تَعَلَّقَ قَلبِي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تنَعمُ فِي الدِّيبَاجِ والحُلِيِّ والحُلَلْ
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَا
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ للهِ وابتَهَلْ
لأصبَحَ مَفتُوناً مُعَنًّى بِحُبِّهَا
كَأَن لَمْ يَصُمْ للهِ يَوماً ولَمْ يُصَلْ
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَا
إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَلْ
فَقَالَتِ لأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ
فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَانَ فِي اللَّيلِ دَفنُهُ
فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلالُ إِذَا أَفَلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي
تَدَانَت لَهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُورَ والفَارِسَ الذي
يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلا وَجَلْ
أَلا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم
وإِلاّ فَمَا أَنتُم قَبِيلٌ ولا خَوَلْ
قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غَيرِ قَاتِلٍ
ولا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولا زُمَلْ
فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بِحُبِّهَا
مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَلْ
ولي وَلَها فِي النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ
ولي وَلَهَا فِي كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَلْ
كأَنَّ عَلَى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ
سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَندِ والعَسَلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختراً
وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ فِي زَجَلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَت
بِهِ عِندَ بَابَ السَّبسَبِيِّينَ لانفَصَلْ
فَهِي هِي وهِي ثُمَّ هِي هِي وهي وَهِي
مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لالاءِ لابِثٍ
ولا لا أَلا إِلا لالاءِ مَن رَحَلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَمْ أَمَلْ
وكَافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَا
وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَملْ
فَلَو لَو ولَو لَو ثُمَّ لَو لَو ولَو ولَو
دَنَا دَارُ سَلمَى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
أُسَائِلُ عَنها كُلَّ مَن سَارَ وارتَحَلْ
وفِي وفِي فِي ثُمَّ فِي فِي وفِي وفِي
وفِي وجنَتَي سَلمَى أُقَبِّلُ لَمْ أَمَلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُمَّ سَل سَل وسَل
وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَم أَسَلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَلٍ
عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِينُ مَعَ المُقَلْ
حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَا
عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَلْ
تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى
خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيَّة القبَلْ
وقُلتُ لَها أَيُّ القَبائِل تُنسَبى
لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَلْ
فَقالت أَنَا كِندِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ
فَقُلتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَل وبَلْ
فقَالت أَنَا رُومِيَّةٌ عَجَمِيَّة
فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُوشَ مِن قُزَلْ
فَلَمَّا تَلاقَينا وجَدتُ بَنانَها
مُخَضّبَةً تَحْكِي الشَوَاعِلَ بِالشُّعَلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنج خَيلى تَرَادَفَت
ورُخّى عَليها دارَ بِالشاهِ بالعَجَلْ
فَقَالَت ومَا هَذا شَطَارَة لاعِبٍ
ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيلِ هُوَ الأَجَلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُوبَ بِالفِيلِ عَاجِلا
مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُرعٍ فَلَم أَمَلْ
وقَد كَانَ لَعِبِي كُلَّ دَستٍ بِقُبلَةٍ
أُقَبِّلُ ثَغراً كَالهِلالِ إِذَا أَفَلْ
فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً
ووَاحِدَةً أُخرَى وكُنتُ عَلَى عَجَلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَا وحَتَّى
فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت
ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَلْ
واخِرُ قَولِي مِثلُ مَا قَلتُ أَوَّلاً
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجَبَلْ
وأرجو أن تعذروني لأنقطاعي عنكم ولكن الظروف تحكم على الشخص الأبتعاد عن الأحباب وأتمنى أن تنال أعجابكم هذه القصيدة المتواضعه من أمرؤ القيس
منقووول
تعليق