حكايات بين الرفوف (م.ق)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مثير الجدل
    عـضـو
    • Dec 2013
    • 45

    حكايات بين الرفوف (م.ق)

    كيف حال الجميع في هذا المنتدى الرائع والكبير أن شاء الله تكونوا بخير وصحة وسلامة ,
    طبعا هذي أول مشاركة لي , والمشاركة عبارة عن مجموعة قصصية في كتابي الأول ,

    وبعيدا عن الثرثرة المملة المعتادة وكي لاأطيل عليكم , وكما هو واضح من العنوان (حكايات بين الرفوف) عبارة عن مجموعة قصصية أو شغفي وأكثر ما أحبه في الكتابة وأقصد (القصة) , طبعا هو كتابي الأول عبارة عن قصص منوعة كتبتها قبل سنوات وأعتمدت بعضها في منتديات أخرى وبعض المجلات الألكترونية قبل مايقارب سنتين أو ثلاث فقمت بجمع كل هذه القصص في هذا العمل .

    ربما يسأل أحد ما الفائدة من أعادة تنزيل القصص مرة أخرى , ذلك بسبب بسيط جدا , لأنني حين أكتب قصة أصوغها وأكتبها بثلاث طرق مختلفة ,
    - الأولى : أكتبها باللهجة العامية .
    - الثانية : أكتبها بالفصحى ولكن بطريقة (سرد مباشر) فقط الحوارات والأحداث بعيدا عن شرح الشخصيات ومشاعرهم والحدث .
    - الثالثة : أكتبها بسرد أدبي بحت مفصل وأتعمق أكثر في مشاعر الشخصيات وحواراتهم وكل شيء .

    فكل القصص التي أعتمدتها من قبل على مواقع الأنترنت كانت بطريقة (السرد المباشر) , فهذه النسخة هي الأصلية الطويلة المفصلة (بسرد أدبي بحت) بكل أحداثها وتختلف في كل شيء عن باقي النسخ حتى في الأحداث ذاتها , فكما هو معروف المواضيع في المنتديات تنتقل من منتدى لاخر لذا أكون حذرا دائما وأحتفظ بالنسخة الأصلية لدي ولا يطلع عليها أحد عدى أقرب المقربين , وأعتقد بأن القصص التي أعتمدتها من قبل أنتقلت لأكثر من مكان كما هو معروف ويحصل مع معظم المواضيع في المنتديات وربما بأسماء مختلفة وقد تكون نقلت حتى لهذا المنتدى لاأعلم , ولكن جميع نسخ هذه القصص الأصلية وثقتها في هذا الكتاب الذي لم يقرأه أحد .

    هنا أشير فقط بأنني لست ضد النقل أبدا ولكن من ينقل موضوع من منتدى لاخر أكان يخصني أو غيري فلا ينسبها لنفسه , ليس بالضرورة مثلا أن يكتب منقول أو أنها بقلم هذا العضو أو شيئ من هذا القبيل , ولكن ألا يزعم بأنها تخصه فلينقلها دون كتابة ملاحظات اخرها , وكفى .

    طبعا سأعتمد قصة مابين كل فترة كما هو معتاد , ولا أريد أن أسبب الكثير من الأزعاج للمشرفين ولكن أتمنى وأرجو أن يقوموا بتثبيت الموضوع لاأعتمده بشكل مستمر , وأتمنى أن تكون القصص عند حسن ظن الجميع .
  • مثير الجدل
    عـضـو
    • Dec 2013
    • 45

    #2
    رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

    (حكايات بين الرفوف)


    متهم في مخفر الشرطة

    (طالب) شاب بسيط جدا يمتلك محلا لبيع الملابس كان لوالده , لكن مشكلة (طالب) أن كل من حوله يكرهونه لأن عائلته سيئة السمعة جدا , فأبوه ينتظر حكما بالإعدام لقتله طفلا دهسا بسيارته وهو تحت تأثير الخمر وقتئذ كان الغروب كئيب , والدته أيضا ماتت وهي تتعاطى الخمر في حفلة ماجنة , أما شقيقه الأكبر فقد أدمن المخدرات واختفى قبل سنة ، ولا أحد يعلم أين استقرت به الأرض , شقيقته التي تصغره بعام هربت هي الأخرى من عالمها مع صديق لها , مما حدا بطالب أن يتشرنق حول نفسه بالعزلة مغلقا قوقعته بإحكام تفاديا لنظرات الناس المؤلمة , بقى (طالب) وحيدا خائفا في هذا المنزل الموحش يفكر في الاختفاء كأخيه تارة ، وتارة أخرى تراوده فكرة الهروب من هذا العالم الموحش كأخته ، إلا أنه لم يفعل .

