بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بوستر فيلم "I Love You, Man" ل Paul Rudd و Jason Segel ...
* * * * *
للتحميل القصة كاملة بصيغة pdf
لتحميل برنامج قارئ الكتب الإلكترونية
* * * * *
( طيبة .... ام سذاجة )
هذا بوستر فيلم "I Love You, Man" ل Paul Rudd و Jason Segel ...
* * * * *
للتحميل القصة كاملة بصيغة pdf
لتحميل برنامج قارئ الكتب الإلكترونية
* * * * *
( طيبة .... ام سذاجة )
عادل , شاب عادي جدا بل اقل من العادي , دائما أصدقائه يعتبرنه مركز سخريتهم , هل تعلمون السبب ؟؟
عادل يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما , ملابسه تعود الى القرن الماضي و لا يعرف معنى الموضة أو التحديث ..
يرتدي قميصا بيج اللون كاروهات مزررا حتى عنقه , و رابطة العنق بنية اللون تكاد تخنقه و يرتدي بنطال قماش مخطط اسود اللون , و حذاء اسود على الطرز الإنجليزي القديم ...
يرتدي نظرات سميكة و ضخمة و كأنه عالم ذرة , و شعره القصير دائما مجعد ...
عادل شاب نقي , طيب القلب , ناجح في عمله , هادي الطباع و الملامح لا يحتك مع احد لا يعرفه , دائما خجول إذا تحدث مع شخص لأول مرة , و يكون محرج أكثر عندما يرى أصدقائه يضحكون لأمر ما و هو لا يستطيع ذلك ليس لأنه كئيب , و لكن يشعر بأنه ليس الأمر الذي يستحق الضحك من أجله , لا يستطيع الحديث مع النساء الحسناوات و ذلك سبب طرده من العمل أكثر من مرة بسبب تلك المشكلة ...
عادل يحب قراءة الخواطر و النثر و القصص القصيرة و يحب قراءة الصحف العالمية ...
يعمل عادل الان في مساعدا في متجر لبيع الحلويات , عمل غير شاق و لا يحتاج لاحتكاك مع الناس ...
كريم نجل مدير المتجر , شاب " مروش " عكس صديقنا عادل , دائما يرتدي ملابس على أحدث موضة , شعره طويل قليلا , يتحرك و كأن به جنة , بائع للدنيا , يضحك مع هذا و يتحدث مع ذاك , بينما ينظر عادل إليه و يقول في نفسه : " لماذا أنا لست مثله , ماذا ينقصني ؟؟ "
كريم يتواجد بالمتجر باستمرار , لا يفعل شيئا سوا الضحك و الحديث الغير مجدي مع الجميع ...
فلاحظ عادل ان كريم يتحدث الى الهاتف فأقترب عادل منه قليلا فسمعه يتحدث مع فتاة , فسمعه يقول لها و هو يضحك : " صدقيني يا حبيبتي لم أكن هناك , لم اذهب مطلقا , ربما شخصا ما يشبهني , حسنا مع السلامة "
فالتفت كريم للخلف فراه واقفا خلفه , فتغيرت ملامحه بشدة
فأرتبك عادل فورا و قال : " انا أسف يا كريم , لم اقصد و لكنني كنت سأذهب الى ... "
ابتسم كريم و وضع يديه على كتفه و قال : " لا بأس .. "
فتركه و مضى سيره , فنظر عادل إليه و هو يقول في نفسه : " كم أتمنى بأن أتعرف على الفتيات "
فوقف كريم فجأة و نظر خلفه بسرعة فوجده مازال واقف فقال له : " ما الأمر .. ؟ "
فاقترب إليه عادل بسرعة و قال : " كيف تستطيع التعرف على البنات ؟؟ "
أنصدم كريم و قال : " الم تقيم علاقات بعد ؟؟ "
رد بتوتر : " لا "
ضحك كريم ضحكة عالية : " هل أنت شاذ ؟؟ "
ثم أضاف : " يا عزيزي لن تستطيع إقامة علاقات مع الفتيات بهذه الخليقة "
انزعج عادل من كلامه و قال : " أنها خليقة الله .... ثم أنني لا أستطيع فعل ما تفعله هذا "
ثم قال : " هل سوف تتزوج تلك الفتاة التي كنت تتحدث معها منذ قليل ؟ "
رد بسرعة و بلا وعي : " بالطبع لا .. "
- " لماذا تناديها بحبيبتي إذا , ... "
- " أنها صديقتي "
فقال و كأنه يهزأ منه : " صديقتك ؟ , انتم أيها الشباب أفسدتم معنى الصداقة .... "
ارتدى ملابسه و هم لمغادرة العمل فأوقفه كريم و قال له :
" هل تريد أن تقيم علاقة مع فتاة ؟؟ "
ابتسم عادل و قال بلهفة : " أتمنى ذلك "
- " بملابسك هذه ؟ "
كريم باستغراب : " وما بها ؟؟ "
- " أظن أنها تحتاج إلى تغير قليلا , ما رأيك أنت ؟ "
دخل عادل و كريم ملهى ليلي يعج بالشباب و الفتيات التي ترقص رقصات فاضحة وسط الموسيقى الصاخبة و و الأضواء المختلفة المتحركة التي إصابته بالدوار , حتى جلسا على طاولتهم المخصصة لهم . . .
