ذكريات





أن يكون لإنسان ذكريات فهذا يعني انه كان موجود يوما في هذه الحياة وهذا العالم

فلو لم تكن هناك ذكريات لما كان هناك طموح و أمال ولما تبلورة شخصيتنا ونضجت و استفدنا من أخطائنا في الماضي لصناعة مستقبلنا الزاهر...

فذكرياتنا تشبه شهادة ميلادنا أو بطاقتنا أو هويتنا الشخصية التي تثبت بأننا أشخاص كنا موجودون فعلا في هذا العالم , فذكرياتنا هي تاريخنا وهي حاضرنا و ماضينا , هي ما يخزن في عقولنا من لحظات جميلة أو حزينة نمر بها عبر أيامنا و سنيننا العابرة ,وتشكلت في أذهاننا على شكل صور وأحاسيس ترجمتها العاطفة نحس بحلاوتها أو مرارتها ..

ولكن في النهاية تبقى الذكريات مرتبطة ارتباط وثيق بماضينا وربما صنعت مستقبلنا وهي تشبه إلى حد ما أرشيف يسجل فيه تاريخنا الذي عشناه وماضينا الغابر..

فالذكريات هي نوع من الشاعرية المعنوية والتي نتلذذ في بعض الأحيان من تخيلها , وليس الأمر مقصور على ذلك بل نتعايش مع تلك التخيلات وكأنها واقع ملموس نحس به وكأنه حلم جميل رودنا في ليلة صافية..





و أجمل الذكريات بلاشك هي ذكريات الطفولة بحلوها ومرها , فكل ما تذكر الإنسان طفولته تمنى أن يعود الزمان إلى الوراء حتى يعيش تلك اللحظات الجميلة مهما كانت حزينة تظل في نظره رائعة وربما يكون سبب اشتياقه لتلك المرحلة هو ما يعانيه من ضغوط الحياة اليومية والمسؤوليات الملقاة على عاتقه..
تلك الأيام تميزها البراءة واللهو واللعب لاتفكر في غدا ..تعيش يومك واكبر همك لهوك ولعبك...

وكذلك ذكريات المراهقة و مرحلة من الطيش وتهور احيانا يصاحبها بداية الوعي والشعور بالمسؤلية وتكوين الشخصية

ثم ذكريات مرحلة النضوج وما يصاحبها من تأمل ومسؤولية ووعي كبير لما يدور من حولنا والتعقل في اتخاذ القرارات المصيرية والتي تحدد نهج حياتنا ومستقبلنا..

فالذكريات الجميلة والمرتبطة بوجداننا ومشاعرنا لا يمكن ان تنسى أو تنسى لحظاتها الجميلة أبدا ., بل ربما نتذكر تفاصيلها بكل دقة لانها تعني لنا الكثير والكثير ونحس بلذتها وترى إبتسامة عفوية على وجوهنا كم نتمنى أن تعود إلينا أو أن تتكرر معنا مرة أخرى..



ولكن هناك نقطة سوداء في مركز الذاكرة يصعب إزالتها ألا وهي الذكريات المؤلمة فلربما استرجع الإنسان بعض الذكريات الحزينة والمؤلمة والتي يضيق بها صدره أحيانا ويتمنى نسيانها أو تجاهلها ولكن تبقى محفورة في الذاكرة صلدة لا تمحى ابدا,وقد تكون عبره له ودرس استفاد أو يستفيد منه في حاظره ومستقبله كالأخطاء والهفوات والزلات , ولكن تظل حزينة ومؤلمه له مهما كانت المبررات والمصوغات لها أو حيثياتها أو تجلياتها والتي لا يعرفها سواه أو من عايشها معه..اشلاء ذكريات حزينة تظل محفورة في الذاكرة


ولكن الحمد لله الذي رزقنا نعمة النسيان ، فلولاها لما أحسسنا بحلاوة العيش ولا بششنا في وجوه الرجال ولا تصباببنا للأطفال ، ولكانت حياتنا عيشة نكدة ، إن بشاعة تفكيرنا تقودنا للوراء دائما نحو الذكريات الأليمة ، فلنرحم أنفسنا قليلا ونحمي أذهاننا وعقولنا من أن يغتالها التفكير في ما مضى ، ولنشغل أذهاننا فيما نستقبله من الزمان ، فلا دمعة ترجعك للوراء ولا زفرة ساخنة تطفيء لهيب الفؤاد ، فقط استنشق لحظات حياتك التي تعيشها ولا تلتفت للماضي...


ولكن تبقى الذكريات سوء كانت سعيدة أم حزينة تؤرخ لوجود إنسان ما وتجعله جزء من ذاكرة إنسان أخر

دمتم بخير

تحياتي