| سلسة قصص الأنبياء عليهم السلام |

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • MŊóōЯ
    عضو ماسي
    • May 2009
    • 1063

    | سلسة قصص الأنبياء عليهم السلام |













    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..



    وقال تعالى {
    لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون } _ يوسف الايه 111

    قال الله عز وجل {نحن نقص عليك أحسن القصص } _ يوسف الايه 3


    ..


    أول شي أحب أوضح ان القصص الي راح احطها ب الموضوع راح تكون سلسه

    ومناسبه للعامه يعني ما فيها تعمق او دلائل واجد

    بتكون مترابطه مع وجود دليل قراني واخر حديث

    حبيت احط لكم الموضوع لأن ما في أحسن من إن نتعلم عن

    أنبياء الله عز وجل وفعلا هم من أحسن القصص

    لما فيها من عبر ومواعظ وغيرها




    ثاني شي
    أحب أقول للي اعجبه الموضوع وحاب ينقله


    فأنا أحلل هذا الشي لأنه في خير للجميع وفايده

    واسأل الله العليل أن يرضى عنا ويرحمنا ب رحمته

    إن شاء الله




    ثالث شي
    راح أنزل القصه ب المنتدى وب الWord كذلك ب الفيديو ل نبيل العوضي


    للي حاب يقرى القصه ب المنتدى او ينزلها


    ..






    ..


    وإذا استحق التقييم فلا تبخلوون علي ^^


    التعديل الأخير تم بواسطة MŊóōЯ; 12-04-2010, 10:22 PM.
  • MŊóōЯ
    عضو ماسي
    • May 2009
    • 1063

    #2



    أبو البشرية

    عاش 1000 سنة المشهور انه دفن عند الجبل الذي اهبط فيه بالهند
    وقيل بجبل أبى قبيس في مكة المكرمه بعد نقله نوح عليه الصلاة والسلام
    عند حدوث الطوفان .. هو وزوجه حواء تابوت
    ثم بعد ذلك دفنهما في بيت المقدس هذا ما حكاه جرير


    بسم الله الرحمن الرحيم








    نبذة:




    أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة

    وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض

    ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض،

    وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.







    سيرته:





    خلق ادم عليه السلام


    أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض -

    وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }.

    ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , ي

    كشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . .

    ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . .

    وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

    هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق ادم..

    أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم،

    لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب .

    لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها

    وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا .

    عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: { إني أعلم ما لا تعلمون }.

    وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ،

    فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي

    لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القران .

    أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا،

    فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له،

    والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

    جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر -

    ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون.

    تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟







    سجود الملائكة لادم


    من هذا الصلصال خلق الله تعالى ادم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه ..

    فتحرك جسد ادم ودبت فيه الحياة.. فتح ادم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة،

    ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى .

    فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . .

    ولكنه كان مع الملائكة وكان مأمورا بالسجود .

    أما كيف كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل ذلك في علم الغيب عند الله .

    ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئا..

    فوبخ الله سبحانه وتعالى إبليس: { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين } .

    وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، رد إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: { قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } .

    هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: { قال فاخرج منها فإنك رجيم } وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين.

    ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه { منها } فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . .

    هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى ادم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح .

    ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

    { قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } (85) (ص)

    هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: { قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } .

    واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد.

    فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين }

    ويستدرك فيقول: { إلا عبادك منهم المخلصين } فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

    وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الادميين .

    لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعا منه ولكن عجزا عن بلوغ غايته فيهم !

    وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله .

    هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته .

    وحدد المنهج والطريق: { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } .

    فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء ادم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين .

    وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .





    يتبع ..
    التعديل الأخير تم بواسطة MŊóōЯ; 12-04-2010, 10:38 PM.

    تعليق

    • MŊóōЯ
      عضو ماسي
      • May 2009
      • 1063

      #3
      تعليم ادم الأسماء

      ثم يروي القران الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري ,

      وهو يسلمه مقاليد الخلافة: { وعلم ادم الأسماء كلها } . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

      سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة .

      وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى ,

      لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل ,

      حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الاخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . .

      الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل !

      الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . .

      إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

      أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم .

      فلما علم الله ادم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء .

      لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . .

      وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . .

      ثم قام ادم بإخبارهم بأسماء الأشياء .

      ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: { قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون } .

      أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه علم ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق ادم،

      كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود..

      أدرك الملائكة أن ادم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه..

      قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق..

      وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

      إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين الخالق وعلوم الأرض يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للاخر.


      سكن ادم وحواء في الجنة

      اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق ادم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة.

      لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القران عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه.

      قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان.

      وقال اخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لادم و حواء .

      وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف..

      ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

      كان الله قد سمح لادم و حواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء،

      ما عدا شجرة واحدة. فأطاع ادم و حواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن ادم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب،

      وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية ادم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين ادم النفسي..

      وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: { هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } .

      وأقسم إبليس لادم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن ادم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا،

      فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء .

      ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لادم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة.

      إن نص القران لا يذكر حواء . إنما يذكر ادم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام.

      وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ ادم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ ادم بسبب الفضول.

      لم يكد ادم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية.

      وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري.

      ولم تكن لادم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب،

      فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } (23) (الأعرف)

      وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.


      هبوط ادم و حواء إلى الأرض

      وهبط ادم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ...

      وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

      يتصور بعض الناس أن خطيئة ادم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة.

      ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك.

      وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق ادم قال للملائكة: { إني جاعل في الأرض خليفة }

      ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط ادم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله.

      كان الله تعالى يعلم أن ادم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.



      هابيل وقابيل

      لا يذكر لنا المولى عز وجل في كتابه الكريم الكثير عن حياة ادم عليه السلام في الأرض.

      لكن القران الكريم يروي قصة ابنين من أبناء ادم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

      كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني..

      ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما ادم أن يقدما قربانا،

      فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

      { واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين (27) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديإليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين
      (28) }

      لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:

      { إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين } (29) (المائدة)

      انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام..

      كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن ادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل".

      جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض..

      ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت.

      وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب..

      بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

      اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم.

      اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء ادم واحدا.

      وكسب الشيطان واحدا من أبناء ادم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

      قال ادم حين عرف القصة: { هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين }

      وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني.

      صلى ادم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه.

      ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه.

      ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.



      موت ادم عليه السلام

      وكبر ادم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته،

      يروي أبي بن كعب، فقال: إن ادم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له،

      فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني ادم ما تريدون وما تطلبون؟

      أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بادم،

      فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه،

      وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني ادم هذه سنتكم.

      وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم،

      حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

      " لما خلق الله ادم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة،

      وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على ادم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك،

      فرأى رجلا فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من اخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة،

      قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر ادم جاءه ملك الموت،

      قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي ادم فنسيت ذريته، وخطىء ادم فخطئت ذريته
      ".







      الرجاء الضغط على الصوره




      / تحميل القصه / تحميل الفيديو 1 / تحميل الفيديو 2

      تعليق

      • MŊóōЯ
        عضو ماسي
        • May 2009
        • 1063

        #4
        نشسؤلاىسنم\ؤ



        اخنوج

        عاش على الأرض 865 سنه
        ثم رفعه الله إليه
        أدرك من عمر سيدنا ادم 208 سنه

        بسم الله الرحمن الرحيم






        نبذة:



        كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد ادم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه






        ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وامن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من






        خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.








        سيرته:



        إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره






        في بضعة مواطن من سور القران، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلا أي يجب اعتقاد نبوته






        ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القران قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه






        بالنبوة والصديقية.







        نسبه:


        هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن ادم عليه السلام واسمه عند







        العبرانيين خنوخ وفي الترجمة العربية أخنوخ وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني






        ادم أعطي النبوة بعد ادم و شيث عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم،






        وقد أدرك من حياة ادم عليه السلام 308 سنوات لأن ادم عمر طويلا زهاء 1000 ألف سنة.







