رواية ( ذاك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Hanan_Alkhdour
    عـضـو
    • Sep 2015
    • 12

    #11
    رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

    البارت الرابع

    فيني ما عجز يحمله البحر على كبر محيطه وشاطيه
    ما دريت اني بتوه بدنيتي بعد ما قال ببتتعد عنه واخليه
    ما دريت ان قلبي ما يبي غيره ولا يقدر يعيش اذا غاب طاريه
    ما دريت انه هوى روحي وانفاسي ويغليه قلبي ويعشقه وما يفرط فيه
    ما دريت ان غيبته عني دقايق تمر كنها سنين وانا انتظر طاريه
    ما دريت انه اذا غاب عني كل ما فيني ينشد عن اخباره ويقول وين اراضيه
    ما دريت انه يقدر يبتعد عني ويتركني ويقول انا في الحب ماني بشاريه

    الساعة الان الثانية عشرة وخمسة دقائق بعد منتصف الليل ولا زلت مستيقظ ، عملي ينتظرني غدا .. لن يكون من الجيد أبدا أن أتأخر في أول أيام عملي ، علي أن أنام لكن يبدو أن النوم أقسم ألا يستبيح احتلال أسوار عيني الليلة .
    أشعر أني مسؤول عما يحدث مع مريم الان ، هناك شيء بأعماقي يخبرني أنني السبب في كل هذا .. أعذريني يا مريم ! أنا اسف يا أختي لم أقصد إيذائك بسواد أفعالي .. أقسم أني لم أقصد !
    رنيم يا رنيم يا حبيبة قلبي .. سامحيني فقد كنت جاهل وقتها ، كنت فاقد لكل حس بالمسؤولية لهذا ظلمت حبك لي وظلمت قلبك الذي أحبني ، كنت أعلم أن حبك لي صادق .. وأنك مختلفة عن كل فتاة عرفتها في حياتي .. كنت أعلم أن ذنبك الوحيد هو أنك أحببتني بكل ما أوتيت من قلب ، لكن أنا جرحت قلبك لمرات عديدة .. أهنت كبريائك بقسوة لمرات لا تحصى ولا تعد.. وخنتك لمرات أكثر وأكثر وأكثر .. لم أكن ابه أو أهتم لأنني أعلم أنني عندما أرغب بأن أعيدك لي .. ستعودين ! لأن قلبك كان ملكي أنا وليس ملكك أنت ، فكنت في كل مرة أتفنن بقهرك وتجبري على قلبك .. كنت أشعر بمتعة لا تضاهيها متعة عندما أتجبر عليك وأشعر بضعفك أمامي .. صدقا كانت تلك الوسيلة الوحيدة التي تشعرني برجولتي .. لم أكن أشعر أنني رجل إلا عندما أكون معك .. أنتي فقط !! من بين جميع الفتيات اللواتي عرفتهن لم أشعر برجولتي إلا معك .. رغم أنك كنت الأكثر تحفظا على الدين والعادات من بينهن حيث أنك الوحيدة التي لم أجرؤ قط على لمس يديك حتى !! إلا أنك الوحيدة التي احترمت قلبي ورجولتي .. احترمتني في حضوري وغيابي حبا وليس خوفا .. ولكنني خذلتك كعادتي ، خذلتك في كل شيء وفي كل لحظة وفي كل كلمة وفي كل موقف .. خذلتك حتى امنت أني لا أستطيع فعل شيء غير خذلانك !!
    يا وجعي ..أنا لا أستطيع نسيان كلماتك لي عندما استوقفتك مرة و طلبت منك أن تسامحيني .. ووضعت السفر كحجة كاذبة لشحذ عطفك ..
    أسامة : سامحيني رنيم .. أنا مسافر بعد أسبوع
    رنيم : الله لا يسامحك لا دنيا ولا اخرة !! ..
    هي جملة واحدة قلتها من دون تفكير مما جعلني أفهم تماما أنني لم أعد جزءا من أحلامك الوردية .. قلتها حتى من دون النظر إلي كأنني غريب ! أنا الان أعاقب عقاب الدنيا .. انظري لحالي بربك !! أي حظ عاثر أصبح لي من بعدك .. وأختي مريم ، أرى بما يفعله زوجها معها بضعا مما فعلته معك .. أرى في قهرها بضعا من قهرك .. أنا أرى بضع حصائد ظلمي لك في أختي ..لهذا عليك أن تسامحيني يا رنيم فأنا لم أعد أحتمل .. عليك أن تسامحيني فإن كان هذه نتيجة دعواتك علي في الدنيا .. فعقاب الاخرة أشد .. سامحيني .. فمريم صديقتك وهي لا ذنب لها بسواد أفعالي ، أيعقل أن تقبلي الألم لصديقتك يا رنيم ! أعلم أنك لا تعلمين شيئا عما يحدث معنا الان لكن عليكي أن تسامحيني .. سامحيني !! .. سامحيني !!..
    ينهشني الندم على كل لحظة ألم جعلتك تشعرين بها .. على كل دمعة ذرفتها على خديك ، فسامحيني !!.. أعرف مثلا يقول أن " الرجل لا يصبح عجوزا حتى يحل الندم مكان أحلامه " لكن ندمي لم يحل مكان أحلامي فقط هو حل مكان حياتي بأكملها .. أنا لست عجوز ! انتهيت من تلك الفترة ، أنا الان ميت على قيد الحياة .. رجل مثلي في التاسعة والثلاثين من عمره أمضى حياته من فشل إلى فشل .. ومن فتاة الى فتاة أخرى ، هه والان كل فتاة عرفتها تزوجت وأصبحت أما لأطفال .. ولا توجد فتاة تقبل الإرتباط بي فقد ذهب الشباب.. وبدأت بضع خصلات من شعري تتلون بالبياض.. فأي فتاة تلك التي ستحب أشيب .. بلا عمل وفاشل !! لو كنت ذا مال لتهافتوا علي لكن انشغالي عن الحياة في الماضي جعلني أخسرها الان أيضا !
    رنيم .. اه لو تعلمين كم أحلم أن أمتلك بيتا وأنتي وأطفال يحملون إسمي ويشبهونك , أن أمتلك عملا يجعلني أمشي بلا خزي كلما رأيت حال أصدقائي وقارنت حالهم مع حالي .. عملا يجعل والدي فخورا بي بدلا من استحقاره الدائم لي ! .. لكنها أحلام منتهية الصلاحية ، سيكون ضربا من المستحيل أن يتحقق أي منها ..
    بينما أسامة غارق في أفكاره ، حنينه ، ندمه و حسرته !! مر عليه الليل من دون أن يشعر إلا بصوت منبه الساعة السادسة ليوقظه !
    أسامة : يا ربي ما نمت ولا دقيقة شو بدو يخليني أداوم هسا !! يا ريت لو بصير أحكيلهم إني مفكره بكرا وأظل اليوم نايم !! اوووف ...
    بتذمر مبالغ فيه .. أزاح أطراف لحافه ، رفع رأسه عن الوسادة ثوان ثم عاد ورماه عليها وأخذ يحادث نفسه ..
    أسامة : ولك يلا يا أسامة قوم على دوامك ما إنت بالليل كنت تتمنى شغل .. هيو الشغل أجالك !!! .... قرف يقرف هيك شغل ! عامل نظافة الي بسمعني متشجع بحكي كأني دكتور بالمستشفى !! اووووف...بس مضطر ولا أبوي بطردني من الدار ..
    حاور نفسه وشاورها وجد نفسه مضطرا لهذا العمل .. فما كان منه إلا أن قام من فراشه .. تناول فطوره من دوم احداث ضجه حتى لا يوقظ من في البيت ، وذهب لعمله !

