أحيانا نسكن الخيال وننسج منه خيوط الغزل تدغدغ واقعنا الصحراوي الظان . نتعرى من كل مايلوث قلوبنا ، نسكن البيلسان ، ونلتحف بالسندس والأرجوان ,
تولد أمنيات ياسمينية من رحم الامل المفقود ، فقط هناك ,, في ذلك الخيال الساكن بعالمنا ونحن .
من هنا تتشكل معالم الأحداث ، من عطر فواح وياسمين مخضرم ، والورد المعتق ، وأمنية حبيسة الجدائل .
هل ستتحقق ويفوح عطرها الربيعي ..؟؟
أم سيبتلعها خريفها بهمجيته وسطوته ..!! تساؤلات تجيب عنها الأحداث ,, فأرجوا أن تتابعوا وتروق لكم ...
... اليوم الخميس بصمت تحادث نفسها وهي جالسة على نافذة غرفتها تشتم الياسمين ، تخاطب الورد بأبتسامة بريئه وكأنه لا يوجد أصدقاء تثق فيهم سوى عبيره
الفواح وعطره الممزوج بالحياة ، يعطيها الأمل ... هي الصبية ذات العمر البالغ (18 ) عاما .. سعيدة بهذه اللحظة بالذات ,اليوم الخميس اخر الاسبوع وسنسهر
الليلة كعادتنا على فيلم كوميدي ,, ولكن الغبية ستعكر صوفنا كعادتها تريد الاكشن , مجنونة ولكن أحبها .. كما أحب أزهاري واخاف عليها كمثلهم ,,,
المتحدثه جنان : فتاة هادئة نوعا ما وحنونة جدا وتحب الخير للجميع , وتملك من العصبية القليل او لنقل الكثير فهو الأصح . ولكن في بعض الأحيان عندما
ينرفزها شيء مهم ، لاتحب الظلم ، شجاعة وضعيفة في ان واحد ، لها عالمها الخاص البيلساني الذي ترسم فيه أحلاما وخطوط بعضها يتحقق وبعضها تتأمل أن
يتحقق ، تحب الروتين ، أجتماعية وبالوقت ذاته لا تحبب التعامل مع أي شخص , صعبة ولينة (بأختصار مزيج تناقض هذه الصبية ) , من شدة حبها بالورد أسموها
زهرة الياسمين ..
صوت مزعج يقطع تسلسل أفكارها ,, هيا هيا حان وقت الغداء الا ما تنظري ...!! بضحكة خفيفة أرتسمت على فاه جنان قالت : حسنا قادمة
هيا لن أعود قالت جيهان بأبتسامة أخرى ،، جيهان البالغة من العمر (15 ) عاما ,,, أخت جنان الصغرى .. مزعجة الى حد كبير ، تحب الفوضى ، تواكب الموضة
ومهتمة بالموسيقى ، تعشق المغامرة ، واقعية الى حد ما ، لا تحب الدراسة ولكن عقلها كبير ومتسرعة . لا تؤمن بالأحلام الوردية .. عكس جنان ,,
أمير : اخوهما الصغير البالغ من العمر (4) سنوات ، وسيم جدا ، ضحوك ، ولديه صفة أرجوا أن تتلاشى عند كبره وهو الاصرار على البكاء لحين أخذ مايريد .
العائلة متوسطة الحجم ليست كبيرة ( ألام والأب والصبيتان وأخوهما الصغير ) متوسطة الدخل ، سعيدة نوع ما فلا شيء يكتمل او يصل للقمة ,,
أحمد : الأب المسؤول عن العائلة ، يبلغ من العمر (57 ) عاما ,, حنون جدا ، عصبي المزاج ، وسيم ، متواضع ، حلمه أن يصل وأسرته الى بر الأمان
بحياة هادئة ، دون مشاكل ، يعشق زوجتة ومخلص لها لابعد الحدود ، مع انه هناك شجارات يومية لا تنتهي ,, ويحب أطفاله جدا وله أنتماء منزلي ..
جميلة : الأم المصون ذات القلب المرهف ،البالغة من العمر (52) عاما ، حنونة ، رائعة بكل المقاييس ،جميلة ، طيبة زيادة عن اللزوم ، تتالم وترضى
بالألم وتصبر . تعشق الورد وجنان منها عشقته ... بيتوتية تحب المنزل ولا تحبب النزهات الكثيرة ، تفضل قضاء الوقت مع أسرتها وتشعر بالسعادة .
(____________________
ترن .... ترن ,,, فتحت عيونها على الساعة وصوت رنين الهاتف يعج بالبيت ضجيجا مزعجا مع هدوء صباح يوم جميل قائلة بذعر الساعة السادسة
من المتصل .!!
