بسم الله الرحمن الرحيم
هذا القصة للكاتبة ₥๓Ĵŕ₫~ I₦ṧǎŋ
انا ابغاكم تقولون رايكم فيها...
هذا القصة للكاتبة ₥๓Ĵŕ₫~ I₦ṧǎŋ
انا ابغاكم تقولون رايكم فيها...
نعم أستطيع
جلست في الحافلة أنتظر وصولي إلى المنزل ، أقلب بين مذكرات صديقتي التي استعرتها منها ، فانغرست في قراءة قصتها ، شدتني إليها ، تعلمت منها أعظم الدروس في حياتي ، كان التاريخ يشير إلى السادس عشر من فبراير للعام 1991 ، قيل فيها : كان يوم ميلادي الثاني عشر ، لم أكن أءبه لتلك الاحتفالات فوالداي قد عودانا على عدم أهمية تلك الأيام ، استيقظت في الصباح الباكر قبل صلاة الفجر ، ودعت والدي للمرة الأخيرة لم أكن أعرف لماذا ضممته بشدة في تلك الليلة ، قبلته على رأسه و قد كان يوصيني على اخوتي كأنه يعلم بأنه سوف يفارق الحياة ، ذهبت و أيقظت والدتي و ذهبت هي الأخرى إلى عملها ، كان يومي الدراسي كالعادة مليء بالواجبات و المشاغبات ، و فجأة .... عندما حصة التربية الإسلامية و قد كنت أنا من يشرح الدرس ، أرعبني دق قوي على الباب ، فتح الباب لأجدني بين أحضان عمتي التي أوغرقت عيناها و ملئ وجهها بتلك الدموع الحارقة ، قالت لي : إنا لله و إنا إليه راجعون !!! أول الأمر استغربت كلامها الذي كان لا يكاد يسمع من بين ثنايا أنين بكائها ، قالت والداك يا عزيزتي قد فارقا الحياة !!!! لم أفهم الأمر للوهلة الأولى ، لم أعرف لم كانت الدموع تنهمر من عيني ، لم أعرف أحدا .... نسيت وجوه الناس ، لم اصطحب اخوتي و إنما انتظرت قدومهم من المدرسة ، أوصلتني سيارة لم أكن أعرف لونها حتى إلى مشفا دخلته و تبعت رجلا أوصلني إلى غرفة بيضاء فيها سريرين مدد عليهما جثتا شخصين ، لم يسمح لي أحد بالاقتراب منهما ، نعم .... لقد كانا والداي !!!! مرت بعدها أيام ملئت ببكاء و أنين و كابة ، كان الجميع يقول " كيف سيستطيع هؤلاء الأطفال العيش و أكبرهم من بلغت للتو الثانية عشر " ، كنت في حيرة شديدة ، أأبكي على من فقدت و هو أغلى علي من روحي ، أم أأحزن على حالي و حال اخوتي ، أم و أم و أم كثير من الأسئلة دارت حولي لتعلن حيرتي ، أخذوني و اخوتي إلى منزل جدتي ، كان الجميع هناك يعاملاننا برأفة ، لم يكونوا يحاولون أن يشعروننا بالنقص ، ولكن رغم تلك محاولاتهم تلك لا أزال أرى نظرة الأسى في عيونهم ، كنت أحث اخوتي على الدراسة ، كنا نعيش في غرفة واحدة كما طلبت من جدتي ، كنا لا نفارق بعضنا إلا في المدرسة ، كان أخي الصغير يلح علي بالسؤال عن أمي و أبي ، كنت أمنع الدموع من الانهيار من عيني ، لأنني لا أريد أن أبدو في شكل الضعيف أما اخوتي ، فإن رأوني في حالتي تلك لن يستطيعوا تحمل هذه الحياة ، بعد عدة سنين أنهيت دراستي الثانوية في المجال العلمي ، كبر اخوتي و فهموا أن والدانا قد فارقا الحياة ، ولكنهم لم يتعرضوا لصدمة كبيرة مثلي ، فقد كنت أبذل قصارى جهدي لكي لا أشعرهم بالنقص ، فقد كنت أمهم التي غمرتهم بحنانها ، و أباهم الذي أشعرهم بالأمن و رغم أننا كنا أيتاما كنت أحاول جمع بعض النقود من المصروف الذي كانت تعطيني إياه جدتي لكي أستطيع أن أشتري ما يجول بخاطر اخوتي ، فنحن لا نحتاج إلى أحد و نستطيع الاعتناء بأنفسنا ، و عندما دخلت الجامعة ، اخترت المجال الذي طالما تمنت أمي أن يدخله أحد أبنائها ، أصبحت مهندسة مع أن ميولي و تشجيعها لي كان في مجال الطيران ، إلا و أنني لم أشأ أن أذهب في الجو بعيدا عن اخوتي و احرم من مشاهدتهم ، لذلك مضيت قدما في طريق الهندسة ، و ذاع سيطي في ذلك المكان الذي يدعى بجامعة الهندسة ، فأنا و على الرغم من أنني كنت أتابع اخوتي و أساندهم ، لم اهمل دراستي الجامعية ، و قد كنت الأولى على دفعتي بتوفيق من الله