امرأة الشاطىء ....قصة جنان لفاطمة زمام لاتفوتكم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تيتة وجالا
    عـضـو
    • Aug 2010
    • 8
    • مادعوة أنفع ياصاحبي
      من دعوة الغائب للغائب
      ناشدتك الله ياقار ئا
      أن تسأل الغفران للكاتب

    امرأة الشاطىء ....قصة جنان لفاطمة زمام لاتفوتكم

    امراة الشاطىء <<لفاطمة زمام <جنان لا تفوتكم

    @@@@@


    لا أحسب أنه يوجد فتاه على وجه الأرض تشعر بالمتعة التي أشعر بها الان ..تناولت منديلا ومسحت لونا على جفني .. دائما يكون ضمن مجموعة الألوان التي أظلل بها جفني..لقد أصبح مملا بحق, مكثت ساعتين وقوفا أمام المراة .. ثم بنظرة شاملة إلى مظهري كاملا ارتسمت على ثغري إبتسامة جذابة , دخلت ليلى, نظرت إلي في المراة ومشت بتكاسل وارتمت على سريرها .."(ما هذا المكياج ؟؟.. والله لو كنت عروس..؟" )فقلت بكبرياء لا تطيقه ليلى :-"( لو كنت عروسا فلن يكون مكياجي هكذا ..")
    -" (ومتى ستكوني عروسا ...؟ منذ سنوات وأنت تحلمين بذلك ..)" رمقتها بنظرة غضبى وأنا أتناول عباءتي .. فشهقت "(<عباءة أخرى !)" >قامت إلي وتفحصتها وهي تقول "(أتدرين أنك أصبحت علكة تلوكها النساء في المجالس بسبب عباءاتك ؟.. كل يوم عباءة ..! كل يوم عباءة أسوأ من سابقتها ... ! لن تخرجي بها !") اختطفتها من يدها "( بل سأخرج بها ..") لبستها وخرجت وليلى تلعلع خلفي بعبارات روتينية يومية كريهة.. وحين أوصلني السائق حيث أريد .. وجدت قبالتي صديقتي نورة ..تجاورنا مشيا إلى السوق بعد تحية فاترة.. ودخلنا نمشي بتعالي ونستمتع بهذا الكم الهائل من الفراش الخشن .. وتلك الأوراق التي ترمى في أكياسنا ! دائما ما نتعمد أن ندخل في مشادات كلامية طويلة مع الرماه .. وطبعا نحن المنتصرات .. والظفر لنا في كل مرة نستثير فيها أشكال وألوان الشباب !! أما هذه المرة فقد كانت أحاديث بريئة .. يتخللها غزل بريء ..!
    عادت نورة أو نور كما تحب أن أسميها إلى منزلها مبكرا.. ولم أحب أن أعود إلى المنزل .. في هذا الوقت ..خصوصا في ظل جو جميل للغاية ,فقررت أن أذهب للبحر.. ياه ..لكم أنا مشتاقة إليه ! نزلت ولم يكن الشاطىء مكتظا بالسياح كما توقعت.. بقي السائق واقفا بجوار السيارة كالغبي ..صرخت به "(اذهب وسأتصل بك حين أود العودة ..)" ركب السيارة وتحرك بها بصمت جعلني أعود بناظري إلى البحر و أنا أتنهد بعمق.. أنعشني هواه وأشجاني صوت الأمواج... لفت انتباهي رجل عبست حين ظننت أنه من رجال الهيئة الذين يعكرون زهاء المنتزهات وصفو البحر ! انتبهت إلى امرأة كانت بجانبه , حملت طفلها وتوجهت به إلى حيث الحمامات.. وتناول مجلة وأطرق إليها بإرتياح... مشيت حتى وقفت قريبا منه, بقي على حاله وأنا أنظر إليه متأملة .. لحية سوداء ,غترة بيضاء , ثوب أبيض قصير ..جزمة سوداء جراب أسود ..هذا هو مبلغ أناقتهم ..! قلت في نفسي " ياللمساكين!!" وقارنت بينه وبين محمد الذي ظفرت به بعد كد وتعب في حين لم تستطع ذلك ولا واحدة من صديقاتي.. مما أثار حسدهن وغيرتهن ,كما وأني قد سلبت لب وائل صديق رنا مما جعل وجهها الصبوح كلما أبصرني يتميز من الغيظ ! كان الهواء يحرك أسفل عباءتي ويجعلها تحلق خلفي مسفرا عن بنطال رائع أرتديه, وحذاء من أشهر الماركات وأغلاها يزيد قدمي حسنا وجمالا,يتعرف الواحد على ماركة حذائي لمجرد أن ينظر إليه.... وأنا لاأزال واقفة قريبا من ذلك الرجل الصنم الذي لا يهتم بروعة ماحوله ,اقتربت من البحر وأمواجه تعانق حذائي وتتناوش أصابع قدمي.. إلتفت فإذا الرجل لا يزال مطرقا إلى مجلته وقد أولاني ظهره ..