تقرر يوما أن تتجاوز الحاجز الإسمنتي السميك
الذي يفصلك عن العوالم الأخرى وتفكر أن تسكن
في الجوار حيث الطبيعة أجمل و أسهل تنتقي
زاوية مهجورة وتبني لك بيتا هناك , الناس يبدون
سعداء يلمحونك قادما فيستبشرون , سيزداد
عدد سكانهم واحدا جديدا , ستقوى شوكتهم
وتضيء مدينتهم المعتمة , بقنديل جديد . .
في لحظات .. تكتشف بأن العالم الجديد
سيجرفك , تتلاشى الحواجز وتتبدى الحقائق
فتتخذ قرار الرحيل .. !
يحاصرونك بأسلحة اللوم ويملون عليك طريقة
حياتك , لابك وأن تجري تعديلات كثيرة لتغدو
واحدا منهم , تخبرهم بأنك من عالم اخر
لا يشبههم , يضايقهم أنك لا تذعن بسهولة
يطرقون بابك بلطف , يهدون إليك معطفا
لكي لا يصيبك الزكام في حربهم الباردة
يمزقون قلبك بلا خناجر , بثلة كلمات عابرة ينثرونها
بطريقك كمن يجيد زراعة الموت في روح الحياة ,
يسقونها بمياه حياتهم الاسنة فتتفاجأ أنك تمشي
في الوحل , تتعثر تغوص قدماك , يدفنك الطين
لتصحو على حقيقة عيش في عالم المومياءات .. !
تتوقف لحظة , تجلس على الرصيف لتلتقط أنفاسك , يجلس
قربك بعض عابري السبيل , تتهيأ نفسك إلى أنك
وجدت رفقة جديدة تحمد الله على أنك قد بلغت بر
الأمان ووجدت القلوب التي تعبت تبحث عنها , تتسع عيناك
فجأة لمرا بقاي الطين على أحذيتهم , تدرك وقتها أنهم
قد اتوا من هناك , من ذات المكان الذي هربت منه ليطرحوا
عليك ذات السؤال البغيض , ألن تمل من كونك أنت ؟!
متى تتغير وتصبح نحن !؟
تعليق