رحلة الحج
لأنها رحلة مباركة تتوق إليها النفوس ويشتاق
إليها كل المسلمين، كتب كثير من الشعراء عن رحلة
الحج والمشاعر التي تجتاحهم عند زيارة بيت الله الحرام
ومن ذلك نذكر قصيدة "يا راحلين إلى منى
بقيادي" حيث ذكروا في التاريخ أن عبد الرحيم
البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع
الصحراء وأصبح على بعد خمسين ميلا من المدينة هب
النسيم رطبا عليلا معطرا برائحة الأماكن المقدسة
فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول
فأنشأ قصيدة لفظ مع اخر بيت منها نفسه الأخير ..
يقول فيها:
يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي *** الشوق أقلقني وصوت
الحادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكمي *** ا ساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفا *** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جد السرى *** عرفات تجلو كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مرادي
تالله ما أحلى المبيت على منى *** في ليل عيد أبرك الأعيادي
ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبست سوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهم *** فبحقهم يا رب فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا *** مني السلام أهيل ذاك الوادي
قولوا لهم عبد الرحيم متيم *** ومفارق الأحباب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما سار ركب أو ترنم حادي
ومن أشهر قصائد الحج قصيدة لابن القيم يقول فيها:
ما والذي حج المحبون بيته *** ولبوا له عند المهل وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا *** لعزة من تعنو الوجوه وتسلم
يهلون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلم
دعاهم فلبوه رضا ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم
تراهم على الأنضاد شعثا رؤوسهم *** وغبرا وهم فيها أسر وأنعم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم يثنهم لذاتهم والتنعم
يسيرون من أقطارها وفجاجها *** رجالا وركبانا ولله أسلموا
ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقا إليه تضرم
كأنهم لم ينصبوا قط قبله *** لأن شقاهم قد ترحل عنهم
فلله كم من عبرة مهراقة *** وأخرى على اثارها لا تقدم
وقد شرقت عين المحب بدمعها *** فينظر من بين الدموع ويسجم
وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفرة ممن يجود ويكرم
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبار جل جلاله *** يباهي بهم أملاكه فهو أكرم
يقول عبادي قد أتوني محبة *** وإني بهم بر أجود وأكرم
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتهم ما أملوه وأنعم
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفر الله الذنوب ويرحم
فكم من عتيق فيه كمل عتقه *** واخر يستسعى وربك أكرم
وفي قصيدة بعنوان "طواف الوداع" لابن الأمير الصنعاني كتبها متأثرا بفراق بيت الله الحرام نقرأ:
وبات حجيج الله بالبيت محدقا
ورحمة رب العرش ثمت تغشاه
تداعت رفاقا بالرحيل فما ترى
سوى دمع عين بالدماء مزجناه
لفرقة بيت الله والحجر الذي
لأجلهما صعب الأمور سلكناه
وودعت الحجاج بيت إلهها
وكلهم تجري من الحزن عيناه
فلله كم باك وصاحب حسرة
يود بأن الله كان توفاه
فلو تشهد التوديع يوما لبيته
فإن فراق البيت مر وجدناه
فما فرقة الأولاد والله إنه
أمر وأدهى ذاك شيء خبرناه
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره
فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
لقد صدعت أكبادنا وقلوبنا
لما نحن من مر الفراق شربناه
والله لولا أن نؤمل عودة
إليه لذقنا الموت حين فجعناه
لأنها رحلة مباركة تتوق إليها النفوس ويشتاق
إليها كل المسلمين، كتب كثير من الشعراء عن رحلة
الحج والمشاعر التي تجتاحهم عند زيارة بيت الله الحرام
ومن ذلك نذكر قصيدة "يا راحلين إلى منى
بقيادي" حيث ذكروا في التاريخ أن عبد الرحيم
البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع
الصحراء وأصبح على بعد خمسين ميلا من المدينة هب
النسيم رطبا عليلا معطرا برائحة الأماكن المقدسة
فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول
فأنشأ قصيدة لفظ مع اخر بيت منها نفسه الأخير ..
يقول فيها:
يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي *** الشوق أقلقني وصوت
الحادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكمي *** ا ساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفا *** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جد السرى *** عرفات تجلو كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مرادي
تالله ما أحلى المبيت على منى *** في ليل عيد أبرك الأعيادي
ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبست سوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهم *** فبحقهم يا رب فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا *** مني السلام أهيل ذاك الوادي
قولوا لهم عبد الرحيم متيم *** ومفارق الأحباب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما سار ركب أو ترنم حادي
ومن أشهر قصائد الحج قصيدة لابن القيم يقول فيها:
ما والذي حج المحبون بيته *** ولبوا له عند المهل وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا *** لعزة من تعنو الوجوه وتسلم
يهلون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلم
دعاهم فلبوه رضا ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم
تراهم على الأنضاد شعثا رؤوسهم *** وغبرا وهم فيها أسر وأنعم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم يثنهم لذاتهم والتنعم
يسيرون من أقطارها وفجاجها *** رجالا وركبانا ولله أسلموا
ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقا إليه تضرم
كأنهم لم ينصبوا قط قبله *** لأن شقاهم قد ترحل عنهم
فلله كم من عبرة مهراقة *** وأخرى على اثارها لا تقدم
وقد شرقت عين المحب بدمعها *** فينظر من بين الدموع ويسجم
وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفرة ممن يجود ويكرم
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبار جل جلاله *** يباهي بهم أملاكه فهو أكرم
يقول عبادي قد أتوني محبة *** وإني بهم بر أجود وأكرم
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتهم ما أملوه وأنعم
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفر الله الذنوب ويرحم
فكم من عتيق فيه كمل عتقه *** واخر يستسعى وربك أكرم
وفي قصيدة بعنوان "طواف الوداع" لابن الأمير الصنعاني كتبها متأثرا بفراق بيت الله الحرام نقرأ:
وبات حجيج الله بالبيت محدقا
ورحمة رب العرش ثمت تغشاه
تداعت رفاقا بالرحيل فما ترى
سوى دمع عين بالدماء مزجناه
لفرقة بيت الله والحجر الذي
لأجلهما صعب الأمور سلكناه
وودعت الحجاج بيت إلهها
وكلهم تجري من الحزن عيناه
فلله كم باك وصاحب حسرة
يود بأن الله كان توفاه
فلو تشهد التوديع يوما لبيته
فإن فراق البيت مر وجدناه
فما فرقة الأولاد والله إنه
أمر وأدهى ذاك شيء خبرناه
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره
فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
لقد صدعت أكبادنا وقلوبنا
لما نحن من مر الفراق شربناه
والله لولا أن نؤمل عودة
إليه لذقنا الموت حين فجعناه
تعليق