طفل مسكين ,,
أنولد أعمى ..
طفل مسكين .. ما يدري شنو يعني بصيص النور .. !
طفل بيعيش سنين العمر بظلمه ..
.
.
أنولد أعمى ..
طفل مسكين .. ما يدري شنو يعني بصيص النور .. !
طفل بيعيش سنين العمر بظلمه ..
.
.
ومضت الأيام .. وكبر " غريب "
برمشة عين .. وفي وهله ..
بسنينه الخمس .. يتسائل .. ؟!
ينادي بصوته المبحوح : يا ماما .. منو انا ..
سمعت الناس تتكلم .. تقول " أعمى "
ما يدرون أسمي " غريب " .. !
قوليلي .. أنا يا ماما أسمي " غريب " ,, مو " أعمى " .. !!
.. تكتمها , وتبتلع " أمه " اهات مختنقه ..
تجر الدمعه بالدمعه .. وتجي يمه وتضمه ..
حبيبي " غريب " .. أنت " غريب " مو " أعمى "
أهي هالناس ما تدري .. حبيبي لا يهمونك .. يكفي أكون , , أنا عيونك ..
برمشة عين .. وفي وهله ..
بسنينه الخمس .. يتسائل .. ؟!
ينادي بصوته المبحوح : يا ماما .. منو انا ..
سمعت الناس تتكلم .. تقول " أعمى "
ما يدرون أسمي " غريب " .. !
قوليلي .. أنا يا ماما أسمي " غريب " ,, مو " أعمى " .. !!
.. تكتمها , وتبتلع " أمه " اهات مختنقه ..
تجر الدمعه بالدمعه .. وتجي يمه وتضمه ..
حبيبي " غريب " .. أنت " غريب " مو " أعمى "
أهي هالناس ما تدري .. حبيبي لا يهمونك .. يكفي أكون , , أنا عيونك ..
... وتمر الأيام ...
.
.
.
وبسنينه العشرين .. يتسائل .. ؟!
ينادي بصوته المبحوح .. نفس الصوت .. ما تغير ..
ينادي بحزنه المكتوم : عيدي لي , وصف هالدنيا يا يمه .. ؟
شنو فيها .. ؟ شنو الألوان .. ؟
شكل وجهك يا يمه وصفي لي ؟ وأنا وشلون أوصافي ..
.. أنا أدري , سألتك مره ومرات ..
ولكن كنت أتمنى , تقولي لي .. وأشوف الدنيا في حلمي ولو مره .. !
أشوف الدنيا بالألوان .. أشوفك جنبي وأضمك .. وأرسم في العقل وصفك ..
أبي يا يمه تعيدي لي .. وتعيدي لي .. وتعيدي لي ..
.. تجي يمه , بجسم منحول وبشعر أبيض وظهر محني ,
وقهر الأزمان مرسوم في تجاعيد الوجه .. لوحة .. " بعمر خمسين " .. !!!
تقول بحب : بحكي لك .. عن الدنيا حبيبي " غريب "
أنا عيونك .. لاخر لحظة في عمري .. أنا عيونك ..
ياوليدي السما زرقه .. والأرض خضره .. وشعر أمك , بياض الثلج ..
.. يقطعها بسؤاله :
شنو يعني السما زرقه .. !
شنو الأخضر شنو يعني بياض الثلج
ليش أنا يا يمه .. ليش أنا , أنا المظلوم .. !!
لوني في هالزمن أسود .. !!
ليش ألواني .. محصورة !
ليش ألواني .. بس أسود .. !! مو أزرق .. ولا أبيض .. ولا أخضر .. !
ليش الناس تتهامس .. وتقول بعطف :
ترى " أعمى " !
.. مو قلتي لي أسمي " غريب " " مو " أعمى " !!
ينادي بصوته المبحوح .. نفس الصوت .. ما تغير ..
ينادي بحزنه المكتوم : عيدي لي , وصف هالدنيا يا يمه .. ؟
شنو فيها .. ؟ شنو الألوان .. ؟
شكل وجهك يا يمه وصفي لي ؟ وأنا وشلون أوصافي ..
.. أنا أدري , سألتك مره ومرات ..
ولكن كنت أتمنى , تقولي لي .. وأشوف الدنيا في حلمي ولو مره .. !
أشوف الدنيا بالألوان .. أشوفك جنبي وأضمك .. وأرسم في العقل وصفك ..
