رحلتي الجميلة إلى حديقة الأعشاب وأزهار الخشخاش في قرية لانجن شتاين
د . عدنان جواد الطعمة
أخبرتني زوجتي الكريمة مساء 14 حزيران 2012 بأنها زارت هذه الحديقة لمشاهدة الصخرة الطويلة الضخمة وحديقة الأعشاب و أزهار الخشخاش والزهور الأخرى الزاهية .
سبق لنا أن تمتعنا بمشاهدة منظر أزهار الخشخاش التي كانت تغطي مساحة شاسعة من الحقل ، حيث تجولنا
الصخرة الطويلة الضخمة
بينها وقضينا وقتا يزيد عن نصف ساعة . وفي اليوم التالي قدت سيارتي و توجهت إلى تلك المزرعة التي كانت تبعد عن مدينتنا مسافة 70 كيلومترا . إلتقطت مئات الصور لتلك الأزهار الساحرة بلونها الجذاب حوالي ساعتين
باب الحديقة
و تجولت بين أغصانها و زهورها شبرا شبرا ثم تممددت لربع ساعة بقربها على جانب المزرعة و سعدت كثيرا بمنظرها و ألوانها الزاهية.
حملت معي ثلاث كامراتي و عدستين بعد الفطور صباح يوم 15 حزيران 2012 وقدت سيارتي فوصلت قرية لانجن شتاين بعد أن قطعت مسافة 23 كيلومترا وأوقفتها بموقف خاص قرب الحديقة في تمام التاسعة صباحا .
إلتقطت للحجر الطويل الضخم وللسيارة ومدخل الحديقة ، وهو عبارة عن باب من قضبان حديدية.
حديقة الأعشاب والعقاقير
بدأت جولتي في هذه الحديقة التابعة لمبنى كتيسة القرية القديمة بعد فتح الباب وشاهدت على جهة اليسار مجموعة من الأشجار والشجيرات التي تحنل أزهارا بيضاءا متفتحة في غاية السحر والجمال .إلتقطت لها بعض اللقطات
ثم التفت إلى الوراء فشاهدت حديقة الأعشاب والعقاقير الطبية النافعة لصحة الإنسان في معالجة الإلتهابات و بعض الأمراض وكذلك لإستعمالها في الوجبات الغذائية والسلاطات اللذيذة والصحية .
مضخة البئر اليدوية للسقي
للأسف الشديد كان الجو ملبدا بالغيوم أي السماء مغبرة، ومع ذلك إلتقطت عدة صور للحديقة الصغيرة والزهور المختلفة وتجولت بين النباتات والأعشاب والعقاقير في الممرات الرفيعة بين أقسام النباتات.
دائرة الأعشاب والعقاقير المستديرة في وسط الحديقة
قسمت الحديقة إلى عدة أقسام و في وسطها دائرة كبيرة مزروعة بشتى الأعشاب وبألوان بديعة للغاية.
المرامية
سرت بين اقسام الحديقة وحول الدائر المستديرة المرتفعة نسبيا ملتقطا صورا لكل النباتات و الأعشاب والزهور
الخزامى
وخاصة أزهار الخزامى الزكية التي كانت تعبق باريجها وعطرها الفواح وكذلك المرامية و أزهار عبقة للغاية
و الروزمارين وأعشاب أخرى تفوح منها روائح و عطور تنعش الروح و تشفي الغليل.
روزمارين
وعندما دعاني صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في شهر ديسمبر عام 1996 إلى الرياض العامرة
الخزامى
من أجل ترجمة قصائده إلى الألمانية ، دار الحديث عن الخزامى . أخبرني سموه من المرحوم الملك فيصل كان يذهب إلى الصحراء في موسم الخزامي للراحة واستنشاق عبيرها في عطلة الأسبوع. قلت لسموه باني قرأت عن الخزامى كثيرا، لكني لم أشاهدها في العراق.
