روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السمان والخريف
    عـضـو
    • Apr 2018
    • 30

    #31
    رد: روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

    إضافة فصول جديدة

    تعليق

    • hanoo66
      عضو فضي
      • Mar 2018
      • 682

      #32
      رد: روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

      تعليق

      • السمان والخريف
        عـضـو
        • Apr 2018
        • 30

        #33
        رد: روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

        المشاركة الأصلية بواسطة hanoo66
        أشكرك للغاية هانو

        تعليق

        • hanoo66
          عضو فضي
          • Mar 2018
          • 682

          #34
          رد: روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

          العفو اخوي ما سويت شي
          وصدقني راح اكون لك احلى متابعه لروايتك واستمر الي الاما دائما

          تعليق

          • السمان والخريف
            عـضـو
            • Apr 2018
            • 30

            #35
            رد: روايتي الأولى...رجل بدون ملامح ....

            الفصل التاسع عشر
            مقهى النجمة العتيدة أحب مكان إلى قلبي , وغاية مناي حين تشتد حيرتي وهناك يجمعني المجلس بموسى أو محفوظ الخائن الذي لا ينفك عن مؤانستنا رغم سوابقه
            موسى قرر أن يزوجني وقال :
            إن كنت صديقك فستقبل نصحي وإرشادي والزوجة جاهزة
            -ما من إنسانة تقبل بي موسى
            -لكل حبة مشتري ورزقك سيأتيك كيفما كنت
            أنت لا تعرف عني أشياء كثيرة
            -ربما لكل مشكل حل
            - ............أنا أصحو في الليل وأصرخ وأعوي كالذئب, وأحيانا تنتابني موجات قهر تعمى معها بصيرتي, وأفكر في أشياء غربية
            وضحك محفوظ حتى أستلقى على ظهر الكرسي وأخد رشفة من كأس قهوته وقال:
            -هذا ما ينقصك ...العواء
            فقلت موجها خطابي لموسى ومتجاهلا محفوظ :
            -هذه أيضا مشكلة أخرى فأنا محط سخرية أينما رحلت
            وربت على يدي وقال:
            -لا أحد سيسخر منك إن قطعت علاقتك بحليمة , وكان يوما أسود يوم رافقتها إلى مقر عملك
            -لتكن مشيئة القدر
            -جميل جدا ماذا تقول إذا أخبرتك أن زوجتك جاهزة ولن تكلفك مليما واحدا
            وراقبته بدهشة فأضاف :
            -اسمع وأعطني أذنك, إنها ابنة أخي الأكبر من والدي الذي توفي قبل زواجي , عمرها 31 سنة تعيش في البادية , وتزورنا من الحين للأخر وتملك رفقة أختها ووالدتهما على قيد الحياة أراضي وعقارات منها المنزل الذي أسكن فيه والذي ورثثه عنه معهن .
            ونظرت إليه نظرات جامدة فأضاف:
            -عن الجمال أو الأخلاق لا تسأل أبدا وأترك الأمر علي
            -ليس هذا القصد
            -ستتوكل على الله
            -أنا من أشد المتوكلين
            -إذن متى تزورني في المنزل لتراها ولا شيء يجبرك لاتخاذ أي قرار, بل خد الوقت الكافي للتفكير
            وهتف محفوظ قائلا:
            -إن لم يرغب بالزواج بها أنا أتزوجها
            فنظر إليه موسى نظرات باردة وقال:
            -نحن لا نزوج بناتنا إلا للرجال
            وخاطبني قائلا :
            -ستكون بشارة السعد عليك وسيرزقك الله منها أطفالا
            محفوظ غضب وقال أنه لا يقبل ان يمس في رجولته وموسى لم يبالي أبدا وقال لي :
            لا أعرف سر تمسكه بالجلوس معنا وقد أصبحت لا أستسيغه أبدا
            -أما أنا فقلت
            -لا طاقة لي أبدا لطرده وقد ضبطته مع حليمة, فكيف أملك الطاقة الكافية لزواج جديد .............................رحماك يا رب ولتكن مشيئة العارفين.

