بسم الله الرحمن الرحيم ..
كتبت روايتي الأولى ولكنها لم تكن بذاك المعنى القوي وذاك الجمال الخارق ...
كانت تجربتي الأولى وتمنيت المواصلة لأنهي مابدأ به قلبي قبل قلمي ولكنن فكرت بإن لا أضيع
الوقت بطريقة خاطئة ، فكرة قديمة ، إسلوب مستهلك ، موضوع لايمتلك مضمون قوي ،
ولاعبرة ، فقررت أن يقف قلمي هنا ، ولكنه يستمر من جديد ..
لطالما كان إختيار العنوان ل المقال أو الرواية أو النصوص الأدبية مهم جدا ، وسبب في جذب الناس ، وسبب في النشر
إختياري لإسم الرواية يتضمن أشياء كثيرة .. حيث احترت
بماذا أختار ؟ هل أختار قيود تسيطر على عقول بنات حواء ؟ أم حرية مفرطة لهن ! أم عذاب من قسوة الزمن ..
وفكرت في كم عنوان يجذب الناس
لكني أخيرا رسيت على إسم ، شعرت أنه يمثل الرواية /
" "بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة " "
فأهلا بكم عزيزاتي .. في روايتي "بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة " ..
أتمنى فعلا ، أن تستمعتوا ب قرائتها
يسعدني غاليتي نقلك لروايتي ...
ولكن إسمي مضمونا معها
نبضها نادر ... :)
و كي لا نطيل عليكم .. سوف تبدأ لكم أول حواء
من روايتي " بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة" !
بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة
حواء
(1)
المرأة سحر مسحور *** لو تداوى القلب المهجور
لوترفرف فوق البنور *** لسادت أعالى النجوم
وذهبت فى مخيم من نور *** وتلألأ نسيمها فى الحور
لو جار عليها المهجور *** لتلفت كل العصور
مثل العنقود المدلول *** مثل البلسم والبلور
ان ترفرف نسيمها *** أظهرت كل المغرور
وياويلتا من لهفة *** تنشد وتشدوا فى غفوة
قلب يصير وقلب يغير*** وحتى الحجر ممكن يلين
لعناقيد لؤلؤ وطين *** لو صاروا طول العمر ملهمين
يامرأة العمر ياعينى *** كونى مثلما اوصفك بتلومينى
كيف ان سألك الزمن*** عن حياة سنين بلا عمل
ياما كان ليكى دورفى الامل *** ويشهد ليكى الزمن
انك دائما سباقة ومصداقة *** لرفع من شأن الرجل
منقول
فتاة ذات جمال عربي ... عين واسعة سوداء كسواد الليل ...
شعر طويل بلونه الأسود منسدل على الكتفين ... أنف مسلول ... فم كالتوت ..
جسد ذا قوام رشيقة ... قميص ضيق بلونه الأحمر الجذاب ...
بنطال يضغط على الرجلين بلونه الأسود .. رائحة العطر تفوح في تلك الغرفة البسيطة ...
ضربت الباب بهدوء ، والإبتسامة على محياها : ممكن أدخل ...
زفرت بضيق : دخلي ...
فتحت الباب ، بطيبة : ريحانة ليش مانزلتي تفطرين معانا ؟
ميلت فمها بضيق : مومشتهية ...
بخوف : ليش ؟
إستندت على الجدار وبإبتسامة سخرية : والي يجلس مع هالمعقدين له نفس ياكل ...
قطبت حاجبيها ، أردفت بإستغراب : من تقصدين ؟
إقترب من المراه ، وهي تفتح علبة المكياج ، لتزين عيناها باللون الأسود ، بسخرية : من غيرهم هالشياب عايشين معانا ومخربين حياتنا ، بس قرب يومهم ...
إقتربت منها لتسحب علبة المكياج ، لينسمع صدى وصولها للأرض بقوة ، بغضب : ريحانة إحترمي نفسك وإعرفي عن من تتكلمين ، في أحد يخاف الله يتكلم عن أمه وأبوه بهالطريقة ....
ضحكت بسخرية : هه أمي وأبوي ، حبيبتي أمي وأبوي ماتوو من زمان ، هذولا الشياب ما أتشرف يكونون في مقام أمي وأبوي ، هذولا مكانهم دار المسنين ...
