تويت
يخاطبني السفيه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل الاستمرار في الحياه لا بد لنا من الاختلاط بالأخرين قد نواجه عقبات و تحديات قد نجد ايادي مسانده لنا
وربما العكس قد نواجه سفهاء نصعق عندما نرى اناس بمستوى سفاهتهم
فتكون لكل منا ردات فعل مختلفه عند مواجهتم
اولها اننا نقابل السيئه بالسيئه وربما نزداد غضبا فيرد السباب بالسباب فينقص بذلك الايمان وتشتعل في القلوب النيران وبذلك يصل ذاك السفيه الى هدفه المقصود
ومنا من يتحلى بالصمت والتجاهل والحلم وقد وصف الشافعي حال الحليم في عدة مواضع فقال:
اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت
فان كلمته فرجت عنه و ان خليته كمدا يموت
وقال :
و الصمت عن جاهل أو احمق شرف ***و فيه أيضا لصون العرض اصلاح
أما ترى الاسد تخشى و هي صامتة؟ ***و الكلب يخسى لعمري و هو نباح
وقال أيضا:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحراق طيبا
وهذه الابيات مستقاه من الايه الكريمه في قوله تعالى في عباد الرحمن (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
كما ان للشعر العربي النصيب الأوفر للرد على مثل هؤلاء السفهاء
فيقول الشاعر:
أعرض عن الجاهل السفيه ** *فكل ما قاله فهو فيه
فلا يضر نهر الفرات يوما ** *إذا خاض بعض الكلاب فيه
ويقول أخر :
لو كل كلب عوي ألقمته حجرا ** *لصار الصخر مثقال بدينار
ويقول أخر:
ما ضر الورود وما عليها **** إذا المزكوم لم يطعم شذاها
ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة **** ألا يرى نورها من ليس ذا بصر
وما يضر البحر أمسى زاخرا ***** أن رمى فيه غلام بحجر
ويقول أخر :
تجرد ما استطعت من السفيه ***بحسن الحلم إن العز فيه
فقد يعصي السفيه مؤدبيه ***ويبرم باللجاجة منصفيه
تلين له فيغلظ جانباه ***كعير السوء يرمح عالفيه
و العير بمعنى الحمار
وهنا نقل بعض من أبيات إيليا أبي ماضي ذات علاقة بالموضوع لتلطيف الجو لا أكثر:
لما سكت حسبت أنك ناج
هيهات إني كالمنون أفاجي
إن كان داخلك الغرور فإنه
ما انفك في البسطاء والسذاج
حاولت أن تهتاجني عن مربضي
لتنال ذكرا ، خبت يا ذا الراجي
عار إذا أنشبت فيك مخالبي
إذ ليس من خلقي افتراس نعاج
قد كنت أزهد في الهجا لو لم يكن
لك يا مريض العجب خير علاج
وفي بعض الأحيان قد نبادل ذاك السفيه ببعض النظرات التي ربما يتمنى الهروب من أمامها لشده الاستحقار الذي وقع فيه
وفي بعض المواقف التي قد تعجز فيها النفس على الصمود أمام ذاك السفيه فتسارع العيون بإهمار الدموع
لصعوبه الموقف وقوة وقعه على النفس وتلك من أسهل و أضعف الحلول لمواجه السفيه
تعليق