اتق شر من أحسنت اليه

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الجزيرة
    عضو ماسي
    • Jul 2008
    • 1381

    اتق شر من أحسنت اليه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخوتي الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قد يعيش الفرد منا مثالية بمعناها الحقيقي .. فنجده مثاليا في أقواله وأفعاله .. مثاليا في سلوكه وتعاملاته .. مثاليا في تفكيره ومنهجيته


    ويظن أنه سيعامل بالمثل .. ولكن حتما سيجد خلال أطوار حياته الكثير من المتغيرات التي تبث ضبابا في سماء مبادئه فتحجب بعضها عن فكره .. كرها لا طوعا

    اتق شر من أحسنت اليه
    كثيرا ما كنت اسمعها وكثيرا مايستشهدون بها في أحاديثهم لكن لم أكن أعيها لصغر سني
    وحين بلغت سن الرشد فكنت استنكرها كلما سمعتها بشدة
    واردد
    وهل جزاء الإحسان الا الإحسان؟
    لأني لم أكن أتوقع يوما أن أسيء لمن أحسن إلي أو أنكر معروفه أو أجحد جميله ومازلت
    وفي المقابل ظننت أن جميع البشر على درجة عالية من الرقي في الأخلاق والصدق في التعامل والوفاء بالعهود
    ولكن أجدني اليوم وبعد عدة صدمات وعدة صفعات غيرت مبدأي هذا وتمردت عليه
    وبت أؤيد هذه المقولة بكل ماأوتيت من قوة وأصبحت أنفذها بحذافيرها هنا وفي واقع حياتي


    أخي / أختي
    بكل صدق وشفافية
    هل أنت مع هذه المقولة وتؤيدني
    أم أنك ضدها وتعارضني
    مع ضرب أمثلة وتجارب من واقع حياتكم إن أمكن
    ولكم جل احترامي
    تحيتي
  • FARIS - BALDNA
    عضو ماسي
    • Oct 2007
    • 1057

    #2
    رد: اتق شر من أحسنت اليه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخت الفاضلة ام عاصم انا ان لم يكن دائما فاغلب الاحيان اؤويدك

    ولكن هذه المرة ممكن ان اتعارض معك

    اتق شر من احسنت اليه !!!!!!! .. ويقال : ان بعض الظن اثم .. ولم يقال : ان كل الظن اثم .. اي ان هناك من الظن

    .. ممكن ان يكون اثم


    يقول احد الشعراء مقابلها : لا يكن ظنك الا سيئا ..... فان سوء الظن من اذكى الفطن .

    ما رمى الانسان في مهلكة ...... الا حسن الظن والظن الحسن .



    اختي ام عاصم ..

    لم اكن معارضا بمعنى الكلمة .. ولكن تجارب الحياة ومشاكلها وما اراه واتعايش معه في الحقيقة يجعلني ان اكون كذلك

    ودعيني استرجع ذاكرتي لقصص حقيقية واقعية ليكون فعلا اتقاء شر من نحسن اليهم .

    وساتدخل حينما يكون مناسبا
    اخوك

    ابن البلد
    التعديل الأخير تم بواسطة FARIS - BALDNA; 07-10-2010, 03:43 AM.

    تعليق

    • وزير السلطان
      عضو مؤسس
      • May 2005
      • 3779

      #3
      ورد الــجــمــيـل لــمن تـــجــمـل وقـــدرلاتــجــحد الــمـعـروف رد اعـتـبــاره

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      أسعد الله أوقاتك بالخيرات والمسرات أختي بنت الجزيره....
      منوره القسم بموضوعك الليله...

