إذا صدقت نفسك أن معاناتك كلها من الاخرين فأنت تحكم عليها بالبقاء الدائم؛ لأنك لا تملك شأن الاخرين، وإذا حملت نفسك قدرا من المسؤولية عن المعاناة فهي بداية الخلاص.. فأنت قادر على تغيير نفسك.
كثيرا ما أقول: لو أن الصهاينة احتلوا طرفا من الأطراف الإسلامية أو أي بقعة أخرى حتى لو كانت مساحتها أضعاف أضعاف فلسطين كان يمكن أن تنسى، لكن فلسطين لها قداسة وتاريخ وعراقة.. وهي في قلب الأمة الإسلامية.. ومنطقة القلب، لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن نسيانها، ولا يمكن مقارنتها بغيرها أبدا.
حين ترى الناس يتساقطون حولك تبدأ الأسئلة والشكوك والاحتمالات، وما لم يكن في النفس قوة وثقة، وفي القلب شجاعة وجرأة، وفي العقل يقظة وملاحظة، فربما سقط صريع الوهم من لم يسقط صريع الوباء!..
من كرم الله تعالى أنه رزق الناس العقول وسلطها على ما حولها مما هو في مقدورها ومن اختصاصها، تكتشف وتتعرف وتبدع (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)ولعل من إهدار العقل أن يظن أنه خلق للحفظ والاستظهار والترديد فحسب، دون أن يضيف ويحلل ويتأمل ويفك الرموز، أو أن يسيطر الجزع والخوف والتردد على المرء؛ فيحرمه لذة مشاهدة الجديد واقتباسه.
قد يضرب الأب ابنه على ترك عبادة أو خلق، ويقهره على الامتثال، لأنه لا يريد أن يقال: ابن فلان فعل أو ترك، فينشأ الطفل كارها لهذا الخلق الذي تعرض للضرب بسببه، ولو مارسه ظاهريا فهو يتحين الفرصة التي تسنح لكي يمارس حريته ورغبته في نقيض ما تربى عليه، ولا غرابة أن يبالغ في التشفي من ماضيه بالانغماس المفرط فيما حرم منه سلفا.
تعليق