المجرم //جبران خليل جبران

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زهرة العمر
    عضو فضي
    • Jul 2007
    • 600

    المجرم //جبران خليل جبران


    للأديب جبران خليل جبران



    المجرم

    على قارعة الطريق قعد شاب مستعطياً . فتى قوي الجسم أضعفه الجوع فجلس في منعطف الشارع
    ماداً يده نحو العابرين متسولاً مستغيثاً بالمحسنين . مردداً ايات أنكساره . شاكياً الام جوعه.

    خيم الليل وقد يبست شفتاه وكل لسانه ولم تزل يده فارغه مثل جوفه فقام أذ ذاك وذهب الى خارج المدينة وجلس بين الاشجار وبكى بكاءاً مراً . ثم رفع نحو السماء عينين يغشاهما الدمع وقال :
    والجوع يلقنه:
    يا رب قد ذهبت الى الموسر أطلب عملاً فطردت لرثائة أثوابي... وطرقت باب المدرسة فمنعت لفراغ
    يدي ... ورمت الاستخدام ولو بكفاف يومي فأبعدت لسوء طالعي .... وأخيراً سعيت متسولاً فرُأني
    عبادك يارب وقالوا هذا قوي نشيط والاحسان لا يجوز على ابن التواني والكسل ....

    قد ولدتني أمي بأرادتك يارب وأنا كائن الان بكيانك فلماذا يمنع الناس الخبز عني وانا طالب بأسمك؟

    في تلك الدقيقة تغيرت سحنة الرجل اليائس فأنتصب وقد لمعت عيناه كالشهب ثم أقتضب من الاغصان
    اليابسة نبوتاً ضخماً وأشار به نحو المدينة وصرخ قائلاً:

    طلبت الحياة بعرق الجبين فلم أجدها فسوف أحصل عليها بقوة ساعدي
    وسألت الخبز بأسم المحبة فلم يسمعني الانسان فسأطلبه بأسم الشر وأستزيد منه

    مرت الايام والشاب يقطع الاعناق من اجل الحصول على العقود
    ويهدم هياكل الارواح ان تصدت لمطامعه
    فنمت ثروته وعم بطشه وصار محبوباً من لصوص القوم ومخيفاً لعقلائهم
    ثم انتدبه الامير وكيلاً عنه في تلك المدينة شأن الامراء بأنتقاء ممثليهم

    كذا يبتدع الانسان من
    المسكين سفاحاً بأستمساكه
    ومن أبن السلام قاتلاً بقساوته


    جبران خليل جبران
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء حسين الأديب; 25-02-2009, 09:22 PM.
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #2
    كل شي ممكن في هذه الحياة
    نقل جميل
    يعطيك العافيه
    كوني بخير

    تعليق

    • علاء حسين الأديب
      عضو متألق
      • Sep 2008
      • 348

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة laraaaaaaa

      للأديب جبران خليل جبران



      المجرم

      على قارعة الطريق قعد شاب مستعطياً . فتى قوي الجسم أضعفه الجوع فجلس في منعطف الشارع
      ماداً يده نحو العابرين متسولاً مستغيثاً بالمحسنين . مردداً ايات أنكساره . شاكياً الام جوعه.

      خيم الليل وقد يبست شفتاه وكل لسانه ولم تزل يده فارغه مثل جوفه فقام أذ ذاك وذهب الى خارج المدينة وجلس بين الاشجار وبكى بكاءاً مراً . ثم رفع نحو السماء عينين يغشاهما الدمع وقال :
      والجوع يلقنه:
      يا رب قد ذهبت الى الموسر أطلب عملاً فطردت لرثائة أثوابي... وطرقت باب المدرسة فمنعت لفراغ
      يدي ... ورمت الاستخدام ولو بكفاف يومي فأبعدت لسوء طالعي .... وأخيراً سعيت متسولاً فرُأني
      عبادك يارب وقالوا هذا قوي نشيط والاحسان لا يجوز على ابن التواني والكسل ....

      قد ولدتني أمي بأرادتك يارب وأنا كائن الان بكيانك فلماذا يمنع الناس الخبز عني وانا طالب بأسمك؟

      في تلك الدقيقة تغيرت سحنة الرجل اليائس فأنتصب وقد لمعت عيناه كالشهب ثم أقتضب من الاغصان
      اليابسة نبوتاً ضخماً وأشار به نحو المدينة وصرخ قائلاً:

      طلبت الحياة بعرق الجبين فلم أجدها فسوف أحصل عليها بقوة ساعدي
      وسألت الخبز بأسم المحبة فلم يسمعني الانسان فسأطلبه بأسم الشر وأستزيد منه

      مرت الايام والشاب يقطع الاعناق من اجل الحصول على العقود
      ويهدم هياكل الارواح ان تصدت لمطامعه
      فنمت ثروته وعم بطشه وصار محبوباً من لصوص القوم ومخيفاً لعقلائهم
      ثم انتدبه الامير وكيلاً عنه في تلك المدينة شأن الامراء بأنتقاء ممثليهم

      كذا يبتدع الانسان من
      المسكين سفاحاً بأستمساكه
      ومن أبن السلام قاتلاً بقساوته


      جبران خليل جبران


      البيت الذي يبخل بالخبز على جائع...


      وبالفراش على عابر سبيل....


      احق البيوت بالهدم والخراب....


      جبران





      عزيزتي لارا ....


      أدب جبران من الاداب راقية المستوى ...


      وانتقاء الأجمل منها يدل على امكانية المنتقي لها ...


      كوني معنا دائما وأتحفينا بما كتب جبران عن المسائل المتعلقه بحياة الأنسان...


      اشكر لك جهدك ...


      واثني على ذائقتك الأدبيه ..


      وانتظري مني موضوعا شاملا عن جبران خليل جبران


      ضمن موضوع شاعر وقصيده من ذاكرة الزمن...


      اكراما لك وللأديب الكبير


      تحياتي

      تعليق

      google Ad Widget

      تقليص
      يعمل...