رد: " بـين الكتب .. / شاركونا ! "
كفرت اليوم عن كسلي في اليومين الماضيين و قررت أن أنتهي من " زوربا " .
لا أقول ذلك لأني كنت أريد التخلص منها , بل على العكس , لأنها رواية دسمة , حتى أني أشعر بالدوخة بعد كل عشر صفحات فأتوقف لأسترد أنفاسي و أعيد تثبيت عقلي في مكانه حتى يستوعب الصفحات العشر القادمة على ضوء السابقة .
هذه الرواية - و التي من تأليف نيكوس كازنتزاكي - تتحدث عن الصداقة التي جمعت بين المتكلم ( و الذي يخاطبه زوربا بالرئيس ) و بين زوربا .
هذان شخصان مختلفان , تدهش من أن رابطة صداقة يمكن أن تجمع بين هذين الضدين ,
فالرئيس شاب يغرق نفسه بين الأوارق و الكتب ( فهو " فأر قارض للأوراق " على حد وصف صديق حميم له ) , تتحكم به فلسفة بوذا و الأفكار الميتافيزيقية , و ينبذ ملذات الجسد .
بينما أن " زوربا " وهو رجل في الخامسة و الستين من عمره , أمي , لا يعرف الحياة كأفكار بل كأشياء ملموسة محسوسة , ظهر لنا كرجل يعشق المرأة و الخمر و يسخر من الدين و الرهابنة و الله متى شاء له هواه . و كان زوربا حين تخذل الكلمات أفكاره فلا يعرف كيف يعبر عنها , ينهض ليقدم قدما و يؤخر أخرى ليرقصها ( ليرقص تلك الأفكار ) , و كانت الرقصة التي تشتهر حتى اليوم باسم " رقصة زوربا " جسر تواصل بينه و بين الكون , توحده به و توحد بين جسده و روحه ; " هذين العدوين الأبديين ". و إذا لم تنجح الرقصة في ترجمة أحاسيسه و أفكاره , يأخذ الته الموسيقية العزيزة " السانتوري " و يعزف عليها أفكاره .
جمعت بينهما , على جزيرة كريت التي سافرا إليها معا , مناجم الفحم , و الشاطىء , و " هورتانس " ( البوبولينة العجوز ) , و الأرملة التي تفوح منها رائحة البرتقال و الفتنة .
حين تقرأ " زوربا " سيتملكك رغما عنك شعور بالانجذاب لا يغالب نحو هذه الشخصية , نحو فلسفتها العميقة , و حكاياها , و نظرتها الخالية من التكلف لكل شيء بدء بالله و نزولا إلى دود الأرض .
رواية دسمة ستغير نظرتك للعالم ما إن تدلف إلى صفحتها الأخيرة و تطبق الكتاب و تتنهد أسفا على اضطرارك لترك صديق ... إسمه زوربا .
كفرت اليوم عن كسلي في اليومين الماضيين و قررت أن أنتهي من " زوربا " .
لا أقول ذلك لأني كنت أريد التخلص منها , بل على العكس , لأنها رواية دسمة , حتى أني أشعر بالدوخة بعد كل عشر صفحات فأتوقف لأسترد أنفاسي و أعيد تثبيت عقلي في مكانه حتى يستوعب الصفحات العشر القادمة على ضوء السابقة .
هذه الرواية - و التي من تأليف نيكوس كازنتزاكي - تتحدث عن الصداقة التي جمعت بين المتكلم ( و الذي يخاطبه زوربا بالرئيس ) و بين زوربا .
هذان شخصان مختلفان , تدهش من أن رابطة صداقة يمكن أن تجمع بين هذين الضدين ,
فالرئيس شاب يغرق نفسه بين الأوارق و الكتب ( فهو " فأر قارض للأوراق " على حد وصف صديق حميم له ) , تتحكم به فلسفة بوذا و الأفكار الميتافيزيقية , و ينبذ ملذات الجسد .
بينما أن " زوربا " وهو رجل في الخامسة و الستين من عمره , أمي , لا يعرف الحياة كأفكار بل كأشياء ملموسة محسوسة , ظهر لنا كرجل يعشق المرأة و الخمر و يسخر من الدين و الرهابنة و الله متى شاء له هواه . و كان زوربا حين تخذل الكلمات أفكاره فلا يعرف كيف يعبر عنها , ينهض ليقدم قدما و يؤخر أخرى ليرقصها ( ليرقص تلك الأفكار ) , و كانت الرقصة التي تشتهر حتى اليوم باسم " رقصة زوربا " جسر تواصل بينه و بين الكون , توحده به و توحد بين جسده و روحه ; " هذين العدوين الأبديين ". و إذا لم تنجح الرقصة في ترجمة أحاسيسه و أفكاره , يأخذ الته الموسيقية العزيزة " السانتوري " و يعزف عليها أفكاره .
جمعت بينهما , على جزيرة كريت التي سافرا إليها معا , مناجم الفحم , و الشاطىء , و " هورتانس " ( البوبولينة العجوز ) , و الأرملة التي تفوح منها رائحة البرتقال و الفتنة .
حين تقرأ " زوربا " سيتملكك رغما عنك شعور بالانجذاب لا يغالب نحو هذه الشخصية , نحو فلسفتها العميقة , و حكاياها , و نظرتها الخالية من التكلف لكل شيء بدء بالله و نزولا إلى دود الأرض .
رواية دسمة ستغير نظرتك للعالم ما إن تدلف إلى صفحتها الأخيرة و تطبق الكتاب و تتنهد أسفا على اضطرارك لترك صديق ... إسمه زوربا .
تعليق