        حياته:


        وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال اخرون إنه ولد







        بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن ادم، ولما كبر اتاه الله النبوة فنهي






        المفسدين من بني ادم عن مخالفتهم شريعة ادم و شيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع






        خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا






        له، وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا






        إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو






        الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ واداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة






        الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الاخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض






        على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في ال






        طهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل






        إنه كان في زمانه 72 لسانا يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعا ليعلم كل ف






        رقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن،






        فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة ف


        من حكمة قوله خير الدنيا حسرة، وشرها ندم , وقوله السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته







        عند ربه أعماله الصالحة ,وقوله الصبر مع الإيمان يورث الظفر







        وفاته:


        وقد أختلف في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية،







        عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس






        {ورفعناه مكانا عليا} , فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل






        جميع عمل بني ادم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة،






        فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملا، فحمله بين جناحيه






        ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك






        الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك






        الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف






        أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل






        { ورفعناه مكانا عليا }. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك






        الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر،






        فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت






        جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.





        وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: { ورفعناه مكانا عليا }قال: إدريس رفع ولم يمت كما






        رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الان ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيا إلى السماء ثم






        قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.


        وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: { ورفعناه مكانا عليا} :رفع إلى السماء السادسة فمات







        بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول






        مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: { ورفعناه مكانا عليا } قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع






        في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في






        زمان بني إسرائيل.


        قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما







        جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام قال له مرحبا بالأخ






        الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال ادم و إبراهيم: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح،






        قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.


        وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيدا، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع،







        ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لادم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن،






        وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.












        الرجاء الضغط على الصوره






        / تحميل القصه / تحميل الفيديو






        *ملاحظه الفيديو فيه الجزء الأول من قصه نوح عليه السلام












        التعديل الأخير تم بواسطة MŊóōЯ; 13-04-2010, 01:38 AM.

        تعليق

        • MŊóōЯ
          عضو ماسي
          • May 2009
          • 1063

          #5


          شيخ المرسلين

          لبث في قومه 950 سنه
          ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له
          قيل انه دفن بمسجد الكوفة
          وقيل بالجبل الأحمر
          والأصح أن قبره الشريف بالمسجد الحرام


          بسم الله الرحمن الرحيم



          نبذة:

          كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الاخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فامنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين.




          سيرته:

          حال الناس قبل بعثة نوح:

          قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: ود، سواع، يغوث، يعوق، نسرا. بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل الهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.











          إرسال نوح عليه السلام:

          كان نوح كان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكر لله عز وجل. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:

          { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم }

          بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح نوح لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.

          تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم والامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح.










          في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:

          { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا }

          قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون.

          قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح.

          رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة.. استمرت الحرب بين الكافرين ونوح.

          في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل.

          هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين امنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

          واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.

          كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة.

          قال لهم إن الله قد اتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما اتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين امنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم.

          وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذلله وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل.. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.

          وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه

          {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (32) قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين (33) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون (34) } _هود

          أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى. تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال. غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم.. فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه. بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم إلى الشر.. وهذا من تمام الحرية وكمالها. يختار الإنسان بحريته فييسر له الله تعالى طريق ما اختاره. اختار كفار قوم نوح طريق الغواية فيسره الله لهم.

          وتستمر المعركة، وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذا انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدءوا يخرجون عن حدود الأدبويشتمون نبي الله:

          { قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين } _ الأعراف60

          ورد عليهم نوح ب الأدبالأنبياء العظيم:

          { قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين (61) أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون (62) } _ الأعراف

          ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال. ويشرح لهم الايات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في اذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.

          وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس. ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.

          وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد امن. أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم. ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك:

          { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } _ نوح 26

          برر نوح دعوته بقوله:

          { إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا } _ نوح 26




          يتبع ..

          تعليق

          • MŊóōЯ
            عضو ماسي
            • May 2009
            • 1063

            #6
            الطوفان:

            ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان. أخبر الله تعالى عبده نوحا أنه سيصنع
            سفينة { بأعيننا وحينا } أي بعلم الله وتعليمه، وعلى مرأى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعدة الملائكة. أصدر الله تعالى أمره إلى نوح: { ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون }
            يغرق الله الذين ظلموا مهما كانت أهميتهم أو قرابتهم للنبي، وينهى الله نبيه أن يخاطبه أو
            يتوسط لهم.