- " هيا يا عادل اجلس "
جلس عادل بهدوء فشعر بأنه محرج و بقي يلتفت يمين و يسارا خوفا من يراه أحدا يعرفه ...
بينما كريم يمرح مع الموسيقى الصاخبة مرت من أمامه فتاة طويلة , جسدها ممتلئ قليلا , حسنة المظهر , ترتدي ملابس مميزة , فصرخ و قال بمرح : " لقد بدأت سهرتنا "
فسرعان ما امسك عادل يده و قال له : " من فضلك يا كريم .... "
ضحك كريم و قال له : " اصمت يا عادل "
فوقف بسرعة و صرخ : " يا ريم . . . . يا ريم "
فالتفت هذه الشابة و ابتسمت ثم اقتربت نحوهم قليلا و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "
فجلست و هي تنظر الى عادل نظرات ذات معنى . . .
فأجابها كريم و هو يمعن النظر بها : " بأحسن حال و أنتي يا ريم ؟ "
فضحكت و قالت : " بخير "
فقال لها : " من معك ؟ "
نظرت إلى الطاولة التي تجلس عليها ثم قالت : " سارة و منى و .... سوزان و خطيبها "
ثم نظرت إلى كريم مرة أخرى ..
فقال لها : " هل تستطيع ان تشاركينا الجلسة اليوم "
ابتسمت و قالت : " حسنا , لا بأس من ذلك "
فنظرت الى عادل و لوحت بيدها و قالت : " هاي , أين أنت ؟ "
فشعر عادل بوخذة ثم قال بارتباك : " و أنتي كيف حالك ؟ "
ضحكت ريم و قالت : " يبدو و انك شارد الذهن "
فتقدم إليهم النادل و قال لهم بأدب : " ماذا تفضلوا ان أقدم لكم ؟ "
فقال كريم له : " نريد ثلاث زجاجات من المياة الغازية "
- " حسنا سيدي " و انطلق فورا
فلم يلاحظ و إلا اخرج كريم من جيبه لفافة عجيبة الشكل و اللون و قام بإشعالها باستمتاع ..
وقف عادل و صرخ على الفور : " ما هذا ؟؟ "
أحرج كريم و حاول ان يخفي إحراج فأمسك يد عادل و قال له بصوت خافت : " أجلس , أجلس "
وضعها كريم في فمه و استنشق ما بها ثم قال : " هل أنت مجنون , ما الذي فعلته هذا ؟ "
فأجابه عادل قائلا : " قلت لك ما هذا ؟ "
فنظر كريم إليه و قال : " مخدرات , هل ارتحت ؟ "
لم يستطيع عادل ان يبادله الرد , و لذلك اكتفى بأنه غادر النادي دون أن يتحدث معه ...
بينما حاول كريم إيقافه و لكن لم يكن بوسعه ذلك ...
غادر عادل الى بيته و خلد الى سريره حتى الصباح للذهاب الى عمله مجددا . . .
