قصة ادم عليه السلام

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المحروم2008
    عـضـو
    • Mar 2007
    • 16

    قصة ادم عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة




    ((((ادم علية السلام))))



    علة خلق ادم (عليه السلام)
    يروى أن الأرض كانت، قبل خلق ادم (عليه السلام)، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج ولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

    وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذانا باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.

    ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: {إني جاعل في الارض خليفة}. فقالوا: سبحانك ربنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما أفسدت الجن؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة، فها نحن {نسبح بحمدك ونقدس لك}، ونطيعك ما تأمرنا. فقال عز من قائل: {إني أعلم مالاتعلمون}.

    وبعث الله الملك جبرائيل (عليه السلام) ليأتيه بتراب من أديم الأرض، ثم جعله طينا، وصيره بقدرته كالحمإ المسنون، ثم كالفخار، حيث سواه ونفخ فيه من روحه، فإذا هو بشر سوي، في أحسن تقويم.

    خلق حواء وزواج ادم منها

    سمى الله سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد، ادم، فهو الذي خلقه من أديم الأرض، ثم إنه عزوجل، خلق حواء من الطين الذي تبقى بعد خلق ادم وإحيائه.

    ونظر ادم (عليه السلام) فرأى خلقا يشبهه، غير أنها أنثى، فكلمها فردت عليه بلغته، فسألها: "من تكون؟" فقالت: "خلق خلقني الله".

    وعلم الله ادم الأسماء كلها، وزرع في نفسه العواطف والميول، فاستأنس بالنظر إلى حواء والتحدث إليها، وأدناها منه، ثم إنه سأل الله تعالى قائلا: "يارب من هذا الخلق الحسن، الذي قد انسني قربه والنظر إليه؟!" وجاءه الجواب: "أن يادم، هذه حواء.. أفتحب أن تكون معك، تؤنسك وتحادثك وتأتمر لأمرك؟" فقال ادم (عليه السلام): "نعم يارب، ولك الحمد والشكر مادمت حيا." فقال عزوجل: "إنها أمتي فاخطبها إلي". قال ادم (عليه السلام): "يارب، فإني أخطبها إليك، فما رضاك لذلك؟" وجاءه الجواب: "رضاي أن تعلمها معالم ديني.." فقال ادم(عليه السلام): "لك ذلك يارب، إن شئت". فقال سبحانه: "قد شئت ذلك، وأنا مزوجها منك".

    فقبل ادم بذلك ورضي به.

    تكريم الله لادم ورفض إبليس السجود له

    أراد الله عزوجل، أن يعبد من طريق مخلوقه الجديد، فأمر الملائكة بالسجود إكراما له، بمجرد أن خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه، فخرت الملائكة سجدا وجثيا.

    وكان إبليس، وهو من الجن، كان في عداد الملائكة حينما أمرهم الله بالسجود إكراما لادم(عليه السلام). وكان مخلوقا من النار، شديد الطاعة لربه، كثير العبادة له، حتى استحق من الله أن يقربه إليه، ويضعه في صف الملائكة... ولكن إبليس عصى هذه المرة الأمر الإلهي، بالسجود لأدم(عليه السلام)، وشمخ بأنفه، وتعزز بأصله، وراح يتكبر ويتجبر، وطغى وبغى، وظل يلتمس الأعذار إلى الله سبحانه، حتى يعفيه من السجود لادم(عليه السلام).

    وما فتئ يتذرع بطاعته لله وعبادته له، تلك العبادة التي لم يعبد الله مثلها ملك مقرب، ولانبي مرسل... وأخذ يحتج بأن الله خلقه من نار، وأن ادم مخلوق من تراب، والنار خير من التراب وأشرف: {قال: أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين}. {أأسجد لمن خلقت طينا}!.

    ولما كان الله سبحانه وتعالى، يريد أن يعبد كما يريد هو، ومن حي يريد، لاكما يريد إبليس اللعين هذا، صب عليه سوط عذاب، وطرده من الجنة، وحرمها عليه، ومنعه من اختراق الحجب، التي كان يخترقها مع الملائكة (عليه السلام).

    ولما رأى إبليس غضب الخالق عليه، طلب أن يجزيه الله أجر عبادته له الاف السنين، وكان طلبه أن يمهله الله سبحانه في الدنيا إلى يوم القيامه، وهو ينوي الإنتقام من هذا المخلوق الترابي، الذي حرم بسببه الجنة، وأصابته لعنة الله. كما طلب أيضا، أن تكون له سلطة على ادم وذريته، وظل يكابر ويعاند، ويدعي أنه أقوى من ادم، وخير منه: {قال: أرأيتك هذا الذي كرمت علي، لئن أخرتن إلى يوم القيامة، لأحتنكن ذريته إلا قليلا}.