رفعت يدها لتلطم وجه ريحانة بشدة ، بعصبية : ما أسمح لك
وضعت يدها على خدها ، بقهر : برا طلعي برا ، أنا الي طلعت من مثل البطن الي طلعتي منه تسمحين لنفسج تمدين يدك علي وهالعجيز والشايب أغلى ماعندج في الدنيا طلعي برا
دمعت عينها بحزن على حال إختها المتدمر ، بحزن : هالعجيز والشايب الي تتكلمين عنهم وكأنهم مايسوون شي هذولا لو موموجودين ويحبونا ويخافون علينا كان الحين إنتي في دار الأيتام أو في الشارع بما إن إحنا مويتيمين ...
وضعت يدها داخل إذنها وهي تمنع نفسها من سمع كلمة واحدة تجرحها ، بصراخ : برا مابي أشوفج برا ...
نظرت لها بغيض : بطلع بطلع ياريحانة بس صدقيني لو غلطتي على أمي وأبوي بتشوفين شي عمرج ماشفتيه ، أنا أحبج إيه أنتي إختي بس هم أمي وأبوي فاهمة ...
جلست على الكرسي ، بغيض : برا برا ...
إتجهت لباب الغرفة ، وهي تنظر لإختها بغيض من تصرفاتها الخاطئة ، مشيت بخطوات واسعة خارج الغرفة لتفتح باب الغرفة المجاورة ، إبتسمت لاإراديا : تقبل الله ...
خلعت ثوبها الأبيض ،ثم وضعته على الطاولة ،بطيبة قلب : منا ومنج صالح الأعمال يمه ...
همست بحب : فطرتي يمه ...
بإبتسامة عذبة ، وضحت تجاعيد وجهها المشرق بالإيمان : يمه طيبة تعرفين الحين ساعة كم ، الحين الظهر يايمه ، في أحد يفطر الحين ...
حكت رأسها بحرج ، بضحكة : يمه لاتحرجيني خفت يمكن مافطرتي ، لأني للحين ما فطرت ..
وضعت عينها بعين إبنتها ، بإستغراب : ليش مافطرتي للحين ، يمه أنا كم مرة أقولج الصلاة يايمه أكيد صليتي الصبح مع الصلاة الحين ...
همست بحرج : صحيح يالغالية ، أنا صليتها الحين قضاء ...
نظرت لها بعتب ، ثم تجاهلت وجودها ومشيت لسرير الغرفة لتجلس ...
قطبت حاجبيها بضيق وضجر ، مشيت بخطوات واسعة لتجلس على الجانب الاخر من السرير ، برجاء : يمه الله يخليج يالغالية سامحيني ، والله العلي العظيم ماكان قصدي كنت أجهز البحث للدكتور وكنت ناوية أواصل للأذان مع إن مو من عادتي ، بس غفت عيني للأسف ، سامحيني تكفين يمه ...
أخذت الخيط وقطعة الثوب المتمزق من الجانب ، وهي تضع الخيط في الجانب الممزق من الثوب ، بضيق : طيبة يابنتي ، لاتطلبين السموحة والعفو مني ، طلبي من رب العالمين يسامحج ويغفر لج ، ولاتكررينها يايمه ، ربك بيغضب عليج وأعوذ بالله من غضبه ...
دمعت عينها ، بخوف وندم : أستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ، يارب سامحني ، إن شاء الله ماعاد أكررها أبد ، يارب سامحني ...
إبتسمت بسعادة : الحمدالله ، يايمه لاتخافين ربك رحيم وبيسامحك ، إختج صلت ....
حركت كتفها بدلالة على عدم معرفتها بهذا الأمر ، بهمس : ما أعتقد يايمه أنا رحت لها كانت تلبس وتحط لها هالمكياج ، هي أصلا متى همها صلت ولالا ، عبادة ربها هي اخر همها ...
قطبت حاجبيها بضيق ، لتتلاشى الإبتسامة ويحل مكانها العبوس : الله يهديها يارب الله يهديها ويصلحها ويصلح حالها ، هالبنت فقدتني عقلي الله يهديها ، مو مريحني يايمه إلا إنتي اه بس ...
