عندما ضمتني أمي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وزير السلطان
    عضو مؤسس
    • May 2005
    • 3779

    عندما ضمتني أمي

    مع السلامة ، قلتها ووضعت سماعة الهاتف ، نظرت إلى ساعتي ، تشير إلى الثامنة والنصف صباحا ، نهضت بسرعة لبست ملابسي واتجهت إلى باب المنزل للخروج .

    جاء صوت زوجتي : لم أستعد بعد .

    نظرت مستفهما ،
    قالت : لقد وعدتني أن تأخذني إلى السوق اليوم .
    قلت : اعذريني سنأجله ليوم اخر.

    قالت : لكنك وعدتني ، وهذه ثالث مرة تؤجل هذا الأمر.

    قلت : حسنا هذا المساء سأخذك حيث تريدين .

    ردت بخبث : أنت دائما تفضل الصباح .

    قلت : اليوم سنذهب في المساء .

    - والزحام : قالتها بطريقة فيها شيء من السخرية

    قلت : مرة واحدة لا تضر.

    خرجت مبتسما ، غالية أنت يا زوجتي لكن التي سأذهب إليها واخذها اليوم إلى السوق أغلى منك .

    إنها أمي

    وصلت إلى منزل أمي ، الباب مفتوح ،أدخلت سيارتي وإذا بها تقف هناك ، عند الباب ، نزلت من سيارتي واتجهت إليها

    أمي تختلف في كل شيء ، سلامها مختلف ، تأخذني في حضنها كأنني طفل صغير، تضمني وتقبلني ، أقبل رأسها فتقبل رأسي

    أقول : يا أمي لا تقبلي رأسي

    تقول : ورأس من أقبل إن لم أقبل رأسك يا ولدي

    تضمني بقوة ، حتى زوجتي تغار منها

    تقول : لم أر أما تسلم على ابنها هكذا ، أنا أمي لا تضمني مثل أمك !

    قلت : وما حيلتي إن كانت عواطفكم قد جمدها برد الشتاء

    اتيها أحيانا فأجدها قد أخفت لي شيئا

    تأتيني تقول : هذا تين أحضره زوج أختك وحفظته لك

    قلت : وأنت

    قالت : عندما تأكل أنت كأنني أنا من أكل .

    أقتسمه معها فتحلف بالله إلا أكلته كله

    فتحت لها الباب الأمامي لتجلس بجواري ، تذهب وتفتح الباب الخلفي

    أقول : يا أمي .

    تقول : أنا أحب هذا المكان .

    لا أدري ، ولا أفهم لماذا ؟

    أردت أن أحرك السيارة

    قالت : انتظر أختك ستأتي .

    جاءت أختي وجلست في المقعد الأمامي بجواري .

    ضحكت وقلت : يا أمي هل يصح هذا ؟

    ردت أختي : لا تحاول ، أنت تستطيع أن تقنع كل الناس إلا أمي لديها قناعات لا تتنازل عنها أبدا .

    ذهبنا إلى السوق

    كنت قد قلت لها من قبل : أنا أحضر لك ما تشائين .

    قالت : أنت لا تعرف أن تختار، يغشك الباعة .

    قلت : يا أمي أنا أشتري لمنزلي

    قالت : وأنا أحب أن أشتري بنفسي

    وصلنا ، أخذت عربة ودفعتها أمامي ، وأخذت أمي تضع فيها ما تحب .

    قالت : اسمع لا تأخذ هذا النوع ، تشير إلى أحد أنواع المنظفات ، ليس جيدا .

    ثم أردفت : وهذا الصابون لا ينظف الملابس جيدا عندما تريد خذ هذا النوع إنه أفضل .

    وكلما مررنا على قسم قالت لي هذا جيد وهذا رديء .

    قلت : يا أمي أنت تقومين بالدعاية للأصناف التي تحبينها .

    قالت : أنا أقول عن تجربة .

    أمي تختار بدقة بل وهي التي لا تقرأ ، تتأكد من تاريخ الصنع ، تقرأ أمي الأرقام .

