(43)
أرتخى جسدها .. عند آخر ماقاله .. نطقت بخيبه
" أنا أكرهك .. وعمري ماراح أسامحك على إللي هدمته مابيني وبين أبوي "
رد بأستفزاز
" هو سمع وحكم .. ما أجبرته وأنتي للحين تملكين الخيار "
أبعد الجوال عن أذنه وهو يجلس على كرسي جلد ضخم وسط فخامة المكتب والمكان إلي ينعزل فيه .. جسمه السمين وكرشته تملى مايمتلكه هالكرسي من فراغ بالكامل ..
يحرك يده بعدم مبالاه حتى يرمي جواله على الطاولة .. فوق الأوراق المكومه قباله ..
يجلس قباله شخص ظلت الأبتسامه الراضيه تعانق شفاته ..
" أعتقد الأمر محتاج له شوية وقت ! "
يقولها هالشخص .. حتى يرفع أيديه ممدوح .. تتشابك أصابعه مع بعض .. فيما هو يسند هالأيدين على أطراف الكرسي .. تحركت شفاته بصوته الغاضب
" كان من المفروض تفهمون هالعواد كيف يصون أختي ولا يحسبها جاريه عنده "
حك شاربه إلي يمتلى شيب يتخلله بعض الشعر الأسود .. ينطق وهو يتعمد يتجاهل النظر بهالممدوح
" والله أنتم من زوجتوه ...! "
رفع صوته
" ماكنت راضي .. أبوي من زوّجها ولاّ علي .. يحلم يشوف طيفها بعد "
تمايل بجسمه على طرف الطاولة .. وهو يسند بيده عليها .. يميل براسه أكثر لممدوح حتى ينطق بخبث
" إنت تفكيرك صحيح .. صح إني زوج أم هالعواد لكن لو بمكانك صدقني بيكون تفكيري نفس تفكيرك صح أن صارت بيني وبين أخوك مشاكل فالشراكة إلي سعينا لها لكن تظل ظروفكم غير .. وحياتكم تختلف عن حياة عواد وما أدري كيف أبصراحة كيف تم هالزواج "
يتحرك واقف .. حتى يطمّن ممدوح
" وترا ماتبيه من أمر المناقصه لبو فراس رفيقكك .. قدرت أحصل على من بيسلمها له "
ممدوح أبتسم بإندهاش : أكيد تمزح ..!
أبراهيم يرجع ينحني له : تعرف إن مافي شي يوقف لي .. لكن نبي نطيّب خاطر أم العيال
ممدوح بثقه وهو يضرب يده على الطاولة : منتهي الأمر ..
أبراهيم برضا تام : نشوفك أجل ..
يتحرك مابين أثاث هالمكتب الفخم .. صوب الباب الخشبي الكبير .. يسحبه حتى يوقف بصدمه من وقف قباله فارس بطوله .. يطالعه بنظرة حاده .. ثايره من شافه في مكتب أخوه !
فارس أندفع بصوت جاف : ماشاء الله .. منوّر المكان يا بو سعد !
إبراهيم بإرتباك واضح : هلا هلا
حرك عيونه صوب أخوه الجالس في آخر الغرفه على كرسيه بصمت .. يطالعه بغضب لحظات ويرجع يطالع أبراهيم إلي ظل جامد قباله .. كان خارج توقعاته هاللقا ..
فارس : إيش من عندك مصلحه جابتك لهالمكان
ممدوح وهو يفز واقف وبصوت حاد : فارس .. أبعد عن بو سعد خله يروح
فارس بعناد وتحدي .. يطالع إبراهيم : ذيلك هذا إلي يتحرك يمين ويسار ويدخل في أمور ماتعنيه .. بينقص قريب
ممدوح صرخ : فارس !
تحرك أبراهيم حتى يدفع فارس مع صدره .. بخطوات هاربه فالممر يتحرك .. لف فارس بصدمه يطالعه ولحظات يندفع بقوة داخل المكتب .. يوقف قبال ممدوح وهو ثاير .. منفعل
فارس : إيش جاب هالكلب عندك ..؟
ممدوح يرجع جالس على الكرسي بجسمه السمين : شي ما أتوقع يهمك
فارس حرك يده لورا بقوة وهو يأشر على الباب.. يصرخ : موب هذا أبراهيم إلي سرق فلوسنا وأتهمنا ظلم إننا ماكلين حقه .. موب هذا إلي حرّض جد عواد يسجن أبوك .. موب هذا إلي زوجته تتكلم في أختك عند الناس ظلم وبهتان .. !
ممدوح بضحكه ساخره : من سجن أبوي جد عواد .. ابراهيم ماله شغل .. بعدين أختك ماأحد قالها تاخذ إنسان بهالشكل ماقدر حتى يحقق لها الأستقرار المالي والنفسي .. طالع وضع خواتك وحياتهم والرفاهيه إلي يعيشون فيه .. وطالع بالمقابل ناديه إلي راحت تركض ورا قلبها .. ( توجه بأصبعه صوب فارس بإتهام صريح ) أنت من رميتها بهالشكل .. أختيارك وقناعتك هذي نتيجتها .. لكن الأمر هالحين طلع خارج السيطره .. وأنا قادر أجيب أختي مكرمه وبيدها خلاصها من أنسان مثل عواد ..
فارس بقهر : أنتم فاهمين الأمر غلط .. أختك كانت في بيت أم عبدالله لأنها كانت تبي تأدب عواد .. وكفلت أختك باللي تبيه وكأنها بنتها
تمايل ممدوح بشفاته .. حتى يحط يده على خده ..
" إيه .. وبعد ..؟ "
فارس : لا تدمّر حياة أختك عشان مصلحة دنيا .. من خسيس مثل أبراهيم .. هو كل همه يحقق أمنية زوجته بطلاق ناديه من عواد ..
ممدوح بنفي جازم : معاذ الله يكون بيننا مصلحه !
فارس : أبعد سلطتك عن ناديه .. وأبراهيم ما هرول عندك من عبث .. خبيث ونواياه فاسده .. هذا لو عنده بنت ماترك أحد يتدخل في شؤونها
ممدوح ببرود : الله يرزقه !
فارس : أنت تسمع إلي أقوله لك أو تتعمد تسكّر أذانيك
ممدوح : للأسف تركت لك الأمر وهذي آخرتها .. ناديه تعتقد أنها تقدر تسوي ماتبي حتى لو يوصل الضرر لنا .. إذا تبي تعال نروح لخواتك بيت بيت .. وأخليك تسمع إيش من كلام يسمعونه كل يوم عن أختك .. غير الأسئله من ناس تسوى وناس ماتسوى ..
فارس أنحنى بظهره مقترب من أخوه : أحذرك ياممدوح .. أحذرك تضر ناديه بأي شكل
ضرب المكتب بيده حتى يستدير بجسمه يبي يغادر .. لكن وقف من نطق ممدوح بثقه
" وإن أختارت أختك ترجع وطلبت الطلاق من عواد بإرادتها بعد بتعارض ! "
لف براسه صوب ممدوح .. وحواجبه أنعقدت بإستحالة هالأمر .. نطق
" هالشي من سابع المستحيلات "
ممدوح ضحك : سابع المستحيلات بهالزمن تتحقق .. ع العموم الأيام بيني وبينك ..!
.
.
.
يمسك جواله بأصبعين من أصابعه وهو يحركه بشكل دائري .. فيما عواد جنبه ياخذ نفس بعمق .. لحظات وينطق بضياع
" والله إن ماسواه أبوها كسرها حسبي الله على أبليسه .. وأنا ماعدت أدري وش بيدي .. تسني من أخذتها مكتوب علي وعليها الشقا .. يعني ماندخل بأمر صعب إلا أنرمينا منه ودخلنا بأمر أصعب .. "
رفع يده حتى يمسح على شعره وتطلع " أففف " من شفاته بمراره .. يحرك راسه متعب ببطء له ..
" حتسيت مع أخوها "
عواد بإندفاع : قصدك فارس .. متأكد لو عنده علم بيدق علي !
متعب : دقيت ولا لا ّ
عواد : لا
متعب مسك الجوال بكف يده مطبق عليه بأصابعه : وش تنتظر يا أخي .. المفروض أول شخص تدق عليه أخوها .. فيه شي مخلي أبوها يثور تسذا
عواد صد وهو يتكلم بحقد ظاهر : يابن الحلال أبوها ماحولك أحد بالعربي .. تاركن عياله على وجيههم .. من ربت وتعبت أمهم .. الأمر بيد هالممدوح الخسيس .. ترا هو من مزوّج خواته كلهم لعيال أكباريه
متعب أبتسم : وأنت ماجيت بعينه قد المقام
أنحنى عواد ماسك راسه .. ماعاد بيده حيله ..
متعب : تدري عاد
عواد نزل أيديه ولف له .. ساكت حتى يكمّل متعب
" مواجه الأمر خساره .. رح أبحث عن السبب إلي ترك الأمور تتضخم بهالشكل ومخلي أبوها يجي حامي "
عواد رفع صوته ثاير: من تحت ممدوح .. والله إنه حاشي راس أبوه لين قال آآآآآمين !
متعب رجع يأكد على نقطته : وممدوح ماهوب قايل شين تافه .. أكيد الأمر يسوى وأستغله
يدق جواله ومن شاف الرقم .. أنتفض واقف .. نطق وعيونه على الجوال
" دقيقه أبكلم وراجع لك "
أتسعت عيون عواد وهو يشوف متعب يتحرك بالمجلس الواسع .. وش هالمكالمه إلي تركته
في هالأهتمام ولا يبيه يسمعها .. يفتح الخط متعب .. يستقر الجوال عند أذنه حتى تزداد خطواته أتساع .. يطلع من باب المجلس .. يمشي وقباله الحديقه أنكشفت بالكامل له
متعب : هلا طارق
طارق : هلابك .. وينك ياولد ماعاد تنشاف
متعب : والله ماسك لي دوام توه جديد وشفتات .. تعرف الضغط يخليني أبعد شوي
طارق : أجل كلام ياسر صحيح ..؟
متعب بضيق : ليه حاتسن بشي
طارق : تخبر أجتمعنا من جديد .. وحضر هو وقعد يحتسي عنك بس ماعليك العيال زبدوا له وخلوه يسد فمه ولا ينطق بكلمه .. شايف نفسه ما أدري على وش بالضبط .. وماحتسى من بعدها .. شكله جاي بس عشان يقولنا هالسالفه يحسب أننا بنقول ليه ومدري وش .. مير أقولك .. حنا معك خلك قدام ولا عليك
متعب بصوت يخفي فيه الضيق : الله يسلمك ..
طارق : إلا بقولك .. أبوي ملزم يقطع علاجاته ويرجع للرياض عشانك .. المشكله إننا حاولنا نخليه يبعد هالفكره عن راسه بس رافض
متعب بإرتياح : يعني أبوك وأخيرا أرتاح لي..! أنا قايلن له .. لا صدّقتني باللي أقوله تعال للرياض
طارق بخوف : بس يامتعب أبوي رجالن تعباااان .. وأخاف جيته ذي مضرتها أكثر من نفعها .. وسفرته كلها عشان يكمّل رحلة علاجه ..
متعب : هو صحته تعبانه ..؟
طارق : آخر مره تعب حيل .. تخبر الشيبان وأبوي مريض وعنده ضغط وسكر .. أنا ما أدري وش بينك وبينه ومحترم كلامه لأنه قالي لا تدخل وطلب رقمك .. بس يامتعب إن كان الأمر يقدر يأجله شوي بس .. أبوي عنيد وما كل كلام يسمعه ..
متعب بحيره رفع يده .. يفرك جبينه : أنا مقدّر كلامك .. وأبوك من الرجال الوفيين .. وبإذن الله ماراح يحصل إلا الخير
أخذ نفس بقوة .. حتى يهز راسه وهو يستمع لكلام طاارق إلي ظل يوصيه على مايبي .. ينطق بصوت واطي .. " ماقصرت .. ياهلا " .. يوقف يستقبل بصدره الواسع
مساحه واسعه من العشب الأخصر والنخل الواقف بشموخ في أماكن متفرقه .. والأضواء
تحاوطه من كل أتجاه .. يدفن جواله في جيبه ويرجع للمجلس .. ومن دخل
عواد بفضول : وش هالمكالمه السريه ..؟
متعب بصوت بارد وهو ينحني جالس : لا هذا واحد من أخوياي
عواد بشك : يخليك تقوم تسذا وتطلع ..
رفع راسه .. يطالع لقدام .. لحظات ويقرر يفز واقف من جديد .. يتحرك بعبث صوب الطاولة ... ينحني ساحب القهوة مع فنجالين ..
متعب وهو يأشر بالقهوة لعواد : تتقهوى ..؟
عواد من شاف صمته وتجاهله نطق وهو يرجع بظهره لورا : أنت عندك شي بالسر غير سالفة شغلك إلي مالقيت تشاور فيها عبدالعزيز
متعب أبتسم لين بانت أسنانه .. صب له قهوة حتى ينزل الدله : ماهوب هذا عبدالعزيز إلي سلمته وصاة بنات خالي رحمة الله ..
عواد فجأه تغيّرت ملامح وجهه : ............................
متعب يشرب من الفنجان وهو يستمتع بهالحديث إلي فتحه عواد بدون تخطيط : ليش سكت !
صد عنه وغمامة الضيق بدت تحتويه .. كان يعرف وش قصد هالمتعب ..
متعب : ع العموم .. أستشارتي لأهل الأختصاص والحمل إلي الكل أختاره بقناعتهم.. خالي عبدالعزيز أكيد وهو بيني وبينك ماقصّر
ماكان هالكلام المعدود غير سوط يظهره متعب له .. هو إلي أرخى حبال هالأمانه يوم كان عليه يشدها
بقوة .. يثبت ولا يتراجع في لحظات .. أزدادت فيها نفوس البعض للشر والثقه
إن الظلام وحده من يدفن الأفعال والأحداث .. تضيع الكلمات فيه .. تتهاوي في عمق
" ياليت " و " لو " .. ويكتم هالندم إلي ظهر على نظرة عيونه .. حتى يرفع يده
ينطق وحواجبه تنعقد بقوة ..
" صب لي قهوة بس ! "
.
.
.
يمد يده بقوة صوب ذراعها وهي واقفه متكوره على نفسها .. يهزها بقساوة
" شوفي عاد .. نهاية الأمر أضبطي حالتس لا ألتفت عليتس وهالجوال الزفت أقسم بالله لا تشوفينه بيوم مكسورن فوق راستس ! "
تنتفض فوزيه بعبايتها الواسعه .. تتحرك صوبه حتى تسحبه بأندفاع واقفه مايبينه وبين البتول
فوزيه بخوف : وش فيك ..؟ ماهوب باقي إلا تمد يدك !
مشعل صرخ بعصبيه : بمد يدي تحسبيني ما أقدر ..
أم جلوي رفعت صوتها ثايره : أنتم جايين عندي عشان تاكلون بعضكم بعض ..؟
ألتفت مشعل بعيون .. غاضبه .. صوب أمه .. يأشر على البتول إلي تحركت واقفه ورا أختها .. تتمسك بعبايتها والدموع تتجمع بعيونها
مشعل : بنتتس بخور السوق هذي .. منبها جلوي .. ألف مره ولا تفهم .. وبسببها ينطلقون الحريم في بيت أم نوق .. ويفضحونا في بيت عزوته هم رجال هالعايله .. لا تسان ماحضر الأول ينوب الثاني ويكون راعي البيت !
أم جلوي بقهر حركت أيديها رافعتهم لفوق : لايسمعون صراخك خوالك تبي تفضحنا بعد أنت
مشعل وهو يحرك يده صوب ملامحهم بحده : شوفوا ذا الحين كلكم قاعدين .. كلكم سامعين ورب السما والأرض إن رجعت تغلط نفس الغلطة .. لايكون متصرف معها تصرف بتندم عليه طول عمرها ..
طالعها حتى يصرخ " سامعه " ولا ردت .. تحرك يجرها ويصرخ فيها
" سامعه أو لا " .. أنهارت تبكي وفوزيه نطقت بقهر " ردي "
البتول وهي تحاول تفك يده .. وبصوتها المنهار : سمعت .. والله سمعت !
دفها بدون نفس حتى تنحني صوب الجدار متمايله عليه بقوة ووجها يغرق بالدموع .. يتحرك جالس في مكانه وهو ينحني يفرك وجهه .. يحاول يتمالك أعصابه .. صرخ بقوة من زادت شهقاتها
مشعل : طلعيها من الغرفه لا أقوم أجلدها .. مغلطه وتبتسي قواة عين هي .. !
أنتفضت فوزيه حتى بسرعه تتحرك ساحبتها من الغرفه .. فيما كان يجلس هو على الكنب يتساند بظهره على الخداديات بألم وراه .. وهالخبر إلي كان المفروض هو أول من يعرف فيه .. صار فيه نقطة على السطر .. الغضب قادر يكبح جماحه داخله ويظهر الصمت والهدوء
وكأنه أعطى جزء من هالغضب الأسود داخله لمشعل حتى يقوم بالواجب أصبح قطعه من ثلج وراح يتهاوى فالظلام يحترق دون مايحس فيه أحد .. تحرك عيونها
أم جلوي صوب ولدها الكبير.. تمد يدها بسرعه له .. تحطها على ركبته .. تنطق برجا
" داخله على الله ثم عليك .. زوجتك لا تتعرضها بشي .. الأمر أنتهى "
تتسع عيونه بقوة حتى بصدمه يحركها لأمه .. وش قاعده تقول ..؟
وماصار سوط ماضرب غير رجولته ..
من بيرضى بأمه تطرد وتهان في بيته ..
أي رجوله بيقدر يدفعها بعيد ويقول ماصار شي ..
وأي أنفجارات من الغضب بيرضى يذوق مرارتها ويكتمها بهالشكل !
ولا زال هالمشعل يسرق منه حتى الكلام .. أول لف براسه صوب أمه .. نطق بصرخه
" نعم ! "
أم جلوي بدون ماتطالع مشعل : تسمعني ياجلوي .. زوجتك لا تتعرضها ..
جلوي بصمت ظل يطالع أمه : .........................
أم جلوي : تحمّلها عشان منصور .. الولد ماجاك إلا بعد صبر ومعاناه ..
مشعل حرك يده : وش قاعده تقولين يمه
أم جلوي صرخت فيه : أنت مالك شغل !
مشعل وهو يفقد السيطره على نفسه : الحرمه طاردتس وتقولين لولدتس لا تتعرض لها .. ليه أنتي ماهوب أمنا .. وإلي يدوس لتس على طرف نرميه ورا الشمس
أم جلوي لفت له : قم أطلع
فز واقف مثل المجنون حتى يروح للجدار ويضربه بقوة .. يصرخ
" الله ياخذ الذل والسكانه .. الله ياخذها "
تدخل فوزيه بخوف له .. تمسكه وبخرعه
" أنت وش فيك مانت قادر تتحمل "
مشعل وهو يختنق .. صرخ في وجهها : أنا بموت من الغبنه .. وخري عني
دفعها عن طريقه حتى تتمايل هي وتلف له تشوفه يتحرك بخطوات واسعه مغادر هالمكان .. لفت لأمها ودموعها بخوف تطالعها .. تحرك عيونها صوب جلوي إلي تحرك واقف .. قرر ينسحب فجأه وسط هالأنفجار .. والمواقف .. بنبره غاضبه رغم إنها ظهرت هاديه قبال أمه
" اليوم جيت ماهوب عشان أحتسي .. ولا عشان تشورين علي أترك زوجتي على ذمتي أو لا .. أنا هينا .. جيت عشان أسمع .. ووقت مابحتسي .. راح يكون وضعتس غير ..ووضعي غير ! "
أنقبض قلب أم جلوي بقوة .. نطقت بأندفاع
" وش قصدك .. ! "
وتحرك يسرع بخطواته .. حتى يعطيها ظهره .. يعبر فوزيه ..
" يلا أمشوا "
يقولها وهو طالع من الغرفه .. تحركت أم جلوي واقفه حتى تتسارع خطواتها صوبه .. تعترض طريقه قبل لا يطلع من البيت .. مسكت ذراعه بقوه وهو قام يتصدد عنها ..