    ******

    بعد ما تسلل حاملا طفليه النائمين لشقته التي تعلو بيت أبيه ليلا حتى لا يشعر به أحد ويفاتحه بأمر طلاقه الظالم لمريم .. استلقى لينام .. هو ظن أنه سينام لكنه لم يفعل فهو لم يهدأ له بال من تفكيره بصغيريه ميس وغيث ..
    طفلاي.. وقطعتي قلبي هل سيبعدني عنكما القدر ؟ أيعقل هذا !
    هل ستنتصر مريم علي وتفوز بحضانتكما .. لا مستحيل !
    لكن تلك الأخرى ريم.. أفعل المستحيلات لإرضائها وأختلق لنفسي مشاكلا من العدم من فرط حبي لها لكنها ترفض رد بعض هذا الجميل لي برعاية أطفالي !!
    ترفضين رعاية الطفلين .. وترفضين بقاء مريم على ذمتي لترعاهما .. ما الذي تريدينه يا ريم ؟ ماذا ؟!! ..
    أنا حقا أحبك لكنك تبحثين عن أكثر الطرق التي تكسرين بها قلبي .. رفضك للطفلين في حياتك اليوم كان أسوأ شيء قد أتوقعه ، حتى أنني لم أفاتح أبي بأمرك لأنني لست مستعدا أبدا لتلقي صدمة جديدة ..
    ميس وغيث : صباح الخير بابا
    محمود : صباح الخير ، مين فيكم بدو يعطيني البوسة أول ..يلا
    تسابق الإثنان ووصلا معلا بعد محاولة كل منهما عرقلة الاخر.. ضحكاتهما كانتا تعانقا السماء ،وكأن هذا بالتحديد ما يحتاجه محمود ليبدل مزاج الأمس السيء
    ميس : بابا .. غيث بغش هو دفشني .. أنا أسرع منو
    غيث : أنا زلمة أنا أسرع منك .. إنتي بطيئة لأنك بنت
    محمود: خلص انتو الثنين سريعين
    ميس : بابا وين ماما ؟؟ عشان نبوسها هي كمان
    ليتك فقط قتلتني ولم تسألي .. بماذا أجيبك ؟! هذه هي الحلقة الأصعب .. أنتما ! كيف لطفل أ يفهم أنه لم يعد قادرا على رؤية أمه !!
    غيث : بابا .. ماما بالحمام ؟ ولا بتغسل عالسطح ؟
    محمود : حبايبي .. ماما راحت عند جدو فيصل كم يوم لأنو مريض
    ميس ودموعها على أبواب عيناها فهي لم يسبق لها أن فارقت أمها هكذا : بابا خدني عندها
    غيث : اه بابا خدنا عندها
    محمود بتلعثم : ما بصير ..هو مريض الدكتور منع يكون عندو ولاد صغار .. بس إزا ظليتو شاطرين اليوم باخذكم عالملاهي .. طيب ؟!
    ميس وغيث معا : هيييييييييييه ملاهي ..
    محمود : يلا تعالو نفطر عند جدو تحت .... ونزل معهم لأبيه .

    ******

    هذا أحد الأيام التي لن أنسى أن أسجلها تحت قائمة أسوأ أيام حياتي .. هذا اليوم الأول الذي أستيقظ فيه ولا أستطيع أن أقبل أطفالي ، لا أستطيع أن أشاكس غيث وألعب معه لعبته المفضلة وهي " المصارعة " .. ولا أستطيع التظاهر بالهزيمة لأرى ابتسامة النصر على وجهه طوال اليوم .! لا أستطيع أن أضع طلاء الأظافر وأحمر الشفاه لأميرتي الصغيرة .. اه كم من " لا أستطيع " بإمكاني عدها الان .. يا رب وكلت أمري إليك فأنت خير وكيل .. يا رب
    مريم : يما أبوي وأسامة بشغلهم ؟؟
    أم محمد : اه يما .. تعالي أفطري انتي كمان
    مريم : لا يما ما إلي نفس
    أم محمد : يما انتي ما بتضيعي على حالك ولا وجبة ! .. ما تخلي بالك بقصة مبارح ، أبوكي رح يحلها ان شاء الله .. يلا يما برضاي عليكي تعالي أفطري
    مريم : حاضر يما .

    ******

    هل ترانا نلتقي أم أنها
    كانت اللقيا على أرض السراب
    ثم ولت وتلاشى ظلها
    واستحالت ذكريات للعذاب
    هكذا يسأل قلبي كلما
    طالت الأيام من بعد الغياب
    فإذا طيفك يرنو باسما
    وكأني في استماع للجواب

