قصائد مختارة بالعربية والألمانية من كتاب الشاعرة الملهمة
الدكتورة سعاد ال صباح " لالئ الخليج "
إعداد وترجمة وإصدار : د . عدنان جواد الطعمة
عندما يسكن المرء العربي في الغربة و يتزود بالمعرفة واللغات والعلوم المختلفة
ويطلع على ثقافة المجتمع الذي يعيش معه، فإنه يشعر بأمس الحاجة إلى تعريف هذا المجتمع بثقافته وادابه وجذوره وأصالة تراثه و حضارة الاباء والأجداد التي ساهمت وأصبحت قدوة ومثالا مميزا للأمم والشعوب الأخرى التي نعتز بها
ونفتقدها في هذا العصر للأسف الشديد .
ومن خلال رحلاتي إلى كثير من الدول الأوروبية و أمريكا و زيارة مكتباتها ومتاحفها شعرت بأن من واجبي القيام بمسح وتصوير وفهرسة المخطوطات العربية، خاصة في العلوم المختلفة كالرياضيات والفلك والهندسة والجبر والمقابلة والكيمياء والصيدلة والطب و علم النباتات والجغرافية وغيرها .
وقد صدرت لي عدة فهارس للمخطوطات المحفوظة في مكتبات ألمانيا والدانمارك ، لكن فهارس باريس ولندن وأوسلو بلومنجتن إنديانا وغيرها لم تصدر للأسف الشديد لأسباب مادية بحتة . لأن مثل هذا المشروع الجليل يتطلب دعم مادي ومعنوي للإعداد والطباعة من قبل مؤسسات علمية وحكومية .
وبالإضافة إلى هذا المشروع الكبير وددت القيام بإعداد دراسة أنتولوجية عن شاعراتنا ، حيث كتبت عدة رسائل بالبريد المسجل إلى الأخوات في كافة الدول العربية منذ أواخرالثمانيات فلم تصلني إلا أجوبة قليلة جدا.
بعد صدور كتابي : الشعر العربي الحديث عام 1994 ، تشرفت بالإتصال بالدكتورة الفاضلة سعاد ال صباح عن طريق مدير دار النشر المرحوم الشاعرالسيد خالد القطمة، فأبدت سعادتها بالقبول لترجمة القصائد التي اخترتها من دواوينها التي أرسلها لي السيد خالد القطمة .
وقد صدر كتاب لالئ الخليج الذي أقمت بإعداده للنشر و بإشرافي في مدينتنا ماربورغ الخضراء على بركة الله و رسوله في سنة 1994 .
وبعد صدوره أقمت عدة أمسيات شعرية في مدن ألمانية مختلفة و نشرت عنه صحف مدينتنا والمدن المجاورة.
لاحظت في تلك الأمسيات إقبالا شديدا من الأصدقاء الألمان وخاصة السيدات على
الإستماع إلى القصائد التي ألقيتها ومناقشتها واقتنائه .
سعدت جدا بهذا النجاح. ثم تلاه كتاب اخر سأكتب عنه قريبا بإذن الله .
يسرني أن أقدم لكم بعض القصائد التي اخترتها من كتاب الدكتورة سعاد ال صباح ، لالئ الخليج، بالعربية والألمانية، املا أن تنال منكم حسن الرضا والقبول ، والله ولي التوفيق.
تقبلوا مني خالص ودي و احترامي
د .عدنان
ألمانيا في 22 ديسمبر 2011
( 1 )
( 2 )
( 3 )
( 4 )
( 5 )
( 6 )
( 7 )
( 8 )
( 9 )
الدكتورة سعاد ال صباح " لالئ الخليج "
إعداد وترجمة وإصدار : د . عدنان جواد الطعمة
عندما يسكن المرء العربي في الغربة و يتزود بالمعرفة واللغات والعلوم المختلفة
ويطلع على ثقافة المجتمع الذي يعيش معه، فإنه يشعر بأمس الحاجة إلى تعريف هذا المجتمع بثقافته وادابه وجذوره وأصالة تراثه و حضارة الاباء والأجداد التي ساهمت وأصبحت قدوة ومثالا مميزا للأمم والشعوب الأخرى التي نعتز بها
ونفتقدها في هذا العصر للأسف الشديد .
ومن خلال رحلاتي إلى كثير من الدول الأوروبية و أمريكا و زيارة مكتباتها ومتاحفها شعرت بأن من واجبي القيام بمسح وتصوير وفهرسة المخطوطات العربية، خاصة في العلوم المختلفة كالرياضيات والفلك والهندسة والجبر والمقابلة والكيمياء والصيدلة والطب و علم النباتات والجغرافية وغيرها .
وقد صدرت لي عدة فهارس للمخطوطات المحفوظة في مكتبات ألمانيا والدانمارك ، لكن فهارس باريس ولندن وأوسلو بلومنجتن إنديانا وغيرها لم تصدر للأسف الشديد لأسباب مادية بحتة . لأن مثل هذا المشروع الجليل يتطلب دعم مادي ومعنوي للإعداد والطباعة من قبل مؤسسات علمية وحكومية .
