مع السلامة ، قلتها ووضعت سماعة الهاتف ، نظرت إلى ساعتي ، تشير إلى الثامنة والنصف صباحا ، نهضت بسرعة لبست ملابسي واتجهت إلى باب المنزل للخروج .
جاء صوت زوجتي : لم أستعد بعد .
نظرت مستفهما ،
قالت : لقد وعدتني أن تأخذني إلى السوق اليوم .
قلت : اعذريني سنأجله ليوم اخر.
قالت : لقد وعدتني أن تأخذني إلى السوق اليوم .
قلت : اعذريني سنأجله ليوم اخر.
قالت : لكنك وعدتني ، وهذه ثالث مرة تؤجل هذا الأمر.
قلت : حسنا هذا المساء سأخذك حيث تريدين .
ردت بخبث : أنت دائما تفضل الصباح .
قلت : اليوم سنذهب في المساء .
- والزحام : قالتها بطريقة فيها شيء من السخرية
قلت : مرة واحدة لا تضر.
خرجت مبتسما ، غالية أنت يا زوجتي لكن التي سأذهب إليها واخذها اليوم إلى السوق أغلى منك .
إنها أمي
وصلت إلى منزل أمي ، الباب مفتوح ،أدخلت سيارتي وإذا بها تقف هناك ، عند الباب ، نزلت من سيارتي واتجهت إليها
أمي تختلف في كل شيء ، سلامها مختلف ، تأخذني في حضنها كأنني طفل صغير، تضمني وتقبلني ، أقبل رأسها فتقبل رأسي
أقول : يا أمي لا تقبلي رأسي
تقول : ورأس من أقبل إن لم أقبل رأسك يا ولدي
تضمني بقوة ، حتى زوجتي تغار منها
تقول : لم أر أما تسلم على ابنها هكذا ، أنا أمي لا تضمني مثل أمك !
قلت : وما حيلتي إن كانت عواطفكم قد جمدها برد الشتاء
اتيها أحيانا فأجدها قد أخفت لي شيئا
تأتيني تقول : هذا تين أحضره زوج أختك وحفظته لك
قلت : وأنت
قالت : عندما تأكل أنت كأنني أنا من أكل .
أقتسمه معها فتحلف بالله إلا أكلته كله
فتحت لها الباب الأمامي لتجلس بجواري ، تذهب وتفتح الباب الخلفي
أقول : يا أمي .
تقول : أنا أحب هذا المكان .
لا أدري ، ولا أفهم لماذا ؟
أردت أن أحرك السيارة
قالت : انتظر أختك ستأتي .
جاءت أختي وجلست في المقعد الأمامي بجواري .
ضحكت وقلت : يا أمي هل يصح هذا ؟
ردت أختي : لا تحاول ، أنت تستطيع أن تقنع كل الناس إلا أمي لديها قناعات لا تتنازل عنها أبدا .
ذهبنا إلى السوق
كنت قد قلت لها من قبل : أنا أحضر لك ما تشائين .
قالت : أنت لا تعرف أن تختار، يغشك الباعة .
قلت : يا أمي أنا أشتري لمنزلي
قالت : وأنا أحب أن أشتري بنفسي
وصلنا ، أخذت عربة ودفعتها أمامي ، وأخذت أمي تضع فيها ما تحب .
قالت : اسمع لا تأخذ هذا النوع ، تشير إلى أحد أنواع المنظفات ، ليس جيدا .
ثم أردفت : وهذا الصابون لا ينظف الملابس جيدا عندما تريد خذ هذا النوع إنه أفضل .
وكلما مررنا على قسم قالت لي هذا جيد وهذا رديء .
قلت : يا أمي أنت تقومين بالدعاية للأصناف التي تحبينها .
قالت : أنا أقول عن تجربة .
أمي تختار بدقة بل وهي التي لا تقرأ ، تتأكد من تاريخ الصنع ، تقرأ أمي الأرقام .
تقول : انظر هذا تاريخ صنعه ( .... ) .
قلت : نعم يا أمي .
تتأكد من السعر وتحسب كم لديها من نقود ، لا تحمل معها ورقة تسجل فيها الأغراض التي تريدها ، كما أفعل أنا والذي أحضر شيئا وأنسى اخر، مرة سهوا ، ومرة قصدا ،
لتتلقاني زوجتي ثائرة : لماذا ؟ وأنا أقول : لم أنتبه
ترد : كيف ؟! ألم تقرأ ؟! . أعتذربالزحام
كم أشفق عليها ، لكن لا يمكنك أن تلبي كل طلبات النساء وإلا فلن يبقى قرش لاخر الشهر
انتهينا بسرعة ، وقفلنا راجعين إلى منزل أمي .
قالت : أين تلك القصيدة ؟
بحثت فلم أجدها .
قلت : ربما أحد الأولاد أخذها .
تسأل أمي عن قصيدة سمعتها عندما ذهبنا معا في المرة السابقة
قالت : حسنا أسمعنا شيئا اخر.