    تقول : انظر هذا تاريخ صنعه ( .... ) .

    قلت : نعم يا أمي .

    تتأكد من السعر وتحسب كم لديها من نقود ، لا تحمل معها ورقة تسجل فيها الأغراض التي تريدها ، كما أفعل أنا والذي أحضر شيئا وأنسى اخر، مرة سهوا ، ومرة قصدا ،

    لتتلقاني زوجتي ثائرة : لماذا ؟ وأنا أقول : لم أنتبه

    ترد : كيف ؟! ألم تقرأ ؟! . أعتذربالزحام

    كم أشفق عليها ، لكن لا يمكنك أن تلبي كل طلبات النساء وإلا فلن يبقى قرش لاخر الشهر

    انتهينا بسرعة ، وقفلنا راجعين إلى منزل أمي .

    قالت : أين تلك القصيدة ؟

    بحثت فلم أجدها .

    قلت : ربما أحد الأولاد أخذها .

    تسأل أمي عن قصيدة سمعتها عندما ذهبنا معا في المرة السابقة

    قالت : حسنا أسمعنا شيئا اخر.

    فتحت المذياع

    قالت : لا أريد سماع الأخبار .

    قلت : اذاعة القران الكريم .

    جاء صوت الشيخ نديا يرتل سورة الحجر

    تحدثت أختي تسألني عن أمر

    فغضبت قالت : الشيخ يقرأ وأنت تتكلمين .

    صمتت أختي ، وصلنا إلى المنزل

    أنزلت الأغراض مع أختي

    قلت : ياأمي لم لا تحضرين خادمة ؟

    ردت : وهل أنا كسيحة .

    قلت : يا أمي تساعدك .

    قالت : تساعدني حركتي في منزلي لو جئت بخادمة فماذا سأفعل أنا .

    ما شاء الله ، أمي خفيفة الحركة وصحتها جيدة تجاوزت الستين ، لا ضغط ولا سكر ولا غيره وأنا ابنها اجتمعت في هذه الأمراض

    هي تُرجع ذلك إلى الحركة ،لديها حديقة صغيرة تزرع فيها ما تحب تعتني بها وتسقيها بنفسها .

    قلت : تأمرين بشيء يا أمي .

    قالت : سلمك الله لا امرك إلا بطاعته وتقواه .

    ودعتها ، ضمتني بقوة

    وقالت :حفظك الله ورعاك ، وأوصلك إلى بيتك سالما وبارك لك في أهلك وولدك ورزقك برهم ونفعهم . ابتسمت

    ركبت سيارتي ، وغادرت منزل أمي سلكت الطريق السريع فتحت المذياع وإذا بأنشودة أخذتني معها بعيدا

    ( يذكرني رحيلك منزل ن باق ن على حله )

    سرحت معها وانا أردد صلى الله عليك وسلم يا رسول الله

    انتبهت ، أنا أقود بسرعة كبيرة ، الخط سريع ، لكني تجاوزت الحد المسموح به ، رفعت قدمي عن دواسة البنزين وضغطت قليلا على دواسة الفرامل لأخفف من السرعة واذا بها لا تعمل ، حاولت لكنها رفضت الاستجابة عدت لدواسة البنزين واذا بها قد علقت لا تتحرك ماذا أفعل الان ؟ سيارتي منطلقة بسرعة كبيرة والسيارات أمامي وخلفي ، كم مرة عزمت على بيعها ثم أغير رأي أقول: مادامت تسير فلم أبيعها ؟

    لكنهاخر مرة أشتري فيها سيارة مستعملة المرة القادمة سأشتري جديدة ، لكن الان ماذا أفعل ؟ غاب عن ذهني أن أطفىء المحرك أو أن أغير ناقل الحركة .

    أخذت الجانب الأيمن من الطريق ، ثم قلت أخرج عن الطريق المعبد حتى لا أتسبب في كارثة لأحد ، نظرت أمامي وإذا بكثيب رملي صغير لا أدري من وضعه هنا ربما من أجل انشاءات في هذا المكان بناء أو غيره .

