياتك يا حسن".
    نعم انا احبك ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا .
    ان هذا الحب جنون والاستمرار فيه جنون، ولن يجلب لنا سوى العذاب والالم ,فأنت من عالم، وانا من عالم اخر، ولن يستطيع هذا الحب ان يغير طبيعة الحياة ".
    عبرت رأسي فكرة مجنونة لم استطع مسك اعصابي...صرخت كالتائه الذي وجد ضالته فاهتدى...كمن كان يبحث عن شيء فقده ووجده فجاة...وخيل الي ان كل من في البيت سمعني حينما قلت:
    "غادة ..حبيبتي لماذا لا نتزوج؟ "
    وما ان لفظت هذه الكلمة حتى بدات غادة تضحك وتضحك بجنون ...خشيت عليها ان تصاب بالاغماء من شدة الضحك، أما أنا فلم أكن أعرف ما الذي يضحكها، ولكن سبحان الله رب العباد خالق كل شيء...سبحان الذي خلقها ...ما اجمل ضحكتها ...سرحت في محراب جمالها ولم اصح الا حين قالت :
    يا حسن هل تعي ما تقول ؟
    نعم لماذا لا نتزوج يا غادة ...؟
    صمتت واخذت ترمقني بنظرات لا تخلو من بعض السخرية، ورسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة .
    "حسن ..صحيح انك مجنون، انت لا تعرف عني شيئا ولا عن عالمي وتريد ان تتزوجني ".
    غادة انا لا اريد شيئا غير ان اتزوج منك فهل هذا بالمستحيل؟!
    لحظة صمت أحاطت بأفكار غادة، راحت افكارها تتسارع ...بدا ذلك واضحا على ملامحها حين اطلقت العنان لاناملها تداعب ثنايا وطيات ثوبها الحريري تارة، وتعبث ببعض خصلات شعرها المنثور على الثوب تارة اخرى . وبصوت هادىء كالذي خرج من نفق عميق ،وبشكل جدي رتيب خلى من أية سخرية او مزاح قالت
    "كلا يا حسن هذا ليس بمستحيل ...!ولكنه جنون، بل عين الجنون "...!!
    اهلا بالجنون ما دمت انت فيه يا غادة
    "حسن اني اخشى عليك ،اخشى ان افقدك، او تفقد نفسك، فانت لا تدري هول المتاعب التي ستواجهها بسببي.."
    انا على اتم الاستعداد لمواجهة الدنيا باسرها اذا كان الامر يعني الزواج منك يا غادة .
    "طيب يا حسن كيف بدك تتزوجني" ؟!
    اتزوجك مثل كل الناس.
    " ولكني لست من الانس" !
    اتزوجك على طريقة الجن.
    "ولكنك لست من عالمي" .
    لماذا تعقدين الامور يا غادة ؟!
    "حسن من الممكن استمرار علاقتنا بكافة اشكالها وبدون تعقيدات..."
    غادة ولكني اريدك ان تبقي معي دائما ,
    أو تظن ان تزوجتني أني سابقى معك دائما ؟
    ولم لا يا غادة ؟
    "حسن، انا لست انسية لتمتلكها" .
    انا احبك ، وزواجي منك لا يعني ان امتلكك ...!
    "اذا ماذا يعني ذلك يا حسن ؟"
    يعني اني احبك واريد ان تبقي معي، ويشعر كل منا اننا روح واحدة.وبصراحة يا حبيبتي اني,لا استطيع ان اعبر عن مشاعري
    طيب وكيف الطريق الى ذلك ...؟!
    ان اتزوجك
    وكيف سيتم الزواج ؟
    وهنا لم استطع الاجابة فانا اعرف ان الزواج عندنا نحن البشر عقد وشهود وحفل ...الخ , ومراسيم الزواج عند البشر لا تختلف كثيرا بين ديانة وديانة ,اما عند الجن فكيف لي ان اعرف؟! .
    "لا اعرف يا غادة، فحين فكرت في الموضوع، فكرت فيه على طريقتنا نحن البشر ".
    استغرقت غادة في التفكير قليلا وقالت والابتسامة تزين شفتيها:
    "اتعلم يا حسن ان افكارك المجنونة تشدني ".
    فرحت بل طرت من الفرح للكلمات التي قالتها غادة واشعرتني بموافقتها المبدئية على موضوع الزواج .وقلت:
    اذا انت موافقة...؟!
    ورمقتني غادة بنظرة حادة بطرفي عينيها الواسعتين السوداوين تزامنت مع ابتسامة ساحرة لا تخلو من بعض الخبث وبصوت رخيم ممزوج بالسعادة والتحدي قالت :
    " انا موافقة يا حسن..."

    تعليق

    • عروس النيل
      عضو ماسي
      • Oct 2007
      • 1426

      #12



      الحلقة الثامنة

      وما ان تفوهت بتلك الكلمات وارتد صداها في اذني حتى اقتربت منها وامسكت بيديها ,فتوسدت يداها الناعمتين راحتي يدي، وقلت لتوكيد ما قالت :