عز و جل ، و لكن بعد عدة سنوات ، أكمل اخوتي دراستهم الثانوية ، وها قد جاء دورهم للالتحاق بالجامعة ، و يال الأسف فالنقود التي كنا نملكها لا تكفي لدخول 3 أشخاص إلى الجامعة ، و خصوصا أن التخصصات التي كنا فيها باهظة الثمن و عالية المستوى ، و كنت أمام خيارين أحلاهما مر ، فإما أن أترك دراستي و شهاداتي ليكمل اخوتي دراستهم الجامعية ، و إما أن أكمل دراستي و على صعيد اخر لن يكمل اخوتي دراستهم الجامعية ، كنت قد انزويت في غرفتنا أفكر في صمت لعلي أجد خيارا ثالثا يساعدني في تدبر أمري ، و بعد ذلك اقترب مني أخواي و قال أكبرهم أنه لن يكمل دراسته الجامعية من أنه وصل إلى سنته الجامعية الثالثة ، و قال لي الذي أنهى للتو الثانوية أنه لا يريد أن يكمل و يبدأ الجامعة ، ذهلت حينها لأنهما كانا يعداني دائما بالحصول على أعلى الشهادات ، لكنهما قالا لي أنهما لا يريدان أن أضيع دراستي كل تلك السنين لأجلهما ، فهما يحبانني و يقدران مجهودي و حرصي عليهم كل تلك السنين ، و هما يريدان أن يردا ولو جزءا من الجميل ، عند هذه اللحظة اتخذ قراري و ارتسمت بسمة صفراء على شفتي و قلت أنني قد تعبت من دراستي و علي أن أبدأ بالعمل لأجلنا ، واتجهت إلى الجامعة و ارسلت طلبا بانسحابي من الجامعة ، فرفض هذا الطلب من قبل رئيس الجامعة فرفض هذا الطلب من قبل رئيس الجامعة و سألني عن السبب فشرحت القصة ، فطلب مني الانتظار و بعدها بفترة أعلن أنني و اخوتي سوف ندرس على حساب الدولة ، فقد كنا من أصحاب أعلى الدرجات على مستوى الدولة ، و عندما أنهيت الجامعة و بدأت بالعمل ، كان الأمر صعبا بادئ الأمر ، فقد أحسست بالاختلاف عن الباقين ، و لم يتقبلني أحد لأنهم ظنوا بأنني متعالية و أعاكل الناس بدونية ، و لكن بعد فترة والحمد لله تقبلني الجميع ، و كونت العديد من الصداقات مع زميلاتي في المهنة ، بعد فترة من الزمن ، استدعيت من قبل رئيسي في العمل لأمر طارئ كنت أجهل ما هو ، ذهبت إليه و أجلسني على كرسي كان يقابل شخصا تبدوا عليه ملامح الشموخ و الوقار ، ألقى التحية و سألني بعض الأسئلة التي أجبت عليها بكل سهولة ، ليس غرورا و لكنها كانت سهلة بالنسبة لي فهي مثل المبادئ في عملي ، أعجب ذلك الشخص بطريقة إجابتي و بثقتي بنفسي ، علمت بعدها أنه هو الذي يخطط و يبني البيوت و المحلات و الأعمال العظيمة في دولتنا الزاهية ، و أخبرني بأنه ينوي الاستقالة من عمله و يري مني أن أحل في منصبه ، دهشت في بادئ الأمر فأنا لم أتخيل أنني سوف أرتقي إلى تلك المناصب يووما ، ولكنه أخبرني بأنه سوف يختبرني في بادئ الأمر فالمهمة التي سوف تلقى على عاتقي كبيرة للغاية ، فتفهمت الأمر و بدأت بالعمل على ذلك المشروع و كان مجرد تخطيط و تحديد للأشياء ، بعدها أعجب بتصميمي و بدأت أعمل كمساعدة له حتى غدوت اليوم من أكبر المهندسين للعام 2011 ، و لم أنسى اخوتي الذين أصبحوا اليوم عزا و فخرا لي و لأهلي ، فمنهم من غدا ضابطا يحمي دولتنا الغالية ، و منهم من أصبح قاضيا يرد الظلم عن الناس ، و الثالث لايزال يدرس في الجامعة ، فما أحلى التفوق و التميز و النجاح ، فهذه المميزات الثلاثة ليست صعبة البتة ، فقط تحتاج إلى عزيمة و شحذ للهمم و مع أنني و اخوتي كنا متفوقين في حياتنا ، كانت أصابع الناس تشير إلينا و كانوا ينعتوننا بالعديد من الصفات و لكننا مع الرغم من ذلك كنا نعلم أن قلم الرصاص المفيد لا بد و أن يبرى و يكسر بعض من رصاصه لكي يعود جديدا و يصبح خطه أفضل و أجمل ، فالنجاح و التميز يعليان شأن الإنسان رغم انوف أولئك المحبطين الذين لم يقدروا المضي في طريقهم فقرروا أن يصبحوا عائقا أمام كل متميز و مثابر .
ردودكم + تقاييكم
تعليق