    ادم (عليه السلام) يستعين بالله

    أعطى الله سبحانه وتعالى، أعطى إبليس اللعين ماطلبه وأحبه من نعيم الدنيا، والسلطة على بني ادم الذين يطاوعونه، حتى يوم القيامة، وجعل مجراه في دمائهم، ومقره في صدورهم، إلا الصالحين منهم، فلم يجعل له عليهم سلطانا: {قال: إذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا... إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.

    وعرف ادم ذلك، فلجأ إلى ربه مستعصما، وقال: "يا رب! جعلت لإبليس سلطة علي وعلى ذريتي من بعدي، وليس لقضائك راد إلا أنت، وأعطيته ما أعطيته، فما لي ولولدي مقابل ذلك؟" فقال سبحانه وتعالى: "لك ولولدك: السيئة بواحدة، والحسنة بعشرة أمثالها" فقال ادم (عليه السلام): "متذرعا خاشعا: يارب زدني، يارب زدني". فقال عزوجل: "أغفر ولاأبالي" فقال ادم (عليه السلام) "حسبي يارب، حسبي".

    نسيان ادم وحواء وخطيئتهما

    أسكن الله سبحانه ادم وحواء الجنة، بعد تزويجهما: {وإذ قلنا يادم أسكن أنت وزوجك الجنة} وأرغد فيها عيشهما، وامنهما، وحذرهما إبليس وعداوته وكيده، ونهاهما عن أن يأكلا من شجرة كانت في الجنة، تحمل أنواعا من البر والعنب والتين والعناب، وغيرها من الفواكه مما لد وطاب: {وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}.

    وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعة، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين، وقال: إني لأجلك يادم، والله لحزين مهموم... فقد أنست بقربك مني... وإذا بقيت على هذا الحال، فستخرج مما أنت فيه إلى ما أكرهه لك.

    نسي ادم(ع) تحذير الله تعالى له، من إبليس وعداوته، وغره تظاهر إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله، كما زعم له، فقال لإبليس: "وما الحيلة التي حتى لاأخرج مما أنا فيه من النعيم؟" فقال اللعين: "إن الحيلة معك:" {أفلا أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى}؟ وأشار الى الشجرة التي نهى الله ادم وحواء عن الأكل منها، وتابع قائلا لهما: {مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}.

    وازدادت ثقة ادم(عليه السلام) بإبليس اللعين، وكاد يطمئن إليه وهو العدو المبين، ثم إنه استذكر فقال له: "أحقا ماتقول": فحلف إبليس بالله يمينا كاذبا، أنه لادم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له: "تأكل من تلك الشجرة أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة إلى الأبد".

    لم يظن ادم(عليه السلام)، أن مخلوقا لله تعالى يحلف بالله كاذبا، فصدقه، وراح يأكل هو وحواء من الشجرة، فكان ذلك خلاف ما أمرهما به الله سبحانه وتعالى.

    الخروج من الجنة

    ماكاد ادم وحواء، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى نادى مناد من لدن العرش الإلهي، أن: "يادم، اخرج من جواري، فإنه لايجاورني من عصاني".

    وبكى ادم(عليه السلام) لما سمع الأمر الإلهي له بالخروج من الجنة... وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريما. فبعث الله عز وجل جبرائيل(عليه السلام)، فأهبط ادم إلى الأرض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فأنزل حواء إلى جدة..

    ثم أن الله سبحانه وتعالى، أمر ادم أن يتوجه من الهند إلى مكة المكرمة، فتوجه ادم إليها حتى وصل إلى الصفا... ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة، حتى التقيا من جديد في عرفة. وهناك دعا ادم ربه مستغفرا: اللهم بحق محمد واله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها.

    الرحمة والغفران

    {وتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه}.

    وأوحى الله عزوجل إلى جبرائيل(عليه السلام): إني قد رحمت ادم وحواء، فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكة من قبل، وأنرها لهما بالحجر الأسود. فهبط جبرائيل(عليه السلام) بالخيمة ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها، وجاء بادم وحواء إليها.

    ثم إنه سبحانه أمر جبرائيل بأن ينحيهما منها، وأن يبني لهما مكانها بيتا بالأحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكة والخلق من ادم ولده، فعمد جبرائيل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله.

    وأقال الله ادم عثرته، وغفر زلته، وعده بأن يعيده إلى الجنة التي أخرج منها. وأوحى سبحانه إليه، أن: "يادم، إني إجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، أن تعبدني، ولاتشرك بي شيئا، واحدة منهن لك: أجازيك بعملك، أحوج ماتكون، وكلمة بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الإجابة، واحدة بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك.

    وهكذا، أنزل الله على ادم(عليه السلام) دلائل الألوهية والوحدانية، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع، والسنن والحدود.

    قابيل يقتل هابيل

    كان قابيل أول أولاد ادم(عليه السلام). فلما أدرك سن الزواج، أظهر الله سبحانه جنية يقال لها جهانة، في صورة إنسية، فلما راها قابيل أحبها، فأوحى الله تعالى إلى ادم(عليه السلام) أن يزوجها من قابيل ففعل.

