يقسم التربويون المراهقة لدى الفتيات إلى عدة مراحل،الأولى المراهقة المبكرة وهي فترة التحفز والمقاومة وهذه المرحلة تبدأ من سن العاشرة إلى الاثنيعشر عاما،ومرحلة المراهقة المتوسطة من سن الاثني عشر عاما إلى أربعة عشر عاما.
وبعد ذلك تبدأ مرحلة المراهقة المتأخرة وفيها تستقر التغيرات البيولوجية وتتضح مظاهر تكيف الفتاة مع المجتمع والتلاؤم مع المشاعر والانفعالات.
وفي مرحلة المراهقة المبكرة يكون للأم الدور الأبرز في حياة ابنتها،وتبدأ مسؤولياتها في الزيادة.
ويرى الاختصاصيون أن على الأم في الثانية عشرة من عمر ابنتها أن تبني جسورا إضافية تقوم على مبدأ احترام تفكيرها أولا والنضج ثانيا.
ولكي تترك الفتاة أعتاب الطفولة لتفتح أبواب النضج لا بد من أن يمر هذا التغير من خلال هذه المرحلة التي يرى علماء النفس أن الأم في هذه المرحلة إما أن تكسب صديقة جديدة أو أن تصنع عدوة لنفسها تعيش معها في المنزل نفسه.
صداقتك أمر مهم لها
ويشير الأطباء إلى التغييرات التي تصيب الفتاة من انفعالات عاطفية مرتبطة بشكل كبير بالتغييرات الجسدية الداخلية كنمو القلب واتساع الشرايين وازدياد ضغط الدم بالإضافة لنمو المعدة بحيث تطول وتتسع.
كمايتطور النمو المعرفي والعقلي بما في ذلك المهارات اللغوية والمكانية.
أما الذكاء فتهدأ سرعته خلال فترة المراهقة. ويتسع إدراك المراهقة ليشمل الماضي والمستقبل بالإضافة إلى قدرة ربط الحقائق وتحليل الأحداث والفهم،وهي المهارات التي لم تكن لديها في طفولتها.
كما تزداد قدرة المراهقة على الفهم ونمو التفكير المجرد وتقديم الأدلة والبراهين.
بيد أن الناحية التي كثيرا ما تؤرق الأم في سلوك طفلتها التي تطرق أبواب المراهقة هي النمو الانفعالي والحساسية الشديدة،وكذلك التأثر السريع لأتفه المثيرات والأسباب.
فقد تجد الام نفسها بعد بلوغ ابنتها امام فتاة جديدة لم تعرفها من قبل،تعاملها بندية وتطلب منها ان تخلع من ذهنها صورة البنت الصغيرة التي اعتادت على التعامل معها،وإذا لم تحسن الأم التصرف وتستوعب نزوع ابنتها للاستقلال وتأكيد الذات فانها قد تجد نفسها امام »معركة ارادات« مع ابنتها،كل واحدة منهما تسعى لتأكيد رأيها وخياراتها وهي معركة خاسرة من كلا الطرفين.
الهم الاول للفتاة في هذه المعركة هي عدم التقدير وعدم التفهم - على الاقل من وجهة نظرها - فهي تطالب بمزيد من الحرية وان يرضخ الاهل لرغباتها - حتى وان كانت غير منطقية من وجهة نظر محايدة.
وللتغلب على هذه المشكلة يقترح خبراء شؤون الاسرة ان يعمل أولياء الامور على اكتساب صداقة جيل جديد كانوا بالأمس أطفالا.
وعن طريق هذه الصداقة تستطيع الأمهات والاباء مساعدة الأبناء على اختيار مرحلة حرجة في حياة أولادهم،وهي مرحلة قديجتازها بعض الصغار بهدوء وسلام بينمايجد اخرون صعوبة في تقبل التغيير النفسي والجسماني الذي طرأ عليهم فينعكس ذلك على تصرفاتهم.
