ما بين (لا) و(نعم)
ب قلمي / أنة حرف
علي رجل طيب القلب يحمل من الصفات الحميدة ما يجعله يفخر بنفسه كان سعيد بحياته يعتني بنفسه وكان لديه مثل الجميع من سكان بلدته ابنتين إحداهما (لا) والأخرى(نعم)
كان مسرورا بهما لكنه كان يتناسى أنهما أختان متلازمتان ولا يجب التفريق بينهما ولكن لاحظ عليا أن البعض يعتني بإحداهما دون الأخرى ولم يلاحظ بأنه يفعل الشيء ذاته، كان طيب القلب محبا للاخرين لم يطلب منه أحد شيئا أو نوع من المساعدة إلا شرع في التلبية، لم يكن يرفض لأي كان طلبا مهما كان الثمن، كانت كلمة (نعم) وحسنا هي السباقة وهي الأقرب على لسانه اعتاد علي الأمر وتعود عليه كل سكان البلدة حتى أنهم يقولون لأي شخص محتاج اقصد علي
مرت الأيام وتوالت السنين وعلي على نفس الحال ما طلب منه أحدهم شيئا إلا وقال (نعم) لطيبة قلبه لم يقل (لا) ولا مرة في حياته كان يرى أهل البلدة منهم من يعدل بين (لا) و(نعم) فكانتا متطابقتين مسرورتين لكونهما أختان لا تفاوت بينهم ويرى أن (لا) عند البعض هي الأفضل والأجمل لكونها المقربة والمحببة ومنهم من يحاول بين هذه وتلك فأحيانا تكون (نعم) هي الأفضل وفي أحيان أخر تكون الغلبة ل (لا) استغرب علي من الأمر وقال وهو يسأل نفسه: إذن لماذا (لا) عندي هزيلة ضعيفة أراها حزينة وليست مرحة كأختها (نعم)؟
لم يفهم علي ما الذي يحدث معه استمر حاله كما هو عليه كانت (نعم) تكبر فرحة مختالة بعكس (لا) التي كان الحزن والهزال مسيطر عليها لقد كانت (لا) تغار من أختها لأنها هي المقربة من أبيهما ولكنها قررت شيء لابد تنفيذه رغم قسوة الأمر إلا أنه من الضروري فعل هذا الشيء
جمعت(لا) كل ما تحتاج إليه وفي إحدى الليالي تركت المنزل دون رجعة فما الذي يبقيها هنا وليس هناك من يحتاج لها قررت الابتعاد وهي تتمنى بنفس الوقت أن يستفيق علي من سباته العميق ويفهم أنه بحاجة لها تماما كأختها ولكن لا حياة لمن تنادي
غادرت (لا) دون أن ينتبه لغيابها أحد لم يهتم علي بالأمر فمعه(نعم) بحث عنها دون اهتمام وقال عندما تتعب ستعود من تلقاء نفسها وظل مع (نعم) يدللها ويهتم بها ويقول الان لم يعد لي سواك ولم يعد من يشاركك في شيء فكل ما أملك لك وحدك
علي لم يفهم حتى الان أنه بحاجة لكلمة(لا) فطيبة قلبه وعدم رفضه لأي شيء تحولت إلى استغلال من البعض لقد أصبح أضحوكة بين الأهالي فهذا يحمله فوق طاقته وذاك يستغله ناهيك عن الذي يسخر منه بسبب تفريطه في (لا) واعتناءه ب( نعم) دون أختها فأحيانا كان على وشك الرفض أو قول(لا) ولكنها يتراجع في اللحظة الأخيرة ويجيب ب( نعم) ولو كان على حساب راحته أو حتى كرامته بكل خضوع ظن الكل مثله وأن احتاج لشيء ذات يوم سيجازى ويكافأ بمثل ما يفعل ولكن للاسف
كان جزاؤه جزاء سنمار
الكل يسخر منه والكل يسميه بال( درويش) تحمل الكثير والكثير وأخيرا فهم علي أن (لا) ضرورة مثلما هي (نعم) والاحتياج لهما متساو فأحيانا لابد من قول (لا) وأن كنت طيبا فالاعتدال أساس الحياة لا تكثر من إحداهما فتضر نفسك فعندما تساعد غيرك بمحبة هذا لا يدل على الخوف أو الخضوع وبنفس الوقت فرفضك ببعض الأحيان ليس لتكبر أو عنجهية ولكن هل يستحق الجميع معاملة حسنة؟ بالتأكيد لا لأن الكثير يفسر احترامك لهم خوفا وذلة ولكن علي أدرك هذا الأمر متأخرا فعزم البحث عن(لا) جمع متاعه وغادر البلدة برحلة طويلة قد لا يعود منها أبدا لأنه قرر ألا يعود إلا ومعه (لا)