      حبيبتي غادة هل انت حقا موافقة ...؟
      ضحكت بصوت مسموع ...فتراخت كفتاها في راحتي بشكل عفوي ,وعندها عرفت معنى السعادة الحقيقية اذا ملكها الانسان للحظة واحدة غادة ...حياتي ...انت لا تمازحيني..
      كلا يا حسن، مثل هذه الامور لا تحتمل المزاح. والان ماذا سنفعل يا حسن ...؟".
      سكتت عن الكلام ..وراحت ترمقني بنظرات خبيثة والابتسامة لا تفارق شفتيها في انتظار ردي وهي تعلم تماما ما يجول في خاطري، وتعلم مدى حيرتي وعدم قدرتي على التركيز ...
      صراع بيني وبين نفسي ...لقد وافقت غادة على الزواج، ماذا عساي ان افعل الان، كل ما يمكن القيام به لمثل هذه المناسبة: حفل الزواج ومراسيمه التقليدية: خطوبة، "دبل"خاتم الزواج حفل غناء ، اصدقاء...اهل ...لم اتمالك نفسي من الضحك حينما تخيلت اني واقف امام والدتي واطلب منها ان تذهب الى اهل غادة من الجن لتطلب يدها لي ...وتخيلت حماتي الجنية،ويا سلام حينما تغضب مني ماذا ستفعل، افكار مجنونة ومضحكة وجميعها مقرونة بما يحدث في عالم البشر..
      كانت غادة تنظر الي بدلال ، وعيونها لا تخلو من لفتات الاطفال البريئة الخبيثة معا، وبصوت ناعم ورقيق نادتني :
      اه يا حسن ..".
      وتكررت هذه العبارة بين الحين والاخر، وهي تضحك بسعادة مفرطة لا تخلو من السخرية متعمدة بذلك احراجي منتظرة استسلامي لاقول لها: لا اعرف وهنا اعلنت استسلامي، وقلت لها :
      اسمعي يا حبيبتي. انا لا اعرف شيئا ...ساعديني انت كيف سنتزوج..؟
      قالت وهي تضحك :
      بصراحة ، بصراحة ، يا حسن ان طريقة الزواج عندكم جميلة .وانا اريد ان يكون زواجي منك حسب طريقتكم" وما ان اتمت عبارتها هذه حتى خرجت من فمها ضحكة عالية ..
      غادة ارجوك بدون مزاح ...
      "طيب يا حسن لندع المزاح جانبا ...طبعا لا يمكن ان اتزوجك على الطريقة المتبعة في عالمكم..ولكننا سنتزوج على نفس طريقتنا ,باستثناء بعض الامور كأن لا يحضر هذا الزواج احد لا من عالمك ولامن عالمي .. لان احدا لا يستطيع الحضور ،و لن يقبل احدهم الحضور، لان كل من يحضر سيعرض نفسه للعقوبة، فبحضوره يكون قد شجع على خرق قوانين عالمنا...والمهم قبل ان يتم عهد الارتباط يجب ان تكون ادركت تمام الادراك الامر الذي انت مقدم عليه ...ففكرة الزواج التي براسك مقرونة بعالم الانس، لهذا تجد انك قادر على اتخاذ القرار بدقائق، وان وجدت انك قد اخطات او تسرعت في اتخاذ القرار بعد الزواج، فستجد الف طريقة للخلاص منه...اما في عالمنا فالامر مختلف كثيرا لأن الارتباط في عالمنا لا يمكن فكه بسهولة...وزواجنا نحن وخاصة وانت من عالم وانا من اخر فأنه سيكون اكثر تعقيدا بكل تفاصيله...بل هو تحد كبير للنظام في عالمينا .
      فقلت لها وقد فاض صبري:
      انا يا غادة ادرك كل شيء ، وعلى استعداد لكل شيء ...
      فقالت بنبرة غاضبة قليلا :
      انك لا تدري يا حسن فلا تتسرع قبل ان تفهم ...حين تتزوج مني سترتبط بعالمي ولن تستطيع العيش فيه وستفقد الكثير من حريتك في عالمك، ولن يعود هناك شيء يخصك وحدك، فلا تفريق بين ما يعنيني ويعنيك. لن تستطيع الزواج او اقامة أية علاقة مع انسية، وان حدث ذلك سيكون اخلالا بعهد الارتباط واجمالا الارتباط يشمل كل شيء ما عدا الامور التي لا نتحكم فيها وتفوق قدرتنا كانجاب الاطفال مثلا، وهذا لا يتم بسبب اختلاف عالمينا وتكويننا وتركيبتنا ولا تحكمه ارادتك او ارادتي ...
      حسن قبل ان اغادر هناك شيء مهم يجب ان تدركه جيدا انك تستطيع الان وبسهولة ان تنهي هذه العلاقة التي تربطنا لتبقى ذكرى جميلة. حسن ساتركك الان تفكر بشيء من الهدوء فيما قلته لك. وعودتي او غيابي عائد لقرارك يا حسن ...".
      واختفت غادة ، وتركتني في صراع، فهل يعقل اختيار الفراق... لا لن يحدث هذا، فغادة هي الروح وهي الحبيبة والامل ومن دونها لا استطيع الحياة ...وهزم صوت العقل والمنطق في اعماقي وكانت خطوتي الاولى قرارا اتخذته بمحض ارادتي، دون ان يتمكن عقلي ان يعدل عاطفتي عنه ، بل زاد تصميمي عليه وتمسكي به اكثر فأكثر وبقيت اسيرالزمن، اعد الساعات في انتظار غادة كي ابلغها بما عقدت العزم عليه حيث لن يثنيني عن الزواج منها أي كائن. وحضرت غادة وما ان وقع بصري على وجهها الجميل حتى انطلقت من فمي الكلمات تسابق قوة البصر...
      غادة حبيبتي ساتزوجك.ولن تستطيع أية قوة في العالم ان تحول بيني وبينك منذ هذه اللحظة..لن اسمح لاحد ان يفرق بيننا يا حبيبتي حتى ولو كان عمري هو الثمن ..فحياتي فداك يا روحي..
      واخذت غادة تتأملني ثم قالت :
      "كنت اعلم بان هذا سيكون قرارك وكل ما اتمناه ان لا ياتي اليوم الذي تندم فيه على هذا القرار يا حسن ...".
      غادة يا احلى الاسماء، لن اتراجع، ولن يثنيني احد عن قراري حتى لو اظلمت الدنيا فأن ابتسامتك ستنير حياتي .
      قالت :
      "حسن انا ايضا احبك حبا جعلني اتمرد على كل شيء...".
      حبيبتي، اذا هلمي نتوج هذا الحب بزواج يجمعنا الى الابد.
      وابتسمت وقالت :
      "على طريقة عالمك ام عالمي ...".
      قلت لها :
      كما تشائين يا حياتي ..
      قالت لي :
      " ليكن يا حسن ...".
      واقتربت مني بخطى واثقة وعيونها تسبقها الي، امتدت يدها اليسرى لتشابك يدي مثيلتهاو لتتشابك اصابعنا .وقالت:
      "لنعلن معا عن رغبتنا بالارتباط الابدي على هذا النحو :اعلن عن رغبتي بالارتباط بحسن الذي اراه يقف امامي، واسمع صوته، وامسك بيده اليسرى، واحس بوجوده".
      وبعد ان انهت ميثاقها، طلبت مني ان اعيده فقلت :
      اعلن عن رغبتي بالارتباط بغادة التي اراها تقف امامي، واسمع صوتها ،وامسك بيدها اليسرى، واحس بوجودها.
      وانهيت كلامي وهي تنظر الي وما زالت يدها بيدي، وخيم جو من الصمت علينا وانا اترقب الخطوة التالية والفضول يقتلني، ولحظات الصمت تحرقني وصبري بدأ ينفذ وانا انتظر، ولا افهم شيئا مما يحدث، وبرقة النسيم وخفة القطة المدللة،سحبت اصابعها من بين اصابعي، وبرشاقة ريم استدارت وسارت بخطى واثقة عدة خطوات، وما ان دنت من سريري حتى القت عليه جسدها المتدفق بالانوثة وكانها سمكة تغوص بمهارة فائقة في عمق البحر، استلقت على السرير..