و عند الصباح , في أثناء عمله لاحظ ان كريم بجواره يحدثه بصوت خافت : " عادل ..... عادل "
فالتفت إليه بانزعاج : " ماذا تريد ؟؟ "
فضحك كريم ثم قال : " هل أنت منزعج ؟؟ "
فنظر إليه باستهزاء و قال : " لا " , ثم التفت إلى عمله مجددا
فتركه و غادر و هو يقول : " لمعلوماتك فقط لقد طلبت ريم رقم هاتفك "
فنظر عادل على الفور بابتهاج فلم يجده , فسرعان ما اخذ يبحث عنه حتى وجده في مكتبه , فدخل غرفة مكتبه فوجده جالسا يشاهد التلفاز فقال له : " ماذا .. ماذا قلت للتو ؟ "
فجلس بجواره فور دخوله , بينما كريم يقلب بجهاز التحكم بيده و يتحدث دون النظر إليه :
" ريم كانت ... كانت تريد .. رقم هاتفك "
فأمسكه عادل من كتفه و جعله ينظر إليه و قال له : " ريم التي كنا معها بالأمس ؟؟ "
- " بلى " و التفت إلى التلفاز مرة أخرى ,
فظل عادل يفكر مليا حتى قال لكريم بتردد : " و هل أعطيتها رقمي ؟؟ "
ضحك كريم و قال : " بالطبع "
فقال عادل بسرعة : " هل هي تخصك ؟؟ "
فأشار بيده دون النظر إليه و قال : " لا فهي لك .. "
ظل يفكر عادل قليلا , شارد الذهن , عيناه ثابتتين حتى قال بسرعة : " و هل أخبرتك متى سوف تتصل بي ؟ "
فأجابه كريم دون النظر إليه : " لا اعلم , ربما اليوم , ربما غدا , ربما بعد أسبوع "
فجأة سمع عادل احد يناديه يقول : " يا عادل تعال , أين أنت "
ارتبك عادل و قال بصوت عالي : " أنا قادم ... قادم "
فنظر الى كريم و قال : " أشكرك يا كريم " و غادر بسرعة
فأشار بيده و قال : " لا عليك "
في منتصف اليوم اتصلت ريم بعادل فلم يتعرف عليها بقوله : " المعذرة من المتصل ؟؟ "
- " أنا ريم التي .... "
فقاطعها مسرعا : " نعم نعم , تذكرت , كيف حالك ؟؟ "
فأجابته بأنثوية : " مرحبا يا عادل , اسمك عادل أليس كذلك "
احمر وجه و بدا عليه الارتباك و بفرز الأدرينالين بشدة فلم يعد يقوى على فعل شيئا
فأجابها بلامبالاة : " لا أذكر ..... " , و عندما أدرك نفسه قال مسرعا : " بلى انا عادل "
ثم قالت : " حسنا يا عادل , هل أستطيع ان أراك اليوم ؟؟ , ام أنت ...... "
فأجابها بسرعة : " بلى , لا بأس , وقت ما تريدي "
فظلت تفكر و تصوت صوت أنثوي ينم التفكير حتى قالت :
" ما رأيك اليوم عند الساعة التاسعة , في مقهى ستارباكس كافيه في المهندسين ؟؟ "
دون ان يفكر قال بسرعة : " هذا ممتاز "
فأجابته بسرعة : " حسنا سوف انتظرك هناك , مع السلامة "
و أغلقت الهاتف بعد ذلك , فظل عادل حائرا , و هو يقول لنفسه " هل هذا طبيعي ؟ "
فسرعان ما ترك ما بيده و ذهب الى كريم فوجده جالس على المقهى الذي يقع بجوار المتجر
فأقترب إليه و أخذ يصرخ كالأطفال : " كريم .. كريم .. كريم "
فنهض كريم بسرعة حيث ظن ان هناك مشكلة ما , فقال كريم بلهفة : " ما الأمر يا عادل ؟ "
فأجابه ببطء و بسعادة : " لقد اتصلت بي ريم , و تريد ان تراني الليلة "
فظهرت على كريم الابتسامة , وكأنه شعر بأن أخاه الأصغر قد اجتاز الاختبار بتفوق ...
فقال عادل بسرعة : " ماذا افعل ؟؟ "
- " اذهب لها و لكن إليك بعد النصائح كي تنجح مع هذه النوع من النساء "
أجاب باستغراب : " نصائح ؟؟ "
- " بلى , تعال اجلس "
فجلس عادل و كريم و أخذ يشرح له النصائح بتأني شديد ..
