شيماء .. قلب انثى - قصة رومانسية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Mahmoud Ghassan
    عـضـو
    • May 2011
    • 17

    شيماء .. قلب انثى - قصة رومانسية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





    شيماء ... قلب انثى
    تحميل بصيغة pdf

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه القصة من وحي الخيال و لا ترتبط بالواقع بأي شكل , أهدي هذه القصة إلي حبيبة قلبي ,

    هذه الصور للممثلة و عارضة الأزياء الأوكرانية أولجا كوريلنكو و التي حصلت على الجنسية الفرنسية عام 2001 , و اشتهرت بأداء دور الفتاه في فيلم كم من العزاء ، أحد أفلام سلسلة جيمس بوند . . .

    محمود غسان
    28/3/2011




    استيقظت شيماء من سريرها بتثاقل مرتدية بذلة رياضية وردية اللون , فنظرت إلى الساعة التي بجوارها فرأتها تشير إلى الثامنة صباحا , فصرخت و قالت : " واو .... لقد تأخرت لا لا لا ..... "

    نهضت إلى الحمام و غسلت وجهها و أسنانها و أخذت تتأمل شعرها الأسود القصير بيديها التي اعتادت إلى ان تجعله ممشطا دائما , ثم أخذت ترتدي ملابسها كي تستعد للذهاب إلى كلية التجارة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك , ارتدت جيبة سوداء و "بادي" اصفر و مرتدية حول كتفيها وشاح بني , أخذت حقيبتها الأنثوية و تأكدت بأن هاتفها بحوزتها , فانطلقت نحو كليتها بواسطة سيارة أجرة ......

    دخلت مدرجها متأخرة قليلا , فالتفت إليها المعيد يحدثها بنبرة حادة : " ما الذي أتى بك متأخرة ؟ "
    ردت بهدوء : " أنا اسفة و لكن كانت زحمة الطرقات "
    - " اضبطي مواعيدك الاختبارات النهائية بعد يومين , تفضلي الان إلى مقعدك لا يوجد لدينا وقت ... هيا "

    أحرجني ذلك المعيد وسط جميع أصدقائي و وسط كريم حبيبي الوحيد الذي اخترته من وسط الكثير و اختارني من وسط جميع الطالبات اللاتي يفقن جمالا عني , و سوف يتقدم لخطبتي بعد انتهاء هذه السنة الدراسية . . .

    مررت وسط المقاعد واحد يلو الأخر و أعين جميع الطالبات تحدق بي و كأني وقعت في شبكة الصيد , حتى وصلت إلى مقعدي و التي تجلس بجواري هناء رفيقة الكفاح . . . .
    جلست بجوارها فنظرت إلي و قالت بصوت خافت : " ما الذي أخرك هكذا ؟ "
    قالت لها أيضا بصوت خافت : " زحمة المرور "
    فنظر إليها كريم من على بعد و أبتسم إليها , فبادلته الابتسامة , فأخرجت من حقيبتها كتاب و كشكول و قلما و أخذت تتابع المعيد حتى انتهت المحاضرة ...


    جلست شيماء في حديقة الجامعة و بجوارها هناء و أخذتا تتبادلان الحديث في عدة أمور .

    هناء : " ماذا فعلتي أمس ؟ "
    وضعت شيماء حقيبتها تحت أقدامها و قالت : " لا شي , فانا لم أطق الحفلة بأكملها لذلك غادرت منذ أول ساعة , لم يعجبني الأمر و ذلك منير كان هناك و أنتي تعلمي بأني لا أطيقه "

    ضحكت هناء : " أتمنى أن اعرف سبب كراهيتك له بالرغم و انه لم يتحدث معك ولا مرة و لم يحتك معك أبدا , و غير ذلك بأن لديه شخصية قوية وسط الطلبة "

    - " نعم ذلك صحيح انه شاب وسيم و متفوق في دراسته و مؤدب , و لكن أحس بأنه مغرور و العقل الشرير لكريم لذلك أود اليوم اقتصاصه من جذوره "

    ضحكت مرة أخرى فرأت هناء بأن كريم قادم من على بعد متحمس و يتحرك بهدوء نحوها ,
    فقالت لها : " شيماء ...... , كريم قادم "

    فالتفت إليه بشغف مع ابتسامة سريعة و هي تحرك شعرها بيدها
    ثم أعادت انتباهها إليها و قالت : " هناء لا تتركيني "

    فأقترب كريم منها أكثر و وقف أمامها قائلا : " شيماء حبيبتي "
    فرفعت رأسها إليه بخجل : " كريم كيف حالك "
    و عندما أحست هناء بأنها ضيف غير مرغوب فيه انتصبت و لملمت كتبها و قالت :
    " شيماء سوف انتظرك في الكافتيريا إلى أن تنتهي " , قالتها و غادرت بينما كانت تحاول شيماء ان توقفها بقولها : " هناء انتظري هناء ... " , و لكن لم تعرها اهتماما و مضت سيرها ..
    و هنا جلس كريم الشاب الوسيم بجوارها بكل وقار و أمسك يديها و قال : " انا أحبك "
    أصابها الخجل مما جعلها تتوتر و تبعد يديها بهدوء , مما أصاب كريم الإحراج و لذلك تنهدت و حدثته عن عمله في ما بعد الجامعة فرد قائلا : " لا أعلم يا شيماء العمل أنها مشكلة عويصة في هذه البلاد , و لا أريد ان ارتبط بكي إلا ان أجد عملا "
    - " أي انك لن تتقدم لأبي إلا عندما تجد عملا أولا أليس كذلك ؟ "
    - " لا لا لا , سوف اخبره بأني أريدك لي و سوف اخبره بأني لن أطلبك منه رسمي إلا عندما أجد عملا , لن ينقصني سوا أثاث بيتي , و سوف ننتقيه سويا في ما بعد الخطوبة , ما رأيك ؟ "

    و هنا رن هاتفها المحمول فأخرجته من حقيبتها و قالت له " انه أبي "
    فردت عليه و قالت : " مرحبا أبي "

    - " مرحبا يا ابنتي أين أنتي "
    - " انا في الكلية , ما الأمر .؟؟ "
    - " لا لا , و لكن لا تتأخري , حسنا "
    - " حسنا أبي , مع السلامة " و أغلقت هاتفها وقالت له : " انا اسفة يا كريم و لكن علي الذهاب "

    - " حسنا " فقامت و أخذت حقيبتها و ودعته بيديها و غادرت الحديقة و ذهبت إلي الكافتيريا حيث هناء تنتظرها , فجلست بجوارها على الطاولة فقالت لها هناء : " هل تريدي ان تشربي شيئا ؟ "
    بسرعة : " لا لا , انا أريد الذهاب هل سوف تأتي معي ام لا ؟ "
    - " ما الأمر "
    - " لا شيء و لكني تأخرت "
    - " حسنا " و قامت هناء بدفع الحساب الى النادل و غادرتا الكلية معا .....