    عاد ذات مساء حار من محله يريد الوصول لمنزله الذي لا يعرف مكانا أخر غيره وصل حارته وإذ به يجد سيارات الشرطة تنتظره , أكتشف بعدها أن أحدهم سرق المنزل اللصيق لمنزله ، وهو المتهم الوحيد في هذه الجريمة , فأقتادوه إلى مخفر الشرطة ، وعيون الجيران تكاد تأكله حنقا وغضبا وربما شماتة وفرحا لأنهم سيتخلصون منه أخيرا كأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم الذي ينمحي وجود هذه العائلة من حارتهم .

    أدخلوه على الضابط المناوب الذي كان يكره (طالب) وأسرته كثيرا لأنه (والد الطفل الذي قضى تحت عجلات سيارة أبيه) , كأن الضابط كان ينتظر أمرا كهذا, بدأ التحقيق معه بكل قسوة وصلافة , راح يشتمه بألفاظ كان (طالب) يسمعها كثيرا من الأولاد في حارته ، إلا أن الضابط الذي خرج عن عقال حلمه غضبا شمل جميع الأسرة في شتائمه ، قائلا له : بأنكم عائلة منحطة جدا ، لا تعرف إلا لغة الجريمة والانحطاط ، وصدقني سأدخلك السجن مع أبيك ليلتم شمل عائلتكم القذرة في المكان الذي يليق بأمثالكم , (طالب) كان يتلقى كل هذا السباب بصمت أشبه بالفراغ كمسامير تدق في جسده محدثة موجات من الألم الذي لا يعرف مصدره .

    هنا صرخ الضابط في وجه (طالب) : أخبرني أيها اللعين , لما سرقت المنزل ؟
    قال (طالب) منكسرا : لست أنا السارق , فلدي حجة غياب صلبة ، إذ كنت في دكاني طوال اليوم ولم أخرج منه ولدي من يشهد بذلك , غير أن الضابط بدأ يشتمه من جديد وكأنه لم يسمع شيئا مما قال (طالب) , في تلك اللحظة قاطعهم شرطي اخر قد دخل عليهما غرفة التحقيق وقال : لقد قبضنا على السارق الحقيقي وعنده المسروقات وقد أعترف بجريمته .

    صمت الضابط قليلا ونظر إلى (طالب) بكل حقدا وغضب وقال له : لقد جاءك الفرج ولو كان بيدي لحكمت عليك بالإعدام كوالدك ، ولكنني لن أستعجل ستعود إلي هنا عاجلا أم اجلا ، فأنت مجرم بالوراثة والإجرام يجري داخلك كمجرى الدم في العروق , هيا أيها الوضيع أعطني بطاقتك الشخصية كي أوقع المحضر وأخلي سبيلك راغما .
    طالب : لقد نسيت بطاقتي في المنزل , هل تأذن لي كي أذهب وأحضرها .
    الضابط : أحقا , هل تستهزء بي أم ماذا , لن تخرج من هنا ألا بكفالة من أحدا محترم ، لأنكم عائله مجرمة وليس لديكم أحترام للقانون أو أي أحد .
    طالب : أتريدني أن أتصل بأحد كي يكفلني ؟
    الضابط : نعم , قم بالاتصال بأحد .