      مافيه شك إنوه الأنسان كل مازاد به العمر كل ماتعلم أمور حياتيه لاتقدر بثمن..ولذا
      قارني بين جلسه مع كبير السن...ومع شخص في بداية شبابه...تلاقي فرق شاسع بين
      الأحاديث...الأول يحكي تجارب تفيدك مستقبلا..والثاني ربما يحكي أمور محليه...
      مسألة نكران الجميل...هذه أجزم بأنه لايوجد أحدا لم يأخذ نصيبه منها...كلنا مرت علينا
      مواقف بينت معدن هالناس اللي نتعامل معهم....بعضهم تلاقي يتخفى خلف
      أقنعه من البدايه حتى يوصل للأهداف الدنيويه اللي راسم عليها...
      أتذكر شخص كان بحياتي...هالشخص وقفت معاه عدة وقفات
      يمكن صعب تلاقي الأخ يوقف مع أخوه بمثل هالمواقف
      وهالشيء والله ماهو بمدحن فيني...مخلصه لله سبحانه...
      فمع مرور الأيام حسيت بوخز في قلبي إنوه هالشخص جالس يستغل
      طيبتك ويحاول أنوه ينتهز أي فرصه عليك...
      ردعت هالأمور قلت هذه وساوس شياطين مالي ومالها...
      إلين جاء وقت مريت فيه وحسيت إني بحاجه لوقفة إنسان معاي بهالموقف
      وأتفاجأ إنوه وللاسف الشديد أول من تبسم وسوى إحتفال...!!
      يعني إلى هالدرجه وصلت بك الحقاره...وتتنكر للأمور اللي صارت بيننا..!!

      مثل هالعينات ينبغي لنا أننا مانهتم فيهم كثير...لإنهم وبكل صراحه بيستقطعوا جزء يسير
      من أوقاتنا وهالوقت المفترض إنوه يكون في شيء مفيد لنا..وخساره دقيقه أو دقيتين
      في التفكير فيهم حتى...!!


      فإياك إياك ونكران الجميل
      واشكر صنائع المعروف
      وكن من الأوفياء
      فإن الكريم يحفظ ود ساعة

      موضوع رائع أختي بنت الجزيره
      فدائما مبدعه في طرحك...إلى الأمام
      رعاك الله


      تعليق

      • بنت الجزيرة
        عضو ماسي
        • Jul 2008
        • 1381

        #4
        رد: اتق شر من أحسنت اليه

        المشاركة الأصلية بواسطة # ابن البلد #
        <B>
        بسم الله الرحمن الرحيم





        الاخت الفاضلة ام عاصم انا ان لم يكن دائما فاغلب الاحيان اؤويدك


        ولكن هذه المرة ممكن ان اتعارض معك




        اتق شر من احسنت اليه !!!!!!! .. ويقال : ان بعض الظن اثم .. ولم يقال : ان كل الظن اثم .. اي ان هناك من الظن
        .. ممكن ان يكون اثم




        يقول احد الشعراء مقابلها : لا يكن ظنك الا سيئا ..... فان سوء الظن من اذكى الفطن .
        ما رمى الانسان في مهلكة ...... الا حسن الظن والظن الحسن
        اختي ام عاصم ..


        لم اكن معارضا بمعنى الكلمة .. ولكن تجارب الحياة ومشاكلها وما اراه واتعايش معه في الحقيقة يجعلني ان اكون كذلك


        ودعيني استرجع ذاكرتي لقصص حقيقية واقعية ليكون فعلا اتقاء شر من نحسن اليهم .


        وساتدخل حينما يكون مناسبا

        اخوك



        ابن البلد



        ..................................
        # ابن البلد #

        أرحب بحضورك الأول

        انا ان لم يكن دائما فاغلب الاحيان اؤويدك

        ولكن هذه المرة ممكن ان اتعارض معك




        حقيقة حيرتني

        بإزدواجية لم أستوعبها


        أخي الكريم

        ندر في هذا الزمن من يرد لك الإحسان بالإحسان

        وكثر من يرد لك الإحسان بالإساءة



        ولست أقصد الظن بل اليقين
        فهناك من أحسنت اليه فعلا ثم أنكر وجحد
        ..............


        هل العيب في المحسن؟

        هل الإحسان والطيبة أصبحت سذاجة تستغل؟

        أم هل هي أخلاقيات جديدة في الطرف الثاني قائمة على تحقيق مصالح معينة؟

        لا يكن ظنك الا سيئا ..... فان سوء الظن من اذكى الفطن .
        ما رمى الانسان في مهلكة ... الا حسن الظن والظن الحسن .