    أمسح الأرض جيئة وذهابا .. وأنظفها من بعد كل زائر لمريض ..من بعد كل مسعف يركض لغرفة مريضه .. أتلقى التحيات من المارين بعضها صادقة كتحية رجل لرجل يسير في الشارع ، وبعضها يقهرني حين أستشعر فيه الإستهزاء لأن تفكيرهم المحدود جعل لهم قناعة أن ( بمسح أرض يعني قرف !!! ) .. هم بشر أعلم أني لو مددت لهم يدي مصافحا بزي النظافة هذا، لهربو تقززا !! .. لكن التحية الوحيدة التي حين أتلقاها أتمنى لو أنني أجد قبري محفورا أمامي لأرتمي إليه هي تحية الشفقة .. سيكون القبر أرحم علي منها !! .. ما المحزن والمثير للشفقة في عمل عامل النظافة !! أليست مهنة أكثر شرفا من أن أجلس في السوق أو قرب مسجد بثياب نصفها ممزق والنصف الاخر متسخ كمتسول يشحذ منكم النقود لأكرر كلما رأيت أحدا جملة ( لله يا محسنين !! ) .. وأرجو كل مار ليتصدق علي بماله وأكون محظوظا جدا عندما يعطيني أحدهم " نص ليرة " !!!
    أسامة يخاطب نفسه : ولك ما هي النص ليرة يا دووب بتكفي لعلبة بيبسي وسندويشة فلافل !! بس تعطيها للشحاد بكون نفسك تحكي بمأذنة الجامع إنك تبرعت ..على أساس معطيه حق عجل !... نص ليرة يزم !! والله لو إنو بشحد منك شحدة مش هيك !! اه يزم صح مالني ما هو بشحد أصلا !!
    ثم إن مهنة عامل النظافة أشرف من مهنة السرقة ، ويكفي أن مالي حلالا .. سيكون سهلا جدا علي أن أكسر باب بيت أي جار أو مسافرا أو غيره واخذ كل ما وقعت عليه عيناي من النقود والمجوهرات وهم نيام فلا يشعر بي أحد ولا يحاسبني أحد لأنهم لن يعلموا أنني الفاعل .. سيكون أسهل علي أن أنتشل حقيبة سيدة تسير وحدها في شارع فارغ وأركض فارا بخطاي السريعة التي ستسبق خطاها بكل تأكيد ، لكنني اخترت مهنة تكتسي بالشرف .. ولن يقلل من شأني وشأنها الا فاقدي الشرف !!
    الذكرى الوحيدة المرتبطة بمسحي لهذه الأرض .. هي أنتي يا رنيم ! ههه نعم أنتي .
    أذكر يوما عندما كانت أمك مريضة ، فخرجتي بدلا منها لتمسحي الساحة الأمامية والجانبية والتراس التابعين لبيتكم .. لمحتك يومها بالصدفة عندما كنت صاعدا لسطح بيتنا لأنظف خزانات الماء .. ترتدين رداء الصلاء لتغطي به شعرك وذراعيك وبنطال جينز بدلا من تنورة الصلاة , كنتي منشغلة بالتنظيف فلم تريني فاستغللت هذه الفرصة بحذاقة ؛ نزلت للمطبخ بسرعة وأحضرت معي دلوا متوسط الحجم ورددت على أسئلة أمي بأنه : بلزمني بالتنظيف بدي اياه .
    ملأته ماء من الخزان وقمت برشك بذاك الماء من أعلى السطح .. واختبأت لحتى لا تريني!
    رنيم بصراخ : مين ال.....
    أسامة بعد ما ظهر بسرعة : اشششش هسا بتلمي علينا الجيران هههههههههههه
    ضحكت يومها عليك كثيرا وأنتي مبللة بالماء من أعلى رأسك لأسفل قدميك .. تركتي مسح الأرض ومشيتي بخطوات طفل متذمر لمنزلك وأنا خلفك أكاد أنفجر ضحكا .. ثوان فقط حتى رأيت على هاتفي " رنيم يتصل بك "
    أسامة : ههههههه كيف شفتي ميتنا؟ نظيفة ؟ ههههههههههه
    رنيم بغضب : كتير مبسوط ما شا الله ؟! والله لو إنك عامل إنجاز !
    أسامة : ههههههه حبيبتي روقي مالك معصبة ؟ الحق علي بدي أبرد عليكي مشان شوب هههههه
    رنيم : يكتر خيرك صاحب واجب !.. أسامة خليني أخلص تنضيف في وراي ألف شغلة لسا
    أسامة : ههههههه طيب بس ما حكيتيلي كيف ميتنا ؟
    رنيم : والله لأسدلك اياها يا أسامة .. ماشي !
    أسامة : لا إنتي منيحة كثير قلبك بمنعك ههههههه
    رنيم بتحدي : أوك بنشوف !! باي
    أسامة : ههههههه اوك باي
    لم يزدني ضحكا يومها إلا أنك كنتي تنظرين لسطح بيتي كل خمس ثوان لتبتعدي إن رششتك مرة أخرى بالماء .. جميلة حقا ذكرياتي معك يا رنيم ! لكنها مؤلمة جدا وجدا عندما أنظر لما ال حالنا إليه الان ..

    تعليق

    • ام رموسه
      V - I - P
      • Mar 2015
      • 3339
      • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

      #12
      رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

      بصراحه روووووووووووووعه استمري عجبتني

      تعليق

      • Hanan_Alkhdour
        عـضـو
        • Sep 2015
        • 12

        #13
        رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

        روعة كأنتي ام رمووسة

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #14
          رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

          يعطيك العافيه
          استمري عزيزتي
          بالتوفيق ..

          تعليق

          • Hanan_Alkhdour
            عـضـو
            • Sep 2015
            • 12

            #15
            رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

            البارت الخامس



            حال ما لمحه صرخ به بغضب : وين كنت من مبارح ؟؟ أنا مش برن عليك ! ليش ما بترد ؟
            محمود : يابا ما انتبهت للتلفون ..
            أبو محمود : كذاب .. ما بدك ترد لأنك عارف بدي أبهدلك مشان مطلق مريم !
            محمود : لا يابا ليش تبهدلني ؟ .. وهي مرتي وطلاقها بإيدي !
            أبو محمود بغضب : صح إنك وقح وقليل أدب ! بتردلي جوابات كمان!! بدك تسود وجهي مع العالم ؟ .. شو أحكيلو لأبو محمد ؟ والله إبني طلق بنتك لأنو هي على ذمته وطلاقها بإيده وهو حر !! هيك أحكيلو ؟ بعجبك ؟ فعلا إنك ما بتستحي على وجهك ..
            محمود : يابا .. أنا طلقت مريم وانتهى ، بس أنا جاييك مشان تخطبلي وحدة ثانية !
            أبو محمود قام من شدة غضبه وتوجه ناحية محمود وشده ليقوم : قوم ولا إطلع برا .. وإسمع ، لو مريم ما ترجها اليوم إنت لا إبني ولا بعرفك ، طيب ؟
            ام محمود سمعت صراخهم فهبت لنجدة ابنها : يا ابو محمود شوي شوي عالولد
            أبو محمود : أنتي لا تتدخلي ! لا تظلي تطبطبي عليه .. شوفي كيف صار من ورا دلعك .. هاه تفظلي ...! أنا حكيت الي عندي .. قعدة بالدار ما إلك إذا ما بترجعها اليوم! ...... وخرج من الغرفة .
            ام محمود بهمس : تعال يما احكيلي.. مين البنت الي بدك تخطبها ؟
            محمود : وحدة بعرفها
            ام محمود : طيب .. هي بتعرف إنك متجوز وعندك ولاد ؟
            محمود : اه يما .. بس ما بدها الولاد يظلو معنا هون المصيبة
            ام محمود تلوي فمها كمن لم يعجبها الكلام : يما يعني بخلص من كنة عاطلة بتجيبلي الأعطل !
            محمود : راح أقنعها يما .. بس لحتى ما تقتنع بقدر أخلي الولاد عندكم ؟
            ام محمود : اه يما خليهم عنا .. بس ما بدك ترجع مريم يعني ؟
            محمود : لا يما خلص .. بنام برا ما اليوم بما إنو أبوي طردني بس خليهم عندكم ، هيهم جوا عند عمتهم إخلاص ..

