أقسم أن لا يتخلى عن حبيبته مهما حدث. ولكن رجل بمثل مواصفاته الحمقاء لم ينج من عقوبة السجن لعشرين عاما حين قتل زوج شقيقته انتقاما لكدمات وجهها . لم يتوقع أن يزرع في ذهنه احتمال ضعيف بأن تلك الحييبة لا تستحقه. ظلت تزوره باستمرار وتبكي على أصابعه التي بالكاد يستطيع تمرير جزء منها عبر القضبان , وهو يحترق ويبتلع دخانه كي لا تلحظ تلك الأنثى الحزينة شيئا يطيل من عمر الدموع على وجنتيها .
وفي زيارة أخرى لها شعر أن حزنها قد تعرت خلفه اثار تجاعيد ثلاثينية , وظل طول الليلة يسأل العتمة الكريهة :
" لماذا ؟ ... "
ظل يؤجل معرفته بالجواب عن قصد كي لا يشقى أكثر إلى حين زيارتها القادمة ...
وبينما وضعت يدها على أرباع تلك الأصابع , قال لها : " لا داعي لأن تعودي لأني لن أغادر هذا المكان بقلب يمكنه أن يهبك حبا فتيا . سيعلو الشيب قلبي قبل رأسي يا سناء , وأنت لا تستحقين مصيرا كئيبا كهذا .
ارحلي, عيشي حياتك, تزوجي برجل لا يجرؤ على إتعابك مثلي ! "
انتبه أن تعابير وجهها تغيرت حتى قبل أن ينهي جملته, وذابت أصواتهما في زحام أصوات السجناء وزوارهم والحراس الذين ينادون بأصواتهم الخشنة أن : " انتهى موعد الزيارة "
على ما أذكر كتبتها في الشهر الثاني من 2012 م
تعليق