احس دايما اني استصغر نفسي مع الآخرين احس كل اللي حولي احسن مني من الناحيه الشخصيه فقط مو من الناحيه الماديه او الاجتماعيه ماادري ليش احس اني استصغر نفسي مع الناس وأحس اذا تكلمت كأن الناس يقولون في انفسهم هذي تافهه ومسكينه واحس الناس مايحترموني ومع هذا الحمد الله
حاسه انها مشكله كبيره لكن دايما اسأل نفسي وش سبب هذا الشعور اللي دايما يراودني خاصة اني اعرف نفسي مميزه وذكيه وخلوقه واحب الخير للناس ولله الحمد والمنه لكن لما اجلس مع الناس احس اني مسكينه وضعيفه ولما اتكلم ما اتكلم وانا مرتاحه بالعكس احس بضغوط واتمنى الجلسه تنتهي بسرعه وش رايكم هل مشكلتي هذي طبيعيه؟ وكيف اتخلص منها؟
هذي وحده من الإخوات.
كم يطربني عند خوضي لحديث ما أن أجعل المرور على مكامن النفس هو بداية الحديث كيف لا ؟!
وهي الداء لمن أخرجها عن دائرة المحاسبة وأظهرها بصورة البريئة من كل ما ينتاب الإنسان من اضطراب في حركات وسكنات ذلك الإنسان ،
ولو تبحرنا وعشنا تلك اللحظات التي عاشها خير البرية _ عليه السلام _ لوجدنا تلك السنوات الطويلة التي قضاها وهو يتعبد في غار حراء ،
لوجدنا مدى أهمية صياغة وترويض النفس والذات ، لينطلق بعدها لنشر ما كلف به من رسالة يبلغها للثقلين ،
وقد روض نفسه على مواطن البلاء ، لتكون طيعة ، لينة ، سهلة الإنقياد ، ولا يقال بأن ذلك رسول الله المؤيد بوحي الله ،
فلا يقاس بسائر الناس ! فأقول : بأن الناس تشترك في تلك النفس البشرية مع فارق الرقي الذي يفصل بين إنسان و إنسان مدى الإيمان ،
فترويض النفس يجعل لمن يقوم بذلك سهولة التعاطي مع الأحداث وتمييز المواقف وما قد يتسور سياج تلك النفس ليحدث بذلك إشكالات
في التفريق بين الأمور هل هي من همهمات النفس وافرازاتها ؟! أم أنها من قنوات تباين حالاتها ؟!
أما فيما يخص الثقة بالنفس ؛
فمن يضمخ بشرف ذلك الرقي وقد تقبل ذاته و أنزلها منزلة التقدير ، فهو بذلك يبني ذاته لبنة لبنة ،
ويتعاهد ذلك البنيان حتى يقوم على ساس صلب قويم لا يحرك صلابته رياح التقزيم أو الاستفزاز من بني جنسه ،
فقد شغل نفسه بذاته ولم يشتغل بمن جاوره من رفاقه ومن عامة الناس ، فهو يسري في الأرض وتلك الثقة تنبعث من آثاره وما يقدمه كما ينبعث الطيب ،
جعل له ميزان به يزن الأمور ، فقد علم بأن بين الثقة بالنفس والغرور " شعرة " يشكل على الغر التمييز بينهما ، فكان المعيار اذا
وجد بأن المعرفة وما ينهله من علم يزرع في قلبه التعالي علم حينها بأنها نزعات ونفث من الغرور حينها ردها _ أي النفس _ لحقيقة أمرها .
أما المغرور ؛
فقد جعل الإهتمام بالخارج من شكل ، ومنطق ومحاورة هي شاشة العرض التي تشف عن المخزون المعرفي لديه !
فلا تجده إلا مشغول بالمقارنة بفلان وفلان ! يقضي سحابة يومه على منافسة فلان وفلان ،
وإذا ما بدت نواجذه بضحكته الصفراء سرعان ما تتلاشى مع أول اختبار إذا ما كان هنالك أي حوار ،
حينها يكتشف بأن ما يحمله العقل من علم ومعرفة ما هي الا محض إدعاءات العقل منها خواء !
تعليق