ربتت على كتف إمها ، لتردف : يالغالية هونيها وتهون إن شاء الله ، إدعي الله يهديها ، وحاولي تنصحينها يمه ...
وضعت يدها على رأسها ، بضجر : ياليت يايمه تسمع النصايح ولاتنفذها ياليت ...
وقفت ، وهي مبتسمة بضيق على حال إختها : ماعليه يالغالية إدعي لها ، أنا بروح أطلع الملابس من الغسالة وبنشفها ....
إبتسمت بهدوء : روحي يايمه الله يسعدج بس لاتتأخرين إذا حطينا الغذاء بصرخ عليج ...
أشارت على عينها ، ببسمة : من عيوني يالغالية ، تامرين على شي ثاني ...
إرتدت خفيها ، وهي تستند على عصاتها لتقف ، إتجهت ناحية الباب ومشيت للمطبخ القريب من غرفتها ، لتطبخ الغذاء ...
أخرجت الملابس من الغسالة الكهربائية ، وهي تأخذ قطعة ثم الأخرى لتضغط عليها بيديها ليخرج الماء المختزن فيها وتجف ، كانت تنشد أنشودة من الأناشيد الإسلامية بصوتها العذب المميز ، سمعت صوت من الغرفة المقابله لسطح المنزل وكأنه صوت ونين وبكاء ، إستدارت للجهه من السطح المقابلة للغرفة والخوف يعم في قلبها ....
,
شاب في التاسعة عشر ربيعا ، فهو في عمر الزهور ، يمتلك جميع الصفات الطيبة ، لديه طموح و أحلام شاب ذكي مخلص طيب وحنون ، تخرج من الثانويه بمجموع إمتياز ، الأول على مدرسته ، يسهر الليل والنهار من أجل دراسته ، فمن طلب العلا سهر الليالي ، كان محترم ومحبوب بين جميع من في مدرسته ، رغم الظروف المحيطه به ، فما هي تلك الظروف وهل سيصمد أمامها ؟ أم يتنازل عن أحلامه ويسير في الطريق الخاطئ ، فهو تحدى الجميع للوصول إلى هدفه دوء إستثناء ، هل يصمد ؟
جدران عريضة مزخرفة فاتحة اللون ...
إضاءه خفيفة بسبب ضوء الشمس المسيطر على أرجاء الغرفة ...
شاب في التاسعة عشر من عمره ... واضع رأسه على ركبتيه .. على ملامح وجهه التقطيب والعبوس ... حزين كئيب ... في حيرة من أمره ...
إقتربت من باب الغرفة المفتوح ... وهي عابسة وحزينة على حال أخيها السعيد وفجأه
تحولت السعادة ... إلى حزن وضيق وضجر ... تنهدت بضيق : يصير أدخل ...
رفع رأسه من على ركبتيه ... وهو ينظر لإخته الواقفه عند مدخل الغرفة ... وهي مبتسمة
... همس بضيق : تفضلي ...
إقتربت بخطوات واسعة ناحية سرير أخيها ... وهي تجلس بجانبه ...
وضعت يدها على كتفه ... لتشاركه في حمل همومه وأحزانه ... همست بحب : رائد لاتسوي
بعمرك جذي ... حرام عليك ... ترى مافي شي يسوى ...
رفع عينه وهو ينظر لها بعتاب : ما أسوي بنفسي جذي ... ومافي شي يسوى
يعني مستقبلي مايسوى شي ... تعبي وشقاي وتحملي طول هالسنين ... مايسوى !
رطبت شفتيها بلسانها ، بإبتسامة عذبة : رائد يا حبيبي ... صدقني مافي شي يسوى
ولاشي ... لاتكدر روحك على الفاضي ...
رفع حاجبه بضيق : على الفاضي ... أي فاضي ؟ ... أمي وأبوي يتهاوشون وأنا السبب
وشي فاضي ... عيل وش المهم يا رسل ...
رسل : حبيبي رائد إفهمني ... أمي وأبوي مو أول مرة يتهاوشون ... الحرب بينهم على طول ...
والنار على طول مشتعله فيما بينهم ... هذي حياتك ومستقبلك إنت تحدده وتختاره ...
لاتعطي فرصة لأحد يختاره لك ...