عجبت كيف لم يلتفت إلي ؟؟ ولا إلى جمال يلوي أعناق الرجال .. اها ! إنه ملتزم ؟؟ .. يغض البصر هاه ..؟ إذا فسأتقدم ... تقدمت ونزلت إلى الماء وبدأت أصارع الأمواج بلطف ونعومة .. وتهللت أساريري وأنا أفكر فيه .. لابد أنه الان ينظر إلي ويتمنى لو أنه معي يلعب ويرتع .. إلتفت أنظر إليه بفخر وظفر ..فصدمت واتسعت عيناي عن اخرهما وأنا أراه يمشي موليا وقد ابتعد عن كرسيه كثيرا..ركضت نحوه كالمجنونة , مصدرة ضجة على الماء ولكن ماهتم ..ظل يمشي ..إلتفت يا ....! كل الرجال إلتفتوا إلا هو .. التفت أرجوك ولو فضولا ! .. ركضت حتى خرجت من البحر ..اتسخ بنطالي وعباءتي بالرمال .. يا إلهي ..مالذي أشعر به ؟ لقد جننت فعلا ..أنا أركض وألهث وهو يمشي بوقار بعيدا عني..الرجال هم من يلاحقني دائما ..لماذا أنا الان أركض خلف هذا الرجل ..؟.. لماذا هو ..؟؟ وصلت إلى كرسيه فوجدت له حقيبة تافهة ركاتها بقدمي, وكأس عصير رميت به بعيدا فانسكب على الرمال ..ومجلة رفعتها إلي , وما لبثت أن طرحتها مكانها بعنف ..إنها كتلك التي لا يقرأها إلا الملتزمين أو (المطاوعة ) أمثاله .. تركتها وأخذت أمشي الهوينى وأنا أكاد أعصر وجهي بكفي.. راعني صوت صغير يضحك بشدة وببراءة ساحرة.. نظرت إلى حيث الصوت فإذا بالرجل ذاته قادم مع المرأة المعقدة وقد نصبت فوق رأسها خيمة سوداء ,يقبض بكفها على كفه بطريقة كان من الواضح جدا أنها زوجته .. أجلسها على الكرسي الطويل وجلس بجانبها .. نادى ابنه .."(حمودي .." )وأشار إلى الكاس على الرمال ..فركض (حمودي ) إليه حمله بيديه الرائعتين وركض به حتى وضعه في صندوق النفايات ...أطلق الطفل ضحكة ساحرة فرحا بالتشجيع الذي لقيه من والديه ..كان الرجل يضاحك زوجته ويداعب طفله ..لأول مرة في حياتي أرى معقد متشدد سعيد..! كانت أسنانه تلمع .. اه ..بودي لو أكسر تلك الأسنان التي لا يظهرها إلا لزوجته ..اه ياليتني معقدة ..! كنت أتأمله وقد وضع طفله في حجره .. يشارك زوجته في تربيته وإسعاده.. فانتبهت لزوجته التي كانت تراقبني . . ثم فتحت عن عينيها بعد أن خلا المكان أمامها من الرجال ..تبا لها ولتلك الخيمة التي تلتحف بها .. إنها تتأملني , وقد وضعت كفها فوق عينيها تقيهما ضوء الشمس .. أتراها تغار مني ...؟؟! فسأذيقها من الغيرة ما يقتلها الان ..أخرجت جهازي واتصلت بليلى وأخذت أتمخطر أمام المرأة وزوجها وأمشي بتغنج ودلال ..ردت ليلى فأخذت أتحدث بصوت عال وبمعسول الكلام ..لا زالت المرأة تراقبني .. وليلى تصرخ بي "( لابد أنك جننت !!" ) لم أهتم بليلى التي بدت مستغربة وبشدة هذا السيل المصطنع من الكلام المعسول !.. بل كنت مشغولة بالرجل الذي يداعب طفله ويريه صور المجلة , والطفل في غاية السعادة , وأمه تنظر إلي بعينين جميلتين ..وقد أثار دهشتي وإعجابي ظل عينيها .. ياللغرابة ..! التفتت المرأة فجأة إلى طفلها يناديها ليريها شيئا ما في المجلة .. ثم عادت تنظر إلي .. وكأني غير موجودة بالنسبة للرجل .. التقت عيني بعينيها .. كانت نظراتها عكس ما كنت أتوقع , لم تكن تنظر إلي بغيرة أبدا , بل كأتها ترحمني .. تشفق علي .. تبا لها .. تركت المكان بسرعة .. وأنا أكاد أتقطع إربا من القهر .. وحين ابتعدت التفت أنظر إليها فإذا هي قد غطت عينيها لأن رجالا نزلوا البحر بقاربهم .. غطت عينيها التي لم يستمتع بها سوى ذلك المعقد .. تبا لها .. بل تبا ثم تبا لي أنا .. يا ليتني معقدة .. اتصلت بالسائق فأتى مسرعا ..وحين وقفت سيارتي أمامي كان السائق ينظر إلي تلح عليه الرغبة في أن يسألني مالذي فعل بعباءتي وملابسي هكذا ..