أقول لأصحابي وقد طلبوا الصلا | تعالوا اصطلوا أن خفتم القر من صدري |
فأن لهيب النار بين جوانحي | إذا ذكرت ........ أحر من الجمر |
فقالوا نريد الماء نسقي ونستقي | فقلت تعالوا فأستقوا الماء من نهري |
فقالوا وأين النهر قلت مدامعي | سيغنيكم دمع الجفون عن الحفر |
فقالوا ولم هذا فقلت من الهوى | فقالوا لحاك الله، قلت اسمعوا عذري |
ألم تعرفوا وجها ........ شعاعه | إذا برزت يغني عن الشمس والبدر |
يمر بوهمي خاطر فيؤدها | ويجرحها دون العيان لها فكري |
منعمة لو قابل البدر وجهها | لكان له فضل مبين على البدر |
هلالية الأعلى مطلخة الذرى | مرجرجة السفلى مهفهفة الخصر |
مبتلة هيفاء مهضومة الحشا | موردة الخدين واضحة الثغر |
خدلجة الساقين بض بضيضة | مفلجة الأنياب مصقولة العمر |
فقالوا أمجنون فقلت موسوس | أطوف بظهر البيد قفرا إلى قفر |
فلا ملك الموت المريح يريحني | ولا أنا ذو عيش ولا أنا ذو صبر |
وصاحت بوشك البين منها حمامة | تغنت بليل في ذرى ناعم نضر |
على دوحة يستن تحت أصولها | نواقع ماء مدة رضف الصخر |
مطوقة طوقا ترى في خطامها | أصول سواد مطمئن على النحر |
أرنت بأعلى الصوت منها فهيجت | فؤادا معنى بالمليحة لوتدري |
فقلت لها عودي فلما ترنمت | تبادرت العينان سحا على الصدر |
كان فؤادي حين جد مسيرها | جناح غراب رام نهضا إلى الوكر |
فودعتها والنار تقدح قي الحشا | وتوديعها عندي أمر من الصبر |
ورحت كأني يوم راحت جمالهم | سقيت دم الحياة حين انقضى عمري |
أبيت صريع الحب دام من الهوى | وأصبح منزوع الفؤاد من الصبر |
رمتني يد الأيام عن قوس غرة | بسهمين في أعشار قلبي وفي سحري |
بسهمين مسمومين من رأس شاهق | فغودرت محمر الترائب و النحر |
مناي دعيني في الهوى متعلقا | فقد مت إلا أنني لم يزر قبري |
فلو كنت ماء كنت من ماء مزنة | ولو كنت نوما كنت من غفوة الفجر |
ولو كنت ليلا كنت ليل تواصل | ولو كنت نجما كنت بدر الدجى يسري |
عليك سلام الله ياغاية المنى | وقاتلتي حتى القيامة والحشر |
القصيدة لشاعر قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى
تعليق