رائد بهم : بس هذولا أمي وأبوي مو أي أحد يا رسل ...
تنهدت بضيق : وأمي وأبوي متى همتهم دراستنا ... اخر همهم تدري لو تسألهم أنا بأي سنة
مايعرفون أصلا ... رائد خلنا نتكلم بالمنطق لو أمي درستك وجاهدت معاك عشان دراستك ...
نصحتك كان الحين واجب عليك تطبق الي تبيه وبعد مابتطلب هالشي لأنها
بتكون تعرف طموحك ... أما الحين الوضع مختلف أمي ماتهمها أنت ولا أنا ...
هي مو مهم عندها تكون فاشل أو ناجح هي تبيك تدخل التخصص الي هي تختاره لسببين ...
الأول حتى تقهر أبوي الي يبيك تدخل تخصص ثاني ... والسبب الثاني عشان تتفاخر قدام صديقاته
وجماعته ... مع إنها ماكانت سبب لوصولك بهالمستوى ... جهدك هو السبب ...
وقف ... ووضع يده على رأسه ... ودمعه حيرة سقطت من عينه ... بألم : مدري مدري ... شسوي
دبريني يا رسل ... أمي تبيني أدخل طب ... وأبوي يبيني أدخل هندسة ...
رسل بإستفسار : وإنت وين رحت ... وش تبي تدخل ؟
ضغط على شفتيه بألم ، بهم : أنا ضعت من بين أمي وأبوي ... أنا حلمي أدخل محاماه وأصير محامي ... أدافع عن المظلومين مثلي ومثلج ...
أغمضت عينيها بحزن على حال أخيها ، بإسلوب أمر : أدرس محاماه أنت تبي محاماه
أدخل الي إنت تبيه وتختاره ... وأمي وأبوي بيزعلون وبعد كم يوم أو كم سبوع بيرضون ...
وبيرضخون أمام الأمر الواقع .... لاتدخل مجال من الي هم يبونه ... بتندم بعدين وبتهدم
مستقبلك ...
جلس على السرير بقوة ، بعذاب نفسي : أنا تعبان تعبان رسل ساعديني ... مدري وش أسوي مدري ...
كتبت روايتي الأولى ولكنها لم تكن بذاك المعنى القوي وذاك الجمال الخارق ...
كانت تجربتي الأولى وتمنيت المواصلة لأنهي مابدأ به قلبي قبل قلمي ولكنن فكرت بإن لا أضيع
الوقت بطريقة خاطئة ، فكرة قديمة ، إسلوب مستهلك ، موضوع لايمتلك مضمون قوي ،
ولاعبرة ، فقررت أن يقف قلمي هنا ، ولكنه يستمر من جديد ..
لطالما كان إختيار العنوان ل المقال أو الرواية أو النصوص الأدبية مهم جدا ، وسبب في جذب الناس ، وسبب في النشر
إختياري لإسم الرواية يتضمن أشياء كثيرة .. حيث احترت
بماذا أختار ؟ هل أختار قيود تسيطر على عقول بنات حواء ؟ أم حرية مفرطة لهن ! أم عذاب من قسوة الزمن ..
وفكرت في كم عنوان يجذب الناس
لكني أخيرا رسيت على إسم ، شعرت أنه يمثل الرواية /
" "بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة " "
فأهلا بكم عزيزاتي .. في روايتي "بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة " ..
أتمنى فعلا ، أن تستمعتوا ب قرائتها
يسعدني غاليتي نقلك لروايتي ...
ولكن إسمي مضمونا معها
نبضها نادر ... :)
و كي لا نطيل عليكم .. سوف تبدأ لكم أول حواء
من روايتي " بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة" !
بنات حواء بين سندان القيود ومطرقة القسوة
حواء
(1)
المرأة سحر مسحور *** لو تداوى القلب المهجور
لوترفرف فوق البنور *** لسادت أعالى النجوم
وذهبت فى مخيم من نور *** وتلألأ نسيمها فى الحور
لو جار عليها المهجور *** لتلفت كل العصور
مثل العنقود المدلول *** مثل البلسم والبلور
ان ترفرف نسيمها *** أظهرت كل المغرور
وياويلتا من لهفة *** تنشد وتشدوا فى غفوة
قلب يصير وقلب يغير*** وحتى الحجر ممكن يلين
لعناقيد لؤلؤ وطين *** لو صاروا طول العمر ملهمين
يامرأة العمر ياعينى *** كونى مثلما اوصفك بتلومينى
كيف ان سألك الزمن*** عن حياة سنين بلا عمل
ياما كان ليكى دورفى الامل *** ويشهد ليكى الزمن
انك دائما سباقة ومصداقة *** لرفع من شأن الرجل
منقول
فتاة ذات جمال عربي ... عين واسعة سوداء كسواد الليل ...