" وش قصدك يا جلوي "
هزته بقوة وهي تشد على مسكتها له ..
" تكلم أشوف "
خلته يحرك راسه غصب لها .. ومن ألتقت عيونها بعيونه .. أندفعت بخوف
" أنت من جيت وأنت ساكت .. وش عندك ياجلوي .. وش عندك "
" مستعجله على خسارتي ! "
تنفست بقوة وهي تحس أنفاسها تضيق .. قالها بألم وعيونه فيها من الحسره ماهو قادر
يهز قوتها .. بلعت ريقها ودقات قلبها أندفعت متسارعه بدون سبب .. نطقتها بأستفهام والعبره تضخمت في صوتها .. غصب من مجرد خسارة هالجلوي .. !
" خسارتك ! "
هز راسه بقوة ..
" إيه خسارتي .. موعد الحتسي قريب لا تستعجلين عليه .. أقرب من ما تتخيلينه !"
حرك يده حتى يحطها على كفها يسحبها وهي متمسكه بثوبه .. ويتحرك تاركها .. ظلت واقفه في مكانها تطالع ظهره وهو يمشي بالحوش .. بطوله ونحافته .. لحظات وتمر فوزيه
من عندها ..
" مع السلامه يمه "
تقولها وهي تبوس راسها ويدها .. تتحرك ووراها أختها تشاهق بصوت خافت .. حطت يدها على صدرها تتحسس مكان هالخوف من كل ماقاله ولدها .. جمل قصيره أكتفى يرميها لكن أستقبلتها بقلب بدى يتسارع بعنف .. تبلغ ريقها بصعوبه .. تركض فجأه والعبره تنزع الراحه من صدرها حتى تسحب جوالها إلي على طاوله .. متصله على صاحبة الرقم والغضب يلوّث أفكارها .. ما راح يصير شي إلا من تحتها هي .. وحدها من راح يكون همها تدمرها .. وأول ما أنفتح الخط وسمعت " ألو " .. أندفعت
بالكلام في نبرة حاقده .. ثايره
" مايكفيتس أنتس هدمتي بيتي .. بعد تبين تفرقين بيني وبين عيالي الله يوريني فيتس يوم "
" خير إن شاء الله .. أم جلوي أحترمي نفستس أقول .. داقه منهده علي بالحتسي وش أبي في عيالتس أنا "
تكلمت بخوف ..
" وش قايله لجلوي عني أشوف .. يلا خليني أسمع "
ردت بأستغراب والأستهزاء يعلق بصوتها
" هو أنا قابلته عشان أقوله شي .. "
صرخت أم جلوي
" أنتي .... "
لكن قطعها نبرة نوره الواثقه .. وهي ترفع صوتها
" دقيقه .. دقيقه ولدتس هذا توه يصحى ويتذكر شين قلته قبل مايطيح .. الحمدالله والشكر صدز هالعايله ماهيب صاحيه "
أم جلوي بصدمه : وتعترفين إنتس قايله له
نوره بعدم أهتمام : والله أنا ولله الحمد مانيب راعية فضايح وقيل وقال .. ولأني أخاف ربي سبحانه وأبي الستر .. سترت على فعولتس قبل .. قبل يام جلوي أو تبيني أذكرتس !
أم جلوي وصوتها أهتز وهي تحاول تبلع ريقها .. ترتعش يدها فجأه : وش .. وش سويت أنا
نوره ضحكت بقوة وبأستهزاء :لا والله .. ياوقاحتتس ياحرمه .. وبقواة عين تقولينها لي .. شوفي أنا بإشارة مني والله لا أخلي أخوي يطلقتتس بالثلاث .. وهو ماطلقتتس غير طلقه من باب التأديب لأمثالتس ..
أم جلوي صرخت : لا تنسين إني أنا بعد أقدر أحتسي .. أقولهم من أخذ نسخه من أوراق جلوي وسلمها لعبدالله .. من إلي لعبت بعقله وأوعدته إن هو صح وأهله كلهم يبون فرقاهم .. من إلي لعبت على الحبلين .. من إلي تواصلت مع جهيمان وأمدحت له نوير .. وأخذت حقها كاش وبعدين جحدته .. والله يانوره لا أخلي يومتس أسود .. والفضايح أكثر !
نوره مستمره بالضحك : وش دليلتس .. عندتس دليل واحد .. طبعا لا .. للأسف وماحدن مصدقتس .. بينما أنا أقدر أثبت للكل إنتس أنتي وحدتس إلي تسان عندها نسخه وحده من الأوراق .. لأنتس تسوين نسخ بالسر من كل أوراق زوجتس .. وأنتس من سلمتيها لي ورحتي يم غرفة نوق ماخذه الأوراق ومحرقتها .. لأنها تثق فيتس ..
أم جلوي وصوت أنفاسها ظهر مسموع رغم ألتزامها بالصمت : .......................
نوره بتهديد : أنتي شكلتس للحين مانتيب مستوعبه من قاعده تحاولين تلعبين معه .. طيب يام جلوي .. تبيني أحتسي عن أم خيّال .. الحرمه التسبيره إلي جبتيها بالغصب لحد زواج أم خليل .. وعيالها محذرينها تطلع من بيتها .. هه ولاّ بعد ذي بتنكرينه .. !
أم جلوي أنهارت تبكي : الله يخليتس أستري علي
نوره وهي تضحك : أنتي مسكينه .. مير عيونتس ورقبتس لا ترفعينها لفوق .. لأني أقدر أعلمتس قدرتس .. وجربي يام جلوي .. جربي بس تسلمه تقولينها عني عند أحد .. ماهوب أقطعتس من حياة أخوي .. إلا والله لا أخليتس عند عيالتس ماتسوين شي .. وتنزلين من عيونهم كلهم .. ولا أحدن يلتفت لتس على سواياتس السودا
أم جلوي بأندفاع مجنون : نوره .. نوره .. تكفين
نوره بدون نفس أرفعت صوتها : يلااااااا .. عاد عطيتس وجه بزياده
أم جلوي بخرعه : ألوووو .. نوره .. نوره تكفين أسمعيني ..( صرخت ) نوره
أنهارت تبكي حتى تنزل الجوال .. ترفع أيديها وتضرب راسها بجنون
" يارب تستر علي .. يارب .. حسبي الله عليتس يانوره .. حسبي الله عليتس ..
حسبي الله عليتس "
.
.
.
بيت عمي كئيب بشكل غريب .. وصلت البتول فيه منهاره تبكي ودخلت غرفتها .. فوزيه على الصامت .. طالعتني بنظرة حزينه وراحت معتذره مني .. ما أدري وين جلوي .. سألتها .. لكنها أكتفت تهز كتوفها .. وهي ماشيه .. وش فيهم تسذا في حالة يرثى لها .. هذا أنا جالسه
على سريره أنتظره .. لابسه جلال الصلاه .. أطالع أشياءه .. أمسح على فراشه بكف يدي
وقلبي يصرخ " أطلعي " أتركي أشياءه .. بس أقاوم هالصرخات فيني وأعاند بالجلوس ..
مخدته .. علاجاته .. ريحة الأعشاب وخلطات جدتي له .. كلها تحاصرني .. ويخضع قلبي
لعنادي .. أخذ نفس بقوة .. ليش حاسه بقلق عليه .. أول مره تسذا يظل لساعه 11 برا
هالبيت .. أو لأن حريمه جوا .. رفعت عيوني للسقف .. وش فيني تسذا فيني قهر .. يالله !
فجأه أسمع صوت الباب يفتح .. أفز واقفه وأركض بسعاده طالعه من الغرفه بس بقوة أتراجع
وأدخل المجلس وأنا أغطي وجهي بخرعه .. ألصق فالجدار .. هذا مشعل .. أخلعت الرجال ..
يافشلتي ..
" يابنت عمي ترا جلوي قاعد فالبراحه إلي ورا بيتنا "
قالها وأنا أسمع صوت خطواته تتحرك .. أندفعت بسرعه
" أقدر أطلع له ...؟ "
نطق بصوته إلي حسسني أنه تعبان .. وكأن ماتسان له حيل ياخذ ويعطي تسثير
" دامتتس لابسه عبايتتس وش يضر ؟ "
وراح .. أبعدت الغطا عن وجهي وأنا متردده .. تسنه عطاني حرية الأختيار .. بس وش مقعده برا .. وش صاير ..؟
يالله .. ودي أروح وما أروح .. أحس شكلي غبي لا رحت .. حركت عيوني صوب سريره ..
ليش عالق معي ياجلوي .. ليش أحس فيك بعد كل مامر فينا من أشياء قدرت تضرب
خذلانها في أعظم ما كنت أحسب إني أملكه وتملكه أنت .. ليش أقرا شين فيك ياجلوي وأحسه
يكتم على صدري ماهوب صدرك .. يحمّلك ويحمّلني ما لا تطيق .. تحركت ببطء وخوف أتأكد إن مشعل راح .. أميل براسي أطالع السيب وأنا أغطي نص وجهي .. تحركت طالعه من المجلس .. والحمد الله
إن عبايتي تاركتها بغرفة التلفزيون ... لبستها بسرعه وطلعت أجر خطواتي بالعافيه صوب باب المدخل .. وأول ماطلعت .. هبت الهوا بقوة وصرت ألملم عبايتي .. لو أرجع أفضل لي ..
وأنتظره بغرفة المجلس بس ليش أنتظره ..رجعت من باب المدخل .. حتى أجر الباب ..
وقبل لا أسكره .. فتحته وطلعت .. أنا مانيب مرتاحه نهائي .. بقعد آكل بنفسي من الهواجيس .. فيه شي صاير ولازم أعرفه .. نزلت من الدرج ورحت أمشي صوب باب الشارع .. أرفع عبايتي وأحطها على راسي مثبتتها زين .. فتحت الباب وأول ماطلعت للشارع .. خفت .. من الهدوء .. تسن هالحاره مهجوره .. مافي صوت بشر ماغير الهوا
فوقي تلعب بأوراق الشجر .. نزلت ببطء للشارع وأنا أتلفت .. أطالع الشجر المستقره
قبال هالبيوت والسيارات .. آخذ نفس بقوة وقلبي من الخوف أحسه بيطلع .. رحت أصعد الرصيف من جديد .. أمشي بجنب الجدار وشوي ألصق فيه .. أردد
" أنتي قويه .. قويه يانوق مهنا شين يخوف بس بشوف وش يسوي وأبسحبه يرجع معي "
إيه .. صح .. هذا إلي بسويه .. رحت أكمل خطواتي أمشي على طول سور بيت عمي .. تاركه وراي باب الشارع .. وبيت جيراننا .. ألف لليمين .. لمساحه من التراب واسعه مابين
بيت عمي والبيت إلي جنبه .. وقفت أميل براسي .. وينه ذا ..؟
نزلت من الشارع للتراب .. حتى أسمع وراي صوت سياره تسنها تمشي بشويش .. حطيت
رجلي أركض وقلبي بينشلع .. ومن تعديت بيت عمي كله حتى أشوفه .. جالس على الكرسي بمسافه بعيده مره .. ومافي بيوت تسثيره ورا بيت عمي .. قبال جلوي شارع بعيد
عنه شوي .. فالجهه الثانيه للشارع مره البيوت ماشاء الله تصميمها وأنوارها شي شي موطبيعي .. تركته وقمت أتفرج ع أنوار ذيك البيوت .. لفيت بخرعه وراي .. من نزلت السياره للتراب .. نطقت " يمه " وحطيت رجلي هالمره أركض بكل قوتي له .. ومن سمع
صوت خطواتي لف بخرعه يطالعني .. وصلت له حتى ألصق بالكرسي وأجر ملابسه متمسكه
فيها بقوة .. وأنا لافه براسي لورا للسياره الغمارتين .. إلي نورها صار يملى هالمساحه إلي حنا واقفين فيها .. نطق بصوت غريب
" بسم الله عليتس .. وش بلاتس تسذا مخترعه ! "
مرت من جنبنا السياره .. صوب الشارع إلي قبالنا .. ثواني وتصعد هالشارع حتى تزيد من سرعتها بشكل جنوني وتبعد عننا فجأه .. فيني رجفه عجزت أسيطر عليها مدري
وش جى على بالي .. على بالي أبنخطف ..
" نوق ! "
لفيت براسي أطالعه وأنا شاده على ملابسه نطقت والعبره خانقتني
" خفت من السياره ياجلوي "
ضحك وتسنه ماله حيل حتى للضحكه .. يرفع أيديه .. يجر أيديني بقوة متمسك فيها ..
يرفعها حتى يبوسها .. وينزلها من جديد .. يثبتها على صدره ويضغط عليها بقوة
" كل أهل هالحاره نعرفهم .. والنعم فيهم "
رجعت أتلفت أطالع البيوت البعيده عننا .. والظلام يحوطنا في هالمكان .. أتأكد أننا بأمان .. لا والله ماظنتي بأمان .. أستغفر الله وش يضمن ماحدن يتعرَض لنا بشي وحنا تسذا بعيدين
عن كل شي .. لو صرخنا ماحدن سامعنا .. سحبت أيديني من كفوف أيديه وأنا أتحرك بخوف لورا الكرسي ..
" خلنا نرجع للبيت .. وش مقعدك بالخلا لحالك "
حرك أيديه بسرعه ماسك عجلات الكرسي ..يمنعني و راسه لف لورا ..
" نوق تسان فيتس خوف أدق على فوزيه تطلع تنتظرك أو حتى مشعل لكن أنا بظل هنيا! "
ملت براسي له .. أطالع ملامح .. حسيت بقلبي يعتصر منها .. عيونه أبد ما تسانت طبيعيه .. نطقت أبستوعب نبره صوته وأنا من الخرشه ماركزت فيها .. قلت أبي أسمع صوته .. أخلي هالأحساس فيه يصحى من جديد فيني ..
" فوزيه نايمه "
" مشعل توي مخليه يتركني لحالي .. ماأمداه ينام ! "
وأكتشفت صوته .. والحزن يطل فيه بعيون ماتعرف النوم .. تجاهلت نظرات الحزن فيه .. نطقت بهدوء وأنا أحاول أبعد عني هالخوف
" وبتخليني أترك لحالك "
ضحك .. وهو يفك أيديه عن العجلات .. يسندها على أطراف كرسيه .. يشبك أصابعه مع بعض
" عمرتس ماعطيتيني هالخيار .. تسان بالإجبار تخليني لحالي .. يستهويتس البعد "
رفعت عيوني بعبث وتسني أحاول ألقى مخرج من شفافية هاللقا معه .. أطالع البيوت إلي قبالي .. لحظات وأحرك عيوني لليمين .. لمسجد يبنى ..
أبوابه مفتوحه .. وهي دايما مفتوحه حتى لو كانت بهيئتها مغلقه .. طال صمتي وهو صمته
أنتظار لجوابي .. لكن ماكنت أبي أحتسي .. تندفع الهوا صوبنا بقوة .. تحرك عبايتي وأطراف شماغه المرميه بعبث فوق راسه .. والظلام يغطينا بعيد عن أنوار هالبيوت والشوارع ..
" للحين تبين فرقاي ..! "
أنقبض قلبي بقوة .. لدرجه وتسن قوة كهربائيه تسذا أنفضت جسمي بلا رحمه ..
صمّتني .. خلتني أعيش ثواني بمنطقه تسني عايشه فيها لحالي .. هالرعشه تعرّي روحي
تحسسني إني بطيح .. بموت بهمي وأنا في داخلي من يعيش يحمل صفاتنا .. هويتنا
من بعد كل هالخراب .. فيه بنعرف من نكون .. أنا وأنت !
صور .. صور لأول مره أشوفها مابيني وبينه .. لكل ماعشناه .. لكل ماجمعنا .. أثار عشره نحتت بشكل غريب على ماضينا وحاضرنا .. مدري ليش لأول مره تنهض مابيننا ..
تسنها تقول لي أنا هينا .. ما أموت .. لكن أنتي تتجاهلين من أنا ..!
سحبت أيديني من الكرسي منزلتها لتحت .. وعيوني تعلقت بشماغه .. بصوته إلي يتخبى
ورا هالشماغ مع ملامحه .. أندفعت من شفاته أنفاس يزفرها بقوة ..
" تذكرين يانوق يومنتس .. عزمتيني للأستراحة طالبه الطلاق .. مهيئه للوداع أفضل ماعندتس .. أنا لو بسوي نفستس هالحين .. عمري ماراح أكون راضي لأني لو بعطيتس كل ماعندي بعد ماراح أوصل لمرحلة هالرضا .. روحي على مافيها من أخطاء معلقه كلها
في طرف روحتس .. عمرنا ماراح نقدر ننسى أو نتناسا وش تسان بيننا .. والدليل إنتس لا زلتي مثل قبل .. كل مافقدتيني وأنا ماعطيتس خبر .. رحتي تدوّرين عني .. توي كنت أقول بنفسي بتجي .. بتجي العصلا .. بتطلع مابين هالجدارين إلي وراي .. وجيتي "
ضحك .. وكأنه يستهزي بمشاعره .. ساحب أيديه من أطراف هالكرسي حتى يحطها بحضنه لكن فجأه طال الصمت مابيننا .. نطق بصوت يختنق بقوة .. ينهار .. مخليني وراه .. ولا ألتفت لي
" أنا آسف لأني جرحتتس .. لأني تسلب وحمار وعمري ماكنت أستاهلتس .. آسف لأني لو بعطيتس عمري كله هالحين ماهوب نافعتس ... ولاهوب مخفي جروحنا وفعولي .. ولاهوب
دافع من راستس فكرة إني خسيس ونذل وحقير .. "
يتحرك راسه .. وكأنه يمسح دموعه في حين إني واقفه في مكاني جامده .. مصحّي كل مافي صدري .. مبعد الغبار .. يفتح الأبواب والشبابيك الحزينه .. روحي تثقل وما أدري وين بتمدد
قباله وبهالثقل .. وما أدري وش تركه في هالحاله .. ؟
مستعد على أنه يقول كل الكلام إلي أنتظرته يقوله ..
مورطني في زحمة مفاجائاته وأنا إلي كنت أحسب إني أبعدت ..
سحب هوا من خشمه فركه بقوة ..
" يشهد الله إني حبيتتس .. فاللحظة إلي كنتي فيها تتحملين فقري .. كنت أتمنى فيها نعيش بأحسن حال وأعوضتس عن كل صبرتس ... وفاللحظة إلي كنتي تسمعين حتسي الناس وتشوفين إني أعوضتس عنهم .. كنت أقطع علاقاتي في كل من أهله حتسوا عنتس .. وأقول بكتفي فيتس .. بس كسرتس لأني ما أستاهلتس .. ظلمتس يوم إني طلبت تبررين والمفروض إني أخبيتس بصدري حتى عن ظلم أبوتس .. وحتى يومني أحتسي هالحين .. مابيدي أبعد الحزن والأذى عنتس .. خسران في كل حالاتي .. كلها يانوق ! "
رفعت يدي .. أكتم شفاتي لا تشهق .. وهو بحتسيه هذا تسنه نثر آخر مابقى بيننا
من حزن .. من مآسي وحتسي ...
" أنا يوم أجبرتتس تجين هنيا كنت متمسك بآخر شي بيننا .. لكنه أنفلت من بين أيديني هالحين .. وماعدت يانوق أبي أظلمتس أكثر .. لأني تأكدت من ظلمي ومابقى غير الدليل .. ولا يهم .. هالدليل كرت خسران قبال ماخسرناه .. النتيجه وحده .. ! "
تحرك من على الكرسي ببطء واقف .. ألتفت يمي .. يقترب مني بطوله .. رفعت راسي بعيون غرقت بالدموع من جديد.. تسان فرحان بالتغيير إلي يشوفه فيني .. قال لي أن لو تسان وراه أنتقام بيرضى .. وين هالرضا .. وينه !! رفع أيديه بقوة يضمني لصدره .. ينطق بحزن
" تكفين تسامحيني وتغفرين لي قلة فعولي معتس "
مال براسه يبوس كتفي .. ولحظات يبوس راسي .. وأنا أنهار على الأخير .. ما أدري ليش يقول تسذا .. وش صاير .. ؟!