- " أولا , حاول يا عادل ان تبتسم كثير , ثانيا , لا تكون ثرثار و اختصر الكلام بقدر الإمكان , ثالثا , كن مهذب معها , مثلا قل لها ... قل لها مثلا لو سمحتي , من فضلك عفو , شكرا , ... و هكذا "
ابتسم عادل ثم قال : " حسنا و ما التالي ؟ "
- " تنفس بعمق قبل ان تتكلم كي لا ترمي كلاما لا تعرف عواقبه , و عندما تتكلم لا تكف النظر عن عيناها "
ثم أضاف بتحذير : " إياك ان تذهب إليها و لا تحضر لها شيئا "
- " لا لا , لا تقلق سوف اجلب لها بعض الأشعار الرومانسية الجميلة "
فصرخ كريم و قال : " غبي ! "
حزن عادل و قال : " بماذا أخطأت ؟ "
فصرخ و قال : " أي أشعار هذه في الزمن الإنترنت و السرعة ؟ "
ثم أضاف بهدوء: " يا عزيزي افهمي و لا تجعلني افقد صوابي , هذه الأشعار التي تتكلم عنها منذ السبعينات , أين الفتاة التي تقدر هذا الان ؟؟ "
فأعتذر عادل و قال : " حسنا .... أكمل يا أستاذ "
فعدل كريم موضعه ثم قال : " أين كنا .... "
ثم قال بسرعة : " أوه نعم .. احضر لها مثلا وردة حمراء , و حاول ان تفتعل شجارا من أجلها , ان الفتيات يحبون ذلك "
باندهاش : " افتعل شجارا ؟؟ "
- " بلى "
ثم قال كريم : " و نقطة أخرى , حاول بأن تجدد ملابسك هذه "
باستغراب وهو ينظر الى ملابسه قال : " ملابسي , و ما بها "
- " اسمعني جيدا , الفتاة تحب الذي يعتني بملابسه "
- " ولكني لا أحب شراء الملابس الحديثة , ثمنها أصبح باهظا جدا "
- " الطقس حارا اليوم يا عادل , لماذا ترتدي قميصا بكم طويل و مزرزا حتى عنقك , الا تشعر بأن حرارتك مرتفعة ؟؟ "
ثم أضاف : " حسنا قبل الموعد سوف أأخذك الى بيتي و خذ ما يحلو لك من الملابس "
- " أشكرك يا كريم "
ثم مد كريم يداه إليه و قال : " و الان أعطيني تلك النظارة ... "
فأصابه الاندهاش : " نظارتي , لماذا ؟؟ "
بتأني : " اسمع كلامي يا بني "
- " حسنا تفضل " و أعطاه النظارة . . .
أخذها منه ووضعها على الطاولة ثم قال بابتسامة : " في النهاية يا ولدي , قبلها "
نهض عادل بسرعة : " ماذا تقول ؟؟ "
أجاب كريم باستغراب : " ماذا أقول ؟؟ نعم قبلها من خدها قبلة رومانسية هادئة "
صمت عادل لوهلة ثم قال بغضب : " لا لا لا , هذا غير معقول "
- " أنت حر , و لكن الفتاة تحب هذا ..... , و بشدة "
فنظر إليه نظرة ضجر ....
الساعة التاسعة مساءا , ستارباكس كافيه ...
اخذ عادل يعد على ساعة يده وهو يقول بتوتر : " لماذا تأخرت .. لماذا تأخرت ... "
فوقف لوهلة ثم جلس مرة أخرى علي كرسيه و هو مرتديا قميصا ضيقا نصف كم ابيض اللون مكشوف الصدر
فأخذ يعدل في قميصه و قال في نفسه : " انه ضيق جيدا ... سامحك الله يا كريم ... "
حتى سمع صوت أنثوي يقول له : " مرحبا يا عادل "
فشعر و كأنه أصيب بكهرباء عالية , فتجمد أمام ريم لثلاث ثواني ثم رحب بها بحرج شديد دون ان ينظر إليها : " مرحبا يا انسة ريم "
فلاحظ ان يداها ممدوه له كي يسلم عليها فمد يداه بخوف فشعر بنعومة يديها بيضاء التي اشد من البلسم الطبيعي . . .
فجلست ريم و قالت له : " موعدنا الساعة التاسعة أليس كذلك "
فنظر الى عينها و قال : " أنها كذلك "
فضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " اعلم , كم مضى على مجيئك ؟؟ "
فأجابها بهدوء شديد : " نصف ساعة فقط "
فاقترب النادل عليهم و قال لعادل : " سيدي , هل تحب ان أقدم لكما شيئا ؟ "
فنظر الى ريم و قال : " ريم , ماذا تفضلي من الشراب ؟ "
و كأنها لم تهتم : " كما تريد أنت ! "
- " حسنا "
ثم نظر الى نادل و قال : " من فضلك كأسان من شراب الفراولة "
- " حسنا سيدي "
و انصرف فورا ..
و بسرعة أخرج لها وردة حمراء صغيرة و قال لها بابتسامة : " تفضلي هذه لكي "
أخذت ريم الوردة مبتسمة ثم شمت رائحتها فصدر منها صوت و كأنها في ذروة نشوتها حتى قالت :
" الله , رائحتها جميلة جدا , أشكرك يا عادل "
أحرج عادل بشدة حتى تظاهر و كأن وقع شيئا منه فانخفض كي يلتقطه و لكنه تأخر قليلا ...
فانكشفت ساقيها الناعمتين له من أسفل الركبة فشعر و كأن صب عليه احدهم ماء مغلي ...