ندم علي على إهماله وتفريطه ندم على مبالغته وإسرافه في قول(نعم) حتى أصبح مثار سخرية الجميع فقد كان يعطي من وقته وجهده وماله وكل شيء دون حساب لم يفهم بأن لكل شيء حدود وإن من زاد عن حده انقلب إلي ضده الجميع كان يستغله بشكل مؤذ وها هو الان يدفع ثمن سذاجته لم ينتبه لهذا الأمر حتى جاء اليوم الذي احتاج فيه لغيره وكانت الصدمة عندما قيل له ببرود(لا) كان لهذه الكلمة وقع الصاعقة عليه تقلب في فراشه وهو يرسم ألف علامة استفهام حتى أدرك الأمر أدرك لما يسخر منه الجميع وهو الذي احتواهم بطيبة قلبه وعدم رفضه لأي طلب من الكل
تألم كثير وقال بنفسه: الان عرفت لما كانتا (لا) و(نعم) عند الجميع متساويتان أو تقريبا كانتا كذلك ما الذي فعلته وإلى أي حال أوصلت نفسي اه ما أصعب الندم وما أقساه فهل يا ترى فات الأوان؟؟؟
اقنع نفسه بأن الأوان لم يفت وأن بإمكانه العثور على (لا) التي ضاعت منه بسبب غبائه المتخفي تحت ستار طيبة القلب وهكذا استمر البحث عن (لا) دون جدوى وكل ما ظن أنه اقترب منها يجد بأنه ما زال يفصل بينهما أميال وأميال فهل سيجد علي لائه التي ضاعت منه؟ وهل يستطيع قول (لا) بعد أن اعتاد على الخنوع والاستسلام بقول(نعم) قد يجدها ذات يوم ولكن يبقى السؤال حائرا بين الشفتين هل يستطيع قولها وهو الذي عاش حياته دون أن تكون معه دون أن يكون لها أثر في حياته حتى عندما كانت قريبه منه؟؟؟
لماذا لا نستطيع أحيانا قول (لا) ونحن في أمس الحاجة لها؟؟؟؟
ولماذا تفسر طيبة القلب بالغباء؟؟؟
النهاية
ب قلمي / أنة حرف
علي رجل طيب القلب يحمل من الصفات الحميدة ما يجعله يفخر بنفسه كان سعيد بحياته يعتني بنفسه وكان لديه مثل الجميع من سكان بلدته ابنتين إحداهما (لا) والأخرى(نعم)
كان مسرورا بهما لكنه كان يتناسى أنهما أختان متلازمتان ولا يجب التفريق بينهما ولكن لاحظ عليا أن البعض يعتني بإحداهما دون الأخرى ولم يلاحظ بأنه يفعل الشيء ذاته، كان طيب القلب محبا للاخرين لم يطلب منه أحد شيئا أو نوع من المساعدة إلا شرع في التلبية، لم يكن يرفض لأي كان طلبا مهما كان الثمن، كانت كلمة (نعم) وحسنا هي السباقة وهي الأقرب على لسانه اعتاد علي الأمر وتعود عليه كل سكان البلدة حتى أنهم يقولون لأي شخص محتاج اقصد علي
مرت الأيام وتوالت السنين وعلي على نفس الحال ما طلب منه أحدهم شيئا إلا وقال (نعم) لطيبة قلبه لم يقل (لا) ولا مرة في حياته كان يرى أهل البلدة منهم من يعدل بين (لا) و(نعم) فكانتا متطابقتين مسرورتين لكونهما أختان لا تفاوت بينهم ويرى أن (لا) عند البعض هي الأفضل والأجمل لكونها المقربة والمحببة ومنهم من يحاول بين هذه وتلك فأحيانا تكون (نعم) هي الأفضل وفي أحيان أخر تكون الغلبة ل (لا) استغرب علي من الأمر وقال وهو يسأل نفسه: إذن لماذا (لا) عندي هزيلة ضعيفة أراها حزينة وليست مرحة كأختها (نعم)؟
لم يفهم علي ما الذي يحدث معه استمر حاله كما هو عليه كانت (نعم) تكبر فرحة مختالة بعكس (لا) التي كان الحزن والهزال مسيطر عليها لقد كانت (لا) تغار من أختها لأنها هي المقربة من أبيهما ولكنها قررت شيء لابد تنفيذه رغم قسوة الأمر إلا أنه من الضروري فعل هذا الشيء