أبعدني عنه حتى يحضن وجهي .. يحركها بالغصب صوب ملامحه .. يطالع عيوني إلي من ورا البرقع تغرق بالدموع .. أنهرت لأني ما أتحمله يبتسي .. ما أتحمله أبد بهالحزن والهم ..
غصب عني .. غصب .. قرّب وجهه من ملامحي .. ينطق وهو يحاول يبتسم
" أبي وعد منتس بس .. وعد بسيط وأخير لا طلبتتس تروحين معي في يوم لا تعارضين "
هز راسه .. يأكد لي
" ولا تسأليني وين باخذتس .. لا تسألين .. توعديني "
لقيتني أهز راسي .. حتى يسحب راسي لصدره .. يلف أيديه بقوة حوله .. ينطق وهو ينهار فجأه
" أنتي حره من هالحين .. روحي يانوق بعيد عني وعن ماضينا .. روحي وفكي نفستس
.. عيشي هالحياه بالطول والعرض .. وعمرتس لا تلتفين لورا .. خليه لي كله .."
تسان ودي أصرخ فيه وأقوله .. ما أقدر .. ما أقدر وأنت تركت فيني ماهو بيربطني فيك العمر كله .. أنا حامل ياجلوي .. حامل بحلمنا من بعد صبر وعمر ماهوب سهل .. حامل وعلى كل ماصار قدّر الله إنك ترجع .. وأحمل .. ويكتمل حلمنا بعمر تسبير .. بس ماقدرت أقول شي .. كنت أبتسي بقوة .. أسحب جسمي عنه وأعطيه ظهري مبتعده .. أحط يدي على فمي وأنا أهتز بقوة .. أنهار أكثر وأكثر ..
أنا أسفه ياجلوي لأني ماقدرت أتجاوز النسيان وأنسى ..
ماقدرت
والله ماقدرت !
.
.
.
الساعه 7:5
يفتح باب دورة المياه حتى يتقدم بخطوة وفانيلته البيضا تلصق في جسمه المبلل على الأخير .. بشرته السمرا وصلابة ملامحه يتخللها آثار النوم إلي لا زالت عالقه فيه .. يتقدم أكثر بخطوة حتى يرفع أيديه .. يفرك وجهه فيهم .. يرفعها أكثر لشعره إلي يرتمي من نهايته قطرات مويه تطيح على رقبته وصدره .. تتحرك شفاته بصوت مسموع
" لاااااااااإله إلا الله .. محمد رسول الله "
يتحرك أكثر في هالغرفه البارده متوجه لطرف السرير .. ينحني جالس ويسحب جواله من الطاولة .. يفتحه حتى تنعقد حواجبه بأستغراب من الرقم الظاهر على برنامج الواتس ..
ألف رساله واتس !
وأول ما دخل البرنامج حتى يلقى أغلب الرسايل من قروبات العايله .. ورسايل أعتذار
وترجي .. يحرك بأصبعه على المحادثات بدون مايدخل عليها .. حتى يطلع من البرنامج
بدون أهتمام .. يرمي جواله على الطاولة ويتمايل بظهره لورا منسدح .. !
وش متوقعات .. إن رسايل الأعتذار بالواتس بترد قدر الإهانه .. أو تدخّل عيالهم وبناتهم من باب الغلا بيعالج ماصار .. حرك يده لورا حتى يحطها تحت راسه .. تشدد عضلات يده بارزة بشكل واضح والتعب يحسه لازال
في جسمه .. متمركز في عظامه.. تستقر اليد الثانيه على بطنه وهو يمسح عليه ..
النومه إلي نامها أليمه .. يحس أنه ماشبع نوم بس لازم يصحى بهالوقت .. حرك راسه
للمكان إلي كانت فيه .. وين مختفيه ..من صحى ماشافها نهائي .. يفز معتدل بظهره .. وببطء يتحرك واقف .. يتقدم بخطوات بطيئه صوب الكنبه الطويله إلي تعتبر جزء من مقدمة السرير .. في باله يروح يشوف وين راحت .. بأي زاويه تختفي هالصغيّره ..
ماكفاها ماسوته أمس وش بعد بيشوف منها .. وش بقى شي ما أكتشفه .. ! يعبر هالكنبه
حتى يوقف من لمح شنطتها مرميه على الأرض .. بجنب طاولة صغيره ..
يظل يطالعها من تبادر لذهنه كلامها إلي قالته .. شنطة أختها وعد ! بفلوس تعرف من فلوسه .. الغبيه تحسب أنها بتخدش شي في نفسه القويه من هالكلام ..
هذا أقل مايسويه أنه يترفّع بروحه عن هالسخافات بالرد ..
ينحني ساحبها حتى يلقاها بخفة الريح .. فاضيه .. معقوله ما أخذت شي .. إلا
وش معنى هالشنطه يعني .. يمتلكه فضول حتى تستقر الشنطة بين أيديه .. يميل براسه يطالع إلي داخلها .. يدفن يده حتى يلمس سبحه .. ترتفع حواجبه بدهشه وهو يسحب يده
حتى تظهر له سبحته تتجمع حباتها بين كفه .. ينحني جالس على الطاولة ببطء وهو يتأمل هالسبحه .. هو يعرف إنها أيقنت بلاشك أنه بياخذها للرياض مثل ماقالت ..
كان يقرا الخوف والذعر في عيونها .. ومع هالشي تجاهلها من باب يأدبها
في الرد .. يرمي السبحه بيده الثانيه .. حتى يدفن الثانيه من جديد داخل الشنطه .. يسحب الكبك والساعه .. يلقى نفسه يضحك .. يضحك وهي ماشالت من أغراضها غير ذكرياتها .. في اللحظة إلي وهي بالسياره تعانده بالكلام والشعر .. !
هالصغيّره بتجننه لا محاله .. !
يرمي الشنطة على الأرض ويجمع أغراضه بيده .. يطالعهم بصمت .. تلوح في
باله فجأه ذكرى عابره .. يشوفها بفكره تميل براسها على كتفه .. هو إلي يجلسه على الكنبه في حالة تعب شديد .. متمايل
على طرف كنبه .. تجلس هي بجنبه . تميل براسها على كتفه .. شعرها الأسود
بنعومته ... يغطي كتوفها وظهرها .. تحط يدها على منتصف ذراعه .. متمسكه فيه .. تنطق فجأه
" وعدتني "
" وأنا على وعدي لكن بوش بالضبط "
يقولها وعيونه تتأمل ملامحها ..
تمسح على ذراعه لين ماوصلت لمعصمه .. وصارت بأصبعها الطويل تضرب الساعه ..
" أبي هذي "
تفاجأ من طلبها .. لساعه عاشت معه لأكثر من 10 سنين .. أول ساعه شراها بفلوسه .. وكان فخور بشعور الرجوله إلي تنتفخ بصدره وهو يشيل هالساعه طالع من المحل ..
الفوز بشي يحلم فيه من عرق جبينه يتعاظم بصدره .. لكن من وصل للبيت .. لقى أبوه
يستقبله عند الباب .. يصفعه بقوة ويرمي هالساعه بعرض الجدار .. يصرخ فيه
كيف يترك الرجال ومقابل الأبل ويروح .. يسأله عن سبب غيابه .. ومن قال عشان ساعه ..
كانت الصفعه الثانيه أقرب له .. لكن ما تراخى وهرب .. وقف يغرس رجوله الحافيه في الرمل وينزل أيديه بصلابه .. مستقبل صفعات أبوه بصدر مايهاب حتى الموت .. يضم أصابعه بقوة .. عيونه الثاير كما رمال هالصحرا .. تتوجه لأبوه وكأنه يقول .. هات ماعندك .. !
تتسع عيون أبوه من صلابته وتماسكه وعدم بكاه .. يحاول يدفعه عن طريقه آمره يفارق .. لكن يظل واقف .. ولا همه .. يصرخ فيه أبوه بسوط عدم التربيه وقلة الأدب .. لكن فجأه يتزلزل قدام ثباته ويغادر .. ومن ذيك اللحظة .. ظلت هالساعه شاهده على السعاده والألم فيه .. تكمَل ..
" وأبي بعد الكبك إلي تلبسه "
تقولها بدلع وماكان يقدر يرفض .. هو ماراح يبعد عن هالساعه.. هو فقط نزعها من يده حتى تصعد في قلبه ..
ماطلبت إلا ما يعيش عمر ماهو سهل فيه .. في حين أنه قابل ناس كثير ما أحد نهائي أشار لهالساعه .. حتى خواته .. ما قدرهم ربي عليه .. هو قول إن هالساعه أقرب مكان لها المتحف .. فيما هي طلبتها عشان تحتفظ فيها .. يجمع كفوفه مع بعض حتى يفز واقف .. راجع للسرير ..
يحطهم جنب بوكه .. ويتوجه لثوبه لابسه .. يتحرك أكثر واقف قبال المرايه .. يسكر الأزارير .. ينحني يفرك شعره من جديد حتى يلف للطاقيه المعلقه .. يسحبها مثبتها على راسه ... تابعها
بالشماغ إلي أرتمت أطرافه على كتوفه بهيبه .. يثبت العقال ويرمي الأطراف على السريع
لورا كتوفه .. يتحرك من جديد للطاولة .. يسحب جواله والساعه والكبك مع السبحه
حتى يدفنهم في جيبه ... يردد بهمس
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
وهو يعبر اثاث الغرفه بطوله .. وأول ماطلع من الغرفه حتى يلمحها نايمه على السجاد الصغير .. تلبس عبايتها وشيلتها .. متكوره على نفسها من برد التكييف في هالشقه ..
تضم بأيديها المتراخيه القران إلي كان يتمايل على صدرها .. تحط تحت راسها خداديه صغيره .. وقف يتأمل هالصغّيرة الكبيره بنفس الوقت .. وعلى طول يتراجع بخطواته للغرفه .. يسحب اللحاف كله وطرف من شماغه أرتمى على صدره .. أسحبه بسرعه رافعه على راسه حتى بان شعره
من تحت الطاقيه .. يتحرك طالع من الغرفه .. يتقدم لها ببطء .. ينحني يغطي جسدها النحيف .. بهدوء وحذر من أنها تصحى .. ومن خلص أنحنى أكثر صوبها بدون مايجلس.. يتأمل تقاسيم وجها النحيفه أكثر .. ينحني براسه حتى يطبع قبّله بجنب شفاتها .. وهو يجذبه هالسكون فيها .. والنوم ينزعها من واقعها صوب سلطته يتحرك واقف .. طالع من الشقه ..
.
.
.
ترفع يدها حتى تعض على أصبعها الصغير ومجرد ماتتذكر كلمة
" البنت لك "
تحس لو أن زلزال يهز جسدها بقوة .. وش بتسوي ..؟
ماتبي هالمتعب .. تخافه .. وتخاف قربه .. مجرد مروره وهيئته في خيالها قادره تنزع الأطمئنان من ناحيتها تجاهه .. تتذكره زين كيف في أول يوم جى لبيتهم .. كان يحمل ملامح رجوليه خشنه .. قاسيه ..
قدر يكب الحليب قبالها ويرميه وكأنه قطعة بلاستيك في وجها .. !
هو جزء من قساوة والدها .. تحس بوجوده في محيطها إنها وحيده .. كيف بترتبط فيه ..كيف ..؟
تراودها أفكار مجنونة .. لوقف هالعهد الغبي لأنسان مستحيل بترضى فيه .. لو تروح لجدها وتطلب منه يسقط هالعهد بوصايته هو عليهن .. أو .. أو تروح ترتمي عند أقدام أمها
.. تقبّلهم .. طالبه منها تبعدها من شر هالمتعب وقربه .. أو تكلم جدتها ... عمها عواد !
أفكار وأفكار وحلول تتوصل لها فيما تلقى نفسها عاجزة أنها تقوم بحل واحد ..
يفتح باب غرفتها فجأه .. وهي تجلس على السرير بصمت .. تنوي وعد تكلمها بعصبيه لكن وكأنها كتمت كل شي من تأملت ملامحها .. تنطق بخوف
" أنتي تونسين شي ..؟ "
شيما هزت راسها بصمت وبوجه شاحب : ............
وعد حركت يدها بقوة صوب ملامحها : وجهتس تعبان مره وهالات سودا
شيما تحاول تبعد عنها هالشك : وش عندتس أنتي ذا الحين
وعد : أبي أحد يروح معي لجداني .. برسل لهم الفطور
شيما بصوت بالعافيه ظهر : أطلعي وأنا جاية وراتس !
ظلت وعد تطالعها متنحه وأختها أبد ماهي طبيعيه من أمس .. فيه شي تحاول تخفيه عنهم لكن يظهر على ملامحها وجها .. وبشك طلعت ببطء من الغرفه .. تحركت مبتعده عن الغرفه حتى تنزل من الدرج .. والأفكار تدور في راسها .. وأول ما نزلت للصاله ..
" من صاحي "
ترفع عيونها لأمها الجالسه بالصاله مقابلها .. صينية القهوة والشاي والفطور ..
وعد : شيما بس يمه أنتي شايفه حالتها ..؟
أم نوق بضيق : سألتها وأبتلشت فيها .. وليتني أخذت منها شي
وعد : أحسها بعالم ثاني
أم نوق : أنا مانيب مرتاحة إلا إليا زوجتكن .. هكا الساعه بكون مرتاحة ..
وعد والأبتسامه فجأه أرتسمت على شفاتها : شوفي يمه .. أنا ماعندي مير مانع الله يجيبه .. شيما تقول تحلمون أتزوج مافيه أحد بيملى عيني .. عهد تقول على حسب .. هيا بعد
أم نوق بضحكه : شفتي من تقول هالحتسي هي أولكن زواج
وعد ضحكت : تخيلي يمه ..
سكتت من طرى عليها شي .. حتى تنطق بأستغراب
" إلا نوير داقتن عليها وقالت لي بتجي وسحبت "
أم نوق بخرعه : وش هو .. !
وعد أنتفضت رافعه أيديها وخوف أمها أربكها : تقول مشتاقه وزوجها عنده شغل بيقضيه ترا مافي شي
أم نوق بسرعه حركت يدها : روحي هاتي الجوال .. بسسسرعه
تحركت وعد وصوت أمها المذعور أربكها بزياده .. تجيب لها جوالها من غرفة التفزيون ..
أم نوق : دقي على وليدي بتار .. مانيب داقتن على رفيقتتس المنقوصه .. إلي الله العالم جايبه الكارثه .. !
وعد تتنفس بتوتر : طيب .. والله يمه شكلتس أخلعني صاير شي وخايفه منه أنتي ...؟
أم نوق بعصبيه : دقي أشوف
تضغط رقمه .. تمد الجوال لها .. وعلى طول تاخذه أم نوق مستقر عند أذنها .. تنحني وعد بسرعه حتى تحط أذنها على الجوال .. يلتصق راسها براس أمها
بتار بصوته الرجولي المبحوح : هلا خالتي
أم نوق : صبحك الله بالخير ياولدي
بتار : هلا هلا .. أخبارتس ياخاله عساتس طيبه
أم نوق : لا تنشد إلا عن الطيب
وعد بقوة تضرب صدرها وتبعد عن أمها : يمه ياصوته يجنن .. رجوله ..
أنكمشت ملامحها بقوة أول ماسددت لها أم نوق ضربه بأقوى عندها على فخذها ..
أم نوق تعتدل بجلستها: أنت بشرني عن أهلك ..؟
بتار : ماعليهم .. بخير
أم نوق : ياوليدي أنتم هنيا عندنا بالرياض ..؟
بتار ضحك : لا ياخاله .. أنا قايله تسذا لنوير وهي صدقت .. يوم تدق عليها أختها وحنا ماسكين الطريق يم بريده
أم نوق وكأنها تهدي من روعتها : الحمدالله .. الله يطمن بالك باللي تحب .. ونوير وصاتي ياوليدي عندك ..
بتار وهو مايخفى عليه خوفها : ماعليتس ياخاله .. نوير بالحفظ والصون ومايمسها سو دامها تحت جناحي ورعايتي إلا دامتس دقيتي .. أبنشدتس .. نوير تقول الشعر !
أم نوق ضحكت : لايكون قالت القصيد عنك
بتار بصوت أنشرح سعاده : هه والله تسنها فاجئتني .. أثاريها شاعره وأنا مدري
أم نوق : والله ياوليدي من زمان ماسمعتها تقوله .. لكن الوكاد أنه أحيان وأحيان على حسب مزاجيتها
بتار : خالتس شاعر ويذكرون لي بعضن من أشعاره
أم نوق : هالله هالله .. بهذي صدقت
بتار : أنا هالحين متوجهن لها .. لا وصلت أخليها تدق عليتس ..؟
أم نوق : لالا .. أظني نايمه .. لني دقيت عليها ولا ردت علي .. ماقصرت ياولدي ..
بتار : ياهلا ..
يقولها وهو يوقف بسيارته الجيب تحت المواقف الخاصه .. يبعد الجوال عن أذنه مطفي السياره إلي ممتليه بريحة الأكل والفطور .. أكياس مكومه على بعض بالسيت إلي جنبه .. يفتح الباب ونظاره شمسيه سودا بشكلها الدائري تخفي عيونه .. يسكر الباب ويدور
حول السياره واصل للباب الثاني حتى يفتحه .. يدفن الجوال في جيبه .. يجمع الأكياس بأيديه وكان آخرها كرتون حامل لكوبين من الحليب .. يتحرك ببطء مسكر الباب برجله ..
يندفع متحرك صوب الفندق .. يدخل اللوبي صوب المصعد إلي أنقله للطابق السادس ..
يفتح المصعد حتى يندفع بطوله يمشي فالممرات لآخر غرفه .. يوقف قبال الباب حتى ينقل الأكياس في يده اليساره .. لليد اليمنى .. يسحب الكرت من جيبه .. يفتح فيه الباب ويدفعه
ببطء داخل .. يطالع مكانها الفاضي .. يلف مسكر الباب حتى يكمل خطواته الواسعه صوب
المطبخ الجانبي المفتوح على الصاله .. يحط كوبين الحليب على الرخام .. لحظات ويرفع الأكياس كلها على هالرخام مريحها .. يسمع صوت حركاتها داخل غرفة النوم .. ناداها بصوت عالي وهو يسحب نظارته الشمسيه ..
" النوري "
تطلع بسرعه بوجه عبوس .. ضايق .. تنطق بقهر
" بتار فيه أشياء ضايعه من شنطتي مهمه "
حرك جسمه بالكامل صوبها .. نطق وهو ولا كأنه يعرف عن وش تتكلم بالضبط
" مثل "
ردت بضيق وهي تتجاهل تقول ماهو ضايع
" شنطتي فاضيه يابتار .. فاضيه مافيها شي .. قلبت الشقه كلها .. مافي إلا أنها طايحه بسيارتك "
رفع أيديه يفركهم بدون أهتمام
" سيارتي توي نازل منها ما أنتبهت لشي غريب طايح فيها "
رفعت يدها تمسح على شعرها بضياع .. فيما هو أكتفى يأشر على الأكياس
" جايب لتس فطور على كيف كيفتس .. ورحت جبت لتس بجايم تلبسينها هنيا دامتس جيتي بدون أغراض .. وشريت أغراض ثانيه .. شامبو .. فوطتين يعني الأشياء الرئيسيه "
أتسعت عيونها وهي تسحب يدها من إطار الباب وتتقدم له بفستانها إلي واضح عليه أنه مبهذل بسبب نومتها .. تقترب منه .. تمد يدها اليسرى للأكياس .. تنطق وهي تحط يدها الثانيه على بطنها
" والله ميته جوع "
مد يده حتى يلفها حول خصرها النحيف .. يشدها له .. يلتصق جسدها بجسده ..
" وين صباح الخير "
أبتسمت ببطء حتى تنطق وعيونها تروح للأكياس بعبث
" صباح الخير "
رفع يده حتى يحطها تحت ذقنها .. يحرك راسها صوبه .. نطق وهو يشدها أكثر له
" قوليها وأنتي تطالعيني .. وأبتسمي بدال هالتكشيره "
مالت براسها على صدره
" يالله منك يابتار "
صوتها الخجل .. دفعه يتنازل عن فكرة إجبارها تقول مايبي بنظره مباشره .. يكفيه أنها لينه هالحين .. منتزع منها كل هيئه حاولت تتظاهر أمس أنها تملكها .. تحرك مقترب من الرخام .. وهي تمشي معه .. مايفصلها عنه غير مسافة أنفاسهم .. مد يده لكيس هيئته جميله .. حتى يقلبه
فوق الأكياس وتظهر البجايم .. عقدت نوير حواجبها حتى تلصق فالرخام وتسحب البجايم
" وش تحسبني بزر تجيب لي بجامة فله "
بتار وهو يكتم ضحكته : مدري ليش أعجبتني
نوير تحرك راسها له وبقهر : هذي تروح تشريها لريماس بنت أختك ماهوب لي ..
