الخروج الكبير
خرج من المستشفى بعد ما أنهى عملياته. لم تكن له رغبة في الذهاب إلى البيت أو إلى العيادة فاتصل بالسكرتير وبلغه إلغاء مواعيده. قادته قدماه إلى مكان لم يكن يفكر أنه سيدخله مرة أخرى بعد ذلك اليوم. اليوم الذي قالت له فيه حبيبته: "أنا مش عايزة أخسرك بجد فخلينا أصحاب أو زملاء أحسن" بعدما تواعدا أنهما سيكونان لبعضهما مهما حالت بينهما الظروف وستنتظره حتى يتخرجا ويؤسسا لحياتهما العملية والعلمية. وعرف بعدها أنه قد تمت خطبتها بعد ضغط من أهلها. سلم لقدميه إرادته وأسقط كل الدروس التي لقنها لنفسه طوال 5 أعوام تحتهما.
اختار الركن البعيد الهادئ المطل على النيل. كانا يجلسان فيه سويا يحكيان ويحلمان ويتخيلان عشهما كيف سيبدو. كانت تتدخر من مصروفها وتشتري التحف والكماليات المغرمة بها. كانت تقول إنها عند تجهيز البيت لن يكون لديها الوقت لتلتفت لتلك الأشياء الصغيرة فلتلحق الان وتقتنيها قبل الزحمة.
اه، كنت أحب اسمي لما كانت تناديني به. "سامح" كانت السين تخرج من شفتيها بهواء زائد محدثة صفيرا لذيذا.
اه... 6 سنوات حب معها و5 سنوات حب لها وهي ليست معي ومحاولات لنسيانها.
- لا... لا... نسيان؟!
- كيف أسقط من حساباتي 11 سنة؟!!
- تؤ.. تؤ.. تؤ.. ما الذي أفعله الان؟!
ترن ترن ترن
- أيوه؟
+ أهلا د. "سامح"، أنا "رنا"، عامل إيه دلوقت؟ كان واضح عليك إنك تعبان أو... متضايق.
- الله يخليك، أنا الحمد لله أحسن. لغيت مواعيدي عشان أستريح..
+ طيب، أنا جهزت لحضرتك التحاليل اللي طلبتها..
- ميرسي جدا يا د. "رنا"..
+أشوفك على خير بكره إن شاء الله..
- أنا شاكر فضلك..
+ العفو يا دكتور ما تقولش كده
- باي..
+ باي..
جاءت تلك المكالمة لتنتشله من حالة الكابة واليأس فأشار للجرسون بحركة سريعة حادة وكأنه بذلك سيقطع على نفسه كل الأفكار التي تسوس في قلبه وفكره.
أسعدته مكالمة د. "رنا"، الطبيبة النائبة، فكم هي إنسانة وديعة توحي لك بالسلام مع نفسك وكل الدنيا مهما كانت سيئة! بدأت ابتسامة خافتة تشق طريقها إلى وجهه لكنه كان بين حبلي أفكار؛ واحد يشده لزمان، وواحد يشده للان. فمرة يعند ويسحب الابتسامة ومرة يستسلم لمداعبة شعور خفيف ومندهش يتسلل بداخله في ساعة غفلة ويبتسم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خرج من المكان وركب سيارته وتجول على كورنيش النيل. فكر أن يعاود الاتصال بالسكرتير ليذهب للعيادة ويواصل عمله لكن الوقت قد مضى. لابد أنه ألغى المواعيد. كان يشعر بنشاط إشعاعي غريب في قلبه فيسري إلى باقي جسده في شكل قشعريرة ساخنة.
"كم هي لطيفة "رنا"، ألطف الطبيبات اللاتي قابلتهن.. بل هي ألطف الموجودات حولي في أي مكان".
حاول العند والتشبث بما مضى أن يثنيه عن التفكير فيها، لكنه نهره بعند مماثل وعتاب لكي يتركه في حاله ليعيش ويفكر كما يشاء وفيمن يشاء. لم يستطع أن يكبت إحساسه بالقهر والغلبة من نفسه المخلصة أكثر من اللازم، ومن قلبه المخلص بزيادة للاشيء ولا أحد ولا حبيبة. تحرك في كرسي القيادة وكأنه يخرج من جحر أرنب وصرخ بصوت مكتوم وهو يضرب على "الدركسيون":
"حرام عليك بقى، عيش حياتك زي البني ادمين".
