بسم الله الرحمن الرحيم
*****
﴿ يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ [الأحزاب:71].
المتأمل في الأحداث الأخيرة التي اجتاحت الكثير من الشوارع العربية يرى فيها الفتن التي اخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر الزمان ، فتن لا يعلم فيها المسلم الصواب من الخطأ فتختلط عليه الأمور .
عن شقيق قال كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج ) والهرج يعني القتل
وهذا ما نراه في هذه الأيام كثرت الاضطرابات والخلافات والقتل وانزلق الكثير في هاوية الفتن ، كل من هب ودب يتحدث ويؤيد هذا ويهاجم ذاك ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق
ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة).
أين ما تذهب وأين ما تكون تجد من يتحدث ويحلل مجريات الأحداث سواء في العمل في المناسبات الإجتماعية على المواقع الإلكترونية ولم يعلموا أن هذا خوض فيما نهى عنه رسولنا الكريم وذلك جهلا منهم وعدوان ، والأحرى لهم أن يرجعوا للكتاب والسنة ويلتزموا بما أمر به صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأوقات .
عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي خير من الراكب والراكب خير من المجري قتلاها كلها في النار قال قلت يا رسول الله ومتى ذلك قال ذلك أيام الهرج قلت ومتى أيام الهرج قال حين لا يأمن الرجل جليسه قال قلت فما تأمرني إن أدركت ذلك قال اكفف نفسك ويدك وادخل دارك قال قلت يا رسول الله أرأيت إن دخل رجل علي داري قال فادخل بيتك قال قلت أفرأيت إن دخل علي بيتي قال فادخل مسجدك واصنع هكذا وقبض بيمينه على الكوع وقل ربي الله حتى تموت على ذلك ).
هكذا أمرنا أن نتصرف في زمن الفتن .
ومما يحزن أن قتل النفس أصبح سنة حسنة يقتدي بها بعض المسلمون متناسين أن قتل النفس هو كبيرة من الكبائر ، قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما (29) ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا).
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرايبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل ) أخرجه الحاكم وصححه الألباني
يا عباد الله لا تتملككم الأهواء وتنجرفوا خلف الجهلة والغوغاء فنحن أمة تملك ما لا تملكه الأمم السابقة الا هو كتاب الله وسنة نبيه ، قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام : (تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك )
اللهم لا تجعلنا من الهالكين ولا تفتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يحرمنا
اللهم إذا اردت بالقوم فتنة فأمتنا غير مفتونين
عافنا الله وإياكم من شرور الفتن
بقلم
دليل الساري
ملحوظة:
تابع لسلسلة فن المقال
تابع لسلسلة فن المقال
تعليق