( سحبت البجامه الثانيه حتى تصرخ بقهر ) وش ذي .. وشششش !
أنحنى منفجر يضحك أول مامالت له تضربه فالبجايم ...
بتار : روحي بالله ألبسي ماهوب حقت فله .. لا البنت ذي أوم كشه
نوير : دورا .. دورا
بتار : يلا يلا وأنا أبقعد أرتب الفطور .. بسرعه تراني ميت جوع
سحبت البجايم حتى تروح تمشي .. لحظات وتوقف .. تذكرت الضايع وكأنه قربه عطاها مساحة نسيان مؤقته ماتتعدى الثواني للضايع الثمين لروحها .. تلف له
" بتار .. طيب أقدر أنا آخذ مفاتيح سيارتك وأنزل أدوّر عن إلي ضايع "
يوقف قبال أكياس الفطور .. وبدون مايطالعها
" روحي ألبسي وتعالي علميني باللي ضايع ! "
ظلت تطالعه وهو متكشخ بالشماغ .. يسحب الأكياس إلي يتردد صوتها بالمكان .. كيف بتقوله وش الضايع .. ! وتحت سطوة حضوره ودخلته عليها وفي عروقه تحس تسري رحمة ولطف
خلاف ما صار بينهم أمس .. تتحرك بحيره .. داخله الغرفه حتى تبدل ملابسها .. تلبس البجامه وصورة دورا الكبيره من قدام مخليه شكلها غبي ! .. توقف قبل المرايه تطالع نفسها بعدم أقتناع .. وش بتسوي في هالبجامه ذا الحين وهي مجبوره تلبس لأن الفستان فعلا بدى يضايقها .. تسمعه ينطق بصوت عالي
" ماصار لبس بجامه إن ماطلعتي جيتتس ! "
حست بالإحراج .. بحياتها ماعمرها لبست هالنوع من البجايم .. تحركت وهي تغصب نفسها تروح للباب ..مجنون .. بيقتحم عليها المكان لا فعلا قررت تعاند وتظل بالغرفه .. تفتحه وتطلع ببطء .. ماكان على الرخام إلي كيس واحد .. وهو يجلس
فالصاله .. ماتشوفه يفصل مابينهم جدار .. تحركت أكثر حتى تظهر لها الصاله الجانبيه كامله .. تشوفه يجلس لا زال بهيئته وأناقته يرتب الفطور على الطاولة .. يزول من ملامحه كل قناع للقساوة لبسه أمس قبالها .. تتقلص المسافات مابينهم .. وحواجز تتلاشى للعدم .. تعلن هدنة السلام مابينهم .. وروحها هالثايره تنجذب له دون قيود .. نطقت بإرتباك وهي تضغط على أطراف البجامه بأصابعها
النحيفه ..
" بتار "
رفع عيونه لها حتى يتسلق جسدها وهي تلبس بجامه واسعه بشكل دورا .. هالبرنامج الكرتوني إلي يجلس مع ريماس ويتابعونه دايما كل ما سمح له وقت يقضيه مع بنت أخته .. أبتسم وهي من بعد النومه يحسها هاديه .. قادره تاخذ وتعطي معه بدون حده وعصبيه ..
" والله حلوه "
رفعت أيديها تجمع شعرها الطويل كله وترميه لورا وهي تحاول تدفع الخجل والإحراج بعيد عنها
" لبستها مجبوره "
بتار برضى : يهمني أنتس لابستها .. تعالي جنبي
تحركت ببطء تقترب منه حتى تجلس جنبه .. وهو على طول أنحنى يقبّل رقبتها إلي كانت تنكشف
له .. تمايلت ببطء وهي تحاول تبعد شفاته عنها ..
بتار يقرر مايحرجها في هالقرب .. يسحب الكوب حاطه قبالها: وش قلتي الضايع
نوير بإرتباك واضحه: هي كانت بشنطتي
تحاول على قد ماتقدر تهرب من السؤال لكن لا مفر .. مال بجسمه فجأه يدفن يده في جيبه حتى يسحب السبحه مع الساعه والكبك .. مقربهم لها .. وهو يمد يده
بتار : هذولي !
نوير بصدمه وهي تسحبهم من بين كفه بسرعه : إيه
بتار وهو يتأمل ملامحها : هو عيب إنه تقولين إنتس تدوّرين عن هالأشيا
نوير بصمت نزلت عيونها تطالع أغراضه بحضنها : ....................
بتار بصوته الحنون : نوير !
نوير رفعت عيونها قالت بضعف كاشفه عن نوايها تحت سلطة نظراته : لأني كنت على بالي بتتركني زعلان عند أهلي
قالتها بسرعه .. بسرعه خاطفة فاجئته وكأنها تقاوم شي يخضعها للعناد .. للرفض ..
نطق وهو يتأملها بعشق
" بلاتس ماتعرفين بقدرتس "
نوير بضياع وهي ترفع هالأغراض من بين كفوفها .. تنطق : أحتاج أسمع .. أحتاج أعرف
بتار بشي من الدهشه ترتفع حواجبه : مافي شي بيوم وليله
نوير تنزل الأغراض بحضنها .. تنطق بصوتها المخنوق : تعبت من التفكير .. أنا تعبانه من كل شي صار .. كل شي لآخر مكالمه سمعتها من عمتي نوره
بتار بغضب وفجأه ملامحه ثارت : وش هو ..!
نوير طالعته بجمود : ....................
بتاره وعيونه تتسع بقوة : وش أنا قايلن لتس .. ( رفع يده بقوة حتى يضرب الطاوله وكل ماعليه تحرك .. يستمر يضربها ) مستمره تخالفيني .. وبعدين يعني بعدين !
زحفت عنه بسرعه وكأن شعور النفور وعدم التقارب مابينه وبينها يظهر من جديد
يلتبسها وكأنه ماغادرها .. نطقت بنبره جافه
" ليش عمتي لا ... ليش "
بتار رفع صوته : لأنها تبي تهدم بيتتس ومانتيب مبعده عن أمورها معكم .. خلاص لا تلفين وتدورين معي بهالعمه الزفت إلي رزقكم ربي فيها !
نوير حركت يدها بأندفاع : وهالحين رزقني في حموات يكرهوني .. ليش عمتي بتخرب حياتي وداقه علي تسأل أهل زوجتس ضايقوتس .. في عيونهم شر عليتس .. قلي .. جروحي مكشوفه لها ليش ..؟ ليش خواتك يكرهوني ليش ..
زحفت أكثر وأكثر مستمره تبتعد عنه لين ماوصلت لطرف الكنب .. صدت عنه وهي تتكتف قوة .. ظل ساكت .. فاللحظة إلي تحين لهم فالأقتراب .. يصير مايخليهم أقطاب متنافره ..غطى وجهه بكفوف أيديه .. حتى ينطق بصوت ثاير
" أستغفر الله "
تحركت واقفه حتى يبعد أيديه عن وجهه .. يرفع عيونه لها .. ينطق
" وين "
ردت وهي لا زالت متكتفه بقوة
" بروح للحمام "
تحركت لكن خطوات واسعه يدور حول الطاولة حتى يوقف قبالها معترض طريقها بصدره الواسع .. غاصبها تتراجع ..
" مانتيب رايحه لمكان .. أقعدي عارف لو دخلتي الحمام بتنقعين فيه "
حركت راسها بدون نفس
" بتار ... "
حرك يده لقدام
" أجلسي مانيب مخليتس تروحين لأي مكان "
رفعت حاجبها اليسار بتحدي وهي تطالعه بملامح ثايره .. لكن قبال نظراته الحاده تقرر تجلس .. تتحرك راجعه لمكانها .. وهو أنحنى رافع ثوبه .. يثني رجل ويجلس عليها .. والثانيه ظلت
نازله من الكنب .. مقابلها .. مد أيديه صوبها .. نطق بهدوء
" هاتي أيديتس "
نوير بعناد : لا
بتار بضيق وهو يحرك كفوف أيديه : يابنت الحلال هاتيها أشوف .. جاين في بالي أقولتس كل شي ثم مدري تسيف قلبتيها
نوير : بتحطها علي ...؟
بتار : من جاب طاري الغثا نوره ..
نوير صدت : ................
بتار : أنا ماصدقت تسذا تصحين مروقه عشان نعرف نحتسي إلا فجأه رجعنا لنقطه الصفر .. هاتي أيديتس .. يلا
أخذت نفس بقوة حتى تفك أيديها .. تمدهم صوب كفوفه .. وبسرعه حضنهم .. مال براسه يبوسهم ببطء .. رفع راسه يطالعها .. حتى يحط أيديها على ركبته ..
" شوفي خواتي يكرهونتس أو يحبونتس .. بسبب أو بدون سبب .. يهمتس محبتهم أو أنا أولا "
نوير : أنت ثم هم
بتار : أجل شوفي ماصار في بيت سعده .. صدمني ولا توقعته وهن كلهن راكبهن الغلط لكن تخليني معهم في ميزان الغلط .. لا هنيا فيه فرق !
نوير ظلت تطالعه : ..................................
بتار : لو تسان كل واحد بينحاسب على خطا أهله .. مابقى فالدنيا أحدن على صواب .. أنتي أتهمتيني بالردى معهن ..
فك أيديها حتى يحرك أيديه بأنفعال .. بصوت حاد ..
" وماهوب تسذا وبس إلا قمتي بأخطاء تتعمدين فيها تتحديني وهذي مصيبه .. أنا مانيب مهبول ولا شايفتن شيختي أقوال عشان تسوين ماتسوينه "
ظلت تطالعه .. يكلمها بأنفعال وكأنه يحملها الخطا وروحها تتهاوى في الظلام .. نطقت بصوت تبلع فيه غصتها
" أنت مستوعب وش إلي صار لي "
سكت صاد عنها يتنفس بحراره حتى تحرك راسها ببطء قباله
" لا تسان نيتك تعالج .. لا تحتسي تسذا مستهين بجروحي .. أنا عارفه إني غلطت "
بلعت ريقها بصعوبه وهي ترفع يدها لفوق
" ومستوعبتهن زين وكل مافي الأمر هو يمكن إني كنت مستقويه فيك وفجأه تسذا أنحط بموقف كلن يبي يهينني .. الأكل إلي سويته يطالعنه تسنهن منقرفات
منه ويتحدني بالحتسي .. ووحده أسمها غاده شالوها من الأرض شيل .."
بتار حراك راسه باستفهام صوبها : غاده !
نوير رصت على أصابعها بقوة والدموع فجأه غرقت بعيونها : غاده التسلبه إلي تبيك ويبونها خواتك لك .. لو ماكنت عطيه وش تسان بتكون في حياتك ..؟ هن قالنه لي بشكل غير مباشر
بتار ضحك : ماراح تكون إلا بنت عمي .. ولو تسانت غاده آخر من بقى من البنات .. عمري
ماراح أفكر فيها .. ولمعلوميتتس .. أنا قايله لهن ويعرفني ززين .. ماياخذ قلبي إلا من هو بقدرتس ومكانتتس .. وحشمتتس إلي إليا لبست حجابها .. طالعت ربها سبحانه ولبست مايرضيه .. ماهوب يصير حجابها زينتها
أقترب منها .. حتى يرفع يده .. يحضن خدها بكفه
" وأنتي لأني عارفن أنتس نادره .. نادره مابين العرب ياصغّيره ماراح أشوف غيرتس "
قالها بتأكيد
" عمري ماراح أشوف غيرتس "
يده الدافيه .. تلامس خدها الناعم .. كلامه قادر يهدم أسوار تبني ذاتها بنفسها .. تتطاول كما لو أن أفكار تحط الطوبة فوق الطوبه داخلها ... هاليوم إلي قضته بالأمس جعلها منهكه ..
أهتزت كتوفها فجأه .. نطقت بضياع قبال حنانه رغم كل ماسوته .. تجريحها فيه ..
إهانتها ..
" أنا أعتذر لك عن ماسويته والله غصب عني والله مابي أأذيك بشي ولا أبيك تتضايق مني أبد .. "
تمايلت بسرعه حتى تدفن وجها على فخذه .. تنفجر تبكي بقوة
" أنا منقه .. منقهره .. منقهر من ن.. نفسي ..ومن .. كــ .. كل شي "
حرك كفوفه حتى يحطها على شعرها المتناثر بحضنه بهاللحظة .. يبتسم ببطء
" والله مانيب فاهم ليش تحاولين تبعديني عنتس .. عمرتس لا تنتظرين مني يالنوري حتسي .. أنتظري فعول .. فعول وماعندي غيرها أقدمها .. هذي طبيعتي .. شين خالقه الله فيني "
يتحرك ظهرها من قو الشهقات إلي تحاول تكتمها .. يحس بدموعها تلامس جلده مخترقه
ملابسه .. يرجع يمسح على شعرها
" شفتي من قهرتس .. والله ما أخليه بس خليتس تسوين إلي أقوله لتس لا رجعنا الديره .. وتمسكي بقولي .. لا تصيرين نفس يومني أقولتس لا تردين على نوره وتروحين تردين ! "
حط أيديه على كتوفها رافعها غصب .. طالع ملامحها ..
" فهمتي "
نوير هزت راسها بسرعه : فهمت
ترفع أيديها وعيونه تتعلق في ملامحها .. تمسح الدمع من عيونها .. تفرك خشمها وهي تحاول تتنفس .. تنطق بقهر
" خواتك يكرهوني عشان طلقة الرصاص .. صح ..؟! "
نطق بحده
" ماهوب قدامتس أنا إلي مستقبلن الطلقه .. وش دخلهن .. شوفي النوري كل شي بتعرفينه بوقته .. كل شي .. بس دخيلتس خلي كل همتس أنا و أنتي وبس .. "
سحب يدها .. يطبع القبل على ظهر كفها .. لحظات وينتقل لذراعها يقبلها لين ما وصل لكتفها .. يسحب البجامه ببطء حتى تظهر له كتفها النحيفه .. يزحف وهو يميل براسها لها ..
يطبع قبله عميقه .. حست بقشعريره من منابت الشعر الخشن في عوارضه وإلي يلامس جلدها .. حركت كتفها بلا شعور لتحت تتملكها سطوة هالقرب وأنفاسه الحاره.. تميل براسها
حتى يضرب عقاله .. في حين يده الثانيه حاوطت خصرها .. رفع راسه حتى يحط خده على خدها بالغصب .. تقترب شفاته من أذنها .. يهمس بحراره وسط تأنيب الضمير إلي يحاول يخفيه
" عورتتس أمس "
نطقت بصراحه وبلا تردد .. بصوت مهتز " إيه "
يرجع يميل بشفاته على كتفها العاري .. يقبّلها .. ثواني ويرفع أيديه لها .. يسحبها تميل براسها على صدره .. يعتدل بجلسته .. تدفن أيديها حوالي جسمه وتميل براسها على صدره مثل مايبي .. يضمها .. تحاوط كتوفها أيديه ..
" نبي نفطر .. وننزل نشوف أمورنا برا .. وكل شي بنقدر عليه يالنوري دام أمورنا
أنا وأنتي بفضل من الله على مانحب .. "
نطق بتنهيده وثقل الهموم بدى يزيد وهي تتمسك فيه ..
" وماحدن بيقدر يبعدنا .. ماحد ! "
.
.
.
الرياض ..
الشمس تغيب بين هالغيوم الجزئيه إلي تغطي سما الرياض .. ترتفع درجات الحراره تدريجيا .. يمشي بخطوات متوازنه .. يلبس بنطلون جنز على بلوزة سودا مظهره بياض بشرته
بشكل لافت .. الهدوء والأناقه تحتويه وهو يمشي بشكل مستقيم .. شعره يتمايل على جبينه ..
يرفع يده المجروحه حتى يسحب نظارته أول ما أقترب من الكوفي بواجه زجاجيه .. يشيل بيده أيباد .. يدخل المطعم وهو يتلفت يبحث مابين الملامح عن شخص ما .. لحظات وترتفع يد من بعيد .. يناديه
" بادي "
أبتسم حتى يندفع بخطواته يعبر الطاولات يوصل له .. يدفن إطار نظارته في جيبه ويمد يده ببطء صوب هالشخص إلي وقف بإحترام له ..
بادي : صباح الخير دكتور
يصافحه الشخص بإبتسامه عريضه وهو متأنق بالثوب والشماغ .. ينطق برسميه
" دكتور ! .. كم مره لازم أقولك نادني بو إياد "
بادي بإحترام : تطلع مني غصب وش أسوي
بو إياد يأشر له يجلس : حياك
بادي وهو يسحب الكرسي والهدوء يحتوي كل شي حوله : عساني ما تأخرت
بو إياد : أبد الوقت وقتك
يحرك يده حتى يحط الأيباد على الطاولة وينحني جالس ..
بو إياد : وش تشرب ..؟
بادي : عليّ الطلب بما إني من عازمك
بو إياد رفع يده ينادي الكرسون : عازمني لكن مانت أكبر مني ..
بادي ضحك : ولأنك أكبر مني علي أحترمك وأضيفّك على حسابي
يقترب الكرسون واقف من عندهم ..
بادي بسرعه نطق : أثنين قهوة تركيه .. وسط
يسجل الكرسون الطلب حتى يتحرك تاركهم ..
أبو إياد بإعجاب : للحين تذكر وش أحب
بادي : إستاذي وأبوي الثاني .. عمري ماراح أنسى وش تحب
أبو إياد : يلا عطني ماعندك
بادي ياخذ نفس بقوة وهو يحط أيديه على الطاوله .. شابك أصابعه مع بعض : أنت عرفت إني ملكت
أبو إياد : إيه
بادي : لكن للأسف ماتعرف من أخذت ..؟
أبو أياد عقد حواجبه .. حتى ينطق بهدوء خالطه الشك : من ..؟
بادي : البنت إلي توفوا أهلها بحادث وكانت مع أخوها .. هالحين زوجتي
أبو أياد أتسعت عيونه بشكل واضح : ............................
حرك عيونه صوبه حتى من شاف صدمته .. نزل بنظره لأصابعه إلي بدى يلعب فيهم بعبث .. يحط أصبع فوق الثاني .. ينطق بحزن ..
بادي : أنا يادكتور لقيتها بالمستشفى تتهجم علي .. تتهمني إني قتّال أهلها .. ووقتها كنت متأثر بالحيل لأنه ذكرني بموت أهلي .. هي ماتدري إنها فالوقت إلي هربت من فك الموت غايبه عن الوعي .. كنت أسمع صراخ أهلها .. حاولت أنقذهم بس ماقدرت .. ما أدري ليش لقيت نفسي منجذب لها ..أبي أتزوجها .. أبيها لنفسي
أبو إياد مقاطعه : تعاطفت معها ..!
بادي رفع يده يمسح على شعره الكثيف مرجعه لورا : ........................
أبو إياد : هي شاركتك نفس الحزن .. أنت ماكنت واعي وتربيت عند أهل أبوك وكبر حزنك لكن هي .. واعيه للحزن .. هذا ماخلاك ترتبط بحزنها وتنجذب له
بادي يرجع يطالعه : يمكن .. تكسر خاطري .. ( رفع يده إلي فيها الشاش ) شف يدي جرحتها بيوم ملكتي عليها .. دخلت عليها ومعها سكين ما أظهرتها أول مادخلت عليها .. لا أنتظرتني لين أبعدت عنها .. حاولت تقطع شرايينها يادكتور .. لكن لحقت عليها فاللحظة الأخيره .. ولأني منعتها عضت يدي بقوة .. غرست أسنانها بجلدي .. حلفت أنها بتذبحني
أبو أياد والصدمه تحتويه : أنت طالبني عشان أمرها
.
.
.