    راح (طالب) ينظر إلى هواتفه التي يحملها بيديه وإلى المحقق وكل المكان من حوله وكأنه ينظر إلى عالمه وماجرى فيه وسخرية قدره بدى كمن يريد أن يصرخ صرخة يسمعها العالم بأسره وقال في مشاعره المختلطة تلك والعبرة قد خنقته : أنظر ياحضرة الضابط أنا لدي (هاتفان) لأنني كل فتره أتصل على نفسي وأرسل لنفسي رسائل خاصة لأن أحدا لايريد أن يتعرف علي , ولا يتشرف أحدا بالتكلم معي .

    ويكمل (طالب) وعيناه تملؤها دموع الانكسار وصوتا متعبا بحشرجة : ياحضرة الضابط الناس إذا شاهدوني أمشي في الشارع يهربون مني ويتحاشون حتى النظر إلي , أظل مريضا في فراشي ثلاثة أيام ولا أحد يعرف عني شيئا ولا يزورني أي حد , أحضرتموني إلى هنا وكما رأيت أنت لم يأت إلي أحد حتى يخرجني أو على الأقل يسال عني , ذهبت كي أتزوج لكن أحدا لايريد أن يعطيني أبنته , الناس يا حضرة الضابط حكمت علي بالسجن وتعاقبني وأنا حي منذ زمن بعيد , يا حضرة الضابط ، والدي ينتظر حكما بالأعدام , والدتي ماتت وهي تشرب الخمر , شقيقي مدمنا للمخدرات , وشقيقتي هربت ورفيقها , أنا هؤلاء هم عائلتي ,, لكنني ,, لست مثلهم ياحضرة الضابط , لماذا لا يريد أحد أن يصدقني ؟
    عشت طوال عمري جنب الحائط طلبا للسلامة ، لم أوذ أحدا في حياتي ولا حتى قطط الشوارع , من منزلي لدكاني ومن دكاني لمنزلي , لاأعرف مالذي تريدونه مني ؟

    حركت كلمات (طالب) ودموعه وجدان الضابط الذي أنصت لضميره شيئا ما وتعاطف معه ثم قال له : حسنا , سوف أكفلك أنا , كفله الضابط بالفعل , هم بعدها (طالب) بالخروج مودعا وشاكرا إلا أن الضابط أستوقفه قائلا بخجل وندم : تذكر فقط يا بني بأن الناس لا يرون داخلك النقي .

    تعليق

    • آنثـــــى خياليـــةة
      عضو فضي
      • Nov 2013
      • 627
      • °•°آعششــ ـق تعـــــ ــآآآبيــ ـــر وجههک°•°

      #3
      رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

      شوقتني للقادمم

      انتظرك

      Sent from my e2001v21_v89_jbl1a698 using منتدى عبير mobile app

      تعليق

      • مزمز
        عضو ماسي
        • May 2011
        • 1087

        #4
        رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

        قصة في منتهى الروعة
        يعطيك العافيه وربي يسعدك..
        تنقل الى القصص القصيره..

        تعليق

        • انثى الخيال
          عضو متألق
          • Sep 2013
          • 232
          • كم هي غريبة
            تتمنى أن يكون عامي بألف خير و هي بعيدة عني
            بينما تعلم أنني لا أستطيع قضاء عامي بدونها

          #5
          رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

          قصة رائعة جدا اثرت بداخلي كثير معانيها كالماء النقي

          ابدعتي

          تعليق

          • انثى الخيال
            عضو متألق
            • Sep 2013
            • 232
            • كم هي غريبة
              تتمنى أن يكون عامي بألف خير و هي بعيدة عني
              بينما تعلم أنني لا أستطيع قضاء عامي بدونها

            #6
            رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

            اسفة

            **ابدعت

            تعليق

            • مثير الجدل
              عـضـو
              • Dec 2013
              • 45

              #7
              رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

              انثى خيالية
              مزمز
              انثى الخيال

              لشرف لي تواجدكم في صفحتي المظلمة
              بشكركم على مروركم هنا وتركت بصماتكم الجميلة لدي

              تحيتي

              تعليق

              • مثير الجدل
                عـضـو
                • Dec 2013
                • 45

                #8
                رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

                وسوسة شيطان

                (حاتم) رجل دين ملتزم جدا , متشدد , حافظا للقران , دقيق في أصغر تفاصيل دينه , أمام مسجد يصلي خلفه حشودا وجموع , يحبه الجميع ويحترمه لأخلاقه العالية وغيرته الشديدة , يأتي إليه الناس من كل حدبا وصوب يستمعون لنصائحه التي لاتقدر بثمن .