وعندما ذهبت إلى غرفتي في فندق الخزامي ، شاهدت باقتين فواحتين من الخزامى ، شكرا لسمو الأمير. و سعدت كثيرا بالتعرف عليها . كان عطرها وعبيرها جدا قويا ، بحيث أن وضعت الباقتين في الحمام وغلقت
أزهار الخشخاش
الباب. وفي الصباح وضعتهما على طاولة غرفتي والتقطت لها صورا. وبالجدير بالذكر أردت أخذ عينات منها معي لكني للأسف الشديد نسيت أن اخذها معي.
جلست على مصطبة قريبة من الزهور، حيث كانت قطرات الندى تتلألأ على المصطبة فمسحت مساحة صغيرة وجلست أستنشق ذلك الهواء العذب المعطر بأريج وعطور الأزهار و روائح الأعشاب .
ثم قمت بعد حوالي ربع ساعة وتوجهت إلى مضخة بئر الحديقة اليدوية والتقطت لها بعض الصور.
وعلى مقربة عشرين مترا شاهدت أزهار الخشخاش اللامعة تتلألأ من بعيد وتترنح وتتمايل مع هبوب الرياح وكانها ترقص رقصات جميلة .
إلتقطت لأزهار الخشخاش عشرات الصور ومن كافة الإتجاهات و المواقع .
ثم تجولت بين أشجار الحديقة الشاهقة ودخلت الكنيسة و صورت سقف قبتها النادرة ، لأني سمعت أن هندسة القبة هذه هي إحدى ثلاث كنائس في كل ألمانيا .
سقف قبة الكنيسة
بصراحة كان جو الكنيسة رطبا نتنا تفوح منه رائحة القبور لم تعجبني لا القبة ولا جو الكنيسة الرطبة و المظلمة.
وبعد ثلاث دقائق خرجت من الكنيسة ومريت على أزهار الخشخاش وحديقة النباتات والأعشاب و العقاقير
الكنيسة الصغيرة
النافعة واستنشقت الهواء العذب المعطر بأريج الزهور والأعشاب . ثم خرجت من الحديقة و توجهت إلى المزارع القريبة و بدأت بجمع البابونج وأزهار البيلسان وغيرها . ثم قدت سيارتي إلى بيتنا لتناول طعام الغداء
و شرب الشاي . وبعد الغداء حملت الصور إلى كومبيوتري و شاهدت أن كثيرا من صور أزهار الخشخاش فاتحة جدا ، لأني بصراحة لم أنتبه إلى ذلك، بعد تغيير العدسات . لذا قررت السفر مرة ثانية إلى حديقة النباتات
والأعشاب والعقاقير الطبية في قرية لانجن شتاين التي وصلتها في حدود الساعة الخامسة والنصف .
و هكذا عادت حليمة إلى عادتها القديمة هههههههه .
بدأت بالتقاط الصور على مهل مرة أخرى وفي قرب الساعة السادسة شاهدت رجلا خرج من الكنيسة وتوجه نحوي . و بعد أن سلم علي تبادلنا أطراف الحديث و أخبرني بأنه مسؤول عن الحديقة والكنيسة و هو يسكن مقابل
الكنيسة مع عائلته . حدثته عن جو الكنيسة النتن ورطوبتها بكل موضوعية، لكنه فوجئ من كلامي وقال
أن شبابيك النوافذ تفتح أوتوماتيكيا للتهوية ولدينا أجهزة تقيس درجات الرطوبة والحرارة .
شكرني على ملاحظتي . تحدي إلي السيد كريلنج أنه هو الذي صمم حديقة النباتات و حفر بئرا لأنه لاحظ أن الشجرة الكبيرة أما مدخل الحديقة كادت أن تجف وتموت، ومن خلال البئر تم سقييها وجعل المائ يسيل إلى جذورها بانتظام .
سألته عن أسماء النباتات وهذه الشجرة وتلك أجابني معتذرا بأنه لا يهرفها ، فضحكنا
ثم عدت إلى البيت فرحا وأدخلت الصور من جديد إلى كومبيوتري
وهكذا كانت حكاية رحلتي من البداية إلى النهاية وأتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقرائتها ومشاهدة الصور الجميلة
لكم مني خالص ودي و تقديري
د .عدنان
ألمانيا في 29 حزيران 2012
تعليق