أبي يا يمه تعيدي لي .. وتعيدي لي .. وتعيدي لي ..
.. تجي يمه , بجسم منحول وبشعر أبيض وظهر محني ,
وقهر الأزمان مرسوم في تجاعيد الوجه .. لوحة .. " بعمر خمسين " .. !!!
تقول بحب : بحكي لك .. عن الدنيا حبيبي " غريب "
أنا عيونك .. لاخر لحظة في عمري .. أنا عيونك ..
ياوليدي السما زرقه .. والأرض خضره .. وشعر أمك , بياض الثلج ..
.. يقطعها بسؤاله :
شنو يعني السما زرقه .. !
شنو الأخضر شنو يعني بياض الثلج
ليش أنا يا يمه .. ليش أنا , أنا المظلوم .. !!
لوني في هالزمن أسود .. !!
ليش ألواني .. محصورة !
ليش ألواني .. بس أسود .. !! مو أزرق .. ولا أبيض .. ولا أخضر .. !
ليش الناس تتهامس .. وتقول بعطف :
ترى " أعمى " !
.. مو قلتي لي أسمي " غريب " " مو " أعمى " !!
- ونفس الصورة تتكرر -
.
.
.
تجر الدمعة بالدمعة .. وتجي يمه وتضمه ..
حبيبي "غريب" .. أنت " غريب " .. مو " أعمى "
أهي هالناس ما تدري .. حبيبي لا يهمونك .. يكفي أكون أنا عيونك ..
حبيبي "غريب" .. أنت " غريب " .. مو " أعمى "
أهي هالناس ما تدري .. حبيبي لا يهمونك .. يكفي أكون أنا عيونك ..
.
.
.
وتمر الأيام .. بعض أيام ..
وصوت الطيبة يتكلم :
" غريب " يمه .. بروح أشوي أنا مشوار , بقضي لي بعض الأشغال ..
تبي أي شيء .. بس امر .. حبيبي " يا قبل عيني "
يقول بصوته المعتاد :
أبي بس نور يا يمه يا ضوى عيناي .. أشوفك منه مبتسمة وتحلالي بهالزمن دنياي ..
.. شنو يعني بيكون الرد !
دمع يحرق جفون العين كالعادة .. وكتم الاهات .. وتحفر في القلب حسرات ..
.. وأنقضى المشوار ..
وصوت الطيبة يتكلم :
" غريب " يمه .. بروح أشوي أنا مشوار , بقضي لي بعض الأشغال ..
تبي أي شيء .. بس امر .. حبيبي " يا قبل عيني "
يقول بصوته المعتاد :
أبي بس نور يا يمه يا ضوى عيناي .. أشوفك منه مبتسمة وتحلالي بهالزمن دنياي ..
.. شنو يعني بيكون الرد !
دمع يحرق جفون العين كالعادة .. وكتم الاهات .. وتحفر في القلب حسرات ..
.. وأنقضى المشوار ..
وجا بكرى ,
ورنين الهاتف من الصبح .. هز قلب الأم بخوف ..
ورنين الهاتف من الصبح .. هز قلب الأم بخوف ..
- أي نعم .. " أم غريب تتكلم " ..
نعم يا وليدي عرفتك .. بشرني .. شنو صار بأمرك !
يعني أقدر أجي عندك .. قل لي , صار الأمر مقدور ..
روح ياوليدي .. درب الخير يا عسى دربك ..
بنجي لك بعد الظهر على خير ..
نعم يا وليدي عرفتك .. بشرني .. شنو صار بأمرك !
يعني أقدر أجي عندك .. قل لي , صار الأمر مقدور ..
روح ياوليدي .. درب الخير يا عسى دربك ..
بنجي لك بعد الظهر على خير ..
غريب يسمع , تسائل :
* مين يا يمه .. شنو صاير , وشنو عندك ..
- أبشر ياولدي بسعدك .. بتشوف السما الزرقه , بتشوف الأرض خضره , وقبل كل هذا بتشوف أمك ..
سكت مصدوم .. !!
أنا " الأعمى " .. بشوف النور .. !
ومضى الوقت .. كنه دهور ..
وبعد الظهر راحوا .. وشافت " أحمد الدكتور "
- بلهفة قالت : ياوليدي , متى تبدأ .. ؟
- ياخاله .. الحين الحين .. بس صلي على النبي أنت .. وما يصير إلا الخير ..
.. مضت ساعه .. ثلاث ساعات .. وسبعه ..