                ذات يوم كأنه يبشر خيرا إذ كان جالسا في شقته التي ملئت أيمانا وأحتسابا ملائكة تزورها وتحب المكوث فيها , كعادته يقرأ ماتيسر من كتاب الله بصوتا خاشعا سجي يجبر سامعه على الوقوف ريثما ينتهي , لحظات قنوته تلك قاطعها طرق باب شقته المشؤوم وكأنه إبليس أو أحد شياطينه , فتحه وإذ بها فتاة يقشعر لجمالها البدن , أشاح نظره عنها محصنا نفسه من ثغرة قد يغرره الشيطان بها , لم يقدر على ذلك فجمالها يخطف اللب والأبصار لم يرى مثلها قط , نظر إليها مرة أخرى وباغتها بسؤال : من أنتي ؟
                الفتاة : أنتقلت للتو , وأسكن قبال شقتك .
                حاتم : وماذا تريدين , أتنشدين شيئا ؟
                الفتاة : علمت بأنك رجل دين تقدم النصح للناس , وأنا كنت فتاة سيئة غرتني الحياة بملذاتها , أعاقر الخمر , وأحضر حفلات ماجنة , أقيم علاقات مع الجميع , عرفت ذنبي الان , وأشعر بأنني جيفة قذرة , أليا توبة ؟

                لم يبخل عليها (حاتم) بالنصح فتلك وظيفته , أدخالها شقته وعالمه النظيف الطاهر راح يرشدها ويعلمها مما حفظه وتربى عليه , شغلته مشكلة أخرى هزت إيمانه شيئا ما إذ تلك الوساوس والهواجس الشيطانية لم تبارح نفسه لحظة , يصدها ويردها ترجع إليه بطريقة أو بأخرى بأسلوب ناعما سلس , جمال تلك الفتاة شتت ذهنه وخلخل إيمانه , متمالك نفسه بخطوات ثابتة وأخرى مهزوزة كخيطا رفيع بين نارا وجنة , أدى ماعليه من أمانة مطمئنا الفتاة وقت خروجها من شقته ومؤكدا لها حرصه الشديد بأدخال الأيمان قلبها وتطهيرها من تلك الذنوب التي لحقت بها .

                وحيدا منفردا في شقته التي لم تنجس من قبل كما حدث لتوه , صورة الفتاة لم تفارقه لحظة شيطانا يوسوس له واخر يتلاعب به , يقاوم تارة وأخرى يقرأ ماتيسر من ايات تبعد الشياطين عنه , يصبر ويتحمل كل ذلك الهاجس , يصفع إبليس فيعود إليه كل مرة بفكرة أكثر إغراء من أختها , مجاهدا بين نفسه التي مامست هكذا من قبل .

                مترددة عليه الفتاة مرة في الليل وأخرى في ضحى تستفيد مما يعلمها وينورها بأيمانه التي زعزته وبعثرته وقلبت كيانه دون قصد .

                تمر الأيام عليه والحرب تشتد عنفوان ووحشية وقسوة بداخله , وذلك الوسواس اللعين بدأ يرجمه ويستنزف إيمانه قبل طاقته , لم يعد قادرا أكثر على أمتداد تلك الحرب , إذ وصلت عقله وراحت تقصفه بصواريخ لم يعرف مصدرها , تتفجر محدثة أشعاع شبه نووي يزيل ماحفظه تلك السنين ويمحي دينه من ثباته .

                أنهكته الحرب وأفلست مالديه أخرجت منه خزائن لم تقدر بثمن , ظل يحتفظ بها سنين وعقود ليوما كهذا لم يدري بأنها أفسدت وتعطلت ولم تعد تنفعه , فالمعارك تتنوع أساليبها وأستراتجيتها من جيشا لاخر , كل حربا لها طرقها وترسانتها الخاصة بالفوز كل وحسب ماتقتضيه الحاجة , فلم يكن جاهزا لهكذا نوع من المعارك إذ ظن نفسه بمنأى عنها ولن تصل لداخله فلم يقاوم ببسالة كما ينبغي , راح يطلق قذائف بشكل عشوائي أرتدت عليه وجنوده في النهاية , بنيران صديقة خسر الحرب وكل شيء رافعا بيده راية الأستسلام البيضاء .