        نعم هي من روائع أبيات الإمام الشافعي رحمه الله
        وهي الصالحة في هذا الزمن ومكملة لمقولة اتق شر من أحسنت إليه
        بانتظار عودتك وماتحمله طيات ذاكرتك من خبرات وتجارب
        لعل فيها النفع والفائدة
        تحيتي

        تعليق

        • بنت الجزيرة
          عضو ماسي
          • Jul 2008
          • 1381

          #5
          رد: ورد الــجــمــيـل لــمن تـــجــمـل وقـــدرلاتــجــحد الــمـعـروف رد اعـتـبــ

          المشاركة الأصلية بواسطة Bader AL ola
          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته



          أسعد الله أوقاتك بالخيرات والمسرات أختي بنت الجزيره....
          منوره القسم بموضوعك الليله...

          مافيه شك إنوه الأنسان كل مازاد به العمر كل ماتعلم أمور حياتيه لاتقدر بثمن..ولذا
          قارني بين جلسه مع كبير السن...ومع شخص في بداية شبابه...تلاقي فرق شاسع بين
          الأحاديث...الأول يحكي تجارب تفيدك مستقبلا..والثاني ربما يحكي أمور محليه...
          مسألة نكران الجميل...هذه أجزم بأنه لايوجد أحدا لم يأخذ نصيبه منها...كلنا مرت علينا
          مواقف بينت معدن هالناس اللي نتعامل معهم....بعضهم تلاقي يتخفى خلف
          أقنعه من البدايه حتى يوصل للأهداف الدنيويه اللي راسم عليها...
          أتذكر شخص كان بحياتي...هالشخص وقفت معاه عدة وقفات
          يمكن صعب تلاقي الأخ يوقف مع أخوه بمثل هالمواقف
          وهالشيء والله ماهو بمدحن فيني...مخلصه لله سبحانه...
          فمع مرور الأيام حسيت بوخز في قلبي إنوه هالشخص جالس يستغل
          طيبتك ويحاول أنوه ينتهز أي فرصه عليك...
          ردعت هالأمور قلت هذه وساوس شياطين مالي ومالها...
          إلين جاء وقت مريت فيه وحسيت إني بحاجه لوقفة إنسان معاي بهالموقف
          وأتفاجأ إنوه وللاسف الشديد أول من تبسم وسوى إحتفال...!!
          يعني إلى هالدرجه وصلت بك الحقاره...وتتنكر للأمور اللي صارت بيننا..!!


          مثل هالعينات ينبغي لنا أننا مانهتم فيهم كثير...لإنهم وبكل صراحه بيستقطعوا جزء يسير
          من أوقاتنا وهالوقت المفترض إنوه يكون في شيء مفيد لنا..وخساره دقيقه أو دقيتين
          في التفكير فيهم حتى...!!

          فإياك إياك ونكران الجميل
          واشكر صنائع المعروف
          وكن من الأوفياء
          فإن الكريم يحفظ ود ساعة

          موضوع رائع أختي بنت الجزيره
          فدائما مبدعه في طرحك...إلى الأمام
          رعاك الله

          أهلا وسهلا ببدر أضاء سمانا

          أنار الله دربك وقلبك بخالص الإيمان
          مقدمة جميلة
          ............
          أتيت بالمطلوب أخي بدر
          هذا الشخص الذي تنكر لك ليس من الإنسانية في شيء
          بل هو شيطان في ثوب إنسان والعياذ بالله

          أخي .. تعرضت لغدر وجحود من ناكر معروف
          هل بنظرك أن تجربة واحدة كافية لأن تصقل خبراتنا وتجعلنا نميز بين معادن الناس؟
          هل تجربة واحدة قاسية كافية لأن تجعلنا نسيء الظن ونتقي من أحسنا إليه؟
          هل هذا الجاحد يعلم أنه ناكر وخسيس أم أنه يرى نفسه على صح؟
          مارأيك بمن تحسن فيه الظن وتقدم له جميل الإحسان ثم يصادق عدوك ويتامر معه ضدك؟

          أخي الفاضل
          جعلت لمشاركتك عنوانا هادفا
          واختتمتها بخاتمة ناصحة
          بارك الله فيك
          اتمنى أن تجد الفرصة للعودة
          فمثل قلمك إثراء ومثل فكرك نور
          بانتظارك

          تعليق

          • ◄زيتية العينين►
            V - I - P
            • Oct 2009
            • 2488

            #6
            رد: اتق شر من أحسنت اليه

            بسم الله الرحمن الرحيم

            بارك الله فيك طرح يستحق الوقوف عنده
            ويا ليته كان قضية الأسبوع الثالث

            إذا أكرمت الكريم ملكته
            وأذا اكرمت اللئيم تمردا

            لي عودة للإستفاضه فالكلام كثير

            تحياتي
            لشخصك الرائع
            التعديل الأخير تم بواسطة ◄زيتية العينين►; 07-10-2010, 09:51 AM.