وبالإضافة إلى هذا المشروع الكبير وددت القيام بإعداد دراسة أنتولوجية عن شاعراتنا ، حيث كتبت عدة رسائل بالبريد المسجل إلى الأخوات في كافة الدول العربية منذ أواخرالثمانيات فلم تصلني إلا أجوبة قليلة جدا.
بعد صدور كتابي : الشعر العربي الحديث عام 1994 ، تشرفت بالإتصال بالدكتورة الفاضلة سعاد ال صباح عن طريق مدير دار النشر المرحوم الشاعرالسيد خالد القطمة، فأبدت سعادتها بالقبول لترجمة القصائد التي اخترتها من دواوينها التي أرسلها لي السيد خالد القطمة .
وقد صدر كتاب لالئ الخليج الذي أقمت بإعداده للنشر و بإشرافي في مدينتنا ماربورغ الخضراء على بركة الله و رسوله في سنة 1994 .
وبعد صدوره أقمت عدة أمسيات شعرية في مدن ألمانية مختلفة و نشرت عنه صحف مدينتنا والمدن المجاورة.
لاحظت في تلك الأمسيات إقبالا شديدا من الأصدقاء الألمان وخاصة السيدات على
الإستماع إلى القصائد التي ألقيتها ومناقشتها واقتنائه .
سعدت جدا بهذا النجاح. ثم تلاه كتاب اخر سأكتب عنه قريبا بإذن الله .
يسرني أن أقدم لكم بعض القصائد التي اخترتها من كتاب الدكتورة سعاد ال صباح ، لالئ الخليج، بالعربية والألمانية، املا أن تنال منكم حسن الرضا والقبول ، والله ولي التوفيق.
تقبلوا مني خالص ودي و احترامي
د .عدنان
ألمانيا في 22 ديسمبر 2011
( 1 )
( 2 )
( 3 )
( 4 )
( 5 )
( 6 )
( 7 )
( 8 )
( 9 )
( 10 )
القصيدة السوداء
( 1)
كم غيرتني الحرب . . ياصديقي
كم غيرت طبيعتي .
و غيرت أنوثتي .
و بعثرت في داخلي الأشياء .
فلا الحوار ممكن .
و لا الصراخ ممكن .
و لا الجنون ممكن .
فنحن محبوسان في قارورة البكاء . . .
( 2 )
قد كسرتني الحرب يا صديقي
ولخبطت خرائط الوجدان .
و حطمت بوصلة القلب ،
فلا زرع . .
و لا ضرع . .
و لا عشب . .
و لا ماء . .
و لا دفء . .
و لا حنان . .
قد شوهتني الحرب يا صديقي
و الحرب كم تشوه الإنسان . .
فهل هناك فرصة أخرى . . لكي تحبني ؟
و ليس في عيني إلا مطر الأحزان . . .
(3 )
ياسيدي :
ماعدت بعد الحرب . . أدري من أنا ؟ . .
أقطة جريحة ؟ . أم نجمة ضائعة ؟ .
أم دمعة خرساء ؟ .
أم مركب من ورق
تمضغه الأنواء ؟ .
أين ترى سنلتقي ؟.
و بيننا مدائن محروقة
و أمة مسحوقة . .
و بيننا داحس و الغبراء . . .
فهل هناك فرصة أخرى ،
لكي تحبني . .
من بعد ما حولني الحزن إلى أجزاء . .
قد سرقتني الحرب من طفولتي
واغتالت ابتسامتي . .
ومزقت برائتي
واقتلعت أشجاري الخضراء . .
فلا أنا بقيت من فصيلة الزهور . .
و لا أنا بقيت من فصيلة النساء . .
فمن ترى يقنعني ؟ .
أن السماء لم تزل زرقاء ؟ .
وأننا . .
في زمن التلوث الروحي . .
و الفكري . .
و القومي . .
يمكن أن نظل أصدقاء ؟ ؟ .
(4 )
ياسيدي :
لست أنا جزيرة السلام .
ولا أنا الأنثى التي كان على أجفانها
يستوطن الحمام . .
ولا أنا . .
نافورة الماء . .
و سمفونية الرخام . . .
ياسيدي :
قد يبس العشب على شفاهنا
وانكسر الكلام . .
فكيف نسترجع أيام الهوى ؟ .
ونحن مدفونان . .
تحت الوحل و الركام . . .
(5 )
ياسيدي :
أنا التي غير التي تعرفها .
ذاكرتي مثقوبة .
فلا التواريخ على جدرانها باقية
ولا العناوين . . .
ولا الوجوه . .
والأسماء . .
أين ترى نذهب ، يا صديقي ؟ .
وما هناك بوصة واحدة نملكها
في عالم الأرض ،
ولا في عالم السماء . . .
وما الذي نفعل في بلاد ؟ .
يصطف فيها الناس بالطابور . .
كي يستنشقوا الهواء ! !
(6)
ياسيدي :
لكم أنا أشعر بالإحباط ،
والدوار . .