فنهض بسرعة و العرق يتصبب منه مع قليل من احمرار الوجه مع ابتسامة مصطنعة
فعدل موضعه حتى قالت له : " أنت جميل جدا "
صدم عادل عند سماع تلك الجملة و احمرت وجنتيه كالأطفال فقال لها بخجل : " أشكرك "
فقالت له بسرعة : " حقا أنت جميل و جذاب "
ثم سألته : " أين النظارة التي كنت ترتديها ؟ "
ضحك عادل ثم قال : " لقد تخلصت منها "
ضحكت ريم ثم سألته : " هل أنت مرتبط ؟؟ "
عادل يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما , ملابسه تعود الى القرن الماضي و لا يعرف معنى الموضة أو التحديث ..
يرتدي قميصا بيج اللون كاروهات مزررا حتى عنقه , و رابطة العنق بنية اللون تكاد تخنقه و يرتدي بنطال قماش مخطط اسود اللون , و حذاء اسود على الطرز الإنجليزي القديم ...
يرتدي نظرات سميكة و ضخمة و كأنه عالم ذرة , و شعره القصير دائما مجعد ...
عادل شاب نقي , طيب القلب , ناجح في عمله , هادي الطباع و الملامح لا يحتك مع احد لا يعرفه , دائما خجول إذا تحدث مع شخص لأول مرة , و يكون محرج أكثر عندما يرى أصدقائه يضحكون لأمر ما و هو لا يستطيع ذلك ليس لأنه كئيب , و لكن يشعر بأنه ليس الأمر الذي يستحق الضحك من أجله , لا يستطيع الحديث مع النساء الحسناوات و ذلك سبب طرده من العمل أكثر من مرة بسبب تلك المشكلة ...
عادل يحب قراءة الخواطر و النثر و القصص القصيرة و يحب قراءة الصحف العالمية ...
يعمل عادل الان في مساعدا في متجر لبيع الحلويات , عمل غير شاق و لا يحتاج لاحتكاك مع الناس ...
* * * * *
كريم نجل مدير المتجر , شاب " مروش " عكس صديقنا عادل , دائما يرتدي ملابس على أحدث موضة , شعره طويل قليلا , يتحرك و كأن به جنة , بائع للدنيا , يضحك مع هذا و يتحدث مع ذاك , بينما ينظر عادل إليه و يقول في نفسه : " لماذا أنا لست مثله , ماذا ينقصني ؟؟ "
كريم يتواجد بالمتجر باستمرار , لا يفعل شيئا سوا الضحك و الحديث الغير مجدي مع الجميع ...
فلاحظ عادل ان كريم يتحدث الى الهاتف فأقترب عادل منه قليلا فسمعه يتحدث مع فتاة , فسمعه يقول لها و هو يضحك : " صدقيني يا حبيبتي لم أكن هناك , لم اذهب مطلقا , ربما شخصا ما يشبهني , حسنا مع السلامة "
فالتفت كريم للخلف فراه واقفا خلفه , فتغيرت ملامحه بشدة
فأرتبك عادل فورا و قال : " انا أسف يا كريم , لم اقصد و لكنني كنت سأذهب الى ... "
ابتسم كريم و وضع يديه على كتفه و قال : " لا بأس .. "
فتركه و مضى سيره , فنظر عادل إليه و هو يقول في نفسه : " كم أتمنى بأن أتعرف على الفتيات "
فوقف كريم فجأة و نظر خلفه بسرعة فوجده مازال واقف فقال له : " ما الأمر .. ؟ "
فاقترب إليه عادل بسرعة و قال : " كيف تستطيع التعرف على البنات ؟؟ "
أنصدم كريم و قال : " الم تقيم علاقات بعد ؟؟ "
رد بتوتر : " لا "
ضحك كريم ضحكة عالية : " هل أنت شاذ ؟؟ "
ثم أضاف : " يا عزيزي لن تستطيع إقامة علاقات مع الفتيات بهذه الخليقة "
انزعج عادل من كلامه و قال : " أنها خليقة الله .... ثم أنني لا أستطيع فعل ما تفعله هذا "
ثم قال : " هل سوف تتزوج تلك الفتاة التي كنت تتحدث معها منذ قليل ؟ "
رد بسرعة و بلا وعي : " بالطبع لا .. "
- " لماذا تناديها بحبيبتي إذا , ... "
- " أنها صديقتي "
فقال و كأنه يهزأ منه : " صديقتك ؟ , انتم أيها الشباب أفسدتم معنى الصداقة .... "
ارتدى ملابسه و هم لمغادرة العمل فأوقفه كريم و قال له :
" هل تريد أن تقيم علاقة مع فتاة ؟؟ "
ابتسم عادل و قال بلهفة : " أتمنى ذلك "
- " بملابسك هذه ؟ "
كريم باستغراب : " وما بها ؟؟ "
- " أظن أنها تحتاج إلى تغير قليلا , ما رأيك أنت ؟ "
* * * * *
دخل عادل و كريم ملهى ليلي يعج بالشباب و الفتيات التي ترقص رقصات فاضحة وسط الموسيقى الصاخبة و و الأضواء المختلفة المتحركة التي إصابته بالدوار , حتى جلسا على طاولتهم المخصصة لهم . . .