    في تلك اللحظة جائتني فكرة ، لن يوقف السيارة إلا الكثيب توجهت إليه وأنا متمسك بالمقود لم أشعر بشيء ، بياض أمام ناظري وصوت قوي لا أدري ما هو، ورائحة دخان تخنقني ، وجدتني أحاول الخروج ، رفض حزام الأمان أن يفتح

    فتحت الباب وحاولت مرة ثانية مع الحزام فانفتح خرجت

    وإذا برجل يجري بسرعة ويطفيء محرك السيارة كان شرطي المرور

    قال : أنا كنت خلفك ، كنتَ تقود بسرعة كبيرة .

    هو يظن أني فقدت السيطرة على السيارة فانحرفت وصدمت الكثيب

    قلت :أنا من وجه السيارة .

    قال : لماذا .

    قلت : الفرامل لا تعمل ودواسة البنزين علقت

    قال : ولم لم تطفىء محرك السيارة كانت ستتوقف تدريجيا .

    قلت : نسيت .

    قال : احمدالله لأن مثل هذا العمل كان سيتسبب في قلب السيارة عدة مرات

    ثم قال :هل اخذك إلى المستشفى .

    قلت :لا أنا بخير.

    اتصلت بصديق لي ، جاء بسرعة ، نقلنا السيارة ثم ذهبنا إلى قسم المرور ، أعادني بعد ذلك إلى منزلي ، استلقيت على السرير ، وأغمضت عيني .

    وفي تلك اللحظة رأيت خيالها ، أمي ، وسمعت صوتها ( حفظك الله ورعاك وأوصلك إلى بيتك سالما وبارك لك في أهلك وولدك ورزقك برهم ونفعهم )

    قلت : الحمد لله دعوة من قلب أمي ارتفعت إلى السماء فردت قضاء نزل .

    ملاحظه هامه:
    هذه القصه هي من تأليف الكاتبه/ ماء الورد..فبعد قرأتي لها أحببت أن تشاركوني قرأتها..

  • اسيرة الصمت القاتل
    عـضـو
    • Aug 2008
    • 23

    #2
    مشكوووووووو ر

    الصراحه القصه عجبتني

    تعليق

    • الأميرالمميز
      عـضـو
      • May 2008
      • 22

      #3
      يسلمووووووووووووووووووووو


      وله وشوق

      ثانكس

      تعليق

      • مزون الربيع
        عـضـو فعال
        • Aug 2008
        • 199
        • تظن ان منزلك عندي صغيرواافقدك ادا غبت00

          عسى الله لا يبين غلاك000وقدرك الخافي

          انا لو جيت ابوصف لك مكانك عنديوحاولت00

          بقدم لك سكوتي00ماحس انو الحكي كااااافي

        #4


        مشكور اخ وله
        وانصحكم بتقوى الله وبر الوالدين
        تقبلومروري

        تعليق

        • ! ! عيون العرب ! !
          العضـوية الذهـبـية
          • Oct 2007
          • 577

          #5
          الله يعطيك العافية ..,

          تعليق

          • 3soOoL
            عـضـو
            • Sep 2008
            • 3

            #6
            يعطيك العافيه

            على القصه الراإاإئعه

            مأتقصرر

            مع تحياتي

            تعليق

            • *عبير الزهور*
              V - I - P
              • Jun 2008
              • 3267

              #7
              يعطيك العافيه

              تعليق

              • ح ـكآية
                V - I - P
                • Nov 2008
                • 1818
                • اللهم لك الحمد ..

                #8
                رد: عندما ضمتني أمي

                قصة في منهى الروعه

                كل الشكر لك يا بدر العلا ,,

                تعليق

                • MŊóōЯ
                  عضو ماسي
                  • May 2009
                  • 1063

                  #9
                  رد: عندما ضمتني أمي

                  يعطيك الف عأإأإفيه..

                  تعليق

                  • ✿كارينا✿
                    عـضـو فعال
                    • Sep 2010
                    • 81

                    #10
                    رد: عندما ضمتني أمي

                    كولش نايس
                    حلووة
                    ودي

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...