    *****

    دخلت شيماء بيتها فوجدت أبيها جالس على الأريكة و يشاهد التلفاز فناداها كي تجلس بجواره ...
    فجلست بجواره بينما هو مازال يشاهد التلفاز بشغف , فجاءت أمها مستغربة لوجودها فقالت :
    " شيماء متى أتيت ؟ "
    - " الان "
    - " ممتاز جدا الغداء سوف يكون جاهزا بعد دقيقة " قالتها الأم و تركت الصالة و ذهبت الى مطبخها .
    و عندما همت شيماء للقيام استوقفها أبيها قائلا : " تعالي شاهدي تلك الأخبار , زلزال مدمر في جنوب الصين "
    فجلست شيماء مجبرة و قالت : " الله يتولاهم برحمته "
    فقال لها دون ان ينظر إليها : " ما أخبار الجامعة ؟ "
    - " جيدة "
    - " هل يوجد مشاكل ام كل شي يسير كما يرام "
    - " نعم كل شي يسير كما يرام "
    هز رأسه و تابع مشاهدة التلفاز ثانيا . .

    و هنا مضت نحو غرفتها و أخرجت من حقيبتها ما بها و مددت على سريرها و أخذت تنظر الى هاتفها و كأنها تنتظر شي ما حتى سمعت أمها تقول : " هيا يا شيماء الغداء جاهزا "
    و بسرعة قامت بتغير ملابسها و ذهبت الى صالة المنزل لتناول الغداء مع أبيها و أمها و نورا أختها الصغيرة التي تصغرها بثمان أعوام كاملة , و لديها أيضا أخوها سمير و لكنه في المدرسة في المرحلة الثانوية ...
    و عندما انتهت من غدائها انتقلت إلى غرفتها و شرعت في مذاكرة محاضراتها . . .

    مرت تلك الأيام على خير و سلام , و تخرجت شيماء و قررت العمل في إحدى البنوك الخاصة مع أبيها بعد حصول على قسطا وافر من الراحة , و كان قد مر على تخرجهم أسبوعا واحدا ...
    بينما شيماء جالسة تلعب مع أختها الصغيرة لعبة الأطفال و الكبار و هي "الأستغماية" و والدها جالس يقرأ الصحف فكان هو يوم الجمعة حيث يوم الأجازة و الراحة و أمها تشاهد التلفاز بصوت خافت , أما سمير أخاها لم يكن في البيت فكان مع أصدقاءه في نزهة . . .
    فرن جرس هاتفها فاستأذنت من نورا و قالت لها : " سوف أعود فورا "
    فدخلت غرفتها و ردت على هاتفها و هي تتحدث بحرص : " مرحبا , كريم "
    - " كيف حالك يا شيماء "
    - " الحمد لله , أين أنت مضى أسبوع منذ اخر مرة رأيتك بها ؟ "
    سكت قليلا ثم قال : " أريد ان أراكي لأمر هام من فضلك ؟ "
    - " متى ؟؟ "
    و علا صوته : " اليوم يا شيماء "
    - " لا لا أستطيع اليوم "
    فقال و هو يترجاها : " من فضلك .. سوف انتظرك في حديقتنا عند الرابعة بعد العصر "
    ردت بتردد : " حسنا "

    *****

    وصلت شيماء قبل موعدهم بدقائق مرتدية تنورة "جينز" و قميص حريمي يظهر أنوثتها , أخذت تراقب الأطفال التي تلعب بمرح مع بعضها البعض في الحديقة , فلاحظت فجأة ان شخص ما جلس بجوارها فالتفتت فرأت كريم بمنظر مختلف قليلا عما تعرفه . .

    كريم مبتسما : " شيماء كيف أحوالك ؟ "
    ردت بهدوء : " الحمد لله , أسبوع و أنت مختفي عن الأنظار , أين كنت "
    تنهد و قال بتوتر : " كنت ابحث عن عمل .. "
    - " عمل , لقد أخبرتك بأن تأتي و تعمل عند أبي في البنك "
    صرخ و قال : " لا لن اعمل عند أباك لا أحب ان أكون مدانا لأحد "
    - " و ماذا تنوي ؟ ؟ ؟ هل تريد العمل بمفردك ؟؟ "
    - " بلى سوف اعمل بمفردي و لكني مازلت ابحث عن طريقة ؟ "
    - " و متى سوف تتقدم لخطبتي بهذه الطريقة ؟؟ "
    - " لا أعلم و لكن دعيني أولا ان استقر في عمل ما , لا أريد إحراج منه إذا علم بأني "عاطل" و غير ذلك أريد توفير بعض المال كي اشتري لك ذهب " قالها و ابتسم . . .
    - " هل معك مالا كي تبداء مشروعك ؟ ؟ "
    - " لا تقلقي يا شيماء فأنا – و امسك يديها – أحبك جدا جدا "

    أصابها الخجل و اعتذرت له و غادرت فورا نحو البيت بواسطة سيارة أجرة , في أثناء ذهابها رن هاتفها فظهرت الابتسامة على شفتيها و ردت بسرعة : " هناء حبيبتي كيف أحوالك ؟؟ "
    - " أنا بخير و لكن من يكترث "
    - " اعذريني يا هناء و لكن أجهز أوراق للعمل مع أبي في البنك "
    و هنا نظر السائق إليها عبر المراة و لكنها لم تعره اهتماما
    - " تهانينا "
    - " أشكرك و أنتي كيف أحوالك ؟ "
    - " بخير و لكن أبي رفض ان اعمل و اكتفى بذلك و قال لي انتظري حتى يأتي نصيبك " قالتها باستهزاء
    - " و أنتي ما رأيك بذلك "
    - " اعلم أبي بماذا يفكر , يريد ان يزوجني لأبن عمي الشاب "الدلول" الذي لا يعرف في حياته سوا الترف "
    ضحكت شيماء بصوت عالي مما اثر سمع السائق و لكن عندما انتبهت نظرت إليه بعين خفية و أصدرت همهمة
    فقالت : " حسنا يا هناء متى سوف أستطيع ان أراكي ؟؟ "
    - " لا اعلم و لكن سوف اتصل بكي حالما أرى الوقت مناسب "
    - " و هو كذلك "
    - " حسنا مع السلامة "
    - " مع السلامة "