            تعليق

            • بنت الجزيرة
              عضو ماسي
              • Jul 2008
              • 1381

              #7
              رد: اتق شر من أحسنت اليه

              أهلا بك عزيزتي
              أتيت ببيت شعر في الصميم .. فكم هم اللؤماء اليوم !!
              أرحب بعودتك وبانتظار استفاضتك

              تعليق

              • ..المستشآر..
                عضو فضي
                • Mar 2007
                • 641


                • lnstagram : khaled2m






                #8
                رد: اتق شر من أحسنت اليه

                ارى ان لا نطبق هذه المقوله على الكل

                ف الأكثريه يقدر احسانك اليه ومعاملتك ...

                واما البعض يجب تطبيق هذه المقوله عليهم بحذافيرها ..

                بمعنى (الناس مو مثل بعض )

                خالص مودتي ام عاصم.

                تعليق

                • القيصر
                  مستشار عبير
                  • Jun 2007
                  • 840

                  #9
                  رد: اتق شر من أحسنت اليه

                  وعليكم السلام

                  هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ نعم جزاء الإحسان إحسان مثله وربما أكثر منه، فعلينا كأشخاص متفائلين أن نقبل بهذه الفكرة

                  ونتفادى الاستثناءات حيث : اتق شر من أحسنت إليه.. لأننا حينها سنأتي الأمور من مستهلها وربما لا نحسن بالمرة. في قاعدة

                  الحياة هناك دائما أغلبية وهناك دائما استثناءات، فمثلما قال أخوي ابن البلد مستدلا بالاية القرانية بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

                  : إن بعض الظن إثم. فعلا فالظنون كثيرة وبعضها إثم لأنها ظنون واهية.

                  قصص ؟ أظن أنه إن أحببنا الاستدلال بشكل قوي على هذه الظاهرة فمن منا لم يحسن لعضو فأساء إليه ؟ !!! والأمثلة كثيرة،

                  فهناك من يسيء لك وأنت محسن إليه، وهناك من يسيء إليك وأنت لم تقربه لا بسوء ولا بخير !! إنما هناك الطيبون اللائي يحسنون

                  إليك سواء أن كنت محسنا لهم قبلا أم لم تكن..

                  تعليق

                  • ◄زيتية العينين►
                    V - I - P
                    • Oct 2009
                    • 2488

                    #10
                    رد: اتق شر من أحسنت اليه

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    أسأل الله ان لا أجهل ولا يجهل علي

                    حقيقة واقعنا مرير ولا ينفعنا تهربا منه
                    ولا يجدي نفعا ان نحاول رفع معنوياتنا بقول ان الدنيا بخير
                    و الصفعات تتوالى على وجوهنا حتى بتنا نتهيب من اي شخص يرفع يده ليلقي علينا التحيه
                    و لكن عزيزتي اصنعي المعروف باهله و بغير أهله فإن لم يكن المقابل امامك اهلا لهذا المعروف تكونين انت اهلا له
                    اي بمعنى عاملي الناس بما يليق بك لو أردنا ان نعامل كل شخص بما يستحقه سنصل بأنفسنا ان ننزل الى مستواهم
                    ( حتى لو كانوا بالحضيض) عزيزتي
                    هل جزاء الاحسان الا الاحسان
                    يجب ان لا نقبل المحسن بإساءه
                    حتى المسئ نقابله بإعراض عما يقوله و نرتجي الرحمن ان يرفع عنا الظلم
                    الله سبحانه وتعالى لا يقابل الاحسان الا باحسان ويزيد ايضا لانه عدل
                    لكن هم (هذه الفئه) كبشر تحكمهم مصالحهم الفرديه و همومهم الدنيويه الزائله



                    غاليتي لا تيأسي و واصلي الاحسان و الخير فانت تبتغين مثوبة من عند الله وهو ليس بظالم للعبيد
                    وان وقفت على مردود من الانسان هذا الكتله من الطين لن تجدي ما يسرك

