لقد اقتلعتكم الغربة من تراب الوطن وألقت بكم في متاهات بعيدة….
جعلتكم تحلمون بأحلام جديدة كنتم في البداية تتطلعون للعيش بحياة أفضل وأكرم وكنتم تتطلعون بنظرة من الأمل...
ولكن على شواطئ الغربة تحطمت هذه الذكريات وتأججت في أعماقكم نيران الحنين والشوق إلي الأهل والوطن وقرت في الأنفس غصة وفي العين دمعة...
وإن أول ما تحسون به عند الاغتراب هو ذلك الحنين الجارف الذي يملا القلب للعودة إلى الوطن
ومهما كانت ارض الغربة جميلة لا يمكن أن تحل محل الوطن فكل ما في وطنكم يبقى عالق في الذاكرة وخصوصا ذكريات الطفولة والشباب و لا يمكن لأي مغترب منكم أن ينسى أهله ولاسيما قلبه الذي يمتلئ حنين ولهفة فيشعر أن قلبه يقطفه إلى أولئك الأهل وخصوصا تلك الأم التي تتمزق حزنا على فراق وبعد أبنائها ...
وإن ضريبة الغربة لابد أن تدفعوها بالألم والمعاناة لأنه لا يمكن لأي بلد أن يعوضكم عن بلادكم وإن الغربة قد أظهرت عليكم الألم والعذاب بتجاعيد رسمتها على مرور السنين ...
وتبقى صورة بلادكم في أذهانكم جميعا ورغم كل ما تعانوه من ألم في الغربة ....
ويبقى لكم أمل وحلم في العودة ذلك الحلم الذي لايفارق خيالكم في اليقظة والمنام ويبقى لكم أملا مشرقا في طوي صفحة الغربة والعودة إلى أوطانكم لعلل جراح الغربة تندمل وتشفى برؤية الوطن وشم ترابه واستعادة الذكريات .....
السؤال متى تنتهي ملحمة الغربة ومأساة الرحيل والاغتراب متى تطوون هذه الصفحة وتعودون إلى أرض الوطن وتلتقون بأهلكم وأحبابكم ؟؟
وكما قال الأديب المهجري ..شفيق معلوف ..
في قصيدته (عودة الشراع)
أي صوت أدعى غداة التنادي ***من نداء الأكباد للأ كباد
صدقت ذمة الزمان فعدنا*** ننفض الجمر من خلال الرماد
قرب الشط فليقلك بين ال***موج والشوق هودج متهاد
هاك ملهى الصبا فيا قلب لملم***ذكرياتي على ضفاف الوادي
موطني ما رشفت وردك إلا*** عاد عنه فمي بحرقة صاد
في قلوب المغربين جراح ***حملوها على الجباه الجعاد
يوم دقو سواحل الشوق بالغر***ب ولم يهدهم سوى العزم هاد
وزعتهم كف الرياح فهلا***جمعتهم يد النسيم الهادي
غصص الأمهات ماهي إلا*** ذمم في خفارة الأولاد
حان أن يخنقوا الشراع ويطووا***علم الفتح بعد طول الجهاد
مع أعذب التحيات إلى كل مغتربين العالم أين ما كانو ....
تعليق