            ******

            ميساء تتذمر : حماتي يعني لازم بكرا تعملي كرشات وفوارغ ؟!
            أم عمر : بكرا الجمعة وجيزانكم بحبوها كثير .. طالعين للمرحوم أبوهم .. وجايين عنا ليلى وأمل ونعمة نعزمهم عليها .. بنتساعد كلنا الله يرظى عليكم .
            سحر ( زوجة علي شقيق عمر ) : خلص حماتي ان شا الله اليوم بنجهز مشان بكرا نبلش عالبدري .
            وئام (زوجة ياسر الشقيق الأصغر لعمر وكانا حديثي الزواج ) : بس أنا ما بعرف أنضفهم !
            ميساء بتكبر : طيب بتتعلمي حبيبتي معنا بكرا .. ما تفكري لأنك عروس جديدة رح تضلي مرتاحة وأشتغل أنا وسحر وحماتي بس !
            وئام : بس أنا ما حكيت هيك ..يعني اذا بتعلموني بعمل معكم بس فكرت إنو ...
            أم عمر : وئام سيبك منها هي هيك دايما مكيودة ما تعودتي عليها .. أنا بعلمك ما تخافي
            ميساء تلوي فمها : أنا يا حماتي مكيودة ؟ الله يسامحك بس
            أم عمر : هههههه خلص يا بنات خلينا نجهز الأغراض من اليوم مثل ما حكت سحر .. يلا على بركة الله .

            ******

            ريم : ألو حبيبي
            محمود : هلا يا قلبي كيفك ؟
            ريم بدلع : اووف شو مشتائة
            محمود : على فكرة وأنا منيح كمان !!
            ريم بدلع : هههه سوري بيبي نسيت أسألك كيفك ، بس هلأ خبرني انت جايي اليوم تختبني مو هيك ؟!
            محمود : اه بس لحالي ، أبوي ما وافق
            ريم : وليه يعني ما يوافئ ؟
            محمود : إنسي .. أنا هسا فايت على أبوكي ادعيلي , قصدي ادعيلنا
            ريم : تيب .. يا رب يئبل .. بشوفك باي
            محمود : باي

            ******

            بعد عودة والدها من عمله جلس ليرتاح دقائق ثم باغتته بسؤالها ..
            مريم : يابا .. ما حكالك حماي اشي مشان الولاد
            أبو محمد : لا يابا
            بدأت قطرات الدمع تلمع في عيني مريم .. فأنزلت رأسها حتى لا يشعر والديها بذلك ، وصمتت حتى لا يكشفها صوتها المرتجف ! لكن رغم محاولتها بإخفاء دموعها إلا أن والدتها شعرت بها ..
            أم محمد : يما ... أبوكي حكالك رح يجيبلك اياهم ، والصبر مفتاح الفرج !
            مريم : ان شا الله يما ..
            أبو محمد : اليوم حكا معاي محمد ظايل شهر لعطلة ولاده من المدارس وبرجع عالأردن .
            أم محمد : عنجد ! يا الله هالخبر ما أحلاه بدي أحليكم عليه
            مريم تبتسم : حتى أنا انبسطت عليه والله اشتقت لأخوي وولاده كتير
            أم محمد : يلا مشان انبسطتي قومي نعمل دحدح حلوان ..
            أبو محمود : ههههههه الدحدح حلوان هسا ؟
            أم محمد : قوم اشتري سدر كنافة معناها
            أبو محمد : هههههه إنتي الي بدك تحلي عالخبر مش أنا .. أنا شو دخلني
            أم محمد : ههههه معناتو بتتحلى من الدحدح بدون تخويث !! يلا يما يا مريم

            ******

            تقرأ القران وترتله بصوتها العذب ، وحولها أولاد أخيها يلعبون بالدمى ، تحاول أن تجعل جم تركيزها بالايات التي تتلوها حتى لا يكون عقلها وتركيزها منشغلين مع الأطفال .
            ياه الأطفال صوتهم مغر للحياة ..ضحكاتهم البريئة ، عنادهم الجميل ، تلك البساطة التي تملأ قلوبهم , حتى لشجاراهم وصراخهم رونق خاص .. أفكارهم المضحكة ، حركاتهم المباغتة ، خطواتهم الصغيرة .. كلها لا تجعل في بالي إلا اية قرانية واحدة ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ..
            تلك الزينة التي نبتاعها في الأعياد والإحتفالات المختلفة لنعلقها في البيوت والطرقات، ونفرح بجمالها وألوانها وأضوائها .. ليست زينة حقيقية لأنها مؤقتة سنرميها في أقرب مكان بعد انتهائنا منها ، الزينة الحقيقية للحياة هي الأطفال بكل ما يتعلق بهم .. بيت لا حياة فيه ذاك الذي يخلو من الأطفال .
            أم محمود : إخلاص !
            إخلاص تنهي قراءتها لتجيب أمها : صدق الله العظيم ، نعم ماما ..أئمريني
            أم محمود : الله يرضى عليكي ، اليوم حكت معي وحدة وحكت إنها جاية المسا مشان تطلبك لأبنها
            أخلاص بتذمر : يا الله يا ماما شو حكينا بهالموضوع .. ماما أنا ما بدي أتجوز، خلص ما بدي !!
            أم محمود : يما انتي لو شفتي إبنها شب مثل الوردة ما أحلاه لما تشوفيه بتغيري رأيك
            إخلاص برجاء : ماما انتي بتحكي هالحكي عن كل واحد بتقدملي ، خلص إحكي معها واتحججي بأي شي مشان تلغي الموعد يا ماما يا حبيبتي .
            أم محمود : لأ يما ابنها غير هاد مهندس ما شاء الله ، برضاي عليكي بتطلعي وبتقعدي معهم يمكن يصير نصيب ، ماشي ؟
            إخلاص باستسلام : حاضر .. شو مشان أخوي محمود ومريم.. بدو يرجعها ؟
            أم محمود : ههههه لأ بدو يتجوز .. والله لو تعرف أم محمد إنو طلق بنتها مشان وحدة ثانية غير تنجن.
            إخلاص : ماما حرام عليكي .. مريم كتير منيحة ما بتستاهل هيك !! وخالتو أم محمد والله منيحة كمان !
            أم محمود : اسكتي والله أنتي المنيحة ، الحمد لله خلصت منها ، صحيح جهزي ميس وغيث أبوهم حكالي بعد عشر دقايق بدو ييجي ياخذهم
            إخلاص بعدم رضا : حاضر .