            وبدأ نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفينة. انتظر سنوات، ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته. كانت سفينة عظيمة الطول والارتفاع والمتانة، وقد اختلف المفسرون في حجمها، وهيئتها، وعدد طبقاتها، ومدة عملها، والمكان الذي عملت فيه، ومقدار طولها، وعرضها، على أقوال متعارضة لم يصح منها شيء. وقال الفخر الرازي في هذا كله: أعلم أن هذه المباحث لا تعجبني، لأنها أمور لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلق بمعرفتها فائدة أصلا. نحن نتفق مع الرازي في مقولته هذه. فنحن لا نعرف عن حقيقة هذه السفينة إلا ما حدثنا الله به. تجاوز الله تعالى هذه التفصيلات التي لا أهمية لها، إلى مضمون القصة ومغزاها المهم.

            بدأ نوح يبني السفينة، ويمر عليه الكفار فيرونه منهمكا في صنع السفينة، والجفاف سائد، وليست هناك أنهار قريبة أو بحار. كيف ستجري هذه السفينة إذن يا نوح؟ هل ستجري على الأرض؟ أين الماء الذي يمكن أن تسبح فيه سفينتك؟ لقد جن نوح، وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح. وكانوا يسخرون منه قائلين: صرت نجارا بعد أن كنت نبيا!

            إن قمة الصراع في قصة نوح تتجلى في هذه المساحة الزمنية، إن الباطل يسخر من الحق. يضحك عليه طويلا، متصورا أن الدنيا ملكه، وأن الأمن نصيبه، وأن العذاب غير واقع.. غير أن هذا كله مؤقت بموعد حلول الطوفان. عندئذ يسخر المؤمنون من الكافرين، وتكون سخريتهم هي الحق.

            انتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله. أوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور هذا علامة على بدء الطوفان. قيل في تفسير التنور أنه بركان في المنطقة، وقيل أن الفرن الكائن في بيت نوح، إذا خرج منه الماء وفار كان هذا أمرا لنوح بالحركة.

            وجاء اليوم الرهيب، فار التنور. وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض. حمل نوح إلى السفينة من كل حيوان وطير وحش زوجين اثنين، بقرا وثورا، فيلا وفيلة، عصفورا وعصفور، نمرا ونمرة، إلى اخر المخلوقات. كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة. وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وهذا معناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها، فلولا ذلك ما كان هناك معنى لحمل هذه الأنواع من الحيوان والطير. وبدأ صعود السفينة. صعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من امن بنوح، وكان عدد المؤمنين قليلا.

            لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعد هو الاخر. وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى، فلم تصعد. وصعد المؤمنون. قال ابن عباس، رضي الله عنهما: امن من قوم نوح ثمانون إنسانا.

            ارتفعت المياه من فتحات الأرض. انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه.

            ارتفعت المياه أعلى من الناس. تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال، وغطت سطح الأرض كله. وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه. كان ابنه يقف بمعزل منه. ويحكي لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهما الموج فجأة.

            نادى نوح ابنه قائلا: يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين
            ورد الابن عليه: قال ساوي إلى جبل يعصمني من الماء
            عاد نوح يخاطبه: قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم

            وانتهى الحوار بين نوح وابنه:

            وحال بينهما الموج فكان من المغرقين


            انظر إلى تعبير القران الكريم { وحال بينهما الموج } أنهى الموج حوارهما فجأة. نظر نوح فلم يجد ابنه. لم يجد غير جبال الموج التي ترتفع وترفع معها السفينة، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه. وشاءت رحمة الله أن يغرق الابن بعيدا عن عين الأب، رحمة منه بالأب، واعتقد نوح أن ابنه المؤمن تصور أن الجبل سيعصمه من الماء، فغرق.