    ******

    مر أسبوع اخر دون ان يحدث اتصال بين شيماء و كريم , مما كثرت لقاءات شيماء و هناء كثيرا فكانت تشكو لها ما يحدث لها دائما و انه لم يعد يطمئن عليها كل يوم مرة او مرتين كما كان يفعل أيام الجامعة ,
    كان رد هناء : " بتأكيد و انه يبحث عن عملا او ما شابه "

    - " حسنا يخبرني , فانا أول من أتمنى له النجاح و سوف أكون سعيدة بذلك "
    - " هل قمتي بالاتصال به ؟ "
    هزت رأسها كناية عن الرفض و قالت : " أنا لدي كرامة و لن اذلل نفسي له , إذا كان لديه جديد فليتصل بي "

    و هنا دخلت والدتها و هي تحمل صينية العصير فسرعان ما قامت هناء بأخذ الصينية منها و شكرتها على العصير , أخذت أولا هناء كأسها و أفرغته على مرة واحدة ,
    فأخذت شيماء هاتفها و اتصلت بكريم و العرق يتصبب منها و كأنها تنتظر ان يطلق احدهم الرصاص عليها . . حتى سمعت : " مرحبا "
    بلعت ريقها و قالت : " كريم .. كيف حالك ؟ "
    - " الحمد لله , من الجيد انك اتصلتي , فقط لأني أريد ان أخبرك بأني وجدت عملا سهلا جدا بمقابل سخي "
    عندما سمعت تلك الكلمات أشرقت أساريرها و قالت : " عملا ,, أين ؟ "
    - " سوف أخبرك عندما أراكي هل تستطيعي اليوم ؟ "
    ثم نظرت الى هناء و كأنها تقول ماذا أقول له ,
    ثم قالت : " حسنا سوف أأتي مع هناء في ذات الحديقة بعد ساعة "
    - " حسنا حبيبتي الى لقاء "

    نظرت هناء إليها و قالت بتعجب : " و ما دخل هناء في الأمر بمرمته "
    - " أنتي صديقتي و يجب ان تقفي بجواري , يقول بأنه وجد عملا مناسب و سهل و مقابله سخي جدا "

    ابتسمت هناء : " افرحي ها قد وجد عملا "
    - " حسنا هيا بنا "

    *****

  • Mahmoud Ghassan
    عـضـو
    • May 2011
    • 17

    #2
    رد: شيماء .. قلب انثى - قصة رومانسية




    خرجت شيماء من غرفتها فوجدت أبيها يقول لها : " شيماء لدي مفاجأة من أجلك ؟؟ "
    فجلست بجواره متشوقة و قالت : " ما هي ؟ ما هي ؟؟ "
    - " هل تستطيعي التخمين ؟؟ "
    - " لقد تم صرف لي علاوة لي في البنك ؟؟ "
    - " لا "
    ظلت تفكر : " أوه تم ترقيتي "
    ضحك و قال : " لم تتمي أسبوعان في البنك كيف تتم ترقيتك , على كل حال الأمر ليس له علاقة بالعمل "
    أصاب شيماء الاستغراب قالت : " ما هو اذا ؟؟؟ "
    تنهد أبوها و قال : " هل تتذكري محمد الذي يعمل في شباك الإيداع الذي رأيتيه في مكتبي أمس "
    ظلت تفكر و كأنها لا تدري ماذا يقال لها : " محمد , و شباك الإيداع "
    ثم أضافت : " نعم أتذكره .... "

    ابتسم و قال : " لقد طلب يدك مني اليوم "

    يدور هذا الحديث حيث هناء تقف على بعد منهما
    فنظرت شيماء إليها بشدة و استغراب ثم نظرت الى أبيها :
    " متى ذلك انه لم يراني سوا مرة او مرتين ثم ثم ... "

    رد بسرعة : " ثم ماذا ... , انه شاب مقتدر و أبيه من اعز أصدقائي و اعرفهم معرفة جيدة و أخلاقه عالية جدا , و غير ذلك .... "
    قاطعته قائلة : " لا أريد ان اعرف .. "
    رد أبيها باستغراب : " لماذا "

    صمتت لفترة ثم قالت : " لا أفكر بالزواج الان "
    - " حسنا ليست مشكلة غدا سوف أستضيفه في مكتبي و تتكلمان سويا و سوف نؤجل الخطبة بعد سنة ما رأيك ؟؟ "

    - " رأيي في ماذا ؟ "
    - " بمحمد ؟ "
    - " لا يا أبي أشكرك لا أريد الزواج الان ولا أفكر فيه مطلقا "


    و تركته و دخلت غرفتها و أغلقت الباب و ظلت تبكي , حتى حاولت هناء الدخول فاضطرت للسماح لها كي لا يشعر أحد من البيت بأنها تبكي او معترضة على الأمر بسبب كريم ,
    فدخلت و جلست بجوارها و حاولت أن تهدئها و لكنها تبكي بشدة وضامه رجلها لصدرها ومسنده رأسها على ركبتها . . .
    فقالت هناء : " هيا كريم ينتظرك ... "
    بسرعة نهضت و قالت : " لا أريد ان أراه و ها هو هاتفي " و مسكت هاتفها و أخرجت بطارية الطاقة منه
    فقالت هناء : " ما الأمر يا شيماء , من حقك رفض او قبول هذا الشاب الذي يتكلم أباكي عنه "

    فقالت شيماء بهدوء : " لا لا يا هناء , عندما يأخذ أبي قرار يجب الانصياع إليه كما حدث في امر الكلية , كنت على وشك دخول الإعلام و لكنه رفض و اصر على دخولي التجارة كي أتوظف في البنك الذي يعمل به , و نفس الأمر في زواج من ذلك الشاب بتأكيد هناك مصلحة مشتركة و سوف يجبرني على الزواج منه , أنا اعلم "

    فقالت هناء : " و كريم ما ذنب له , ان مشكلته فقط هي مشكلة وقت ليس إلا , تعالي انه ينتظرك "
    و الدموع في عينيها قالت بهدوء : " حسنا حسنا .. "