كـــــــــــــــــــــت
أرتخى جسدها .. عند آخر ماقاله .. نطقت بخيبه
" أنا أكرهك .. وعمري ماراح أسامحك على إللي هدمته مابيني وبين أبوي "
رد بأستفزاز
" هو سمع وحكم .. ما أجبرته وأنتي للحين تملكين الخيار "
أبعد الجوال عن أذنه وهو يجلس على كرسي جلد ضخم وسط فخامة المكتب والمكان إلي ينعزل فيه .. جسمه السمين وكرشته تملى مايمتلكه هالكرسي من فراغ بالكامل ..
يحرك يده بعدم مبالاه حتى يرمي جواله على الطاولة .. فوق الأوراق المكومه قباله ..
يجلس قباله شخص ظلت الأبتسامه الراضيه تعانق شفاته ..
" أعتقد الأمر محتاج له شوية وقت ! "
يقولها هالشخص .. حتى يرفع أيديه ممدوح .. تتشابك أصابعه مع بعض .. فيما هو يسند هالأيدين على أطراف الكرسي .. تحركت شفاته بصوته الغاضب
" كان من المفروض تفهمون هالعواد كيف يصون أختي ولا يحسبها جاريه عنده "
حك شاربه إلي يمتلى شيب يتخلله بعض الشعر الأسود .. ينطق وهو يتعمد يتجاهل النظر بهالممدوح
" والله أنتم من زوجتوه ...! "
رفع صوته
" ماكنت راضي .. أبوي من زوّجها ولاّ علي .. يحلم يشوف طيفها بعد "
تمايل بجسمه على طرف الطاولة .. وهو يسند بيده عليها .. يميل براسه أكثر لممدوح حتى ينطق بخبث
" إنت تفكيرك صحيح .. صح إني زوج أم هالعواد لكن لو بمكانك صدقني بيكون تفكيري نفس تفكيرك صح أن صارت بيني وبين أخوك مشاكل فالشراكة إلي سعينا لها لكن تظل ظروفكم غير .. وحياتكم تختلف عن حياة عواد وما أدري كيف أبصراحة كيف تم هالزواج "
يتحرك واقف .. حتى يطمّن ممدوح
" وترا ماتبيه من أمر المناقصه لبو فراس رفيقكك .. قدرت أحصل على من بيسلمها له "
ممدوح أبتسم بإندهاش : أكيد تمزح ..!
أبراهيم يرجع ينحني له : تعرف إن مافي شي يوقف لي .. لكن نبي نطيّب خاطر أم العيال
ممدوح بثقه وهو يضرب يده على الطاولة : منتهي الأمر ..
أبراهيم برضا تام : نشوفك أجل ..
يتحرك مابين أثاث هالمكتب الفخم .. صوب الباب الخشبي الكبير .. يسحبه حتى يوقف بصدمه من وقف قباله فارس بطوله .. يطالعه بنظرة حاده .. ثايره من شافه في مكتب أخوه !
فارس أندفع بصوت جاف : ماشاء الله .. منوّر المكان يا بو سعد !
إبراهيم بإرتباك واضح : هلا هلا
حرك عيونه صوب أخوه الجالس في آخر الغرفه على كرسيه بصمت .. يطالعه بغضب لحظات ويرجع يطالع أبراهيم إلي ظل جامد قباله .. كان خارج توقعاته هاللقا ..
فارس : إيش من عندك مصلحه جابتك لهالمكان
ممدوح وهو يفز واقف وبصوت حاد : فارس .. أبعد عن بو سعد خله يروح
فارس بعناد وتحدي .. يطالع إبراهيم : ذيلك هذا إلي يتحرك يمين ويسار ويدخل في أمور ماتعنيه .. بينقص قريب
ممدوح صرخ : فارس !
تحرك أبراهيم حتى يدفع فارس مع صدره .. بخطوات هاربه فالممر يتحرك .. لف فارس بصدمه يطالعه ولحظات يندفع بقوة داخل المكتب .. يوقف قبال ممدوح وهو ثاير .. منفعل
فارس : إيش جاب هالكلب عندك ..؟
ممدوح يرجع جالس على الكرسي بجسمه السمين : شي ما أتوقع يهمك
فارس حرك يده لورا بقوة وهو يأشر على الباب.. يصرخ : موب هذا أبراهيم إلي سرق فلوسنا وأتهمنا ظلم إننا ماكلين حقه .. موب هذا إلي حرّض جد عواد يسجن أبوك .. موب هذا إلي زوجته تتكلم في أختك عند الناس ظلم وبهتان .. !
ممدوح بضحكه ساخره : من سجن أبوي جد عواد .. ابراهيم ماله شغل .. بعدين أختك ماأحد قالها تاخذ إنسان بهالشكل ماقدر حتى يحقق لها الأستقرار المالي والنفسي .. طالع وضع خواتك وحياتهم والرفاهيه إلي يعيشون فيه .. وطالع بالمقابل ناديه إلي راحت تركض ورا قلبها .. ( توجه بأصبعه صوب فارس بإتهام صريح ) أنت من رميتها بهالشكل .. أختيارك وقناعتك هذي نتيجتها .. لكن الأمر هالحين طلع خارج السيطره .. وأنا قادر أجيب أختي مكرمه وبيدها خلاصها من أنسان مثل عواد ..
فارس بقهر : أنتم فاهمين الأمر غلط .. أختك كانت في بيت أم عبدالله لأنها كانت تبي تأدب عواد .. وكفلت أختك باللي تبيه وكأنها بنتها
تمايل ممدوح بشفاته .. حتى يحط يده على خده ..
" إيه .. وبعد ..؟ "
فارس : لا تدمّر حياة أختك عشان مصلحة دنيا .. من خسيس مثل أبراهيم .. هو كل همه يحقق أمنية زوجته بطلاق ناديه من عواد ..
ممدوح بنفي جازم : معاذ الله يكون بيننا مصلحه !
فارس : أبعد سلطتك عن ناديه .. وأبراهيم ما هرول عندك من عبث .. خبيث ونواياه فاسده .. هذا لو عنده بنت ماترك أحد يتدخل في شؤونها
ممدوح ببرود : الله يرزقه !
فارس : أنت تسمع إلي أقوله لك أو تتعمد تسكّر أذانيك
ممدوح : للأسف تركت لك الأمر وهذي آخرتها .. ناديه تعتقد أنها تقدر تسوي ماتبي حتى لو يوصل الضرر لنا .. إذا تبي تعال نروح لخواتك بيت بيت .. وأخليك تسمع إيش من كلام يسمعونه كل يوم عن أختك .. غير الأسئله من ناس تسوى وناس ماتسوى ..
فارس أنحنى بظهره مقترب من أخوه : أحذرك ياممدوح .. أحذرك تضر ناديه بأي شكل
ضرب المكتب بيده حتى يستدير بجسمه يبي يغادر .. لكن وقف من نطق ممدوح بثقه
" وإن أختارت أختك ترجع وطلبت الطلاق من عواد بإرادتها بعد بتعارض ! "
لف براسه صوب ممدوح .. وحواجبه أنعقدت بإستحالة هالأمر .. نطق
" هالشي من سابع المستحيلات "
ممدوح ضحك : سابع المستحيلات بهالزمن تتحقق .. ع العموم الأيام بيني وبينك ..!
.
.
.
يمسك جواله بأصبعين من أصابعه وهو يحركه بشكل دائري .. فيما عواد جنبه ياخذ نفس بعمق .. لحظات وينطق بضياع
" والله إن ماسواه أبوها كسرها حسبي الله على أبليسه .. وأنا ماعدت أدري وش بيدي .. تسني من أخذتها مكتوب علي وعليها الشقا .. يعني ماندخل بأمر صعب إلا أنرمينا منه ودخلنا بأمر أصعب .. "
رفع يده حتى يمسح على شعره وتطلع " أففف " من شفاته بمراره .. يحرك راسه متعب ببطء له ..
" حتسيت مع أخوها "
عواد بإندفاع : قصدك فارس .. متأكد لو عنده علم بيدق علي !
متعب : دقيت ولا لا ّ
عواد : لا
متعب مسك الجوال بكف يده مطبق عليه بأصابعه : وش تنتظر يا أخي .. المفروض أول شخص تدق عليه أخوها .. فيه شي مخلي أبوها يثور تسذا
عواد صد وهو يتكلم بحقد ظاهر : يابن الحلال أبوها ماحولك أحد بالعربي .. تاركن عياله على وجيههم .. من ربت وتعبت أمهم .. الأمر بيد هالممدوح الخسيس .. ترا هو من مزوّج خواته كلهم لعيال أكباريه
متعب أبتسم : وأنت ماجيت بعينه قد المقام
أنحنى عواد ماسك راسه .. ماعاد بيده حيله ..
متعب : تدري عاد
عواد نزل أيديه ولف له .. ساكت حتى يكمّل متعب
" مواجه الأمر خساره .. رح أبحث عن السبب إلي ترك الأمور تتضخم بهالشكل ومخلي أبوها يجي حامي "
عواد رفع صوته ثاير: من تحت ممدوح .. والله إنه حاشي راس أبوه لين قال آآآآآمين !
متعب رجع يأكد على نقطته : وممدوح ماهوب قايل شين تافه .. أكيد الأمر يسوى وأستغله
يدق جواله ومن شاف الرقم .. أنتفض واقف .. نطق وعيونه على الجوال
" دقيقه أبكلم وراجع لك "
أتسعت عيون عواد وهو يشوف متعب يتحرك بالمجلس الواسع .. وش هالمكالمه إلي تركته
في هالأهتمام ولا يبيه يسمعها .. يفتح الخط متعب .. يستقر الجوال عند أذنه حتى تزداد خطواته أتساع .. يطلع من باب المجلس .. يمشي وقباله الحديقه أنكشفت بالكامل له
متعب : هلا طارق
طارق : هلابك .. وينك ياولد ماعاد تنشاف
متعب : والله ماسك لي دوام توه جديد وشفتات .. تعرف الضغط يخليني أبعد شوي
طارق : أجل كلام ياسر صحيح ..؟
متعب بضيق : ليه حاتسن بشي
طارق : تخبر أجتمعنا من جديد .. وحضر هو وقعد يحتسي عنك بس ماعليك العيال زبدوا له وخلوه يسد فمه ولا ينطق بكلمه .. شايف نفسه ما أدري على وش بالضبط .. وماحتسى من بعدها .. شكله جاي بس عشان يقولنا هالسالفه يحسب أننا بنقول ليه ومدري وش .. مير أقولك .. حنا معك خلك قدام ولا عليك
متعب بصوت يخفي فيه الضيق : الله يسلمك ..
طارق : إلا بقولك .. أبوي ملزم يقطع علاجاته ويرجع للرياض عشانك .. المشكله إننا حاولنا نخليه يبعد هالفكره عن راسه بس رافض
متعب بإرتياح : يعني أبوك وأخيرا أرتاح لي..! أنا قايلن له .. لا صدّقتني باللي أقوله تعال للرياض
طارق بخوف : بس يامتعب أبوي رجالن تعباااان .. وأخاف جيته ذي مضرتها أكثر من نفعها .. وسفرته كلها عشان يكمّل رحلة علاجه ..
متعب : هو صحته تعبانه ..؟
طارق : آخر مره تعب حيل .. تخبر الشيبان وأبوي مريض وعنده ضغط وسكر .. أنا ما أدري وش بينك وبينه ومحترم كلامه لأنه قالي لا تدخل وطلب رقمك .. بس يامتعب إن كان الأمر يقدر يأجله شوي بس .. أبوي عنيد وما كل كلام يسمعه ..
متعب بحيره رفع يده .. يفرك جبينه : أنا مقدّر كلامك .. وأبوك من الرجال الوفيين .. وبإذن الله ماراح يحصل إلا الخير
أخذ نفس بقوة .. حتى يهز راسه وهو يستمع لكلام طاارق إلي ظل يوصيه على مايبي .. ينطق بصوت واطي .. " ماقصرت .. ياهلا " .. يوقف يستقبل بصدره الواسع
مساحه واسعه من العشب الأخصر والنخل الواقف بشموخ في أماكن متفرقه .. والأضواء
تحاوطه من كل أتجاه .. يدفن جواله في جيبه ويرجع للمجلس .. ومن دخل
عواد بفضول : وش هالمكالمه السريه ..؟
متعب بصوت بارد وهو ينحني جالس : لا هذا واحد من أخوياي
عواد بشك : يخليك تقوم تسذا وتطلع ..
رفع راسه .. يطالع لقدام .. لحظات ويقرر يفز واقف من جديد .. يتحرك بعبث صوب الطاولة ... ينحني ساحب القهوة مع فنجالين ..
متعب وهو يأشر بالقهوة لعواد : تتقهوى ..؟
عواد من شاف صمته وتجاهله نطق وهو يرجع بظهره لورا : أنت عندك شي بالسر غير سالفة شغلك إلي مالقيت تشاور فيها عبدالعزيز
متعب أبتسم لين بانت أسنانه .. صب له قهوة حتى ينزل الدله : ماهوب هذا عبدالعزيز إلي سلمته وصاة بنات خالي رحمة الله ..
عواد فجأه تغيّرت ملامح وجهه : ............................
متعب يشرب من الفنجان وهو يستمتع بهالحديث إلي فتحه عواد بدون تخطيط : ليش سكت !
صد عنه وغمامة الضيق بدت تحتويه .. كان يعرف وش قصد هالمتعب ..
متعب : ع العموم .. أستشارتي لأهل الأختصاص والحمل إلي الكل أختاره بقناعتهم.. خالي عبدالعزيز أكيد وهو بيني وبينك ماقصّر
ماكان هالكلام المعدود غير سوط يظهره متعب له .. هو إلي أرخى حبال هالأمانه يوم كان عليه يشدها
بقوة .. يثبت ولا يتراجع في لحظات .. أزدادت فيها نفوس البعض للشر والثقه
إن الظلام وحده من يدفن الأفعال والأحداث .. تضيع الكلمات فيه .. تتهاوي في عمق
" ياليت " و " لو " .. ويكتم هالندم إلي ظهر على نظرة عيونه .. حتى يرفع يده
ينطق وحواجبه تنعقد بقوة ..
" صب لي قهوة بس ! "
.
.
.
يمد يده بقوة صوب ذراعها وهي واقفه متكوره على نفسها .. يهزها بقساوة
" شوفي عاد .. نهاية الأمر أضبطي حالتس لا ألتفت عليتس وهالجوال الزفت أقسم بالله لا تشوفينه بيوم مكسورن فوق راستس ! "
تنتفض فوزيه بعبايتها الواسعه .. تتحرك صوبه حتى تسحبه بأندفاع واقفه مايبينه وبين البتول
فوزيه بخوف : وش فيك ..؟ ماهوب باقي إلا تمد يدك !
مشعل صرخ بعصبيه : بمد يدي تحسبيني ما أقدر ..
أم جلوي رفعت صوتها ثايره : أنتم جايين عندي عشان تاكلون بعضكم بعض ..؟
ألتفت مشعل بعيون .. غاضبه .. صوب أمه .. يأشر على البتول إلي تحركت واقفه ورا أختها .. تتمسك بعبايتها والدموع تتجمع بعيونها
مشعل : بنتتس بخور السوق هذي .. منبها جلوي .. ألف مره ولا تفهم .. وبسببها ينطلقون الحريم في بيت أم نوق .. ويفضحونا في بيت عزوته هم رجال هالعايله .. لا تسان ماحضر الأول ينوب الثاني ويكون راعي البيت !
أم جلوي بقهر حركت أيديها رافعتهم لفوق : لايسمعون صراخك خوالك تبي تفضحنا بعد أنت
مشعل وهو يحرك يده صوب ملامحهم بحده : شوفوا ذا الحين كلكم قاعدين .. كلكم سامعين ورب السما والأرض إن رجعت تغلط نفس الغلطة .. لايكون متصرف معها تصرف بتندم عليه طول عمرها ..
طالعها حتى يصرخ " سامعه " ولا ردت .. تحرك يجرها ويصرخ فيها
" سامعه أو لا " .. أنهارت تبكي وفوزيه نطقت بقهر " ردي "
البتول وهي تحاول تفك يده .. وبصوتها المنهار : سمعت .. والله سمعت !
دفها بدون نفس حتى تنحني صوب الجدار متمايله عليه بقوة ووجها يغرق بالدموع .. يتحرك جالس في مكانه وهو ينحني يفرك وجهه .. يحاول يتمالك أعصابه .. صرخ بقوة من زادت شهقاتها
مشعل : طلعيها من الغرفه لا أقوم أجلدها .. مغلطه وتبتسي قواة عين هي .. !
أنتفضت فوزيه حتى بسرعه تتحرك ساحبتها من الغرفه .. فيما كان يجلس هو على الكنب يتساند بظهره على الخداديات بألم وراه .. وهالخبر إلي كان المفروض هو أول من يعرف فيه .. صار فيه نقطة على السطر .. الغضب قادر يكبح جماحه داخله ويظهر الصمت والهدوء
وكأنه أعطى جزء من هالغضب الأسود داخله لمشعل حتى يقوم بالواجب أصبح قطعه من ثلج وراح يتهاوى فالظلام يحترق دون مايحس فيه أحد .. تحرك عيونها
أم جلوي صوب ولدها الكبير.. تمد يدها بسرعه له .. تحطها على ركبته .. تنطق برجا
" داخله على الله ثم عليك .. زوجتك لا تتعرضها بشي .. الأمر أنتهى "
تتسع عيونه بقوة حتى بصدمه يحركها لأمه .. وش قاعده تقول ..؟
وماصار سوط ماضرب غير رجولته ..
من بيرضى بأمه تطرد وتهان في بيته ..
أي رجوله بيقدر يدفعها بعيد ويقول ماصار شي ..
وأي أنفجارات من الغضب بيرضى يذوق مرارتها ويكتمها بهالشكل !
ولا زال هالمشعل يسرق منه حتى الكلام .. أول لف براسه صوب أمه .. نطق بصرخه
" نعم ! "
أم جلوي بدون ماتطالع مشعل : تسمعني ياجلوي .. زوجتك لا تتعرضها ..
جلوي بصمت ظل يطالع أمه : .........................
أم جلوي : تحمّلها عشان منصور .. الولد ماجاك إلا بعد صبر ومعاناه ..
مشعل حرك يده : وش قاعده تقولين يمه
أم جلوي صرخت فيه : أنت مالك شغل !
مشعل وهو يفقد السيطره على نفسه : الحرمه طاردتس وتقولين لولدتس لا تتعرض لها .. ليه أنتي ماهوب أمنا .. وإلي يدوس لتس على طرف نرميه ورا الشمس
أم جلوي لفت له : قم أطلع
فز واقف مثل المجنون حتى يروح للجدار ويضربه بقوة .. يصرخ
" الله ياخذ الذل والسكانه .. الله ياخذها "
تدخل فوزيه بخوف له .. تمسكه وبخرعه
" أنت وش فيك مانت قادر تتحمل "
مشعل وهو يختنق .. صرخ في وجهها : أنا بموت من الغبنه .. وخري عني
دفعها عن طريقه حتى تتمايل هي وتلف له تشوفه يتحرك بخطوات واسعه مغادر هالمكان .. لفت لأمها ودموعها بخوف تطالعها .. تحرك عيونها صوب جلوي إلي تحرك واقف .. قرر ينسحب فجأه وسط هالأنفجار .. والمواقف .. بنبره غاضبه رغم إنها ظهرت هاديه قبال أمه
" اليوم جيت ماهوب عشان أحتسي .. ولا عشان تشورين علي أترك زوجتي على ذمتي أو لا .. أنا هينا .. جيت عشان أسمع .. ووقت مابحتسي .. راح يكون وضعتس غير ..ووضعي غير ! "
أنقبض قلب أم جلوي بقوة .. نطقت بأندفاع
" وش قصدك .. ! "
وتحرك يسرع بخطواته .. حتى يعطيها ظهره .. يعبر فوزيه ..
" يلا أمشوا "
يقولها وهو طالع من الغرفه .. تحركت أم جلوي واقفه حتى تتسارع خطواتها صوبه .. تعترض طريقه قبل لا يطلع من البيت .. مسكت ذراعه بقوه وهو قام يتصدد عنها ..