            تعليق

            • ام رموسه
              V - I - P
              • Mar 2015
              • 3339
              • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

              #16
              رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

              استمري الله يوفقك يارب انا معك

              تعليق

              • Hanan_Alkhdour
                عـضـو
                • Sep 2015
                • 12

                #17
                رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

                شكرا أم رموسة لمتابعتك

                تعليق

                • Hanan_Alkhdour
                  عـضـو
                  • Sep 2015
                  • 12

                  #18
                  رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

                  البارت السادس


                  أيا عماه يشرفني أمد يدي
                  لكي أحظى كريمتكم
                  وأن تعطوننا وعدا
                  أتينا الله داعينا
                  فإن وافقت يا عماه
                  دعنا نفصل المهر
                  وخير البر عاجله
                  ونحن البر راجينا

                  ريم : شو حبيبي شو صار معك ؟
                  محمود : هههه هيك بدون لا سلام ولا إشي !
                  ريم : يلا بيبي بلا غلازة شايفني على أعسابي
                  محمود : ما بنفع احكيلك على التلفون .. خلصي شغلك وأنزلي أنا بالسيارة تحت بستنا فيكى
                  ريم : اي لا هلأ بنزل .. أسلاتن مو بائي إلا ساعة بس
                  محمود : طيب يلا
                  دقائق فقط حتى كانت عنده في السيارة ..
                  غيث : بابا مين هاي ؟
                  محمود : هاي خالتو ريم ، صاحبيتي بالشغل
                  غيث : بس أنت ما بتشتغل هون بابا ؟
                  محمود بتلعثم : شو ؟ اه هو شسمو شغل ثاني هاظ
                  ميس : بابا طيب ليش خالتو قعدت على كرسي الماما ؟
                  محمود : عشان ماما مش هون هسا .. خلص اسكتو مشان اخذكم مشوار .
                  ريم رفعت حاجبها غضبا : محمود ليش الصغار هون ؟
                  محمود : هسا بحكيلك كل إشي بس نوصل عهالمكان .
                  وبعد نصف ساعة ..
                  ريم بصراخ : هون جايبني عالملاهي مشان ولادك يلعبو بالألعاب ؟ محمود شو سايرلك ؟
                  محمود بغضب : ريم لو سمحتي .. أبوي طردني من الدار مشان بدي أتقدملك ، وظليت مصمم أتقدملك ورحت اليوم لأبوكي وشوي بدي أترجاه يسمع مني مشان ما معي جاهة !! وأنتي بس شاغلك الولاد ما يكونوا معنا !؟؟
                  ريم بعد ما هدأت قليلا : يعني بابا وافأ ؟!
                  محمود بشرود : ما بتوقع ، بس حكالي بدو يسألك عن رأيك ويردلي خبر إذا أرجع أو لأ ..
                  إلتفت محمود إليها وأكمل بجدية : ... ريم أنا كنت رح أترك الولاد عند أهلي ، بس غيرت رأيي !! اليوم رح أنام بفندق مع الولاد لحتى ما ألاقي شقة مفروشة أستأجرها مؤقتا لحتى ما الله يفرجها علي ويرضى الوالد بالأمر الواقع ، بس الي بدي اياه منك ....
                  قاطعته ريم بغضب : شو ؟ شو بدك مني ؟ بس نتجوز بدك اياني أدل معهم أغيرلهم وأحممهم وأتعميهم .. هيك بدك ؟!
                  محمود بجدية : ريم اذا بدك إياني بتوقفي معي .. صح ؟
                  ريم بغضب : اي لا ما حزرت حبيبي ، أنا اوكي بوئف معك ، بس مو على حساب حياتي !! بعدين هم عندم أم أعتيهم لأمهم.. ليه أهتم فيهم أنا وأمهم بعدها عايشة ؟؟ مو مجبورة على فكرة !!
                  محمود خرجت شياطين غضبه : طيب بلاش .. إحكي لأبوكي بطلت !!
                  ريم أرادت تهدئة الوضع .. : حبيبي ليه هيك عسبت خلس بنلائي حل بعدين .
                  محمود منعقد الحاجبين أشاح وجهه بعيدا بصمت .. وأخذ يراقب أطفاله تتعالى ضحكاتهم فرحا وهم ينتقلون من لعبة لأخرى ، فابتسم .
                  ريم لاحظت ابتسامته فتابعت مهمتها الأولى وهي النكد : روحي ..
                  محمود : اه
                  ريم : خلس حبيبي لا تدل زعلان ئي ..
                  محمود : خلص مش زعلان
                  ريم بشقاوة : والله ! تيب بدي ألعب أنا كمان بالألعاب ..
                  محمود ألتفت إليها باسما : ههههه طيب .. أي لعبة بدك تركبي ؟
                  ريم : أركب ؟ ليه مو نركب يعني ؟ حبيبي أنا بدي اياك تركب معي ..
                  محمود : والله يا ريت بس هسا بنزلو ميس وغيث من هاي اللعبة وإذا ما شافوني بخافو .. إركبي أنتي أنا هيني شايفك من هون
                  ريم بغضب : لأ خلس ما بدي ألعب بشي .. بس أنتا خليك لاعب ولادك وخليني أنا أتفرج
                  محمود : لا حول ولا قوة إلا بالله ..