                خلع رداءه الطاهر وأرتدى اخر كله نجاسة , ينتظر الفتاة وينتظر ليرتكب جريمته التي حلم بها كابوسا يدخله نارا وقودها الناس والحجارة , دق الباب وقلبه يدق معه دخلت الفتاة محتشمة تطالع الأرض خجلة , أقفل الباب على غير العادة مخبأ مفاتيحه بداخل جيبه مما أفزع الفتاة وأخافها
                سألته متعجبة : لما قفلت الباب ؟
                حاتم : حقيقة الأمر جمالك الفاتن سلب عقلي , ليته ذاك بس حتى إيماني وديني , أقاوم طوال تلك الأيام بلا جدوى فلا قدرة لي عليه .
                أحست الفتاة برهبة لم تشعر بها من قبل , ترتجف قائلة : ماذا تفكر أن تفعل ؟
                حاتم : أعاشرك , هذا كل ماأطلبه , بعدها تعودين شقتك بسلام .
                رفضت الفتاة بقوة , وقالت له : أمجنونا أنت , هل فقدت عقلك , رجل دين مثلك , كيف تجرأ وتقول هذا .
                حاتم : أرجوك , لم أعاشر فتاة قط , فلست متزوجا كما تعرفين , والشيطان تلاقفني من كل جانب , وأظهر قبيح سريرتي .

                مرارا وتكرارا رفضت الفتاة , فكرت أن تأخذ المفتاح من جيبه ولو بالقوة , شدا وجذب بينهما فقام بضربها كما لم يضرب أحدا من قبل , وكأنه ينتقم لإيمانه ودينه الذي لن يعوض , وقعت الفتاة أرضا أستغل تلك اللحظة نزع ماترتديه (أغتصبها) وفعل ماأراده وخاض لأجله حربا دمرته ودمرت كل جميلا فيه.

                بعد أن أنهى فعلته همت الفتاة بالخروج من الشقة بحسرة وحرقة على مصاب جلل أصابها , وحين صلت إلى الباب توقفت فجأة , لحظات أستدارت عليه
                وقالت : أريدك أن تسامحني ؟
                حاتم الذي تعجب من كل ذلك , أجابها : ولما , إنتي من يفترض أن يسامحني , فلقد قمت بضربك وأغتصابك , ثم سكت ثوان وقال : لكنني لاأريدك أن تخبري أحدا بالذي حدث , كي لاتشوهي صورتي الجميلة الطاهرة , وحتى لو أخبرتي الناس بذلك فلن يصدقك أحد ثقي بي , لأنهم يعرفوني جيدا .
                الفتاة : حسنا , لك ماأردت , ولكنني أرتجيك ثانية لكي تسامحني ؟
                تبسم حاتم وقد غلبته حيرة ما , وقال لها : أخبرتك مسبقا , ولماذا تريدينني أن أسامحك .

                أقتربت منه الفتاة بخطوات لايسمع صوتا لها مما جعله يتوجس خيفة منها , أحتضنته بقوة شديدة أحس بها نارا تحرقه , همست بهدوء في أذنه , وقالت : (أنني مصابة بالأيدز) .

                تعليق

                • مثير الجدل
                  عـضـو
                  • Dec 2013
                  • 45

                  #9
                  رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

                  نظرا لظروف سفري سأضع قصة أخرى لتدارك ضيق الوقت , وأن أمكن سأعتمد بعد أيام قصة أخرى كذلك

                  - ملاحظة : هذه القصة كتبتها في سنة 2007 حين كان الماسنجر هو الرائد في ذلك الوقت , والأسم الأصلي للقصة كان (جمانة) وليس (سعاد) .