- " هيا يا عادل اجلس "
جلس عادل بهدوء فشعر بأنه محرج و بقي يلتفت يمين و يسارا خوفا من يراه أحدا يعرفه ...
بينما كريم يمرح مع الموسيقى الصاخبة مرت من أمامه فتاة طويلة , جسدها ممتلئ قليلا , حسنة المظهر , ترتدي ملابس مميزة , فصرخ و قال بمرح : " لقد بدأت سهرتنا "
فسرعان ما امسك عادل يده و قال له : " من فضلك يا كريم .... "
ضحك كريم و قال له : " اصمت يا عادل "
فوقف بسرعة و صرخ : " يا ريم . . . . يا ريم "
فالتفت هذه الشابة و ابتسمت ثم اقتربت نحوهم قليلا و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "
فجلست و هي تنظر الى عادل نظرات ذات معنى . . .
فأجابها كريم و هو يمعن النظر بها : " بأحسن حال و أنتي يا ريم ؟ "
فضحكت و قالت : " بخير "
فقال لها : " من معك ؟ "
نظرت إلى الطاولة التي تجلس عليها ثم قالت : " سارة و منى و .... سوزان و خطيبها "
ثم نظرت إلى كريم مرة أخرى ..
فقال لها : " هل تستطيع ان تشاركينا الجلسة اليوم "
ابتسمت و قالت : " حسنا , لا بأس من ذلك "
فنظرت الى عادل و لوحت بيدها و قالت : " هاي , أين أنت ؟ "
فشعر عادل بوخذة ثم قال بارتباك : " و أنتي كيف حالك ؟ "
ضحكت ريم و قالت : " يبدو و انك شارد الذهن "
فتقدم إليهم النادل و قال لهم بأدب : " ماذا تفضلوا ان أقدم لكم ؟ "
فقال كريم له : " نريد ثلاث زجاجات من المياة الغازية "
- " حسنا سيدي " و انطلق فورا
فلم يلاحظ و إلا اخرج كريم من جيبه لفافة عجيبة الشكل و اللون و قام بإشعالها باستمتاع ..
وقف عادل و صرخ على الفور : " ما هذا ؟؟ "
أحرج كريم و حاول ان يخفي إحراج فأمسك يد عادل و قال له بصوت خافت : " أجلس , أجلس "
وضعها كريم في فمه و استنشق ما بها ثم قال : " هل أنت مجنون , ما الذي فعلته هذا ؟ "
فأجابه عادل قائلا : " قلت لك ما هذا ؟ "
فنظر كريم إليه و قال : " مخدرات , هل ارتحت ؟ "
لم يستطيع عادل ان يبادله الرد , و لذلك اكتفى بأنه غادر النادي دون أن يتحدث معه ...
بينما حاول كريم إيقافه و لكن لم يكن بوسعه ذلك ...
غادر عادل الى بيته و خلد الى سريره حتى الصباح للذهاب الى عمله مجددا . . .
و عند الصباح , في أثناء عمله لاحظ ان كريم بجواره يحدثه بصوت خافت : " عادل ..... عادل "
فالتفت إليه بانزعاج : " ماذا تريد ؟؟ "
فضحك كريم ثم قال : " هل أنت منزعج ؟؟ "
فنظر إليه باستهزاء و قال : " لا " , ثم التفت إلى عمله مجددا
فتركه و غادر و هو يقول : " لمعلوماتك فقط لقد طلبت ريم رقم هاتفك "
فنظر عادل على الفور بابتهاج فلم يجده , فسرعان ما اخذ يبحث عنه حتى وجده في مكتبه , فدخل غرفة مكتبه فوجده جالسا يشاهد التلفاز فقال له : " ماذا .. ماذا قلت للتو ؟ "
فجلس بجواره فور دخوله , بينما كريم يقلب بجهاز التحكم بيده و يتحدث دون النظر إليه :
" ريم كانت ... كانت تريد .. رقم هاتفك "
فأمسكه عادل من كتفه و جعله ينظر إليه و قال له : " ريم التي كنا معها بالأمس ؟؟ "
- " بلى " و التفت إلى التلفاز مرة أخرى ,
فظل عادل يفكر مليا حتى قال لكريم بتردد : " و هل أعطيتها رقمي ؟؟ "
ضحك كريم و قال : " بالطبع "
فقال عادل بسرعة : " هل هي تخصك ؟؟ "
فأشار بيده دون النظر إليه و قال : " لا فهي لك .. "
ظل يفكر عادل قليلا , شارد الذهن , عيناه ثابتتين حتى قال بسرعة : " و هل أخبرتك متى سوف تتصل بي ؟ "
فأجابه كريم دون النظر إليه : " لا اعلم , ربما اليوم , ربما غدا , ربما بعد أسبوع "
فجأة سمع عادل احد يناديه يقول : " يا عادل تعال , أين أنت "
ارتبك عادل و قال بصوت عالي : " أنا قادم ... قادم "
فنظر الى كريم و قال : " أشكرك يا كريم " و غادر بسرعة