                  ******

                  هذا الهوى الذي أتى
                  من حيث ما انتظرته ..
                  مختلف عن كل ما عرفته
                  مختلف عن كل ما قرأته
                  وكل ما سمعته ..
                  لو كنت أدري أنه ..
                  نوع من الإدمان .. ما أدمنته
                  لو كنت أدري أنه ..
                  باب كثير الريح .. ما فتحته
                  لو كنت أدري أنه ..
                  عود من الكبريت .. ما أشعلته
                  هذا الهوى .. أعنف حب عشته
                  فليتني حين أتاني فاتحا
                  يديه لي .. رددته

                  ما جلست هنا على هذا الرصيف بإرادتي ، بل قدماي اهتدتا إلى هنا رغما عني كعادتي في كل يوم أعود فيه من أي مكان للبيت ! تجرني قدماي إلى هذا الرصيف ! لأتحسر فقدانك كلما ذكرت المرات التي هاتفتك فيها وأنا جالس هنا ، اللحظات التي ضحكنا بها وسهرنا بها لما بعد منتصف الليل ، تلك الليالي التي تزين فيها كلامنا بالحب.
                  تجرني قدماي هنا لأضرب بوجهي ندما على كل مرة راهنت فيها أحد أصدقائي على خيانتك بجميلة مرت في الشارع . لأبكي شوقي لك .. شوقي المشتعل منذ سنين ولن يطفئ نار اشتعاله إلا رؤيتك يا رنيم ..
                  قطع سيل أفكاره إرتطام كرة كان يلعب بها بعض الصغار برجله بغير قصد منهم ..
                  - اسفين عمو حقك عراسنا ، بالغلط أجت الطابة عندك .
                  أسامة : مش مشكلة يزم خلص خذها و روح.
                  رنيم .. أخبرتك مرة أن كل شيء في هذا الوجود يذكرني بك , وقتلني منك يومها أنك سخرتي بما قلته، وقلتي بجملة ساخرة : بحاول أصدق ! قلتها وقد كانت ابتسامة غريبة تلون وجهك ، لم تكن ذات الإبتسامة البريئة التي عشقتها بك .. لم أستطع حتى الان أن أفهم معنى ابتسامتك تلك ، لكنني أجزم أنها إن لم تكن ابتسامة سخرية ستكون ابتسامة قهر من خياناتي لك التي ستثبت لك حتما عكس ما أقول .
                  لكنني أقسم برب هذا القلب أنني كنت صادقا حينها .. هذه الكرة التي رماها الأطفال بلا قصد ، أعادتني لذكرى أحد المساءات كنت ألعب فيه مع بعض الشباب من معارفي " كرة القدم "، يومها وقعت وكسرت ساقي والتوى كاحلي ، أخذني واحد منهم بسيارته للطوارىء ، ذاك المساء شبعت فيه من توبيخات أبي وأمي وأخي الأكبر ، أما أنت أشبعتني غرورا حين هاتفتني كالعادة شوقا لي وعندما علمت بأمر ساقي بكيت كثيرا .. رجوتك ألا تبكي يومها مع أنني كنت أستمتع بشدة بدموعك التي أعلم أنها لم تكن لتنزل إلا حبا لي وخوفا علي ..
                  رنيم .. إن كنت تخافين علي من كسر صغير لم ولن يعرض حياتي لأي خطر.. من كسر سيشفى بعد أيام معدودة , فهذا يعني أن حبك لي قد فاق الحب الذي كان بإمكان قلبي احتماله ، كنت أعلم أن بكائك وشهيقك الطويل كانا صادقين ولم تتكلفي تصنع أي منها ، يومها فقط علمت أنني تمكنت من قلبك وعلمت أنك ستبقي معي مهما تماديت في ظلم هذا الحب.. فتكبرت إشباعا لغروري ..
                  لهذا أنا ألومك لأنك أحببتني ! أنا فعلا بقدر ما أحب حبك لي أكرهه !.. لو لم يكن حبك صادقا بهذا الشكل ، لو لم تكوني نقية بحجم السماء، لكنت كأي فتاة عابرة عرفتها في حياتي .. لكنت مجرد تسلية لوقت قصير كما أردتك أن تكوني !.. لم أكن وقتها سأحبك .. ولم أكن وقتها سأظلم قلبك بأفعالي القاسية وأقوالي الأقسى .. لكنتي من بعد ما تركتك أحببتي رجلا غيري بحجة النسيان كما فعلت كل فتاة عرفتها سواك !!
                  ليتك لم تحبيني .. ليتك ! لكنت الان لا أبكي خسارتي بفقدانك, ولا أؤمن بأن لا امرأة غيرك ستكون ملجأي, ودواء هذه الاهات التي امتلأ قلبي بها , أيا امرأة أحببتها .. بحق السماء عودي .

                  ******
                  يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته
                  لتطلب الربح مما فيه خسران
                  أقبل على النفس واستكمل فضائلها
                  فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

                  ميساء : ألو
                  قيس : هلا بالحب
                  ميساء : كيفو حبيبي اليوم ؟
                  قيس : مشتاق لشوفتك
                  ميساء : ههههه انا كمان مشتاقة
                  قيس : عنجد ؟
                  ميساء : اه عنجد .. ليه هو أنا بقدر على فراقك يا روحي؟
                  قيس : طيب بدي أشوفك !
                  ميساء : بس .. بس ما بقدر , إنت بتعرف ظروفي
                  قيس : لأ ما بعرف اشي غير إني بحبك وأنتي بتحبيني .. وحقي أشوفك
                  ميساء : طيب .. بس مش اليوم , و بكرا الجمعة و زوجي بيضل بالبيت خليها للسبت .
                  قيس : للسبت ؟؟!!!
                  ميساء : حبيبي يا حبيبي .. للسبت بتحجج بشي مشان أطلع على السوق وأشوفك , بس هلأ ليل رح يطلع هو معي وما بصير فرصة أشوفك .
                  قيس : للسبت ؟ أكيد ؟
                  ميساء : اه أكيد
                  قيس : أكييييييييييد ؟
                  ميساء : ههههههه اه .. على فكرة !
                  قيس : شو ؟
                  ميساء : بحبك
                  قيس : بموت فيكي
                  ميساء : وعلى فكرة !
                  قيس : هعهعهع .. شو ؟
                  ميساء : لازم أروح بحكي معك من الحمام ببيت حماي
                  قيس : هههههههههه وضعك صعب
                  ميساء : هههههه مشان تعرف بس!.. باي
                  قيس : باي .

