هبة الرحمن

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أنة حرف
    V - I - P
    • Jan 2013
    • 3319
    • أشتاقت إليك عجافا أنت يوسفها
      فهلا رميت على العميان قمصانا
      :
      أخي الحبيب
      رحمك الله يا أغلى من سكن القبور

    هبة الرحمن









    بقلم/ أنة حرف
    هبة الرحمن
    عاشت عائشة في منزل مكون من أم وخمسة بنات وولدان وكان والدهم متوفى وكانت أحيانا تكره نفسها لأنها فتاة.
    وظلت تسأل نفسها سؤال واحد هل حقا أنا عار لأني فتاة ولما يفضلون الذكور رغم أن الجميع يقول أتعبني هذا الولد وتذكرت حديث أمها مع جاراتهم
    قالت الجارة لأم عائشة ما شاء الله لديك خمسة بنات إلا تنزعجين من رؤيتهن هكذا؟
    ردت الأم قائلة بحسرة: الحمدلله على كل حال وما الذي بيدي لأفعله؟
    قالت أحدى الجارات: أشعر بك فأنت تعلمين لو كن أولادا لما اهتمتت ولكن كونهن فتيات فهذا أمر مقلق جدا لما لا تزوجي بناتك لترتاحي منهن
    أم عائشة: ولما ارتاح منهن لا أنكر أني أتمنى رؤيتهن متزوجات قبل أن أموت ولكن بناتي مؤنسات وحدتي يأكلن معي ويجلسن معي أتسلى معهن أفرح لضحكهن وتبهج روحي مشاجراتهن مع بعض تخيلي لو لم يكن عندي إلا ولداي فقط كنت سأموت من الوحدة يخرجون من الصباح للعمل ولا أراهم إلا على طاولة الغذاء وبعد ذلك كل واحد منهم يرتاح وينام من ضغط العمل ومتاعبه وفي المساء يخرجون مع أصحابهم ولكن بناتي هن معي كل الوقت لا تذهب أحداهن للنوم حتى تطمئن أني بخير فهن هبة الرحمن لي.
    الجارة: أنا معك بكل ما قلتي ولكن أنت تعلمين أن البنات هم لا ينتهي إذا خرجن نقلق عليهن حتى يرجعن وإذا تأخرن فهذه مصيبة بحق.
    فقالت الأخرى والتي كانت أرملة لم تتزوج بل عاشت لتربي ابنها الوحيد: أنا أحسدك على بناتك أحمدي الله واشكريه دائما كم أتمنى لو كان لي عشرون بنتا ولا هذا الابن العاق الجاحد وكأنني لست معه بنفس المنزل وأكملت بحسرة: عشت حياتي لأجله دللته ولم أحرمه من شيء وهذه هي النتيجة جحود ونكران لا أراه إلا فترات محدودة ليتك تأخذينه وتعطيني أحدى بناتك
    قالت أم عائشة ضاحكة: بناتي لا يمكن أن أبدلهن بكنوز الدنيا فهن الكنوز الحقيقية ولله الحمد.
    تنهدت عائشة وهي تتذكر هذه الكلمات ثم قالت: الكل يقول البنات يجلبن المصائب فهل هذا من العدل في شيء؟ لماذا لا يقولون ذلك على الذكور فهم من يجلب المصائب والمشاكل.
    وكان أكثر ما يحزن عائشة في هذا الأمر أن الكل متناقض في كلامه حتى والدتها وأخوتها: لما حياة الفتاة مجرد أوامر ونصائح أفعلي هذا وإياك من ذاك لا ترفعي صوتك فأنت فتاة لا تجلسي هكذا لا تتأخري وإلى أين أنت ذاهبة ومن أين جئت ومع من كنت على الهاتف لا تلبسي هذا ولا تنامين بهذه الطريقة أنت فتاة وفي نفس الوقت كانت تسمع والداتها تقول أحب بناتي لأنهن كذا وكذا وأخوتها أنت بنت تدللي لأن الفتاة دلال وجمال بل لوحة جدارية ينظر إليه ولا تمس أنت فتاة رقيقة حساسة لا أحب إغضابك عليك أن تكوني ناعمة وطلباتك أوامر لأنك فتاة وأنت زينة الحياة ونور البيوت ومصابيح القلوب تعالى هنا أريدك أكلك فأين يذهب هذا الكلام الناعم عندما يعود أحد أخوتها ومعه بعض الأكياس أو أغراض للبيت فيلقي ما بيده قائلا: لما تقفين هناك تعالى ساعدني وارفعي هذا فهو ثقيل؟؟ ألست أنا الفتاة الناعمة التي خلقت للدلال فلماذا أحمل هذه الأثقال؟
    وعندما طلبت منهم مساعدتها في فك الستائر أجابها أحدهم قائلا: هذا ليس من اختصاصي فنظافة البيت اختصاص الفتيات فقط دون الاهتمام أو أدني تقدير لتعبها طول اليوم
    ثم تذكرت ذات يوم عندما كن يمزحن مع أخوتها ويلهون مع بعضهم ويضحكون بمرح دخلت الوالدة فوجدت الأخ يمسك أحدى أخواته ويرفعها لأعلى ويدور بها وهم يضحكون صرخت الوالدة قائلة: ما هذا ماذا تفعلون إلا تخجلون من أنفسكم
    أجاب الابن: لم نفعل شيء كنت ألاعب أخواتي
    قالت الوالدة: حتى وان كن أخواتك فإياك أن تفعل ذلك لأنهن فتيات ولسن أولاد فمن العيب أن تفعل ذلك