خرج من المستشفى بعد ما أنهى عملياته. لم تكن له رغبة في الذهاب إلى البيت أو إلى العيادة فاتصل بالسكرتير وبلغه إلغاء مواعيده. قادته قدماه إلى مكان لم يكن يفكر أنه سيدخله مرة أخرى بعد ذلك اليوم. اليوم الذي قالت له فيه حبيبته: "أنا مش عايزة أخسرك بجد فخلينا أصحاب أو زملاء أحسن" بعدما تواعدا أنهما سيكونان لبعضهما مهما حالت بينهما الظروف وستنتظره حتى يتخرجا ويؤسسا لحياتهما العملية والعلمية. وعرف بعدها أنه قد تمت خطبتها بعد ضغط من أهلها. سلم لقدميه إرادته وأسقط كل الدروس التي لقنها لنفسه طوال 5 أعوام تحتهما.
اختار الركن البعيد الهادئ المطل على النيل. كانا يجلسان فيه سويا يحكيان ويحلمان ويتخيلان عشهما كيف سيبدو. كانت تتدخر من مصروفها وتشتري التحف والكماليات المغرمة بها. كانت تقول إنها عند تجهيز البيت لن يكون لديها الوقت لتلتفت لتلك الأشياء الصغيرة فلتلحق الان وتقتنيها قبل الزحمة.
اه، كنت أحب اسمي لما كانت تناديني به. "سامح" كانت السين تخرج من شفتيها بهواء زائد محدثة صفيرا لذيذا.
اه... 6 سنوات حب معها و5 سنوات حب لها وهي ليست معي ومحاولات لنسيانها.
- لا... لا... نسيان؟!
- كيف أسقط من حساباتي 11 سنة؟!!
- تؤ.. تؤ.. تؤ.. ما الذي أفعله الان؟!
ترن ترن ترن
- أيوه؟
+ أهلا د. "سامح"، أنا "رنا"، عامل إيه دلوقت؟ كان واضح عليك إنك تعبان أو... متضايق.
- الله يخليك، أنا الحمد لله أحسن. لغيت مواعيدي عشان أستريح..
+ طيب، أنا جهزت لحضرتك التحاليل اللي طلبتها..
- ميرسي جدا يا د. "رنا"..
+أشوفك على خير بكره إن شاء الله..
- أنا شاكر فضلك..
+ العفو يا دكتور ما تقولش كده
- باي..
+ باي..
جاءت تلك المكالمة لتنتشله من حالة الكابة واليأس فأشار للجرسون بحركة سريعة حادة وكأنه بذلك سيقطع على نفسه كل الأفكار التي تسوس في قلبه وفكره.
أسعدته مكالمة د. "رنا"، الطبيبة النائبة، فكم هي إنسانة وديعة توحي لك بالسلام مع نفسك وكل الدنيا مهما كانت سيئة! بدأت ابتسامة خافتة تشق طريقها إلى وجهه لكنه كان بين حبلي أفكار؛ واحد يشده لزمان، وواحد يشده للان. فمرة يعند ويسحب الابتسامة ومرة يستسلم لمداعبة شعور خفيف ومندهش يتسلل بداخله في ساعة غفلة ويبتسم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خرج من المكان وركب سيارته وتجول على كورنيش النيل. فكر أن يعاود الاتصال بالسكرتير ليذهب للعيادة ويواصل عمله لكن الوقت قد مضى. لابد أنه ألغى المواعيد. كان يشعر بنشاط إشعاعي غريب في قلبه فيسري إلى باقي جسده في شكل قشعريرة ساخنة.
"كم هي لطيفة "رنا"، ألطف الطبيبات اللاتي قابلتهن.. بل هي ألطف الموجودات حولي في أي مكان".
حاول العند والتشبث بما مضى أن يثنيه عن التفكير فيها، لكنه نهره بعند مماثل وعتاب لكي يتركه في حاله ليعيش ويفكر كما يشاء وفيمن يشاء. لم يستطع أن يكبت إحساسه بالقهر والغلبة من نفسه المخلصة أكثر من اللازم، ومن قلبه المخلص بزيادة للاشيء ولا أحد ولا حبيبة. تحرك في كرسي القيادة وكأنه يخرج من جحر أرنب وصرخ بصوت مكتوم وهو يضرب على "الدركسيون":
"حرام عليك بقى، عيش حياتك زي البني ادمين".
تعليق