            واستمر الطوفان. استمر يحمل سفينة نوح. بعد ساعات من بدايته، كانت كل عين تطرف على الأرض قد هلكت غرقا. لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينة نوح، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض. وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية. ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان أو عظمته. كان شيئا مروعا يدل على قدرة الخالق. كانت السفينة تجري بهم في موج كالجبال. ويعتقد بعض العلماء الجيولوجيا اليوم إن انفصال القارات وتشكل الأرض في صورتها الحالية، قد وقعا نتيجة طوفان قديم جبار، ثارت فيه المياه ثورة غير مفهومة. حتى غطت سطح الجزء اليابس من الأرض، وارتفعت فيه قيعان المحيطات وقع فيه ما نستطيع تسميته بالثورة الجغرافية.

            استمر طوفان نوح زمنا لا نعرف مقداره. ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق. طهر الطوفان الأرض وغسلها. قال تعالى :

            { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين } _ هود 44

            {وغيض الماء } بمعنى نقص الماء وانصرف عائدا إلى فتحات الأرض{ وقضي الأمر } بمعنى أنه أحكم وفرغ منه، يعني هلك الكافرون من قوم نوح تماما. ويقال أن الله أعقم أرحامهم أربعين سنة قبل الطوفان، فلم يكن فيمن هلك طفل أو صغير. { واستوت على الجودي } بمعنى رست عليه، وقيل كان ذلك يوم عاشوراء. فصامه نوح، وأمر من معه بصيامه. { وقيل بعدا للقوم الظالمين } أي هلاكا لهم. طهر الطوفان الأرض منهم وغسلها. ذهب الهول بذهاب الطوفان. وانتقل الصراع من الموج إلى نفس نوح.. تذكر ابنه الذي غرق.

            لم يكن نوح يعرف حتى هذه اللحظة أن ابنه كافر. كان يتصور أنه مؤمن عنيد، اثر النجاة باللجوء إلى جبل. وكان الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يتم.. فلم يعرف نوح حظ ابنه من الإيمان. تحركت في قلب الأب عواطف الأبوة. قال تعالى في سورة _ هود 45 :

            { ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين }

            أراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين. وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين. قال الله سبحانه وتعالى، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرة الأولى:

            { يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين } _ هود 46

            قال القرطبي -نقلا عن شيوخه من العلماء- وهو الرأي الذي نؤثره: كان ابنه عنده -أي نوح- مؤمنا في ظنه، ولم يك نوح يقول لربه: { إن ابني من أهلي } إلا وذلك عنده كذلك، إذ محال أن يسأل هلاك الكفار، ثم يسأل في إنجاء بعضهم. وكان ابنه يسر الكفر ويظهر الإيمان. فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب. أي علمت من حال ابنك ما لم تعلمه أنت. وكان الله حين يعظه أن يكون من الجاهلين، يريد أن يبرئه من تصور أن يكون ابنه مؤمنا، ثم يهلك مع الكافرين.

            وثمة درس مهم تنطوي عليه الايات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه. أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله، لأنه لم يؤمن بالله، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس. ابن النبي هو ابنه في العقيدة. هو من يتبع الله والنبي، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه. هنا ينبغي أن يتبرأ المؤمن من غير المؤمن. وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بين المؤمنين صلات العقيدة فحسب. لا اعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أو الأرض.

            واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته. وهبط نوح من سفينته. أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض، نزل المؤمنون بعد ذلك. ولا يحكي لنا القران الكريم قصة من امن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان.



            الرجاء الضغط على الصوره



            / تحميل القصه / تحميل الفيديو

            * بقيه قصه نوح عليه السلام إلى وفاته

            تعليق

            • MŊóōЯ
              عضو ماسي
              • May 2009
              • 1063

              #7


              عابر

              عاش 464 سنه
              دفن شرقي حضرموت
              علي بعد مرحلتين من تريم
              في كثيب احمر عند راسه سمرة


              بسم الله الرحمن الرحيم



              نبذة:

              أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان واتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما اتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه واذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.




              سيرته
              :

              عبادة الناس للأصنام:

              بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام من امن معه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. مات الاباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام. انحرف الناس عن عبادة الله وحده، وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

              قال أحفاد قوم نوح: لا نريد أن ننسى ابائنا الذين نجاهم الله من الطوفان. وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل، فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى الهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه
              .