وجا " أحمد الدكتور " .. ينادي" غريب" بسك نوم .. شوف الدنيا يلا قوم ..
تحرك " غريب " .. وحاول يفتح عيونه .. ياربي , شنو هاللون !!
غشاوه لونها ثاني .. ! يحاول" يفتح عيونه " بعد أكثر وأكثر ..
شنوو هذا .. !
أكيد الحلم ,, ( تذكر أمنية عمره .. يشوف الدنيا بالألوان .. )
نعم أحلم .. أكيد أحلم ..
وجا له الصوت .. ما تحلم .. حقيقة وواقع اللي تشوف ..
* منو أنت
- أنا " أحمد الدكتور " ..
* تقسم لي .. حقيقة وواقع أني أشوف ..
أنا يعني مو " أعمى " لا تلعب بأحاسيسي .. !
- أقسم لك , صرت تشوف .. بفضل أمك .. ياعزيزي ..
* صحيح قل لي .. وين أمي .. أبي أكحل نظر عيني بشوفتها ..
- أبشر ياولدي بسعدك .. بتشوف السما الزرقه , بتشوف الأرض خضره , وقبل كل هذا بتشوف أمك ..
سكت مصدوم .. !!
أنا " الأعمى " .. بشوف النور .. !
ومضى الوقت .. كنه دهور ..
وبعد الظهر راحوا .. وشافت " أحمد الدكتور "
- بلهفة قالت : ياوليدي , متى تبدأ .. ؟
- ياخاله .. الحين الحين .. بس صلي على النبي أنت .. وما يصير إلا الخير ..
.. مضت ساعه .. ثلاث ساعات .. وسبعه ..
وجا " أحمد الدكتور " .. ينادي" غريب" بسك نوم .. شوف الدنيا يلا قوم ..
تحرك " غريب " .. وحاول يفتح عيونه .. ياربي , شنو هاللون !!
غشاوه لونها ثاني .. ! يحاول" يفتح عيونه " بعد أكثر وأكثر ..
شنوو هذا .. !
أكيد الحلم ,, ( تذكر أمنية عمره .. يشوف الدنيا بالألوان .. )
نعم أحلم .. أكيد أحلم ..
وجا له الصوت .. ما تحلم .. حقيقة وواقع اللي تشوف ..
* منو أنت
- أنا " أحمد الدكتور " ..
* تقسم لي .. حقيقة وواقع أني أشوف ..
أنا يعني مو " أعمى " لا تلعب بأحاسيسي .. !
- أقسم لك , صرت تشوف .. بفضل أمك .. ياعزيزي ..
* صحيح قل لي .. وين أمي .. أبي أكحل نظر عيني بشوفتها ..
- ....
* شنو ماتدري وين تكون ..
أرجوك أتصل .. كلمها .. قل لها " غريب ولدك" صار يشوف ..
أرجوك أتصل .. كلمها .. قل لها " غريب ولدك" صار يشوف ..
... ... ...
.
.
.
.
ومضت الأيام .. بعد الأيام ..
بسنينه الخمسين .. يتسائل .. ؟!
* يمه الناس تتكلم , يقولون :
هذا الولد قاسي .. ضيع شباب أمه ..
أخذ نور عين أمه ..
غريب هال " القاسي " بس أمره ..
.. يمه مو قلتي أسمي " غريب " مو " أعمى " ولا " قاسي " ! ..
ببسمة وضحكة مخفية .. تمد إيديها وتضمة
و تقول بكل حنية :
حبيبي " غريب " أنت " غريب " مو " قاسي " ولا " أعمى "
أهي هالناس ماتدري .. حبيبي لا يهمونك ..
يكفيني عيوني في عيونك..
بسنينه الخمسين .. يتسائل .. ؟!
* يمه الناس تتكلم , يقولون :
هذا الولد قاسي .. ضيع شباب أمه ..
أخذ نور عين أمه ..
غريب هال " القاسي " بس أمره ..
.. يمه مو قلتي أسمي " غريب " مو " أعمى " ولا " قاسي " ! ..
ببسمة وضحكة مخفية .. تمد إيديها وتضمة
و تقول بكل حنية :
حبيبي " غريب " أنت " غريب " مو " قاسي " ولا " أعمى "
أهي هالناس ماتدري .. حبيبي لا يهمونك ..
يكفيني عيوني في عيونك..
منقول ,,
تعليق