            ******************
            أمضيت أسبوعا كاملا أقلب الأمر على ضفته , وسألني موسى عن قراري ونحن جالسان في المقهى المألوف , وإلى جانبنا محفوظ ,وقد رأيت إبنة أخيه مريم بمنزله رفقة أختها ووالدتها وأعجبت بها للغاية فقلت :
            -لا زالت أفكر
            -ربما يطول تفكيرك أكثر من اللازم فتضيع منك
            وقلت وأنا أنظر جهة محفوظ :
            -إن كانت مقدرة لي فلن يأخذها غيري
            - أحيانا تأتي الأفراح دفعة واحدة
            -أو تأتي النوائب دفعة واحدة
            -بعد زواجك لابد لك من التخلي عن تشاؤمك وفي النهاية لن تكون إلا مشيئة الله
            - مفارقة تشاؤمي أمر بعيد
            -إذن ما قرارك وقد رأيت الصبية
            -لا زلت أفكر
            -لا بد أني أرمي الدلو في بئر فارغة
            -لكل دلو رزقها
            وقال محفوظ
            - زوجوها لي ........ يا قوم وكفاكم نقاشا
            فنظرت إليه نظرات شرسة وقلت
            -أنت تعبث في كل شيء ويكفي أني سامحتك وقد غدرتني مع حليمة
            -كانت نزوة وأقلعت عنها أما أنت فغارق إلى أذنيك
            -أنت جبان
            -لكني لا أعوي كالذئب
            ونهضت من مقعدي وقصدته , فحال موسى بيني وبينه وقال لي :
            -أنا مشغول .... مشغول.... ولا وقت لي لخصامكما هل ستجيبني وقد رأيت الفتاة نعم أم لا

            الفصل العشرون
            جالست مريم مرتين بحضور موسى ووالدتها وأختها, ولا أنكر أبدا .. فمن خلف جلبابها الأزرق تسرب إلى ضلوعي شعور كبير بالعطف والحنو , وتذكرت قول حليمة : الشفقة بداية الحب فقلت:
            عسى يتعلق قلبي بها وأنهي مشوار حليمة الأبدي ,وغير جمالها فهي لم تطلب أي شيء ولم تشترط أي شرط بل غاية ما كانت تقوله :
            -موسى بمرتبة والدي وسأفعل ما يأمرني به .
            وموسى كان يقول لي باستمرار
            -نحن نشتري رجلا ولا نريد منك شيئا
            ومع ذلك رفضت الأمر وقلت له:
            -لا يعقل هذا ولابد لي من إعطائها صداقها وما جرت عليه العادة
            -ما قدرت عليه فضل وبركة
            -سأعطيها مبلغ 10 ألف درهم فيها صداق وكسوة وذبيحة .
            - خير وبركة
            سعدت بالأمر غاية السرور, وغادرت من منزل موسى إلى منزلي منتشيا مطروبا , ويومها لم أزر حليمة أبدا ,وأتفقنا على الأسبوع الأخير في الشهر كموعد للزفاف بقرية الفتاة ,و قد قال موسى:
            سأتكلف بكل شيء في العرس , ولن تدفع مليما ,هذه عادتنا نحن في القرية ,أهل العروسة من يقيمون حفل الزفاف, ويتكلفون به ,وتبقى أمور أخرى لابد منها في تقاليد العائلة لكنها بسيطة ,وبالطبع لم أعر اهتماما لكلامه ونشوة السعادة تشملني وقلت:
            -مهما كان الأمر أنا رهن إشارتكم وبدوري أنا أشتري أسرة وأحبابا