بدوت وكأنني متسولة حقا , صفقت الباب بقوة جعلت السائق يتحرك متعجلا وبأقصى سرعة ..في الطريق سألني بغباء إن كنت أود الإتصال بالشرطة ..؟ .. صرخت بصوت مبحوح " لا تتكلم !" أثارتني عبارته ..هذا السائق الحقير يظن بي السوء ... إذا ماذا عن المرأة .. وزوجها .. والناس هناك ..ماذا عنهم ؟؟! نزلت من السيارة وأخذت أعدو إلى البيت .. من حسن حظي أن ليلى لم تكن أمامي حين دخلت .. لقد قررت قرارا حاسما .. إنه قراري وبإختياري .. سوف أعيش هذا التعقيد الذي أرى .. نمت تلك اليلة مبكرا وصحوت مبكرا .. توضأت وتوجهت مباشرة نحو الشرفة .. بدا سواد السماء غريبا .. ولثمت وجهي نسائم عليلة .. يالغرابتها لم أعتد عليها .. رائعة لدرجة جعلت دمعة حارة تتدحرج على خدي .. فتح الباب الكبير , لتدلف منه سيارة ..إنه أخي عاد لتوه ..ترجل منها ودخل .. بقيت في الشرفة حتى تناهى إلى مسمعي أذان الفجر من مسجد الحي المجاور .. وثوان معدودة تلاها ارتفاع صوت الحق في مسجدنا ..
    عند الساعة الحادية عشر ضحى كنت في غرفتي وقد وصلت لتوي من مشوار ضروري ترتب على قراري ..فتحت الكيس الذي أحضرته معي وكلي شوق ولهفة..أخرجت ذللك الشيء وارتديته .. نظرت إلى المراة فلم أراني ..بل رأيت تللك المرأة المعقدة ..امرأة الشاطى ..بتلك الخيمة التي تعتلي رأسها .. مشيت بها يمنة ويسرة وأنا أتأملني في المراة .. وجدتني امرأة غامضة تبعث التساؤل .. ماذا تخفي هذه الخيمة ؟؟.. وجدتني غالية لا ينبغي أن يتمتع بي كل من هب ودب .. وجدتني أهلا للثقة .. وجدت أن من يريدني يجب أن يأتي إلى أبي مطأطأ الرأس ويطلبني منه ,ولا يتخيل مقدار ماسيرى من جمال سيكون له لوحده .. لا أن يلقاني في الشارع ويبتسم لي وهو يعلم أني له ولغيره ,ثم يذهب ولا يعود بعد أن سعدت به ..
    أخذت شيئا اخر من الكيس وغطيت به وجهي ..لأول مرة .. بكيت لهذا المنظر..بكيت .. وأنا فخورة بنفسي .. بكيت وعلا نشيجي ..اقترب أحدهم من الباب ..بدا لي أن مقبضه لمس بتردد ..ثم سمعت وقع أقدامه يبتعد ..لم يعتد سكان هذا القصر على الإهتمام ببعضهم .. هدأت إذاك.. جلست أتأرجح على الكرسي بعباءتي الجديدة أمام المراة .. ياللسعادة التي أشعر بها ..لا أحسب أنه يوجد على وجه البسيطة من يشعر بها .. وكأن شيئا هائلا كان يجثم على صدري .. والان .. انزاح عنه ...

    @ تمت @
    @@ الكاتبة فاطمة زمام تعتز بقرائها @@
    لو شفت تفاعل وردود سنعة راح أنزل قصصها بإنتظام ..والله قصصها جونان لا تفوتكم
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #2
    قصه جميله
    فيها لعبره والفائده
    مافي احسن من الستر للمرأة
    الله يعطيك العافيه عالنقل
    تحياتي لك

    تعليق

    • ادمنت حبه
      عـضـو
      • Jul 2010
      • 42

      #3
      القصة جميلة جدا.......

      تعليق

      • تيتة وجالا
        عـضـو
        • Aug 2010
        • 8
        • مادعوة أنفع ياصاحبي
          من دعوة الغائب للغائب
          ناشدتك الله ياقار ئا
          أن تسأل الغفران للكاتب

        #4
        أدمنت حبة ومزون شمر أثلج صدري مروركم الرائع..

        تعليق

        • ح ـكآية
          V - I - P
          • Nov 2008
          • 1818
          • اللهم لك الحمد ..

          #5
          الله يعطيك العافيه يارب

          اتمنى انك تتحفينا دايم بمثل هذي القصص

          كوني بخير ,,

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...