      تعليق

      • عروس النيل
        عضو ماسي
        • Oct 2007
        • 1426

        #13
        التكمله فى الحلقه القادمه ان شاء الله


        اريد التفاعل

        وشكرا لكل من مر من هنا

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #14
          الله يعطيك العافيه
          استمري

          تعليق

          • رهف الجنوب
            عضو فضي
            • Apr 2008
            • 590

            • الله يرحمك ياوالدي ويغفرلك ويجعل قبرك روضه من رياض الجنه




            #15
            لاتتاخري القصه روعه في انتضارك

            تعليق

            • عروس النيل
              عضو ماسي
              • Oct 2007
              • 1426

              #16



              الحلقة التاسعة

              ومالت بقدها الممشوق متكئة علىالوسادة ...وانزاح شعرها الاسود ليظهر ما اخفى من جسدها وثوبها الابيض المتموج فوق اردافها البيضاء، وعيوني عن بعد تكاد تاكل بشراهة ذلك الجسد الصارخ بالانوثة، الذي حرك بداخلي كل شهوات الدنيا، لتدفعني لاقترب منها واجلس بجانبها، واحيطها بذراعي، واغمروجهي بشعرها الذي حجب جزءا من كتفها ووجهها واضم جسدها الي وبراكين الشوق تشتعل بداخلي لاقبل ذلك الثغر المعطر بانفاس الرحيق ...
              وتنظر الي وعيونها مترددة، تحثني على الاقتراب والابتعاد، واقترب لاصل الى شفتيها .ترفع يدها وتمر باصابعها الناعمة كالحرير على شفاهي ثم تعود بأناملها بخفة ودقة ملائكية لتطبع عليها قبلة ناعمة وخفيفة، ...وفهمت من الذي قامت به بانها تمنعني من الوصول وتبعدني بلباقة ملائكية...وتراجعت قليلا الى الوراء تاركا يدي تحيط بخصرها ، وقالت لي وكأنها تريد ان تسبقني حتى لا اسأل لماذا قامت بصدي عنها ...
              "حسن حبيبي وانا ايضا في شوق اليك ، ولكن يجب ان يتم عهد الارتباط وسيتم ذلك بعدثلاثين يوما".
              ولم هذا التاجيل يا غادة ...؟؟
              هذا ليس تأجيلا يا حسن ولكن هكذا تجري الامور بعالمنا...
              قلت لها :
              والذي قمنا به اليوم يا غادة ماذا تسمينه ...
              "لم نقم بشيء ملزم يا حسن ...ما فعلناه هو الاعلان عن توصلنا لقرار .هذه هي طريقة الزواج والارتباط المتبعة في عالمنا، وفترة الثلاثين يوما هذه ما هي الا فرصة اخيرة للطرفين من اجل اعادة التفكير مرة اخرى في قرار التوصل للارتباط قبل الوصول الى اعلان عهد الارتباط الابدي، فاذا ما تراجع احد خلال هذه الفترة فلن يكون ملزما إتجاه الاخر، ويكون له الحق المطلق في حرية الاختيار، واذا ما استمر الطرفان في رغبتهما بالارتباط، يتم عهد الارتباط الابدي بعد الثلاثين يوما بوجود اطراف اخرى او بعدم وجود احد ايضا ...ولكن يحبذ وجود احد..".
              قلت لها وقد بدى علي السأم والضجر من الطريقة المعقدة:
              ولم هذا التعقيد وهذه الشكليات السخيفة يا غادة وخاصة اننا اتخذنا القرار ولن نتراجع عنه ابدا، دعينا من هذه الشكليات هيا نتم زواجنا ...
              قالت غادة :
              لقد وافقت على ان ترتبط بي بالطريقة المتبعة عندنا، وهذه هي طريقتنا، وان كانت هذه مجرد شكليات سخيفة في نظرك، فهي مهمة جدا ومقدسة من وجهة نظري ...وارجوك ان تفهمني ، لقد خرقت القواعد من اجلك وتمردت على كل القوانين في عالمنا، وانا الان غير نادمة...ولكن عهد الارتباط بالنسبة لي يعني الكثير، ويجب ان احافظ عليه حتى لا اشعر باني مجرد طفلة صغيرة تبحث عن كل ما هو مثير وجديد، سواء اكان ذلك الشيء عندك او عند غيرك، ارجوك انا لست كذلك فلا تسبب لي هذا الشعور...".
              بقيت احدق في عيون غادة اصغي الى كلماتها وأنا يخالجني شعور بتانيب الضمير، لاني في لحظة اللقاء نسيت ان كلماتي مست مشاعرها، وانانيتي جعلتني لا افكر الا بما اريده ، كان يجب ان لا احكم على الامور بطريقتي الخاصة، فما اراه سخيفا قد تراه هي مهما، وهي التي حافظت دائما على مشاعري رغم تصرفاتي السخيفة، وعلى الفور اعتذرت لها وقلت:
              غادة حبيبتي انا اسف.
              فردت علي كعادتها:
              "لا عليك يا حسن، فلننس الموضوع ولنفكر بغد خال من الهموم والاحزان ...".
              تسامرنا وضحكنا، وشعرنا بسعادة لا توصف حتى قالت :
              يجب ان اغادر الان، وسوف اعود اليك باقصى سرعة ممكنة.".
              واختفت.وكالعادة لم اعرف السر الكامن وراء اختفائها بهذه السرعة التي تفوق لمح البصر ...وبدات اعد الايام في انتظار انتهاء الثلاثين يوما لاحقق حلمي في الزواج من غادة،بقيت تسعة وعشرون ، ثمانية وعشرون ، سبعة وعشرون ، ستة وعشرون يوما ، وللحقيقة فأنه مع انتهاء اليوم الرابع على رحيلها عني ، اعتراني شعور غريب وقوي بان شيئا يحدث من حولي، احساس بالخوف يلفني، اشعر بأن هناك من يراقبني، ولا ادري كيف خلدت الى النوم هربا من شيء لا ادري ما هو، ولا ادري كم نمت حتى شعرت ان احدا يضع يده على وجهي ورأسي المليء بالافكار، افقت مذعورا لاجد غادة تجلس بجانبي وتداعب شعري وتقول:
              "لا تخف يا حبيبي.".
              وبدأت تهدئ من روعي . امسكت يدها بقوة وكاني اريد ان اطرد خوفا من داخلي لا اعلم مصدره، شيئا غريب اراه في عيون وعلى ملامح غادة، علامات حزن وقلق بدت واضحة على محياها .قالت:
              " افق يا حسن، واجلس اريد ان اتحدث اليك قليلا ..".
              قمت من السرير وجلست بجانبها وهي ترمقني بنظرات حزينة ترافقها ابتسامة مصطنعة، حاولت ان تظهرها طبيعية لتزيل اثار القلق الذي خيم علينا وقالت بصوت هادىء:
              " حسن حبيبي لقد علم الكاتو .".
              وقلت مستغربا :
              "الكاتو... وما هو هذا الكاتو ...".
              "الكاتو" هم الذين يحكمون عالمنا يا حسن".
              غادة انا لا افهم، هل تقصدين ان "الكاتو" هم الجن ...
              "حسن، "الكاتو" هم السلطة الحاكمة في عالمنا وهي المسؤولة عنا يا حبيبي، لا اريد ان اخوض معك في نقاش حول المسميات، باختصار "الكاتو" اسم يطلق على السلطة في عالمنا وهم مجموعة افراد مثلنا، ولا يختلفون عنا في شيء.".
              قلت لها:
              وكيف علم "الكاتو" بعلاقتنا، وكيف علمت انهم علموا يا غادة ...
              وتنهدت غادة:
              لقد قلت لك بانه عاجلا ام اجلا سيعرفون، ولا يمكن اخفاء شيء لفترة طويلة دون ان يكتشفه "الكاتو"...فقبل ايام استدعوني ...ولم اتوقع بانهم عرفوا بهذه السرعة، وطلبوا مني ان اقطع علاقتي بك،الى ان يحين موعد محاكمتي، وقد وصلوا اليك وعلموا كل شيء عن علاقتنا منك انت يا حسن...
              فقلت متعجبا :
              مني انا، وكيف؟ .وانا لم احدث احدا عن علاقتنا ...يا غادة انا لم ار ولم اجلس ولم اتحدث مع جن او "كاتو" او غيرهم ...
              "اسمع يا حسن الامر بسيط، ويكفي ان يجلس معك احد افراد "الكاتو" دون ان تعرف، ويتحدث معك باي موضوع أيا كان فحواه، واثناء الحديث لا بد ان يمر بذهنك شيء يذكرك بعلاقتنا، وبما ان "الكاتو" يستطيعون قراءة افكارك فأن الذي يجلس معك منهم سيعرف بالذي تفكر به، وما سيعرفه سيساعد على ان يبني طريقة الحديث معك التي تجعلك تفكر بما يريد ان يعرفه وهكذا يستطيع معرفة كل شيء ...".
              ولكن يا غادة انا فعلا لم اجلس ولم اتحدث مع جن او "كاتو" ...
              "يا حسن وكيف تستطيع ان تميز ان كان الذي يجلس معك هو من الانس او من "الكاتو"...انا اسفة يا حسن لم اتوقع ان يعرفوا بهذه السرعة وكان يجب ان اعلمك كيف تستطيع التمييز بين الانس و"الكاتو"...
              ودار عقلي وطار وانا احاول ان اتذكر كل الذين جلست معهم دون ان ادري، ولكن دون جدوى، فقد جلست مع الكثيرين...وسالتها:
              بأي شكل يظهر "الكاتو" يا غادة ؟
              "الكاتو" يظهر بشكله الطبيعي ان كان رجلا ام امراة وبالصورة التي ترسمها له أنت بخيالك".
              واحاول ان اضبط اعصابي واطرد الخوف من داخلي...وسألتها:
              وماذا يستطيع الجن ان يفعلوا لنا يا غادة ...