" وش قصدك يا جلوي "
هزته بقوة وهي تشد على مسكتها له ..
" تكلم أشوف "
خلته يحرك راسه غصب لها .. ومن ألتقت عيونها بعيونه .. أندفعت بخوف
" أنت من جيت وأنت ساكت .. وش عندك ياجلوي .. وش عندك "
" مستعجله على خسارتي ! "
تنفست بقوة وهي تحس أنفاسها تضيق .. قالها بألم وعيونه فيها من الحسره ماهو قادر
يهز قوتها .. بلعت ريقها ودقات قلبها أندفعت متسارعه بدون سبب .. نطقتها بأستفهام والعبره تضخمت في صوتها .. غصب من مجرد خسارة هالجلوي .. !
" خسارتك ! "
هز راسه بقوة ..
" إيه خسارتي .. موعد الحتسي قريب لا تستعجلين عليه .. أقرب من ما تتخيلينه !"
حرك يده حتى يحطها على كفها يسحبها وهي متمسكه بثوبه .. ويتحرك تاركها .. ظلت واقفه في مكانها تطالع ظهره وهو يمشي بالحوش .. بطوله ونحافته .. لحظات وتمر فوزيه
من عندها ..
" مع السلامه يمه "
تقولها وهي تبوس راسها ويدها .. تتحرك ووراها أختها تشاهق بصوت خافت .. حطت يدها على صدرها تتحسس مكان هالخوف من كل ماقاله ولدها .. جمل قصيره أكتفى يرميها لكن أستقبلتها بقلب بدى يتسارع بعنف .. تبلغ ريقها بصعوبه .. تركض فجأه والعبره تنزع الراحه من صدرها حتى تسحب جوالها إلي على طاوله .. متصله على صاحبة الرقم والغضب يلوّث أفكارها .. ما راح يصير شي إلا من تحتها هي .. وحدها من راح يكون همها تدمرها .. وأول ما أنفتح الخط وسمعت " ألو " .. أندفعت
بالكلام في نبرة حاقده .. ثايره
" مايكفيتس أنتس هدمتي بيتي .. بعد تبين تفرقين بيني وبين عيالي الله يوريني فيتس يوم "
" خير إن شاء الله .. أم جلوي أحترمي نفستس أقول .. داقه منهده علي بالحتسي وش أبي في عيالتس أنا "
تكلمت بخوف ..
" وش قايله لجلوي عني أشوف .. يلا خليني أسمع "
ردت بأستغراب والأستهزاء يعلق بصوتها
" هو أنا قابلته عشان أقوله شي .. "
صرخت أم جلوي
" أنتي .... "
لكن قطعها نبرة نوره الواثقه .. وهي ترفع صوتها
" دقيقه .. دقيقه ولدتس هذا توه يصحى ويتذكر شين قلته قبل مايطيح .. الحمدالله والشكر صدز هالعايله ماهيب صاحيه "
أم جلوي بصدمه : وتعترفين إنتس قايله له
نوره بعدم أهتمام : والله أنا ولله الحمد مانيب راعية فضايح وقيل وقال .. ولأني أخاف ربي سبحانه وأبي الستر .. سترت على فعولتس قبل .. قبل يام جلوي أو تبيني أذكرتس !
أم جلوي وصوتها أهتز وهي تحاول تبلع ريقها .. ترتعش يدها فجأه : وش .. وش سويت أنا
نوره ضحكت بقوة وبأستهزاء :لا والله .. ياوقاحتتس ياحرمه .. وبقواة عين تقولينها لي .. شوفي أنا بإشارة مني والله لا أخلي أخوي يطلقتتس بالثلاث .. وهو ماطلقتتس غير طلقه من باب التأديب لأمثالتس ..
أم جلوي صرخت : لا تنسين إني أنا بعد أقدر أحتسي .. أقولهم من أخذ نسخه من أوراق جلوي وسلمها لعبدالله .. من إلي لعبت بعقله وأوعدته إن هو صح وأهله كلهم يبون فرقاهم .. من إلي لعبت على الحبلين .. من إلي تواصلت مع جهيمان وأمدحت له نوير .. وأخذت حقها كاش وبعدين جحدته .. والله يانوره لا أخلي يومتس أسود .. والفضايح أكثر !
نوره مستمره بالضحك : وش دليلتس .. عندتس دليل واحد .. طبعا لا .. للأسف وماحدن مصدقتس .. بينما أنا أقدر أثبت للكل إنتس أنتي وحدتس إلي تسان عندها نسخه وحده من الأوراق .. لأنتس تسوين نسخ بالسر من كل أوراق زوجتس .. وأنتس من سلمتيها لي ورحتي يم غرفة نوق ماخذه الأوراق ومحرقتها .. لأنها تثق فيتس ..
أم جلوي وصوت أنفاسها ظهر مسموع رغم ألتزامها بالصمت : .......................
نوره بتهديد : أنتي شكلتس للحين مانتيب مستوعبه من قاعده تحاولين تلعبين معه .. طيب يام جلوي .. تبيني أحتسي عن أم خيّال .. الحرمه التسبيره إلي جبتيها بالغصب لحد زواج أم خليل .. وعيالها محذرينها تطلع من بيتها .. هه ولاّ بعد ذي بتنكرينه .. !
أم جلوي أنهارت تبكي : الله يخليتس أستري علي
نوره وهي تضحك : أنتي مسكينه .. مير عيونتس ورقبتس لا ترفعينها لفوق .. لأني أقدر أعلمتس قدرتس .. وجربي يام جلوي .. جربي بس تسلمه تقولينها عني عند أحد .. ماهوب أقطعتس من حياة أخوي .. إلا والله لا أخليتس عند عيالتس ماتسوين شي .. وتنزلين من عيونهم كلهم .. ولا أحدن يلتفت لتس على سواياتس السودا
أم جلوي بأندفاع مجنون : نوره .. نوره .. تكفين
نوره بدون نفس أرفعت صوتها : يلااااااا .. عاد عطيتس وجه بزياده
أم جلوي بخرعه : ألوووو .. نوره .. نوره تكفين أسمعيني ..( صرخت ) نوره
أنهارت تبكي حتى تنزل الجوال .. ترفع أيديها وتضرب راسها بجنون
" يارب تستر علي .. يارب .. حسبي الله عليتس يانوره .. حسبي الله عليتس ..
حسبي الله عليتس "
.
.
.
بيت عمي كئيب بشكل غريب .. وصلت البتول فيه منهاره تبكي ودخلت غرفتها .. فوزيه على الصامت .. طالعتني بنظرة حزينه وراحت معتذره مني .. ما أدري وين جلوي .. سألتها .. لكنها أكتفت تهز كتوفها .. وهي ماشيه .. وش فيهم تسذا في حالة يرثى لها .. هذا أنا جالسه
على سريره أنتظره .. لابسه جلال الصلاه .. أطالع أشياءه .. أمسح على فراشه بكف يدي
وقلبي يصرخ " أطلعي " أتركي أشياءه .. بس أقاوم هالصرخات فيني وأعاند بالجلوس ..
مخدته .. علاجاته .. ريحة الأعشاب وخلطات جدتي له .. كلها تحاصرني .. ويخضع قلبي
لعنادي .. أخذ نفس بقوة .. ليش حاسه بقلق عليه .. أول مره تسذا يظل لساعه 11 برا
هالبيت .. أو لأن حريمه جوا .. رفعت عيوني للسقف .. وش فيني تسذا فيني قهر .. يالله !
فجأه أسمع صوت الباب يفتح .. أفز واقفه وأركض بسعاده طالعه من الغرفه بس بقوة أتراجع
وأدخل المجلس وأنا أغطي وجهي بخرعه .. ألصق فالجدار .. هذا مشعل .. أخلعت الرجال ..
يافشلتي ..
" يابنت عمي ترا جلوي قاعد فالبراحه إلي ورا بيتنا "
قالها وأنا أسمع صوت خطواته تتحرك .. أندفعت بسرعه
" أقدر أطلع له ...؟ "
نطق بصوته إلي حسسني أنه تعبان .. وكأن ماتسان له حيل ياخذ ويعطي تسثير
" دامتتس لابسه عبايتتس وش يضر ؟ "
وراح .. أبعدت الغطا عن وجهي وأنا متردده .. تسنه عطاني حرية الأختيار .. بس وش مقعده برا .. وش صاير ..؟
يالله .. ودي أروح وما أروح .. أحس شكلي غبي لا رحت .. حركت عيوني صوب سريره ..
ليش عالق معي ياجلوي .. ليش أحس فيك بعد كل مامر فينا من أشياء قدرت تضرب
خذلانها في أعظم ما كنت أحسب إني أملكه وتملكه أنت .. ليش أقرا شين فيك ياجلوي وأحسه
يكتم على صدري ماهوب صدرك .. يحمّلك ويحمّلني ما لا تطيق .. تحركت ببطء وخوف أتأكد إن مشعل راح .. أميل براسي أطالع السيب وأنا أغطي نص وجهي .. تحركت طالعه من المجلس .. والحمد الله
إن عبايتي تاركتها بغرفة التلفزيون ... لبستها بسرعه وطلعت أجر خطواتي بالعافيه صوب باب المدخل .. وأول ماطلعت .. هبت الهوا بقوة وصرت ألملم عبايتي .. لو أرجع أفضل لي ..
وأنتظره بغرفة المجلس بس ليش أنتظره ..رجعت من باب المدخل .. حتى أجر الباب ..
وقبل لا أسكره .. فتحته وطلعت .. أنا مانيب مرتاحه نهائي .. بقعد آكل بنفسي من الهواجيس .. فيه شي صاير ولازم أعرفه .. نزلت من الدرج ورحت أمشي صوب باب الشارع .. أرفع عبايتي وأحطها على راسي مثبتتها زين .. فتحت الباب وأول ماطلعت للشارع .. خفت .. من الهدوء .. تسن هالحاره مهجوره .. مافي صوت بشر ماغير الهوا
فوقي تلعب بأوراق الشجر .. نزلت ببطء للشارع وأنا أتلفت .. أطالع الشجر المستقره
قبال هالبيوت والسيارات .. آخذ نفس بقوة وقلبي من الخوف أحسه بيطلع .. رحت أصعد الرصيف من جديد .. أمشي بجنب الجدار وشوي ألصق فيه .. أردد
" أنتي قويه .. قويه يانوق مهنا شين يخوف بس بشوف وش يسوي وأبسحبه يرجع معي "
إيه .. صح .. هذا إلي بسويه .. رحت أكمل خطواتي أمشي على طول سور بيت عمي .. تاركه وراي باب الشارع .. وبيت جيراننا .. ألف لليمين .. لمساحه من التراب واسعه مابين
بيت عمي والبيت إلي جنبه .. وقفت أميل براسي .. وينه ذا ..؟
نزلت من الشارع للتراب .. حتى أسمع وراي صوت سياره تسنها تمشي بشويش .. حطيت
رجلي أركض وقلبي بينشلع .. ومن تعديت بيت عمي كله حتى أشوفه .. جالس على الكرسي بمسافه بعيده مره .. ومافي بيوت تسثيره ورا بيت عمي .. قبال جلوي شارع بعيد
عنه شوي .. فالجهه الثانيه للشارع مره البيوت ماشاء الله تصميمها وأنوارها شي شي موطبيعي .. تركته وقمت أتفرج ع أنوار ذيك البيوت .. لفيت بخرعه وراي .. من نزلت السياره للتراب .. نطقت " يمه " وحطيت رجلي هالمره أركض بكل قوتي له .. ومن سمع
صوت خطواتي لف بخرعه يطالعني .. وصلت له حتى ألصق بالكرسي وأجر ملابسه متمسكه
فيها بقوة .. وأنا لافه براسي لورا للسياره الغمارتين .. إلي نورها صار يملى هالمساحه إلي حنا واقفين فيها .. نطق بصوت غريب
" بسم الله عليتس .. وش بلاتس تسذا مخترعه ! "
مرت من جنبنا السياره .. صوب الشارع إلي قبالنا .. ثواني وتصعد هالشارع حتى تزيد من سرعتها بشكل جنوني وتبعد عننا فجأه .. فيني رجفه عجزت أسيطر عليها مدري
وش جى على بالي .. على بالي أبنخطف ..
" نوق ! "
لفيت براسي أطالعه وأنا شاده على ملابسه نطقت والعبره خانقتني
" خفت من السياره ياجلوي "
ضحك وتسنه ماله حيل حتى للضحكه .. يرفع أيديه .. يجر أيديني بقوة متمسك فيها ..
يرفعها حتى يبوسها .. وينزلها من جديد .. يثبتها على صدره ويضغط عليها بقوة
" كل أهل هالحاره نعرفهم .. والنعم فيهم "
رجعت أتلفت أطالع البيوت البعيده عننا .. والظلام يحوطنا في هالمكان .. أتأكد أننا بأمان .. لا والله ماظنتي بأمان .. أستغفر الله وش يضمن ماحدن يتعرَض لنا بشي وحنا تسذا بعيدين
عن كل شي .. لو صرخنا ماحدن سامعنا .. سحبت أيديني من كفوف أيديه وأنا أتحرك بخوف لورا الكرسي ..
" خلنا نرجع للبيت .. وش مقعدك بالخلا لحالك "
حرك أيديه بسرعه ماسك عجلات الكرسي ..يمنعني و راسه لف لورا ..
" نوق تسان فيتس خوف أدق على فوزيه تطلع تنتظرك أو حتى مشعل لكن أنا بظل هنيا! "
ملت براسي له .. أطالع ملامح .. حسيت بقلبي يعتصر منها .. عيونه أبد ما تسانت طبيعيه .. نطقت أبستوعب نبره صوته وأنا من الخرشه ماركزت فيها .. قلت أبي أسمع صوته .. أخلي هالأحساس فيه يصحى من جديد فيني ..
" فوزيه نايمه "
" مشعل توي مخليه يتركني لحالي .. ماأمداه ينام ! "
وأكتشفت صوته .. والحزن يطل فيه بعيون ماتعرف النوم .. تجاهلت نظرات الحزن فيه .. نطقت بهدوء وأنا أحاول أبعد عني هالخوف
" وبتخليني أترك لحالك "
ضحك .. وهو يفك أيديه عن العجلات .. يسندها على أطراف كرسيه .. يشبك أصابعه مع بعض
" عمرتس ماعطيتيني هالخيار .. تسان بالإجبار تخليني لحالي .. يستهويتس البعد "
رفعت عيوني بعبث وتسني أحاول ألقى مخرج من شفافية هاللقا معه .. أطالع البيوت إلي قبالي .. لحظات وأحرك عيوني لليمين .. لمسجد يبنى ..
أبوابه مفتوحه .. وهي دايما مفتوحه حتى لو كانت بهيئتها مغلقه .. طال صمتي وهو صمته
أنتظار لجوابي .. لكن ماكنت أبي أحتسي .. تندفع الهوا صوبنا بقوة .. تحرك عبايتي وأطراف شماغه المرميه بعبث فوق راسه .. والظلام يغطينا بعيد عن أنوار هالبيوت والشوارع ..
" للحين تبين فرقاي ..! "
أنقبض قلبي بقوة .. لدرجه وتسن قوة كهربائيه تسذا أنفضت جسمي بلا رحمه ..
صمّتني .. خلتني أعيش ثواني بمنطقه تسني عايشه فيها لحالي .. هالرعشه تعرّي روحي
تحسسني إني بطيح .. بموت بهمي وأنا في داخلي من يعيش يحمل صفاتنا .. هويتنا
من بعد كل هالخراب .. فيه بنعرف من نكون .. أنا وأنت !
صور .. صور لأول مره أشوفها مابيني وبينه .. لكل ماعشناه .. لكل ماجمعنا .. أثار عشره نحتت بشكل غريب على ماضينا وحاضرنا .. مدري ليش لأول مره تنهض مابيننا ..
تسنها تقول لي أنا هينا .. ما أموت .. لكن أنتي تتجاهلين من أنا ..!
سحبت أيديني من الكرسي منزلتها لتحت .. وعيوني تعلقت بشماغه .. بصوته إلي يتخبى
ورا هالشماغ مع ملامحه .. أندفعت من شفاته أنفاس يزفرها بقوة ..
" تذكرين يانوق يومنتس .. عزمتيني للأستراحة طالبه الطلاق .. مهيئه للوداع أفضل ماعندتس .. أنا لو بسوي نفستس هالحين .. عمري ماراح أكون راضي لأني لو بعطيتس كل ماعندي بعد ماراح أوصل لمرحلة هالرضا .. روحي على مافيها من أخطاء معلقه كلها
في طرف روحتس .. عمرنا ماراح نقدر ننسى أو نتناسا وش تسان بيننا .. والدليل إنتس لا زلتي مثل قبل .. كل مافقدتيني وأنا ماعطيتس خبر .. رحتي تدوّرين عني .. توي كنت أقول بنفسي بتجي .. بتجي العصلا .. بتطلع مابين هالجدارين إلي وراي .. وجيتي "
ضحك .. وكأنه يستهزي بمشاعره .. ساحب أيديه من أطراف هالكرسي حتى يحطها بحضنه لكن فجأه طال الصمت مابيننا .. نطق بصوت يختنق بقوة .. ينهار .. مخليني وراه .. ولا ألتفت لي
" أنا آسف لأني جرحتتس .. لأني تسلب وحمار وعمري ماكنت أستاهلتس .. آسف لأني لو بعطيتس عمري كله هالحين ماهوب نافعتس ... ولاهوب مخفي جروحنا وفعولي .. ولاهوب
دافع من راستس فكرة إني خسيس ونذل وحقير .. "
يتحرك راسه .. وكأنه يمسح دموعه في حين إني واقفه في مكاني جامده .. مصحّي كل مافي صدري .. مبعد الغبار .. يفتح الأبواب والشبابيك الحزينه .. روحي تثقل وما أدري وين بتمدد
قباله وبهالثقل .. وما أدري وش تركه في هالحاله .. ؟
مستعد على أنه يقول كل الكلام إلي أنتظرته يقوله ..
مورطني في زحمة مفاجائاته وأنا إلي كنت أحسب إني أبعدت ..
سحب هوا من خشمه فركه بقوة ..
" يشهد الله إني حبيتتس .. فاللحظة إلي كنتي فيها تتحملين فقري .. كنت أتمنى فيها نعيش بأحسن حال وأعوضتس عن كل صبرتس ... وفاللحظة إلي كنتي تسمعين حتسي الناس وتشوفين إني أعوضتس عنهم .. كنت أقطع علاقاتي في كل من أهله حتسوا عنتس .. وأقول بكتفي فيتس .. بس كسرتس لأني ما أستاهلتس .. ظلمتس يوم إني طلبت تبررين والمفروض إني أخبيتس بصدري حتى عن ظلم أبوتس .. وحتى يومني أحتسي هالحين .. مابيدي أبعد الحزن والأذى عنتس .. خسران في كل حالاتي .. كلها يانوق ! "
رفعت يدي .. أكتم شفاتي لا تشهق .. وهو بحتسيه هذا تسنه نثر آخر مابقى بيننا
من حزن .. من مآسي وحتسي ...
" أنا يوم أجبرتتس تجين هنيا كنت متمسك بآخر شي بيننا .. لكنه أنفلت من بين أيديني هالحين .. وماعدت يانوق أبي أظلمتس أكثر .. لأني تأكدت من ظلمي ومابقى غير الدليل .. ولا يهم .. هالدليل كرت خسران قبال ماخسرناه .. النتيجه وحده .. ! "
تحرك من على الكرسي ببطء واقف .. ألتفت يمي .. يقترب مني بطوله .. رفعت راسي بعيون غرقت بالدموع من جديد.. تسان فرحان بالتغيير إلي يشوفه فيني .. قال لي أن لو تسان وراه أنتقام بيرضى .. وين هالرضا .. وينه !! رفع أيديه بقوة يضمني لصدره .. ينطق بحزن
" تكفين تسامحيني وتغفرين لي قلة فعولي معتس "
مال براسه يبوس كتفي .. ولحظات يبوس راسي .. وأنا أنهار على الأخير .. ما أدري ليش يقول تسذا .. وش صاير .. ؟!