                  تعليق

                  • Hanan_Alkhdour
                    عـضـو
                    • Sep 2015
                    • 12

                    #19
                    رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

                    البارت السابع

                    صففت شعرها الأسود الناعم وتركته منسدلا على كتفيها ، واكتفت ببعض الكحل الأسود وأحمر شفاه بارد اللون زينت به شفتيها الممتلئتين .. وخرجت لغرفة الضيوف مستسلمة لأمر والدتها لتقابل المرأة التي تريد خطبتها لإبنها "ام ابراهيم "..
                    إخلاص : السلام عليكم
                    ام ابراهيم : وعليكم السلام .. ما شاء الله حولك وحواليكي، اللهم لا حسد
                    إخلاص اكتفت بابتسامة ، كانت تتهرب من بعض الأسئلة و تجيب البعض الاخر بنصف إجابة ، كانت فقط تتمنى أن تجد طريقة تجعل بها هذه المرأة تراها غير مناسبة لتكون زوجة لإبنها ، خطرت ببالها أن تضع الملح في القهوة لكنها ارتأت أنها أصبحت حيلة قديمة استخدمتها معظم الفتيات .. لم ترد أن تتهور فتغضب والدتها، لكنها في ذات الوقت لا تريد الزواج .. مئات الأفكار الشيطانية كانت تدور في رأسها انذاك لكنها تحلت بالصبر إلى أن غادرتهم " ام ابراهيم " ..
                    أم محمود بحماس : شايفة يما ما أحسنها .. الله يجعل ابنها من نصيبك يا رب
                    إخلاص بضيق : ماما أنا ما بدي إبنها.. ازا رجعو حكو معك إحكيلهم ما إلكم عنا نصيب .
                    أم محمود فتحت عيناها على اتساعهم : ليش هيك بتحكي ، الشب مرتب ومتعلم وأهلو بنعرفهم محترمين ما عندك حجة هالمرة .
                    إخلاص وقد سالت دموعها على خديها : أنا ما بدي اياه، ما بدي خلص !
                    خرجت من الغرفة إلى أن استوقفها صوت والدتها المشفق على حالها : إخلاص .. خلص يما مثل ما بدك أنا رح أحكيلهم ما إلهم عنا نصيب بس إنتي لا تزعلي ، ماشي .
                    إخلاص هزت رأسها بالإيجاب وصعدت لغرفتها .

                    ******

                    لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
                    وللحب مالم يبق مني وما بقي
                    وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
                    ولكن من يبصر جفونك يعشق
                    وبين الرضا والسخط والقرب والنوى
                    مجال لدمع المقلة المترقرق

                    يهاتفها وهو مستلق على سريره أسامة : يلا يا بيبي إبعثيلي صورتك
                    شذى : اوكي هلأ ببعتلك اياها
                    أسامة : والله عسل أباي شو عيونك حلوين
                    شذى : ههههه لا تخجلني حبيبي
                    أسامة : ولك أموووت طخ أنا بس .. ولك نيالي فيكي أنا
                    شذى بدلع : تؤبش ئلبي ريتك ..
                    أسامة : بدي توعديني شغلة
                    شذى : من عيوني ..شو هيي؟
                    أسامة : تضلي معي على طول وما عمرك تفكري بغيري
                    شذى : وعد حبيبي أكيد ، وأنت كمان أوعدني
                    أسامة : وعد ..
                    ما هي إلا دقائق حتى قطع الإتصال .. نظر أسامة لباب غرفته متأففا حتى لمح ظل أحدهم .. : يما هاي انتي ؟
                    لم يلق أي رد فقام عن سريره وتوجه للباب .. أشعل المصباح ولكن عندما راها لم تكن أمه .. كانت فتاة عشرينية بيضاء البشرة ، لكن رأسها كان منحن للأسفل فلم يعرفها جيدا إلا عندما اقترب منها أكثر ..
                    أسامة انهارت دموعه وصرخ : رنييييييييييم !!!! متى إجيتي ؟؟ بتعرفي أنا شو محتاجك ؟ بتعرفي كم فقدتك واشتقتلك ؟ ....... حبيبتي إرفعي راسك واتطلعي علي .... رنيم ؟!!!!
                    رفعت رأسها ببطء ونظرت إليه بعينين محمرتين من مرارة البكاء ، وبقايا الدمع لا زالت تكتسي وجنتيها الناعمتين .. أخذ ينظر لها بعينيه الدامعتين نظرات المشتاق العاشق لحبيبته الغائبة ينتظر جوابها لكنه انتبه لسكين بين يديها الصغيرتين ..
                    أسامة : حبيبتي ليش معك سكين ؟ كنتي تساعدي إمي ومريم بالمطبخ !! من زمان غايبة وجاية تساعديهم بدل ما تشوفيني!!!
                    رنيم بحقد : هاي السكين إلك لأنك خاين !
                    لم تترك له مجال ليقول شيء ، هجمت عليه بسكينها تريد أن تغرزها في قلبه .. حاول الدفاع عن نفسه لكنها كانت مصممة على قتله ...
                    أسامة صرخ : رنيم ؟ رنيم شو صايرلك إهدي ... رنيم !!
                    خرج من الصالة ولم يجد أمامه إلا الدرج فصعد عليه راكضا لكنها كانت خلفه تركض وهي توجه سكينها نحوه ، فتح باب سطح المنزل وحاول إغلاقه قبل أن تصل له ، لكن غضبها كان أقوى من قوته ، وأقوى من خوفه فتغلبت عليه وفتحت الباب ، فر مبتعدا لكنه وجد السور أمامه ، وسكين انتقامها خلفه ... التفت لرنيم محاولا تهدأتها ..
                    أسامة : رنيم .. إهدي شوي أنا حبيبك بهونلك في ؟؟ ....... رنيم ؟ حطي السكين على جنب خلينا نتفاهم شوي بس
                    لكن محاولاته كانت بلا فائدة فهي كانت تتقدم نحوه وعلى وجهها ابتسامة سخرية ، كانت هي تقترب خطوة ، وهو يتراجع بخطوة كلما اقتربت ... حتى التصق ظهره بالسور ، انقضت عليه بسكينها ، حاول مقاومتها كثيرا ، لكنه في النهاية ...سقط عن سطح منزله ؛
                    صرخ ، ونظر حوله فرأى نفسه جالسا على سريره وبجانبه أخته مريم تسم عليه وتقرأ عليه المعوذات ..
                    مريم بقلق : بسم الله عليك أسامة ، مالك ؟ صحيتني من صراخك وأنت نايم
                    أسامة يمسح برأسه المتعرق ويرد عليها بصوت لاهث مرتجف : شكلو كابوس !
                    مريم : كم من مرة حكتلك إمي تقرأ الأذكار قبل ما تنام !! ليش ما بتقرأها ؟
                    أسامة : بقرأها ان شاء الله .. خلص روحي انتي نامي
                    مريم : طيب تصبح على خير
                    أسامة : تلاقي خير .
                    أنا على قيد الحياة .. كان كابوسا فقط ! والان عدت للواقع ، لكن حتى هذا الواقع كابوس اخر فأنت يا رنيم بعيدة عني فيه .. أحقا لا زلتي غاضبة مني ؟ أم أنه حلم فقط ؟ أما زلتي تذكرين حماقاتي معك ؟ أم أنني أصبحت صفحة طويت من صفحات ماض سحيق لا يستحق الذكر ؟ أحقا ترغبين بقتلي ؟ أم أنه لا زال يعز عليك ألمي ؟
                    لقد أورثتني الجنون يا وجعي .. الاف التساؤلات تدور في رأسي ولا أمتلك أدنى توقع للحقيقة .. أنا أحتاج غفرانك ! .. عليك أن تغفري لي فضميري هكذا لن يرتاح .. عليك أن تعودي لي فأنا كلي هكذا لن أرتاح ! لقد أورثتني السقم في قلبي .. فلا حب بعدك ولا فتاة بعدك ولا حياة بعدك ! يا حبيبة القلب قد زادت أوجاعه وما لها شفاء إلا أنت ..