              تعليق

              • عروس النيل
                عضو ماسي
                • Oct 2007
                • 1426

                #17



                الحلقة العاشرة

                نظرت الي وفي نظراتها رأفة بحالي وقالت :

                كل شيء، كل ما يتصوره عقلك يستطيعون ان يفعلوه يا حسن ما دام الخوف بداخلك".
                وبدأت اتخيل عشرات الاشياء التي من الممكن ان يفعلها الجن بي، واجهد نفسي ان لا اظهر امامها باني خائف، مع ان الخوف قد اغرقني...
                وابتسمت غادة وقالت لتعيد لي الثقة بنفسي:
                "يا حسن، "الكاتو" فعلا يستطيع ان يفعل بك أي شيء ما دمت ضعيفا امامه، ولكنك تستطيع مواجهته وبمقدورك ان تكون اقوى منه اذا ملكت الارادة لذلك، فقوة "الكاتو" يستمدها من ضعف الاخرين ومن خوفهم".
                وسألتها كالغريق الذي يبحث عن طريق للنجاة:
                وانت يا غادة لابد وأن تكون لديك طريقة ما، وخاصة وانك منهم، ولديك نفس القوة الخارقة التي يملكونها، الا تستطيعين عمل شيء لنتخلص من هذه "الورطة"؟ ...
                قالت :
                ليتني استطيع يا حسن، "فالكاتو" اقوى مني بكثير، وانا خاضعة لقوانينهم وكل شيء استطيع ان اعمله يعتمد عليك انت، لانك لا تخضع لقوانينهم، وانت بارشاد مني تستطيع ان تواجههم ...".
                إن ما قالته غادة زادني خوفا على خوف، فان كانت غادة بقوتها الكبيرة تخشاهم وتخاف منهم، فكيف لا اخاف منهم وانا لا ادري من هم، ومتى سيظهرون، وفي أي وقت، ليلا ام نهارا...يا الهي اية "ورطة"وقعت فيها ...ورمقتني بنظرة غاضبة ...
                حسن خوفك هذا سيقضي عليك، فأي جبان انت...الخوف شل عقلك..قبل ان يحدث شيء ، لم اتصور بأنك جبان الى هذه الدرجة فخوفك هذا سيعجل في نهايتك ونهايتي ,حبيبي حسن ارجوك لا تضع الوقت وتعلم كيف تواجههم ...".
                كيف يا غادة ؟كيف ؟؟!
                انتصارك على خوفك، قد يكون الخطوة الاولى نحو هزيمة "الكاتو".
                وبدأت اتمالك اعصابي واهدىء من روعي، وتذكرت ما قاله الشاعر :"واذا لم يكن من الموت بد، فمن العار ان تموت جبانا "،وسألت غادة:
                ماذا يجب ان افعل ,اعذريني، فانا فعلا لا ادري شيئا .
                "طيب يا حسن .أولا يجب ان تعلم بان الصورة التي رسمتها بخيالك انت وبنو البشر عن طبيعة وقوة العالم الاخر صورة خاطئة. وحسب معلوماتي عن العالم الذي امامنا والذي يحكمه "الكاتو"، فإن "الكاتو" لا يستطيع ان يوجه لك ضربة ولا يستطيع ان يسبب لك أي اذى ماديا ملموسا مهما كان نوعه، فهو لا يستطيع ان يعذبك او يقتلك او ينقلك من مكان الى مكان، ولكن اي انسي يستطيع ان يسبب لك اذى مباشرا وسريع و"الكاتو"يعجز عن ذلك .وعليه فان الخوف من عالمنا ومن "الكاتو"مبني على الصورة الغبية المرسومة في خيالكم، والتي صورتموها على مر السنين عن قدرتنا, كأن نبني لكم القصور في دقائق، ونهدمها فوق رؤوسكم في دقائق.
                وبالطبع فأن هذه الافكار الغبية التي تحملونها في عقولكم عنا هي التي حولتكم في نظر العالم الاخر من اسخف المخلوقات واضعفهم ...افهمت الان يا حسن ما لم تستطيعوا ان تفهموه على مر السنين؟؟!"
                وكم كنت سعيدا عندما سمعت هذه الكلمات ووجدت بان خوفي لا مبرر له .وعدوي الجن الذي ظننت ان له امكانيات هائلة، ما كانت الا وهم وخيال، رسمتها انا في خيالي، وبدات السعادة تغزوملامحي، وعادت الطمانينة والابتسامة الي ، لم يعد هناك ما يخيفني .وقالت غادة بلهجة ساخرة...
                "جميل انك استعدت شجاعتك بعد ان شعرت بضعف خصمك، واتمنى ان تحافظ على هذه الشجاعة يا حسن، ارجو ان تفهم كلامي جيدا، فما قلته لك يعني بان "الكاتو" لا يعتمدون في حروبهم على المادة والامور الملموسة مثلكم بني البشر. انتم تقيسون قوتكم بقدر السلاح الذي تملكونه، ولا تخف يا حبيبي اذا قلت لك بان كل سلاح عالمكم من السكين وحتى الطائرة لا يستطيع حمايتك من "الكاتو"،"فالكاتو" حينما يخوض حربا ضد انسان من البشر، يخوضها ضد هذا الدماغ الذي تحملونه، ولا تدرون حتى الان كيف تستخدمونه.صحيح ان "الكاتو"لا يستطيع ان يقتلك، ولكنه يستطيع ان يجعلك تقتل نفسك بارادتك.لا يستطيع ان يصيبك باذى مباشر ولكنه قادر على ان يجعلك تصيب نفسك بالأذى الذي يريده هو، و"الكاتو" يفضل ان تصاب بالجنون وهو قادر على ذلك وهذا يكفيه ويسعده، خاصة وان هذا اسلوبه المفضل مع اعدائه من بني البشر، و"الكاتو"يتفنن في اختيار الطريقة المناسبة لذلك، وانت يا حسن دورك الاتي.وسيسخر "الكاتو" كل امكانياته للسيطرة على دماغك حتى يستطيع القضاء عليك، والخوف هو من انجح الاساليب التي يستخدمها "الكاتو"مع البشر، فهو يوهم خصمه ويدخل الخوف الى داخله، حتى يصبح خصمه غير قادر على التفكير.وحربك مع "الكاتو"يا حسن هي من اعقد الحروب واخطرها، فان ضعفت ولو للحظة،ستكون نهايتك وبعدها ستكون نهايتي. افهمت يا حبيبي؟".
                لم افهم كل ما قالته لي غادة وقتها، ولكني كونت فكرة لا باس بها عن اسلوب الجن او "الكاتو"للقضاء على البشر،فما دام الجن لا يستطيع فعلا كما كنت اتخيل ان يحرقني او يقتلني او حتى يعلقني من شعري فأنه لا يوجد شيء يستحق الخوف او التفكير، ويبدو لي انهم اضعف مما كنت اتصور وقلت لها:
                وانت يا غادة ماذا يستطيع ان يفعل لك وخاصة انك خرقت قوانينهم ؟
                "الكثير الكثير يا حسن .لا ادري الان ما هو العقاب الذي سيتم الحكم به علي، ولكنه لن يكون عقابا بسيطا فالذي يقوم من عالمنا بالاتصال بالبشر، يكون اول عقاب له ان تصبح حريته مقيدة بكل شيء، فلا يملك اي شيء ولا يستطيع اختيار أي شيء ,ومن ثم تتم محاكمته ، ويكون الحكم بناء على حجم الامور التي ارتكبها، فالاتصال بأنسي عقابه يتحدد بناء على الاسباب التي دفعته للاتصال بالأنسي ...ولكن ان يقوم احدنا ببناء علاقة والزواج بانسي فهذا عقابه كبير جدا ، والتحدث مع انسي عن عالمنا وخاصة عن الامور التي تعتبر اسرارا ، فعقابه ان يتمنى الذي يقوم بذلك الموت بسرعة لان الموت ارحم له بكثير ...
                وضحكت غادة ضحكة مجنونة مليئة بالتحدي والشجاعة وقالت:
                "وانا يا حبيبي لم اترك شيئا لم افعله ..لقد اتصلت بك واحببتك وسأتزوجك ...وها نا افشي لك باسرار عن طبيعة عالمي...وليحدث ما يحدث فلن يهمني شيئا ...".
                غادة حبيبتي ، حياتي، لماذا فعلت هذا ؟لماذا يا غادة ؟
                "لأني احبك يا حسن، ولن استطيع ان اصدر الاوامر الى قلبي كي لا يحبك ... حسن...احبك فعلا ...احبك بجنون ولن يهمني ما سيحدث ".
                غادة لماذا لم يعاقبوك حتى الان وخاصة وانهم يعرفون عنك كل شيء.؟
                ضحكت وقالت:
                " لن تصدق".
                وما هو الشيء الذي لن اصدقه يا غادة ...