شعر طويل بلونه الأسود منسدل على الكتفين ... أنف مسلول ... فم كالتوت ..
جسد ذا قوام رشيقة ... قميص ضيق بلونه الأحمر الجذاب ...
بنطال يضغط على الرجلين بلونه الأسود .. رائحة العطر تفوح في تلك الغرفة البسيطة ...
ضربت الباب بهدوء ، والإبتسامة على محياها : ممكن أدخل ...
زفرت بضيق : دخلي ...
فتحت الباب ، بطيبة : ريحانة ليش مانزلتي تفطرين معانا ؟
ميلت فمها بضيق : مومشتهية ...
بخوف : ليش ؟
إستندت على الجدار وبإبتسامة سخرية : والي يجلس مع هالمعقدين له نفس ياكل ...
قطبت حاجبيها ، أردفت بإستغراب : من تقصدين ؟
إقترب من المراه ، وهي تفتح علبة المكياج ، لتزين عيناها باللون الأسود ، بسخرية : من غيرهم هالشياب عايشين معانا ومخربين حياتنا ، بس قرب يومهم ...
إقتربت منها لتسحب علبة المكياج ، لينسمع صدى وصولها للأرض بقوة ، بغضب : ريحانة إحترمي نفسك وإعرفي عن من تتكلمين ، في أحد يخاف الله يتكلم عن أمه وأبوه بهالطريقة ....
ضحكت بسخرية : هه أمي وأبوي ، حبيبتي أمي وأبوي ماتوو من زمان ، هذولا الشياب ما أتشرف يكونون في مقام أمي وأبوي ، هذولا مكانهم دار المسنين ...
رفعت يدها لتلطم وجه ريحانة بشدة ، بعصبية : ما أسمح لك
وضعت يدها على خدها ، بقهر : برا طلعي برا ، أنا الي طلعت من مثل البطن الي طلعتي منه تسمحين لنفسج تمدين يدك علي وهالعجيز والشايب أغلى ماعندج في الدنيا طلعي برا
دمعت عينها بحزن على حال إختها المتدمر ، بحزن : هالعجيز والشايب الي تتكلمين عنهم وكأنهم مايسوون شي هذولا لو موموجودين ويحبونا ويخافون علينا كان الحين إنتي في دار الأيتام أو في الشارع بما إن إحنا مويتيمين ...
وضعت يدها داخل إذنها وهي تمنع نفسها من سمع كلمة واحدة تجرحها ، بصراخ : برا مابي أشوفج برا ...
نظرت لها بغيض : بطلع بطلع ياريحانة بس صدقيني لو غلطتي على أمي وأبوي بتشوفين شي عمرج ماشفتيه ، أنا أحبج إيه أنتي إختي بس هم أمي وأبوي فاهمة ...
جلست على الكرسي ، بغيض : برا برا ...
إتجهت لباب الغرفة ، وهي تنظر لإختها بغيض من تصرفاتها الخاطئة ، مشيت بخطوات واسعة خارج الغرفة لتفتح باب الغرفة المجاورة ، إبتسمت لاإراديا : تقبل الله ...
خلعت ثوبها الأبيض ،ثم وضعته على الطاولة ،بطيبة قلب : منا ومنج صالح الأعمال يمه ...
همست بحب : فطرتي يمه ...
بإبتسامة عذبة ، وضحت تجاعيد وجهها المشرق بالإيمان : يمه طيبة تعرفين الحين ساعة كم ، الحين الظهر يايمه ، في أحد يفطر الحين ...
حكت رأسها بحرج ، بضحكة : يمه لاتحرجيني خفت يمكن مافطرتي ، لأني للحين ما فطرت ..
