كلما تقدم بي قطار العمر
أصبحت محطاته أكبر مساحة وأكثر جمالا
ومعها تزداد تفاصيل الحياة تعقيدا وأكثر اجهادا
وتتطلب مني إشغال ذهني وعقلي بشكل أوسع
من تلك المحطات التي أستهلكت عواطفي
بجمالها وألوانها الزاهية الاسرة
التي كانت تشغلني عن فهم حقيقة الأشياء
وإستيعاب المواقف وردود الأفعال عليها
فكانت الصورة الظاهرة هي العامل الأساسي
في جذبي وحكمي عليها، ولم أكن أستطيع سبر الأغوار
وفهم الأسرار وتحليل الشخصيات والأفراد
لقلة التجربة والخبرة في الحياة
وإرتفاع إعتزازي بنفسي كشاب فتي يغره النمو السريع
الذي كان يمر به فكأنما غشاة تحجب عنه الإستفادة
من تجارب السابقين وربما ازدريتها
واليوم أقف على محطة هي مفترق الطرق بين تلك المحطات
لأنها حصيلة لكل التجارب التي مررت بها
هنا أقف وهنا سأبقى حتى أقرر
إلى أين انطلق وكيف انطلق
فأنا اليوم أقف على وسط الهرم الحياتي
متربعا على كرسي الرجل العشريني
أصبحت تحديات الحياة الكبيرة لا تخيفني ، ولن تثني عزمي ،
فتجاربي صقلتني بالكثير من الإصرار وجعلتني أقوى جلدا
واكسبتني الكثير من المعرفة التي استند عليها
في تقديري وحكمي على الأفراد و الأشياء والمواقف ،
لن أدعي الحكمة وكمال المعرفة
لكني أمتلك منها مايكفيني للسير في الحياة
والتغلب على الصعاب ودفعها ومدافعتها وربما جعلتها تسير في صفي
(همي)
أن أضع بصمتي في حياة الإنسانية
وأن أترك أثرا يدل على مروري من هنا ،
فأنا لن أسمح لنفسي بأن تمر حياتي مرور الصامتين
لأني ولدت وأنا أصرخ وأسمعت الدنيا صوتي حينها ،
فلتستعد الدنيا لسماع صوتي قبل أن أغادرها.
حديث رجل عشريني يستعد للإنطلاق نحو محطته القادمة
.
.
. قلمي
أخلاقي سر كياني
تعليق