                تعليق

                • عروس النيل
                  عضو ماسي
                  • Oct 2007
                  • 1426

                  #18



                  الحلقة الحادية عشر

                  انا يا حسن صغيرة، ولن يستطيعوا عقابي حتى ابلغ السن القانوني وعندها فقط يتم عقابي...".
                  قلت لها مستغربا ...
                  انت صغيرة ؟
                  "نعم انا صغيرة يا حسن".
                  وكم عمرك يا غادة ؟
                  مقارنة باعماركم انا ابلغ من العمر خمسة وعشرين عاما .
                  خمسة وعشرون عاما وتقولين صغيرة !
                  "اه، في عالمنا انا صغيرة ".
                  وكم يجب ان يكون عمرك حتى يستطيع الجن عقابك يا غادة ؟
                  انا ابلغ السن القانونية فور زواجي او حينما يصبح عمري ثلاثون عاما ...".
                  هل افهم ان سلطة الجن ستنتظر خمس سنوات اذا لم تتزوجني حتى يستطيعون عقابك ...؟
                  كلا يا حسن، فهم لن ينتظروا خمس سنوات ولا حتى عاما واحدا ...وانا متاكدة من ذلك، فهم يخططون لزواجي من احد افراد "الكاتو"...وبعدها يستطيعون عقابي.".
                  وهل يستطيعون ان يزوجوك رغما عنك ؟
                  "طبعا لا يا حسن ,فيجب ان اوافق انا اولا، ولكن "الكاتو"لديهم مائة طريقة للتحايل على قوانين عالمنا، وهم لن يعجزوا عن ايجاد طريقة لايقاعي بشراكهم، ومهما عرفت عن طرقهم واساليبهم فاني لا اعرف الا القليل ...". واردفت تقول :
                  " بالمقارنة مع مئات الحالات المشابهة التي حدثت في عالمنا ,لم يحدث وأن استطاع احد النجاة من قبضة"الكاتو",وبزواجي منك يا حسن اكون قد بلغت السن القانوني، ولكن الامور ستزداد تعقيدا بالنسبة "للكاتو" فهم لن يستطيعوا عقابي الا بعد ان ينتهي هذا الزواج، لانك لست من "الكاتو"، ولا سلطة لهم عليك ,ولكنهم سيعملون أي شيء لانهاء هذا الزواج اولا، حتى يستطيعوا معاقبتي، وهنا كل شيء يعتمد عليك وعلى قدرتك الصمود امامهم، فان استطاع "الكاتو " ان يفرق بيننا ,فهذا معناه نهايتي ونهايتك، ولن ييأس "الكاتو" حتى ينجز هذا الهدف حتى لا نكون مثلا قد يقلده افراد اخرون من عالمنا ...".
                  لا تخشي يا حبيبتي فلن يفرق بيننا احد، وثقي بانني قادر على صنع المثل الحقيقي لهزيمتهم، ولا داعي للخوف او التفكير بهم
                  حسن يا حبيبي ، فعلا سأكون سعيدة وانا اراك واثقا من نفسك الى هذه الدرجة ,ولكن يا حبيبي يجب ان لا تصل ثقتك الى حد الغرور ..نعم انا لا اريدك ان تخاف من "الكاتو"ولكن ايضا لا اريدك ان تستهتر بقوتهم ..."
                  غادة يا حياتي، لقد علمت عن الجن ما يكفيني فأني استطيع ان اواجههم الان، ولا اعتقد بانه من الممكن ان يخيفوني بعد اليوم ...
                  واخذت غادة ترمقني بنظرات اشعرتني بالغرور الذي تملكني ...وقالت :
                  " اتظن بانك علمت شيئا يذكر عن "الكاتو" وقوتهم ؟اوتظن فعلا انهم لن يخيفوك ؟..."
                  قلت لها:
                  نعم..
                  وما ان خرجت الاحرف من بين شفتي، حتى اهتزت الارض من تحت اقدامي ..واذا بضوء لا ادري من اين مصدره يبهر بصري...وصوت عظيم ...الغرفة تتحرك، كل شيء يتارجح ويتساقط على الارض ويتحطم لم يبق شيء الا وسقط ...البيت بدا بالانهيار ، الارض تتحرك بقوة.. وأنا لا استطيع الحراك، لا ادري.. هل هو زلزال؟ او بركان انفجر تحت بيتنا. ...احاول ان اخرج من باب الغرفة لانجو بنفسي، ولكني لا اجد باب الغرفة...الخوف شل حركتي وظننت بأني هالك لا محالة...كل الافكار التي لها علاقة بالموت تجمعت في رأسي...اهلي ماذا حدث لهم؟ هل قتلوا ، هل نجا احد منهم...شعرت بان هذه نهايتي...وما هي الا لحظات حتى توقف كل شيء ..توقفت الارض عن الحركة ، اختفت الاضواء وظهر باب الغرفة من جديد وبحركة لا ارادية سريعة، ولانجو بحياتي ...اذ لم يعد يهمني شيء غير ذلك ,ركضت نحو الباب محاولا فتحه...وعندها سمعت صوتا يناديني ...
                  "حسن عد ولا تخف، لم يحدث شيء.".
                  التفت الى مصدر الصوت لاجد غادة في مكانها وهي تنظر الي وتضحك ، وبنظرة سريعة تفقدت كل ارجاء الغرفة لا تفاجأ بان كل شيء في مكانه ولم يتغير أي شيء .
                  وقلت لغادة وهي تنظر الي وتواصل الضحك:
                  ماذا حدث يا غادة ؟
                  واجابتني بسخرية .....
                  "هل انت خائف يا حسن ؟".
                  استفزتني اللهجة الساخرة التي حدثتني بها وقلت لها بغضب:
                  وكيف لا اخاف وانا ارى البيت ينهدم فوق راسي وراس اهلي...هل تريدين ان ارقص من الفرح لذلك ؟
                  وبسخرية هادئة قالت :
                  "ولم لا، دعني ارى ان كان رقصك جميل يا حسن ..."
                  يا الهي كم استفزتني كلمات غادة الساخرة .حاولت ان اضبط اعصابي وقلت لها :
                  من فعل هذا يا غادة ؟
                  وبلا مبالاه وكان شيئا لم يحدث .قالت :
                  "انا فعلت هذا يا حبيبي ,ما حدث هو مجرد مزحة صغيرة امزحها معك.".
                  يا الهي ,اكاد انفجر، اذا كان هدم البيت فوق راسي مزحة فكيف يكون الجد اذا..!!
                  قلت لها:
                  غادة الم تقولي لي بان الجن لا يستطيع ان يتسبب للانس باي اذى مادي مباشر وملموس ...الم تقولي ذلك يا غادة ؟
                  "يا حسن، الا تلاحظ انك تتصرف كالاطفال، انظر حولك، هل حدث شيء ملموس يستدعي منك هذا الغضب والخوف الكبير الذي تملكك وافقدك القدرة على التفكير بتعقل ، انظر حولك من جديد، هل تهدم البيت فعلا؟ هل حدث شيء...ليكن هذا درس صغير لك، ان استطعت ان تفهمه تكون قد علمت سرا اخر من اسرار قوة "الكاتو"،"فالكاتو" يستطيع ان يجعلك تظن ان كل البلد ستنهار فوق راسك .....لهذا حذرتك بان معركتك مع "الكاتو" هي فعلا من اصعب المعارك...وما تعلمته حتى الان هو شيء لا يذكر...والان يا حسن وقبل ان اتركك واعود الى عالمي، هل فهمت ان ما حدث معك لم يكن الا وهم وخداع، فلو انك لم تتفاجأ وتخف عندما سمعت الصوت ورايت الضوء، لما كان لهذا أي تاثير عليك، ولو اعدت العملية لك الان مرة اخرى وانت مستعد، لضحكت من نفسك على خوفك الذي لم يكن هناك ما يبرره، والان يا حسن ساذهب واتركك وساعود اليك في الموعد المتفق عليه لنكمل مراسيم زواجنا... الى اللقاء يا حسن ...".