فأشار بيده و قال : " لا عليك "
* * * * *
في منتصف اليوم اتصلت ريم بعادل فلم يتعرف عليها بقوله : " المعذرة من المتصل ؟؟ "
- " أنا ريم التي .... "
فقاطعها مسرعا : " نعم نعم , تذكرت , كيف حالك ؟؟ "
فأجابته بأنثوية : " مرحبا يا عادل , اسمك عادل أليس كذلك "
احمر وجه و بدا عليه الارتباك و بفرز الأدرينالين بشدة فلم يعد يقوى على فعل شيئا
فأجابها بلامبالاة : " لا أذكر ..... " , و عندما أدرك نفسه قال مسرعا : " بلى انا عادل "
ثم قالت : " حسنا يا عادل , هل أستطيع ان أراك اليوم ؟؟ , ام أنت ...... "
فأجابها بسرعة : " بلى , لا بأس , وقت ما تريدي "
فظلت تفكر و تصوت صوت أنثوي ينم التفكير حتى قالت :
" ما رأيك اليوم عند الساعة التاسعة , في مقهى ستارباكس كافيه في المهندسين ؟؟ "
دون ان يفكر قال بسرعة : " هذا ممتاز "
فأجابته بسرعة : " حسنا سوف انتظرك هناك , مع السلامة "
و أغلقت الهاتف بعد ذلك , فظل عادل حائرا , و هو يقول لنفسه " هل هذا طبيعي ؟ "
فسرعان ما ترك ما بيده و ذهب الى كريم فوجده جالس على المقهى الذي يقع بجوار المتجر
فأقترب إليه و أخذ يصرخ كالأطفال : " كريم .. كريم .. كريم "
فنهض كريم بسرعة حيث ظن ان هناك مشكلة ما , فقال كريم بلهفة : " ما الأمر يا عادل ؟ "
فأجابه ببطء و بسعادة : " لقد اتصلت بي ريم , و تريد ان تراني الليلة "
فظهرت على كريم الابتسامة , وكأنه شعر بأن أخاه الأصغر قد اجتاز الاختبار بتفوق ...
فقال عادل بسرعة : " ماذا افعل ؟؟ "
- " اذهب لها و لكن إليك بعد النصائح كي تنجح مع هذه النوع من النساء "
أجاب باستغراب : " نصائح ؟؟ "
- " بلى , تعال اجلس "
فجلس عادل و كريم و أخذ يشرح له النصائح بتأني شديد ..
- " أولا , حاول يا عادل ان تبتسم كثير , ثانيا , لا تكون ثرثار و اختصر الكلام بقدر الإمكان , ثالثا , كن مهذب معها , مثلا قل لها ... قل لها مثلا لو سمحتي , من فضلك عفو , شكرا , ... و هكذا "
ابتسم عادل ثم قال : " حسنا و ما التالي ؟ "
- " تنفس بعمق قبل ان تتكلم كي لا ترمي كلاما لا تعرف عواقبه , و عندما تتكلم لا تكف النظر عن عيناها "
ثم أضاف بتحذير : " إياك ان تذهب إليها و لا تحضر لها شيئا "
- " لا لا , لا تقلق سوف اجلب لها بعض الأشعار الرومانسية الجميلة "
فصرخ كريم و قال : " غبي ! "
حزن عادل و قال : " بماذا أخطأت ؟ "
فصرخ و قال : " أي أشعار هذه في الزمن الإنترنت و السرعة ؟ "
ثم أضاف بهدوء: " يا عزيزي افهمي و لا تجعلني افقد صوابي , هذه الأشعار التي تتكلم عنها منذ السبعينات , أين الفتاة التي تقدر هذا الان ؟؟ "
فأعتذر عادل و قال : " حسنا .... أكمل يا أستاذ "
فعدل كريم موضعه ثم قال : " أين كنا .... "
ثم قال بسرعة : " أوه نعم .. احضر لها مثلا وردة حمراء , و حاول ان تفتعل شجارا من أجلها , ان الفتيات يحبون ذلك "
باندهاش : " افتعل شجارا ؟؟ "
- " بلى "
ثم قال كريم : " و نقطة أخرى , حاول بأن تجدد ملابسك هذه "
باستغراب وهو ينظر الى ملابسه قال : " ملابسي , و ما بها "
- " اسمعني جيدا , الفتاة تحب الذي يعتني بملابسه "
- " ولكني لا أحب شراء الملابس الحديثة , ثمنها أصبح باهظا جدا "
- " الطقس حارا اليوم يا عادل , لماذا ترتدي قميصا بكم طويل و مزرزا حتى عنقك , الا تشعر بأن حرارتك مرتفعة ؟؟ "
ثم أضاف : " حسنا قبل الموعد سوف أأخذك الى بيتي و خذ ما يحلو لك من الملابس "
- " أشكرك يا كريم "
ثم مد كريم يداه إليه و قال : " و الان أعطيني تلك النظارة ... "
فأصابه الاندهاش : " نظارتي , لماذا ؟؟ "
بتأني : " اسمع كلامي يا بني "
- " حسنا تفضل " و أعطاه النظارة . . .