جمعت(لا) كل ما تحتاج إليه وفي إحدى الليالي تركت المنزل دون رجعة فما الذي يبقيها هنا وليس هناك من يحتاج لها قررت الابتعاد وهي تتمنى بنفس الوقت أن يستفيق علي من سباته العميق ويفهم أنه بحاجة لها تماما كأختها ولكن لا حياة لمن تنادي
غادرت (لا) دون أن ينتبه لغيابها أحد لم يهتم علي بالأمر فمعه(نعم) بحث عنها دون اهتمام وقال عندما تتعب ستعود من تلقاء نفسها وظل مع (نعم) يدللها ويهتم بها ويقول الان لم يعد لي سواك ولم يعد من يشاركك في شيء فكل ما أملك لك وحدك
علي لم يفهم حتى الان أنه بحاجة لكلمة(لا) فطيبة قلبه وعدم رفضه لأي شيء تحولت إلى استغلال من البعض لقد أصبح أضحوكة بين الأهالي فهذا يحمله فوق طاقته وذاك يستغله ناهيك عن الذي يسخر منه بسبب تفريطه في (لا) واعتناءه ب( نعم) دون أختها فأحيانا كان على وشك الرفض أو قول(لا) ولكنها يتراجع في اللحظة الأخيرة ويجيب ب( نعم) ولو كان على حساب راحته أو حتى كرامته بكل خضوع ظن الكل مثله وأن احتاج لشيء ذات يوم سيجازى ويكافأ بمثل ما يفعل ولكن للاسف
كان جزاؤه جزاء سنمار
الكل يسخر منه والكل يسميه بال( درويش) تحمل الكثير والكثير وأخيرا فهم علي أن (لا) ضرورة مثلما هي (نعم) والاحتياج لهما متساو فأحيانا لابد من قول (لا) وأن كنت طيبا فالاعتدال أساس الحياة لا تكثر من إحداهما فتضر نفسك فعندما تساعد غيرك بمحبة هذا لا يدل على الخوف أو الخضوع وبنفس الوقت فرفضك ببعض الأحيان ليس لتكبر أو عنجهية ولكن هل يستحق الجميع معاملة حسنة؟ بالتأكيد لا لأن الكثير يفسر احترامك لهم خوفا وذلة ولكن علي أدرك هذا الأمر متأخرا فعزم البحث عن(لا) جمع متاعه وغادر البلدة برحلة طويلة قد لا يعود منها أبدا لأنه قرر ألا يعود إلا ومعه (لا)
ندم علي على إهماله وتفريطه ندم على مبالغته وإسرافه في قول(نعم) حتى أصبح مثار سخرية الجميع فقد كان يعطي من وقته وجهده وماله وكل شيء دون حساب لم يفهم بأن لكل شيء حدود وإن من زاد عن حده انقلب إلي ضده الجميع كان يستغله بشكل مؤذ وها هو الان يدفع ثمن سذاجته لم ينتبه لهذا الأمر حتى جاء اليوم الذي احتاج فيه لغيره وكانت الصدمة عندما قيل له ببرود(لا) كان لهذه الكلمة وقع الصاعقة عليه تقلب في فراشه وهو يرسم ألف علامة استفهام حتى أدرك الأمر أدرك لما يسخر منه الجميع وهو الذي احتواهم بطيبة قلبه وعدم رفضه لأي طلب من الكل
تألم كثير وقال بنفسه: الان عرفت لما كانتا (لا) و(نعم) عند الجميع متساويتان أو تقريبا كانتا كذلك ما الذي فعلته وإلى أي حال أوصلت نفسي اه ما أصعب الندم وما أقساه فهل يا ترى فات الأوان؟؟؟
اقنع نفسه بأن الأوان لم يفت وأن بإمكانه العثور على (لا) التي ضاعت منه بسبب غبائه المتخفي تحت ستار طيبة القلب وهكذا استمر البحث عن (لا) دون جدوى وكل ما ظن أنه اقترب منها يجد بأنه ما زال يفصل بينهما أميال وأميال فهل سيجد علي لائه التي ضاعت منه؟ وهل يستطيع قول (لا) بعد أن اعتاد على الخنوع والاستسلام بقول(نعم) قد يجدها ذات يوم ولكن يبقى السؤال حائرا بين الشفتين هل يستطيع قولها وهو الذي عاش حياته دون أن تكون معه دون أن يكون لها أثر في حياته حتى عندما كانت قريبه منه؟؟؟
لماذا لا نستطيع أحيانا قول (لا) ونحن في أمس الحاجة لها؟؟؟؟
ولماذا تفسر طيبة القلب بالغباء؟؟؟
النهاية
تعليق