                  تعليق

                  • عروس النيل
                    عضو ماسي
                    • Oct 2007
                    • 1426

                    #19



                    الحلقة الثانية عشر

                    اختفت غادة لتعود من حيث اتت بعد ان لقنتني درسا لن انساه طوال عمري ، وما كان يدهشني فعلا هو قدرة الجن على فهم عقولنا نحن البشر بصورة اكثر منا ، وفعلا لو استطعنا ان نكتشف الطاقات الموجودة في ادمغتنا ربما لتغيرت امور كثيرة في عالمنا.
                    كم انت عظيمة يا غادة !وكم احبك ، احب غضبك واعشق هدوءك وسخريتك ,كم انا سعيد يا حبيبتي..
                    لا ادري باي كلمات اصف حبي واعجابي بهذه المخلوقة الرقيقة الذكية الصغيرة في عالمها، الكبيرة في عالمي ...فارقتني منذ لحظات والشوق يشتعل في صدري وكاني لم ارها منذ سنوات ...اعد اللحظات ليحين موعد زواجي منها، كم ستكون الايام المتبقية لموعد زواجنا ثقيلة اني لا اعرف كيف ستمضي...وتمضي الايام بطيئة وثقيلة، اليوم تلو اليوم، ولا ابالغ ان قلت العام تلو العام...وتمضي الايام ولا يتبقى على يوم اللقاء الكبير سوى يوم واحد ...يوم احلم فيه في كل لحظة، يوم احيا من اجله...يوم غد ستصبح غادة زوجتي، يوم غد تكتمل الايام الثلاثون. ,وعندها استطيع ان اتزوج من هذه الجنية الصغيرة ... من غادتي وحبي وروحي وحياتي...اي يوم سيكون هذا، وكيف اصف شعوري، فغدا يوم زفافي من حبيبتي الجنية....
                    يا لسعادتي وفرحتي وشوقي رغم قساوة الانتظار، فهل هناك اقسى واطول من ان تحصى لحظات انتظار الحبيب، وهل في الدنيا اجمل من لحظات تعلم انها ستمضي ليحين موعداللقاء ,وما اصعب وما اجمل عد الثواني والدقائق في انتظار عودة الروح ...
                    وتقتحم افكاري طرقات خفيفة على باب غرفتي، التفت،لينشق الباب وتدخل امي، لتجلس بجانبي وتقول :
                    وبعدين معك يا حسن، الا تلاحظ انك زودتها شوي، ولا فكرك اني هبلة ومش فاهمة شو بصير؟ انا امك يا حسن ,احك لي وانا بساعدك وصدقني اني عارفة كل شيء بصير معاك .
                    ابتسمت فقد كنت اعلم بان امي كانت دائما تتساءل ، تتخيل بأن هناك شيئا ما , ترتاب من اي تصرف غريب لاي منا، حتى ولو لم يكن هناك شيء، فكيف حينما يكون هناك شيء؟ حتى انني استغربت بانها في الاونة الاخيرة تتحاشى ان تسألني عن أي شيء او التدخل في شؤوني، مع ان تصرفاتي بالنسبة لها لا بد ان تكون شديدة الغرابة. اني على يقين باني لم استطع ان اخدعها حين اخبرتها بأن مكوثي في الغرفة لفترات طويلة جدا كان بسبب الدراسة ،وبالرغم من كل هذا قلت لها :
                    ماذا تريدين ان احكي لك يا امي؟
                    فقالت لي ...
                    احكيلي كيف شكلها؟ حلوة كثير لدرجة انها ماخذة عقلك يا حسن؟.
                    فضحكت ،واخذت اتساءل بيني وبين نفسي ..من تلك التي تقصدها امي ,اهي الجارة ام ...
                    فاخذت امازحها ,وقلت لها :
                    حلوة كثير كثير يا امي ..
                    فقالت لي :
                    اكيد انها حلوة وقوية كثير ، تلك التي لها القدرة بان تسيطر على عقلك وحياتك ، صف لي اياها يا حسن..
                    يبدو الان أني قد تورطت مع امي، ولا اعتقد بانها ستتركني دون ان تعرف ابنة من هي، واين تسكن، ومن امها، ومن أي عائلة هي ، فامي لن تستسلم بسهولة...فقلت لها:
                    انا بمزح معك يا امي ..
                    رمقتني بنظرة جادة وقالت :
                    حسن انت ما بتمزح ، وانا عارفة.. طيب ، انا رايحة اجيب لك كاسة عصير ولما ارجع راح تحكيلي كل شيء بالتفصيل ، اتفقنا يا حسن ؟....
                    وخرجت امي وانا افكر كيف ساخرج من هذه الورطة وما هي الا لحظات حتى عادت وبيدها كوب كبير من العصير لعلها كانت حضرته مسبقا استعدادا لهذا النقاش.
                    اعطتني العصير وقالت:
                    اشرب العصير واحكيلي ، اخذت كوب العصير وضعته امامي، وسالتها عن احد الاقارب ,ولكنها قاطعتني وقالت :
                    لا تحاول تغيير الموضوع ,تفضل احكيلي ...
                    وضعت كوب العصير على الطاولة وقلت لها:
                    لا مزاج لي لشرب العصير يا حبيبتي..
                    فقربت كاس العصير مني وقالت :
                    مابدك تشرب من ايدي يا حسن ....
                    فابتسمت وقلت وانا اتناول الكأس من يدها :
                    من ايدك انا مستعد اشرب السم يا ست الحبايب
                    وما ان لفظت هذه الكلمة والتي لم اقصد بها الا المجاملة حتى فوجئت بيد امي تر تجف وتلقي بالكاس بعيدا ليتحطم على الارض واخذت تبكي..
                    ماذا اصابك يا امي ,هل انت مريضة ؟؟
                    واخذت تقول :
                    مش عارفة يا حبيبي ...
                    اخذت اهدؤها وانا لا ادري لماذا تصرفت هكذا ، اخذت تقول:
                    انا خايفة عليك يا ابني ...
                    خائفة ومم يا امي؟
                    واصابني الذهول حينما قالت :
                    من الجنية اللي (لابستك )وبتطلعلك كل يوم يا حسن ....
                    ورغم المفاجأة مما قالته والدتي الا انني غمرني حب الاستطلاع ان اعرف كيف بنت امي استنتاجها، وبدات امي تروي لي قصة غريبة من نوعها . فمنذ فترة جاءتها امراة الى البيت لتبحث عن بيت لابنها، وصادف ان كان اسمه حسن ، وبعد ان جلست وتحدثت مع امي احبتها ونشات بينهما صداقة ,تكررت الزيارة وكثرت الاحاديث ,اخذت امي تحكي لها عن تصرفاتي الغريبة واخذت هي تنصح امي ماذا تفعل وتحلل لها تصرفاتي، وقد اقنعتها بان هناك جنية ما لبستني، واقنعتها كذلك بانني سافقد عقلي قريبا، وان لديها طريقة لشفائي من سحر الجنية، فاخذت تعد وصفة طبية من الاعشاب وتطلب من امي ان تحضرها، وطلبت ان تسقيني اياها مع عصير البرتقال دون علم مني، وحين جلبت امي كوب العصير وهممت بشربه القت امي بالكوب على الارض دون شعور منها، انها حاسة الامومة القوية تلك التي دفعتها بأن تفعل ذلك في اللحظة الاخيرة .
                    سألت امي عن الزيارات التي قامت بها تلك المراة وهل صادف وجود احد اخر معها؟ فاجابت امي ان زياراتها كانت كثيرة ولم يصادف وجود احد اثناء تلك الزيارات . من حديث امي عن تصرفات تلك المرأة، علمت انه لا بد وان تكون من الجن وان الله نجاني من كيدهم .اقتنعت امي بان هذا الموضوع سخيف وان هذه المراة لا تختلف عن بقية المشعوذات. وعدت بذاكرتها الى الوراء، حيث كانت تتعامل مع الفتاحين الذين ثبت دجلهم وكذبهم في جميع الامور التي ذهبت اليهم فيها...خرجت امي من عندي وكان يبدو انني قد نجحت في اعادة الطمانينة الى قلبها، فجلست وحدي افكر: ماذا كان سيحدث لي لو اني شربت العصير وكيف استطاع الجن ان يسخر امي للقضاء علي. وهذا ما لم يكن يخطر لي على بال وتذكرت كلام غادة عن اساليب الجن الجهنمية . كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة، ولم يبق على موعد لقاء روحي الا ساعات قليلة ، واذا بقمري يظهر قبل موعده، وما ان رايتها حتى زالت كل همومي ، فهل ارى هذا الملاك ويبقى لي شيء في الدنيا افكر فيه غيرها...قالت لي غادة:
                    حسن يا حبيبي لقد علمت ما حدث فقد كنت موجودة اثناء حديث امك معك ...ولقد فوجئت انا ايضا .
                    سألتها :
                    قولي لي يا غادة ماذا كان سيحدث لو شربت العصير الذي اشرفت على اعداده الجنية ...
                    قالت غادة:
                    انا لا اعرف ما نوع الاعشاب التي استخدمتها وما هي التركيبة. فهناك مئات الطرق لاستخدام الاعشاب ومئات التركيبات للاعشاب، والتي تترك تاثيرها على الذي يتناولها ،