                  تعليق

                  • مثير الجدل
                    عـضـو
                    • Dec 2013
                    • 45

                    #10
                    رد: حكايات بين الرفوف (م.ق)

                    سعاد

                    (سعاد) فتاة تبلغ من العمر 26 عاما ، طيبة القلب (فقيرة قبيحة) لاذوق لها في اللباس أو غيره فليست كباقي ذوات جنسها إذ أنها تجهل أبسط صيحات الموضة والأناقة وماتفعله باقي الفتيات , تعرفت على شابا يدعى (يوسف) عن طريق الماسنجر مكانها الوحيد الامان , حيث تحب الجلوس فيه طويلا والتحدث دون كللا أو ملل كملجأ تختبأ داخله من خطرا يحدق بها هاربة إلى المجهول ببساطة عقلها وتواضعه .

                    كانت تتحدث إليه كل ليلة ساعات طويلة ، لم تكن تعرف شكله ، أيضا لم يكن يعرف شكلها , يتكلمان عن كل شيء أحلامهما أمانيهما , أخبرته بقبحها وفقرها أرادت أن تكون صادقة مع نفسها قبل أحد , تعلقت به كثيرا لجديته وتمسكه بأحلامه ورغبته الصادقة في تحقيق ذاته ، غير أنه وبعد أشهر أنقطعت عنها أخباره أختفى من عالم الماسنجر فجأة دون وداع .

                    مرت سنون أربع تزوجت خلالها شقيقاتها الأصغر منها سنا ، بينما هي ظلت عزباء تنتظر فارس الحلم الذي لم يأتي , حزنت لحالها فلازوج ولا مالا يغنيها ولاحتى جمال .

                    نفسيتها السيئة ما عادت تطيق أحدا , لوحدها تبكي دائما وتصرخ بسببا أو بدونه , كان أهلها يراعون مشاعرها لعلمهم بحالتها وقلبها المكسور ومحدودية عقلها وتفكيرها , يوسوس لها الشيطان لترتكب محرما إلا أنها صبرت صبرا لا يحتمله بشر .

                    ذات صباح ، ان كانت جالسة على الماسنجر كعادتها حزينة تندب حظها العاثر الذي عرفته ولم يعرفها بعد , فجأة جاءتها رسالة :
                    - أهلا سعاد ، كيف حالك ؟
                    إنها من يوسف ! ياإلهي
                    أنتابها فرحا صام عنها أعواما وأعوام , أخذت تتحدث معه طويلا كأنها تنتقم من السنوات الأربع التي تصرمت من عمرها
                    لحظتها باغتها يوسف بسؤال : أريد أن أراك الليلة ؟
                    - سعاد : أنت تعلم جيدا بأني لست فتاة من هذا النوع الذي تظنه .
                    - يوسف : بالطبع أعرف ذلك ، لكن لا تظني بي سوء ، فأنتي تعرفينني جيدا , وإذا كنت خائفة أحضري من تثقين به معك !
                    أعطاها أسم المطعم ورقم الطاولة ، وقال لها : أراك الليلة في الساعة الثامنة ، وأغلق الماسنجر .

                    أحتارت في أمرها ماذا تفعل؟ وماذا يريد منها؟
                    الوقت يمر عليها سريعا مترددة بين الذهاب من عدمه , أسئلة غزيرة دوختها جعلتها لاتقدر على الجلوس متسائلة في ذاتها :
                    - ماذا يريد مني؟
                    - طريقته في التحدث توحي بأنه إنسان محترم .
                    - ربما هو يخادعني!
                    - هل أذهب أم لا؟
                    - لماذا لا أجعل شقيقي يذهب معي .
                    - لا ، يريد خداعي والتلاعب بمشاعري .
                    - لكني أعرفه منذ زمن .
                    شيئا فشيئا كبرت الفكرة داخل رأسها , حتى حزمت أمرها بالذهاب لوحدها ، بقلبها المكسور ، وأحلامها المحطمة ، ومشاعرها المضطربة .