أبعدني عنه حتى يحضن وجهي .. يحركها بالغصب صوب ملامحه .. يطالع عيوني إلي من ورا البرقع تغرق بالدموع .. أنهرت لأني ما أتحمله يبتسي .. ما أتحمله أبد بهالحزن والهم ..
غصب عني .. غصب .. قرّب وجهه من ملامحي .. ينطق وهو يحاول يبتسم
" أبي وعد منتس بس .. وعد بسيط وأخير لا طلبتتس تروحين معي في يوم لا تعارضين "
هز راسه .. يأكد لي
" ولا تسأليني وين باخذتس .. لا تسألين .. توعديني "
لقيتني أهز راسي .. حتى يسحب راسي لصدره .. يلف أيديه بقوة حوله .. ينطق وهو ينهار فجأه
" أنتي حره من هالحين .. روحي يانوق بعيد عني وعن ماضينا .. روحي وفكي نفستس
.. عيشي هالحياه بالطول والعرض .. وعمرتس لا تلتفين لورا .. خليه لي كله .."
تسان ودي أصرخ فيه وأقوله .. ما أقدر .. ما أقدر وأنت تركت فيني ماهو بيربطني فيك العمر كله .. أنا حامل ياجلوي .. حامل بحلمنا من بعد صبر وعمر ماهوب سهل .. حامل وعلى كل ماصار قدّر الله إنك ترجع .. وأحمل .. ويكتمل حلمنا بعمر تسبير .. بس ماقدرت أقول شي .. كنت أبتسي بقوة .. أسحب جسمي عنه وأعطيه ظهري مبتعده .. أحط يدي على فمي وأنا أهتز بقوة .. أنهار أكثر وأكثر ..
أنا أسفه ياجلوي لأني ماقدرت أتجاوز النسيان وأنسى ..
ماقدرت
والله ماقدرت !
.
.
.
الساعه 7:5
يفتح باب دورة المياه حتى يتقدم بخطوة وفانيلته البيضا تلصق في جسمه المبلل على الأخير .. بشرته السمرا وصلابة ملامحه يتخللها آثار النوم إلي لا زالت عالقه فيه .. يتقدم أكثر بخطوة حتى يرفع أيديه .. يفرك وجهه فيهم .. يرفعها أكثر لشعره إلي يرتمي من نهايته قطرات مويه تطيح على رقبته وصدره .. تتحرك شفاته بصوت مسموع
" لاااااااااإله إلا الله .. محمد رسول الله "
يتحرك أكثر في هالغرفه البارده متوجه لطرف السرير .. ينحني جالس ويسحب جواله من الطاولة .. يفتحه حتى تنعقد حواجبه بأستغراب من الرقم الظاهر على برنامج الواتس ..
ألف رساله واتس !
وأول ما دخل البرنامج حتى يلقى أغلب الرسايل من قروبات العايله .. ورسايل أعتذار
وترجي .. يحرك بأصبعه على المحادثات بدون مايدخل عليها .. حتى يطلع من البرنامج
بدون أهتمام .. يرمي جواله على الطاولة ويتمايل بظهره لورا منسدح .. !
وش متوقعات .. إن رسايل الأعتذار بالواتس بترد قدر الإهانه .. أو تدخّل عيالهم وبناتهم من باب الغلا بيعالج ماصار .. حرك يده لورا حتى يحطها تحت راسه .. تشدد عضلات يده بارزة بشكل واضح والتعب يحسه لازال
في جسمه .. متمركز في عظامه.. تستقر اليد الثانيه على بطنه وهو يمسح عليه ..
النومه إلي نامها أليمه .. يحس أنه ماشبع نوم بس لازم يصحى بهالوقت .. حرك راسه
للمكان إلي كانت فيه .. وين مختفيه ..من صحى ماشافها نهائي .. يفز معتدل بظهره .. وببطء يتحرك واقف .. يتقدم بخطوات بطيئه صوب الكنبه الطويله إلي تعتبر جزء من مقدمة السرير .. في باله يروح يشوف وين راحت .. بأي زاويه تختفي هالصغيّره ..
ماكفاها ماسوته أمس وش بعد بيشوف منها .. وش بقى شي ما أكتشفه .. ! يعبر هالكنبه
حتى يوقف من لمح شنطتها مرميه على الأرض .. بجنب طاولة صغيره ..
يظل يطالعها من تبادر لذهنه كلامها إلي قالته .. شنطة أختها وعد ! بفلوس تعرف من فلوسه .. الغبيه تحسب أنها بتخدش شي في نفسه القويه من هالكلام ..
هذا أقل مايسويه أنه يترفّع بروحه عن هالسخافات بالرد ..
ينحني ساحبها حتى يلقاها بخفة الريح .. فاضيه .. معقوله ما أخذت شي .. إلا
وش معنى هالشنطه يعني .. يمتلكه فضول حتى تستقر الشنطة بين أيديه .. يميل براسه يطالع إلي داخلها .. يدفن يده حتى يلمس سبحه .. ترتفع حواجبه بدهشه وهو يسحب يده
حتى تظهر له سبحته تتجمع حباتها بين كفه .. ينحني جالس على الطاولة ببطء وهو يتأمل هالسبحه .. هو يعرف إنها أيقنت بلاشك أنه بياخذها للرياض مثل ماقالت ..
كان يقرا الخوف والذعر في عيونها .. ومع هالشي تجاهلها من باب يأدبها
في الرد .. يرمي السبحه بيده الثانيه .. حتى يدفن الثانيه من جديد داخل الشنطه .. يسحب الكبك والساعه .. يلقى نفسه يضحك .. يضحك وهي ماشالت من أغراضها غير ذكرياتها .. في اللحظة إلي وهي بالسياره تعانده بالكلام والشعر .. !
هالصغيّره بتجننه لا محاله .. !
يرمي الشنطة على الأرض ويجمع أغراضه بيده .. يطالعهم بصمت .. تلوح في
باله فجأه ذكرى عابره .. يشوفها بفكره تميل براسها على كتفه .. هو إلي يجلسه على الكنبه في حالة تعب شديد .. متمايل
على طرف كنبه .. تجلس هي بجنبه . تميل براسها على كتفه .. شعرها الأسود
بنعومته ... يغطي كتوفها وظهرها .. تحط يدها على منتصف ذراعه .. متمسكه فيه .. تنطق فجأه
" وعدتني "
" وأنا على وعدي لكن بوش بالضبط "
يقولها وعيونه تتأمل ملامحها ..
تمسح على ذراعه لين ماوصلت لمعصمه .. وصارت بأصبعها الطويل تضرب الساعه ..
" أبي هذي "
تفاجأ من طلبها .. لساعه عاشت معه لأكثر من 10 سنين .. أول ساعه شراها بفلوسه .. وكان فخور بشعور الرجوله إلي تنتفخ بصدره وهو يشيل هالساعه طالع من المحل ..
الفوز بشي يحلم فيه من عرق جبينه يتعاظم بصدره .. لكن من وصل للبيت .. لقى أبوه
يستقبله عند الباب .. يصفعه بقوة ويرمي هالساعه بعرض الجدار .. يصرخ فيه
كيف يترك الرجال ومقابل الأبل ويروح .. يسأله عن سبب غيابه .. ومن قال عشان ساعه ..
كانت الصفعه الثانيه أقرب له .. لكن ما تراخى وهرب .. وقف يغرس رجوله الحافيه في الرمل وينزل أيديه بصلابه .. مستقبل صفعات أبوه بصدر مايهاب حتى الموت .. يضم أصابعه بقوة .. عيونه الثاير كما رمال هالصحرا .. تتوجه لأبوه وكأنه يقول .. هات ماعندك .. !
تتسع عيون أبوه من صلابته وتماسكه وعدم بكاه .. يحاول يدفعه عن طريقه آمره يفارق .. لكن يظل واقف .. ولا همه .. يصرخ فيه أبوه بسوط عدم التربيه وقلة الأدب .. لكن فجأه يتزلزل قدام ثباته ويغادر .. ومن ذيك اللحظة .. ظلت هالساعه شاهده على السعاده والألم فيه .. تكمَل ..
" وأبي بعد الكبك إلي تلبسه "
تقولها بدلع وماكان يقدر يرفض .. هو ماراح يبعد عن هالساعه.. هو فقط نزعها من يده حتى تصعد في قلبه ..
ماطلبت إلا ما يعيش عمر ماهو سهل فيه .. في حين أنه قابل ناس كثير ما أحد نهائي أشار لهالساعه .. حتى خواته .. ما قدرهم ربي عليه .. هو قول إن هالساعه أقرب مكان لها المتحف .. فيما هي طلبتها عشان تحتفظ فيها .. يجمع كفوفه مع بعض حتى يفز واقف .. راجع للسرير ..
يحطهم جنب بوكه .. ويتوجه لثوبه لابسه .. يتحرك أكثر واقف قبال المرايه .. يسكر الأزارير .. ينحني يفرك شعره من جديد حتى يلف للطاقيه المعلقه .. يسحبها مثبتها على راسه ... تابعها
بالشماغ إلي أرتمت أطرافه على كتوفه بهيبه .. يثبت العقال ويرمي الأطراف على السريع
لورا كتوفه .. يتحرك من جديد للطاولة .. يسحب جواله والساعه والكبك مع السبحه
حتى يدفنهم في جيبه ... يردد بهمس
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
وهو يعبر اثاث الغرفه بطوله .. وأول ماطلع من الغرفه حتى يلمحها نايمه على السجاد الصغير .. تلبس عبايتها وشيلتها .. متكوره على نفسها من برد التكييف في هالشقه ..
تضم بأيديها المتراخيه القران إلي كان يتمايل على صدرها .. تحط تحت راسها خداديه صغيره .. وقف يتأمل هالصغّيرة الكبيره بنفس الوقت .. وعلى طول يتراجع بخطواته للغرفه .. يسحب اللحاف كله وطرف من شماغه أرتمى على صدره .. أسحبه بسرعه رافعه على راسه حتى بان شعره
من تحت الطاقيه .. يتحرك طالع من الغرفه .. يتقدم لها ببطء .. ينحني يغطي جسدها النحيف .. بهدوء وحذر من أنها تصحى .. ومن خلص أنحنى أكثر صوبها بدون مايجلس.. يتأمل تقاسيم وجها النحيفه أكثر .. ينحني براسه حتى يطبع قبّله بجنب شفاتها .. وهو يجذبه هالسكون فيها .. والنوم ينزعها من واقعها صوب سلطته يتحرك واقف .. طالع من الشقه ..
.
.
.
ترفع يدها حتى تعض على أصبعها الصغير ومجرد ماتتذكر كلمة
" البنت لك "
تحس لو أن زلزال يهز جسدها بقوة .. وش بتسوي ..؟
ماتبي هالمتعب .. تخافه .. وتخاف قربه .. مجرد مروره وهيئته في خيالها قادره تنزع الأطمئنان من ناحيتها تجاهه .. تتذكره زين كيف في أول يوم جى لبيتهم .. كان يحمل ملامح رجوليه خشنه .. قاسيه ..
قدر يكب الحليب قبالها ويرميه وكأنه قطعة بلاستيك في وجها .. !
هو جزء من قساوة والدها .. تحس بوجوده في محيطها إنها وحيده .. كيف بترتبط فيه ..كيف ..؟
تراودها أفكار مجنونة .. لوقف هالعهد الغبي لأنسان مستحيل بترضى فيه .. لو تروح لجدها وتطلب منه يسقط هالعهد بوصايته هو عليهن .. أو .. أو تروح ترتمي عند أقدام أمها
.. تقبّلهم .. طالبه منها تبعدها من شر هالمتعب وقربه .. أو تكلم جدتها ... عمها عواد !
أفكار وأفكار وحلول تتوصل لها فيما تلقى نفسها عاجزة أنها تقوم بحل واحد ..
يفتح باب غرفتها فجأه .. وهي تجلس على السرير بصمت .. تنوي وعد تكلمها بعصبيه لكن وكأنها كتمت كل شي من تأملت ملامحها .. تنطق بخوف
" أنتي تونسين شي ..؟ "
شيما هزت راسها بصمت وبوجه شاحب : ............
وعد حركت يدها بقوة صوب ملامحها : وجهتس تعبان مره وهالات سودا
شيما تحاول تبعد عنها هالشك : وش عندتس أنتي ذا الحين
وعد : أبي أحد يروح معي لجداني .. برسل لهم الفطور
شيما بصوت بالعافيه ظهر : أطلعي وأنا جاية وراتس !
ظلت وعد تطالعها متنحه وأختها أبد ماهي طبيعيه من أمس .. فيه شي تحاول تخفيه عنهم لكن يظهر على ملامحها وجها .. وبشك طلعت ببطء من الغرفه .. تحركت مبتعده عن الغرفه حتى تنزل من الدرج .. والأفكار تدور في راسها .. وأول ما نزلت للصاله ..
" من صاحي "
ترفع عيونها لأمها الجالسه بالصاله مقابلها .. صينية القهوة والشاي والفطور ..
وعد : شيما بس يمه أنتي شايفه حالتها ..؟
أم نوق بضيق : سألتها وأبتلشت فيها .. وليتني أخذت منها شي
وعد : أحسها بعالم ثاني
أم نوق : أنا مانيب مرتاحة إلا إليا زوجتكن .. هكا الساعه بكون مرتاحة ..
وعد والأبتسامه فجأه أرتسمت على شفاتها : شوفي يمه .. أنا ماعندي مير مانع الله يجيبه .. شيما تقول تحلمون أتزوج مافيه أحد بيملى عيني .. عهد تقول على حسب .. هيا بعد
أم نوق بضحكه : شفتي من تقول هالحتسي هي أولكن زواج
وعد ضحكت : تخيلي يمه ..
سكتت من طرى عليها شي .. حتى تنطق بأستغراب
" إلا نوير داقتن عليها وقالت لي بتجي وسحبت "
أم نوق بخرعه : وش هو .. !
وعد أنتفضت رافعه أيديها وخوف أمها أربكها : تقول مشتاقه وزوجها عنده شغل بيقضيه ترا مافي شي
أم نوق بسرعه حركت يدها : روحي هاتي الجوال .. بسسسرعه
تحركت وعد وصوت أمها المذعور أربكها بزياده .. تجيب لها جوالها من غرفة التفزيون ..
أم نوق : دقي على وليدي بتار .. مانيب داقتن على رفيقتتس المنقوصه .. إلي الله العالم جايبه الكارثه .. !
وعد تتنفس بتوتر : طيب .. والله يمه شكلتس أخلعني صاير شي وخايفه منه أنتي ...؟
أم نوق بعصبيه : دقي أشوف
تضغط رقمه .. تمد الجوال لها .. وعلى طول تاخذه أم نوق مستقر عند أذنها .. تنحني وعد بسرعه حتى تحط أذنها على الجوال .. يلتصق راسها براس أمها
بتار بصوته الرجولي المبحوح : هلا خالتي
أم نوق : صبحك الله بالخير ياولدي
بتار : هلا هلا .. أخبارتس ياخاله عساتس طيبه
أم نوق : لا تنشد إلا عن الطيب
وعد بقوة تضرب صدرها وتبعد عن أمها : يمه ياصوته يجنن .. رجوله ..
أنكمشت ملامحها بقوة أول ماسددت لها أم نوق ضربه بأقوى عندها على فخذها ..
أم نوق تعتدل بجلستها: أنت بشرني عن أهلك ..؟
بتار : ماعليهم .. بخير
أم نوق : ياوليدي أنتم هنيا عندنا بالرياض ..؟
بتار ضحك : لا ياخاله .. أنا قايله تسذا لنوير وهي صدقت .. يوم تدق عليها أختها وحنا ماسكين الطريق يم بريده
أم نوق وكأنها تهدي من روعتها : الحمدالله .. الله يطمن بالك باللي تحب .. ونوير وصاتي ياوليدي عندك ..
بتار وهو مايخفى عليه خوفها : ماعليتس ياخاله .. نوير بالحفظ والصون ومايمسها سو دامها تحت جناحي ورعايتي إلا دامتس دقيتي .. أبنشدتس .. نوير تقول الشعر !
أم نوق ضحكت : لايكون قالت القصيد عنك
بتار بصوت أنشرح سعاده : هه والله تسنها فاجئتني .. أثاريها شاعره وأنا مدري
أم نوق : والله ياوليدي من زمان ماسمعتها تقوله .. لكن الوكاد أنه أحيان وأحيان على حسب مزاجيتها
بتار : خالتس شاعر ويذكرون لي بعضن من أشعاره
أم نوق : هالله هالله .. بهذي صدقت
بتار : أنا هالحين متوجهن لها .. لا وصلت أخليها تدق عليتس ..؟
أم نوق : لالا .. أظني نايمه .. لني دقيت عليها ولا ردت علي .. ماقصرت ياولدي ..
بتار : ياهلا ..
يقولها وهو يوقف بسيارته الجيب تحت المواقف الخاصه .. يبعد الجوال عن أذنه مطفي السياره إلي ممتليه بريحة الأكل والفطور .. أكياس مكومه على بعض بالسيت إلي جنبه .. يفتح الباب ونظاره شمسيه سودا بشكلها الدائري تخفي عيونه .. يسكر الباب ويدور
حول السياره واصل للباب الثاني حتى يفتحه .. يدفن الجوال في جيبه .. يجمع الأكياس بأيديه وكان آخرها كرتون حامل لكوبين من الحليب .. يتحرك ببطء مسكر الباب برجله ..
يندفع متحرك صوب الفندق .. يدخل اللوبي صوب المصعد إلي أنقله للطابق السادس ..
يفتح المصعد حتى يندفع بطوله يمشي فالممرات لآخر غرفه .. يوقف قبال الباب حتى ينقل الأكياس في يده اليساره .. لليد اليمنى .. يسحب الكرت من جيبه .. يفتح فيه الباب ويدفعه
ببطء داخل .. يطالع مكانها الفاضي .. يلف مسكر الباب حتى يكمل خطواته الواسعه صوب
المطبخ الجانبي المفتوح على الصاله .. يحط كوبين الحليب على الرخام .. لحظات ويرفع الأكياس كلها على هالرخام مريحها .. يسمع صوت حركاتها داخل غرفة النوم .. ناداها بصوت عالي وهو يسحب نظارته الشمسيه ..
" النوري "
تطلع بسرعه بوجه عبوس .. ضايق .. تنطق بقهر
" بتار فيه أشياء ضايعه من شنطتي مهمه "
حرك جسمه بالكامل صوبها .. نطق وهو ولا كأنه يعرف عن وش تتكلم بالضبط
" مثل "
ردت بضيق وهي تتجاهل تقول ماهو ضايع
" شنطتي فاضيه يابتار .. فاضيه مافيها شي .. قلبت الشقه كلها .. مافي إلا أنها طايحه بسيارتك "
رفع أيديه يفركهم بدون أهتمام
" سيارتي توي نازل منها ما أنتبهت لشي غريب طايح فيها "
رفعت يدها تمسح على شعرها بضياع .. فيما هو أكتفى يأشر على الأكياس
" جايب لتس فطور على كيف كيفتس .. ورحت جبت لتس بجايم تلبسينها هنيا دامتس جيتي بدون أغراض .. وشريت أغراض ثانيه .. شامبو .. فوطتين يعني الأشياء الرئيسيه "
أتسعت عيونها وهي تسحب يدها من إطار الباب وتتقدم له بفستانها إلي واضح عليه أنه مبهذل بسبب نومتها .. تقترب منه .. تمد يدها اليسرى للأكياس .. تنطق وهي تحط يدها الثانيه على بطنها
" والله ميته جوع "
مد يده حتى يلفها حول خصرها النحيف .. يشدها له .. يلتصق جسدها بجسده ..
" وين صباح الخير "
أبتسمت ببطء حتى تنطق وعيونها تروح للأكياس بعبث
" صباح الخير "
رفع يده حتى يحطها تحت ذقنها .. يحرك راسها صوبه .. نطق وهو يشدها أكثر له
" قوليها وأنتي تطالعيني .. وأبتسمي بدال هالتكشيره "
مالت براسها على صدره
" يالله منك يابتار "
صوتها الخجل .. دفعه يتنازل عن فكرة إجبارها تقول مايبي بنظره مباشره .. يكفيه أنها لينه هالحين .. منتزع منها كل هيئه حاولت تتظاهر أمس أنها تملكها .. تحرك مقترب من الرخام .. وهي تمشي معه .. مايفصلها عنه غير مسافة أنفاسهم .. مد يده لكيس هيئته جميله .. حتى يقلبه
فوق الأكياس وتظهر البجايم .. عقدت نوير حواجبها حتى تلصق فالرخام وتسحب البجايم
" وش تحسبني بزر تجيب لي بجامة فله "
بتار وهو يكتم ضحكته : مدري ليش أعجبتني
نوير تحرك راسها له وبقهر : هذي تروح تشريها لريماس بنت أختك ماهوب لي ..