    *****

    - " شيماء يجب ان تعلمي جيدا بأني مستعد كي أوهب حياتي بأكملها لك "

    تجلس هنا شيماء مع كريم بينما هناء بعيدة عنهم تتأمل المناظر الطبيعية . . .
    فقالت له : " و ما هذا العمل ؟؟ "
    - " منير وجد لي عملا مميز جدا .. "
    - " ذلك منير ثانيا ؟ ؟ "
    - " ما الأمر ؟ "
    - " لا شيء , فانا لا أطيقه و قلت لك ان لديه عقل الشيطان "
    - " لأنه وجد لي عملا كي اجلب منه رزق حلال يصبح شيطانا ؟؟ "
    و كي تنهي الموضوع : " و ما هذا العمل ؟ "
    رد بسلاسة و يسر و هدوء : " لقد عملت مساعدا عند سيدة غنية جدا ... "

    نهضت شيماء من مقعدها و قالت مستغربة : " خادما ؟؟ "
    - " و ما المشكلة ما دام يجلب لي الرزق الحلال ؟؟ "

    - " و ما المشكلة ؟؟ , اذا منير الذي جلب لك هذا العمل اذا ؟؟ , و أنا أقول لنفسي تمضى الأيام و لا ترفع السماعة و تخبرني , - ثم صرخت و قالت - لقد رفضت العمل عند والدي في البنك بحجة أنك لا تريد ان تكون مدين لأحد بالرغم انه سيعطيك مركزا اجتماعيا لم تكون تحلم به و الان تقول انك عملت خادما عند امرأة "

    - " هل انتهيت ؟؟؟ "
    - " لا "
    - " أكملي ... "
    - " اليوم زميل أبي في العمل طلب يدي منه و أبي مصر على إتمام هذه الزيجة "

    ضحك كريم و قال : " لوعة الغيرة تجعلك تخترعي القصص , يا للنساء ! "
    جلست و قالت بهدوء : " لا , لا اكذب و اسأل هناء إذا كنت لا تصدقني "
    ظل يفكر قليلا ثم قال : " حسنا تستطيعي رفضه اذا كنتي تحبيني "

    - " و أنت ماذا تفعل ؟؟ , لم تقدم على شيئا , قلت لك اذهب إليه و اطلبني منه على الأقل لم توافق "
    - " و ماذا أقول له اعمل "
    - " إذا أنت تعلم بأن عملك عارا ؟؟ "
    - " عارا ؟؟؟ " قلها و الصدمة على وجهه
    فتركها و غادر الحديقة و ترك تلك المسكينة وحيدة على مقعدها , فتقدمت هناء إليها و قالت لها :
    " ما الأمر "
    - " لا اعلم ....... لا أعلم " و رأسها إلى الأسفل

    - " هل أعلمتيه بموضوع خطبتك على صديق أباكي "
    التفت إليها و قالت : " نعم "
    ثم صرخت هناء : " لماذا ؟؟ لا يجدر بكي ان تخبريه الان "
    - " انه يعمل خادما عند سيدة و محرج بأن يقول ذلك لأبي "
    - " خادما ؟؟؟ "
    - " نعم خادما عند امرأة .... "


    بعد هذا اللقاء بأيام اتصل بها و اعتذر لها عن تصرفه السيئ عندما كانا في الحديقة و اخبرها بأنها مسألة وقت ليس إلا و انه سوف يترك العمل عندها بلا شك و لكن عند توفير مالا يستطيع خطبتها به , و أخبرها بأن المقابل مغري جدا مقابل عدد ساعات قليلة من العمل , و قريبا سوف يخبرها بخبر سارا , و لكن عليها ان تصبر و تحاول رفض ذلك الشاب الذي تقدم إليها مؤخرا , و بالطبع لم تملك شيماء إلا أن تمشي وراء خطواته

    *****

    مر ستة اشهر دون إضافة جديد في تلك الأحداث , فكان كل مرة تتصل شيماء به كان يخبرها بأن الأمر ليس بيده و انه يحاول جاهدا بتوفير عملا اخر غير هذا , و انه لا يريد ذلك العمل و لكنه مضطر الى ذلك . .

    السيدة حياة . . . تبلغ من العمر ثلاثون عاما فهي إمراة جميلة جدا و لديها جسد فتان , فهي تعمل راقصة في إحدى النوادي الليلية و هي مطلقة و ليس لديها أولاد , عمل كريم لديها يتلخص في انه يقضي لها مشاوريها في العمل أو مشاوريها الخاصة و كانت تعتمد عليه اعتماد كلي , و لكن كريم دائما ما كان يشتهي لجسدها و لكنه لا يملك تلك الصلاحية و لم يعد ان يحتمل اكبات شهوته داخله و خاصة بأنه دائما ما كان يراها في بيتها في قميص النوم القصير الذي يكشف فخذيها حتى موطن أنوثتها , و هو يحاول بأن لا يظهر اهتماما لذلك كي لا تشك في أمره و تطرده من العمل فكان يسترق النظر كلما سنحت له الفرصة ,, حتى ذات مرة و عندما انتهى من عمله تقدم إليها و طلب منها طلبا غريبا . . . .

    - " هل أستطيع دعوتك على العشاء اليوم على حسابي ؟؟ "
    - " و ما المناسبة ؟؟ " فهي شخصية جادة
    - " لا شي و على العموم انا متأسف لتعدي حدودي ... "
    ابتسمت و أغمضت عيناها : " حسنا لا بأس "