والإعياء . .
فلا تؤاخذني على كابتي
إذا قرأت هذه القصيدة السوداء . . .
( 1 )
( 2 )
( 3 )
( 4 )
( 5 )
( 6 )
( 7 )
( 8 )
( 9 )
( 10 )
اخر السيوف
ها أنت ترجع مثل سيف متعب
لتنام في قلب الكويت أخيرا
يا أيها النسر المضرج بالأسى
كم كنت في الزمن الردىء صبورا
كسرتك أنباء الكويت ، و من رأى
جبلا ، بكل شموخه ، مقهورا ؟
ما كان يمكن أن تعيش لكي ترى
باب العرين ، مخلعا . . مكسورا
صعب على الأحرار أن يستسلموا
قدر الكبير ، بأن يظل كبيرا
يا فارس الفرسان ، يابن مبارك
يا من حميت مداخلا ، و ثغورا
شربت خيولك دمعها ، و صهيلها
كيف الخيول تموت ؟ لا تفسيرا
ما عاد بحرك أزرقا ، يا سيدي
فكأنما صار النهار ضريرا . .
الإخوة الأعداء مروا من هنا
كي يملأوا تاريخنا تزويرا
شنقوا الغني على مشانق حقدهم
أما الفقير فلا يزال فقيرا . .
غدروا بهارون الرشيد . . و أحرقوا
كتب التراث . . و أعدموا المنصورا
عبثوا بأجساد النساء . . و دنسوا
قبر الحسين ، و دمروا تدميرا . .
لم يتركوا في الحقل غصنا أخضرا
أو نخلة ميساء . . أو عصفورا
قصموا الكويت . . كأنها تفاحة
ورموا ثياب القاصرات قشورا
من ذا يحاسب حاكما متسلطا
ذبح الشعوب حماقة . . و غرورا ؟
ياسيدي . . إن الشجون كثيرة
فاذهب لربك ، راضيا مبرورا
يتفتت التاريخ بين أصابعي . .
و أشاهد الوطن الجميل كسيرا
خذلوك ، يا شيخ العروبة ، عندما
جعلوا العروبة ، مسلخا و قبورا . .
ذبحوا الطموح الوحدوي . . من الذي
يرضى بأن يتزوج الساطورا ؟ ؟
جاؤوا إليك . .لكي تبارك فعلهم
يأبى الإباء بأن يكون أجيرا . .
أأبا مبارك . .كنت أنت قبيلتي
و جزيرتي . . والشاطىء المسحورا
يا خيمتي وسط الرياح ، من الذي
سيلم بعدك دمعي المنثورا ؟
يا من ذهبت ، و ما ذهبت ، كأنني
في الليل أسمع صوتك البللورا
أنت الربيع . . فلو ذكرتك مرة . .
صار الزمان حدائقا . . و عبيرا
أأبا مبارك ، لو هناك مدامع
تكفي . . لفجرت الدموع نهورا
من ذا يغطينا بريش حنانه ؟
من يملأ البيت الكبير حضورا ؟
أنت السفينة ، والمظلة و الهوى
يا من غزلت لي الحنان جسورا
غطيتني بالدفء منذ طفولتي
و فرشت دربي ، أنجما و حريرا
وحميت أحلامي بنخوة فارس
لم تلغ رأيا أو قمعت شعورا
الله يعلم يا أبي . . و معلمي
كم كنت إنسانا . . و كنت أميرا . .
أأبا مبارك يا منارة عمرنا . .
يا درعنا ، و كتابنا المأثورا . .
كنت الكويت أصالة و حضارة
و مناقبا عربية و جذورا . .
البحر أنت . . يفيض عن شطانه
قدر الكبير بأن يكون كبيرا. .
أأبا مبارك ، سوف تبقى دائما
في العين كحلا . . والشفاه بخورا
يا اخذ الكلمات تحت ردائه
ما عدت بعدك أحسن التعبيرا
لندن حزيران "يونيو" 1991
( 1 )
( 2 )
من أمنية ... إليك مبارك
يا أخي . . أصبح لي اليوم من العمر سنه
قم . . و هنئني ببعض البسمات المحسنه
عد . . و هب لي لعبة أو زهرة أو سوسنه
عد . . و بدد من سماء البيت غيم المحزنه
جافت الأنغام بيتا كنت فيه أرغنه . .
يا أخي . . من أجل أمي عد إلينا بالأماني
قم . . تجدها زهرة قد ذبلت قبل الأوان . .
في ربيع ماتت الفرحة فيه والأغاني . .
أغرقتها في خريف الحزن أمواج الزمان . .
بعد إحداق المنايا بأمانيها الحسان . .
ياأخي . . ما عيد ميلادي سوى يوم كئيب
بعد أن غيبت عنا أيها الوجه الحبيب
لم يعد في البيت إلا الصمت ، يتلوه النحيب
لم نعد إلا غريبا يتأسى بغريب
وأبا يسأل ما الخطب . .
وأما لا تجيب . .!
تعليق