              إرسال هود عليه السلام
              :

              كان هود من قبيلة اسمها عاد وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

              قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون}
              .

              وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟


              إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة.

              أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد
              .

              قالوا لهود: كيف تتهم الهتنا التي وجدنا اباءنا يعبدونها؟

              قال هود: كان اباؤكم مخطئين.
              قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة؟

              قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل.

              انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس الكافرون من قومه. إن الإنسان يموت، فإذا مات تحلل جسده، فإذا تحلل جسده تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كيف يعود هذا كله إلى أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟


              استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ يحدث قومه عن يوم القيامة.. أفهمهم أن إيمان الناس بالاخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل بحياة الناس. قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة. إن حكمة الخالق المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق، ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض. إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها. فليست تصرفات الناس في الدنيا واحدة، هناك من يظلم، وهناك من يقتل، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى الظالمين يذهبون بغير عقاب، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة بالاحترام والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل يدفن معهم في التراب بعد الموت؟

              إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة. أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟

              إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة والحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب العالمين سبحانه. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة الله ذاته.

              وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب، ثم تلقي الثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة، ولا يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة
              .

              حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات.. واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تحوله إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس البشرية، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياس بشري ينطبق على الناس، أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر
              .

              موقف الملأ من دعوة هود
              :

              يروي المولى عزل وجل موقف الملأ وهم الرؤساء من دعوة هود عليه السلام. سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء. يصفهم الله تعالى بقوله: {وأترفناهم في الحياة الدنيا} من مواقع الثراء والغنى والترف، يولد الحرص على استمرار المصالح الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرياسة، يولد الكبرياء. ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا النبي بشرا مثلنا، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب؟ بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة.. كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشر .. كيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم.. لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟

              قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟!
              تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟ إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم. إن سفينة نوح، وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم، لا تنسوا ما حدث، لقد هلك الذين كفروا بالله، وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما، مهما يكونوا أقوياء
              .
              قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟

              قال هود: الله .
              قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا الهتنا
              .

              وأفهمهم هود أن هذه الالهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع
              .

              واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سفيه مجنون
              .

              قالوا له يوما: لقد فهمنا الان سر جنونك. إنك تسب الهتنا وقد غضبت الهتنا عليك، وبسبب غضبها صرت مجنونا
              .

              انظروا للسذاجة التي وصل إليها تفكيرهم. إنهم يظنون أن هذه الحجارة لها قوى على من صنعها. لها تأثير على الإنسان مع أنا لا تسمع ولا ترى ولا تنطق. لم يتوقف هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان، ولكنه توقف عند قولهم: {وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين}


              بعد هذا التحدي لم يبق لهود إلا التحدي. لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم.. وتحدث هود:

              { إن نقول إلا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مماتشركون (54)من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون (55) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم (56) فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ (57) } هود


              إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق. رجل واحد يواجه قوما غلاظا شدادا وحمقى. يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء. إنسان بمفرده يقف ضد جبارين فيسفه عقيدتهم، ويتبرأ منهم ومن الهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له بغير إبطاء أو إهمال، فهو على استعداد لتلقي كيدهم، وهو على استعداد لحربهم فقد توكل على الله. والله هو القوي بحق، وهو الاخذ بناصية كل دابة في الأرض. سواء الدواب من الناس أو دواب الوحوش أو الحيوان. لا شيء يعجز الله.

              بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب هود الذين كفروا من قومه. وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه، لأنه يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله. وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة. فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم، سوف يستبدل بهم قوما اخرين. وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب
              .

              هلاك عاد
              :

              وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن الهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه، وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه. هذا قانون من قوانين الحياة. يعذب الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.

              انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب عليكم، ولو امنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم. وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت الأشجار الخضراء ومات الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون: {هذا عارض ممطرنا}


              تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت الرياح تهب. ارتعش كل شيء، ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت برودتها تزداد. وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها، اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية. كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره. لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم.

              استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط. ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء
              .

              نجا هود ومن امن معه.. وهلك الجبابرة.. وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته
              .




              / تحميل القصه / تحميل الفيديو






              تعليق

              • MŊóōЯ
                عضو ماسي
                • May 2009
                • 1063

                #8



                لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها
                إنما ذكر انه بعد هلاك قومه
                توجه مع من أمن بالله الي :
                *
                قيل انهم اقاموا في ديارهم
                ومنهم من ذهب الى مكة
                وماتوا وقبورهم غربي الكعبه
                *
                وقيل انهم توجهوا الى الرمله بفلسطين
                وهو الارجح
                *
                وقيل انهم توجهوا الى حضرموت
                ويزعمون ان قبر البني صالح هناك
                والله اعلم



                بسم الله الرحمن الرحيم





                نبذة:


                أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين اتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا

                الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه

                وطالبوه بأن يأتي باية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم

                فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين.






                سيرته:


                إرسال صالح عليه السلام لثمود:

                جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد

                الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله سيدنا "صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه: { يا قوم اعبدوا الله ما

                لكم من إله غيره }
                نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل

                ولا يتغير.


                فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. إنه يتهم الهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها

                ويأمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في المجتمع.. وكان صالح معروفا بالحكمة

                والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح

                له:


                قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد اباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا

                إليه مريب
                _ هود 62


                تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا

                رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن

                نعبد ما يعبد اباؤنا؟! يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب الهتنا التي

                وجدنا ابائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه. ويستنكرون ما هو واجب

                وحق، ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن

                ابائهم كانوا يعبدون هذه الالهة.



                معجزة صالح عليه السلام:


                ورغم نصاعة دعوة صالح عليه الصلاة والسلام، فقد بدا واضحا أن قومه لن يصدقونه. كانوا يشكون

                في دعوته، واعتقدوا أنه مسحور، وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم. وشاءت إرادة

                الله أن تستجيب لطلبهم. وكان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة. كانوا يستخدمون

                الصخر في البناء، وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء. جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا

                الأرض التي استعمروها.


                قال صالح لقومه حين طالبوه بمعجزة ليصدقوه:

                ويا قوم هذه ناقة الله لكم اية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب _ هود 64

                والاية هي المعجزة، ويقال إن الناقة كانت معجزة لأن صخرة بالجبل انشقت يوما وخرجت منها

                الناقة.. ولدت من غير الطريق المعروف للولادة. ويقال إنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه

                الموجودة في الابار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم، وقيل إنها كانت

                معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا

                يبقى شيء للناس. كانت هذه الناقة معجزة، وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: { ناقة الله }

                أضافها لنفسه سبحانه بمعنى أنها ليست ناقة عادية وإنما هي معجزة من الله. وأصدر الله أمره

                إلى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أو قتلها، أمرهم أن يتركوها تأكل في

                أرض الله، وألا يمسوها بسوء، وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب.


                في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبل.. كانت ناقة مباركة. كان

                لبنها يكفي الاف الرجال والنساء والأطفال. كان واضحا إنها ليست مجرد ناقة عادية، وإنما هي اية

                من الله. وعاشت الناقة بين قوم صالح، امن منهم من امن وبقي أغلبهم على العناد والكفر.

                وذلك لأن الكفار عندما يطلبون من نبيهم اية، ليس لأنهم يريدون التأكد من صدقه والإيمان به،

                وإنما لتحديه وإظهار عجزه أمام البشر. لكن الله كان يخذلهم بتأييد أنبياءه بمعجزات من عنده.


                كان صالح عليه الصلاة والسلام يحدث قومه برفق وحب، وهو يدعوهم إلى عبادة الله وحده،

                وينبههم إلى أن الله قد أخرج لهم معجزة هي الناقة، دليلا على صدقه وبينة على دعوته. وهو

                يرجو منهم أن يتركوا الناقة تأكل في أرض الله، وكل الأرض أرض الله. وهو يحذرهم أن يمسوها

                بسوء خشية وقوع عذاب الله عليهم. كما ذكرهم بإنعام الله عليهم: بأنه جعلهم خلفاء من بعد

                قوم عاد.. وأنعم عليهم بالقصور والجبال المنحوتة والنعيم والرزق والقوة. لكن قومه تجاوزوا كلماته

                وتركوه، واتجهوا إلى الذين امنوا بصالح.