    جلست حياة على كرسيها في مطعم فاخر جدا و كذلك جلس كريم و طلب عشاء فاخر يليق بها كسيدة أنيقة و جميلة , و عندما فرغا من العشاء قال لها : " مدام حياة لدي طلب يتعدى كل الخطوط الحمراء "
    ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " كل الخطوط الحمراء ,, أنا أعرفك جيدا , ما هذا الطلب ؟؟ "
    - " بالرغم من فارق السن الكبير , و بصراحة أي شخص لا يعرفك جيدا لن يعطيكي اكتر من 25 عاما "
    ضحكت مرة أخرى ضحكة خفيفة و قالت : " ادخل بالموضوع ... "
    - " حسنا ..... حسنا " فتصبب العرق منه من كل ناحية و لم يكن يعرف طريقة كي يخبرها بها ,
    فقال : " انا احبك , لا اعرف و لكن الحب قدرا ... " لم يستطيع إكمال جملته بسبب ما شاهده من تغيرات في ملامح وجهها , ثم أعاد وضعه و قال : " لا لا شي لقد تسرعت "
    و هنا ابتسمت له ابتسامة حقيقة و قالت له : " و ماذا كنت تنتظر مني ؟؟ "
    سكتت ثم قالت : " ان أقول لك أنا أيضا احبك و أريد الزواج منك "
    قال بتنهد و ببطء شديد : " لا لا .. لم اقصد بل ..... "
    - " حسنا أنت تحبني و ماذا بعد ؟؟ "
    فقال لها بخوف : " لا لا لم تهتمي "
    فعلا صوتها : " هل انا طفلة صغيرة كي تلهو معي , اذا نطقت بكلمة أتمها , يجب أن تحترم مع من تتحدث "
    أحرج كريم هنا فقال : " أنا أسف .... , و لكن أريد الزواج منك "
    حياة سيدة بالغة و بالتأكيد قيل لها تلك العبارات من قبل و بالتالي لم تستحي او تحرج عندما سماعها مجددا من شخص يصغرها بثمان سنوات على الأقل ,
    فحاولت حياة أن تنهي الموقف ليس حرجا و لكن كي تعطي لنفسها الوقت للتفكير و ان تعطي أيضا لكريم فرصة للتأني في طلبه او قراره ....
    قام كريم و دفع الفاتورة و خرجا من المطعم و ذهب كلا منهم الى مقصده . .

    ظل يفكر كريم بما فعله و حمد الله بأنه لم يعترف لحياة منذ بداية عمله معها بأنه يعمل من اجل خطبة فتاة أخرى و إلا كان ذلك سوف يعقد الأمور أكثر . .
    و لكنه يحاول ان يأتي بطريقة ما كي يخبر شيماء بها فهو لا يستطيع ان يتزوج اثنان لذلك قرر ان ينتظر حتى يأخذ الرد منها , مر يومان دون ان تتحدث معه في ما دار بينهم فكانت تتحدث معه عن عملها و كأن شيئا لم يحدث فأيقن تمام اليقين بأنها رفضت بأفعالها و لكن أخاف ان تطرده من العمل و عند انتهاء اليوم أخبرته بأنها موافقة , .......

    - " موافقة "
    - " نعم و لكن بشروط "
    - " و انا تحت أمرك فيما تريديه "
    - " أولا أريد أن يكون زواجنا سرا و العمل كوم و حياتنا الشخصية كوم اخر "
    - " ليس لدي مشكلة "
    - " لا تقاطعني "
    أحرج و اعتذر لها ,

    - " ثانيا أمر الطلاق بيدي و ثالثا أريد ان اشعر بأني عروس كي أي عروس أخرى , لذلك أريد منك شراء طاقم من الذهب الخالص "

    سكتت لم قالت : " هل تستطيع ؟ "
    هز رأسه و قال : " لكي ما تريدين .. "
    ثم أضاف :" متى ,, اقصد ... "
    قاطعته بسرعة : " لا تقلق قريبا "

    بعد هذا اليوم فكر كريم بطريقة كي يخبر شيماء فطلب صديقه منير

    - " الحق معك فانا مخطئ لم يكن من المفروض أن أأتي لك بعمل كهذا "
    - " لا يا منير فهو الحب , فقد شعرت مع هذه السيدة بما لم أشعره مع شيماء "

    بتهديد : " كريم ... اسمعني هذا السيدة اكبر منك و أغنى منك بكثير , لماذا تريد ان تتزوجها ؟ "
    - " الصراحة أعجبت بها و لجسدها الأنثوي الفتان "
    - " يا غبي الجسد يتغير و غدا سوف تكره أن تنظر حتى إليها "
    - " حسنا أريد الاستمتاع بجسدها اليوم و غدا لكل حادث حديث "
    - " لا أنت مجنون . بالطبع أنت مجنون و ماذا تريد مني ؟؟ "
    - " أريد منك طريقة لأخبر شيماء بها , كي أستطيع ان أتخلص منها "
    - " و ما ذنبها ؟ "
    - " لم أحببها كما أحببت حياة "
    - " بإذن الله سوف تكون لك ممات "
    - " لا تقلق , إذا اطر الأمر و أخذت مالا من حياة سوف أتزوج شيماء فيما بعد " و ابتسم . . .
    فقال منير بحسرة : " لقد سمعت من شخص ما بأني شرير و لكني اعترف . . .. لست مثلك "
    هنا شعر كريم بالضيق فقال له : " لا أريد نصيحتك و أنا سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
    - " و هذا أفضل "
    - " لا أريدك ان تنطق بكلمة , هل فهمت "

    ثم رفع هاتفه و طلب شيماء فردت عليه فور اتصاله ,,
    - " كريم كيف حالك ؟؟ "
    صمت قليلا : " شيماء أريد رؤيتك لأمر ما "
    - " ما الأمر ؟؟ "
    - " لا تقلقي سوف انتظرك بعد ساعة في الكافتيريا التي تبعد عنكم بشارعين "
    - " حسنا حسنا " و أغلقت السماعة فورا و ظنت بأنها تنتظر نبأ سار . .. . .
    - " كريم من فضلك لا تجرح تلك الفتاة "
    رد بتوتر : " أصمت "
    - " على الأقل اخبرني ماذا تريد ان تفعل ؟؟ "
    ضحك و قال : " سوف أخبرك عندما انجح و تعلم من صديقك أيها الأبله "

    *****

    تعليق

    • Mahmoud Ghassan
      عـضـو
      • May 2011
      • 17

      #3
      رد: شيماء .. قلب انثى - قصة رومانسية


      - " شيماء لا اعرف كيف أبدا بالحديث معك , و لكني كنت طوال هذه الفترة أفكر و أحاول كي أرى نهاية لما أنا فيه ,, لقد تركت العمل عند تلك السيدة لأني شعرت بأني لا أطيق العمل بهذه الشكل , و انا الان ابحث عن عملا اخر , و أنتي تنتظري و تنتظري , و أعلم انك ترفضي شباب أفضل مني من أجلي .... "

      قاطعته مبتسمة : " لقد قلت لك تعالى و اطلبني من أبي , وهو عندما يراك و يعرفك أكثر لن يهتم الان بفكر العمل و بالتأكيد سوف يساعدك "

      - " هل أخبرتي أبيكي بشأني "
      - " بالطبع لا , و إلا كان قتلني "