                    ******

                    " في هذه الفقرة تحديدا أعتذر عن الكتابة باللغة الفصحى لأن العامية ستكون هنا أبلغ وصفا "
                    يوم طبخ الكرشات الأردني أو الفلسطيني ، بهاليوم التاريخي بتصحى الحجة من الصبح ولازم تصحي كل الكناين مشان يساعدوها وبتصحي ولادها الشباب مع إنو فش منهم فايدة .. بس كواجب وطني مش أكتر, مش لازم حدا يضل صاحي بالدار ..
                    وبتبلش الحجة فيهم ....: يا وئام ولك لسا ما غلت المي ؟؟ ولك يا سحر ركبي طنجرة مي ثانية خلينا نبلش تأخرنا !! .. يلا يا ميساء جيبي الليمونات والملح والخل !!
                    و بيبدو الكناين يغسلو بهالكرشات .. تحت أوامر الحجة الله يطول بعمرها : إدعكي منيح انتي .. شدي إيدك انتي الثانية .. ووووو الخ.
                    وبيبدا مشوار التقرف الأنثوي لما يصير دور تنظيفها بالسكين .. وبيبدا معها مشوار الزناخة للشباب خاصة بتنظيف الفوارغ
                    ميساء : يا الله يعني لازم هاي الطبخة اليوم !! بتمرض وبترفع الضغط وبكفي الريحة البشعة بكل الدار .. بعدين ما في حديث عن الرسول ولا عن أي واحد من الصالحين أكلها ، ليش إحنا بنوكلها ؟ اووووف
                    أم عمر : إشتغلي وأنتي ساكتة ، بنشوفك كمان شوي لما ينزل الأكل بنصير نترجاكي تخليلنا أكل هههههه
                    ميساء : هههههه صحة وعافية على قلبي ، مش أنا تعبت عليهم خليني أشبع منهم
                    وئام : هههههههههه هلأ كنتي تحكي ما سمعنا عن الصالحين أكلوها وليش بناكلها ! بسرعة غيرتي رأيك وصرتي بدك تشبعي منها
                    ميساء : اه ولا حبيبتي يعني أتعب ع الفاضي ؟! .. هههههههههه
                    علي : ولا عماد تعال تعال
                    عماد : نعم يا عمي
                    علي : روح ساعد إمك بدل ما انت قاعد بتلعب
                    عماد ببراءة : بس أنا ما بعرف
                    علي : مش بتعرف تنفخ ؟
                    عماد : اه بعرف
                    علي : روح أنفخ بالمصران بطلع منو كل الوسخ هههههه
                    وئام وسحر وميساء: يييييييييييييع
                    عماد بشقاوة : هي هي لا
                    علي : ههههههه خلص اذا مش عاجبكم ينفخ بنخليه يشفط
                    سحر : يييييييع علي قوم من عنا خلص .. يا حماتي خليه يروح !
                    ام عمر : انتو مدلعات هو ما حكا إشي بمزح مع إبن أخوه .
                    علي : هههههههه ينصر دينك يما ...
                    .... وبتضل هالحركات على طول القعدة .. بعدين بيبلش حشيهم بالرز وببلش دور الشباب : يما جعت ... و : يما.. مطولين ؟ ... متى الأكل بنزل ؟
                    وبيجو بيحتلو المطبخ وبتطردهم الحجة ألف مرة وبيضلو يرجعو من كتر ما بيحبو هالأكلة مستعجلين ..
                    وما ننسى تنظيف الروس والرجلين لما الحجة تشعل "البابور" الي صوته بوصل لاخر الدار ... وطبعا حجتنا لازم تخلص طبخهم بالكامل على رجعة الشباب من صلاة الظهر ..

                    ******

                    أسامة : صباح الخير
                    أم محمد : صباح الخير يما ، يلا بسرعة خذ معك صحن فول وانزل اشتريلنا فول وفلافل من عند الفوال أبو هيثم وما تنسى تحكيلو يكثر الدقة ....يلا مريم تعالي أفرمي معي بندورة وخيار وحطي شطة مشان أبوكي بيحبها
                    أسامة كعادته يمسك صحن الفلافل و"بيطبل عليه شوي" وهو يغني أول أغنية تخطر على باله : بدي تحبيني وتموتي فيني.......تنسي كل الناس وحدي تهويني .....هزي بخصرك هزي سهم بقلبي غزي......هزي بخصرك هزي سهم بقلبي غزي
                    حتى يأتي والده ويصرخ به : ان شا الله حب يطلع على جلدك يا قليل الحيا
                    أسامة يخرج بسرعة ضاحكا كأنه يشاكس والده قصدا مازحا

                    تعليق

                    • ام رموسه
                      V - I - P
                      • Mar 2015
                      • 3339
                      • سابقى كالعطر الفت الانتباه دون ضجيج يعرفني الجميع وابقى رغم ذلك سرا

                      #20
                      رد: رواية ( ذاآك الرصيف .. ) بقلمي المتواضع

                      بصراحه ابداعتي

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...