                    وهذه الفئه من البشر المخبئين بقشورهم و المتوارين خلف اقنعة زائفه
                    لا عليك منهم فالله محق الحق ولو كانوا له كارهين
                    وصدقا يجب ان نتق شر من احسنا اليه ان كان جواد لن يضرينا ان اخذنا حذرنا
                    ان كان لئيم متمرد و عندما يشتد عوده وتنتهي محنته وتقوى يديه سيبطش بنا أولا لا نقعد ملومين نادمين
                    قال تعالى: (يا أيها اللذين أمنوا خذوا حذركم) صدق الله العظيم
                    فالواجب على المؤمن ان يكون حذرا فطنا ولا يقع بالحفره مرتين
                    وان وقع لا يستسلم بل ياخذ من القصه العبره وتكن درسا وان كان هذا الدرس قاسي بعض الشئ

                    قد يقول احدهم الخير باق بامة محمد الى يوم يبعثون
                    نعم اخي\ اختي الخير باق و ما يضرينا ان اخذنا الحذر و جانب الفطنه


                    اليك بهذه القصه:

                    --------------------------------------------------------------------------------

                    أراد رجل طاعن في السن وهو على فراش الموت أن يعلم ابنه الحكمة وكيف يصنع المعروف خالصا لوجه الله تعالى ، فطلب من ابنه ألا يصنع معروفا مع أحد أبدا من الناس .
                    وبعد موت الرجل وبينما كان ابنه في رحلة صيد ممتطيا جواده وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، أشفق الرجل على النسر فحمله من أجل مداواته في بيته ، وأصر على أن يطلقه بعد علاجه .

                    وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضا داخل الغابة
                    رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء وفك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ، حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما كبيرا ، وقدم له كل ما يحتاجه من دواء وكساء وطعام وشراب وراحة .
                    وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، فأشفق عليه وحمله إلى بيته لعلاجه .
                    بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفي يوم من الأيام دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل وفي منقاره عقدا جميلا من اللؤلؤ والماس والياقوت .
                    فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض الذي كان في حالة إغماء في الغابة ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير . وبعد أن تماثل الرجل للشفاء غادر المكان بسلام وأمان . وفي الطريق سمع هذا الرجل مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يخبرنا عن مكانه فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك فأخبره بأن العقد الذي تبحث عنه زوجته موجود في بيت رجل صياد ،( وهو الصياد الذي اعتنى به وصنع معه معروفا واواه وعالجه وأكرمه ).
                    ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الصياد الطيب واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة وأعادوا العقد إلى زوجة الملك ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه .
                    عرف الثعبان الذي عالجه الصياد الطيب في بيته بالقصة كاملة ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله مقابل ما خدمه وأحسن إليه عندما كان مريضا في الغابة .
                    ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، وصل حجرة بنت الملك والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب خافت على بنتها فأخذت تصرخ ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب خشية على حياة بنت الملك .
                    احتار الجميع في الأمر ، وكان كل واحد منهم يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالمملكة .
                    قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهما بالسرقة ومحكوما عليه بقطع الرأس ؟ .
                    قال الملك : بلا .
                    قال الوزير نحضره إلى هنا فإما أن يموت من لدغ الثعبان وإما أن ينجي بنت الملك من الثعبان لأنه في كل الأحوال محكوم عليه بالإعدام .
                    أحضر الجنود الصياد ، وقف بين يدي الملك ، فطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
                    قال الصياد الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فبماذا تكافئني وماذا سيكون جزائي ؟ .
                    قال الملك : بالعفو وأمنحك العقد هدية لك .
                    دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما راه الثعبان أقبل إليه بهدوء وتسلق إلى كتفيه ، فحمل الرجل الثعبان وسار به إلى بيته والعقد في جيبه امنا مطمئنا وقال : لقد حفظ الثعبان المعروف ، وحفظ النسر المعروف ، أما الإنسان فلم يحفظ المعروف ، وهذا ما كان يقصده أبي عندما أوصاني وهو على فراش موته ، بألا أصنع المعروف مع إنسان ، بمعنى ليس المعروف من أجل الإنسان ، فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان ، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق . وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم : اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله ، فإن لم تجد أهله فأنت أهله ، ثم قال : وبسبب أنني أصنع المعروف لوجه الله نجاني ربي من الموت ومنحني العقد ...




                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...