ما أثر الصديق على صديقه ؟
[Iبعد التجارب مع الصديقات والتجول في رحاب الصداقة نعلم جيد ان هناك تأثير قوي من الصديق لصديقه
بل أثبتت الدراسات أن ما يصنعه الوالدان في 20 سنة من تربية وتقويم وتوجيه قد يزول في شهور بسبب رفيق سوء ..
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ***** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
قال : " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ..
فحامل المسك إما أن يحذيك ( يعطيك ) وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد ريحا طيبة ..
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ""
""لقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن الجليس له تأثير على جليسه سلبا أو إيجابا بحسب صلاحه وفساده.
فشبه الجليس الصالح بحامل المسك، فإنك إذا جالسته يحصل لك منه واحدة من ثلاث إما أن يعطيك ويهديك أو تشترى منه، أو تشم منه رائحة طيبة تؤثر على نفسك وبدنك وثوبك.
صحبة الصالحين بلسم قلبى *** إنها للنفوس أعظم راقى
وشبه النبى صلى الله عليه وسلم الجليس السوء بنافخ الكير، وهو القائم بمهنة الحداد، فإما أن يتطاير عليك من شرر ناره فيحرق ثيابك، أو تجد رائحة كريهة تصيب بدنك وثوبك، فجليس السوء يلحق الضرر بمن يجالسه. وينبغى أن نفطن إلى أن تشبيه النبى صلى الله عليه وسلم لجليس السوء بالحداد لا يعنى تحريم هذه المهنة، وإنما يعنى النتيجة المترتبة على الاقتراب ممن يمارس هذه المهنة أثناء عمله.
لا بد أن يتأنى المرء فى اختيار جليسه وصاحبه، إذ الصاحب ساحب، والمجالس مجانس . وقد أحسن من قال:
فلا تصحب أخا الجهل *** وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى *** حليما حين اخاه
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ما شاه
وللشئ من الشئ *** مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه
وذو العقل إذا أبصر *** ما يخشى توقاه
ولمجالسة الأشرار وجلساء السوء أضرار منها:1
أنه قد يشكك جليسه فى معتقداته الصحيحة ويصرفه عنها، كما هو حال أهل النار (قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون..) [الصافات 53:51]
وانظر إلى وفاة أبى طالب على الكفر بسبب جلسائه حين قالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فمات عليها.
2 وجليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته فى الوقوع فى المحرمات والمنكرات (ودوا لوتكفرون كما كفروا فتكونون سواء)[النساء 89].
3 والتأثر بالعادات السيئة والأخلاق الرديئة لجليس السوء.
4 ومخالطته تذكر بالمعصية وتحمل عليها.
5 ويعرفك بأصدقاء السوء
6 ولا ينصحك بما يصلحك
7 وتحرم بسببه مجالسة الصالحين
8 ولا تخلو مجالسهم من غيبة ونميمة
9 وليس فيها ذكر الله عزوجل...
إن لمجالسة الصالحين ثمارا طيبة، منها:
1 أن من يجالسهم تشمله بركة مجالسهم، ويعمه الخير الحاصل لهم وإن لم يكن عمله بالغا مبلغهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
2 التأثر بهم، فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
ولقد أحسن من قال:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدى
إذا كنت فى قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
3 ومنها تبصرته بعيوبه لإصلاحها، فالمؤمن مراة أخيه، إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده وقومه، وحاطه وحفظه فى السر والعلانية.
4 مقارنته عمله بأعمالهم فيعرف قدره ويصلح خطأه.
5 مجالسة أهل الخير يدلونك على أمثالهم فتنتفع بمعرفتهم.
6 ومن ثمارها انكفاف جليسهم عن المعصية.
7 تحفظ وقتك الذى هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال.
8 هذه المصاحبة سبب لدخولك فى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف 67].
9 رؤية الصالحين تذكر بالله سبحانه، فإذا حصل لمن راهم هذا الخير، فكيف بمن يجالسهم ؟
10 ومن ثمار مجالسة الصالحين الانتفاع بدعائهم لك بظهر الغيب فى حياتك وبعد مماتك.
11 الصالحون زين وأنس فى الرخاء، وعدة فى البلاء.
12 المجالسة سبب لمحبة الله تعالى (وجبت محبتى للمتحابين فى والمتجالسين فى) ومن ثمرات المجالسة للصالحين أنها تؤدى إلى محبتهم فى الله تعالى، وهذه المحبة لها من الثمرات والفضائل الكثير والكثير.
أرأيت كم لمجالسة الصالحين من ثمار وفوائد، فاحرص عليها تفز وتربح