    والتفتت لبناتها قائلة: وأنتن إلا تخجلن من أنفسكن لماذا تضحكون بصوت عال أنتن بنات لا يجب أن يسمع صوتكن أبدا أكان كلامي واضحا؟
    طأطأ الجميع رأسه بحزن ومرت الأيام والشهور وتزوجت عائشة وانتقلت للعيش في بيت زوجها كانت معاملتهم جيدة الجميع يحبها ويحترمها وكانت عائلة زوجها مكونة من أبوين وأربع بنات فأصبحت هي الابنة الخامسة للعائلة ولكن ما ظنت عائشة أنها قد تحررت منه عاد ليسجنها بطريقة جديدة فعندما أرادت الخروج قالت أم زوجها يا بنتي أنت الان متزوجة فهذه الملابس لا تليق بك كزوجة ولا يجب أن تخرجي متى شئت وفي أي وقت أردت في الماضي كنت فتاة حرة تخرجين مع أصدقاءك وقت ما تشائين ولكن الان أنت متزوجة ولا يمكنك فعل كل ما تريدين كما كنت أنت فتاة يا ابنتي وكل ما تقولين وما تفعلين وجميع تصرفاتك محسوبة عليك فانتبهي عزيزتي.
    تألمت كثيرا وحزنت وقالت في نفسها: كنت بالأمس هبة الرحمن لهذه العائلة واليوم أنا مقيدة بقيود جديدة لأني فتاة
    كانت أم زوجها تتحدث مع أختها قائلة: أحمد الله الذي وهبني بنت جديدة لا تقل محبة عن بناتي مؤدبة وأخلاقها عالية عطرة ندية ناعمة كالقطن ومحببة للجميع الكل يحبها وهي تحب الكل وأنا سأدللها ولن أسمح لأحد بالتعرض لها ما أجمل حديثها و ما أروع بسمتها أحمد الله الذي وهبني البنات أنهن فعلا هبة من الرحمن
    فقالت الأخت: صدقت بحق أنهن عطاء من الله سبحانه وتعالى ورزقهن يأتي معهن الحمدلله
    قالت عائشة: أدفع حياتي كلها ثمن لمن يجيبني على هذا السؤال الكل يقول الفتاة نعمة الفتاة هبة الرحمن هن الجليسات والإنسيات الفتاة حنان وأمان لولاهن لم نذق للحياة طعما كم هو مسكين ذلك الذي لم يرزق ببنات فأين يذهب هذا الكلام فجأة لما لا يتذكرونه عندما يوقظني أحدهم من النوم فقط لأحضر له طعامه دون أن يهتم لسؤالي إذا كنت تعبة أو لا لما لا يتذكرون أنني فتاة ناعمة وهبة الرحمن عندما لا يجد أحدهم ملابسه نظيفة ومرتبة
    وبعد ما يقارب من العام حملت عائشة كان الكل سعيد وينتظر الطفل القادم لهذه العائلة الكل يجهز له شيئا والمرح يملأ أرجاء البيت وبالطبع لا يخلو الأمر من المشاجرات الدافئة فالبعض كان يريد بنتا والبعض الأخر يريد ولدا وكل واحد منهم اختار اسما للقادم الجديد ويتشاجرون في الاسم وكان الجد يهتم بزوجة ولده وينتظر حفيده بفارغ الصبر
    وحانت اللحظة التي ينتظرها الجميع ما هي إلا دقائق حتى امتلأ المستشفى بالعائلة من الطرفين في انتظار حفيدهم واللهفة والشوق لحمله تعلو ملامحهم كان الجد يقول: أهم شيء سلامة ابنتي وطفلها وهو مرحب به سواء كان بنت أو ولد
    ما هي إلا دقائق خرج الطبيب فنظر الجميع له بلهفة فقال: حمدا لله على سلامتها لقد أنجبت طفلة جميلة كالقمر مبارك عليكم
    وفجأة تحولت تلك اللهفة التي كانت تعلو الوجوه إلى خيبة أمل لا حدود لها واختفت تلك الابتسامات على الشفاة وحلت محلها الصدمة والحزن
    كان الزوج قد غاب قليلا ليشترى بعض الورود وهدية لزوجته وطفلهما القادم فسقطت الأشياء من يده بلا وعي منه عندما سمع كلمة طفلة
    وقال البعض بحزن: حمدا لله على سلامتها في المرة القادمة وغادروا المكان دون رؤية الأم وطفلتها
    أما الجدة فجلست على الأرض تصيح: لدى أربع بنات وزوجة ولدي وابنتها الان فماذا أفعل أنا بست بنات ماذا أفعل وظلت تبكي وتلطم وجهها
    دخل الجد والزوج لرؤية الطفلة وأمها قائلين ببرود حمدا لله على سلامتك
    قالت عائشة بابتسامة: أشكرك أبي
    فقال الزوج: ما الاسم الذي اخترته لابنتي يا أبي فقد اتفقنا أنا وعائشة أنك أنت من تسمي أولادنا؟
    قال الجد بحدة وغضب: الفتاة تسميها والدتها
    وخرج غاضبا ولحقه ابنه أما عائشة احتضنت ابنتها وقبلتها قائلة وهي تبكي: سأسميك هبة الرحمن وأنا من سيحميك يا حبيبتي... لأنك فتاة
    @@@@@
    أنا أنثى
    أنا أنثى
    نهار خرجت للدنيا
    وجدت قرار إعدامي
    ولم أر باب محكمتي
    ولم أر وجه حكامي
    نزار قباني