            ********************
            موسى لا يستطيع القيادة بسبب اضطراب بصري أخد ينتابه بين الفينة والأخرى , وأنا لا أملك رخصة السياقة بعد , أما محفوظ فكان سعيدا بنقلنا إلى قرية العائلة لمسافة زادت عن 250 كلم وأقسم أن يتكلف من جيبه بمصاريف الطريق والبنزين كهدية منه وفرحة بزواجي وقال:
            -رغم أنك لا تستحق فها أنا أساهم معك في مشروع الزواج لعلك تميل عن طريف أدمنته
            و قلت معلقا :
            -وها أنت يا محفوظ تنفعنا لأول مرة وتبلي البلاء الحسن فمتى نسير أيضا في طريق زواجك
            ********************
            هلت الزغاريد وأضاء المكان ليلا , وعم المكان جو عرس كبير لا قبل لي به , وأدركت أني فعلا صاهرت عائلة كبيرة لكثرة الحاضرين وعدد الخيام الكبيرة التي نصبت والتي زاد عددها عن الأربعة , وبدت مريم والوالدة رحمة في غاية السرور والرضى وقلت ساخرا:
            -لا أصدق أبدا أن القدر تناساني للحظة , وها أنا أنعم بدفىء كبير في عرس قصي
            وأستمر السمر والطرب إلى غاية الفجر ,............... ثم دق قلبي بشدة غير معهودة , وصعد الماء إلى صفحة وجهي وأنا أسمع موسى يهمس في أذني :
            -مبروك يا عريس وستدخل بزوجتك بعد دقائق فهم يجهزون لك الغرفة.
            ونظرت إليه ولوني ممتقع وشفاتي ترتعدان وسألته:
            -ما ذا تقصد
            وأبتسم وربت على كتفي قائلا:
            -لا تخشى شيئا ,الأمر بسيط وهذه عادة العائلة وهي عادة موروثة عن أجدادنا هنا بالقرية
            وأحسست بالرعشة تركبني من أسفل قدمي فقلت:
            -أهو أمر ضروري
            -بل هو سر هذه الليلة وجوهرها ....
            وأضاف:
            -هيا يا عريس وأرم لنا سروال العروس وأظهر بكارة عروسك للحاضرين فهذا مصدر فخر واعتزاز العائلة .
            وراقبت مريم جانبي وقد بدت مطمئنة لشرفها و مستسلمة لقدرها وزادت دقات قلبي للغاية فقلت:
            -فلتكن مشيئة الأقدار , وها أنا أطرق باب الزواج باختبار أمام أكثر من ألف متفرج بالخارج.
            و أرتفع صدى الزغاريد , والأغاني والدفوف , وارتفع منسوب الدم في عروقي , وضاقت بي الدنيا ومريم تسحبني إلى الغرفة سحبا سحبا , وحضرتني ساعتها صورة ابنة الجيران الشعثاء التي لاعبتها في صغري, وكلمات الأغنية القديمة ,مع الوقت تذهب الذكريات وتتحطم, ومع وصولي باب الغرفة بالكاد انتبهت لمحفوظ وهو يجرني جرا من كم بدلتي, ووضع شيئا صغيرا في جيب السترة وهو يذكرني به قائلا :
            -لا تنساه أبدا ستحتاجه بالداخل يا عريس
            ثم أنفجر ضاحكا وأغلقت الأم رحمة علينا الباب ,وارتفع صوت الدفوف عاليا حتى كاد يلامس صفحة السحاب ,وبدت مريم متلألئة للغاية تداري ارتباكها بسعادتها وفرحتها .
            طوبى للفرحين دوما , وغاية ما أدركت من السعادة طرفها السفلي , وها هو القدر يعود لمعاكستي من جديد في أسف مفضوح , وها هي مريم تنظر إلي نظرات تجمع بين الحيرة والريبة وأنا أحاول وأحاول أن أستنهض همتي دون أي جدوى.
            وطال الوقت , ,وطال معه عجزي واستكانتي ...................وموتي .........لا حياة أبدا تنبعث من نصفي الأسفل, وبدأت ضربات الدفوف تغادر سقف السماء بالتدريج وأنا حبيس الغرفة أحاول باستمرار بعث الحياة في جسدي دون جدوى ....واحتبست الدموع في عيني وأنا أتذكر عدد المنتظرين بالخارج لبكارة مريم وشرفها ............................ولرجولتي الميتة .... وتذكرت في حسرة بيتا شعريا لا أعرف صاحبه يقول :
            لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
            ثم قالت مريم
            - لا تقلق سمعت أن هذا يحدث كثيرا بسب الرهبة . علينا تدبر الأمر بسكين صغير أو آلة حادة
            وذب في نفسي ذعر شديد وأنا أسمع السكين , وذهبت أفكاري أبعد مما تصورت , وخشيت على جسدي الميت فلملمت ملابسي وربطت حزامي بسرعة
            أما مريم فأخذت في البحث بعينها في زوايا الغرفة, ولا أعرف كيف أدخلت يدي بجيب السترة فاصطدمت بما سلمه لي محفوظ ,وفتحته فوجدته موسى حادة صغيرة مما يستعمل في الحلاقة , فقلت وأنا ألمم سروالي وأربط حزام موتي وأتراجع للخلف :
            -هل تبحتين عن مثل هذا ؟
            -وتلقفت مني الموسى الصغير وأحدثت به جرجا بساقها ولطخت به السروال التقليدي , ثم رمت به إلى المنتظرين خارج الغرفة وتنفست الصعداء وقالت موجهة كلامها لي
            -لا عليك فليرتح بالك الأن
            وعادت ضربات الدفوف لتلامس سقف السماء فيما سبحت أنا بدوامة حيرة لا عهد لي بها .
            الفصل الواحد والعشرون
            الأمر غريب , وأغرب مما تصورت وأغرب من الخيال فطالما نصحني موسى بالزواج ,وطالما أسر لي عبد الستار بنعيم الحياة مع زوجة حنونة وظل وديع, وطالما سمعت من هنا ومن هناك عن نعيم صامت لمن يستحق , الكل صمموا وموسى حسم الأمر ,والمعنى كان واضحا ,والفرحة كانت ميمونة مرتقبة . لكن لا هذا ولا ذاك و القعر لا يزداد إلا عمقا, والمتاهة لا تزداد إلا تعقيدا ,
            سحقا لكل نفس ساعية للانعتاق, وفي عز زحمتي وتفاؤلي بعلاقتي بحليمة , قلت أن النوائب لا تختفي إلا تظهر من جديد وبقوة أكبر وبطش مزيد.
            عانيت طوال حياتي من حيرة قاتلة ودوران حول فلك مسطول , وها أنا ذا أفتقد الحل والرأي السديد, وأتخبط كطير جريح , ونصيحة زملائي لا تقودني إلا للطريق المسدود , نعم تزوجت, لكن بعد زواجي وجدتني كمن قفز من بحر حيرة إلى محيط أكبر وأعمق , وأفكاري ازدادت سوادا وجنونا.
            كنت ساعتها أقف قبالة البحر , على الرصيف الخشبي هناك , وبيني وبين رمل الشاطئ أمتار قليلة , وضوء فضي قوي ينبعث من شمس الزوال وينعكس على صفحة البحر, فيتوهج المكان بنور نهاري جميل , ويحلو الوقوف لقلوب صافية غير قلبي بالطبع , وبين دافع يدفعني إلى التقدم وأخر يدفعني للرجوع, صارعت نفسي وصارعت حيرتها , فكرت في أشياء غريبة , أغرب من الخيال لكن لم تواتني القوة ولا الصبر على القرار .
            وتأملت ضوء الشمس الفضي الساطع في عز الزوال وحركة الناس العجيبة ونشاطهم, فقررت المسير , لا لشيء إلا لأني لم أعرف ما علي فعله ,ولا ما علي قوله, ولا ما علي التفكير فيه ,أما القرار فتلك قصة لم تولد لتنتهي بعد, واحترت أكثر بين الوقوف أو المسير , ولو كانت أمي أمينة على قيد الحياة لسارعت إلى دفئها وطيبتها ولاستشرتها في أمري دون وجل للغاية , أما الآن فلا أحد أستشيره في مطب غريب ألم بي , فإما أن أستشير موسى فيرق لحالي , لكنه سيعود ليقول أنه جنى على بنت أخيه بتزويجها لرجل مقنع ,أو أستشير عبد الستار فينسل لسانه يوما وأجد نفسي مفضوحا في الشركة بما صار , أو ألتزم الصمت وأضم سري إلى جوانحي إلى أن أنفجر .
            وضعت بدلتي العلوية على ظهري ولملمت أكمام قميصي, و نزعت حذائي وأمسكته بأصبعين من يدي , وأطلقت رجلاي للرمال على الشاطئ وفي غمرة مشيي تأملت خلق الله بين لاعب ولاهي وتساءلت :
            هل أنا وحدي من يسبح في دوامة الحيرة والتساؤل؟
            ثم رددت :
            من بطن الجنون لا يولد إلا فكر متحجر