                    في الساعة الثامنة تماما دخلت المطعم وهي تمشي بخطوات مضطربة خائفة ، تنظر هنا وهناك لم تعرف أين هي فالموقف ومايحدث لها جعلها تائهة ضائعة , زمانا رمى بها وأجبرها أن تغوص عميقا , جميع الحاضرين في المطعم راحوا ينظرون إليها بملابسها القديمة البالية بعضهم يضحك واخر يشفق عليها فمكانها ليس هنا فلم تعتد أجواء كهذه , شدة من عزمها وبحثت عن الطاولة الموعودة حيث كان يجلس عليها شاب وحيدا غير منتبها منشغلا يقرأ (كتاب قائمة الطعام) .

                    نظرت إليه من بعيد لكنها لم ترى وجه الشاب إذ سترته عنها القائمة ، مترددة خائفة أتذهب وتجلس في طاولة معه أم تعود بيتها الذي لم تحس يوما بدفء جدرانه وستر نوافذه ألا ساعتها , أستجمعت ماأستطاعت من قواها الخائرة وامالها المشتتة وذهبت إليه مباشرة .
                    - سألته : أأنت يوسف؟
                    رفع رأسه بكل هدوء وقال ببرودا شديد : نعم أنا (يوسف)!
                    أستغربت جدا حينما تمعنت ملامح وجهه كضربة أخرى تلقتها على رأسها , راح تكلم نفسها الحائرة : أمعقول ، هذا الممثل (يوسف) الذي بالتلفزيون , إنه من أشهر وأجمل الممثلين في البلاد , أظنني أخطأت بالمكان !
                    - سألته مرة أخرى كي تتأكد : هل أنت الممثل (يوسف)؟
                    - أجابها : بنعم .
                    - قالت له : يبدو أنني أخطأت الطاولة .
                    همت حينها بالرحيل ، عند ذاك قال لها يوسف : انتظري يا (سعاد) ...
                    وقع أسمها كان مدوخا عليها ، زلزلها من الداخل ، مما جعلها تتسمر في مكانها داهشة لا تعرف ماذا تصنع , غير أن (يوسف) انتهز فرصة تجمدها وضياعها
                    ليكمل حديثة : نعم أنا الممثل يوسف ، وأنا أيضا من كنت أحادثك طوال هذه الفترة في الماسنجر .
                    - سعاد : لا, لا, أنت تخدعني !
                    - يوسف : لا , لست أخدعك ، أنا من كنت أحادثك , أخبرتك قبل أربع سنين بأنني أريد أن أصبح ممثلا، أنقطعت عنك كل هذه الفترة كي أحقق حلمي ، ولقد حققته كما ترين !
                    غلبتها الحيرة , فقالت له : ماذا تريد مني الان؟
                    - يوسف : أردت أنا أراك كي أرى تلك الفتاة التي شجعتني وكانت تقول لي دائما : حاول وحاول وأجتهد وسوف تصبح ممثلا كبيرا يوما ما, الجميع كان يسخر ويضحك مني عداك , أنتي فقط من شجعني ووقف إلى جانبي بكلماتك البسيطة الصادقة ، كل نجاح أحققه أتذكرك في نفسي وأقول : إنها تلك الفتاة التي كنت أحادثها في الماسنجر، أيدتني وزرعت أملا في طريقي ، حقا , أريد أن أشكرك .
                    - قالت له مستغربة من كل الموقف : أحضرتني إلى هنا كي تخبرني بهذا فقط؟
                    - يوسف : أنت أخبرتني بأنك قبيحة وفقيرة ، ولكنني لم أخبرك ...
                    - قاطعته (سعاد) باكية , لاتريده أن يكمل , جال في خلدها ما يفكر فيه ,
                    - قالت له : توقف أرجوك , لم أعد أحتمل كل هذا!
                    - يوسف : لا , لا, أمسحي الدموع من عينيك وأنظري إلي !
                    نظرت إليه لكنها لم تتمالك دموعها , فمن يلومها على ذلك ,
                    - قال لها يوسف : أنا لا أريد فتاة جميلة ، ولا أريد فتاة غنية ، أريد الفتاة التي وقفت إلى جانبي وساندتني بروحها الصادقة , أريد فتاة طاهرة القلب ، نقية الروح ، مخلصة في نواياها معي ، فهل تتزوجين بي ياسعاد ؟!

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...