من البديهي أني لا زلت كما أنا . .
تلك المرهفة الحساسة ،
التي تقتلها الوحدة ..
و يربكها الصمت ..
يعذبها الفراق ،
و تخنقها الأشواق . .
بل تأبى الإنتظار ، و ما عساها نتتظر أكثر !!
كلا !
لم أعد اطيق الحال التي أصبحت فيها . .
إنها تزداد سوءا ،
و قلبي ضعيف .. ما عاد يحتمل !
و ما من شيء يستطيع فعله .. !
أصبحت مدمنة على البكاء ..
مدمنة على التفكير ..
مدمنة على الإشتياق ..
بكل اختصار ، أصبحت مدمنة عليك بكل ما فيك !
ويلاه .. !!
حبيبي ، أتذكر هذا اليوم ؟!
أول يوم التقينا فيه ..
أول يوم رأيتك فيه ، و رأيتني فيه ..
نعم ،
فقد مضى عامان على لقائنا ..
و مذ ذلك الحين ،
منذ رأيت وجهك . .
صرت أمقت رؤية بقية الأوجه !
بل أمقت كل شيء !
أجل حبيبي ، أجل !!
كيف لا ،
و أنت صرت كل ما أحتاج ؟!
صرت الهواء الذي أتنفسه ،
و الصوت الذي أسمعه . .
أنت الفارس الغائب عني الذي أنتظره ،
و كل ما أترقبه . .
أنت الذي بفضله لا زلت أعيش ،
و لا يزال قلبي ينبض ..
أنت الذي من أجله لا زلت اقاوم مرارة الحياة ،
و كثرة العثرات ،
و احاول جاهدة التحمل ،
و لكن يخيل إلي أني ما عدت أقدر على تحمل المزيد .. !
تبا لهذا القلب المصنوع من ورق !!
حبيبي ، في مثل هذا اليوم ..
مثل هذا الشهر .. و ذاك العام . . .
التقينا !
و لكننا لن نلتقي هذه المرة ..
و لن أراك ..
و لا أعلم متى و ما إذا كنت سأراك حتما عن قريب ..
ها أنا ذا هنا ،
و ها أنت ذا هناك ..
بعيد عني ..
و بعيدة عنك . . .
أشعر أني أبتعد عنك أكثر فأكثر ..
. . و لكن لماذا .. !!
و ما سبب كل هذا الشعور القاتل المحطم ..
الذي لا يرحم .. !!؟
حبيبي ، إلى متى . .
إلى متى سيستمر الوضع هكذا ؟!
إلى متى سنظل بعيدين عن بعضنا ؟
و هل سنظل كذلك ؟؟!
لماذا قدر علينا أن نعيش على هذا النحو ؟!
و لماذا كتب علي أن اعذب في الأرض هكذا !!
لكننا لم نطلب المستحيل .. !
كل ما أطلبه هو أن أكون دوما جنبك ..
معك ..
بقربك . .
فهل أنا أطلب الشيء الكثير ؟!
لم كل الأحباء ،
معا في هناء ؟
و أنا و أنت ، هكذا في شقاء ؟!
حبيبي ، صدقني !
محبوبتك ما عادت تتحمل المزيد .. !!
ليتك ترى كم انا ضعيفة دونك ..
و كم أصير قوية بمجرد أن أصبح جنبك . .
.... اسفة !
إنه شعور مسيطر .. أعتقد أنه سيلازمني إلى الأبد .. !!
إلهى ، متى الخلاص .. !!
حبيبي ، أقبل !
تعال إلي !
لعل صدري سينشرح برؤيتك ،
و سماع صوتك ..
تحسس وجودك . .
اه أخبرني ،
ماذا فعلت لأستحق كل هذا ؟!
ماذا فعلت بي ،
يا اسر قلبي . . ؟!
بقلمي المشتاق
تعليق