ويؤكد باحثون في الصحة النفسية ان فتور العلاقة بين الاباء والفتيات وافتقار الحوار الصادق بينهم يعتبر إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه الفتيات عندمايحاولن اجتياز سن الطفولة إلى النضج واقترح فريق الباحثين على أولياء الأمور عدة نصائح يساعد اتباعها في معاملة الفتيات على أسس سليمة والتفاهم معهن بسهولة ومنها:
الإصغاء باهتمام لكلام الابنة عندما تلجأ إلى الأم او الأب فيطلب المشورة وإذا كانت الأم مشغولة في الأعباء المنزلية والأب منصرف إلى مشاهدة التلفزيون فعليهما ان يجعلا ابنتهما تشعر ان كلامها أهم حتى لو تراءى للوالدين ان الموضوع غير ذي أهمية.
معاملة الابنة والتحدث إليها بأسلوب يشعرها بأنها قد نضجت فذلك سيشجعها على فتح موضوعات جديدة للحوار.
إدراك الحوار وإقناع الابنة بلطف بوجهة النظر الأخرى أكثر واقعية من سرد المواعظ وتقديم النصائح الجافة.
لا تسخروا منهن وامتدحوهن
عدم السخرية من اراء الابنة حتى ولو كانت سخيفة ومتطرفة لأن ذلك قديسبب جرحاعميقايجعلها تحجم عن فتح حوار كمايؤدي النقد المستمر لتصرفات الجيل الجديد لهروبه من المناقشة مع الأبوين.
ضرورة الحزم في الأمور المتعلقة بالمبادئ والأخلاقيات ومناقشة الموضوعات المتنوعة مع الأبناء وتشجيعهم على الهوايات المختلفة التي قديشارك فيها أولياء الأمور أيضا.
امتداح الابنة على عمل أدته بنجاح بدلامن التركيز دائماعلى أبرز الأخطاء. السماح للابنة بإبداء الاراء في قرارات هامة تتعلق بالأسرة وحتى لو اختلفت الاراء بين الجيلين فعلى أولياء الأمور إدراك ان المناقشة في المصلحة العامة للأسرة وان اختلاف التفكير وتصور الأمور بين الجيلين أمر طبيعي وان يصبح أمل الغد ورجل المستقبل وإنه من خلال هذه المناقشات يمكن توجيه الجيل الجديد حتى يصبح المستقبل خيرا من الماضي.
لا تجعليها تهرب منك
ولكن عندما تفشل الام او تعرض عن تعريف ابنتها بمايعتريها من تغيرات البلوغ،وبالتالي لا تؤهلها للتكيف مع هذه التغيرات،تلجأ الفتاةغالبا الى مصادر اخرى كثيراما تكون غير مأمونة كالصديقات والانترنت والكتب وغيرها،بل ان كثيرا من الفتيات لاينتظرن المعلومات من امهاتهن ويبادرن الى مصادرهن الخاصة حول هذا الموضوع،ويصبح دور الام بالنسبة لهن التأكد من صدق المعلومات التي جمعنها حول البلوغ وتبعاته،وبما ان الفتاة تتميز في هذه السن بحب المعرفة وحب الاستطلاع فإن المسؤولية تحتم على الام ان تبادر بامداد ابنتها بما تحتاج من معلومات مهمة حول هذه المرحلة خصوصا وان البنات في هذه الايام يبلغن طبيعيا في سن مبكرة نظرا لكثرة الهرمونات الصناعية في مايتناولنه من طعام في الوقت الذي يتأخر فيه بلوغهن العاطفي والنفسي اي النضج وتحمل المسؤولية،هذه الفترة ما بين البلوغين من اخطر مراحل حياة الفتاة واشدها توترا واحتياجا لدور الام الواعية القريبة من ابنتها التي تغمرها بمشاعر الحب والحنان،لكن كثيرا من الفتيات لايجدن مثل هذه الام عندمايبلغن.
منقووول
تعليق