( سحبت البجامه الثانيه حتى تصرخ بقهر ) وش ذي .. وشششش !
أنحنى منفجر يضحك أول مامالت له تضربه فالبجايم ...
بتار : روحي بالله ألبسي ماهوب حقت فله .. لا البنت ذي أوم كشه
نوير : دورا .. دورا
بتار : يلا يلا وأنا أبقعد أرتب الفطور .. بسرعه تراني ميت جوع
سحبت البجايم حتى تروح تمشي .. لحظات وتوقف .. تذكرت الضايع وكأنه قربه عطاها مساحة نسيان مؤقته ماتتعدى الثواني للضايع الثمين لروحها .. تلف له
" بتار .. طيب أقدر أنا آخذ مفاتيح سيارتك وأنزل أدوّر عن إلي ضايع "
يوقف قبال أكياس الفطور .. وبدون مايطالعها
" روحي ألبسي وتعالي علميني باللي ضايع ! "
ظلت تطالعه وهو متكشخ بالشماغ .. يسحب الأكياس إلي يتردد صوتها بالمكان .. كيف بتقوله وش الضايع .. ! وتحت سطوة حضوره ودخلته عليها وفي عروقه تحس تسري رحمة ولطف
خلاف ما صار بينهم أمس .. تتحرك بحيره .. داخله الغرفه حتى تبدل ملابسها .. تلبس البجامه وصورة دورا الكبيره من قدام مخليه شكلها غبي ! .. توقف قبل المرايه تطالع نفسها بعدم أقتناع .. وش بتسوي في هالبجامه ذا الحين وهي مجبوره تلبس لأن الفستان فعلا بدى يضايقها .. تسمعه ينطق بصوت عالي
" ماصار لبس بجامه إن ماطلعتي جيتتس ! "
حست بالإحراج .. بحياتها ماعمرها لبست هالنوع من البجايم .. تحركت وهي تغصب نفسها تروح للباب ..مجنون .. بيقتحم عليها المكان لا فعلا قررت تعاند وتظل بالغرفه .. تفتحه وتطلع ببطء .. ماكان على الرخام إلي كيس واحد .. وهو يجلس
فالصاله .. ماتشوفه يفصل مابينهم جدار .. تحركت أكثر حتى تظهر لها الصاله الجانبيه كامله .. تشوفه يجلس لا زال بهيئته وأناقته يرتب الفطور على الطاولة .. يزول من ملامحه كل قناع للقساوة لبسه أمس قبالها .. تتقلص المسافات مابينهم .. وحواجز تتلاشى للعدم .. تعلن هدنة السلام مابينهم .. وروحها هالثايره تنجذب له دون قيود .. نطقت بإرتباك وهي تضغط على أطراف البجامه بأصابعها
النحيفه ..
" بتار "
رفع عيونه لها حتى يتسلق جسدها وهي تلبس بجامه واسعه بشكل دورا .. هالبرنامج الكرتوني إلي يجلس مع ريماس ويتابعونه دايما كل ما سمح له وقت يقضيه مع بنت أخته .. أبتسم وهي من بعد النومه يحسها هاديه .. قادره تاخذ وتعطي معه بدون حده وعصبيه ..
" والله حلوه "
رفعت أيديها تجمع شعرها الطويل كله وترميه لورا وهي تحاول تدفع الخجل والإحراج بعيد عنها
" لبستها مجبوره "
بتار برضى : يهمني أنتس لابستها .. تعالي جنبي
تحركت ببطء تقترب منه حتى تجلس جنبه .. وهو على طول أنحنى يقبّل رقبتها إلي كانت تنكشف
له .. تمايلت ببطء وهي تحاول تبعد شفاته عنها ..
بتار يقرر مايحرجها في هالقرب .. يسحب الكوب حاطه قبالها: وش قلتي الضايع
نوير بإرتباك واضحه: هي كانت بشنطتي
تحاول على قد ماتقدر تهرب من السؤال لكن لا مفر .. مال بجسمه فجأه يدفن يده في جيبه حتى يسحب السبحه مع الساعه والكبك .. مقربهم لها .. وهو يمد يده
بتار : هذولي !
نوير بصدمه وهي تسحبهم من بين كفه بسرعه : إيه
بتار وهو يتأمل ملامحها : هو عيب إنه تقولين إنتس تدوّرين عن هالأشيا
نوير بصمت نزلت عيونها تطالع أغراضه بحضنها : ....................
بتار بصوته الحنون : نوير !
نوير رفعت عيونها قالت بضعف كاشفه عن نوايها تحت سلطة نظراته : لأني كنت على بالي بتتركني زعلان عند أهلي
قالتها بسرعه .. بسرعه خاطفة فاجئته وكأنها تقاوم شي يخضعها للعناد .. للرفض ..
نطق وهو يتأملها بعشق
" بلاتس ماتعرفين بقدرتس "
نوير بضياع وهي ترفع هالأغراض من بين كفوفها .. تنطق : أحتاج أسمع .. أحتاج أعرف
بتار بشي من الدهشه ترتفع حواجبه : مافي شي بيوم وليله
نوير تنزل الأغراض بحضنها .. تنطق بصوتها المخنوق : تعبت من التفكير .. أنا تعبانه من كل شي صار .. كل شي لآخر مكالمه سمعتها من عمتي نوره
بتار بغضب وفجأه ملامحه ثارت : وش هو ..!
نوير طالعته بجمود : ....................
بتاره وعيونه تتسع بقوة : وش أنا قايلن لتس .. ( رفع يده بقوة حتى يضرب الطاوله وكل ماعليه تحرك .. يستمر يضربها ) مستمره تخالفيني .. وبعدين يعني بعدين !
زحفت عنه بسرعه وكأن شعور النفور وعدم التقارب مابينه وبينها يظهر من جديد
يلتبسها وكأنه ماغادرها .. نطقت بنبره جافه
" ليش عمتي لا ... ليش "
بتار رفع صوته : لأنها تبي تهدم بيتتس ومانتيب مبعده عن أمورها معكم .. خلاص لا تلفين وتدورين معي بهالعمه الزفت إلي رزقكم ربي فيها !
نوير حركت يدها بأندفاع : وهالحين رزقني في حموات يكرهوني .. ليش عمتي بتخرب حياتي وداقه علي تسأل أهل زوجتس ضايقوتس .. في عيونهم شر عليتس .. قلي .. جروحي مكشوفه لها ليش ..؟ ليش خواتك يكرهوني ليش ..
زحفت أكثر وأكثر مستمره تبتعد عنه لين ماوصلت لطرف الكنب .. صدت عنه وهي تتكتف قوة .. ظل ساكت .. فاللحظة إلي تحين لهم فالأقتراب .. يصير مايخليهم أقطاب متنافره ..غطى وجهه بكفوف أيديه .. حتى ينطق بصوت ثاير
" أستغفر الله "
تحركت واقفه حتى يبعد أيديه عن وجهه .. يرفع عيونه لها .. ينطق
" وين "
ردت وهي لا زالت متكتفه بقوة
" بروح للحمام "
تحركت لكن خطوات واسعه يدور حول الطاولة حتى يوقف قبالها معترض طريقها بصدره الواسع .. غاصبها تتراجع ..
" مانتيب رايحه لمكان .. أقعدي عارف لو دخلتي الحمام بتنقعين فيه "
حركت راسها بدون نفس
" بتار ... "
حرك يده لقدام
" أجلسي مانيب مخليتس تروحين لأي مكان "
رفعت حاجبها اليسار بتحدي وهي تطالعه بملامح ثايره .. لكن قبال نظراته الحاده تقرر تجلس .. تتحرك راجعه لمكانها .. وهو أنحنى رافع ثوبه .. يثني رجل ويجلس عليها .. والثانيه ظلت
نازله من الكنب .. مقابلها .. مد أيديه صوبها .. نطق بهدوء
" هاتي أيديتس "
نوير بعناد : لا
بتار بضيق وهو يحرك كفوف أيديه : يابنت الحلال هاتيها أشوف .. جاين في بالي أقولتس كل شي ثم مدري تسيف قلبتيها
نوير : بتحطها علي ...؟
بتار : من جاب طاري الغثا نوره ..
نوير صدت : ................
بتار : أنا ماصدقت تسذا تصحين مروقه عشان نعرف نحتسي إلا فجأه رجعنا لنقطه الصفر .. هاتي أيديتس .. يلا
أخذت نفس بقوة حتى تفك أيديها .. تمدهم صوب كفوفه .. وبسرعه حضنهم .. مال براسه يبوسهم ببطء .. رفع راسه يطالعها .. حتى يحط أيديها على ركبته ..
" شوفي خواتي يكرهونتس أو يحبونتس .. بسبب أو بدون سبب .. يهمتس محبتهم أو أنا أولا "
نوير : أنت ثم هم
بتار : أجل شوفي ماصار في بيت سعده .. صدمني ولا توقعته وهن كلهن راكبهن الغلط لكن تخليني معهم في ميزان الغلط .. لا هنيا فيه فرق !
نوير ظلت تطالعه : ..................................
بتار : لو تسان كل واحد بينحاسب على خطا أهله .. مابقى فالدنيا أحدن على صواب .. أنتي أتهمتيني بالردى معهن ..
فك أيديها حتى يحرك أيديه بأنفعال .. بصوت حاد ..
" وماهوب تسذا وبس إلا قمتي بأخطاء تتعمدين فيها تتحديني وهذي مصيبه .. أنا مانيب مهبول ولا شايفتن شيختي أقوال عشان تسوين ماتسوينه "
ظلت تطالعه .. يكلمها بأنفعال وكأنه يحملها الخطا وروحها تتهاوى في الظلام .. نطقت بصوت تبلع فيه غصتها
" أنت مستوعب وش إلي صار لي "
سكت صاد عنها يتنفس بحراره حتى تحرك راسها ببطء قباله
" لا تسان نيتك تعالج .. لا تحتسي تسذا مستهين بجروحي .. أنا عارفه إني غلطت "
بلعت ريقها بصعوبه وهي ترفع يدها لفوق
" ومستوعبتهن زين وكل مافي الأمر هو يمكن إني كنت مستقويه فيك وفجأه تسذا أنحط بموقف كلن يبي يهينني .. الأكل إلي سويته يطالعنه تسنهن منقرفات
منه ويتحدني بالحتسي .. ووحده أسمها غاده شالوها من الأرض شيل .."
بتار حراك راسه باستفهام صوبها : غاده !
نوير رصت على أصابعها بقوة والدموع فجأه غرقت بعيونها : غاده التسلبه إلي تبيك ويبونها خواتك لك .. لو ماكنت عطيه وش تسان بتكون في حياتك ..؟ هن قالنه لي بشكل غير مباشر
بتار ضحك : ماراح تكون إلا بنت عمي .. ولو تسانت غاده آخر من بقى من البنات .. عمري
ماراح أفكر فيها .. ولمعلوميتتس .. أنا قايله لهن ويعرفني ززين .. ماياخذ قلبي إلا من هو بقدرتس ومكانتتس .. وحشمتتس إلي إليا لبست حجابها .. طالعت ربها سبحانه ولبست مايرضيه .. ماهوب يصير حجابها زينتها
أقترب منها .. حتى يرفع يده .. يحضن خدها بكفه
" وأنتي لأني عارفن أنتس نادره .. نادره مابين العرب ياصغّيره ماراح أشوف غيرتس "
قالها بتأكيد
" عمري ماراح أشوف غيرتس "
يده الدافيه .. تلامس خدها الناعم .. كلامه قادر يهدم أسوار تبني ذاتها بنفسها .. تتطاول كما لو أن أفكار تحط الطوبة فوق الطوبه داخلها ... هاليوم إلي قضته بالأمس جعلها منهكه ..
أهتزت كتوفها فجأه .. نطقت بضياع قبال حنانه رغم كل ماسوته .. تجريحها فيه ..
إهانتها ..
" أنا أعتذر لك عن ماسويته والله غصب عني والله مابي أأذيك بشي ولا أبيك تتضايق مني أبد .. "
تمايلت بسرعه حتى تدفن وجها على فخذه .. تنفجر تبكي بقوة
" أنا منقه .. منقهره .. منقهر من ن.. نفسي ..ومن .. كــ .. كل شي "
حرك كفوفه حتى يحطها على شعرها المتناثر بحضنه بهاللحظة .. يبتسم ببطء
" والله مانيب فاهم ليش تحاولين تبعديني عنتس .. عمرتس لا تنتظرين مني يالنوري حتسي .. أنتظري فعول .. فعول وماعندي غيرها أقدمها .. هذي طبيعتي .. شين خالقه الله فيني "
يتحرك ظهرها من قو الشهقات إلي تحاول تكتمها .. يحس بدموعها تلامس جلده مخترقه
ملابسه .. يرجع يمسح على شعرها
" شفتي من قهرتس .. والله ما أخليه بس خليتس تسوين إلي أقوله لتس لا رجعنا الديره .. وتمسكي بقولي .. لا تصيرين نفس يومني أقولتس لا تردين على نوره وتروحين تردين ! "
حط أيديه على كتوفها رافعها غصب .. طالع ملامحها ..
" فهمتي "
نوير هزت راسها بسرعه : فهمت
ترفع أيديها وعيونه تتعلق في ملامحها .. تمسح الدمع من عيونها .. تفرك خشمها وهي تحاول تتنفس .. تنطق بقهر
" خواتك يكرهوني عشان طلقة الرصاص .. صح ..؟! "
نطق بحده
" ماهوب قدامتس أنا إلي مستقبلن الطلقه .. وش دخلهن .. شوفي النوري كل شي بتعرفينه بوقته .. كل شي .. بس دخيلتس خلي كل همتس أنا و أنتي وبس .. "
سحب يدها .. يطبع القبل على ظهر كفها .. لحظات وينتقل لذراعها يقبلها لين ما وصل لكتفها .. يسحب البجامه ببطء حتى تظهر له كتفها النحيفه .. يزحف وهو يميل براسها لها ..
يطبع قبله عميقه .. حست بقشعريره من منابت الشعر الخشن في عوارضه وإلي يلامس جلدها .. حركت كتفها بلا شعور لتحت تتملكها سطوة هالقرب وأنفاسه الحاره.. تميل براسها
حتى يضرب عقاله .. في حين يده الثانيه حاوطت خصرها .. رفع راسه حتى يحط خده على خدها بالغصب .. تقترب شفاته من أذنها .. يهمس بحراره وسط تأنيب الضمير إلي يحاول يخفيه
" عورتتس أمس "
نطقت بصراحه وبلا تردد .. بصوت مهتز " إيه "
يرجع يميل بشفاته على كتفها العاري .. يقبّلها .. ثواني ويرفع أيديه لها .. يسحبها تميل براسها على صدره .. يعتدل بجلسته .. تدفن أيديها حوالي جسمه وتميل براسها على صدره مثل مايبي .. يضمها .. تحاوط كتوفها أيديه ..
" نبي نفطر .. وننزل نشوف أمورنا برا .. وكل شي بنقدر عليه يالنوري دام أمورنا
أنا وأنتي بفضل من الله على مانحب .. "
نطق بتنهيده وثقل الهموم بدى يزيد وهي تتمسك فيه ..
" وماحدن بيقدر يبعدنا .. ماحد ! "
.
.
.
الرياض ..
الشمس تغيب بين هالغيوم الجزئيه إلي تغطي سما الرياض .. ترتفع درجات الحراره تدريجيا .. يمشي بخطوات متوازنه .. يلبس بنطلون جنز على بلوزة سودا مظهره بياض بشرته
بشكل لافت .. الهدوء والأناقه تحتويه وهو يمشي بشكل مستقيم .. شعره يتمايل على جبينه ..
يرفع يده المجروحه حتى يسحب نظارته أول ما أقترب من الكوفي بواجه زجاجيه .. يشيل بيده أيباد .. يدخل المطعم وهو يتلفت يبحث مابين الملامح عن شخص ما .. لحظات وترتفع يد من بعيد .. يناديه
" بادي "
أبتسم حتى يندفع بخطواته يعبر الطاولات يوصل له .. يدفن إطار نظارته في جيبه ويمد يده ببطء صوب هالشخص إلي وقف بإحترام له ..
بادي : صباح الخير دكتور
يصافحه الشخص بإبتسامه عريضه وهو متأنق بالثوب والشماغ .. ينطق برسميه
" دكتور ! .. كم مره لازم أقولك نادني بو إياد "
بادي بإحترام : تطلع مني غصب وش أسوي
بو إياد يأشر له يجلس : حياك
بادي وهو يسحب الكرسي والهدوء يحتوي كل شي حوله : عساني ما تأخرت
بو إياد : أبد الوقت وقتك
يحرك يده حتى يحط الأيباد على الطاولة وينحني جالس ..
بو إياد : وش تشرب ..؟
بادي : عليّ الطلب بما إني من عازمك
بو إياد رفع يده ينادي الكرسون : عازمني لكن مانت أكبر مني ..
بادي ضحك : ولأنك أكبر مني علي أحترمك وأضيفّك على حسابي
يقترب الكرسون واقف من عندهم ..
بادي بسرعه نطق : أثنين قهوة تركيه .. وسط
يسجل الكرسون الطلب حتى يتحرك تاركهم ..
أبو إياد بإعجاب : للحين تذكر وش أحب
بادي : إستاذي وأبوي الثاني .. عمري ماراح أنسى وش تحب
أبو إياد : يلا عطني ماعندك
بادي ياخذ نفس بقوة وهو يحط أيديه على الطاوله .. شابك أصابعه مع بعض : أنت عرفت إني ملكت
أبو إياد : إيه
بادي : لكن للأسف ماتعرف من أخذت ..؟
أبو أياد عقد حواجبه .. حتى ينطق بهدوء خالطه الشك : من ..؟
بادي : البنت إلي توفوا أهلها بحادث وكانت مع أخوها .. هالحين زوجتي
أبو أياد أتسعت عيونه بشكل واضح : ............................
حرك عيونه صوبه حتى من شاف صدمته .. نزل بنظره لأصابعه إلي بدى يلعب فيهم بعبث .. يحط أصبع فوق الثاني .. ينطق بحزن ..
بادي : أنا يادكتور لقيتها بالمستشفى تتهجم علي .. تتهمني إني قتّال أهلها .. ووقتها كنت متأثر بالحيل لأنه ذكرني بموت أهلي .. هي ماتدري إنها فالوقت إلي هربت من فك الموت غايبه عن الوعي .. كنت أسمع صراخ أهلها .. حاولت أنقذهم بس ماقدرت .. ما أدري ليش لقيت نفسي منجذب لها ..أبي أتزوجها .. أبيها لنفسي
أبو إياد مقاطعه : تعاطفت معها ..!
بادي رفع يده يمسح على شعره الكثيف مرجعه لورا : ........................
أبو إياد : هي شاركتك نفس الحزن .. أنت ماكنت واعي وتربيت عند أهل أبوك وكبر حزنك لكن هي .. واعيه للحزن .. هذا ماخلاك ترتبط بحزنها وتنجذب له
بادي يرجع يطالعه : يمكن .. تكسر خاطري .. ( رفع يده إلي فيها الشاش ) شف يدي جرحتها بيوم ملكتي عليها .. دخلت عليها ومعها سكين ما أظهرتها أول مادخلت عليها .. لا أنتظرتني لين أبعدت عنها .. حاولت تقطع شرايينها يادكتور .. لكن لحقت عليها فاللحظة الأخيره .. ولأني منعتها عضت يدي بقوة .. غرست أسنانها بجلدي .. حلفت أنها بتذبحني
أبو أياد والصدمه تحتويه : أنت طالبني عشان أمرها
.
.
.
كـــــــــــــــــــــت
تعليق