أحمد : بدل الكلام أسرعي لتردي قبل أزعاج الأولاد وأيقاظهم ...
جميلة : مابك أستيقظت بمزاج معكر ، ماشي ماشي سأنهض
أحمد : يتمتم لن تسكتي اعرفك أو بغريب عنك ..
جميلة وهي ترفع سماعة الهاتف : سمعتك يا أحمد ، أقول لك أصمت لا نريد مشكلة ببداية يوم جميل . مللنا يكفي
أحمد : هيا أسمعي من على الهاتف حديثنا ...
جميلة : صمتت وأنتبهت ان السماعة بيدها ..ألو الو ,,من المتكلم صباح الخير ..
أميرة : صباح الخير عزيزتي جميلة أنا أميرة ابنة خالتك ، أعتذر عن الأتصال في هذه الساعة المبكرة ، ولكن الضرورات تبيح المحظورات .
جميلة : بتعجب ورعب اهلا أهلا أميرة كيف حالكم ,, كيف الأهل .. أحدث لخالتي مكروه ..!!
أميرة : لا لا يا عزيوتي ولكن .. العم ياسين أعطاك عمره أمس وكتب وصيته وأن تفتح اليوم الجمعة لأنه يوم مبارك ..
جميلة بشهقة : ماذا العم ياسين ,, !! متى ،، كيف ... لما لم تخبروني .!!؟.؟
أميرة : هدئي من روعك عزيزتي وأسمعيني ,, وضع وصيته وقد أهداك حديقة الورود التي خلف منزله ، لأنك خدمتيها وأعتنيتي بها ..
جميلة : يا الهي حتى أثناء موته لم ينساني ، وتبكي وتبكي ,,, والمطلوب يا أميرة لقد أفجعتني يا غالية
أحمد : ما الأمر ..!! مابك تبكي ..؟
جميلة : أنتظر يا احمد أنتظر
أحمد : حسنا حسنا اسرعي لأفهم
جميلة : أعتذر عزيزتي أميرة هذا أحمد يهديك السلام ,, أكملي ما المطلوب ,,!
أميرة : عزيزتي اليوم يجب أن تحضري عند الساعة العاشرة للبلدة لكي توقعي الأوراق لأني ساخذها غدا للمدينة وأنا في طريقي للعمل .
جميلة : حسنا .. حسنا ,, عظم الله اجركم سنلتقي يا عزيزتي بالسلامة ..
أميرة : حسنا سلمي على الأولاد وأحمد بحفظ الله عزيزتي ..
جميلة :وضعت سماعة الهاتف وبدأت بالبكاء الكثير والكثير ,, وأحمد ينظر لها لا يدرك مالأمر .. متعجبا مكتئبا عند هذا الصباح
أحمد : خير ياربي خير مابك يا جميلة اخبريني أقلقتني ...!
جميلة : تحتضنه بقوة وتبكي العم ياسين يا أحمد لقد توفي لقد توفي لقد كنت أحبه ..
أحمد : من جار أهلك في البلدة العجوز الفطن ...!! رحمة الله عليه .. هم السابقون ونحن اللاحقون .. أصبري ياعزيزتي
جميلة : لقد ترك لي الحديقة التي لطالما اعتنيت بها يا أحمد ، لم ينسني ، الان فهمت مقصده عندما كان يقول لي ، يا جميلة
هي لك فأعتني بها .. لم أكن أفهمه جيدا ,, الان فهمت يا أحمد الان فهمت ...
أحمد : طيب يا عزيزتي صبرا صبرا ، يجب ان تسعدي فهو حتى عند وفاته لم ينسك ، ولم ينسى أعتنائك بها .
هيا كفكفي دموعك ولا تدع الأولاد يشاهدونك تبكي ، سأذهب وأوقظهم من النوم ، وأنتي يا عزيزتي أذهبي حضري الفطور لو سمحتي ..
جميلة : ألك شهية مفتوحة .. حسنا من اجل الأولاد فقط ، وذهبت وهي تبكي وتكفكف دموعها بايديها
أحمد : يالهي حتى وانتي حزينة لا تتركي المناوشات ,, حسنا ذاهب لأوقظهم ..
وذهب ليوقظ أبنائه من النوم وبمجرد أن قال هيا أستفيقوا ، ركض أمير طفله الصغير لحضن والده خارج من غرفته بأبتسامة مشرقة في وجهه الصبوح .
أهلا يابني أسعدك الله كما تسعدني بابتسامتك الجميلة ، هيا بنا نوقظ جنان وجيهان فهن كسولات ، الله المستعان ..