    التعديل الأخير تم بواسطة *مزون شمر*; 28-09-2013, 02:20 PM. سبب آخر: اضافة الختم
  • عـبـد الرحمن
    V - I - P
    • Jul 2013
    • 6056
    • كلما ضاقت عليك نفسك لا تشتكي لإنسان
      بل ردد .. رب إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

    #2
    رد: هبة الرحمن

    ماشاء الله وتبارك الرحمن
    تمتلكين حس واقعي رائع
    اما عن مضمون سردك الجميل
    جعلني أقول وللأسف لم يزل هناك
    أناس يتجاهلون أن الدين لا تحكمه الأعراف والتقاليد
    وأن الأنثى هي سعاده الحياة المطلقه
    مشكووره اختاه
    ويعطيك الف عافيه

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      #3
      رد: هبة الرحمن

      ماشاءالله قصة جميله و وقعيه
      وهذا ليس غريب عليك فانت تكتبين الروايات ..
      للاسف رغم التقدم و العلم هناك تفرقه بين البنت و الولد بالمعامله
      ويتبرون البنت عار لاهلها ..

      وينسون حديث الرسول صل الله عليه وسلم حين قال :

      عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((
      من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين ، وضم أصابعه )) رواه مسلم .


      جاريتين أي : بنتين .

      تعليق

      • الكاتبة ساندرا
        كاتبة روايات
        • Mar 2011
        • 6269

        #4
        رد: هبة الرحمن


        السلام عليكم والرحمة ~
        غاليتي "
        أنه حرف "
        مبدعة أنتي بما تكتبين , ولا أخفي عليك أن دموعي تجمعت ولا أستطيع رؤيا "
        الكايبورد "
        واقع نعيشه للأسف ..
        عائشة تدفع حياتها كلها ثمن لمن يجيب ..
        فا أنا مثلها تماما ..

        منذ أمس
        وأنا أحارب دموعي ولا أريد البكاء حقا , وسبحان الله كنت أحادث ربيعتي " مشاعل " حفظها الله
        عن هذا الأمر , با أنني رغبت حقا أن أكون ولدا , لنظرة المجتمع بنا , والتحكم المفرط , المميت القاتل ..
        ألبسي أفعلي , لا تعلين صوتك , لا تصارخين ,
        أنتي بنت , من تكلمين , ليه تأخرتي ؟ والبنات ما يسون كذا و و ..
        وكلام ليس له أول ولا أخر بحق !!
        أرى كلام منهم شيء ويناقضه , يا الله أن تلهمني الصبر من عندك :(

        عجبني بحق تنقلك لسرد القصة , ف بارك الله بك , وأهنيك بحق على ما كتبتي , فا أبدعتي به ..
        أود الحديث أكثر والكتابة أكثر , فا دموعي لم تسمح لي :(