وضعت عينها بعين إبنتها ، بإستغراب : ليش مافطرتي للحين ، يمه أنا كم مرة أقولج الصلاة يايمه أكيد صليتي الصبح مع الصلاة الحين ...
همست بحرج : صحيح يالغالية ، أنا صليتها الحين قضاء ...
نظرت لها بعتب ، ثم تجاهلت وجودها ومشيت لسرير الغرفة لتجلس ...
قطبت حاجبيها بضيق وضجر ، مشيت بخطوات واسعة لتجلس على الجانب الاخر من السرير ، برجاء : يمه الله يخليج يالغالية سامحيني ، والله العلي العظيم ماكان قصدي كنت أجهز البحث للدكتور وكنت ناوية أواصل للأذان مع إن مو من عادتي ، بس غفت عيني للأسف ، سامحيني تكفين يمه ...
أخذت الخيط وقطعة الثوب المتمزق من الجانب ، وهي تضع الخيط في الجانب الممزق من الثوب ، بضيق : طيبة يابنتي ، لاتطلبين السموحة والعفو مني ، طلبي من رب العالمين يسامحج ويغفر لج ، ولاتكررينها يايمه ، ربك بيغضب عليج وأعوذ بالله من غضبه ...
دمعت عينها ، بخوف وندم : أستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ، يارب سامحني ، إن شاء الله ماعاد أكررها أبد ، يارب سامحني ...
إبتسمت بسعادة : الحمدالله ، يايمه لاتخافين ربك رحيم وبيسامحك ، إختج صلت ....
حركت كتفها بدلالة على عدم معرفتها بهذا الأمر ، بهمس : ما أعتقد يايمه أنا رحت لها كانت تلبس وتحط لها هالمكياج ، هي أصلا متى همها صلت ولالا ، عبادة ربها هي اخر همها ...
قطبت حاجبيها بضيق ، لتتلاشى الإبتسامة ويحل مكانها العبوس : الله يهديها يارب الله يهديها ويصلحها ويصلح حالها ، هالبنت فقدتني عقلي الله يهديها ، مو مريحني يايمه إلا إنتي اه بس ...
ربتت على كتف إمها ، لتردف : يالغالية هونيها وتهون إن شاء الله ، إدعي الله يهديها ، وحاولي تنصحينها يمه ...
وضعت يدها على رأسها ، بضجر : ياليت يايمه تسمع النصايح ولاتنفذها ياليت ...
وقفت ، وهي مبتسمة بضيق على حال إختها : ماعليه يالغالية إدعي لها ، أنا بروح أطلع الملابس من الغسالة وبنشفها ....
إبتسمت بهدوء : روحي يايمه الله يسعدج بس لاتتأخرين إذا حطينا الغذاء بصرخ عليج ...
أشارت على عينها ، ببسمة : من عيوني يالغالية ، تامرين على شي ثاني ...
إرتدت خفيها ، وهي تستند على عصاتها لتقف ، إتجهت ناحية الباب ومشيت للمطبخ القريب من غرفتها ، لتطبخ الغذاء ...
أخرجت الملابس من الغسالة الكهربائية ، وهي تأخذ قطعة ثم الأخرى لتضغط عليها بيديها ليخرج الماء المختزن فيها وتجف ، كانت تنشد أنشودة من الأناشيد الإسلامية بصوتها العذب المميز ، سمعت صوت من الغرفة المقابله لسطح المنزل وكأنه صوت ونين وبكاء ، إستدارت للجهه من السطح المقابلة للغرفة والخوف يعم في قلبها ....
,
شاب في التاسعة عشر ربيعا ، فهو في عمر الزهور ، يمتلك جميع الصفات الطيبة ، لديه طموح و أحلام شاب ذكي مخلص طيب وحنون ، تخرج من الثانويه بمجموع إمتياز ، الأول على مدرسته ، يسهر الليل والنهار من أجل دراسته ، فمن طلب العلا سهر الليالي ، كان محترم ومحبوب بين جميع من في مدرسته ، رغم الظروف المحيطه به ، فما هي تلك الظروف وهل سيصمد أمامها ؟ أم يتنازل عن أحلامه ويسير في الطريق الخاطئ ، فهو تحدى الجميع للوصول إلى هدفه دوء إستثناء ، هل يصمد ؟
جدران عريضة مزخرفة فاتحة اللون ...