                يسألونهم سؤال استخفاف وزراية:{ أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه } ؟!

                قالت الفئة الضعيفة التي امنت بصالح:{ إنا بما أرسل به مؤمنون }

                فأخذت الذين كفروا العزة بالإثم.. { قال الذين استكبروا إنا بالذي امنتم به كافرون } . هكذا باحتقار

                واستعلاء وغضب.



                تامر الملأ على الناقة:


                وتحولت الكراهية عن سيدنا صالح إلى الناقة المباركة. تركزت عليها الكراهية، وبدأت المؤامرة

                تنسج خيوطها ضد الناقة. كره الكافرون هذه الاية العظيمة، ودبروا في أنفسهم أمرا.


                وفي إحدى الليالي، انعقدت جلسة لكبار القوم، وقد أصبح من المألوف أن نرى أن في قصص

                الأنبياء هذه التدابير للقضاء على النبي أو معجزاته أو دعوته تأتي من رؤساء القوم، فهم من

                يخافون على مصالحهم إن تحول الناس للتوحيد، ومن خشيتهم إلى خشية الله وحده. أخذ

                رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لإنهاء دعوة صالح. فأشار عليهم واحد منهم بقتل

                الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه.


                وهذا هو سلاح الظلمة والكفرة في كل زمان ومكان، يعمدون إلى القوة والسلاح بدل الحوار

                والنقاش بالحجج والبراهين. لأنهم يعلمون أن الحق يعلوا ولا يعلى عليه، ومهما امتد بهم الزمان

                سيظهر الحق ويبطل كل حججهم. وهم لا يريدون أن يصلوا لهذه المرحلة، وقرروا القضاء على

                الحق قبل أن تقوى شوكته.


                لكن أحدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقة، وهددنا بالعذاب القريب. فقال أحدهم سريعا

                قبل أن يؤثر كلام من سبقه على عقول القوم: أعرف من يجرأ على قتل الناقة. ووقع الاختيار

                على تسعة من جبابرة القوم. وكانوا رجالا يعيثون الفساد في الأرض، الويل لمن يعترضهم.


                هؤلاء هم أداة الجريمة. اتفق على موعد الجريمة ومكان التنفيذ. وفي الليلة المحددة. وبينما

                كانت الناقة المباركة تنام في سلام. انتهى المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم وسيوفهم

                وسهامهم، لارتكاب الجريمة. هجم الرجال على الناقة فنهضت الناقة مفزوعة. امتدت الأيدي

                الاثمة القاتلة إليها. وسالت دمائها.



                هلاك ثمود:


                علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا على قومه. قال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟

                قالوا: قتلناها فأتنا بالعذاب واستعجله.. ألم تقل أنك من المرسلين؟


                قال صالح لقومه:
                { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب }

                بعدها غادر صالح قومه. تركهم ومضى. انتهى الأمر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام.

                ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزءون من العذاب وينتظرون، وفي فجر اليوم

                الرابع: انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة. انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء

                حي. هي صرخة واحدة.. لم يكد أولها يبدأ واخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا

                جميعا صعقة واحدة.


                هلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث. أما الذين امنوا بسيدنا صالح، فكانوا قد غادروا المكان مع

                نبيهم ونجوا.






                / تحميل القصه / تحميل الفيديو



                تعليق

                • *عبير الزهور*
                  V - I - P
                  • Jun 2008
                  • 3267

                  #9
                  الله يعيطك ألف عافيه حبيبتي
                  هذي القصص اللي فيها العبره
                  و أتمنى وجودها بالقسم

                  تعليق

                  • ح ـكآية
                    V - I - P
                    • Nov 2008
                    • 1818
                    • اللهم لك الحمد ..

                    #10
                    رد: |] سلسة قصص الأنبياآء عليهم السلآم [|

                    ربي يجزاك الجنه

                    مجهود واضح وتشكرين عليه

                    تستحقين التقييم غلاتي

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...