السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
تفسير اخر ايتين في سورة البقره..لابن كثير
امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة في ليلته كفتاه .
" قال الإمام أحمد : حدثنا حسين حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي عن خرشة بن الحر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي "
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فضلنا على الناس بثلاث أوتيت هذه الايات من اخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم يعطها أحد قبلي ولا يعطاها أحد بعدي.
وقد روى الحاكم في مستدركه حدثنا أبو النضر الفقيه : حدثنا معاذ بن نجدة القرشي حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا أبو عقيل عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال : لما نزلت هذه الاية على النبي - صلى الله عليه وسلم - " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " حق له أن يؤمن " ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقوله" والمؤمنون " عطف على الرسول ثم أخبر عن الجميع فقال " كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره ولا رب سواه ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء لا يفرقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبيل الخير وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله حتى نسخ الجميع بشرع محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تقوم الساعة على شريعته ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين وقوله " وقالوا سمعنا وأطعنا" أي سمعنا قولك يا ربنا وفهمناه وقمنا به وامتثلنا العمل بمقتضاه " غفرانك ربنا " سؤال للمغفرة والرحمة واللطف قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا ابن فضل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون " إلى قوله " غفرانك ربنا " قال قد غفرت لكم " وإليك المصير " أي المرجع والماب يوم الحساب . قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن سنان عن حكيم عن جابر قال : لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " قال جبريل إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إلى اخر الاية .
وقوله " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " أي لا يكلف أحد فوق طاقته وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابة في قوله " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " أي هو وإن حاسب وسأل لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها فهذا لا يكلف به الإنسان وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان وقوله " لها ما كسبت " أي من خير " وعليها ما اكتسبت " أي من شر وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف. ثم قال تعالى مرشدا عباده إلى سؤاله وقد تكفل لهم بالإجابة كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان أو فعلنا حراما كذلك أو أخطأنا أي الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : " قال الله نعم " ولحديث ابن عباس قال الله " قد فعلت " وروى ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي عن عطاء قال ابن ماجه في روايته عن ابن عباس وقال الطبراني وابن حبان عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وقد روي من طريق اخر وأعله أحمد وأبو حاتم والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الهذلي عن شهر عن أم الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطإ والنسيان والاستكراه" قال أبو بكر فذكرت ذلك للحسن فقال : أجل أما تقرأ بذلك قرانا " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " . وقوله " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلا ل والاصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " قال الله نعم " وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله قد فعلت " وجاء في الحديث من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " بعثت بالحنيفية السمحة " . وقوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قبل لنا به وقد قال مكحول في قوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال العزبة والغلمة رواه ابن أبي حاتم قال الله نعم وفي الحديث الاخر قال الله قد فعلت . وقوله " واعف عنا " أي فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا " واغفر لنا " أي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة " وارحمنا" أي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب اخر ولهذا قالوا إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره . وقد تقدم في الحديث أن الله قال نعم وفي الحديث الاخر قال الله " قد فعلت ". وقوله " أنت مولانا " أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول لنا ولا قوة إلا بك " فانصرنا على القوم الكافرين " أي الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك وعبدوا غيرك وأشركوا معك من عبادك فانصرنا عليهم واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والاخرة قال الله نعم . .
من قرأ اخر ايتين من سورة البقرة كفتاه
دمتم بخير اتمنى الاستفاده للجميع
امير![.](https://v.3bir.net/core/images/smilies/c.gif)
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
تفسير اخر ايتين في سورة البقره..لابن كثير
امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة في ليلته كفتاه .
" قال الإمام أحمد : حدثنا حسين حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي عن خرشة بن الحر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي "
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فضلنا على الناس بثلاث أوتيت هذه الايات من اخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم يعطها أحد قبلي ولا يعطاها أحد بعدي.
وقد روى الحاكم في مستدركه حدثنا أبو النضر الفقيه : حدثنا معاذ بن نجدة القرشي حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا أبو عقيل عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال : لما نزلت هذه الاية على النبي - صلى الله عليه وسلم - " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " حق له أن يؤمن " ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقوله" والمؤمنون " عطف على الرسول ثم أخبر عن الجميع فقال " كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره ولا رب سواه ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء لا يفرقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبيل الخير وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله حتى نسخ الجميع بشرع محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تقوم الساعة على شريعته ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين وقوله " وقالوا سمعنا وأطعنا" أي سمعنا قولك يا ربنا وفهمناه وقمنا به وامتثلنا العمل بمقتضاه " غفرانك ربنا " سؤال للمغفرة والرحمة واللطف قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا ابن فضل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون " إلى قوله " غفرانك ربنا " قال قد غفرت لكم " وإليك المصير " أي المرجع والماب يوم الحساب . قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن سنان عن حكيم عن جابر قال : لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " قال جبريل إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إلى اخر الاية .
وقوله " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " أي لا يكلف أحد فوق طاقته وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابة في قوله " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " أي هو وإن حاسب وسأل لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها فهذا لا يكلف به الإنسان وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان وقوله " لها ما كسبت " أي من خير " وعليها ما اكتسبت " أي من شر وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف. ثم قال تعالى مرشدا عباده إلى سؤاله وقد تكفل لهم بالإجابة كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان أو فعلنا حراما كذلك أو أخطأنا أي الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : " قال الله نعم " ولحديث ابن عباس قال الله " قد فعلت " وروى ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي عن عطاء قال ابن ماجه في روايته عن ابن عباس وقال الطبراني وابن حبان عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وقد روي من طريق اخر وأعله أحمد وأبو حاتم والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الهذلي عن شهر عن أم الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطإ والنسيان والاستكراه" قال أبو بكر فذكرت ذلك للحسن فقال : أجل أما تقرأ بذلك قرانا " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " . وقوله " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلا ل والاصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " قال الله نعم " وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله قد فعلت " وجاء في الحديث من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " بعثت بالحنيفية السمحة " . وقوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قبل لنا به وقد قال مكحول في قوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال العزبة والغلمة رواه ابن أبي حاتم قال الله نعم وفي الحديث الاخر قال الله قد فعلت . وقوله " واعف عنا " أي فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا " واغفر لنا " أي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة " وارحمنا" أي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب اخر ولهذا قالوا إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره . وقد تقدم في الحديث أن الله قال نعم وفي الحديث الاخر قال الله " قد فعلت ". وقوله " أنت مولانا " أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول لنا ولا قوة إلا بك " فانصرنا على القوم الكافرين " أي الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك وعبدوا غيرك وأشركوا معك من عبادك فانصرنا عليهم واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والاخرة قال الله نعم . .
من قرأ اخر ايتين من سورة البقرة كفتاه
دمتم بخير اتمنى الاستفاده للجميع
امير
![.](https://v.3bir.net/core/images/smilies/c.gif)
تعليق