قدم تاجر من العراق إلى أهل المدينة
ليبيع عليهم من خمر -وهي جمع خمار: ما يغطى به رأس المرأة- العراق،
وقد كانت بكميات كبيرة وألوان متعددة؛
فبيعت كلها إلا السود منها فلم يبع منها شيء
فشكا ذلك إلى الدارمي
-وهو شاعر من تميم كان من أهل العشق والغزل
لكنه قد تاب عن ذلك ولزم المسجد وتنسك-
فقال له: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها؟
فقال التاجر: لك ما شئت.
فذهب الدارمي إلى بيته
ولبس ما كان يلبس أيام تغزله وعشقه
وعاد إلى مثل شأنه الأول فقال شعرا
أرسله إلى أحد أصدقائه من المغنين في الأسواق.
فأخذ المغني أبيات الدارمي وغنى بها في السوق قائلا:
قل للمليحة في الخمار الأسود **** ماذا فعلت بزاهد متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه **** حتى خطرت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه **** لا تقتليه بحق ال محمد
فشاعت هذه الأبيات في المدينة،
وقال الناس: لقد رجع الدارمي وتعشق صاحبة الخمار الأسود.
فلم تبق مليحة في المدينة إلا اشترت خمارا أسودا؛
وباع التاجر العراقي جميع ما كان معه
فلما نفذ رجع الدارمي إلى نسكه وصلاته.
وقال الناس: لقد رجع الدارمي وتعشق صاحبة الخمار الأسود.
فلم تبق مليحة في المدينة إلا اشترت خمارا أسودا؛
وباع التاجر العراقي جميع ما كان معه
فلما نفذ رجع الدارمي إلى نسكه وصلاته.
تعليق