    ثم لما ولد هابيل، الإبن الثاني لادم (عليه السلام). وبلغ مبلغ الرجال، أهبط الله تعالى إحدى حوريات الجنة، فراها هابيل وأحبها، فأوحى الله لادم (عليه السلام) أن يزوجه بها.

    ثم إن الله سبحانه وتعالى، أمر نبيه ادم (عليه السلام)، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند ولده هابيل، ويعرفه بذلك... ولما علم قابيل بذلك، غضب واعترض أباه قائلا: "أنا أكبر من هابيل، وأنا أحق بهذا الأمر منه".

    وتحير ادم(ع)، فأوحى الله إليه أن يقول لابنه قابيل: "يابني، إن الأمر لم يكن بيدي، وإن الله هو الذي أمرني بذلك، ولم أكن لأعصي أمر ربي ثانية، فأبوء بغضبه، فإذا كنت لاتصدقني، فليقرب كل واحد منكما قربانا إلى الله، وأيكما يتقبل الله قربانه، يكن هو الأولى، والأحق بالفضل ومواريث النبوة.

    قدم قابيل قربانا من أيسر ملكه، وقدم هابيل قربانه من أحسن ماعنده... فتقبل الله سبحانه قربان هابيل، بأن أرسل نارا تركت قربان قابيل كما هو، مما أثار حفيظة قابيل، وأجج نار الحقد في صدره.

    وسوس له الشيطان بأن: اقتل أخاك فينقطع نسله، وتريح أولادك من بعدم إن كان لك ولد، ثم لايجد أبوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها، وذريتك من بعدك..

    وسولت له نفسه قتل أخيه هابيل، فقتله... وكانت أول جريمة على وجه الأرض، نفرت الوحوش والسباع والطيور، خوفا وفرقا.

    ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته... وماذا يصنع بجسد أخيه الملقى على الأرض بلا حراك؟... ويبعث الله تعالى غرابين يقتتلان في الجو، حتى يقتل أحدهما الاخر، ثم يهوي وراءه إلى الأرض، فيحفر، بمخالبه حفرة، يدفن فيها صاحبه، وقابيل ينظر ويرى.

    أدرك قابيل عجزه وضعفه وقال: "ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي} وأدفن جثته، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقير صاحبه المقتول؟! {فأصبح من النادمين}.

    ذرية ادم(عليه السلام)

    ولد لادم وحواء سبعون بطنا، على مايروى، وكان أول أولادهما قابيل ثم هابيل اللذين لم ينجبا على مايبدو...

    ولكن الله جل وعلا وهب لادم وحواء إبنهما شيثا (هبة الله) ومن بعده ولد لهما يافث.. فلما أدركا وبلغا مبلغ الرجال، وأراد الله أن يبلغ بالنسل مانرى... وأن يكون ماقد جرى به القلم، من تحريم ماحرم الله تعالى، من زواج الإخوة وبالأخوات أنزل سبحانه من الجنة حوريتين، هما نزلة ومنزلة، وأمر ادم أ، يزوجهما من شيث ويافث، فكان ذلك... ولد لشيث غلام، ولدت ليافث جارية، فأمر الله تعالى أن يزوج ادم (عليه السلام) إبنة يافث من ابن شيث.

    ولم يحرم الله ادم وحواء من الإناث، فقد رزقهما الله ابنة أسمياها عناق، تزوجت ولدت ولدا اسمه عوج، وصار فيما بعد جبارا شقيا، عدوا لله ولأوليائه، فسلط الله عليه وعلى أمه عناق من قتلهما.

    وفاة ادم وحواء

    انقضت أيام ادم(عليه السلام)، فأمره الله أن يوصي إلى ولده شيث، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والاثار، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل، حتى لاتتكرر الجريمة المأساة، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل.

    وتوفي ادم(عليه السلام) وله من الذرية من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمر تسعمائة وستين سنة، ودفن في جبل أبي قبيس، وجهه إلى الكعبة المشرفة على ماذكر في كتب السير. ولم تعمر حواء بعد ادم إلا قليلا، عاما واحدا مرضت بعده وماتت، ودفنت إلى جانب ادم(عليه السلام).

    وفي أيام النبي نوح(عليه السلام)، وعندما حصل الطوفان، أوحى الله سبحانه إلى نوح أن يحمل معه في السفينة جثمان أبيه ادم (عليه السلام) إلى الكوفة، فحمله إلى ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، حيث دفنه هناك في المكان المعروف بمرقد نوح(عليه السلام)..
    التعديل الأخير تم بواسطة *مزون شمر*; 12-07-2010, 09:14 PM.
  • الناري
    عـضـو
    • Sep 2011
    • 1

    #2
    رد: قصة ادم عليه السلام

    بارك الله بيك وتمنى ان تعرض اين نزل ابليس اللعين في اي مكان

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...