                    تعليق

                    • عروس النيل
                      عضو ماسي
                      • Oct 2007
                      • 1426

                      #20
                      ولكنني ساعرف قريبا وساجد لك الطريقة التي تستطيع بها ان تكتشف أية خدعة من هذا النوع . اما ان يستخدم الكاتو من حولك من البشر للنيل منك فهذه مسالة متوقعة، ولا اعلم انا كل الطرق التي يستخدمونها للسيطرة على البشر ,وعلى ذلك فأنه يجب علينا ان نتوقع كل شيء في المستقبل
                      ...ولقد فاجأني طريقة الوصول لأمك واعدادها للقيام بهذه المهمة كما فوجئت انت ، وانا سعيدة بان ما حدث لم يترك عليك تاثيرا كبيرا كما كان يحدث في السابق، وهذا مؤشر على استيعابك الجيد لكل جديد قد يفاجئك به الكاتو في المستقبل ,ونظرت الي ونظرت اليها، وفي نفس اللحظة نطقنا معا بنفس الكلمات:
                      لن نجعلهم يفسدوا علينا هذا اليوم...
                      وضحكنا معا لهذا الاستقراء الواحد للأفكار...
                      وضحكنا لننسى كل الدنيا ...قالت غادة :
                      حبيبي حسن، بعد ساعات في نهاية اليوم وبداية الغد سنكون قد حققنا اجمل فكرة مجنونة في عالمنا ، لقد جئت مبكرة لاقول لك بان تهيء نفسك، لاني سانقلك معي لعدة ايام الى مكان لم تطأه قدم انسان من قبلك، المكان الذي لم اكن مع احد فيه سواك ,ولن اكون فيه الا معك فاستعد لذلك.
                      سيبدأ عهد الارتباط بيننا قبل نهاية اليوم، وليكتمل ذلك مع بداية الغد ... في لحظات التقاء اليوم بالغد وعناق الحاضر للماضي، لنبقى معا، لا فراق بيننا ما دام الحاضر يلتقي بالماضي.سيكون ذلك في حديقة منزلكم، فاستعد لذلك ولا تفكر الا في هذه المناسبة وفي هذه اللحظات، وارجوك ان لا تفكر بالوقت وتبدا تعد الدقائق.وارجو ايضا ان لا تهتم بالامور الاخرى والتي بدات التفكير فيها، فان تصادف وجود احد في الحديقة او مرور احد او اي امر طارىء فانا ساتولى امره بطريقتي .. وانت لا اريد منك الا ان تستعد ولا تفكر الا اننا معا ولا تفكر من فضلك يا حبيبي كيف واين ساخذك معي .. حسن ساذهب الان وسأعود قبل الموعد , لا تنسى ما قلته لك يا حسن ... .

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...