روى الأصمعي قال :
سمعت أباعمرو بن العلاء يقول: لقيت الفرزدق في المربد فقلت: يا أبافراس هل قلت شيئاً ؟
قال فأنشدني :
كم دون ميّة من مستودع قذفٍ *** ومن فلاة بها تستودع العيسُ
فقلت: سبحان الله , هذا( للمتلمس) فقال: اكتمها , فلضوال الشعر عندي أحب من ضوال الأبل."
* اكتمها: اخفها ..استرها عن السامعين لاتكشف لهم من أين أخذتها : هذا هو مراد الفرزدق
وإحساسه بمعنى السرقة حتى يظن السامع أنّ المعنى من ابتكاره هو.
على هذا النحو سرى مفهوم السرقة في ضمير الأدب العربي دونما حاجة إلى تعريف..
وأما السرقة في الشريعة: أخذ ماللغير في خفاء وادعاء ملكيته.
فليكن هذا التعريف أيضاً للسرقة الأدبية إن كان لامفر من تعريف..
وللسرقة درجات في مفهوم النقد العربي القديم :
الانتحال - الإنحال - الإغارة - المواردة - المرافدة - الاجتلاب - النسخ - الاستلحاق - الاصطراف -
الاهتدام - الالتقاط - السلخ - التلفيق - المسخ - الغصب - الاختلاس - الإلمام - الملاحظة - المشترك
المبتذل - المعاني العقم - الادعاء - الموازنة - الأخذ - الحل - الاقتباس - التضمين - العقد - التلميح
وكل هذه المصطلحات تعني : أخذ المعنى والفكرة في خفاء عن السامع والمتلقي بحيث يجهل هذا
السامع أو المتلقي من أين أتى الأديب بمعناه أو فكرته فيكون الاعتقاد بأنها من ابتكار الأديب
وأمامنا قائمة سوداء سواد الطين الادمي بعشرات الأسماء الأدبية التي اتهمت بالسرقة ,فعلى سبيل
المثال اذكر منها :
- هوميروس
- أرستوفان
- هيرودوتس
- سوفوكليس
- منندر
- باسكال
- لافونتين
- ألفريد دي موسيه
- أبو تمام
- المتنبي
- جرير
- الفرزدق
- محمد حسين هيكل
- أحمد شوقي
- طه حسين
- العقاد
- ابراهيم ناجي
- عزيز أباظه
- محمود تيمور
- و..و..و..إلى اخر القوائم التي لا اخر لها
بل إن ثمة اداباً سُرقت بأكملها ..وما الأدب اللاتيني إلا مجرد مثال على صحة ما أقول , فلقد اتهم
هذا الأدب بأنه سرقة واسعة من الأدب اليوناني ..
وكما قال بول فاليري: ما الأسد إلا جملة خراف مهضومة .." فالله سبحانه أخرجنا من بطون أمهاتنا
لا نعلم شيئاً , ثم كانت رحلة الكلام . الكلام الذي تعلمناه ورددناه كالببغاء في البدء ثم عقلناه ,
فتعلقت معانيه بجدران العقل , وتسربت أسراره في حنايا القلب.. ثم كانت القراءة : النافذة المضيئة
على خلايا الجماجم عبر العصور في نقوش وحروف ..
التوقيع :
سمعت أباعمرو بن العلاء يقول: لقيت الفرزدق في المربد فقلت: يا أبافراس هل قلت شيئاً ؟
قال فأنشدني :
كم دون ميّة من مستودع قذفٍ *** ومن فلاة بها تستودع العيسُ
فقلت: سبحان الله , هذا( للمتلمس) فقال: اكتمها , فلضوال الشعر عندي أحب من ضوال الأبل."
* اكتمها: اخفها ..استرها عن السامعين لاتكشف لهم من أين أخذتها : هذا هو مراد الفرزدق
وإحساسه بمعنى السرقة حتى يظن السامع أنّ المعنى من ابتكاره هو.
على هذا النحو سرى مفهوم السرقة في ضمير الأدب العربي دونما حاجة إلى تعريف..
وأما السرقة في الشريعة: أخذ ماللغير في خفاء وادعاء ملكيته.
فليكن هذا التعريف أيضاً للسرقة الأدبية إن كان لامفر من تعريف..
وللسرقة درجات في مفهوم النقد العربي القديم :
الانتحال - الإنحال - الإغارة - المواردة - المرافدة - الاجتلاب - النسخ - الاستلحاق - الاصطراف -
الاهتدام - الالتقاط - السلخ - التلفيق - المسخ - الغصب - الاختلاس - الإلمام - الملاحظة - المشترك
المبتذل - المعاني العقم - الادعاء - الموازنة - الأخذ - الحل - الاقتباس - التضمين - العقد - التلميح
وكل هذه المصطلحات تعني : أخذ المعنى والفكرة في خفاء عن السامع والمتلقي بحيث يجهل هذا
السامع أو المتلقي من أين أتى الأديب بمعناه أو فكرته فيكون الاعتقاد بأنها من ابتكار الأديب
وأمامنا قائمة سوداء سواد الطين الادمي بعشرات الأسماء الأدبية التي اتهمت بالسرقة ,فعلى سبيل
المثال اذكر منها :
- هوميروس
- أرستوفان
- هيرودوتس
- سوفوكليس
- منندر
- باسكال
- لافونتين
- ألفريد دي موسيه
- أبو تمام
- المتنبي
- جرير
- الفرزدق
- محمد حسين هيكل
- أحمد شوقي
- طه حسين
- العقاد
- ابراهيم ناجي
- عزيز أباظه
- محمود تيمور
- و..و..و..إلى اخر القوائم التي لا اخر لها
بل إن ثمة اداباً سُرقت بأكملها ..وما الأدب اللاتيني إلا مجرد مثال على صحة ما أقول , فلقد اتهم
هذا الأدب بأنه سرقة واسعة من الأدب اليوناني ..
وكما قال بول فاليري: ما الأسد إلا جملة خراف مهضومة .." فالله سبحانه أخرجنا من بطون أمهاتنا
لا نعلم شيئاً , ثم كانت رحلة الكلام . الكلام الذي تعلمناه ورددناه كالببغاء في البدء ثم عقلناه ,
فتعلقت معانيه بجدران العقل , وتسربت أسراره في حنايا القلب.. ثم كانت القراءة : النافذة المضيئة
على خلايا الجماجم عبر العصور في نقوش وحروف ..
التوقيع :
تعليق