هيا يا صبايا أستيقظن تأخر الوقت وطلع الضوء يبتسم لكن وأزاح بيده ستارة النافذة ،،
جنان : صباحك ياسميني يا والدي .. كيف حالك وكيف أصبحت ؟؟
قاطعتها جيهان وقبل ان يرد الصباح والدهما قالت : مابك يا والدي لما الازعاج اليوم الجمعة دعنا ننم ،،
أحمد : ألا تتعلمي القليل من اللباقة يا فتاة أنظري لجنان ماشاء الله صباحها ياسميني ، ولم يكمل بعد حديثه ،قاطعته مره اخرى
حسنا ... حسنا .. سانهض ونفضت الغطاء عن وجهها بتدمر ..
أحمد : هيا سأسبقكما للطاولة والدتكما تحضر الفطور الحقا بي ,,, هيا يابني تعال معي فأنا اتفائل بابتسامتك رغم هذا اليوم ...
الفتاتان نهضتا بكسل يغسلان وجهيهما من غبار الكسل والنوم .. مسرعتا الى الطاولة ..
جلستا عليها بعجل ، تمهلا أحمد قائلا ما بكما ..!!
جنان : أين أمي
أحمد : أنها .... وصمت قليلا
جنان : اكمل يا أبي مابها ولم تدعه يكمل فركضت للمطبخ ... أمي أمي مابك ..!! خائفه ان هناك مكروه ما ..
أحمد لجيهان التي ماتحركت : مابك أيتها البليدة .. الم تشاهدي خوف اختك على والدتها .. أوليست والدتك .؟؟!
أبي ابي قالت جيهان : مابها كالعادة شجاركما المعتاد
أحمد بعصبية : تأدبي يافتاة فأنا والدك ..
جيهان : نهضت اسفه اسفة لم أقصد يا أبي حسنا سأذهب لأراها ,, ومالبثت من أنهاء كلامها الا بوالدتها وأختها يدخلان الصالة
بالصحون ..
جيهان : حمدا لله هاهما أرتحت من الذهاب بضحكة ساخرة ...
جميلة : هداك الله ياجيهان .. أحمد جنان وافقت ان تعتني بأخوانها لحين عودتنا في المساء ..
جيهان : ماذا ماذا ...؟؟ من يعتني بنا و,الى أين تعزمان على الرحيل ,, هيا أخبراني ,,تسال وتجيب لوحدها ..
أحمد : هدئي من روعك يا أبنتي هداك الله . وذكر لها القصة ..
جيهان :حسنا حسنا سأحتملها لليوم فقط ..
وبدأ كل منهم يتناول فطوره بصمت والحزن والكابة يعمان ارجاء البيت ,,,فعندما تحزن الأم يطغى الألم زوايا البيت ..
جميلة : هيا يا أحمد فننتهي من الطعام بسرعة لكي لا نتأخر عن الموعد ,, سأسبقك لأجهز نفسي ,, وانت الحق بي
أحمد : حسنا حسنا يا أمرأة سألحق بك حالا ... ونهضت ونهض خلفها بفترة قليلة ..
جميلة وأحمد يوصيان جيهان وجنان على انفسهما وأخوهما الصغير وعلى البيت ,, قائلة جميلة : لا تفتحي البيت لأحد أنتبهي يا ابنتي
لن استطيع الا القلق عليكما .. وقبلتهما بحرارة وأحمد . وكأنهما يشعران سيحدث شيء .
جنان : لا لا تخافي يا أمي .. ساعد لكما (حساء الفطر ) على العشاء عند قدومكما باذنه تعالى .
جميلة : لا ترهقي نفسك يا أبنتي .. وداعا أنتبهاك يا عزيزتي يسعدني ،حماكما الله .. وخرجا من البيت بقلق
وبمجرد أقفال باب المنزل وسمعت جيهان صوت عجل السيارة يتحرك اطمأنت الى انهما رحلا ، وبدات بالصراخ والشجار من لاشيء
قائلة : اسمعي جنان أنا لن ارتب شيء تعبة ومجهده سأذهب لسماع الموسيقى ماشي ..
جنان : بأبتسامة ساخرة ... مجنونة حقا .. ولكن ساستحملك ياعزيزتي من اجل وعدي لأمي .. فقط اعتني بأمير وانا ارتب البيت
جيهان : حسنا حسنا .. ضروري ان أفعل شيء ..