فتحت المذياع
قالت : لا أريد سماع الأخبار .
قلت : اذاعة القران الكريم .
جاء صوت الشيخ نديا يرتل سورة الحجر
تحدثت أختي تسألني عن أمر
فغضبت قالت : الشيخ يقرأ وأنت تتكلمين .
صمتت أختي ، وصلنا إلى المنزل
أنزلت الأغراض مع أختي
قلت : ياأمي لم لا تحضرين خادمة ؟
ردت : وهل أنا كسيحة .
قلت : يا أمي تساعدك .
قالت : تساعدني حركتي في منزلي لو جئت بخادمة فماذا سأفعل أنا .
ما شاء الله ، أمي خفيفة الحركة وصحتها جيدة تجاوزت الستين ، لا ضغط ولا سكر ولا غيره وأنا ابنها اجتمعت في هذه الأمراض
هي تُرجع ذلك إلى الحركة ،لديها حديقة صغيرة تزرع فيها ما تحب تعتني بها وتسقيها بنفسها .
قلت : تأمرين بشيء يا أمي .
قالت : سلمك الله لا امرك إلا بطاعته وتقواه .
ودعتها ، ضمتني بقوة
وقالت :حفظك الله ورعاك ، وأوصلك إلى بيتك سالما وبارك لك في أهلك وولدك ورزقك برهم ونفعهم . ابتسمت
ركبت سيارتي ، وغادرت منزل أمي سلكت الطريق السريع فتحت المذياع وإذا بأنشودة أخذتني معها بعيدا
( يذكرني رحيلك منزل ن باق ن على حله )
سرحت معها وانا أردد صلى الله عليك وسلم يا رسول الله
انتبهت ، أنا أقود بسرعة كبيرة ، الخط سريع ، لكني تجاوزت الحد المسموح به ، رفعت قدمي عن دواسة البنزين وضغطت قليلا على دواسة الفرامل لأخفف من السرعة واذا بها لا تعمل ، حاولت لكنها رفضت الاستجابة عدت لدواسة البنزين واذا بها قد علقت لا تتحرك ماذا أفعل الان ؟ سيارتي منطلقة بسرعة كبيرة والسيارات أمامي وخلفي ، كم مرة عزمت على بيعها ثم أغير رأي أقول: مادامت تسير فلم أبيعها ؟
لكنهاخر مرة أشتري فيها سيارة مستعملة المرة القادمة سأشتري جديدة ، لكن الان ماذا أفعل ؟ غاب عن ذهني أن أطفىء المحرك أو أن أغير ناقل الحركة .
أخذت الجانب الأيمن من الطريق ، ثم قلت أخرج عن الطريق المعبد حتى لا أتسبب في كارثة لأحد ، نظرت أمامي وإذا بكثيب رملي صغير لا أدري من وضعه هنا ربما من أجل انشاءات في هذا المكان بناء أو غيره .
في تلك اللحظة جائتني فكرة ، لن يوقف السيارة إلا الكثيب توجهت إليه وأنا متمسك بالمقود لم أشعر بشيء ، بياض أمام ناظري وصوت قوي لا أدري ما هو، ورائحة دخان تخنقني ، وجدتني أحاول الخروج ، رفض حزام الأمان أن يفتح
فتحت الباب وحاولت مرة ثانية مع الحزام فانفتح خرجت
وإذا برجل يجري بسرعة ويطفيء محرك السيارة كان شرطي المرور
قال : أنا كنت خلفك ، كنتَ تقود بسرعة كبيرة .
هو يظن أني فقدت السيطرة على السيارة فانحرفت وصدمت الكثيب
قلت :أنا من وجه السيارة .
قال : لماذا .
قلت : الفرامل لا تعمل ودواسة البنزين علقت
قال : ولم لم تطفىء محرك السيارة كانت ستتوقف تدريجيا .
قلت : نسيت .
قال : احمدالله لأن مثل هذا العمل كان سيتسبب في قلب السيارة عدة مرات
ثم قال :هل اخذك إلى المستشفى .
قلت :لا أنا بخير.
اتصلت بصديق لي ، جاء بسرعة ، نقلنا السيارة ثم ذهبنا إلى قسم المرور ، أعادني بعد ذلك إلى منزلي ، استلقيت على السرير ، وأغمضت عيني .
وفي تلك اللحظة رأيت خيالها ، أمي ، وسمعت صوتها ( حفظك الله ورعاك وأوصلك إلى بيتك سالما وبارك لك في أهلك وولدك ورزقك برهم ونفعهم )
قلت : الحمد لله دعوة من قلب أمي ارتفعت إلى السماء فردت قضاء نزل .
ملاحظه هامه:
هذه القصه هي من تأليف الكاتبه/ ماء الورد..فبعد قرأتي لها أحببت أن تشاركوني قرأتها..
هذه القصه هي من تأليف الكاتبه/ ماء الورد..فبعد قرأتي لها أحببت أن تشاركوني قرأتها..
تعليق