      تنهد و تكلم معها دون أن ينظر إلي عينيها : " لا أعلم يا شيماء ... لا أعلم إذا كنتي سوف توافقينني على قراري أم لا , لقد جاءت إلي فرصة العمر و لا أريد أن أضيعها "
      بفرح : " أي فرصة ؟؟ "
      نظر إليها بثقة وتحدث و كأنه تدرب عليها يومان : " أخي إسماعيل مهندس في البناء , سوف يسافر الأسبوع القادم إلى الشارقة في الإمارات , و عرضت عليه أن يأخذني معه كي أبداء حياتي هناك و أنا أعدك عندما تستقر أموري هناك سوف أتقدم لخطبتك "

      ظلت تفكر و تفكر و تضع إطراف أظافرها داخل فمها الصغير ثم نظرت إليه :
      " كريم هل هذه خطوة مناسبة لك ؟ "
      - " بالتأكيد "
      - و لكن تبقى بلدنا أفضل من غيرها "
      - " اعتقد بأننا يجب أن نغامر في مكان اخر كي نتأكد بأنها الأفضل "

      و أمسك يديها و قال : " شيماء انه سفر و عناء و مشقة , كل هذا من أجل من ؟؟ أجيبيني ... فهو من أجلك أنتي , إذا كانت أتت إلي فرصة سانحة هنا لما كنت غادرت بلدي , و لكن انه كأس لجميع الشباب "

      فأبعد يداه و وضعهم على أهمة الاستعداد و كأنه ينتظر الإجابة اذا نجح في خداعها ام لا ,,

      - " لا يا كريم انا احبك و لا أريدك ان تبتعد "
      - " هل انا سوف أسافر في نزهة , لا تقلقي في اقل من سنة بإذن الله و سوف تجديني أدق باباكم "
      ثم أضاف : " إذا اردتي الاتصال بي او إرسال خطاب , من فضلك أرسليه إلى منير صديقي و هو سوف يرسله إلي , إلى أن تستقر أوضاعي هناك "

      و هنا صنع كريم ابتسامة على شفتيه كي يعطيها بعض الحماس , .....
      و بذلك نجح كريم بالابتعاد عنها كي يستطيع الزواج من السيدة حياة و ظن بأنه ذلك نال مراده ...

      *****

      عادت شيماء إلى بيتها و لا تعلم النهاية التي تنتظرها , و هل هي في صالحها أم لا , اتصلت بهناء صديقتها و أخبرتها بأنها تريدها الان أن تأتي إليها . . . .

      دخلت هناء و رحبت بجميع افرد الأسرة بسرعة و دخلت غرفة شيماء , فلاحظت شيماء قدومها فسرعان ما قامت و أغلقت الباب و جذبتها ناحيتها و جلست على السرير .. .

      و قالت بصوت خافت : " كريم يريد السفر الى الخليج "
      أصابها الذعر : " ماذا تقولي ؟ متى حدث ذلك ؟ "
      - " اليوم اخبرني بأنه سوف يسافر كي يجمع المال مع أخيه و انا في حيرة , ماذا افعل ؟؟ "
      هناء و كأنها تحدث نفسها : " ما هذه المصيبة ؟؟؟ "
      - " إذا كان الأمر يتوقف علي وحدي سوف انتظر , و لكن إذا أتي أحدا ما لخطبتي ماذا أقول لأبي ؟ "
      ردت هناء : " لا أعلم ماذا أقول لكي و لكن لدي رأي "
      - " ما هو ؟؟ "
      - " أخبري أباكي عنه و لا تقولي له كل الحقيقة أخبريه فقط بأن هناك شابا في نفس سنك كان يدرس معك الكلية و أراد الزواج منك و لكن قرر تأجيل هذا الموضوع إلى ان يعود من الخارج .... "
      - " لا هذا ليس برأي صائب "

      *****

      - " حياة ... "
      - " ماذا ؟؟ "
      - " انا احبك "

      قالها كريم لحياة او للسيدة حياة على فراشهم الزوجية بعد إتمام ما أراده منها ,
      فنظرت حياة إليه بحب و قالت : " هل أنت سعيد ؟ "
      مسح على شعرها بيده و قال : " من يكون مكاني و لا يكون سعيدا , إذا هو بدون مشاعر و أحاسيس "
      ابتسمت السيدة حياة و قامت من فراشها عارية و دخلت الحمام لتأخذ حماما ساخنا . . .

      فقال كريم لنفسه بفخر : " لقد فعلتها ..... نعم لقد فعلتها "

      مر على زواجهما شهران متتاليان و كان تقريبا كل أسبوعين او ثلاث ترسل شيماء إلى كريم رسالة او رسالتين بواسطة منير , كانت تستفسر منه ماذا حدث معه هل الأمور على ما يرام او هناك عائق او عقبات و لكن لم يكن يرسل ردا واحد مما أثار قلقها , و قررت ان تقابل منير شخصيا لمعرفة ماذا يحدث معه , لقد أرسلت لكريم أكثر من عشرة خطابات و لكن لم يصلها ردا واحدا , لأنها كانت ترسل تلك الخطابات عبر الرسائل القصيرة كما يدعونها SMS و لا تقابله شخصيا , هذا كان شرط كريم . . .

      *****


      دقت ساعة المنبه و أشارت الى التاسعة صباحا و اليوم الجمعة , استيقظت شيماء بسرعة و اتصلت بهناء كي تأتي معها لمقابلة منير العقل المدبر لكريم , و طلبت منه ان يقابلها في مقهى سياحي مشهور . . .