        أسعدك الله حبيبتي |

        تعليق

        • أنة حرف
          V - I - P
          • Jan 2013
          • 3319
          • أشتاقت إليك عجافا أنت يوسفها
            فهلا رميت على العميان قمصانا
            :
            أخي الحبيب
            رحمك الله يا أغلى من سكن القبور

          #5
          رد: هبة الرحمن

          بداية أشكركم جميعا على مروركم العطر
          وأشكر تعليقاتكم جميعا وتشجيعكم
          غاليتي ساندرا
          هذه القصة وإن كانت من بنات أفكاري إلا أنها واقع معاش
          لم يبدأ عندي ولن يقف عندك بل هي حكاية مستمرة استمرار الحياة
          تحياتي

          تعليق

          • ! شذى الورد !
            V - I - P
            • Jul 2013
            • 425

            #6
            رد: هبة الرحمن






            جذبني روعة اسلوبك وجمال القصة

            ف بالرغم ان الاسلام كرم الفتاة

            الا اننا نجد في زمننا من هم اصحاب العقول المتحجرة تميز بين الولد والبنت

            لا نعلم الى متى يستمر الامر


            اختي انة حرف جمال حروفك ليس اي جمال

            جمال يلفت الانتباه ويسرق الحواس لمتابعة ماخطته اناملك

            اعتب على حظي لانني قريت القصة الان وليس وقت نزولها


            يعطيك العافية وسلم لنا قلمك ومترقبين كل مافي جعبتك

            ارق التحايا







            تعليق

            • أنة حرف
              V - I - P
              • Jan 2013
              • 3319
              • أشتاقت إليك عجافا أنت يوسفها
                فهلا رميت على العميان قمصانا
                :
                أخي الحبيب
                رحمك الله يا أغلى من سكن القبور

              #7
              رد: هبة الرحمن

              المشاركة الأصلية بواسطة ! شذى الورد !





              جذبني روعة اسلوبك وجمال القصة

              ف بالرغم ان الاسلام كرم الفتاة

              الا اننا نجد في زمننا من هم اصحاب العقول المتحجرة تميز بين الولد والبنت

              لا نعلم الى متى يستمر الامر


              اختي انة حرف جمال حروفك ليس اي جمال

              جمال يلفت الانتباه ويسرق الحواس لمتابعة ماخطته اناملك

              اعتب على حظي لانني قريت القصة الان وليس وقت نزولها


              يعطيك العافية وسلم لنا قلمك ومترقبين كل مافي جعبتك

              ارق التحايا







              عزيزتي شذى الورد
              مرورك يعطر صفحاتي
              ويبهج روحي وإن كان بعد عام وكما قلتي لايزال حتى الان هناك من يفرق بين البنت والولد حتى في المعاملة والاهتمام وهذا للاسف هو واقعنا
              دمتي بكل حب وكلماتك هي سر إبداعي
              اعذب التحايا لك حبيبتي

              تعليق

              • انثى الخيال
                عضو متألق
                • Sep 2013
                • 232
                • كم هي غريبة
                  تتمنى أن يكون عامي بألف خير و هي بعيدة عني
                  بينما تعلم أنني لا أستطيع قضاء عامي بدونها

                #8
                رد: هبة الرحمن

                بالفعل الانثى هبة الرحمن اتذكر مواقف كثيرة
                سافعل كذا : انتي فتاة لماذا تفعلين هكذا لست ولدا لتتصرفين هكذا
                اذا كانت البنت محلا للرقة و الدلال و الاناقة ويجب ان لا تتصرف مثل الاود
                فلماذا هي اصلا لاتشعر بامان
                تشعر انها عائق على المجتمع
                وتشعر ان لاسمح الله اذا اصابها شيء ليس هناك ذرة من الانتباه
                هل هذا مان
                ام اهمال
                الانثى تحتاج اشياء كثيرة
                فلماذا العالم لايفهمها
                لايقدرها
                مهما كانت بالنسبة للفتاة
                ان كل بنت اجمل من الأخرى
                غير عن الشباب اللذين اذاتفرقو لايرجعون الا بعد سنة
                افعلو ماتشاؤن لكن هذا هو الواقع
                ولن يغيره احد
                ولكن سؤال قبل ان ارحل
                لماذا زوجو ابنهم بنت اذا هم اصلا لايريدون ان يرزقو بطفلة بل بطفل؟؟؟
                ارجو ان تتقبلي مروري
                سلامي

                تعليق

                google Ad Widget

                تقليص
                يعمل...