أخذها منه ووضعها على الطاولة ثم قال بابتسامة : " في النهاية يا ولدي , قبلها "
نهض عادل بسرعة : " ماذا تقول ؟؟ "
أجاب كريم باستغراب : " ماذا أقول ؟؟ نعم قبلها من خدها قبلة رومانسية هادئة "
صمت عادل لوهلة ثم قال بغضب : " لا لا لا , هذا غير معقول "
- " أنت حر , و لكن الفتاة تحب هذا ..... , و بشدة "
فنظر إليه نظرة ضجر ....
الساعة التاسعة مساءا , ستارباكس كافيه ...
اخذ عادل يعد على ساعة يده وهو يقول بتوتر : " لماذا تأخرت .. لماذا تأخرت ... "
فوقف لوهلة ثم جلس مرة أخرى علي كرسيه و هو مرتديا قميصا ضيقا نصف كم ابيض اللون مكشوف الصدر
فأخذ يعدل في قميصه و قال في نفسه : " انه ضيق جيدا ... سامحك الله يا كريم ... "
حتى سمع صوت أنثوي يقول له : " مرحبا يا عادل "
فشعر و كأنه أصيب بكهرباء عالية , فتجمد أمام ريم لثلاث ثواني ثم رحب بها بحرج شديد دون ان ينظر إليها : " مرحبا يا انسة ريم "
فلاحظ ان يداها ممدوه له كي يسلم عليها فمد يداه بخوف فشعر بنعومة يديها بيضاء التي اشد من البلسم الطبيعي . . .
فجلست ريم و قالت له : " موعدنا الساعة التاسعة أليس كذلك "
فنظر الى عينها و قال : " أنها كذلك "
فضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " اعلم , كم مضى على مجيئك ؟؟ "
فأجابها بهدوء شديد : " نصف ساعة فقط "
فاقترب النادل عليهم و قال لعادل : " سيدي , هل تحب ان أقدم لكما شيئا ؟ "
فنظر الى ريم و قال : " ريم , ماذا تفضلي من الشراب ؟ "
و كأنها لم تهتم : " كما تريد أنت ! "
- " حسنا "
ثم نظر الى نادل و قال : " من فضلك كأسان من شراب الفراولة "
- " حسنا سيدي "
و انصرف فورا ..
و بسرعة أخرج لها وردة حمراء صغيرة و قال لها بابتسامة : " تفضلي هذه لكي "
أخذت ريم الوردة مبتسمة ثم شمت رائحتها فصدر منها صوت و كأنها في ذروة نشوتها حتى قالت :
" الله , رائحتها جميلة جدا , أشكرك يا عادل "
أحرج عادل بشدة حتى تظاهر و كأن وقع شيئا منه فانخفض كي يلتقطه و لكنه تأخر قليلا ...
فانكشفت ساقيها الناعمتين له من أسفل الركبة فشعر و كأن صب عليه احدهم ماء مغلي ...
فنهض بسرعة و العرق يتصبب منه مع قليل من احمرار الوجه مع ابتسامة مصطنعة
فعدل موضعه حتى قالت له : " أنت جميل جدا "
صدم عادل عند سماع تلك الجملة و احمرت وجنتيه كالأطفال فقال لها بخجل : " أشكرك "
فقالت له بسرعة : " حقا أنت جميل و جذاب "
ثم سألته : " أين النظارة التي كنت ترتديها ؟ "
ضحك عادل ثم قال : " لقد تخلصت منها "
ضحكت ريم ثم سألته : " هل أنت مرتبط ؟؟ "
تعليق