      هناء يائسة و تخبط على الأرض برقة : " مضى أكثر من نصف ساعة على انتظارنا له و لم يأت بعد "
      و شيماء تتلفت حولها : " لا تقلقي سوف يكون هنا قريبا انه وعدني "

      لم يلاحظا إلا منير يرتدي ملابس أنيقة للغاية كي تنال إعجاب شيماء بها و لكن لم تهتم فجلس منير و طلب نسكافيه من النادل ,

      هناء تحدث منير باستهزاء : " ما الذي أخرك هكذا ؟؟ "
      رد منير ببرود : " أنها المواصلات يا انسة "
      و بسرعة ألفتت شيماء انتباهه : " منير , لقد أرسلت إليك تقريبا عشرة رسائل و لم يصل إلي ردا واحد من كريم , ما الأمر و لا تكذب علي ؟ ؟ "
      و كأنه لا يعرف شي : " لا أعلم لقد قمت بإرسال الرسائل التي ارسلتيها إلي و ...... "
      - " هاتفك ....... "
      باستغراب : " ماذا ؟ "
      فقالت ببطء و بثقة : " أعطيني هاتفك " و مدت يداها إليه و أخذت هاتفه منه و أخذت تقلب في محتوياته ثم قالت : " لماذا قمت بمسح رسائلي ؟؟ "
      و باستهزاء : " و لماذا احتفظ بها ؟؟ "
      - " أعطيني رقم هاتفه في الأمارات "
      - " أنا أرسل الرسائل إلى هاتف أخيه إسماعيل , فهو لا يحمل هاتفا الان .. . "
      - " أين رقمه ؟؟ "

      فشعر منير أنه في ضيق و حرج فأخذ هاتفه منها و بدأت أصابعه تتحرك في أجزاء الهاتف ثم أعطاها الهاتف و قال : " ها هو رقمه . . . "
      قامت بتدوينه على هاتفها و لكن حاول يمنعها و لكنها لم تهتم ثم قالت له : " تفضل هاتفك و أشكرك "
      فقال لها بتوتر : " أنتي هكذا تضعيني في مأزق , لا أريد أن استقبل كلمة سيئة من كريم "

      - " لا تقلق "

      و هنا جاء النادل و هو يحمل النسكافيه الذي طلبه منير منذ قليل فقدمه له و انصرف
      فقامت شيماء بالاتصال بالرقم المذكور فأجابت فتاة صغيرة و عندما سألتها عن كريم او إسماعيل أجابت بأنها لا تعرف شيء عنهم و ان هذا الرقم ليس تابعا للإمارات بل لدولة فلسطين . . .
      و هنا أصاحب منير بالإحراج . . ..

      اعتذرت شيماء إليها و أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة ..
      وقالت : " ما الأمر اذا , اخبرني ... "
      ابتسم ابتسامة بسبب ضيقه : " أي أمر ؟؟ "
      - " يا منير أريد الحقيقة من فضلك ؟؟ أين كريم ؟ "
      عندما هدأ قال : " حسنا و لكن أعطيني وعدا صريحا بأنك تتصرفي بحكمة و بدون تهور"
      - " حسنا أوعدك و لكن اخبرني "
      - " إن كريم ... كريم , تزوج تلك السيدة الذي كان يعمل مساعد لها "

      سمعت تلك الجملة و بسرعة اخفت فمها بيدها بسبب الصدمة بينما هناء تهدئها بيدها و منير أصبح محرج لأنه شارك في تلك الكذبة , فقالت شيماء : " منذ متى ؟؟ ... تكلم "
      - " منذ شهرين تقريبا "

      ثم أضاف : " صدقيني لقد نصحته بالإتبعاد عنها و لكن عبث , أصر على ان ينفذ مراده "
      دفنت وجهها بيدها و أخذت تفكر و تتذكر و تشاهد أمامها شريط متسلسل لما حدث ...
      فقالت : " أشكرك يا منير , أشكرك جزيل الشكر , أكمل النسكافيه على اقل من مهلك "

      التفت هناء إليها و قالت : " ما الذي سوف تقومي به الان ؟؟ "
      و الدموع تتساقط من عينها : " لا شي " فغادرت شيماء المقهى و لحقتها هناء بعدما دفعت الفاتورة ,
      هناء تركض وراء شيماء و تصرخ : " شيماء ... شيماء .... انتظري "
      و مازالت تمشي و تمشي : " اتركيني , أريد ان أكون وحيدة ؟ "
      - " لا لا يا شيماء , من فضلك قفي و اسمعيني "
      وقفت فجأة و قالت بشدة : " قلت لكي اتركيني "
      - " هذا ليس عدلا , لن تتوقف الحياة من اجل كريم "


      *****

      بينما كريم يأخذ حماما ساخنا للمرة الغير المعلومة , و حياة تنظف غرفة نومها فلاحظت بوجود رسالة قصيرة على هاتف كريم , فتناولته بحرص و هي تلتفت خلفها فوجدت هذه الرسالة :

      " كريم , شيماء علمت بأنك تزوجت و هي حزينة جدا عليك او منك لا أعرف , انت اخترت الجسد دون القلب , شيماء قلبها طاهر لم يكن المفروض ان تكسره , كان يجب ان تصارحها بأنك أحببت عليها سيدة ذات جسد فتان زائل , هنيئا لكما , . . . . منير "

      شعرت حياة بنفس الصدمة التي شعرت بها شيماء , و لكن هنا كجاني و ليست كضحية , فجلست حياة على مقعدها عندما استقرت حالتها و في يدها هاتف كريم تنتظره . .

      دخل كريم الغرفة مرتدي فوطة الحمام و أخذ يبحث عن ملابس داخلية كي يرتديها ,
      فقالت حياة و هي تلوح بالهاتف بيدها بهدوء : " لقد وصلت لك رسالة من أحدا يدعى منير "
      وهنا التفت كريم إليها بشدة و قال : " قلتي من "
      ببرود : " منير , يخبرك بأن فتاة تدعى .. تدعى شيماء علمت بأنك تزوجت إمراة ذات جسد فتان "

      فسرعان ما أخذ الهاتف منها و كي يحاول دفن الموضوع صرخ و قال : " كيف تقرأ رسائلي الشخصية ؟ "
      بتهديد : " و أنت كيف تصف جسدي لصديقك ؟؟ "
      نظر إليها باستغراب , فقالت له : " و كسرت قلب فتاة شابة من أجلي ؟؟ "
      سكتت ثم قالت باشمئزاز : " لا ليس من أجلي , بل من أجل - و صرخت- شهوتك الحقيرة "

      لم يستطيع كريم ان يضيف كلمة واحدة فكان مصدوما من الموقف , فاتكأ كريم على السرير و رأسه على الأرض خوفا من النظر إليها , فأضافت : " أنت لا تستحقني , هيا اخرج من هنا "
      نظر إليها باستغراب شديد و لكنها قالت له بصراخ : " الم تسمع , هيا اخرج من هنا "

      و هنا عدل موضعه و قال بثقة : " هل تظني الأمر بتلك السهولة "
      ضحكت حياة باستهزاء : " بيننا ورقة لا قيمة لها , إذا أعدمت تصبح محرما علي "
      ثم أعادت ضحكتها فرفعت السماعة للاتصال بحارس البيت فقالت له : " من فضلك تعال الان "
      فذهبت حياة إلى الباب و فتحته على مصراعيه تنتظر ذلك الحارس حتى جاء إليها . .