            الفصل التاني والعشرون

            -سمعنا أنك تزوجت إذا مبروك يا عريس وخير ما فعلت.
            نظرت إلى صاحبة الصوت وكانت نجاة شركر وأجبتها بصوت خافت وأنا أتقدم إلى مكتبي:
            -بارك الله فيك نجاة
            -عبد الستار رجل طيب وأحسنت بالعمل بنصيحته
            ونظرت إليها من جديد مستغربا من معرفتها بحديث دار بيني وبن السيد عبد الستار , ثم هاهو يجوب زوايا الشركة, وتوقفت قليلا وقلت وأنا أنظر جهة حسن أساور العامل بالاستقبال:
            -لابد أني أصبحت حديت الصغير والكبير في الشركة ولا بد أن هواية نقل الأخبار يشترك فيها المجنون والعاقل .
            وبمجرد وصولي لمكتبي وجدت عبد الستار يتبعني مزهوا وجلس من جديد قبالتي وقال:
            -هكذا الأبناء حين يأخذون بنصائح من هم أكبر منهم سنا وتجربة
            ومطمطت شفتي والتزمت الصمت في أسى ,فعاد للحديث مزهوا وقد تبعته نجاة شركر وصبحي فرزق وكمال ميسور واللائحة أطول, وضم مكتبي أكثر من 15 مستخدما تركوا مكاتبهم وحضروا لتهنئتي يتوسطهم عبد الستار مزهوا وقائلا:
            -أنا من ألححت عليه ليخرج من دوامة عزوبيته وهاهو الآن سيجرب لذة الزواج ويعرف معنى الاستقرار.
            وأطلت النظر إليه من جديد وقد بدا أنهم توجسوا من صمتي فقال صبحي فرزق:
            -ما لك يا عريس ألا نقول مبروك, وتبعه الباقون في المباركة
            فوقفت وأرغمت شفتاي على رسم ابتسامة خائنة لا وطن لها , ومددت يدي لهم الواحد تلو الأخر وقلت:
            -بارك الله فيكم جميعا
            وقال عبد الستار من جديد ألا تخبرهم من ألح عليك
            ومع قوله لم أجد بدا من السيطرة على أعصابي فقلت حانقا :
            -كانت مشورة الزفت والهم ولا أراك الله خيرا
            وأنتفض الجميع وأولهم عبد الستار الذي عجل بالوقوف فقلت مستغربا :
            -من فضلكم أشكر حضوركم ودعوني وشأني
            وبدأت بعض الهمهمات فقلت وأنا أشير بيدي جهة الباب :
            -أخرجوا وقولوا ما شئتم لكن دعوني لوحدي
            ثم صرخت في وجههم:
            لكل منكم فم فليفتحه وليقل ما شاء
            وبالطبع لم تمر إلا دقائق قليلة حتى وجدت نفسي من جديد مدعوا من طرف المديرة فائزة صرار البشولي والتي يثير فقط إسمها فزعي , ودعتني للجلوس قبالة عبد الستار وعبد الحميد الجالسان مسبقا وقالت:
            -كيف حالك سيد حسن
            وأجبت وأنا أغوص في مقعدي
            - كما ترين سيدتي بكل خير
            ولأني أعرف مسبقا سبب دعوتي فقد قصرت الأمر وقلت وأنا أوجه خطابي جهة عبد الستار وعبد الحميد:
            -هل بدر مني شئ من جديد
            وأشارت لعبد الستار بالسكوت وقالت
            -سيد حسن هل أنت على ما يرام
            فنظرت إلى الأسفل وفقدت سيطرتي على أعصابي المنهارة وقلت :
            -كنت على وشك بلوغ المرام سيدتي ثم ضيعته على بعد 250 كلم وفي صخب كبير لأكثر من مائة شخص
            - لم أفهم هل تبسط قليلا وتحدثنا كما نحدثك وكفاك لعبا بالألفاظ
            -والله أنا لا ألعب وإن هي إلا سنة حياتي وبهذا الشكل المريع
            -إذا ما المشكل
            -نعم هذا ما علي معرفته (المشكل) وحين أعرفه سأرتاح ويطمئن قلبي الصامد لحد الأن
            -ألم تطلب رخصة يومي الخميس والجمعة بغرض الزواج وأضفت إليها السبت والأحد أيضا ما الذي حدث ألم يكفك الوقت للراحة أم ماذا
            -لو أعرف.... ما تخطيت الحاجز أبدا ولما وضعت نفسي في رحمة نظرات مريم المريبة
            ونظرت فائزة جهة عبد الستار وعبد الحميد بغرابة وململت إطار نظاراتها فيما حافظت على هدوئي فقالت:
            -يالحديثك الغريب
            -لن يكون أغرب من حالي
            -لماذا لا تأخذ إجازة وترتاح قليلا سيكون الأمر مناسبا وفرصة لك لتنعم بزواجك
            وانتفضت نفسي لوقع كلمة النعيم وقد أيست منه وصادفته منيعا محظورا فقلت:
            -لا حاجة لي بالإجازة الآن ..لم أحضر زوجتي بعد وقد واعدتها بنهاية الشهر
            -ألا تفتح قلبك لنا لنساعدك
            -فتحت قلبي لعبد الستار قبلا وها هي أخباري تجوب الشركة
            -عبد الستار رجل طيب ونصحك بالزواج -
            حتى أنت تعرفين .....لم يتبقى غير إعلان الخبر بأخبار الظهيرة
            -لا شئ يخفى في مكان عمل مشترك
            -لم أعرف يوما أخبار أحد فلماذا تهمهم أخباري
            ودون انتظار جوابهم غادرت المكتب وأنا أردد:
            -مهما أخذتم من قرار في حقي لن تكونوا عادلين

            تعليق

            google Ad Widget

            تقليص
            يعمل...