وصية مرتحلة
يا طير بح لي إذا سارت بي الظلم
وغن حتى تراك العرب والعجم
إذا رحلت فأبلغ كل بائسة
عن التي عمرها التغريب والعدم
سقيت ترب اندثاري وانتهى ألمي
وغربة الروح ألا يؤلم الألم
على أنين المرافي أنشدت لغتي
تغالب البحر والأمواج تلتطم
وللطواحين يا قلبي مغامرة
وللسراب زمان ليس ينصرم
وللفقاعات دهر كان يصعد بي
بألف حلم لتهوي بعدها القدم
مضيت حتى نأيت الأرض أجمعها
وأحجم القلب عما كان يعتزم
ضربت كفي على كفي أقلبها
ورحلة الصفر في الكفين تضطرم
في حد يأسي أتاني الحرف منتشيا
وفي مرارة صمتي كلم القلم
قدحت حرفي على يوح لأوقدها
حربا على خيبة الأيام أنتقم
أغزو الزمان بخيل سرجها بيدي
صهيلها بدماء القلب ينسجم
وأنتضي السيف من أغماد غفلته
ليرتوي بدماء ملؤها قيم
يحدو خطاي حنين هز لاعجه
طيف الذين نأوا بالقلب ما رحموا
لقد هدرت دماء الحب بعدهم
لن يستفز وجيبي الدمع والندم
قتلتموني لأحيا أيكة سمقت
إلى السماء بها الجوزاء تلتحم
من السحائب سحت قصتي وغدت
مراة دمع بها الأشعار تبتسم
لا أذهب الله حرفا كنت أكتبه
فما أتيت لأمضي مثلما زعموا
أتيت كي تكتب الأيام ذاكرة
وأحرفا من ضياء حبرها الشيم
بعض الموات انبعاث يستحيل غدا
بالمجد والشرف التياه يتسم.
تعليق