جنان : هيا اذهبي بلا كلام يا عزيزتي ,, وبدأت تكمل عملها بسعادة فهي تحب هذه الوظيفة التي تشعر بها أستقرار للانثى وتحلم ببيتها المستقبلي
وفي اثناء الحلم والعمل قطع أفكارها صوت مزعج قادم من غرفتهما ,, (موسيقى صاخبة بصوت مزعج )
جنان : ركضت أطفأت المسجل بغضب ,, مابك ياجيهان ... أأنتي جننتي بحق لا يجوز ان ترفعي المذياع هكذا يوجد جيران بالقرب ..
جيهان : دعينا نفرح قليلا فالوالدان ليسا هنا ليمنعانا ,,,
جنان : حقا غبية ولكن اخلاقنا هنا تمنعنا أم لا أخلاق لديك ... وأخذت المذياع وأخفته في الدرج وأقفلت عليه ..
جيهان : حقا معقدة حمقاء .. سأذهب لأشاهد فيلما , أفسحي المجال ,,, هيا امير تعال معي ...
جنان بتنهد : اوووف يالهي انها صعبة ... حسنا ياجيهان سأدخل لأستحم وانتي اعتني بامير وايياك ان تخرجي من باب البيت ، أو اقولك لك
سأقفل بالمفتاح ، أعرفك غبية وعنيدة وسأحتفظ بالمفتاح معي ..
جيهان : كم انتي متسلطة ومزعجة
جنان : بضحة صفراء تحتاجين هكذا معاملة ..
ذهبت لتستحم وهي من النوع الذي يعشق سماع الموسيقى الهادئة أثناء الأستحمام ,, وبدأت بسماع (انا لحبيبي وحبيبي ألي ) وصوت الماء كأنه يشعرها
بأجواء الشتاء وجمال المطر .. وتعيش جوها في هذه الاثناء بسعادة ...
ولكن جيهان ماذا حدث هل من المعقول أن تجلس هادئة .. بالطبع لا ، استغلت فرصة اخيها نائم على الكنب بجانبها وذهبت للنافذة بعد سماعها صوت صراخ
قادم من عند جيرانهم ،،، فتحت النافذة بأستغراب ، فاذا ب عصابة مسلحة تصرخ ( هيا اخرجوا من البيت وألا اقتحمناه ) لا نريد أيذاء أحد ...
بدهشة وفرحة مجنونة ركضت للباب للخروج فهي تعشق الاحداث البوليسية فكيف أذا سمحت لها الفرصة بالعيش والتعايش فيها ... ولكن تذكرت أن الباب مقفل
لطمت الباب برجلها اليمنى وقالت : غبية جنان أنها مزعجة .. مالعمل ، وسرعان ما فتحت النافذة وبما أن المسافة ليست مرتفعة عن الارض قفزت ، ولكن أثناء
قفزها ارتطمت رجلها بحافة النافذة وجرحت ... بألم اخ يالهي مؤلم جدا .. ولكن سأتابع ولن يوقفني شيء ، وتسللت عبر الجدار ن بأتجاه المسلحين ...
وفي هذه الاثناء ,,خرجت جنان من الحمام بعد أنهائها له وهي تجدل شعرها الطويل بجدائل تعشقها ,,, تنادي جيهان ..جيهان . ولكن ليس من مجيب
فركضت باتجاه الصالة لتجد أير ملقى على الكنب وو وهي غير موجودة غبية اين ذهبت والباب مقفل ، نظرة للنافذة التي تتحرك من نسيم الهواء ، لتقع اصوات
طلقات نارية بأذنها تركض هرعة تنظر ماذا يحدث .. لتفاجى بالعصابة والصراخ وجيهان تتجه من خلف الجدار للحدث ...
بصرخة خوف وذعر وأرتباك ..قالت : يالهي ماهذا ؟؟ مالذي يجري ؟؟ ماعلي فعله ؟؟
غبية جدا يالها من غبية .. كيف فعلت هذا ..!!! مالحل .. وكلها تناقض بين أخيها الملقى على الكنب وبين أختها الغبية التي تصدت للخطر ...
وبسرعة أتجهت للباب وتذكرت أنه مقفل .. يالهي اين وضعت المفتاح بأرتباك قالت .. لتتذكر أنه على مراة الحمام ، فهرعت مسرعة تجلبه علها تلحق
بأختها قبل فوات الأوان ...وخرجت من الباب لتلتف من الحديقة الشمالية حيث النافذة التي قفزت منها جيهان ،فتقع عيناها على دماء اختها ،
لتصرخ يالها من غبية جرحت ولم يوقفها شيء ، بحق عنيدة .. واستمرت بالركض تدعوا الله ان تلحق باختها الجاهلة قبل فوات الأوان .... فهل
ستسطيع اللحاق بها ومالذي سيحدث ؟؟ وماقصة العصابة ..
تابعونا
تعليق