إضاءه خفيفة بسبب ضوء الشمس المسيطر على أرجاء الغرفة ...
شاب في التاسعة عشر من عمره ... واضع رأسه على ركبتيه .. على ملامح وجهه التقطيب والعبوس ... حزين كئيب ... في حيرة من أمره ...
إقتربت من باب الغرفة المفتوح ... وهي عابسة وحزينة على حال أخيها السعيد وفجأه
تحولت السعادة ... إلى حزن وضيق وضجر ... تنهدت بضيق : يصير أدخل ...
رفع رأسه من على ركبتيه ... وهو ينظر لإخته الواقفه عند مدخل الغرفة ... وهي مبتسمة
... همس بضيق : تفضلي ...
إقتربت بخطوات واسعة ناحية سرير أخيها ... وهي تجلس بجانبه ...
وضعت يدها على كتفه ... لتشاركه في حمل همومه وأحزانه ... همست بحب : رائد لاتسوي
بعمرك جذي ... حرام عليك ... ترى مافي شي يسوى ...
رفع عينه وهو ينظر لها بعتاب : ما أسوي بنفسي جذي ... ومافي شي يسوى
يعني مستقبلي مايسوى شي ... تعبي وشقاي وتحملي طول هالسنين ... مايسوى !
رطبت شفتيها بلسانها ، بإبتسامة عذبة : رائد يا حبيبي ... صدقني مافي شي يسوى
ولاشي ... لاتكدر روحك على الفاضي ...
رفع حاجبه بضيق : على الفاضي ... أي فاضي ؟ ... أمي وأبوي يتهاوشون وأنا السبب
وشي فاضي ... عيل وش المهم يا رسل ...
رسل : حبيبي رائد إفهمني ... أمي وأبوي مو أول مرة يتهاوشون ... الحرب بينهم على طول ...
والنار على طول مشتعله فيما بينهم ... هذي حياتك ومستقبلك إنت تحدده وتختاره ...
لاتعطي فرصة لأحد يختاره لك ...
رائد بهم : بس هذولا أمي وأبوي مو أي أحد يا رسل ...
تنهدت بضيق : وأمي وأبوي متى همتهم دراستنا ... اخر همهم تدري لو تسألهم أنا بأي سنة
مايعرفون أصلا ... رائد خلنا نتكلم بالمنطق لو أمي درستك وجاهدت معاك عشان دراستك ...
نصحتك كان الحين واجب عليك تطبق الي تبيه وبعد مابتطلب هالشي لأنها
بتكون تعرف طموحك ... أما الحين الوضع مختلف أمي ماتهمها أنت ولا أنا ...
هي مو مهم عندها تكون فاشل أو ناجح هي تبيك تدخل التخصص الي هي تختاره لسببين ...
الأول حتى تقهر أبوي الي يبيك تدخل تخصص ثاني ... والسبب الثاني عشان تتفاخر قدام صديقاته
وجماعته ... مع إنها ماكانت سبب لوصولك بهالمستوى ... جهدك هو السبب ...
وقف ... ووضع يده على رأسه ... ودمعه حيرة سقطت من عينه ... بألم : مدري مدري ... شسوي
دبريني يا رسل ... أمي تبيني أدخل طب ... وأبوي يبيني أدخل هندسة ...
رسل بإستفسار : وإنت وين رحت ... وش تبي تدخل ؟
ضغط على شفتيه بألم ، بهم : أنا ضعت من بين أمي وأبوي ... أنا حلمي أدخل محاماه وأصير محامي ... أدافع عن المظلومين مثلي ومثلج ...
أغمضت عينيها بحزن على حال أخيها ، بإسلوب أمر : أدرس محاماه أنت تبي محاماه
أدخل الي إنت تبيه وتختاره ... وأمي وأبوي بيزعلون وبعد كم يوم أو كم سبوع بيرضون ...
وبيرضخون أمام الأمر الواقع .... لاتدخل مجال من الي هم يبونه ... بتندم بعدين وبتهدم
مستقبلك ...
جلس على السرير بقوة ، بعذاب نفسي : أنا تعبان تعبان رسل ساعديني ... مدري وش أسوي مدري ...
تعليق