      فقلت له : " هل ترى ذلك الشاب ؟؟ "
      فنظر إليه بهدوء راءه مرتديا الفوطة فقط و في حالة مزرية
      فقالت له : " عليك به من هنا " و أعطته مبلغا من المال
      فسرعان ما أخذه من شعره و طرده خارج البيت , بالفوطة . . . . . .



      ******

      صرخ أبيها : " شيماء . . . . يا شيماء "
      جاءت شيماء و هي تحمل دبها الأحمر الصغير فقالت : " نعم يا أبي "
      - " تعالي اجلسي بجواري "
      فجلست بجواره بهدوء و خلع نظارته و قال : " يا ابنتي لقد اتصل بي محمد الذي سبق و طلب يداك مني , اتصل بي لأنه قادما اليوم لخطبتك "

      اندهشت شيماء و وقفت أمامه و قالت : " من الذي أخبرك بأني أريد الزواج , لا لا يا أبي "
      و تركته و اتجهت نحو غرفتها و هي تقول : " لا أريد الزواج بأحد لا أريد الزواج بأحد ... "
      حتى أغلقت الباب و اختفت عن أعين أبيها .

      ******

      مر أسبوعان كاملان و هي تحاول مسح بقايا كريم من ذاكرتها , حتى فكرت بالتجول في شوارع المدينة في أصيل الغروب , و لكن راها كريم مصادفة في إحدى المقاهي السياحية و بدون استئذان جلس بجوارها
      فعندما شعرت به نظرت إليه بحدة و قالت بصوت خافت : " ما الذي أتى بك إلى هنا , هيا اخرج "
      - " من فضلك يا شيماء انتظري "
      - " هيا قلت لك اخرج قبل ان اصرخ و اجعل يومك كلون شعرك " فهو شعره اسود غامق
      - " شيماء أريدك لي , أريد ان أكمل باقي حياتي معكي , لقد أخطأت . . . . "

      فأشارت إلى النادل و قالت : " من فضلك هذا يتحدث معي و كأنه يعرفني , من فضلك أخرجه من هنا "
      فنظر إليه النادل : " من فضلك يا سيد اتركها و شأنها "
      فقال له و عيناه عليها : " حسنا ... حسنا " و تركها و غادر المقهى و لكن شعرت بأنها سوف تكون مطاردة دائما و أنها يجب ان تجد حلا لهذا . . .

      *****

      مر أسبوع اخر , و طوال الأسبوع يحاول ان يتصل كريم بها و لكن لم تجبه حتى جاءت إليها هناء و طلبت دعوتها على الغذاء في الخارج . ..


      بعدما فرغا من تناول الغداء في إحدى المطاعم الهادئة قالت هناء لها : " أريد أن أتحدث معك في موضوع "
      - " تفضلي "
      - " كريم ! "
      - " ما به ؟؟ "
      - " لقد اتصلي بس و حالته يرثى لها , ..... "
      - " هناء , من فضلك لا تتدخلي في هذه أمور "
      - "انتظري , لقد شعر بخطئه و مستعد للاعتذار "
      نظرت شيماء إليها و قالت بتهديد : " إذا تلفظتي بكلمة أخرى بخصوصه سوف أتركك و اذهب "
      - " حسنا ... حسنا "
      - " هيا بنا الى البيت لقد قمت بشراء فيلم جديد , هيا بنا كي نشاهده سويا "
      - " حسنا هيا بنا "

      دخلت شيماء و هناء إلى الغرفة و أخذت بتشغيل الفيلم عبر اللاب توب , بينما تسمع عن بعد بأن هناك ضيف ,
      هناء : " يبدو ان هناك ضيفا في الخارج "
      فسمعت شيماء أبيها يقول : " تفضل تفضل "
      بينما هناء متشوقة لمشاهدة أحداث الفيلم , فسمعت هذا الضيف يقول :
      " سيدي العزيز , أنا أتقدم إليك اليوم و أطلب يدك ابنتك الانسة شيماء و أأمل بك أن توافق "

      عندما سمعت شيماء تلك العبارات قامت بإغلاق الجهاز و قالت لهناء : " انصتي انصتي "
      فردت هناء : " انه عريس جديد لك "
      فسمعت فجأة صوت يناديها : " يا شيماء , يا شيماء "
      بينما شيماء محرجة جدا , ولا تريد الخروج : " لا لا لا لن اخرج أبدا ... لا لا لا "
      فحاولت هناء تهدئتها : " اذهبي و أخبريه بأنك لا تريديه "

      عندما سمعت شيماء هذا الجملة شعرت انه الصواب فقالت : " صح الحق معك سوف أقول له لا أريدك "
      فنظرت عبر المراة و أخذت تعدل في شعرها قليلا ثم خرجت الى الصالة فوجدت شابا يجلس أمام أبيها
      فقالت : " الم اقل لك يا أبي باني لا أريد ......." , و لكن دققت النظر أكتر .... فأكثر ... لا , أنها تعرفه جيدا ,, انه منير زميلها أيام الجامعة , و كأنها تحدث نفسها : " منير ! . . . "

      منير يلبس بذلة أنيقة تليق بالموقف , فوقف و قال : " انسة شيماء , انا يسعدني ان أتقدم لخطبتك , بعد موافقة أبيكي أولا "
      ابتسم أبيها ابتسامة ساحرة , ثم نظرت الى أبيها بحرج و قالت بهدوء : " كما ترى يا أبي "
      فجلس منير على مقعده بينما اختفت شيماء فجأة عن أعينهم و دخلت غرفتها مبتسمة و فرحة و كأنها محلقة في أحضان السحاب . . .
      فنظرت هناء إليها باستغراب : " شيماء مبتسما ؟؟؟ "

      فقالت برومانسية : " انه منير "
      صرخت : " من ... ! "


      بعد ذلك بشهر او اقل قليلا , تم خطبتهما و علمت شيماء عن طريق مصدر خاص بأن كريم قد انتحر لأنه علم بأنه مصاب بمرض " الإيدز " و لا شفاء له , و لكن من الذي نقل إليه هذا المرض !! ؟؟ , . . . .

      تمت بعون الله
      28/3/2011
      كتبت بواسطة محمود غسان

      تعليق

      google Ad Widget

      تقليص
      يعمل...